لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-06-12, 04:32 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 





الفَضفَضه.../ بَعض الأحيآن تَكون هَلوسة نَندم عَليهآ..! بَعد الدَقيقه الأولى مِن الإنتهآء منهآ







يجلس امام اخته متوترا ،، يشعر بقدرتها على اختراق دماغه حتى تصل تلك الكلمات التي رسخت في جدران اصغر الخلايا العصبية ؛
يعلم إنها تنتظر افصاحه عما بجعبته ،، فحضوره في هذا الوقت ضاربا بدوامه عرض الحائط لابد ان يكون له دافعا قويا !

نظرت نحو ابنتها عند قوله : مينووو خالوو قومي جيبيلي مي



الطفلة التي كانت مندمجة مع بطلها الكارتوني التفتت نحوه ثم القت بنظراتها نحو كأس الماء القابع فوق الطاولة : خالوو مو يمك ؟


إبتسم بـ صدق وهو يريد التخلص من ذلك التوتر بأقسى سرعة ،، لا يستطيع التعايش مع ازمة نفسية كهذه !
لن يحتمل

استطرقت شقيقته : إحجي عمر مينا متفتهم شي



تلك الـ مينا اعترضت : ماااماااااااا شنووو ما افتتتتهم ؟



كانت على وشك البكاء عندما مد ذراعه بإتجاهها : تعالي خالوو

جائته راكضة فإحتضنها ثم اجلسها بقربه : خلي تولي ملك ،، هية متفتهم مووو حبيبتي ؟



وضعت بموقف محرج فتمتمت بخجل : خالوووو !



قبل رأسها بضحكة خرساء ثم رفع عينه نحو ملك قائلا : اني بمشكلة



بهت لونها ،، فطمأنها مسرعا : لتخافين ولتروح افكارج لمدري وين
أكمل وهو يهرب بنظراته و يزفر نفسا طويلا : علي ... يريد يزوج لينا



لم تقل شيئا ..!
فجر نظراته نحوها منتظرا منها اي ردة فعل
تكلمت بحدة : عمررر ،، لتنسى نفسك ،، و لتنسى زينب !


تراخت ذراعه من حول ابنة اخته فتركها و عاد بجسده ليرتاح في احضان الاريكة ،، رفع سبابته و الإبهام ليدفع بشدة بشرة صدغه نحو الداخل علها تضغط بتلك الافكار السامة في تجاويفا صغيرة جدا و تنحصر بداخلها فتريحه !


اردفت : الله ينطيها على قد قلبها ، و اقول هيجي لإن قلبها اسـو..



قاطع حديثها بـ هدوء : ملك ،، اني صدق متورط ،، لتقعدين تحجين عليها بلا فائدة



استغربت : شنووو الورطة ؟ انته شعليك ؟! انته اصلا متزوج و منتهي كل شي ،، خلي اخوها يزوجها يحرقها انته شدخلك ؟؟


كي احرقه !
هذا ما تبادر لذهنه عند قول اخته

بصدق حائر : هية مموافقة



بحدة : لتواافق انته شكووو ؟ منو عيينك ولي امرها ؟ هوة اخوها وادرى بمصلحتها


هز رأسه رافضا : مو مصلحتها ،، الشغلة طويلة ،، وعلي يريد يزوجها بأي طريقة حتى يخلص و ميهمه اذا توافق لو لأ



انتابتها رعشة فصرخت مرعوبة : عزززززة بعينهااااا لتقلي مسووية مصيبة وية واااحد ؟؟؟




صرخ بها و جسده يشتعل بنار تلظى بعد أن تقدم بجلسته متأهبا لحرب طاحنة : وووووجع شنووووو هالحججي ،، طبعاااا لااااء ،، شقد ثووولة انتي




مينا ارعبها صراخ خالها و تقلص جسده قربها و كإنما اصيب بصعقة كهربائية صيرت جسده لقطعه من جماد !

تعوذ من الشيطان ثم عاد بنظره نحو اخته : انتي ليش هيجي تكرهيها ؟ وحتى لو تكرهيها ميحقلج تفكرين بيها بهالطريقة ،، ملك البنية بت ناس و تخاف الله !



عادت لـ تذكره بمأسآته : تخاف الله ؟ لو تخافه جان متبطرت ' من التبطر ' على نعمته و رفضتك ،، لو تخافه جان ماستهزئت بيك و بية عبالك دا اقدي ' اشحت ' منها ،، إسكت عمر لتذكرني لإن اني هاي البنية اذا اشرب دمها هم ما اشبع !



لقد صعبت الامر عليه كثيرا ،، تعاقدت برأسه بلايين الافكار
ان وافق على طلب علي ،، سيخسر الكثير ،
فـ والدته بالمقدمة
و من ثم ملك ... و زينب !
و هي في الخاتمة


فهو اكيد بإنها لا تمتلك كلمة رضوخ في قاموسها ،، وعلي لن يستطيع ان يكبح جماح غضبها بسهولة
تلك اللين بإستطاعتها القتال حتى اخر رمق لها في الحياة ،، و ما يخيفه حقا هو ان اخاها يحمل اضعافا مضاعفة من ذلك العناد
و ستدب بينهما حربا الرابح فيها بكل تأكيد هو علي !


ولا خاسرا غيره هو ،،
صحيح انه حينما قرر الزواج و تكوين حياة بعيدة عمن يمتص دمه كان يستشعر حدوث مثل هذا اليوم الا انه لم يعلم ان تحوله لواقع سيثير شرايينه و اوردته بـ فيضانات دموية تجعل مؤشر جهاز قياس الضغط يلتصق في نهاية النصف دائرة !

لا بل كان يعلم ،، و متأكدا ايضا
الا انه قرر المجازفة بنفسه ،، فهو بكل الاحوال لم يكن سيفعلها يوما و يتقدم لطلب يدها !
و توجب عليه أن ينسحب بجيوشه الـخاسرة راضخا لأي هجوم نسائي أخر عله يستطيع احتلاله فينسيه هجوما سابقا قد دمر قلاعه و استوطن اعضاءه و حواسه أجمع !


بإقتضاب قرر ان ينهي حيرته : علي يريدني اخذهـ ـ ـآ



صرخت به فزعة وهي تهب واقفة : شنوووووو ؟؟؟ عزززة بعيييني و لتقووول قبلللت ؟؟ عممممر والله احرررق الدنيااا على رااسك اذا تقبببل



مينا انتفضت و قام هو بتهدئتها بعد ان احاطها بذراعه : ملك صووتج



صرخت من جديد : ياااصوووت ؟؟ إنتتته اكيد تخبلللت اذا تفكررر بس بهالموضووع ،، إنتتته متزووج ،، تعررف شنو يعني متزوج ؟؟ و مررتك تسوى ليناا و عشرة مثلهاا ،، شتريييد من الله بعـــد ؟


هذه ردة فعل ملك ،، فكيف بوالدتي ؟
و تلك المسماة بزينب ؟
ما فعلته في حياتها لتعاقب ببائس مثلي ؟!

لست ببائس ،، و لكني رجل عاشق حتى شعرة رأسي !
لربما لو كنت بذات الموقف و لكن الفتاة غيرها لوافقت من غير ان استشير احدا
فوقتها اكون قد عملت برجولتي و شهامتي لأحمي اخت رفيقا بل اخا لم تلده امي

و لكني الآن احتاج من يحميني من حب اثقل كاهلي ، فكيف بي ان اربط نفسي بعقدة ' لينة ' طيلة امدي ؟!
و ما اقساه من شعور حين أفكر برفضها لي ،
إن تجرأت و وافقت أنا متبعا أوامر ما ينبض بيسار صدري و كانت ردة فعلها الرفض من جديد ماذا سيحدث ؟
سأقتلها ،، فهذا افضل حلا لأتخلص من عدوانها العاتي المدمر لـ قوة اتمسك بها بـ ضعف


حدث اخته بهدوء : قعدي خلي نتناااقش



بذات الغضب : مااكوووو نقاااش بهالموضوع ،، قطنننة وشيلها من اذنـــك ،، المفرووض متنننسى شسوت بيك هالبنية من رفضتك ،، لتنسسسى شلون ذلتني لإن قلتلها على حبك ،، لتنسسسى انك متزووج ،، عيييب عليك والله !


هددها ناهرا : ملك جاااي حتى اناقشج مو حتى تتعاركين ،، لتخليني اندم انو جيت



لم تهتم وهي تمد بيدها نحو ابنتها : انننندم ،، لازم تنـــدم ،، اصلا المفروض اول ميقلك ترزززله ،، هوة واخته ناس انانيين شايفين نفسهم و شميصير بيهم حييييل يستاهلوون



بالفعل بدأت تثير حنقه ،، إن من تتكلم عنهما من اقرب الناس لقلبه
ولا يستطيع السماح لها بـ هكذا حديث : خللللص ملك بلللة لغووة زايدة ،، قعدي خلي نحجي مثل الاوادم



دفعت بإبنتها التي جاءت نحوها بخطوات مرتابة : مينااا روحي للغرفة وعوفينا شوية


بطاعة ابتعدت الطفلة وهو ظل يراقب خطواتها الحائرة حتى صرخت به اخته مجددا : باااااوعنننني عممممر ،، إذاا وااافقت على حجي المخبببل صديقك رح تخسرناا كلنا ،، و لتقلي حب و ما حب ،، من انعل ابوو هيجي حب يذل الوااحد



فرك رأسه غاضبا ناقما !
لا يستطيع القيام بالتفكير السليم ،، يكاد يفقد احد ابراج عقله !
شقيقته محقة جدا ،، فإبنة السلطان لا تستحق ان يفعل لأجلها ما يفعل
لا تستحق ان تحتل هذا الحيز الهائل من ايامه ،، لا تستحق !
و لكن كما قال من قبل ،، فالحيلة ليست بيده و إنما بقلبه الأحمق


جلست وهي تزأر و تزأر كـ لبوة تحاول حماية صغارها من الخطر ،، نعم هكذا كانت ملك عند اي موضوع يتعلق بلينا
و كإنها أكيدة بإن تلـك هي خطر كبير على حياة شبلهم الغالي !
و لكن أنى لذلك الشبل ان يفهم تخوفها و مرارة شعورها و هو لا يحمل لذلك الخطر سوى عشقا بين جنبات صدره ؟!


حاول ان يكون دبلوماسيا : أني لهسة مقتله شي ، بس مخنوووق ،، و محد رح يفتهم خنقتي غيرج ،، أعرف تكرهيها ، بس اني ما اقدر ،، و الله لو بيدي جان كرهتها ،، و سمعيني زين ، اني مو ضعيف قدامها ، بس ضعيف وراها ، تعرفين شنو يعني وراها ؟ ملك .. والله لو زواج عادي و مثل الناس جااان موقفت بوجه علي ،، بس هوة يريد يشمرها شمممر ' رمي '


عادت لتطعن بها : ليش شمصخمممه حتى بـ ـ ..!!


و عاد هو ليصرخ بها : ملللك و سسسم ،، حرااام عليج تحجين عالبنية انتي عندج خواات و بنية ،، لينااا اشرف من الشرف ،، بس الاثوول اخوها وااقع بمشكلة و خايف يصير بيه شي فيريد يزوجها و يرتاح ،، ' بحدة لا يستخدمها مع شقيقاته ' إفتهمتتتي ؟


توترت نظراتها بعد قوله ،
هي لا تود ان تكون رامية ،، تستغفر الله من هكذا ذنب
الا انها لا تريد لأخيها ان يجرب المعاناة من جديد ،، لا تريد أن يسقى مرارة الرفض مرة اخرى
فتلك لن توافق ان تقترن به ابدا !

وهو قد كون حياة هانئة بعيدا عنها و عن مآسيها فلم يعود بنفسه نحو نقطة الصفر بل و تحتهآ ؟!
و إن إرتأى الموافقة مالذي سيفعله بخصوص زينب ؟
لن يظلمها ،، بالطبع لن يفعل !
هي تعرف عمر
و كل ما يقوله الآن لن تحتسبه ضده ،، فهو حتى هذه اللحظة مشدوها بطلب أخيها
يعيش ثورة مشاعر من حقه ان يتذوقها الان فقط ،، و لكنه سرعان ما سيهدأ و يعود له عقلا قد اختفى منذ امد قصير !


لم تتخيل إن اعادة عقله لمحله سيكون بهذه السرعة ،، إذ إنه أرخى برأسه على ظهر الأريكة هامسا بـ خفوت : أني شجنت افكر ؟ من كل عقلي فكرت ... أخـ ـ ـذها ؟!



تركته حرا ليطلق ما بنفسه من عنان ،، وهو اردف بتيه و كإنه يحادث روحا تسكن جسده : السلطااااانة الي طول السنين الراحت واني اتدرب حتى انساها و اكمل حياتي بعيد ارجع و ادخل نفسي بيها و بحياتها و بمعمعة لا اول الها و لا تالي ؟ ليش تخبلت ؟ طبعااا لاا ،، و زينب شنو ذنبها ؟


رفع رأسه قليلا ليتمكن من النظر لأخته و ابتسم هازئا : صدق زمال اذا سويتها ،، جم مرة قلت ما اريدها و هسة بهالبساطة اغير رأيي ؟ .. هه ،، ' بزفرة مجهدة ' أستغفرررك ياارب


ضاق صدر لها من ضيق صدره ، لم تشأ أن تراه بهذا الضعف يوما
تعلم إنه يجاهد بكل ما اوتي من شجاعة ليرفضها بعد ان قدمت له بطبق لذيذ
كـ صائم طعام و شراب و وجد أمامه وليمته التي يحلم كل ليلة بتذوقها فقط ، هل سيتركها لأخر يقف بجوارها و ينتظر ان يلتهمها بكاملها ؟

يا حبيبي يا عمر ،
كان الله بعونك و الهمك القوة و الصبر
و انقذك مما ابتلاك فيه
فالحب إبتلاء ،، و أنت ابتلاك الرحمن ليختبر صبرك و إخلاصك !
و ها انت ترغمني على الوقوف لك ورفع قبعتي احتراما


بالفعل استقامت و تقدمت منه ، راقبها بعين حائرة ، و ارتسمت ابتسامة خفيفة حول فمه عندما مالت نحوه لتقبل خده ثم تحتضنه : يا عمري انته ،، الله ينطيك على قد قلبك يارب ، يابو قلب الطيب !


أختي و غاليتي انتي .. قد ارسل لي ربي ما يملأ قلبي ، و ها أنا أرفض نعمة انزلت لي من رب السماوات ،، فقط ، كي لا اكون نقمة على غيري !








.
.
.













أتما غداءهما المكون من وجبات سريعة تأتي بها عند عودتها من العمل
فهي لم تتقن فن الطبخ يوما ولا تنوي اتقانه ،، و لحسن حظها إن أخاها لا يرغب بتذوق طعاما من قبل مبتدئة ، فيرضيه طعام المطاعم لحين عودة جدته

كانت تشعر بنظراته المنصبة نحوها ،، حاولت عدم إظهار اهتمامها بما يريد قوله
فهي اليوم لا تطيق له كلمة ،، تشعر بأنها مكتوفة اليدين قرب جلنار ،، أرسلها امام عينيها لـ منفى حتى و إن كان قريبا فهو منفى ،، و هي تنظر له بعدم رضا و لكن ما باليد حيلة

و بالطبع لم تنس أيضا ما قاله أمس بخصوص تزويجها ،، و هو الأمر الشاغل عقلها جدا ،، عليها ان تتعامل معه بسياسة هادئة ،، ستبتعد عن عنادها الساري في عروق جسدها فقط كي لا تثير جنونه ، حتما سيفاتحها بالموضوع قريبا !

تقف امام المغسلة تغسل اواني طعام الغداء و هو يجلس على الاريكة مستمتعا بـ كوب الشاي الذي بيده و متابعا لأخبار البلاد بهدوء ،، من يراه لا يصدق إنه الثائر الذي لا يتوانى عن الصراخ و إن علم إنه سيموت اثر الغضب

بعد ان تنهي عملها ستذهب لتجهيز نفسها ،، حيث سيأخذها علي لمنزل عمها الكبير ' أبو محمد ' ،، فليس له من الرجال سوى محمد وهو رجل متزوج ،، و يجلس في منزل منفرد ، و من الفتيات له سهى و زهراء ،و الاثنتان ما زالتا في المقاعد الجامعية

لا تعلم ما نهاية هذا التشرد ،، إنهم ليسوا بأول من يتشرد من منزله ،، بالعكس قد يكونوا اخر ،، فلو حدث ذلك منذ سنين لكان الامر طبيعيا ،، فوقتها تهجر الألاف من ديارهم خوفا من طغيان عديمي الرحمة
و لكن أكثرهم عادوا حيث اراضيهم في الثلاث سنين الأخيرة والتي حملت معها هدوءا نسبيا ما بعد العاصفة !

و هم .. قدر لهم أن يتركوا كل شئ الآن ،، كانت قد حضرت مصوغاتها الذهبية مسبقا و ما يقومون بتخزينه من اموال كي يأخذها علي الى احد المصارف الاسلامية ،، فهي تعلم إن أخذتها منزل عمها ستترتب على أثرها الكثير من المشاكل

فتارة حسـدا ،، و أخرى خوفا من ضياعها الذي ان باحت به ستكون كمن يتهمهم بالسرقة ،، فإرتأت الحل الأفضل هو الإبتعاد عن الشر ،، و عدم الغناء له !

عندما اكملت عملها ،، مسحت يديها بالـمنشفة الخاصة و انتزعت من رقبتها رداء المطبخ و هي تتحرك به نحو مكانه المخصص ،، وقتها انخفض صوت التلفاز فعلمت بإنه حان وقت المواجهة !

سمعت صوته الذي خرج عميقا : اليوم صار انفجار بـ الاعظمية و بالكاظم ... يقولون القتلى 40 بس هسة تلقيهم فوق الـ 200



هزت رأسها بـ خنوع وهي تلتفت حدوه : الله لا ينطيهم ان شاء الله ،، ياااارب دخيلك شنو ذولا ؟ علي ميشبعون من الدم ؟!



إبتسم ساخرا : لا و شوفي الاغبياء ،، إنفجاراتهم بنفس الوقت بمناطق سنية و شيعية ،، يعني حتى الزمال يفتهم هاي من طرف واحد حتى تصير فتنة و ترجع مشاكل الطائفية


اهتمت بمناقشة الموضوع فشـآركته الجلوس ،، إختارت أن تجلس على الاريكة المنفردة وهي تتابع التلفاز : بس قبل لتجي شفت مفتي الديوان السني و مفتي الديوان الشيعي اثنينهم جانوا بإجتماع واحد و قالوا انه الي ديصير من تفجيرات للديوانين هوة من مصدر واحد يريد يشتت الأمن من جديد


بإعجاب رفع حاجبيه : إي خير ان شاء الله ،، عيني حتى الشعب صاير يفتهم وعرف منو ورة هالهوسات ' الفوضى '



ذكرته بـ شرود : تتذكر قبل 5 سنين من صارت حادثة جسر الأئمة ؟! همين بالاعظمية جانت !



أكمل عنها وعينه لمعت بشكل تلقائي : يااااابة شذكرتيني ،، جانوا الزوار رايحين للكاظم و الجسر وقع بيهم هلقد مهواية ،، و عثمااان البطل الله يرحمه هوة وجمااعته كلهم شباب الاعظمية نقذوا نص الغرقانين



ثارت مشاعرها و فلتت من بين رموشها دمعة فريدة مسحتها بهدوء مكملة : يمكن عثمان نقذ 11 واحد ، هنيااااااله ' هنيئا له '



هز رأسه متمتما ' أتوقع أكثر ، الله يرحمه '
ثم التفت برأسه نحوها وهو يحرك جهاز التحكم عن بعد بين يده قالبا له رأسا على عقب كل تارة : هسة لعد خلي نوحد الطوائف

عقدت حاجباها متساءلة وهو أردف بعد ان توقفت يده عن الحراك : عمر ؟ شقلتي عليه ؟



لا تعلم ما سبب ما تشعر به عند كل ذكر لذلك العمر ،، اعتصرت امعاءها و خرج صوتها مشدوها : علي .. مو كـ ـآفي حجـ ـي بهالموضوع ؟! عمـ ـ ـر متـ ـزوج



بحدة علق مشيرا نحوها والجهاز مازال بيده : معلية متزوج لو مطلق ،، حتى لو ياخذج على مرته شكو بيها ؟ هو سبع ' شجاع ' و يقدر يفتح بيتين ،، و بعدين مرة متاكل مرة عادي



اصيبت بالغثيان لـ شدة كلامه الخادش للمشاعر ،، ' مرة متاكل مرة ؟ '
اخوها لا يعرف الكثير عن عالم النساء ،، لذلك يبسط هول الموضوع ،، فبالنسبة لها تجد إن قتال النساء من أجل رجل يكافئ قتال دولتين من أجل اليورانيوم

و هي لا ترغب أن تعيش في حروب مع احداهن ،، ليس من أجل رجل ، مستحيل
إن تفكيرها أسمى من هذا الهراء !
إشمئزت وجدا و بان ذلك على ملامحها المكفهرة وهو قال مكملا : شوفي ،، بصراحة انتي ضرغام احسنلج ،، يعني كلشي تريدين موجود بيه ،، بس اني ما اتطمن عليج الا وية عمر ، حتى لو جان متزوج 3 وانتي الرابعة هم احس رح يعاملج غير ،، هوة من يومه يحبج و يريدج بس غير إنتي زمااااالة !


كانت على وشك النهوص و اطلاق سراح شياطينها المشابهة لـشياطينه ، و لكنها ضغطت على نفسها و قاومته بهدوء : علي انته دتحجي حجي اببببد مو طبيعي ،، و كإنوو هوة خاطبني ،، هه شو انته بكيييفك تجيب و تحط ؟
اردفت مسرعة : وبعدين اني من جان وحده مقبلت بيه هسة اقبل بيه متزوج ؟؟ شنو تخبلت ؟!


رفع حاجبه وعاد ليقول وهو يحك ذراعه اليسرى بالجهاز الذي يحتضنه بيمناه : جنتي صغيرة وهسة كبرتي وعقلتي ،، لينآ اني اريد اتطمن عليج ، و صدق بس عمر الي رح يطمني ،، و معليج هوة خطبج لو لأ ،، على الاكثر اليوم يخطبج حسيت منه هيجي شي ،، لإن من عرف انو اريد ازوجج ضرغام وهوة حاير و معصب

بثقة تامة أكمل حديثه : ترة لحد هسة يحبج ،، و انتي لازم تستغلين هالشي ،، و شنو يعني متزوج ؟ اذا تريديه يطلقهـ ـ ـ!



كانت تقلصاتها تزداد وقعا شيئا بعد شئ ، و بشكل مفاجئ شعرت بألم وإنتفاخ في أعلى بطنها قريبا من معدتها ، و بسرعة علمت المشكلة
إنه القولون ،، لديها كالكثير من اقرانها تهيج في القولون ، ليس حادا ،، و لا تشعر به الا اوقات التوتر العصبي !

يحبني ؟
اذن لست الوحيدة من أشعر بالامر ،، هاهو أخي يخبرني بثقة صريحة ان رفيقه يحبني و مازلت له امنية رغم نكاحه من اخرى !
ألم اقل لكم هذا من قبل ، إنه يعشقني حتى و إن تزوج الاربعة المحللات شرعا
و هاهو اخي يريد مني ان اكون احدى الاربعة !

لن اوافق ،، مستحيـ ـ ـل
لست انا من تستلم الميدالية الفضية ،، فأما الذهبية و الا فلا
و لست ايضا من تخرب حياة شخص
نعم اردت تخريب حياته هو ببقائي دوما في قلبه ،، و لكني لم اتجرأ يوما أن اقف في موضع يسمح لي بـ إنهاء علاقته بزوجته

على اخي ان يعلم بإن عمر لو تبقى لي من بين رجال العالم اجمع لن ارضى به .. !

تحدث بـ محاولة لكشف ما يدور بعقلها : على العموم اذا خطبج هاهية ،، أعتبرج موافقة



ارتجفت يدها و فاض بها الكيل ،، فلتعلن العصيان : علللللي رجعناااا ؟؟ اننني عمممر ما اقبببل بييه لو الدنيااا تنقلللب ،، ماا اقببببل بوااحد متزووج مستحييييـ ـ..!



نهرها بنظرات حادة : زقنبوووووت ،، صوووتج نصيييه ' أخفضيه ' ،، و بعدين انتي مو اول وحدة تتزوج متزوج ،، إذا رجال و مابيه عيب تنجبين و توافقين ، و انتي تقدرين تقليله يطلـ ـ..!



استقامت بهجوم : إنتتته مو طبيعي عبااالك ' تظن ' الناااس لعبة جوة ايدك تمشي حياتهم على كيفك ،، شلون تفكر هيجي و شلون تريدني اخرب بيت البنية ،، لييش ؟ على يا مااال ' ما الامر الذي يستحق ' ؟؟ خلصوا رياجيل العاالم ؟!


لم يعبأ بحديثها بل زاد عيار قسوته : لا مخلصوا ،، أكو ضرغام ،، اذا عمر متزوج ، ضرغام لأ ، و رغم اني اريدج لصديقي مو مشكلة اذا موافقـ ـ ـ!



هزت رأسها بإعتراض : علي ،، زواج بهالطريقة لو السمااا تنطبق عالقااع ما اتزووج ،، و لتخليني اروح اقوول لعمااامي يتصرفون ويااك



سخر و بشـــدة : هلووو ياابة ،، خوفتيني بعمامج ،، عمامج لو بيهم خير جان سألوا عليييج
استطرق : أريد افتهم شغلة ،، كل بنية تريد تتزوج و تأسس حياتها الخاصة ليش انتي غير عن البنات ؟! شنوو حظي الفقر ' بمعنى التعيس ' خلاج مجلبة ' تلتصقين ' بية ؟ شو 24 ساعة مناااقر و معاارك على شنو كاتلة روحج على القعدة يمي


كان كلامه واقعيا جدا ،
هما لا يكفان عن الصراخ و العراك بكل وقت وحين ،، فشحناتهما المتشابهة تدعوهما للتنافر دوما !

لكن هذا لا يعني ان ترمي بنفسها نحو أي رجل كي تتخلص من هكذا تنافر !

رفعت كتفاها بلا مبالاة هازئة : ما اعرف .. احبك مو بيدي
لم يقل شيئا وهي اكملت بتنبيه : مو حروح لبيت عمي ؟ هاهية بعد انته متتكفل بية ،، و حتى لو عمر قلك من يمك قله مستحييييل


اعتدل بجلسته ونظر نحوها ساخرا : إنتي تروحين تروحييين و ترجعين لعمر ، مبين مقتنعة بيه بس تتعيقلـ ـ ـ..!



صرخت به مشتعلة الحواس ،، تكاد تنفجر غيظا و الم القولون ازداد بشكل ملحوظ ليشمل كل امعاءها الغليظة وحتى الدقيقة : لااااااء ،، ماااا اتزووجه ولا دا ارجع اله ،، لتسوووي قصص بكييفك ،، أني مقااابلة بيه من يومي شنووو يعني يغير رأيي ؟؟


هنا فقط ، وقف ليرسخ كلماته بدهاليز مخها : كبرتي ، و شفتيه نجح بحياته ، و صار رجال تتمناه كل وحدة ، صديقي و اخوية و تعرفين يفديني و يفديج بروحه ، و فوق كل شي يحبج انتي ،، شلون متقبلين ؟ ماااكوو عاقلة متقبل !


إن إستمر الحديث لمدة أطول سـ تخسر نفسها و كبرياءها و كلماتها الحادة !
تركته غاضبة بعد ان قالت بهدوء خلفه ذلك الاعصار : اني مخبلة ،، يللا رايحة ابدل دنرووح








.
.
.









هذا أنا...
عمرى ورق
حلمى ورق
طفل صغير في جحيم الموج
حاصره الغرق
ضوء طريد في عيون الافق
يطويه الشفق
نجم اضاء الكون يوما ... واحترق



للمـبدع : جويدة





في مساء ذات اليوم ،، طلب من العاملين ان يتركاه بمفرده في محل عمله
فلا يريد لأحد أن يستمع لما سيدور بينه و بين رفيقه ،، بالإضافة لكونه لا يثق بعلي و تصرفاته المتهورة ،، فإن فقد أعصابه لن يحترم حرمة اي مكان يقبع فيه !

و ها هو ينتظر كـ غريق يرى سفينة نجاة تعدو بعيدا عنه و لكنه يأبى الصراخ الذي بإمكانه أن ينقذ له حياته

متوترا
غاضبا
و متألما

نعم ،، هنالك شرخ في قلبه ينزف وجعا
سيقدمها بنفسه لـ أخر ،، سينحر عنقه بسكينه الخاص

ما إن دلف رفيقه المحل استقام مرحبا به ، و الهدوء التام يحتل المكان ؛
تبددت أنفاس الأخر بأريحية ليقل بثقة : بدون مقدمات ، إحنه مو غربة ،، قلي شقررت ؟!



لم يبدو عليه غير التماسك : إنت سألت عن ضرغام ؟!


كانت جملة كافية لتبين لـ علي رأي رفيق طفولته فـ صباه ثم شبابه !
رفع حاجبه و إبتسامة استغراب تكونت فوق ثغره ،، فـ همس من دون تكلف : لا بربك ؟ هه .. والله متوقعتها منك


حصار احاط حواسه ، اردف : اختك مو لعبة ، و ما اتوقع هية توافق على واحد متزوج ، و الاهم اني ما اريـد ادمر حياتي الي بعدها مبدت ، علي ،، إنت شوفـ ـ ـ ..!



وقف ببطئ وهو غير مصدق لهذه من ردة فعل ،، بصعوبة انبأه إحساسه برغبة اخته في الموافقة حتى و إن تطلب الامر ان يستخدم القسوة كي يجبرها على ما يراه الافضل لها ، فيأتيه هذا الأحمق كي يخبره بإنسحابه هو ؟


بـ تفكير شارد تكلم : هاهية ميحتاج تحجي شي ، أختي و اني حر بيها ، هه ، يمكن اني جنت غبي من توقعتك تحبها صدق و ما رح تفوتها من ايدك ،، عمر مردت ارخصها والله العظيم

أردف بـ عبوس : بس كل ظني انته رح توافق لإن ادري بيك تريدها ، و لتقلي شلون ادري لإن اني هم ما اعرف



إستقام الأخر ليوازيه طولا ، و هو اكمل : و هاهية مدام انته اختاريت حياتك
و بتهديد إستطرد : بس من اليوم ورايح مالك شغل بالي اسويه بيها ، و لتقعد كل شوية تقلي لأ و لأ ،، جانت بين ايدك و انته ضيعتها



تحرك مبتعدا من غير ان ينطق بكلمة سلام ،، ثم توقف عند الباب ليلتفت و كإنه تذكر شيئا مهما : تعرف شنو ،، هسة تعادلتوا ،، هية رفضتك قبل ، و إنته هسة .. كلش زين حتى بعد ما الومها علمودك


سل سيفه و غرسه بـ صدر من امامه ثم خرج !
جلس مكانه يزفر نيرانا تسعر بداخل احشاءه ،، و أتلفت الكثير من الأنسجة العضوية المهمة
كـ خلايا الدماغ التي تتأثر اولا بكل شئ ، فـ أصابه اعياء جسدي و اضمحلت قدرته على الكلام او الحركة !










.
.
.





خطىً ثَقيلة يَملأهآ الضّجر ..
أحآول الهُروب مِنكَ يَ وجعي ..
وَتصرخ قدمآي " لآ مَفرّ "



قلمـ أعجبني




إسبوعا قد مر و أنا أعيش في ضياع ،
و كإنني طير مضطهد مجبر على الاقامة قصرا في احد الاقفاص القديمة
لا شئ حولنا كـما في المدينة ؛
أستيقظ على صوت الاغنام و الابقار قبل إشراقة الشمس ،، و إن كنت محظوظة فـ زقزقة العصافير تكون نغمتي في ذلك النهار

لا هاتف ،، لا حاسب محمول و لا حتى تلفاز !
أعيش و لا أعيش ،، و إشعروا بها كما تشاؤون

تلك المسنة لا تكف عن مراقبتي حتى عند دخولي الحمام ،، لا اعلم هل تخشى هروبي ام تخشى إستهتاري كما اخبرها حفيدها المبجل ؟!

مؤنسي الوحيد هو صوت لينا التي تحادثني يوميا من هاتف الجدة ،، تلك التي تخشى على اخت حفيدها من الإنفلات بسببي !
كم كنت على وشك فضح سره و إخبار الجدة بقصتي الحقيقية و أنا على ثقة بكونها ستكون لي سندا

فأي ' واعي ' لن يجد مني سوى ضحية للجميع ،، يتقاذفونني بركلاتهم كي احبس اخيرا في شباك حفيدها

كنت في المطبخ اعد طعام العشاء ، ليس لي ، و إنما للجدة و للفلاح الارمل و اطفاله الصغار الذين يسكن بهم في احدى البيوت البسيطة في هذا البستان !

منذ ان قدمنا اتخذت لنا الجدة ذلك المنزل الصغير الواقع بقربه اخر يعود لأحد اولادها ؛
لم أر شخصا غيرها في الايام الفائتة ،، و أحمد الله إنني لم افعل ، فلا اعرف ما سأتصرف به بوجود غرباء

إن ما يؤرقني حقا هو عدم اهتمامه و غيابه العسر الهضم ، فهو حتى لم يتصل ليطمئن علي ، و كإنما ليس هو من ادخل بي في هذه الدوامة

تنفست بتعب و حاولت الانشغال بهذا الاكل الـ ' قروي ' الحاوي على الكثير من اللحم الاحمر المضر صحيا إن زاد عن حده
سمعت صوتا اتيا من الصالة البسيطة و استغربت الامر

فالجدة اوضحت موقفها لاولادها منذ البداية بإنها لا تود لأحد منهم ان يأتيها زائرا ، فمن الذي جاء يا ترى ؟!


،


اصابها هلعا نخر عظامها نخرا !
هل هو ابيها و اتباعه ؟
ام ذلك المسمى بعبد الملك ؟
هل علم بأمرها احدهم ؟!


بشكل تلقائي توجهت نحو الدولاب الخاص بأدوات الطعام و أخرجت اكبر و أحد السكاكين الخاصة بتقطيع اللحم !
انفاسها تتلاحق بإضطراب و قلبها يخفق بسرعة جنونية ، لشدة رعب أصابها توقعت سقوطها ارضا منتحبة

تقدمت ببطئ حتى وصلت الباب المفتوح فـ ألصقت ظهرها بالجدار ترهف السمع لصوت من قدم
أنزلت بسكينها و زفرت براحة عند سماع صوته ، دفعت بجسدها نحو الجدار اكثر و هي تتلوى وجعا ،، قد جاء و بالتأكيد سيكون لسانه محملا بأبشع الكلمات و أقسى العبارات !

جاء ،، و سيرحل تاركها هنا تذبل يوما تلو الاخر من دون شفقة او رحمة ،، ضائعة تائهة وحيــدة و فوق كل شئ بأرض لم تزرها من قبل !
رفعت يسارها لتمسح دمعة استقرت فوق شفتيها وهي تهمس بـ : يا رب !



شعرت بإقتراب احدهم من المكان فتوجهت مسرعة نحو الموقد تتظاهر بالانغماس في عمل تهواه في منزل والديها و بإستقرار و لكنها هنا تعتبره أشغالا شاقة مصاحبة لحبسها الشبه إنفرادي

كانت السكينة ما زالت بيمينها عندما دخلت الجدة قائلة : اجه علي ،، زيدي الاكل ،، و لتطلعين من المطبخ هيجي .. شفتي مو قتلج لبسسج هذا بطلي منه ،، لو انتي جنتي بالهوول ' الصالة ' وهوة جاي جان شافج

ختمتت اوامرها الشبيهة بخاصته : باجر اروح للخياطة اخليها تفصلج جم دشداشة تلبسيها ' أثواب طويلة ساترة ' ،، و بعد متلبسين غيرهم من ترجعين لأهلج لبسي الي تريديه



' من ترجعين لأهلج خابري الي تريديه '
' من ترجعين لأهلج شوفي تلفزيون '
' من ترجعين لأهلج طلعي وين ما تريدين '
' من ترجعين لأهلج نامي للظهر بس هنا من الفجر تقعدين '
و الآن ' من ترجعين لأهلج لبسي الي تريديه '


و كإنني سأعود لهم !
الماء و الطعام هما فقط ما لم أحرم منهما بأوامر هذه المسنة أو حفيدها ؛
و لكنني أنا من لا أتقبل طعاما كهذا ، و لا ماءا غير مصفى ،، بت أعاني التهابا حادا للمجاري البولية بسبب عدم اكتفائي بالمياه
فما أشربه من سوائل تقتصر على العصائر و المشروبات الغازية التي ارسلها احد ابناء الجدة !!

أعتقد بأنني سأموت قبل أن أرجع لأهلي و أفعل ما اشاء !
لم اهتم بأمرها و لم ازيد شيئا عما حضرته من طعام ،، فليأكل من الموجود و ليس من الضروري أن يشبع معدته

فها أنا لا اضع شيئا بفمي حتى تتلوى احشائي ألما ، فالجوع لن يميتني حسبما اعتقد !
أعلم بأنني هكذا إشاركهم عقابي ، و لكن ليس بإستطاعتي تناول هذا الطعام ،، مجرد طهو لحم خروف قد ذبح توا يعتبر لي تعذيبا فكيف بتناوله ؟
إنه لأمر مستحيل !

و اما حليب الابقار والماعز الذي يعتبره الفلاح شرابا صباحيا مميزا يثير غثياني ' أستغفر الله ' و لكني فعلا لا اطيق رائحته
و هذا ما تشاركني به الجدة و الحمد لله


إن ما أستغربه كثيرا إن تلك الجدة تمتاز بـ تصرفات إرستقراطية بحتة ،، فكيف لها أن تحب حياة ريفية بسيطة ؟!
تراودني الكثير من الافكار بكونها تفعل كل هذا من أجل إغاضتي و عقابي لكوني أنكست رأس ابي ارضا لفعل شائنا اقترفته
فيبدو إنها لم تصدق ما اخبرها به ذلك الجائر بشأن برائتي ،، أم تراه لم يخبرها من الأساس ؟!


حبست أنفاسي عند سماع صوته يقترب وهو يتناقل الاخبار مع جدته ، لن يدخل وهو يعلم بوجودي هنا ، ليس له الحق في ذلك
احسست به يقف خلف الجدار قليلا وهو يحيط نفسه بدائرة صمت ، أجفلني عندما تحدث فجأة : شلونج ؟!


لم أرغب بالحديث معه ..بـ أي غباءا ام برود يحدثني ؟!
كيف سيكون ' لوني ' و أنا هنا ؟!

توجهت نحو الصنبور الخاص بحوض غسيل الصحون و ادرته لأصدر صوت خرير الماء موضحة له علمي بوجوده و عدم رغبتي بتجاذب اي حديث معه !
استدرت مرعوبة عند شعوري بأحدهم قرب باب المطبخ ظنا مني إنه تجاوز حدوده
و لكنها كانت الجدة التي كلمتني بشئ من الحدة : مو الولد ديسألج عن حااالج ليش متجاوبيه ؟!


و كإنما تنقصني النظرات المشمئزة كي تغدق علي هذه المرأة بجود عطاءها
لم أكن بحال يسمح لي ان أدخل بمعمعة مشاكل فـ أجبتها بإقتضاب : مسمعت


ثم تحركت خطوتين نحوها : الله يخليج أريد أنام ،، الأكل خلصان بس شوية يبقى عالنار وهاهية ،، بس اني تعبانة و كليتي كلش تأذيني ،، حروح انام !








؛





لكونها تشتكي مرضا منذ يومين ،، سمحت لها بالذهاب بعد أن تأكدت من خلو المكان من حفيدها ، ثم نادته ليرافقها في المطبخ او بالأصح ليأكل عشاءه



كانت تنوي الحديث بالشئ الكثير بخصوص تلك الفتاة و الام بطنها المتكررة بالاضافة لقلة طعامها و غثيانها المستمر ،، و لكنها إرتأت الصمت المؤقت حتى غد ، رغم إن الوساوس قد ازعجتها و بشـدة !


تقدم نحو الموقد ليتبين نوع العشاء و تلذذ بمظهر ' المخلمة ' الشهية مع البطاطا المقلية !
منذ مدة لم يتذوق طعاما منزليا يشق طريقه نحو معدته بسبب المنظر والرائحة النهمة فقط
فهو رجل طريق ' عقله ' هو معدته و لا شئ غيرها !
فلا يستهويه شئ بقدر التلذذ بأشهى المأكولات المنزلية


سحب احد الملاعق و بدأ بتذوق المخلمة المكونة من اللحم المفروم مع الطماطة و البصل !
اخرج صفير إعجاب هائل : لك يااابة شنووو هاااي ؟ هووة هذااا الاكل ،، لينا الثولة مخليتني يومية اكل بيتزا لو همبرغر و فلافل ،، و جماله ' فوق ذلك ' متريد تتزوج ،، هوة منو يتحملها اصلا ،، بس شنو بيبي اكلــج بالصميييم ،، صدق مشتاااقله

أردف متذمرا بعد ان تذوق ملعقة أخرى : صدق بنات هالوكت فلس ميسوون ' فلس عملة نقدية قديمة جدا و تلاشت منذ عقود مضت '


ضحكت الجدة عند ذكر لينا و عجزها : اختك بس الي متسوى فلس ،، هذا طبخ البنية مو طبخي ترة !


تصلبت عضلات ظهره و بهدوء تحرك مبتعدا لـ يرمي بالملعقة نحو المغسلة ،، تحدث بصوت جهوري كي تسمعه إن كانت بالقرب : زييين يطلع منهم شي برااسه خير ' جيد '


الجدة توجهت نحو الفرن الكهربائي و أخرجت له اقراصا من الخبز قائلة : اييي بس اختك رح تخبلني ،، و صدق منو خطبها هالمرة ؟ و لتقول هم مقبلت ؟ أختك ناوية تعننس


لم يرغب بالحديث بذلك الموضوع الذي ازعجه لليال مضت ، جلس على الارضية فوق احد المفارش وهو يهتف : هسة عوووفج ' اتركي عنك ' لين و صبيلي ' صبي طعامي ' بسرعة


غضبت ،، و صرخت به مغتاظه : و سم بقلب العدوو ان شاء الله ،، أحترمني ادب سزززز ،، عبالك ديحجي وية جاهل جوة ايده


ضحك بأريحية وهو يريح جسده على المفرش مستلقيا ،، تنهد في نهاية الضحكة : آآآه ،، و الله بيبي مشتااااقلج بالبيت ،، صدق ظلمة بدونج واني تعبان و اختي تطلع الواحد من هدومه


زال غضبها و بدأت بتحضير صينية الطعام له وهي تستمع لشكواه : تدرين صارلي شقد مماكل اكل بيت ؟؟ حيييييل ' تعبيرا عن المدة الطويلة ' ،، عبالك صار قرن ،، بس جم مرة ام عمر عزمتنا ببيتهم و شوية معدتي ارتااحت


لم تكن تعلم بأمر تشتتهم ، فإن علمت ستعلنها معركة ضده ،، إنها سيدة ذكية و لن تتأخر في اكتشاف الربط بين تهجيره هو واخته و بين وجود الفتاة
و وقتها ستفقده صوابه بسبب الحاحها و خوفها الدائم على حياته


وهو على حاله مستلق على ظهره ، عينه تراقب المروحة السقفية و ساقاه مثنيان لترسمان مثلثين قائمي الزاوية مع المفرش ، إلتفت برأسه شمالا ليرى جدته تتقدم نحوه بالطعام : دقوم اكل هسة و ان شاء الله من ارجع اقعد لاختك قعدة اعلمها طبخ و ازوجها !


نظراته لم تكن منصبة نحو جدته .. بل تضيق بؤبؤاه ليثبتان على شئ رفيع جدا يقع أمام عينيه مباشرة
حاول كشف لونه و استطاع ببساطة ، إبتسم سـآخرا وهو يمد بسبابته ليمسك به ، إلتف حول اصبعه بشكل سريع و هو شعر بشئ يعتصر بداخله
و كإن هذه الـ ' شعرة ' إستطاعت خنق إصبعه او حتى عنقه ،
بالتأكيد إنها ليست لـ جدته المسنة ذات الشعر الأبيض !

لم يسمع قولها ابدا ،، فشرد باله بعيدا جدا ، منذ زمن مضى ، عندما رأى شيئا كهذه فوق وسادته الخاصة
وقتها اشتعل غضبا ،، و الآن ليس له بد من الصمت ، فـ ها هو شعر لها يتبعه بـ تمكن خارق !

إعتدل جالسا و بسبابته و إبهامه قدم الشعرة ليده الأخرى فسحبها من الطرفين حتى قطعها لـ جزئين ،، و لتصدمه اكثر ،، كل طرف ارتد نحو جهته ليلتف حول سبابتيه هذه المرة

مسح بيديه غاضبا في ملابسه و جدته تراقب ملامحه المشمئزة و المكفهرة و هي حتى الآن واقفة تحمل صينية طعامه
صرخ بغيظ عند التصاق الشعرتين بملابسه فجمعهما معا بكرة صغيرة جدا و رماها في الهواء حانقا شاتما !
و لكن لا تجري رياح المروحة حسب ما يشتهي الـ علي ،، فأعادها الهواء لتلتصق هذه المرة بخده و احداها بفمه ،

إستقام و الجنون يكاد يفتك به ، ابعدهما عن وجهه بملامح منقرفة قائلا : شنوووو هالوووصخ ،، لعبت نفسسسي ،، حتى زقنبوووت ' سم ' هم ما ارييد


الجدة بقيت تنظر له يدلف خارجا و الصدمة مرسومة بدقة بين تجاعيد بشرتها : ولك شبيييك ؟؟ هاي نعمة الله شلون هيجي تقول عليها ؟ زمااااال ،، ييلللااا مو خبصتني تريد تاااكل ويين رحت ؟ علللي ولك بيبي شبيييك ؟



لم يهتم بل خرج و صراخه يسبقه تارة و يلحقه أخرى !






.
.
.







نهآيةْ البرآءة الثالثة عشر


حُلمْ

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 22-06-12, 09:32 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 



بسم الله الرحمن الرحيم


أحبتي :
الصلآة ثم الصلآة ثم الصلآة !
ثم كوني بقربي !





البرآءة الرابعة عشر








وأسألُ نَفسي :
لِماذا أُحبُّكِ رَغمَ اعتِرافي
بأنَّ هَوانا مُحالٌ .. مُحالْ ؟
ورَغمَ اعتِرافي بأنَّكِ وَهمٌ
وأنكِ صُبحٌ سَريعُ الزَّوالْ
ورغمَ اعترافي بأنكِ طَيفٌ
وأنكِ في العِشقِ بعضُ الخَيالْ
ورغمَ اعتِرافي بأنكِ حُلمٌ
أُطارِدُ فيهِ ..
وليسَ يُطالْ
وأسألُ نفسي لماذا أحبُّكْ
إذا كنتِ شيئًا بعيدَ المنالْ
لماذا أحبُّكِ في كلِّ حالْ
لماذا أُحبكِ أنهارَ شَوقٍ
وواحاتِ عِشقٍ
نَمَتْ في عُروقي وأضحَتْ ظِلالْ
وأسألُ نَفسي كثيرًا . كثيرًا
وحينَ أجَبتُ
وَجدتُ الإجابةَ نَفسَ السؤالْ

لِماذا أُحبُّكْ ؟
! " "



لـ : عبد العزيز جويدة






؛







كـ أحد الصباحات السابقة ، لا جديدا حدث !
كل ما في الامر إنها اليوم بمزاج أزرق ،، تدور الشياطين من حولها بمحاولة إستفزازية حادة
و كإنها تحتاج لعامل مساعد !

لو كانت بمنزلهم كانت ستـسمح لنفسها بالتعبير عن ذلك الغضب و افراغ ما بجعبتها من حكايا قاهرة لكنها هنا عليها الصمت و الصبر على كل ما يضيق لها قلبا بات لا يحتمل وخزة إبرة

الشعور بثقل تواجدها في هذا المنزل امرا موجعا بحق ،
فـ زوجة عمها لها شخصية مركبة ،، كل حين يقلب حالها لغيره ،، وهي لا تحب ان تتعامل مع شخص ليس لشخصيته ملامح واضحة
امر كذلك يجعلها تنزوي في حجرة الهدوء
اما الفتاتان ، زهراء و سهى فهما نسختان غير مكتملتان من والدتهما ،، و بالنسبة لعمها فهو لا يتواجد كثيرا بينما في اوقات وجوده يشعرها بإنها ضيفة غير مرحب بها البتة !

كثيرا ما راودتها الرؤى حول الخطر المحيط بأخيها ،، لو حدث له امرا سئ ، مالذي ستفعله ؟!
فوق خسارته ستخسر حياتها حتى انقضاء اجلها هي الاخرى !
هو يعلم انها لا تحتمل العيش كـ ' عالة ' على عاتق احدهم ،، و منذ ان تخرجت و بدأت بالعمل المنفرد اكدت له نجاحها في السيطرة على حياتها الخاصة !
و هنا تشعر بأنها مقيدة ،
بل يكاد الاختناق يرغمها على البكاء او الصراخ أو حتى الهرب مما هي فيه
و سبل الهرب بالنسبة لها تتلخص في إثنين ،
فأما ضرغام .. او عمر !

تستغرب علي جدا ،، فهو لم يذكر لها الموضوع منذ عراكهما الاخير ، و لكونها تعرفه حق المعرفة فهي متأكدة بكونه لم يتوان عن الحديث الا و هنالك امرا لاتعرفه !

كانت في المطبخ تحاول تقديم المساعدة بأبسط صورها و هي تقوم بتحضير الفطور ببال شارد نحو عالم اخر
يتهادى لها صوت فيروز بـ ' كيفك ؟! ' !
كيفـك ؟!
ئال عم بيئولو صار عندك ولاد !
أنا والله كنت مفكرتك ، برات البلاد
شو بدي بالبلاد ؟!
الله يخلي الولاد ،، آي
كيييفك إنتتا ؟ ملااا إنتته !




من ذا الذي يستمع للاغاني من الآن ؟!
يتبع الكثير هذه العادة بالاسترخاء الصباحي على صوت فيروز ، و احيانا تكون هي منهم !
و إن فعلت ، لن تتأخر بإختيار هذه الـ ' كيفك ! '

كم تعشقها من اغنية و كم تصاب بالوجع المعوي عند سماعها ، آه .. أبدعتي ايتها الفيروز

دخلت المطبخ ابنة خالها قائلة بإبتسامة لا تعلم إن كانت حقيقية ام مجاملة : صباااح الخير


أومأت برأسها : صباح الخيرات ، زهراء عفية صيحي ' نادي ' خالة و عمو ،، خلي يتريقون


اجابتها تلك وهي تتجه نحو الطاولة المرتبة : هاي شنو هالريوق ؟ هههه هسة بابا يبسطج ' يضربج ' ،، يعني صارلج ساعة عبالنا رح تسوين قوزي ' تقال عند كل سخرية ،، والقوزي هو خروف مطبوخ '


إبتسمت بلطف ناقلة بنظراتها نحو الاجبان : ليش شسوي قااابل ؟؟ هوة ريوق كل واحد ياكل لقمة و يقوم ' و بتعكر مزاج مفاجئ 'و بعدين اني ما احب الطبخ ، على العموم عجبكم عجبكم ، معجبكم كيييفكم !


ضحكت تلك بشئ من الصدمة : ههههه ،، عززة شبيج اكلتيني و شربتيني ؟؟ هسة شقلت اني !!


زفرت هواء صدرها بـ ذات التعكر ثم التفتت نحو الضجة السابقة لعمها و زوجته و ابنتهما !
منذ امد لم تعش في تلك الاجواء العائلية
لم تر كيف تعامل الام ابناءها و كيف يدللهم الاب

حاولت ان تتخلص من عقدة تكونت بين حاجبيها لكنها فشلت ، كل يوم تهرب من هذا الاختناق عندما تذهب لعملها
فهناك متنفسها الوحيد !
و أيام توافد طلبة الطب يضيق ذلك التنفس من جديد ، لا تعلم إن كان ما تشعر به طبيعيا ، بل هي متأكدة غرابته
فما بالها هذه الفترة لا تستطيع ان ترى ذلك الاحمق و تتحاشى قدر المستطاع تبادل السلام معه !
و الاكثر غرابة كونه يفعل المثل ،، هذا ما دعاها لـ تعاني الأرق لفترة طويلة
تخشى معرفته بـ فكرة علي المجنون ، فأخاها لا يخجله شئ ومن الممكن جدا إنه قد أخبره بما يود ،
و من جهة اخرى صمت ذلك العلي و عدم فتحه الموضوع مرة اخرى ، هنالك شئ بالخفاء
شيئا يرعبها تصديقه

احنت ظهرها لترفع تلك العلبة الخاصة للسكر التي كانت تتوسد يدها ، لا تعلم كيف فلتت منها !!
انتبهت لصوت عمها ينتشلها مما فيه : شبيج بابا ؟ شكلج تعبان !


لا تستطيع التحمل
تشعر بنفسها كـ عبء ثقيل لا يحتمل ، و مجاملات من امامها لا تستطيع تصديقها
تمتمت بهـدوء وهي تتحرك بالعلبة نحوهم : ماكو شي عمو بس نعسانة !

تحدثت تلك الزوجة بعد ان جلس الجميع مكانه : اذا نعسانة روحي نامي ليش قعدتي من الصبح ؟!


قد تعتبر من الجميع جملة اهتمام ، و لكن ما شعرت به اللين هو غيظ و عدم ارتياح من تلك المرأة و كإنها بدأت تخنق راحتهم و تزعج شمل عائلتهم المبجلة !



،


وستبتغين ... وترفضين
وستضحكين ... وتحزنين
ولكم سيحملك الخيال
لكن .. هناك
هناك في العبث الذي لا تدركينْ
ستظلُ ساعتك الانيقةْ
تلهو بأغنية عتيقةْ
ولن تري
ماتبصرينْ
ستتكتك اللَّحظات فيها كل حين
ستتكتك اللَّحظات
في المنفي الصَّغيرْ
ولا مصيرْ
وتمر عابثة بما تتأملين
لكنماأنتِ التي لا تدركيْن
فستبغين ْْ ... وترفضين
وستضحكينَ ... وتحزنين
ولكَمْ سيحملك الخيال
فتحلمين



بلند الحيدري





قد تعتقدون بأني اهول الامور ، بل اتصرف بسخف و غرور ؛
و لكنكم لستم في موضعي ، و عسى أن لا تكونوا !
انا اشعر بالإختناق ،
لا أحد حولي كي اشكي له هما اجتاح بجيوشه الغابرة صدري فإستحل اجزائي و إنتهك راحتي
اريد رسل ، او جلنار !
او حتى رنا
اريد اي احد ،، شخص استطيع نسيان ما انا به معه ، شخص كان معي في كل الاوقات
اما هؤلاء الأقرباء الغرباء فلا مكان لي بينهم و لا مكان لهم في حياتي

و لكن المهرب مستحيل !!
أنا لا استطيع بناء حياتي فوق أسس ضعيفة ،، لا يمكن لي ان افعلها

انتبهت لـ زهراء تروي لوالدها ما حدث بيننا منذ قليل وهي تضيف تعليقات فكاهية مرحة لم ارتح لها
نعم
لقد صدق اخي بقوله ،، أنا لا استطيع احتمال احد
و لا احد بإمكانه إحتمالي غيره هو ، سواء شاء أم أبى
فأنا لا احد لي بعد الله سواه ، و عليه ان يحافظ على نفسه من اجلي ،، و من اجل ان نعود من جديد لسابق عهدنا

سأموت هنا !


إستأذنت منهم ، بـ حجة اقتناعي بما اقترحته زوجة عمي ، و ذهبت الى الغرفة التي اشارك بها الفتيات
حتى الباب لا اجرؤ على غلقه خلفي ،، أخشى ان تراودهم الشكوك من حولي و بخصوص ما افعله بمفردي

لا اعرف لم بت هشة لهذه الدرجة ،، لم لا استطيع كبح ضعفي و تقييد حرية دموعي ؟!
كيف اتركها تفر مني بهذه السهولة ؟!
أريد أخي
لا أستطيع اتمام المهمة المستحيلة هذه
ليس لي قدرة على الصبر
حتى صلاتي اشعر بها ضعيفة و ما ان انتهي منها تتشنج اعضائي معترضة و كإنني لم اتمها بحق !

و الاستحمام ايضا ،، أشعر كإنه شئ صعب انجازه في منزل ليس لي ،
اما الطعام !!!
فأجبر نفسي على تناول القليل كي استمر بالعيش حتى اعود لـ حجر خلف ابي

لو استمريت بذكر ما يؤرقني لن انتهي ،
أعلن إنهزامي الآن ، و لكن ليست بالهزيمة النكراء التي جالت ببالكم
لن استسلم لـ عمر !
فـ لو كان أخر رجل متاحا امامي ، عاشقا و طالبا لـ قربي لن ارضى
هو تزوج ، و حكاية حبه الخالد دفنها بعيدا فباتت رائحة جثتها غير موجودة منذ زمن
رغم إني متأكدة بأنها ستفوح يوما ما و سـ تشمها زوجته ، إلا إنني لن اكون بمفردي وقتها
لإنني إتخذت قراري الآن
و لا يهمني إن كان صائبا ام لا
كل ما يهمني ان اتخلص مما انا فيه
طيلة تلك الليالي و انا اصلي الاستخارة عسى ان يوفقني ربي لخير يراه ولا اراه

أعتقد إن وقت أعلان الاستسلام جاء مبكرا جدا هذه المرة ،، فلم تدم حربنا غير 7 أيام
و لكني وجدت بإني اضعف من ان اقاومه و أنا هنا
سألقى حتفي قبل نهاية معركة بكل الاحوال لا خاسرا فيها غيري انا ، إن طال الوقت ام قصر !!


رفعت هاتفي بيميني و يساري استلمت مهمة تنظيف بشرتي من الدموع الـ كئيبة !
المظلومة حسبما ارى
فلا ذنب لي في كل هذا ، سوى إنني أتلقى عقاب ينفذه أخي بجلنار
تلك التي هي الاخرى لا تملك من الذنوب سوى كون والدها قاتل اختيه
هذا الجاني المسمى بعلي ،، هل ياترى سيتذوق نكهة الفرح بعد ان اخبره بقراري !
بعــد أن أعلن له موافقتي المبدأية على ضرغام






.
.
.






لا تعشقيني




(1)

قُلوبٌ تَميلْ
وقُربي إليها مِنَ المُستَحيلْ
لأنِّي جَريحْ
وأشتاقُ يومًا لأنْ أستريحْ
فلا تَخدَعيني بِحُبٍّ جَديدْ
لأنِّي أخافُ دَعيني بَعيدْ
(2)
وإنْ تَعشَقيني
فلا شَيءَ عِندي لِكي تَأخُذيهْ
وما أنا شَيءٌ
ولا قلبَ عندي لكي تَعشَقيهْ
فقد تَندمينَ
وتَمضينَ عنِّي
وفي القلبِ سِرٌّ ولن تَعرِفيهْ
فإنيَ وَهمٌ
وقلبي خَيالٌ
وحُبي سَيبقَى بَعيدَ المَنالْ
فلا تَعشَقيني لأني المُحالْ
(3)
وإنْ تَعشقيني
فهل تَعرِفينَ أنا مَنْ أكونْ ؟
أنا الليلُ حِينَ طَواهُ السكونْ
فلا أنا طِفلٌ
ولا أنا شَيخٌ
ولا أنا أضحَكُ مثلَ الشبابْ
تَقاطيعُ وَجهي خَرائطُ حُزنٍ ،
بِحارُ دُموعٍ ، تِلالُ اكتِئابْ
فلا تَعشَقيني لأني العَذابْ
(4)
إذا قُلْتُ يَومًا بأنِّي أُحبُّكْ
فلا تَسمَعيني
فَحُبِّي كَلامْ
وحُبي إليكِ بَقايا انتِقامْ
لأنِّي جَريحْ ..
سأشتاقُ يَومًا لكي أستَريحْ
وأرغَبُ يَومًا أرُدُّ اعتِباري
وأُطفئُ ناري
فَأقتُلُ فيكِ العُيونَ البريئةْ
فَلا تَعشَقيني لأنِّي الخَطيئةْ
(5)
دَعينيَ أمْضِ ودَاري دُموعَكْ
لأنِّي أخافُ سأرحَلُ عَنكِ
وقلبي السَّفينَةْ
أجوبُ بِقلبي الليالي الحَزينَةْ
فعُذرًا لأنِّي سأمضي وَحيدًا
سَأمضي بعيدًا
وإنْ عُدْتُ يَومًا
فقولي بأنَّكِ لا تَعرِفيني
فَقلبي ظَلامْ
وحُبي كَلامْ
ومازِلتُ أرغَبُ في الانتِقامْ






لـ : عبد العزيز جويدة






أغلق هاتفه بعـد أن قال لها بإختصار ' العصر ارجع و امر لبيت عمي و نتفاهم واذا مجيت فعلى باجر '
يجلس في الصالة الصغيرة العائدة لذلك المنزل الريفي اللطيف ، يستنشق اعبق الروائح التي تزود دورته الدموية بكما هائلا من الاوكسجين النقي الذي يعتبر عملة نادرة في اجواء بغداد

فتلك الإنفجارات و الأسلحة و الغازات المسيلة للدموع تارة و السامة تارة أخرى لم تترك للمدن سوى التلوث كـ أعراض جانبية متأخرة ،، تخلفها بعد ما تفعله في أبنائها من قتل مباشر

و هذا النقاء لم يشعر به منذ زمن ، رغم انه استيقظ مبكرا بسبب الاصوات المزعجة من حوله ، إلا ان الراحة الغريبة التي يشعر بها لم تسمح له بالعودة للبحث عن النوم من جديد عله يرتاح قليلا في هذه العطلة
فهو معتاد على النهوض المبكر بسبب العمل ، إلا إن يومي الجمعة و السبت يعتبران يوما الراحة المؤقتة !

كانت جدته ايضا قد نهضت قبله ببعض الوقت ؛ و ها هو ينتظر فطوره من يدها ، فهو لـم يتناول طعامه بالأمس ، و يشعر بالجوع يسيطر عليه جدا !
مر بباله سبب عدم تناوله الطعام و شعر بالحقد ينمو فيه ، تلك الإمرأة كم يكره التورط في عالمها
و كإن عبد الملك إختطفها اول مرة لينال العقاب هو ، ما الذي جعلها تتوغل في حياته لهذه الدرجة و تزعج له كل ترتيباته ؟!
فها هو مشرد ببيت رفيقه ، و أخته توافق على الزواج من رجل لا ترغبه فقط من أجل التخلص من ذلك اللجوء الـمتعب لخلايا الدماغ !

كله بسببها هي ،
فرغم نيته بعقابها و حبسها في هذه الارض يجد إنه يعمم ذلك العقاب على جميع من حوله ،
حتى آلن و الأخر فقد وصل لهم العقاب ، فها هو آلن يطبق كل اوامره رغم نقمه و رفضه الدائمان
اما ذلك الأحمق ، فهو لم يراه منذ ذلك اليوم ،، حيث اخرج نفسه من دائرتهم الصغيرة !!

لقد حطم له برجا من الغرور و الثقة ، فهو كان اكيدا بإن ذلك لن يرفض له هكذا طلبا ، فهو حتى و إن تزوج ، متاح له الزواج من جديد
و هذا الزواج ليس لاسباب عاطفية سخيفة ، بل له أسس منطقية و عقلانية ، فلم رفضه ؟!
لإنه ضعيف و خائف ، يعلم بإنه لا يستطيع الا الرضوخ لقلبه ، و لكنه رفض اوامر القلب بلحظة تهور سيندم عليها طيلة حياته !
الأحمق

لا يريد رؤيته ، فهو غير اكيد من قدرته على مسك لجام غضبه و عدم التفوه بالحماقات التي قد تنهي صداقة دامت قرابة الـ 3 عقود !
ليس من اجل شئ كهذا
بعض الوقت سيكون كفيلا لـ محو تلك الخطوط المتشابكة التي من شأنها أن تزلزل استقامة الوضع بين الاثنين !

سمع صوت جدته تحادثه من المطبخ ، فوقف متكاسلا راميا بهاتفه المحمول فوق الاريكة بإهمال
خطى بتثاقل و كإنه تبدل بإخر ، فقبل قليل كآن يشعر بالكثير من الإسترخاء اما الآن فتعكر مزاجه جدا بتذكر احداث الاسبوع الأخير

ما إن دخل المطبخ حتى سمع صوت مبحوح مرهق لتلك التي توليه ظهرها ، كانت اكتافها مرتخية و جسدها بليد بتلك الملابس التي تعود لأخته !

استنتج ان جدته لم تناديه بل كانت تحدثها منذ قليل و هو الذي ظن بإنه المقصود في الحديث

لم تشعر بوجوده حتى افزعها بـ : صباح الخير


لا يعلم لم قالها ، فهو لا يمتلك من حس الذوق الا القليل و القليل جدا ، غريب ما حدث !



تقف بلباسها المكون من بنطال اسود مستقيم فوقه قميص أخضر غامق و حجابها الأسود يغطي شعرا من ذات اللون مع لمعان مفقود ،

كل الملابس التي زودتها بها لين كانت ضيقة عليها بعض الشئ في بادئ الأمر ،، فهي كانت بقوام معتدل قريب الإمتلاء الجذاب قليلا

أما الان فيبدو إنها أصبحت بجسد متراخ

بعكس تلك التي تمتلك قدا رشيقا جدا !

عندما سمعت صوته توقفت يدها قليلا عن العمل في تقليب البيض المقلي ، لم تنوي الإجابة حتى اعاد جملته بـ حدة هذه المرة : قلناااا صباح الخير

أكملت عملها بيد ترتجف : صباح النور


حاولت إلهاء نفسها بـ إتمام العمل مستمعة لحواره مع جدته ،
كان قد جلس على نفس المفرش الارضي بعد أن مسحه بنظراته اولا بعدم رغبة لـ شجار أخر مع شعرة أخرى !!

شجار يجعله يعزف عن تناول فطوره هذه المرة و هو جائع و لا يود الامتناع عما يشتهيه
فرائحة الشاي و البيض المقلي قد تغلغلت فتركزت في خلاياه الشمية لتجعله يسكر جوعا !

تلك اكملت تحضير صينية الفطور لذلك الذي جعل قلبها ينقبض و أنفاسها تحتصر بداخل رئتين مرتخيتين لا قابلية لهما على التقلص و إخراج محتوياتهما التي ان تأخرت أكثر ستتحول لسموم من شأنها أن تؤدي بحياتها
إن هذه الطريقة ليلاقي احدهم به حتفه متعارفة جدا في حالات التسمم بالكثير من الغازات السامة كالسينايد و أحادي اوكسيد الكاربون ،
و لكن أ يوجد في المعجم العلمي احد السموم بإسم ' علي '

سم يجب الابتعاد عن إستنشاقه او حتى التجول في منطقة ملوثة به ، فما إن يتوغل بـك يسقطك صريعا !
و رغم ذلك تراك ادمنت هذا السم ، فـ حتى ذكر إسمه يعتبر كـ جرعة مهدئة لفترة محدودة
و ها هو موجود امامها ، و بعد قليل فقط سيـنفث عليها دخانه لـ يخنقها غير آبه لكل معاناة تمر بها

تقدمت بالطعام نحو جلسته مع جدته و مالت بجذعها قليلا مقدمة الصينية للجدة

كانت تشعر بنظراته الحادة و كإنه يراقب كل ملامح وجهها و آثار الضرب و الانتفاخات التي كانت تغطي بشرتها بشكل تام
لقد خفت الاورام بشكل ملحوظ و حتى خارطة الالوان إقتصرت على اللونين الرمادي و البنفسجي الفاتح المتداخلان بـ إندماج حول عينها اليمنى تارة ، و وجنتها اليسرى تارة اخرى

إعتدلت بإستقامة وهي تتحدث بنفس الإسلوب الهادئ و صوتها يشير الى التعب : بيبي حضرت صينية ابو جاسم ، منو ياخذلهيااه ؟!


كان قـد رفع قطعة الخبز و ما إن تناهى لمسامعه ما قالت رفع بنظره نحوها ؛ و قبل أن يسأل أجابتها الجدة بـ إسلوب جاف كعادتها معها : يوم اوقفي بالباب هسة يجيج جاسم و إنطيهياه


ما الذي تهذيان به ؟!
انزل الخبز قائلا بحيرة مغتاظة : ابو جاااسم منوو يابة ؟! انننني مووو قايل متطلع من البيت
ثم إستطرد وهو ينقل بنظراته نحوها : قتلللج ماريييد احد يشووفج


بعينها أشارت نحو جدته و بسخرية باردة تنوي بها اللعب بأعصابه : بيبيتك تقول عادي ، الرجال ثقة


يبدو إنه لن يتناول اي طعام في هذه الارض !
ما بالهم لا يودون له أن يكون هادئا ، كل ' من ' حوله و كل ' ما ' حوله لا هدف له سوى إغاظته

أبعد الصينية بطرف إصبعه قائلا بـ تحذير : إحجي عدددل اول شي ، و بعدين قولولي ،، منو هالـ *** هذا ؟!


تدخلت جدته مؤنبة : علي انتتته لييش متحترم النعمة ؟؟ ' أردفت بصوت مرتفع بعض الشئ ' و بعدين لتقول هيجي على الرجال ، انته تعرفه يعرفك حتى لسااانك الطويل تطلعه عليه ؟!


نظر لها بتهديد : بيببببي !!!


صرخت بإصرار : اشش ولا كلمة ، إنته فد مرة تعنترت ' من عنتر ' محد يقدر يحجي وياااك حجااية ،


لم ينظر بإتجاهها فبالتأكيد تراها تسخر منه الآن ، همس بحدة : اريد اعررررف منو الرجال بسرعة !


تدخلت هي : الفلاااح


بسرعة خاطفة حول انظاره نحوها ، فوجدها تنظر له بـ عبوس ، عاد ليزأر : و انتتتي على اي اساس تطلعين للفلاح و ابنه ؟


زفرت هوائا بتملل و ابتعدت خطوات نحو الطاولة الوحيدة في المكان لتجلس فوقها ،
اجابته الجدة فـ أبعد عينه من تلك المتنمرة التي تنوي اللعب بناره رغم علمها بإنها ستحترق : الرجاااال خوش رجال و خوالك كلهم يعرفوه وماعنده لا زايدة و لا ناقصة بس يربي جهاله اليتاامى ، و بت الناس دتسويله و لجهاله الاكل و ننطيهياه و ابوك الله يرررحمه ،، فلا تكبر السالفة


بعدم اقتناع سحب الصينية من جديد ضاربا بـ رغبتهم في اشعال فتيلة غضبه عرض الحائط ،
عندما لمحها تقف من مكانها حذر من غير أن يرفع نظراته من الطعام : لتروحين ، أني هسة اكل و اروح اشوف هالرجال الخبصتوني ' الذي أزعجتوني ' بيه

هذه المرة انتبه لها تخرج من المطبخ بصمت ، حاول عدم الاهتمام و لكنه بعد فترة حدث جدته من غير ان يعلق نظراته بها ، فشعور قوي بالاعتراض تقدمه خلايا عقله و هو لا يعلم مالشئ الأخر الذي يسيطر على تصرفاته هذا الصباح : ليش متتزقنب ' تتسمم ' ؟!


اجابته بـ نظرة غيظ : شعليك بيها ؟ المثلها المفروض يندفنون


ثبت نظراته عليها و ضغط على فكيه معترضا : بيبي ، قتلج البنية ماااعدهه شي و لا مسوية شي

بـ غضب سمحت له ان ينفجر قالت : لعـــد ليييش انته هيجي تعاملها ؟! غييير شاايف عليها شووفة ؟ و اصلا انته شمورطك بيها ؟ والله حاااسة السالفة مو خالية بس شسوي اخخخخ اخخ ،، لو بيدي هسة ارجع لبغداد و اعوفها ، اهلها مدميها ' ضربوها حتى ادموها ' و انته تقلي ما عدهه شي ،، شنو قابل زماااايل يفضحوون بتهم و يكسرون عظاامها بدون ميتأكدون


كانت ساقاه متربعتان بجلسة متأهبة للنقاش المنطقي ، اما الآن فإعتدل ليقف بـ شئ من الهجوم اللا منطقي : مشااايف عليها شي ، و سيمااهم في وجوههم ترة بيبي و البنية مبينة ادمية ، بس اني اسلوبي هذا ويه العالم يعجبكم يعجبكم ميعجبكم طخوا رااسكم بالحاايط

اردف وهو ينظر لها من علوه قبل ان يترك لها مجال الرد الغاضب : و بعدين انتي شفتي منهاااا شي هالايام ؟! شكو هيجي كارهتها ؟

بـ بطئ حاولت الوقوف و هي تهتف بـ صراخ : قووومني شووو ،، نعلعلاااا

مد يده ليسحب ذراعها بقوة فصرخت به متألمة : ولك على كيييفك كسرت ايدي ،،


بـ إبتسامة خفيفة غيرت له المزاج تحدث : أني شعلية انتي راخية ، عبالك جلد و عظم


ما إن وقفت بـ توازن سحبت ذراعها بعنف : و زقنبووت بقلب العدوو ، لعد شتريد مني مرة قضياانة ' منتهية ' شباقي من عمرري قابل


بـ طبع إستفزازي معجون بشخصه اللا أبالي : هاي صارلج سنتين هيجي تقولين و بعدين اني اموت و انتي لأ


عنفته : ووووجع ، اسسسم الله عليك ان شاء الله ،، هية هاي العايزة حتى ادفن روحي يمك !!!


لم يشعر قط بوقع مثل هذا القول ، هو يعلم قدره الغالي بقلب جدته ، و لكنها ابدا لم تقل له كلمة لتعبر عن اهميته بحياتها
ابتسامته هذه المرة نبعت من داخل روحه ، لكنها لم تطل الظهور فـ جدته تكلمت بسرعة : اقلك ، أني احجي عالبنية لإن مديعجبني حااالها ،، يمكن حاااامل ،، و لك 24 ساعة تعبانة و نفسها تلعـ ـ ـ!!



قاطع حديثها بـ صوت مصرور : منو قال ؟؟


راقبت ملامحه المتصلبة و شرايين رقبته التي برزت فأكملت بتخوف : عللللي ،، إنتتته عندك علاقة وية هالبنية ؟؟ قلي الصدق يوم ، اهلها تاااهميها وياك و انته تريـ ـ!


قاطع حديثها مجددا : بيبي شنووو هالحجي قابل اني ما عندي دين و لا اخلآق

عادت لترتاب : أخااف متزوجها عرفي


زفر بغضب جامح و الافكار تتقاذف فوق رأسه : يووووه ،، شنوووو قااابل مسلسلة هييية ،، دروووحي صيحيهااا دا اشووف مصيبتهااا شنوو


لم تتحرك بل رمقته بسهام حادة فـ أعاد جملته بشئ من الاحترام المصطنع : بلا زحمة عليج روحي صيحي بت الـ ـ .. ناس !


كان ينوي القاء بعض الشتائم التي تنفس عن غضبه و لكنه يعلم مدى ذكاء هذه العجوز فسوف تغدق عليه بالاسئلة الحادة من جديد

من مكانها و نظراتها مازالت منصبة نحو ابن سعاد صرخت : جلنااااااااار ،، تعااااالي للمطبخ


هو قلب الافكار برأسه ؛
هل من الممكن فعلا تكون قد حملت قبل حفلة خطوبتها ؟!
اذن هي متزوجة من ذلك الاحمق و ليست فقط مجرد خطوبة
عقد حاجبيه و الغضب يتصاعد في ذاته
لو كانت حاملا فعلا فستستحق حينها كل ما تفعله جدته بها

دلفت المطبخ بملامح متسائلة و استندت بكف يدها على حافة الباب ، بصوت متملل تحدثت : نعم ؟

ثبت نظراته نحوها و نقمه يتفاقم ، حدة الاشعة المنبعثة من عينيه جعلتها تعتدل بوقفتها ، توترت بعد أن قال محدثا جدته : بيبي عوفينا شوية


بسرعة حولت انظارها نحو الجدة متوسلة الله ان لا ترحل ، و تلك اعترضت بغضب : ليييش شعندك وياهة متريدني اعرررفه ؟؟ هااااااا شمصخخممم ' مهبب ' وياااهـ ـ ـ!


أسكتها بغضب يكاد يفطر جدران ذلك المنزل : خلللللص ،، قتللللج ماااالي علاااقة بيييهااا ،، لتخبليييني انتي همممم اني روووحي واااصلة لخششمي

التفت للأخرى ليستطرد بذات الصراخ : وانتتتتتي فووووتي قااابل حااااكلج !!


كل صرخة كانت كفيلة بجعلها ترتعش من أعلى رأسها حتى أخمص قدميها
اما ذلك الصراخ الموجه لها تحديدا فسحب الدم بعيدا عن دماغها ليصيبها بـ هبوط مفاجئ في الضغط
قلة التغذية و انعدام المحتويات المعدنية في ما تتناوله كان له تأثيرا مساعدا ليجعلها تستند هذه المرة بـ جانب جسدها على الجدار ، استجمعت قوتها لتصرخ به : لتصييييييح ' لا تصرخ ' ،، مووو زعطوطة ' طفلة ' يمك أني


كور قبضته وهو يراقب خوفها ، كلم جدته مجددا : بيبي دخيل الله عوفينا ، ترة وصلتوها لخشمي ،، خليني اتفااااهم ويااهه بجم شغلة و بعدين اووولي لبغداد


لم تكن تنوي الخروج حتى هددها بقول : إذا مطلعتي راااح اخذها لأي مكان اتفاهم وياهة


و كان ذلك الحل الأمثل ، إذ إنه أكيد بإن جدته لن تتوانى عن التنصت لحديثهم حتى و ان تركتهم بمفردهم ،
استطرق و هو يتوجه نحو جلنار : إمشي نطلع براا


اوقفته الجدة : ولللك علللي ،، ابببقى وين رايح مو مترييد احد يشوفها ؟ هسة تلقى خوالك لو ولدهم برا


بـ إقتضاب اجاب : عايزة يباوعون عليها واني وياهه


بعد جملته خرج فـ هوى قلبها ارضا ، بل هوى نحو اللا مكان ، مالذي قاله ؟
أينقصها تعلقا برجولته و شهامة مواقفه ؟!
ليس له الحق بربطها به بذلك الشكل المؤلم
أليس هو بطبيب بشري ؟! الم يدرس يوما الاختصاص النفسي ؟!
الا يعلم وقع كلماته على نفسية إمرأة هو اكيد بما تشعر بوجوده من أمان و ثقة ؟!

تحركت خلفه ببطئ و قبل ان تبتعد وصلها صوت الجدة بحدة : انتي شعندج وياااه ؟!


التفتت نحوها بسرعة ، جف حلقها رعبا بسبب تلك الطريقة الاستجوابية المخيفة

حاولت ان تغلف بحة صوتها بنبرة قوية : نعم ؟ اسفة بيبي بس انتي حييل غلطااانة اذا تفكرين هيجي ،، ابن بنتج خوش رجال و وقف وياية خوش وقفة ؛ بس هذا مو يعني اكو شي بيناتنه ' بيننا '

لم تستسلم : زين ليش هيجي يحجي وياج ؟؟ عباالك كاتلتله ' قتلتي له ' احد ؟!

' لست القاتلة ، و انما ابنة القاتل ، و انا هنا لأرد دينا برقبة أبي '

تحشرج صوتها ، بل هرب بعيدا و لم تجد بدا من السعال بمحاولة للهروب من الموقف
ثم اجابت بضعف : ما اعرف ، انتي ادرى ' أعلم ' بأخلاقه


هذه المرة وجدت لها خيطا اخر لتمسك به : شبيييهااا اخلااقه يمممه ؟

تمتمت بهدوء وهي تشعر بالتعب من هذا النقاش العقيم : مبيها شي ، بس هوة عصبي الله يسلمه

اردفت : ييللا بيبي اروح اشوف شيريد


خرجت بـ خطوات تجر بالخشية ، وجدته يقف قرب الباب المفتوح ،، يقابلها بظهره العريض
مهيب شكله بتلك الهيئة الغاضبة ، بل بكل هيئة
يحاط هذا الرجل بهالة مخيفة ، تجبر الجميع على الابتعاد خشية الاحتراق بشعلة تلك الهالة
الا هي
فتراها تقترب كل يوم اكثر حتى أعتادت بشرتها ذلك الإحتراق ، و إستسلمت لحرارته التي تتآكلها شيئا فأخر

عندما شعر بها خلفه تحرك خارجا ، فإتبعته وهي تذكر نفسها بضرورة التعامل الخشن معه ،، فإن أرته ضعفها سيـستأسد أكثر
و عليه ايضا ان يعرف تأثير ما يفعله بها على اعضائها الحيوية ، فليست هنا لتعاقب بهذا الشكل ، ليس هذا المتفق عليه

عليه ان يجد حلا و الا لن ترضخ له اكثر
هذا ما يجب أن تقنعه به حتى يقلل من وطأة تلك القسوة التي تجري بمجرى الدماء في عروق ستنفجر يوما لشدة غضب مالكها

وقف بالقرب ، فإستدار بشكل مفاجئ لترتعب عائدة خطوة نحو الخلف ، إستغرب حالها
يعتقد إن نفسيتها قد تحطمت اكثر هنا ، لقد لاحظ ارتجافاتها المستمرة ، ما بها ؟!
إنها إمرأة ناضجة ، ليس من المعقول ان تخاف كل شئ هكذا ، إلا ان كانت فعلا تعاني من ذلك الرهاب الذي إشتكته قبل مدة


بصوت خافت بدأ الحديث : شبيج خايفة ؟!


ازدردت ريقا جافا فشعرت بتجرح حلقها : شتريـ ـد ؟!


زفر بـ هدوء : بيبيتي تقول إنتي مريضة


عقدت حاجباها ثم ربعت ذراعاها امام صدرها و هي تحاول عدم النظر بإتجاهه : اي ،، اصلا اريد اقلك ، إنته مجايبني حتى اتمرض صح ؟
أردفت بعد ان القت نظراتها عليه : اني ما اقدر اشرب مي البوري ' الحنفية ' ،، تصير عندي التهابات ، و هسة حيييل متأذية ، مشاربة مي صار اسبوع

صدم جدا ، و بان الامر على ملامحه : والله ؟!


نبرته جعلتها تتلوى في الوجع ، مالذي سيحصل لو كان مهتما هادئا هكذا طيلة الوقت ؟!
مالذي سيخسره ؟

توتر صوتها : بس خالك جابلنا عصاير و بيبسي و هذا بس الي اشربه


بـ إستغراب حاد : زين ليييش مقلتي لبيبيتي تشتريلج مي معقم ؟


انزلت يداها لـ تجبه هازئة : بيبيتك لو بيدها تطردني ،، قوة جااارعتني ' متحملتني '


ادخل يديه في جيبي البنطال و تحدث بصوت خافت من جديد و بشكل مفاجئ : انتي متزوجة ؟


هبط فكها السفلي قليلا ، استمرت تنظر نحوه بشئ من انعدام التصديق : نعم ؟


كرر : متزووووجة لو لأ ؟!


بدأت تسمع صوت أنفآسها تتقاذف مسرعة تارة من فمها و اختها من انفها ،
عليها التماسك والا ستنهار امامه !

أبعدت بنظرها مجيبة : لأ ، غير اهلك خطفوني بيوم مهري !


رفع حاجبه مستاءا من هذه الجرأة الوقحة : لسـآنج طولااان انتي و تعرفين اقدر اقصه


كم تمقت استبداده هذا ، لو كان الامر بيدها لمزقت له ذلك الوجه المكفهر و كإن ضوء الشمس يسطع مباشرة نحو عينيه طيلة الوقت
بتماسك وليد اللحظة تحدثت : ليش شقلت اني ؟ يعني لازم تظلمني واسكت ؟؟ ليييش ؟!
استطرقت : و بعدين على اي اساس تحجي وياااية هيجي ؟؟ قلتلك اني مووو طفلة ،، لازم تعرف انو سكوتي و موافقتي مو يعني صدقت انو اني اسيرة يمك ،، أسمعني زييين القصة رح تخلص و قريبا لإن اني مليييت و تمرضت و اني ممستعدة اخسر صحتي علمود اي أحد

بدأت تلتهم الهواء التهاما لشدة الغضب ،، عيناها ملأتا بالدموع و جسدها انحكم برعشة خفيفة ،، و التماسك السابق قد طار في مهب الريح وهي تستطرق : و الاهم ممستعدة اعيش وية اتهامات بيبيتك الباطلة ، تعاملني و كإني وحدة بلا أخلاق وهذا الشي اببببد مينحمل ، لو تقبله لاختك رح اقبله لنفسي



عندما افرغت جام غضبها امال رأسه بإبتسامة ساخرة بسبب ارتجافتها المرتعبة و طريقة تنفسها السريعة و كإنها عملت مجهودا عظيما
تكلم بعد حين : قلتلها لبيبيـ ـ ـ..!


استمرت بذات وتيرة الغضب : لو تقلها منااا لباااجر هية مقتنعة بحجيها ،، و اني مااا اتحمممل اكثـر ، خلص رجعنــي ، رجعنــي و روح لأبوية اخذ حقـك منه ،، علـ ـي واللـه العظيــم ما اقـدر اعيش هنا اكثـــر ، حتى نوم مدا اقــدر اناااام ، حتخببببل


زفر وهو يرفع يمناه ليضغط بها صدغه وعينه نحو الارض ليراقب ذلك التجمع الصغير للنمل : تدرين مرح توصلين شي بحجيج ، صبرتي اسبوع فتقدرين تصبرين اكثر ، ابقي هنا احسن مما تموتين و تروحين يم خواتي ، مو ؟!


إبتسمت بضعف : والله الموت احسن ، الم و خوف ومرض وغربة و فوقهم اتهامات باطلة ، دكتووور مو الموت احسن برأيك ؟!


كان ينوي إخبارها بما حل بوالدها ، لإنه ينوي تصليح جهاز الاستقبال لهم ،، فجلوسها هكذا بلا عمل سوى استقبال ادانات جدته الباطلة قد يسبب لها انتكاسات نفسية هي لا تستحقها
و مشاهدة التلفاز تعني انها من الممكن ان تعرف اخر اخبار ذلك المجرم


دلك عنقه بتفكير : اني مجاي حتى تشكيلي ،، جاي دا اقلج شغلة ضرورية


بإرهاق اسندت جسدها على الجدار الذي يقفان بقربه : قبل لتقول شي ،، اريد ادوية ، و مي معقم !


كان سيهزأ بتراجعها ، فمنذ ثواني كانت تشاجره من اجل العودة وهاهي بسرعة تستسلم له !
عجبا لأمر إمرأة تسلمه قلما و ورقة بيضاء ليخط لها سير ايامها بعد إذن الله بالطبع
لم توليه تلك الثقة المطلقة ؟
بأي حق تجعله المتصرف الاول بحياتها ؟!
إنها حمقاء !

هز رأسه بتفهم الطبيب : مو مشكلة ، هسة إسمعيني ، و ما اريد انفعال ولا شي

دقت اجراس الخطر فوق رأسها و إعتدلت بوقفتها لـ تسمع تتمة حديثه : ترة من قلتلج لينا اهلج بخير كذبت

هوى قلبها قاع الارض ، وهو لم يرحمها بل تكلم بـ بطئ و كإنه يستلذ رعبها من المجهول : أمج صابتها طلقة بيوم الي خطفوج

بهت لونها و قبل ان تنطق بحرف أكمل : بس هسة هية زينة ،، لتخافين !

إن هذا الرجل هو الداء و هو الدواء !
كلمة ' لتخافين '
يالها من كلمة سحرية !!

عاد ليقول : أما الكلب ابوج ، فـ هه طلعتي غالية عنده حييل ، صارت بيه جلطــة


فتحت فاها بـ صدمة غير متوقعة ، ان ما حدث غير معقول
لا ،
لن تفعل ذلك بوالدها
لن تتسبب في قتله
ارادت فقط جعله يتذوق كأس الألم و الفقد من جديد عله يعود نحو الطريق الصحيح
اما الان ، فهي قد تكون السبب بخسارته
هذا مستحيل !!

بـ لا وعي ذهني هتفت و الدموع شقت طريقا متعرجا فوق بشرتها : و هسسسة ؟؟


رفع حاجبا بأسف مبالغ فيه : لتخافين هيجي حيوااان ميموت


شتان بين تلك و هذه الـ ' لتخافين '
برغم جرحها العميق من كلمته الا انها تمتمت من أعماقها : آه ، الحمدلله ياارب



هددها بنظرة قاسية فـ عادت لتقول وهذه المرة بإستجداء وهي تمسح الدموع من فوق بشرتها العاجية : اريـ ـد أشـ ـ ـوفه


مرر يده من مقدمة شعره حتى نهايته و بإبتسامة مائلة : والله مجاي بسيارتي ، جاي بتكسي حتى جماعة عبد الملك ميراقبوني ،، ولا جان وديتج تشوفيه و تشبعين منه
و بسخرية : فهميني انتي غبية لو تستغبين ؟ من كل عقلج تريدين تروحيله ؟! إنتـ .!

قطعت حديثه بنحيب عنيف : اني ارييييد اررررجع ،،، هاااااهييييية خلللص بعد ماااا اتحممل والله ،، عزززة اذا ابوية صار له شي امووت ،، و اللـ ـ ـ ـه امووووووت ،، علـ ـ ـ ـي الله يخليييك سااامحه،، ساااامحه و رجعني اله ، الله يخليـ ـ ـك !


تثاءب بالكثير من اللا مبالاة ،، نقل نظره الى الامام فـ امرها بخفوت : بسرعة فوتي جوة ، هذا مدري منو جاي


إرتجف فكها السفلي بضعف : علـ ـ ..!


أسكتها بصوت مصرور : فووووتي بسررعة



التفتت لترى من القادم و ما إن تبين لها الشخص استدارت نحوه برعب : منووو هذا ؟!


نظر لها بـ غيظ : فوووتي لا احرقج هســة


حاولت الاعتراض فليس بإمكانها تركه بمفرده و من الممكن ان يكون هذا القادم طرفا لأحد الاعداء
أحست بألم في مفصل كتفها الذي كان على وشك ان ينخلع بقبضته القوية وهو يدفع بها نحو الداخل : بسررررعة



بقيت واقفة قرب الباب و لم تطمئن حتى سمعت الرجل يقدم نفسه بإعتباره ' أبو جاسم ' الفلاح !
كم هي غبية ؛
كان عليها كشف الامر عند رؤيته بالثوب الأبيض المرفوع عند الخصر و الشماغ الملفوف حول رأسه !

فكرت بردة فعله عندما يكتشف كذبتها منذ قليل ، فقد اوهمته بإنها تعرف الفلاح و ابنه و هي من تقدم لهم الطعام الا انها لم تفعلها قط !

عاد لها كلامه بخصوص والدها ،، أحست بالوجع الشديـد في جانبي ظهرها ، دلفت المنزل و اثار البكاء لم تختف من ملامحها ، قابلتها الجدة بإستجواب : وييينه علي ؟ و شقلج ؟!


اشارت الى الخلف و بصوت اجوف همست : برا ، يم ابو جاسم


و قبل ان تخطو مبتعدة اوقفتها بحدة : ليش تبجييين ؟ شقلج علي ؟ ولج يمممة احجيلي شكو بينكم ، والله سالفتكم مو خالية


استجمعت قواها الضئيلة : بيبي والله ماكو بينا شي والله العظيم ، بـس جان ديقلي على اهلـ ـ ـي ، أبـ ـ ـوية صايرة بيه جلـ ـطة


بذات الحدة : لعد من صخمتتتي وجهه شعبالج رح يصير ؟!


قررت الانفجار ، فلا طاقة لها على تحمل المزيد : حراااااام علييييكم والله حراااام ،، والله العظيييم اني بنييية و ممسووية شي لاهلي و الموت اشرف من انو اسود وجههم ،، ابن بتتتج ميخااااف ربه و خلاا هالفكرة برااسج ، بس اني مووو هيجي ، والله مو هيجي



إسترسلت بعد ان شعرت بذهول الجدة من حدة كلامها : و على قكرة اييي اكو مصيبة وراية ،، بس مو اني السبب بيها ،، إبن بتج واهله السبب ،، بس ما اقدر اقلج و اريح نفسي لإن اخاااف من لسااانه ، بس بعد معليية ، ما اتحمممل هالظلم اكثررر !


تركتها واقفة تنظر لـ قفاها بـ شئ من عدم الاستيعاب و التصديق ،
تحركت قليلا حتى ارائك المجلس فـ استقرت بجسدها فوق احداها و في عقلها تدور العشرات من الافكار
مالذي تقصده بكون علي و اهله السبب بما هي فيه ؟
و من هم اولئك الاهل ؟!
فهو لم يتبق له سوى اعماما يسألون عنه و أخته بين حول و اخر ؛
فمن يكونوا الذين تقصدهم تلك الغامضة ؟!
كانت متأكدة بأنها تحمل قصة مريبة خلفها و لكنها لم تشـك برجاحة عقل علي و تصرفاته السليمة
الا انها الآن باتت تخاف عليه انحرافات ذلك العقل الذي بإمكانه الابتعاد عن المنطق السليم كـ غيره !

قليلا و شعرت بوجوده فـ أدارت بوجهها نحوه لتسمعه يتكلم بهدوء : وين الريوق ؟ الرجال براااا


اشارت له نحو المطبخ ، فذهب وهو يراقب المكان ، أين عساها أن تكون ؟!
عند عودته بالصينية تحدث مسرعا : بيبي ترة جبتلج الدوا مالتج بالجنطة ، و لينا دزت للبنية هدوم و غراض

و عندما وصل الباب إلتفت ليستطرد بعينين غائمتين : ترة البنية مو حامل ، أصلا ممتزوجة ، بس مريضة من تغيير الجو و المي


خرج تاركها غارقة بأفكارها و تخوفاتها التي لا تنتهي !





.
.
.


 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 22-06-12, 09:43 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 






ماتت بمحراب عينيك ابتهالاتي
واستسلمت لرياح اليأس راياتي
جفت على بابك الموصود أزمنتي
ليلى وما أثمرت شيئاً نداءاتي
عامان ما رف لي لحن على وتر
ولا استفاقت على نور سماواتي
اعتق الحب في قلبي وأعصره
فأرشف الهم في مغبرّ كاساتي
ممزق أنا لا جاه ولا ترف
يغريكِ فيَّ فخليني لآهاتي
لو تعصرين سنين العمر أكملها
لسال منها نزيف من جراحاتي
لو كنت ذا ترف ما كنت رافضة
حبي... ولكن عسر الحال مأساتي
عانيت لا حزني أبوح به
ولست تدرين شيئاً عن معاناتي
أمشي وأضحك يا ليلى مكابرةً
علي أخبي عن الناس احتضاراتي
لا الناس تعرف ما أمري فتعذرني
ولا سبيل لديهم في مواساتي
يرسو بجفني حرمان يمص دمي
ويستبيح إذا شاء ابتساماتي
معذورة أنتِ إن أجهضت لي أملي
لا الذنب ذنبك بل كانت حماقاتي
أضعت في عرض الصحراء قافلتي
فمضيت أبحث في عينيك عن ذاتي
وجئت أحضانك الخضراء منتشياً
كالطفل أحمل أحلامي البريئاتِ
غرست كفك تجتثين أوردتي
وتسحقين بلا رفق مسراتي
واغربتاه... مضاعٌ هاجرت مدني
عني وما أبحرت منها شراعاتي
نُفيت واستوطن الأغراب في بلدي
ومزقوا كل أشيائي الحبيبات
خانتك عيناك في زيف وفي كذب
أم غرّك البهرج الخداع … مولاتي
فراشة جئت ألقي كحل أجنحتي
لديك فاحترقت ظلماً جناحاتي
أصيح والسيف مزروع بخاصرتي
والغدر حطم آمالي العريضات
وأنت أيضاً ألا تبّت يداكِ
إذا آثرتِ قتلي واستعذبت أنّاتي
من لي بحذف اسمك الشفاف من لغتي
إذاً ستمسي بلا ليلى حكاياتي
آآآه ليلــــى
ليلـــــى
آه ،، إذن ستمسي بلا ليلى حكايـــاتي




لـ : حسن المرواني







كنت أنصت لـ ما يتغنى به الساهر و أنا شارد الذهن غائم التفكير ،
لينـآ !
أستكوني يوما كـ ليلـى الساهر و اكون انا كـ هو ، رجل مضطهد فقد لون الحياة بعد أن إستوطن الاغراب بلده ؟!
لين !
أقسم بالله أني لن أحتمل رؤيتك تحتكين بأحدهم ،، فكيف لي أن أتفرج فقدانك بأكملك لتكوني ملك رجل غيري !
ملكه يا لين
اتعلمين ما معنى أن تكوني لغيري ؟!
سـأموت بحسرتي ، سأحترق بغيرتي
كيف طاوعت عقلي و رضيت التخاذل
نعم .. أريد أن أذيقك شيئا من كبريائي ، و لكن ليس بهذه الطريقة !
ليس أن أسلمك بيدي لـ تكوني إمرأة أحدهم
عقلي لا يستوعب الامر
بل قلبي من لا يستوعب ،،
علي ،
أحقد عليك لدرجة ليس بإستطاعتك تخيلها
كيف تسمح لنفسك أن تقتل أخاك ؟!
إسبوع مر و أنا أنتظر كـ مدان بتهمة القتل ، و محكوم بالقصاص ينتظر جلسة الحكم الاخيرة التي لها الاحقية في تثبيت قصاصه او إستئناف جلسة اخرى علها تعطيه فرصة أخرى !

أنتظر قتلي يا سيدتي
يا اميرتي
يا ليني !

ما قرآرك يا ترى ؟!
هل وافقت اخيرا على ذلك الرجل الناجح الحامل لكل صفات فارس احلامك ؟
هل قررت قتلي و السير بجنازتي لتعزي والدتي الثكلى و اخواتي ؟!

أعلم بأنك قادرة على ذلك ،
أعرف سطوتك و جبروت ذاتك ، و هذا ما يجعل متهمك قتيلا قبل ان ينال عقابه !

ملك !
أنتي تعلمين ما لا يعلمه غيرك ، و حتى الآن لا تودين إراحة قلب شقيقك و إخماد نيرانه
كوني بجانبي ،
فكري بي و ليس بها
تخيلي ما سيحدث لي لو ذهبت لأخر
أتظنينني سأسعد بـ تلك الـ ' زينب ' ؟!
نعم سـأرتاح ، و لكن كوني على ثقة بأنني لن أكون سعيدا
أنا رجل يهوى الارهاق و التعب الفكري و الجسدي
مستعــد أن أكون محتجزا في زنزانة العشق طيلة عمري على أن اترفه في قلعة الـراحة !

كيف سـأتخلص مما انا فيه
يارب !
أنت اعلم بما في صدري و ما يخالجني من مشاعر تكاد ترمي بي صريعا
يارب ،، اريدها زوجة لي بكل جوارحي
أتوسلك ربي ، أما ان ترزقني إياها او أن تخرجها مني
تقتلع جذور حبها من أعماقي
اعلم انني احتاج معجزة لتكون لي ،، و لا يحقق المعجزات سواك يا رحمن !
إرحم قلبي ، و أرحم عقلي و اختر لي الصلاح
اعني على العدل
فلا اود ان اظلم زوجتي يوما
و لكن ما في القلب لا يعلم به و لا يشعر به سواك
إنه امر يخرج عن إرادتي
أمر لا أستطيع إحتماله !


آه ثم آه على قلب هوى فـ هوى !
نعم لقد هويت بحبك ايتها السلطانة
امتصصتي دمائي بـ أحسن الاساليب ،
إستعذبتي ويلاتي يا لين ،، اتراك تشعرين بما يجري بداخلي ؟!
كيف لا تشعرين و انتي تملكين علما مسبقا بكوني عاشقا متغربا ،

لا أريد لـ لياليي ان تمسي بدونك ،
كيف يرف لي جفن و انتي تفكرين بأخر ، ثم يرتبط اسمك بإسمه ، و في نهاية الامر يمتلكك قلبا و قالبا !

يا الهي
إنه موجع ،
ما يحدث موجع حتى النخاع
و أنا لا اريد الانتظار ، فـ لم اطقه يوما !
يقال ' وقوع البلاء ولا انتظاره '
و أنا أقول عافاني الله ذلك البلاء و إنتظاره ،

كنت قد وصلت بيت آلن ،، إستغليت عدم تواجد علي اليوم و جئت كي اسأل رفيقي الثاني عما يعرفه عن أخر مستجدات القصة
المشكلة اني لا اعلم كيف أبتدي بسؤالي و أنا لا اريد إثبات إدانتي بذلك الهيام امام آلن
نعم يعلم إنني أحبها ،، لكنه لا يعلم الى اي مكان وصلت و الى اي درجة من درجات الحب قد علوت !

ترجلت من سيارتي و أنا اشعر بالضيق يفتك بـ صدري ، لم اتصل بـ زينب منذ اسبوع ، هي من تقوم بالمبادرة الاولى
و مع شديد الأسف لا أستطيع ان اكون طبيعيا معها ، و كل الحجج الواهية علقتها على جذع الإمتحانات و توترها الدائم !



أعلم بأنني أظلمها و البسها ذنب غيرها ، فهي لا دخل لها بحبي الموؤد ، أنا الملام الوحيد !

حاولت الاسترخاء ، و لو قليلا و انا استنشق كميات كبيرة من الهواء لتخمد ناري الا انني وجدت ان الاوكسجين و بقية الغازات القابلة للإشتعال لها القدرة على إشعالي أكثر فأكثر !

كان جرس الباب التابع لبيت الن معطل ، فقمت ككل مرة بالضرب على الباب ذاته و مناداة آلن بـ صوت جهوري ،
تأخر بعض الشئ عن الظهور و كنت على وشك الاتصال به الا انه خرج حينها بـ ' فانيلة و شـورت ' و قطرات المياه تتجمع فوق جسـده بعشوائية
رحب بي بـ مرح و دخلنا الصالة ، لم استغرب وجود سيارة علي في الموقف فكما علمت من الن في الهاتف بإنه سافر بإحدى سيارات الاجرة خوفا من المراقبة !

و لم استغرب ايضا وضع الصالة و ما بها من دمار ،، فهي تحمل رجلين لا يتبعون اي فقرة من فقرات الاهتمام
كل ايامهم يقضونها بإهمال و لا مبالاة

جلست و هو بادر بالقول : شبيك عمووور ؟! خوما الاهل بيهم شي

بشبه ابتسامه أجبته و انا ارفع بجهاز تحكم التلفاز من الارض : لا الحمد لله مابيهم شي ،' و بشئ من التردد استطرقت ' انتوو شلونكم ؟ شو ماكو ؟


جلس على الاريكة امامي بكامل ثقله فشعرت بصراخها المتألم ، اه . بدأت اشعر بكل الالام من في الكون

اجابني وهو يتابع التلفاز : زينييين ،، والله عمور مااكو وكت ، قوة ارجع من الدوام ونتغدا اني والاثول هذاك ، شو يصير المغرب ، ' أردف بحماس وهو يحط بأنظاره فوق وجهي ' اقلك البارحة شفت اللعبة ؟ لك شنوو هذا اليوروو خرافي هالسنة ، المجموعات رهيبة !


وافقته الرأي بشرود : إي ، بس شكله الماني !


اعترض : بالعكس انكليزي ، ' إستأنف ' ولو اسبانيا هم ممقصرة ، ما ادري .. المهم هية عاااالقة ' مشتعلة حماسا '


إبتسـمت : ان شاء الله اسبانيا تاخذه و نكسر خشمك


نفخ صدره هازئا : إحلم بس ، لو اوكرانيا تاااخذه ولا اسبانيا ؛ غير انته و علي الزمال تاكلوني اكل


هذه المرة إختفت إبتسامتي ، فأنا و علي نمر بوقت عصيب حقا ، و يبدو أن لا أحد منا سيفعلها و يخطو نحو الصلح !
فأنا اتصلت به مرتين في الاسبوع المنصرم و كان معي رسميا جدا ، كرهت تعامله هذا
فنحن لسنا بإطفال ، و ليس له الحق في ارغامي على ما لا اريد

رغم ان كل جوارحي كانت تدعو الله ان يرغمني ، حتى اجد لي عذرا اتمسك به ، و أفوز بها !
سأل وهو يعتدل بجلسته : اقلك شصاير بينك و بين علي ؟

بالتأكيد سيلاحظ ، فعلي يقطن عنده ، بهدوء أجبته : مصاير شي ، بس شوية تلاغينا ' اختلفنا ' على شغلة متسوى و انته تعرفه ينبش على المشاكل من جوة القاع


إبتسـم قليلا ثم عاد ليقول : زين شنو هالشغلة المتسوى ؟


قررت الولوج في ذلك الامر علي اصل لخبر احتاجه : يريد يزوج اخته من دون موافقتها

ضحك بخفة هازئا ثم اجاب وهو يحاول السيطرة على نفسه حتى لا يثير استفزازي ، رغم إنه اثاره : هااااا ،، بس انته الغلطان ، يعني شعليك انته ؟ خال ولد عم بنية ؟؟ ' بمعنى لا دخل لك '


ضغطت على الجهاز بيدي ثم زفرت هواء حويصلاتي ببطئ ، عاد لـ يستفزني : انته رجال متزوج والله يسعدك ، خلي بت العالم هم تشوف طريقها ، يعني لمن جانت قدامك و تقدر تخطبها عفتها و هسة صاارت عزيزة ؟ اصلا المفروض اذا تحبها ' صدق ' من البداية تخطبها و تفضها ، ليش ورطت نفسك و ورطت بت العالم الي صارت مرتك ؟


' إذا أحبها صدق ' !!
ويحك يا الن ،
أنت لا تعرف مابي
أنت لا تعلم شيئا عن ذلك الحب و من الافضل ان تصمت

قبل ان اجبه بشئ ، فتح باب الصالة و دخل علينا ذلك الغائب بـ ملامح مكفهرة و عرق يملأ جبينه و مساحات من قميصه ذا اللون السمائي
بالتأكيد ان سبب الانزعاج هو رؤيته لسيارتي امام المنزل

استقمت واقفا مكاني و اقترب هو و تصافحنا فقط
و إسلوبه البارد لم يعطيني اي دافع للتشجيع ،
كان الوقت قريبا من المغرب ، و هو قال مباشرة بعـد ان ابتعدنا عن بعض : آلن رح اغسل واروح للجامع اصلي ، انته روح جيبلنا عشااا


بالطبع ليس بإمكانه الصلاة في منزل آلن ، لا اعلم إن كان قد إستفتى احد الشيوخ بالامر و لكن هذا الافضل

اعترضه ذلك بعد قوله : لا والله ؟؟ تاااكل *** و انته تروح ، صارلي يومين اني علية الغدا و العشاا ؛ شاايفني قشششمر ؟ ' غبي '

هكذا إذن ،
يقضون اوقاتهم في شجار مستمر !
يا الهي لا يشعرون بإنهم كبروا قليلا ، حاولت السيطرة على ذاتي و جعلت لـ عقلي حرية التصرف
فمهما حدث لا اود خسارة رفيق دربي !
علي و الن سأقاتل من اجلهما و لن اسمح لأي خرش مهما كان كبيرا ان يدمي علاقتنا : علي شلونهم بيبيتك و البنية ؟ خوما صاير شي مو زين ؟!


إسترسل عني الن : إييي صدق نسيت أسألك ،، شلونها تأقلمت بالوضع ؟ و بيبيتك شلونها وياهه ؟ والله من وصلتهم شكل بيبيتك جان ميبشر بخير ، حادة سنونها عالبنية


كان ما زال واقفا حتى الآن ، موليني جنب جسده و يتابع النشرة الرياضية لـ ملخصات مباريات امس التي يبدو إنه فوتها ، فهاهو يتابع الـ هجمات بحماس رغم ارهاقه
اجابنا بإقتضاب : زينين

ثم أكمل محدثا الن : أقلك اهم ششششي اسبانيا شقد فازوا ؟


رفض تلك الثقة : يااابة دطيير ، أهم شي انكلتراااا ؛ و ابشرك الانكليز فـ ـ..!


يبدو انه لم يحتمل تلاعب الن فإلتفت لي برسمية : فازوا ؟!


هززت رأسي بخفة ، و هنا ابتدأ التقرير عن مباراة اسبانيا ،
جلسنا انا و الن الذي لا يمتلك شيئا من حس الضيافة كعادته ، فلم يقدم لي شيئا ، و لا حتى الآن استجاب لنداءات جسد علي المتعب !
قلت له بمحاولة لإسترداد الطاقة الكهربائية بيني و بين اخ لم تلده امي : اللللن قووم جيب مي لعلي ، لك صدق متستحي شووووفه ميت تعب


سخر و بقوة : يااابة دطير انته و علي ، قوم انته جيبله ، و لتقلي بيتي و بيتك ، أنت تندل المطبخ فياللا قوم هز طولك


إبتسمت بخفة ، و قبل ان اناقش الن من جديد ابتعد علي قائلا بغموض واضح المعالم : الن باجر مراح اجي ترة ، متواعد وية جماااعة بـ بيتنا


آلن تساءل ليظهر لي ما خفي و ما كنت اخشاه : يا جماعة ؟


إبتسم علي و ثبت نظراته المتحدية نحوي : خطابة على اختي


بالتأكيد لم يفته ما حل بي من اعراض الصدمة ،
هو دلف خارجا وانا ارتأيت الهرب قبل ان يظهر ضعفي لـ آلن اكثر
حاول ايقافي في محاولة لـ فهم ما اوده حقا ،
لكنني رفضت اطالة المكوث ، لا اثق بنفسي ، قد اتصرف بلحظة ' انهيار ' بما لا يقبله المنطق في لحظات التعقل

جلست في سيارتي و انا مشدوها حتى الآن ،
إن الامر امسى جديا يا انا ،
ستذهب ، ســأخسر أميرتي
فتاتي التي لم تكن لي يوما ستكون لغيري غدا !
يا رب السماوات ،
ارأف بقلب لا طاقة له على الاحتمال

ليــن ،
لا تسمحي لغريبا ان يستوطن ارضي ،
لا توافقي على ذبحي بك
ارفضي البهرج و الاموال ، إرفضي كل ما يتعلق بذلك الرجل
ارفضي ذبحي ياابنة السلطان ، إرفقي بـ متيم بك !

جائني صوتا ليوقظني من سكرتي
و إن رفضت الآن ؟ هل تعتقد بإنها ستستمر بمنهاج الرفض ذلك طيلة حياتها حتى تقلبها السنين فوق كفيها و تكون مسنة وحيدة و انت جد محاط بأحفادك ؟ اترك عنك حب الذات يا عمر ، إترك انانيتك و دع الفتاة تكمل طريقا اختاره اخاها فرضيت به

صرخت بـ داخلي اعترض ، من قال انها راضية ؟
من الممكن انها مجبرة على الموافقة ، فكيف لها أن تغيير رأيها بتلك السرعة ؟
لحظة ، ربما ما يقوله علي كان فقط لـهدف أغاظتي
؟
نعم ، من الممكن جدا انه يريد تعذيبي فقط
و ان فعل فيكون قد نجح ،
فأنا فعلا بت أعاني ألما فارقني منذ زمن !
أحس بوجعا يهتك صحة جسـدي بأكمله

يارب ،
إرفق بي
فلا أريد ان تمسـي بلا ' لينـآ ' حكاياتي !
فـ هي كل الحكايـآ








.
.
.








تقولين الهوى

*******
تقولين الهوى شيء جميل
ألم تقرأ قديمًا شعر قيس
أجئتِ الآن تصطنعين حبًا
ذبحتي به الفؤاد ولم تحسي
أقاسية المشاعر غادريني
فما أنا عبد سيدة وكأس
لقد أخطأت حين ظننت أني
أبيع رجولتي وأذل نفسي
فأكبر من جمالك كبريائي
وأعنف من لظى شفتيك فأسي
فما أنا عبد سيدة وكأس
أقاسية الوصال إلي ردي
لهيب عواطفي وجحيم حسي
لقد دمرت أيامي وعمري
فجفت دمعتي وانبح همسي
أعيديني إلى أصلي جميلاً
فمهما كنت أجمل منك نفسي
فما أنا عبد سيدة وكأس







نزار قباني
















بالأمس تم خنقي !
لقيت حتفي ، و لا اقصد باللجوء نحو العالم الاخر ؛
و إنما فقط تم تثبيت قرار حبسي في القفص الذي يسمونه ذهبي

أما أنا فـ أجدني سـ أنتحر ذاتيا ،
لم اتذوق طعم النوم بالأمس ،، كانت الافكار تعصف بي يمينا تارة فشمالا اختها

معظم اللمحات كانت بخصوص عمر ، يا ليتني وافقت عليه
على أقل تقدير اعرف اهله و اعرف حبه !
لماذا تزوج ؟!
لم لم ينتظر قليلا ؟

كم أكرهك يا عمر ، كم أكرررهك
أنت السبب في كل شتاتي الآن !
أنت ؟!
و ما دخلك ؟
السبب الوحيد هو أخي
علي الأحمق
اكرهكما معا و لا اطيق لكما رؤية

كنت في الصيدلية ، أقوم بعملي بـ ذهن شارد كعادتي في الاونة الاخيرة
اليوم لن يتواجدوا طلبة الطب ، و هذا افضل ، فلا طاقة لي على رؤيته

مرت بي رنا ،، و بلطافة استأذنت من الدكتور صادق لتأخذني معها صيدليتها ،، فإحدى الطبيبات تقيم وليمة صغيرة من اجل زواج ولدها
لم تكن لي نية في الذهاب ، كل ما اردته هو الاختلاء بنفسي ، و ان كانت رنا موجودة فهذا افضل من اللا شئ !

حاولت امتصاص ضيقي بمرح و لطف و كررت عرض مزايا ضرغام و بإن كل من في المشفى ستحسدني عليه ،
فأنا سرقت فارس احلام الكثيرات
فليـأخذنه ،، أنا لا اريد هذا الفارس ،، لا اريد احدا !
أشعر بالاختناق
بل بالإحتراق !

الا يكفيني الجمود الذي يأسرني في منزل عمي لأعيشه هنا هذه المرة ؟!

أخبرت رنا بعدم رغبتي في مرافقتها لتلك العزيمة ، و هي احترمت حاجتي للتفكير و لكنها لم تقتنع بإختلائي بذاتي
فقررت مماشاة حالتي النفسية البائسة و هي تحاول قدر الامكان اخراجي من صمتي ، جلسنا في إحدى الحدائق متظللين بجذع شجرة ، كان المكان آسـر الجمال ، فمن حسن حظي ان المشفى هذه تمتلك من الحدائق أجملها

و رغم كل العوامل الخارجية التي قد تشرح الصدر الا انني لم استطع فعل شئ سوى الانصات اللا ذهني لكلامها او بالاحرى مديحها لـ ضرغام
لست عمياء ،، أعلم بإنه يحمل من الصفات ما تتمناه كل فتاة ، إلا ان هنالك شيئا بداخلي يرفضه
رغم موافقتي التي جهرت بها ، فأنا أشعر بالعكس تماما
هنالك ما ينبأني بإن القادم أفضل ، و إن ما فعلته كان خاطئا ، و شئ اخر يطغي على أحاسيسي ، شيئا لن تعرفوه و لا يعلم به غير الله
لا حيلة بيدي كي امنع نفسي من تصديق أحاسيسا قد لا تكون منطقية ، فأنا لا أستطيع إلا أن أسلم راياتي البيضاء لـتلك من أحاسيس

كنت ارى فم رنا يتحرك و يتحرك و لكني صدقا لم اكن استمع لشئ ،
طلبت منها بلطف ان تتركني بمفردي قليلا ، فأنا فعلا أشعر بألام نفسية تحتم على الجميع من حولي ان يصمت
عجبت لذوقها النادر حيث انها تركتني ببساطة !
او يبدو انها كانت تود الذهاب لتناول بعض اشهى المأكولات

لا يهم .. المهم إنها تركتني و شأني
فلا طاقة لي على الانصات او حتى النظر لأحدهم
انا مجهدة
و رنا لا تشعر بي ، فهمها الاول هو ان استقر و اتخلص من مشاكلي الدائمة مع اخي
و بالطبع لن ننسى قولها الازلي بإن نهاية كل فتاة هو ' بيت العدل '
و بالنسبة لها و للجميع ضرغام يمثل خيرة الرجال ،

حتى رسل ، لا أتمنى ان تكون معي ، فإن وجدت لن تتوانى عن رمقي برماح التأنيب لإنني رفضت حبا قد قدم لي منذ سنين
ناسية بذلك صغر سني و قلة وعيي انذاك !

عجبي مني !!!
مالذي أتفوه به ؟!!!!
هل هذا يعني بإنه لو عاد بي الزمن ،، و عاد هو ليطلب أن يقدم عمره لي ، سأوافق ؟!
هل جننت ؟!
و زوجته !!!
بالطبع من غير ان تكون هنالك تلك المسماة بزوجته التي تحول الان بيني وبين التفكير الجدي بالأمر كـ عائقا سميكا !

آه ، يارب
اجبر كسور قلبي
لا أريد شيئا و لا أريد أحدا سوى أخي
هدأ سرنا و ارزقه عقله من جديد ليعيد جلنار لاهلها و يتركني و شأني

أنا كأي إمرأة مستعدة أن أعيش وحيدة العمر بأكمله و لا أن افقد نفسي مع شخص لم يـرتح له قلبي
لا ابحث عن الحب !
فأنا لست بطفلة ، و لكني أبحث عن ذلك الشعور الغريب الذي يجعل الإنسان اعمى أحيانا كثيرة
ذلك الذي يرغم عضلة قلبي على العمل بشكل سريع دافقا بالدماء نحو شرايين عطشة !
ذلك الذي قد يهوي بالعقل نحو قاع الارض ، فيترك للجنون حرية التصرف
لا أعلم ما تسمونه أنتم ، و لكنه بالطبع ليس حبا !
نعم ليس كذلك !

و أنا لم اشعر بذلك مع ضرغام
لم أستطع أن اتخيله ' نصفي الثاني ' الذي سأكمل معه حياتي

تصلبت في مكاني .. و شعرت بذلك العطش النهم في عروقي مطالبة بـ ضخ اكبر من الدماء لقلب هو الاخر قد تصلب !
أقسم بإني شعرت بتلك الإنقباضة القوية التي أبحث عنها ، و لكني لا اود تصديق ما يحدث لي
و بوجود من !
ما الذي اتى به اليوم ؟
اعرف جدوله جيدا ، و أنا متأكدة بإن لا دراسة لديه هذا النهار !

إقترب من جلستي بهـدوء و أنا بشكل تلقائي إستقمت واقفة و يدي توجهت نحو شالي لأتأكد من ترتيبه ،
نقف في منطقة مظللة بالاشجار ، فلم ما يزال يرتدي نظارته الشمسية ؟!


بهدوءه المتعارف عليه بادر بالتحية : هلو لينآ ، شلونج ؟!


هززت رأسي وانا اشتت انظاري عبثا ، الانقباض يزداد شيئا فشيئا ،، و رآئحة الزهور من حولنا جعلتني في حالة لا يعلم بها سوى الله ،
ما الذي أشعر به ؟
لقد فقدت عقلي !
علي أن اتوقف الآن ، إن ما يحدث ضرب من ضروب الجنون ،

حاكاني مجددا : علي ،، شلونه ؟!


من الجيد إنه ذكرني بذلك الاحمق ، كم اكرهه
الحديث عن اخي يجعلني اكثر قوة و شراسة بشكل عام ، و لكن بما إنني الآن اعاني من الضعف القاتل ، فهو لم يزودني سوى بالقليل من تلك القوة

أجبته هازئة : شبيه قابل ؟ كلللشي ميصير بيه


لمحت إبتسامته الخفيفة فـ أبعدت أنظاري نحو اللامكان ، عاد ليسأل ولكن هذه المرة بتردد : امم ، ليش قاعدة هنا وحدج ؟! صاير شي ؟!


حككت بوسطى يميني طرف حاجبي الايمين و اجبته بإبتسامة مقصودة ، هدفها ردع تقلصات جسدي من الاستمرار : لا ، بس دا افكر بموضوع خطوبتي !

قاتلت كي ابدو متماسكة
فقد مر ببالي حواري معه عندما باركت له خطوبته ، فعلي رغم كل شئ ان اعيد له الصاع

فاجأني تماسكه و كإنه يعلم ،، سأل بعد صمت قصير : ضرغام ؟!


انتزاع ذلك الضرغام من لقب الـ ' دكتور ' كان له معنى واحد ، إنه مغتاظ
و هذا الأفضل ؛
فليغتاظ ، فليكسر هاتفه و يـدمر جداره و يشخط خشب مكتبه !
فليحرق ذاته
عليه ان يشعر بخيبة الامل التي شعرت بها
هذه الفائدة الوحيدة التي جنيتها من هذه الخطبة
غرس سيفي بـ صدر الواقف امامي بهيئة غامضة ؛

اتقنت رسم الابتسامة السعيدة حول شفتيي ، لأرد مستنكرة : قصدك الدكتور ضرغام ، إي هوة

اغرتني فكرة التلاعب بنار مشاعره ، فـ إستطردت : صحيح شنو رأييك بيه ؟! إنته اكيد سامع عنه


اعرف بإنني بدأت أتجاوز حدود اخلاقي جدا ، فأنا لم افعلها مع اي كان مسبقا
و لن اجرؤ على فعلها في اي حين ، و لكن ما يحكمني الان هو غضبي من الرفيقان الملتصقين بحياتي طيلة الوقت ،


يبدو انني ادهشته ، فصمت لفترة حسبت معها انه فقد حاسة نطقه ، قررت الهرب مما اشعر به من غضب و تلك المشاعر السخيفة التي قد ازعجتني فعلا : همم شكلك دايخ بشغلة ، ما اعطلك عن شغلك اخذ راحتك !


ليفاجئني بقول : إنتي مقتنعة بيه ؟ أحسج مموااافقة !


ومن انت لـ تحس بي ؟!
لو كنت تحس بي فعلا ما كنت اتخذت لنفسك زوجة ايها الاحمق
كم امقت مكر الرجال و دهائهم ،، يظنون ان جميع النساء جاريات يستبدلونهن حسب الرغبة
أكرررررررهك عمر ، و الان لي الفرصة حتى اخبرك بها
و لكني لا اتجرأ !
فلتقرأها بنظراتي يا خبير بعالم النساء ،
فتارة ياسمين
و اخرى زينب
و الله يعلم من هنالك في الخفاء !!


لم استطع الانكار ، اعترفت مجبرة : ليش عصديقك عنده تفااهم ؟ اني اصلااااا ما اريد االزوآج من أسآسه .. بس مو مشكلة ضرغـ ـ..!


قاطعني بحدة : مووو بكيييف علي .. اذا انتتتي ممقتتتنعة محد يقدر يجبررج !


نعم ؛
لست مقتنعة ، بل محترقة برفضي الداخلي
انت اول من يفهمني ،
و لكنك ايضا خذلتني يوما
علي ان لا انسى هذا

لم يكن هنالك اسهل من الهرب ، فبقائي قد يجعلني اخسر كبريائي امامه !
تحركت خطوة فـ تحرك ليسد طريقي

جمدت حركتي و تلاشت انفاسي عند قوله : متروحين لمكان قبل مترتاحين ، لينـآ ، لتوافقين اذا متريدين الزوآج لتواااافقين


إنقباض عضلات وجهه و ارتفاع قفصه الصدري اخافاني ،، حتى تلك الذرات العرقية المعلقة بجبينه و حول انفه سببت لي رعبا !
إنه يجاهد نفسه ، يبدو ذلك جليا

قلت بشئ من فقدان الامل و كإنني اقنع ذاتي قبل اقناعه : عادي ، الرجال خوش رجـ ـ ..!


و كإنني شعلت فتيلة لتلتهمها النيران حتى تصل دماغه في نهاية الامر لينفجر كاشفا ما به من خفايا ،
فـ بصوت مصرور انفجر : انتتتتي ممواااافقة وخلص ، مووو لعب حتى تتزوجين بدون اقتنااع ، و موبكيييف علي ،، بس قليلي اذا متريدين والله ميصير الا الي يريحج

التقط انفاسا سريعة بـعد ان خلع نظارته و ثبت عينآه الغائمتان بالغضب بـ عيناي الحائرتان باللمعان المترقب ،، همس بـ انفاس لاهثة : زين إذا اني خطبتج توافقين ؟

ابتلعت لساني و شعرت بإنسداد عريقاتي الصغيرة فلا دماءا تصل رأسي كي يرسل ايعازاته الطبيعية نحو اجهزتي الحيوية
فما قاله لا يحتمله عقل بشر !!


لـكنْ الصدمة آلحقيقية كآنت .. عندمآ اتم جملته . و ليته لم يتممهآ : مو زوآج صدق .. يعني .. لحدمآ تخلص هاي آلهوسة






شَرَّشْتِ ..

في لحمي و أعْصَابي ..

وَ مَلَكْتِني بذكاءِ سنجابِ

شَرَّشْتِ .. في صَوْتي ، و في لُغَتي

و دَفَاتري ، و خُيُوطِ أَثوابي ..

شَرَّشْتِ بي .. شمساً و عافيةً

و كسا ربيعُكِ كلَّ أبوابي ..

شَرَّشْتِ .. حتّى في عروقِ يدي

وحوائجي .. و زجَاج أكوابي ..

شَرَّشْتِ بي .. رعداً .. و صاعقةً

و سنابلاً ، و كرومَ أعنابِ

شَرَّشْتِ .. حتّى صار جوفُ يدي

مرعى فراشاتٍ .. و أعشابِ

تَتَساقطُ الأمطارُ .. من شَفَتِي ..

و القمحُ ينبُتُ فوقَ أهْدَابي ..

شَرَّشْتِ .. حتَّى العظْم .. يا امرأةً

فَتَوَقَّفي .. رِفْقاً بأعصابي ..



روائع : نزار القباني



.
.
.







نهآيةْ البرآءة الرابعة عشر


حُلمْ

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 26-06-12, 10:46 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 



بسمْ آلله


/
صلآتَكمْ أولآ أحبتيِ

/



آلبرآءة آلخآمِسَة عَشَــرْ






إني خيرتُكِ فاختاري

ما بينَ الموتِ على صدري..

أو فوقَ دفاترِ أشعاري..

إختاري الحبَّ.. أو اللاحبَّ

فجُبنٌ ألا تختاري..

لا توجدُ منطقةٌ وسطى

ما بينَ الجنّةِ والنارِ..

إرمي أوراقكِ كاملةً..

وسأرضى عن أيِّ قرارِ..

قولي. إنفعلي. إنفجري

لا تقفي مثلَ المسمارِ..

لا يمكنُ أن أبقى أبداً

كالقشّةِ تحتَ الأمطارِ

إختاري قدراً بين اثنينِ

وما أعنفَها أقداري..

مُرهقةٌ أنتِ.. وخائفةٌ

وطويلٌ جداً.. مشواري

غوصي في البحرِ.. أو ابتعدي

لا بحرٌ من غيرِ دوارِ..

الحبُّ مواجهةٌ كبرى

إبحارٌ ضدَّ التيارِ

صَلبٌ.. وعذابٌ.. ودموعٌ

ورحيلٌ بينَ الأقمارِ..

يقتُلني جبنُكِ يا امرأةً

تتسلى من خلفِ ستارِ..

إني لا أؤمنُ في حبٍّ..

لا يحملُ نزقَ الثوارِ..

لا يكسرُ كلَّ الأسوارِ

لا يضربُ مثلَ الإعصارِ..

آهٍ.. لو حبُّكِ يبلعُني

يقلعُني.. مثلَ الإعصارِ..

إنّي خيرتك.. فاختاري

ما بينَ الموتِ على صدري

أو فوقَ دفاترِ أشعاري

لا توجدُ منطقةٌ وسطى

ما بينَ الجنّةِ والنّارِ..



للمبدع : نزار القباني






تلاشت أنفاسي وشعرت بالألم المفاجئ يـقصف شمال صدري ، تحركت خطوتان نحو الخلف وانا ارسل بنظراتي بعيدا ،

فتحت فمي لأقول شيئا ،، و لكني شعرت بأنه لم يسمعني ، قليلا ثم وصلني صوته بـ خشونة : ما اريد هسة ردج ، فكري بيها ، إنتي تعرفين أهلي ، و حتكونين لامي بتها الرابعة ، و انتي ادرى باخلاقها و طيبتها


أخفيت رعشة يدي بـ إحتضانهما امام صدري و بصوت مستميت ملئ بالبحة همست : لأ ،، ميحتاج افكر

أردفت بتوتر بالغ ، توتر لم أعشه يوما : اصلا ميصير افكر


عاد ليكرر طلبه بتوضيح اكبر : إنتي متريدين تتزوجين ، فـ هذا الشي احسنلج رح يأمن حياتج لحدما ترجعين لعلي و لبيتكم ان شاء الله ،، ليش تقررين بسـ ـ..!


بـ ذات الرجفة قاطعته : إنتتتته شدتقوول ؟؟ عمر انته خـ ـآطـ ـ ـب


عاد ليرتدي نظاراته و هكذا سيجعلني في حيرة اكبر ، ثم استطرق بصوت واثق : زينب عاقلة واذا فهمتها الموضوع مرح ترفض ، بكل الاحوال زواج على ورق مرح يأثر علينا بشي


إنتفض جسدي مطالبا لي بالثورة ، كم هو حقير و اناني !

يريدني ان اوافق على زواجا صوريا منه هو ؟!

انها الثانية يا عمر ، هذه طعنتك الثانية !
و لا اثنين من غير ثالث ،، و حدسي ينبأني بإن الثالثة ستكون القاضية التي ستزهق روحي بعيدا عنك

كم أشعرتني بالذل و الهوان ،، أوتعلم شيئا عما يسمونه الجحيم الدنيوي ؟!
أنا على أتم الإستعداد لأحترق به و لا أن ارضى بما تقدمه لي أيها الخائن
سأتزوج ضرغام ، و سـأكون سعيدة جدا بطعنك أنا ايضا ، فأنت لا تعلم ما بإستطاعتي عمله
و لكني أعلم ما سيحدث لك إن تم الزواج ، سـأغرس خنجري بخاصرتك يا عمر حتى أدمييك أمامي
فما فعلته الآن قد أدماني ، رغم إني أحاول إخفاء نزيفي عنك ، لكني متأكدة بأن رآئحة دمي قد توغلت بأنفاسك لتجعلك تشمت بإنكساري


ضغطت بذراعاي فوق صدري بقوة و كإنني هكذا أمنع نفسي من قذفه بـ ' أكرهك ' تلك !
جفاف حلقي جعل صوتي يخرج كـ صفيرا حادا : لأ ،، ما احب اخرب حياة احد

و ببقايا اشلاء كبريائي وضحت له تهديدي المبطن : أصلا لتفتح هيجي موضوع وياها ، رجاءا ما احب المشاكل


عاد ليقول : قتلج فكري اول شي


اصريت : و اني قتلك عرضك مرفوض ،
أردفت بزهو خداع : شكرا على اهتمامك ، بس ترة ضرغام خوش رجال و اكيد رح يغير فكرتي عن الزواج


كان علي قول ذلك ،، من أجل أغاظته ، أكرهه ، إني أكره كل ملامحه و صوته و طريقة كلامه
اكره كل ما يخصه

توتر وقفته ارغمني على رسم إبتسامة ملتوية حول فمي ، إذن .. إنه يكابح ذلك الشئ الصغير المتلحف بجدران صدره
سأزيد من معيار الكلام الحار لأرى تأثيره ، لأحرق شيئه ذلك ، شعرت باللمعان يزداد في عيني و الذي كان سببه نظرتي الـ ضائعة ، و لكن يبدو إنه فهمها كـ تحدي واضح ، و هذا ما كنت اتمناه
انزلت يداي بإستقامة جسدي و أنا أدفع بـ مقبض الخنجر أكثر : تعرف ، اصلا قبل لتجي اني جنت حيل مرتاحة ، خصوصا سألت عليه هواية طبيبات ، و الكل مدحه و مدح اهله ،، ' زفرت هواءا مشتعلا ومعترضا على تظاهري بالبرود ' ان شاء الله خير


كنت اوزع نظراتي هنا و هناك ، و لمحت بطرف عيني إنقباض كفه اليمين قرب جسده ، أرضيت غروري كثيرا ، فهممت بالإبتعاد و انا استرسل : والله عمر تساعدني اذا انته هم تسأل عنه الأطباء !!






:






حَرامٌ عليكِ..

حَرامٌ عليكِ..

أخذْتِ ألوفَ العصافير منّي

ولونَ السماءْ..

وصادرْتِ من رئتيَّ الهواءْ

أريدُكِ..

أن تمنحيني قليلاً من الوقتِ،

كَيْْ أتذكّر باقي النساءْ...


آلقبآني









أ إنتظرتموني لتعلموا مالذي قمت به من جنون حاذق ؟!
بالله عليكم اخبروني مالذي كان علي فعله و أنا أرى مهجة حياتي تستعد لشد الرحال ، أ أتركها تختار قافلة تبعدها عني حتى الممات ؟!
أ أجرؤ على الإستسلام من أجل ما يسمى بالكبرياء الحمقاء و العنفوان الاسود القلب ؟!
و مالذي سأجنيه بعد ذلك ؟
هم و كدر و شيب يغزو شعر رأسي ليذكرني بخسارتي النكراء ؟

هكذا لن اعيش !
بل سأعيش و لكن ليس كما اريد ، ليس كما احتاج
انا احتاج ان تعانق سمائي كل مساء ، فكيف لي ان اقحم نفسي في زنزانة الاعراف و الشرائع التي ستقصيها رغما عني بعيدا حتى عن مراكز تفكير دماغي في حال رضيت بـ ذلك الترحال

لو رفعت راية الكبرياء سأهشم وقتها أنف قلبي ، و هل للقلب انف ؟ نعم ، لا أعلم شيئا عن قلوبكم ، الا انني متأكد أن لـ قلبي انفا لو إستنشق يوما عبق فتاتي لـن يتوانى عن تناولها بفمه !
لا تنظروا لي هكذا ، فله فم ايضا ، و له قليب في جوهره ، و ذلك القليب يحوي عرشا صغيرا لا يتربع فوقه سواها
حبيبتي !

و بعد كل ذلك تريدوني ان افكر بأمي و زينب و اختي و فوقهم كرامتي ؟
بالنسبة للكرامة فلن يمسسها شئ ، فها أنا إستخدمت مطرقتي لأسحق لها غرورا يكاد يقتلني يوما ، و نجحت
فـ تغلغلت رائحة الخيبة نحو ذلك الانف الصغير الذي حدثتكم عنه ،، آه يا سيدتي !
أقسـم بإني لا ادري مالذي اقوم به من حماقات امامك و لإجلك ، رغم علمي بعدم إستحقاقك لكني واثق بكوني انا من يستحق السعادة
و واثق اكثر بأن سعادتي تلك لا تكمن الا معك انتي و بوجودك في حياتي المتعرجة
ويل لك و لي ،
ويل لما تفعلينه بي بهذه العنجهية الحمراء التي تحاكيني بها ،
تظنين بإنني طفل يسهل التلاعب به ،
فتارة تخبريني بالرفض ، و أخرى بالموافقة
أترين قلبي مصنوعا من سبيكة فولاذية او حتى مطليا بـ الحديد لأحتمل تقلباتك بـ رحابة ؟
كم هو زورك موجع ، كوني انتي مرة واحدة و اخبريني صدقا ابحث عنه في توترك و نظراتك الحائرة ،
هل اصدق لسانك ام قلبي ؟!

ذلك الملئ بالدم و المكون من نسيج لحمي فقط بإمكانك اقتلاعه بسهولة وعصره بين يديك ، فكما اخبرتك ، قلبي ليس مصنوعا من حديد

طال صمتي ،
ولكن عندما ادركت نيتها في الابتعاد إستوقفتها : ليناااا اعرف انتي مقااابلة ، و قبل شوية قلتيلي شنو هالتناقض كل شوية رأي


بسرعة قياسية اجابت وهي تشيح بأنظارها بعيدا عني : جنت دا افكر وهسة اقتنعت عااادي ،، يللا عمر أستأذن


و كإن شيئا لم يكن !!
و كإنني لم الق بكلماتي تلك فوق مسامعها
تلك الفتاة سأمزقها يوما ما و سترون ،
اولتني ظهرها و هي تبتعد فـ إتبعت خطواتها لإسبقها ، و ما ان دنوت منها تحدثت بجدية خالصة : نزلي من برجج العالي و فكري بمصلحتج شوية


أسرعت بخطواتي و أنا أشعر بـ تباطئها ، أظهرت تماسكا شديدا وانا إقترب من سيارتي المركونة في مواقف السيارات الخاص بالمشفى
رن هاتفي قبيل أن ألج الى داخلها ، فأخرجته ببطئ ،، إن مشاعري على شفا الضياع ،
أملت برأسي قليلا و إعتصرت أحشائي فور رؤيتي إسم المتصل ، آه يا أنتي !
كم لك من سنين الحظ السئ التي إلتصقت بـ كتفك ؟
عافاك الله ضعف قلبي يا زوجتي العزيزة
لم أتمن يوما أن أخطأ بحق أحدهم ، أي أحد ، فكيف بزوجتي ؟

لم أستطع الرد عليها ، فـ الآن أنا ملوث ، كل مابي ملفوف بالخطايا ، قلبي و روحي وحتى عضلة لساني ، فلا قدرة لي على نطق شئ بعيد عن حلمي ،،
أما واقعي ، فعلي أولا أن اتطهر قبل الخوض فيه !

بطبيعة الحال فـ زينب معتادة على عدم ردي بعض الأحيان ، فلن تستغربني الآن
أخرجت زفيرا حارا من رئتي و أنا أكرر إستغفاراتي ، فكما قلت ، أشعر بتدنسي ذهنيا بذنوبي !








.
.
.












يتلحف دخان الغضب أحدهم ، رغم مرضه الا إنه يشعر بكل ما حوله من الوان بيضاء عبارة عن نيران تسعر لغضب يستحل المحاني
على هذا السرير الاحمق يقضي وقته و لا حيلة لديه سـوى الانتظار لما قد يفعله ابن اخيه و صهره الاسمي ،

استفاق منذ ثلاث ليال و كل ما به يشتعل خوفا مما يحصل لإبنته حاليا ، هل تراها على قيد الحياة ام ان هنالك مكروها أصابها ؟!
هل إنتهك أحدهم شرفها ؟
هل ضاعت جلناره بين ' حانة و مانة ' ؟
إنه عقابه الثاني الذي يسقط فوق رأسها هي ، فها هو الله يرد له افعاله الشائنة بمن حوله ، كان عليه التوقف منذ زمن ، منذ أن خطفت للمرة الأولى !

تفكيره منصب حول شخص واحد لا غير ، عبد الملك ،، يشعر بإنه هو خلف هذه الحادثة التي تكاد ان تفقده ابراج عقله ،،
فالحكاية واضحة ، إكتشف الرجل بإنه هو من قتل إبنتيه فعاد لـ ينتقم شر إنتقام ،
و لكن انى له ان يعلم بالامر ؟ فـ حتى الجريمة قد قام بها ساعده الايمن هشام خوفا من اصحاب القلوب الضعيفة الذين قد يستسلموا من أول صفعة !

إذن من شبه الإستحالة أن يعلم عبد الملك ،، المشكلة انه محاط بالاعداء من كل صوب ، فـ يجد من الصعوبة تحديد الفاعلين ، بعيدا عن شكه الداخلي الذي لا يشير سوى لـ ذلك الرجل

كم كره ضعفه وهو يشعر بالعجز في هذا المكان الـغبي ، اين انت يا هشام ، عليك أن تأتيني بإبنتي و إلا سأسحق لك رأسك !!
أعيدوا ابنتي قبل ان اذبحكم واحدا تلو الاخر

سحقــا لضعفه وهو هنا ،، سيخرج اليوم ، لن يبقى هنا حبيسا و أخر عنقوده ، طفلته الكبيرة تلك لا يعلم عنها شيئا ، إنه لأمر غير وارد ، لا يهمه إن نال مصرعه و هو يجاهد من اجل ايجادها ، بل هذا شرف له
فأي حياة يعشها من غير ابنته !

جلنار حبيبته ، مدللته الغالية ، قد يغضب و يتلاعب بكل من حوله حتى زينة و روشن الا تلك الصغيرة التي مهما طاف بها العمر لن تزل في عينيه سوى تلك الطفلة المشاكسة العنيدة
تلك التي لطالما كانت تحصل على ما تريد رغما عن انفه ، لا يعلم لم هي الوحيدة التي لها تلك القدرة على سحب مقاومته لجعله ينتزع ذلك الوجه الحجري امامها ، ليكن لها كما تريد و يقدم لها ما تحتاج !
دوما كان على اتم الاستعداد لخنق الجميع من اجلها ، و فعلها و خنق هشام لـ 5 سنين وهو ينتظر اميرته تلك ، لم يود ارغامها على شئ ،، و لو جائته صباح ذلك اليوم رافضة إبن عمها لما توانى لـ دقيقة عن انهاء كل الترتيبات
فلا يهمه قول احدهم و لا فعله ، كل ما يهمه سعادة و سلامة جلناره !
تبا لكل من يريد الثأر بها ، لن يهرب منه ، كائنا من كان لن يستطيع الهرب بفعلته تلك !
طال الزمان او قصر سيظهر كل شئ لاحقا ، و يجب ان تكون تلك الـ ' لاحقا ' قريبة والا على جميع من حوله مواجهته !

إنتزع نفسه من خياله الملغوم بالافكار الحارقة عند سماعه مقتطفات الاحاديث قرب باب الغرفة التي يقطن بها ، و تبين له صوت هشام يحدث طاقم الحرس الـمتسمرون خارجا لـ حمايته ،
إنتظره قليلا فـ دخل ببدلته الرسمية ، كان قميصه يفتقد ربطة العنق و ازراره العلوية مفتوحة بتشتت و العرق يغطي جبينه ، حنى شعره بدا اشعثا متناثرا بإهمال ،

بادر بالتحية و عبد الملك قال بـ حروف مجهدة غير آبه برد سلامه : ملقيتوا شي ؟


انزمام شفتيه معا كانا ردا كافيا ، توقف قريبا ليـسند كفاه على خصريه باعدا طرفي السترة نحو الخلف وهو ينفث دخان صدره خارجا ،، اردف بعد حين : عمو مااااكووو اي دليييل على اي واحد ، دخلنا جواسيييس يم كل الي شاكين بيهم ،، مبقيييت واحد ، ماااكو اي واحد جابلنا معلوومة غريبة ، كلشي طبيعي

إستطرق بحدة و عيناه تضيقان : جنت شاك بعبد الملك اكثر شي ، دخلت بين جماعته رياجيل اثنين ،، واحد بالحراسة و واحد خليته يسوي نفسه فلاح لحديقة بيته ،، هوة قبل حبسها ببيته وقلت احتمال هسة هم ، بس مااااكووو اي دليل ضــده ، رااااح اتخبببببل


رفع يمناه حتى صدغه و ضغط عليه بقوة وانامله تغتسل بذلك العرق وهو يـستطرد : عبد الملك شغلته بعيييدة ،، مستحييل يعرف احنه ورة السالفة مال بناته ،، لإن جماعتناااا مو كلهم يعرفون ، يعني منو حيقله منوووو ؟؟؟


الأخر لم يكن احسن حالا ، ضرب بقبضته طرف سريره صارخا بغلظة : نعلعلااااا ابوووووهم ،، لك شلوووون ،، منوووو لععععد مااخذهااا منووووو ؟! أبووو ابووهم احرررقه ، لك ذولا الـ****** ميفلتوون منييييي


إقترب من هشام محاولا تهدئته : انته على كيفك وية نفسك ، اني احلهـ ـ .


زمجر به و النيران تتصاعد في عينيه : شتحلهااااااا ؟؟ صاااارلك اسبوووع مسووويت شششي ،، امشششي صيييح الطبيب خلي يطلعنني يللللااا


حاول الاعتراض الا انه لم يتلق سوى صرخات غاضبه اخرى جعلته يستسلم لها على مضض !







.
.
.









إنتفخت اوداجه غضبا وهو يستمع لما يدور حوله من صراخات متكررة ،، تلقى الاوامر كغيره للانتقال بسرعة نحو قسم الطوارئ
فقد وصلت سيارات الاسعاف بأولئك الضحايا لإنفجارين حدثا منذ دقائق قرب المشفى

أسرع نحو البوابة بدلا من ان ينتظر القادمين ،، بطبيعته هو ، و من ثم طبيعة عمله ، إكتسب برودا في المشاعر منذ زمن ،
فصار لا يهتز لإي شئ ظاهريا !
أما الآن ، فهذه المرة الاولى في حياته التي يقف ثابتا لا يستطيع الحراك و هو يرى منظرا لـشخص لم يتبين منه شئ ولا لذلك الذي يحتضنه

نعـم قد مرت امامه حالات تذيب قلب الحجر ، فرآى ما رآى في سنين مضت ، سمع صرخات الاهل و الاحبة ،
تمسكت به الكثير من الأيادي لـ يبذل قصارى جهده !
ولكن لم يهتز بدنه و لم يشعر بإرتجاف سيلان الدم في عروقه الا في مرات معدودة و هذه إحداها
جال ببصره حول جميع من وضعوا في ارضية المواقف كي يتسلمهم الطاقم الطبي و تعود سيارة الاسعاف مرة اخرى لموقع الانفجارات ،

عاد لـ ينظر لذلك الجسد المتفحم مع طفلا يتمسك بصدره و يبدو انهما انصهرا ليكونا جسدين ملتصقين
لا اله الا الله ،، لا اله الا انت يا الله
يااارب ، حسبنا انت ونعم الوكيل
يـارب لسنا سوى عبادك الضعفاء فأحل علينا رحمتك و ارزقنا بـ فرج و نصر قريبين
يا الله انت ارحم الراحمين فإرحم حال الثكلى و الارملة و اليتيم !

عاد ليتمسك بزمام ذاته التي تشتتت وهو يـردد في داخله ذكر الله و عيناه تحمر بشكل مخيف ،، بدأ يصرخ بمن حوله و هو يشاركهم العمل غير آبه بهاتفه الذي بدأ يرن بإلحاح مستميت !







.
.
.







أنزلت هاتفها وهي تشعر بقلبها يتقلص و رئتاها تضيق ،
عيناها لم تفارقا شاشة التلفاز وهي تعلن عن ذلكما أنفجارين قرب المشفى التي يعمل بها رجلا تبقى لها مما انبت رحمها يوما !

لم لا يجبها ؟!
الا يشعر يوما بخوفهم ؟
تبااا له !
ستتمزق رعبا و هو غير مهتم لإن يطمإنها قليلا
علي ، متى ستتغير انت بطباعك السوداء تلك ؟

اقتحمت دائرة رعبها بذلك الذي دخل يهز مفتاح سيارته بيده بشئ من اللامبالاة ، ما إن رآها حتى تقدم نحوها بهدوء : ها ماما شبيج ؟!


إبتلعت غصة مرتعبة : سرمد صاير إنفجار يم مستشفى الـ ****


بشئ من الإهتمام تقدم و عينه تلقائيا تتوجه نحو الشاشة ليتابع تلك المناظر التي تقشعر لها الابدان : يااااابة ،، الله يرحمهم شنوو ذوللااا


بتوتر تابعت ملامحه : علي يشتغل بهالمستشفى ، قلبي مثل النار ، اخاااف صار له شي


ملامحه المكفهرة إنفرجت لـيستدير نحوها بإبتسامة تتلاعب بطرف شفته : صدق ؟


الإرتياح الذي ارتسم فوق وجهه جعل دموعها تتهاوى من بين جفنيها بـ تيه : سرررمد ارووحلك فدوة دق عليه من موبايلك ، مديررد علية شلع قلبي


بـ شئ من الضجر وهو يعيد نظراته نحو التلفاز و بصيص امل بداخله يضيئ بعض الشئ ،، يريد له الموت بل و اسوأ
كم يتمنى ان يراه غريقا بدمه الآن في هذه الشاشة الصغيرة ، سـ يشبع نهمه خبر كذلك !

عادت لتردد فوق مسامعه ولولتها : سرررمد ماما خابره فدووة . يمممة علي اموت اذا صارله شي والله قلبي بعد ميتحممل والله
أردفت بـ ضعف و الدموع تملأ مآقيها الحزينة : ربببي دخييلك الا علي


لم يحتمل الانصات لها أكثر ، ربته كـ والدة بل و أكثر ،، عاش في كنفها و ترعرع تحت ناظريها و تشبع بحنانا اغدقته عليه وعلى أخته و حرمت ولدها منه !
أخرج هاتفه بكسل و لسان حاله يرفض الاتصال ولكن لإجل والدته لن يستعجل موته ، لم يأت إتصاله بنتيجة مغايرة
فكرة شرسة تدور في تجاويف جمجمته ، من الجميل جدا أن يـلقى مصرعه الآن من دون تدخله ،، فهو قد يعاني تأنيب ضميره بعد أن يحطم فؤاد والدة لم تنجبه
اما لم تشعر بألآم ولادته ولكنها عانت الام تربيته !

أسف يـآ أما لم اذق حليبك ،، كم أتمنى لو انني لا اشعر ما اشعر ولا انوي ما انويه نحو إبنك ،
ولكن نحيبك ذلك لن يطول مفعوله علي ، فسرعان ما سـ أعود لأفبرك مخططي و أنسج خيوطي لإتخلص من ذلك المتعجرف ،، المتعالي كإسمه !
كم امقته من رجل





.
.
.







(1)
يا حُبًّا لم يُخْلَقْ بَعدْ
يا شَوْقًا كالمَوْجِ بِصدري
يا عِشْقًا يَجْتاحُ كِياني
يا أجمَلَ رَعْشاتِ اليَدْ
يا صُبحًا يُشْرِقُ في وجْهي
يا فَجْرَ الغَدْ
يا جُزُرًا تَمتدُّ بعَيني ،
وبُحورًا أغْرَقَها المَدْ
الحُبُّ كموْجٍ يُغرِقُني
والشَّوْقُ الجارفُ يَشتدْ
والعِشقُ يَجيءُ كتَيَّارٍ
يَجرِفُني مِنْ خلْفِ السَّدْ
(2)
يا أجملَ عِشقٍ
جرَّبْتُ ..
أنْ أعشَقَ حُبًّا لا يُوجَدْ
أنْ أعشَقَ حُلْمًا يَتَبَدَّدْ
أنْ يُصبِحَ حُبِّي نافِذَةً
أفتحُها ..
عُمري يَتجَدَّدْ
أنْ أَبقَى العُمْرَ على مَوعِدْ
مُنتظِرًا عَودَةَ أحبابي
مُنتظرًا شَمسًا لا تأتي
لِيَدُقَّ الضوءُ على بابي
(3)
يا حُبًّا لنْ يُخلَقَ أَبَدا
أشواقي نارٌ لا تَهْدَا
قدْ تَبقَى الأحلامُ بَعيدَةْ
قد يبقَى وَجهُكِ في نَظري
شَيئًا لا أُتْقِنُ تَحديدَهْ
أَحيانًا أجْمَعُهُ خَيْطًا
أغْزِلُهُ وَجْهًا من نُورْ
أحْيانًا ألقاكِ رَحيقًا ،
ألقاكِ عَبيرًا ،
وزُهُورْ
أحيانًا يُصبحُ شلاَّلاً ،
وبُحَيرةَ ضَوءْ
أحيانًا يُصبحُ لا شَيءْ
أحيانًا وَجْهُكِ يَتَحدَّدْ ..
يَكْبُرُ في عيني ،
يَتمدَّدْ ،
يَتجمَّعُ كالطَّيفِ قَليلاً
وأراهُ سرابًا يَتبدَّدْ
معَ أنِّي دَومًا أتَأكَّدْ
أنَّي لنْ أجِدَكْ ..
في يومٍ
لكنِّي أحلُمُ باللُّقيا
فأرانا الآنَ على موعِدْ
وسأبقى العمرَ ..
على موعِدْ



آبدآعآت لـ : عبد آلعزيز جُويدة









منذ نهوضها باكرا وحتى الآن لم تتناول شيئا ، الساعة تقترب من الـ واحدة ظهرا ، و هاهي تضع اخر اللمسات على طعام الغداء خاصتهم
هنالك ما يجول بخاطرها منذ يومين ،، و لكن ما يحيل بينها وبين الاقدام الجرئ على تلك الخطوة هو الرعب الذي تعاني منه
تخاف الغرباء خوفا حقيقيا ولا تستطيع إئتمان أي كان

ولكن عليها تقرير مصيرها بعد إذن الله ،، فـ ما تفعله من تسليم زمام حياتها بيد رسام متهور كـ الدكتور علي قد يكون اكبر خطأ ممكن أن تقترفه يوما ،،
فمن المحتمل أن لا يحمل ذلك الدكتور سوى قلما واحدا حبره مستخلص من اجود أنواع الفحم ، ذلك النوع الذي لا تقضي عليه أي ممحاة ، و بالتأكيد سيكون خطه كـ أغلب الأطباء متعرجا و بطلاسم لا يفهمها الا اشخاص معينين !
و بما إنه إستثنائي فقد تكون طلاسمه تلك لا تفك الا عن طريقه هو وحده
فكم سيكون موجعا ان لا تفهم حياة وهبها الله لها بسبب تلاعب بني البشر ؟!
لم تراها تجازف بـ عدم فهم حياتها من أجل شئ لا معنى له ؟
نعم ،، تشعر إن ما تفعله لا معنى له ،، ليس بعد الآن و بعد أن علمت ما حال له مصير والدها ،،
كيف لها ان تصبر وهي تعلم بكل تلك المصائب التي قذفها غيابها على رأس ذويها
حتى و إن كان والدها سفاح و دكتاتور عالمي ، شملت سطوته الكون أجمع بكواكبه و مجراته ، ذلك لن يجعل دماءه تختلف يوما ،، فسيكون حتما هو نفس الرجل الذي تنبع لـ عروقه وتعود لتصب في قلبه ذات الدماء التي تدور فيها هي و اختيها !

عليها أن لا تجعل ضميرها و مهنتها التي تبحث خلف العدالة ينسوها من هو قاسم !
إنه والدا قضى حياته بأكملها و إشتعل شيب رأسه من اجلها و شقيقتيها
عاد ليثور ذلك الضمير صارخا بـ مشاعرها تلك و مؤنبا ،، حتى و إن كانت تلك الحياة قد قضيت في قتل ذاك و حبس هذا ؟!
أ يعقل ان ترضى إستمتاعا بحياة لا حق لها فيها ؟!

تلك الحرب الدامية في داخلها قد آرقت مضجعها منذ أن تركها علي تتخبط في سبل لا سراج فيها ،، أخبرها بدم بارد عن حطام حل بـ أهلها ونار اضرمت فيهم من أجلها
هي فقط من تستطيع إخماد تلك النيران ،، تكاد تجن
الأفكار تتنازع في عقل بات لا يفرق بين الخطأ و الصواب ،، تحتاج أن تعود لـ حضن إشتاقت عبقه ،، تريد العودة لهم
لا تطيق الصبر أكثر ،، إصراره يجرها عنوة لمشارف النهوض بعد ذلك السبات

فكما يبدو أن لا نية له في إعادتها في الوقت الحالي ،، إنه يتلذذ بكل ما يحصل ،، نشوة نظرته وهو ينقل لها فاجعة والدها أشعلت قلبها بفتيل الـخيبة !
هو طبيب ، عليه أن يكون اكثر رحمة ،، أكثر لطفا و شعور .. لكن هو بتركيبه المعقد دوما يقلب طاولة التوقعات فوق رأس الجميع !

إنه لا يخشى شيئا و لا يستفت أحدا ،
لا تعلم لم قبست ببالها ذكرى مليئة بالغبار ،، تلك التي حدثت في منزل عبد الملك
ذلك اليوم أظهر قسوة لاذعة نحو أمه
والدته
المرأة التي انجبته !

تلك الذكرى سحبت بها بعيدا عن عالم التفاؤل ، لتحبسها في حجرة الواقع المرير ،، لو أنصتت لكل ما يأمرها به لن تعود يوما لإهلها لإنه هو لا يشعر بشئ نحو اهله ، فلن يخطو يوما في أحلام ترسمها كل ليلة ليسمح لها بالعودة

و أكبر شارة هي لينا ،، إنه لا يشعر بمكامن صدر اخته ليريحها قليلا من عذاب بات يدحرجها بين سهاد و آرق !
يتلاعب بها كـ طفل يلهو بسيارته المتحركة بجهاز تحكم عن بعد ،، لا يهمه إن صدمت بذلك الباب او ضربت بتلك الطاولة ، الأهم هو أن تصل لـ بر آمان يراه بعينين صغيرتين

و لكنه رجل واع و متعلم ، ومن المحتم عليه أن يفهم إن شروط اللعب تقتصر على المواد المتجمدة بلا حياة ،، فلا يجوز له الإقتراب من المشاعر البشرية و اللهو بها كما يشاء ،، لا يجوز

أي رجل هو يكاد يـدنو بإختا لا شقيقة نحو ضياعا لا يحتمله نبض إنثى ، يربطها بـ حبل النكاح الذي إن لم تكن تهوى ملامسته لعنقها سيخنقها بـ سرعة مخيفة !
فلا يترك لها صدرا يرتفع لـ إلتهام الهواء و لا ينخفض لـ نفثه


بشئ من الجمود بدأت تـضع الطعام في اواني التقديم و حاستها الشمية تتلذذ الرائحة ، أن لها دواءا عليها تناوله
وهذا ما يجعل لتناول شيئا يسد جوعها سببا أخر !

ارتفعت وتيرة التوتر عند الخطوات العجوز التي تتهـادى لمسامعها ببطئ ركيك ،
لـ عشرة دامت من الشهر ثلثه كانت تعلم إن الجدة ليست بذلك الضعف ، و إن تلك الخطوات الـ رتيبة لها من الاسباب احدهم !

تركت ما بيدها من اشغال ، لتتحرك نحو المغلسة فـ تغسل يدين متجرحتين ، مليئتين بـ تشققات رفيعة باتت تشمئزها ، ثم استخدمت إحدى المناشف لـ تجفيف تلكما اليدين بشدة علها تكشط معها تلك الدهاليز الجلدية الكريهة

توجهـت بحركات هائمة الى الخارج فـ وجدت تلك المسنة تتخذ لها موقفا غريبا مستنده بـ جذعها المائل على احد الجدران

ما إن لمحتها حتى إستنجدت بـها : يمة تعالي ساعديني


بسرعة تقدمت بخطى خفيفة لتمسك يدها المليئة بتجاعيد مخطوطة من قبل سنون و سنون ،، إقشعر لها بدنا لـ ملامسة ذلك الجلد المتهرئ ، ليس لـ فقر مال ،، و انما لفقر صحة و عمر ؛

رتابة العلاقة بينهما لم تساعدها في زخرفة و تنميق الكلام في محاولة لـ سؤالها عن الخطب ، فوجدت نفسها تقول بـ رسمية :خير بيبي شبيج ؟!


اشارت لها بيدها السائبة نحو الأرائك القديمة الطراز : وديني خلي اقعد ،، إرتفع السكر عندي !

فعلت ما اشارت عليه بحاجبين معقودين ،، ذلك المتعجرف الاناني ، لا يهمه إن تزوجت لينا من شخص لا ترغبه
ولا يهمه إن حدث مكروها لـ جدته
جل إهتماماته تنصب على الإنتقام و كإننا نعيش في غابة مليئة بأولئك معدومي الضمير ؛

أجلستها على الاريكة متحدثة بلطف هادئ : أخذتي أبرتج بيبي ؟


هزت رأسها بـ الموافقة و جبينها متغضن بضيق و نفور ، جلنار اثارت العودة الى المطبخ ، فيبدو إن هذه المرأة لا تود محادثتها ولا حتى النظر لملامحها المرهقة
و لكن ، كيف لها الحراك وهي ترى المرأة المسنة بهذا الشكل ؟!
لـ ربما هذه ستكون فرصة مناسبة لمحاورة تناوش الأحاديث معها ،
ثبتت مكانها وهي تتجنب البرود الذي يغلف صوتها بإبتسامة طفيفة : بيبي شبيج ؟ ليش هيجي تخربطتي ؟


تلك تستند بذراعاها على مساند الكنبة ، و تلكما العينان تغيمان بالمجهول ،، كان يبدو عليها الغرق في ما لا تعلمه الفتاة ،، و عند سؤالها جرت بإنظارها نحوها لتقول بهدوء : ما بية ، بس هوة هذا العمر !


قد تكون محقة ، ولكن الاكيد بأن هنالك شئ يدور في ذهنها ، شيئا ذبذب نفسيتها وعلى آثره سـكرها !
كم انت اناني يا حفيدا لها ، مصلحتك تقبع في المراكز العليا و لا يهم من يرتبط بذيلك من شخوص أو أمور ،
المهم إن هامتك المغرورة ترتفع لتلامس السحاب !

لا أعتقد بإنني سأصمد لتلك الهامة لفترة اطول ، فـ بعد ما تبين لي مقدار قسوتك و شماتتك بت لا استطيع الإطمئنان على نفسي معك و مع اهل لك تمتلك من صفاتهم الكثير ؛



أمالت جذعها قليلا بمحاولة أخرى لـ تحلية ذلك الحديث المتسم بمرارة القهوة : زين بيبي تريدين شي ؟ حتى اروح اصب غدا النا و لبيت ابو جاسم


بيدها اشارت بالرفض ، و ملامح وجهها المكفهرة اثبتت ذلك ، هزت رأسها جلنار و إستقامت معتدلة لتتوجه بعدها نحو المطبخ ،
اكملت عملا بدأت به منذ مدة ، و يشعرها حقا بـ كونها خادمة لا اكثر في هذا المنزل الريفي حبيسة ذلك الغول الطيب القلب
فتلك هي ابعاد قصة الحسناء والغول ، إلا إن غولها لا يتمتع بـ صفات طيبة ابدا !
مجرم

عندما أكملت تحضير الصينية إتجهت مباشرة لتلك العباءة الموضوعة فوق الطاولة الصغيرة لتلتقطها بأنامل ترتجف ، فهاهي حرية قد قدمت لها فوق طبق من نحاس ،
عليها ان لا تفوت لها هكذا فرصة ، سترى الوضع بالخارج كي تعتاده !

تحركت بالصينية خارجا فـ وصلها صوت الجدة بـ إرهاق وهي لا تنظر بإتجاه تسلكه : طلعي هسة تشوفين جاسم وانطيهياه يوديها لإخوانه ' ثم إستطردت ' وبسرررعة رجعي


هزت رأسها ممتنة لاله السماوات الذي قدر لها المحاولة فقط ، فتحت الباب الداخلي للمنزل لتخطو خطوتين نحو الخارج فإجتاحتها رعشة سرت على طول اضلعها ،
قلصت قفصها الصدري بتوجع وهي تكشر ملامحها بضيق واضح ، مالذي تنوي فعله وهي تخاف كل شئ ؟
ستفشل ؛ حتما ستفعل !!

بقيت تنتظر لـ نصف دقيقة حتى ترآئى لها ذلك المراهق الذي يبدو إنه يبدأ الخوض في اعتاب الشباب ،
انتبهت لملامحه المتوترة وهو ينظر خلفها كل حين ، وهذا ما جعلها تلتفت قليلا لترى ما يزعجه ولكنها لم تجد شيئا ، عندما إقترب قليلا مدت له الصينية بـ لطف بالغ : تفضـ ـ ـل .. انتـ ـه جاسـ ـ ـم ؟


بوادر الرعب كانت تستحل روحها ،
هيا جلنار انه ليس الا فتى صغير لن يفعل لك شيئا ، لا تخافي فليس هنالك ما يضرك
و انتي امرأة بالغة بإمكانك الدفاع عن نفسك أمام الجميع

رغم علمها المؤكد بـ كذب عقلها الا انها بقيت تفكر هكذا حتى شعرت بالتحسن الطفيف ،
إستلم منها الـ صينية بعد ان القى التحية بصوت حاول تغليظه قدر المستطاع وبعد ان اجابها بالموافقة على سؤالها
إبتسمت له بشئ من الدهاء وكفاها يدخلان في عراك حاد لشدة التوتر : ما شاء الله رجال ،، عبالي ولد صغير


رفع نظراته المحرجة نحوها واستطاعت الحصول على إبتسامة طفيفة منه لتقول من جديد : إنت تدرس ؟!


ذلك الخط المستقيم المزموم الذي جمع شفتيه جعلها تفهم الرد ، فـ عادت لتردف : زين تقره وتكتب ؟

اجابها بصراحة : إي اعرف ، بس من خلصت ابتدائية بطلت من المدرسة


جيد ،، إستطاعت منحه الثقة التي يحتاجها كـ أي غريب ، برغم ما يعتمل بداخلها من اعراض رعب الا انها كانت نوعا ما متماسكة
وعلى كل حال لن يتمكن طفل كهذا كشف تلك العوارض الفاضحة ،

بإهتمام مزيف إستطرقت : لييش ؟ حرامات


هز كتفيه بـ قلة حيلة : اخواني صغار ، و ابوية وحده بالشغل ولازم اطلع وياه وهمين اهتم بأخواني و اقريهم


التزييف قد تبخر لـ تشعر برغبه قوية في احتضانه و تقبيله فوق رأسه ، كم تحب أشخاص كهذا الطفل
يضحي بمستقبلا لا يعلم ما كان سيكون غير الله ليكون قرب اخوانه و ساعدا ايمن لـ والده !

بـ عجل تحدثت بعد أن سمعت صوت الجدة من خلفها ، و كإنها شكت بنواياها العكرة : حبيبي ان شاء الله أشوفك بعدين ، و اذا تحتاج مساعدة وية اخوانك جيبهم لبيتنا اني اقريهم ، و انته قول لأبوك حتى سنة اللخ ترجع للمدرسة زين ؟


إبتسم مستنكرا لـ اهتماما تغرقه به هذه المرأة الحضرية ، رغم ما يبدو على وجهها من آثار غريبة الا انها تمتلك ذوقا واضحا في الحركات و طريقة نطق الحروف
علم منذ ان رآها بإنها ليست سوى إمرأة من بغداد !






.
.
.









منذ ان عادت من العمل حتى الآن وهي تتحرك بضياع هنا و هناك ، تشعر بالإختناق
لا تعلم كيف و لم و لكنها لا تبدو بخير البتة !
تمنت أن تكون الآن في منزلهم وعلى فراشها الخاص لتعبر لـ تلك الوسادة عما ينبض فيها من مشاعر تطفو في مستنقعات متسخة بالضعف و الحاجة

حاولت معها زهراء ان تتناول طعام الغداء الا إنها إعتذرت بكونها حضرت عزيمة لإحدى الطبيبات ،
تريد ان تشاور احد ما في ما يحدث حولها من جنون ، اي احد ، ستـذوب ضعفا وهي مكرهة
لا تحب ان تكون هكذا ، لطالما إتسمت بـ شخصية جريئة و صعبة الاهتزاز ، و لكن ما تراه الان هو ارتجاج لكل مشاعر قد تملكها البشرية ،
فهي تعاني جم من الأحاسيس المضطربة المتداخلة معا في كرة ملونة بكل الآلوان الغامقة
تريد الاتصال برسل ، فهذا سيكون أمرا مريحا ، و لكنها لا تهوى التحدث في كل ما يخالجها ، بالإضافة لإنها تعرف رفيقة دربها ، تلك لن تتوانى عن تذكيرها بعناد و طيش سابقين !

لكنها لن تحتمل هذا الكبت ، فلتفعل تلك الـ ' رسل ' ماتشاء ولتقل ماتشاء ، المهم ان تفجر تلك القنبلة الكلامية المزروعة في حنجرتها من قبل عديمي الرحمة علي و رفيقه

ذلك الذي استطاع لي ذراعها بـ عرضه الاحمق ، لم يختف طلبه لحظة واحدة من بالها طيلة الوقت ، و الأسوأ أن تلك الطريقة الخبيثة ، لم تختف أيضا

كم اوجعها ما قال ، و كإنها أصبحت ' لا شئ ' لتلك الدرجة ،، فـ بات لا يرغب بها كـ زوجة .. فقط ينوي مساعدتها للتخلص من تلك اللعبة التي يعد هو احد الاطراف الخاسرة فيها من غير تدخله في اللعب حتى !

قامرت نفسها دوما في مشاعره ، فلم تشك للحظة بكونه قد نسي من هي ، و لكنه اليوم أثبت لها للمرة الثانية ' أن بعض الظن إثم '

بدأت تفرك رقبتها بالكثير من العنف ،، و كإنها كذلك ستستخرج تلك القنبلة التي مزقت اوتارها الصوتية ،،
شهقت كما من الهواء و شعرت بتلك الدمعة الكروية تهوي نحو حضنها ،، فـ إنهارت لتنفجر فوق بيجامتها تاركة اثرا ضئيلا سيختفي بعد قليل !

وقفت من مكانها بالكثير من الإرهاق بالأخص بعد سماعها تلك الاحاديث العائلية المزينة بضحكات رائعة تأتيها من الاسفل لتصل بتلك العقد المكونة بين اسلاك المشاعر الى الذروة ، فلا احد لديه القدرة على فكها بعد الآن حتى هي !

توجهت نحو الباب لتغلقه ببطئ ، ثم أخرجت هاتفها من جيب الرداء الصيفي ' المستتر نوعا ما ' الذي ترتديه ،، فحتى لباسها تغير عند مجيئها هنا ،، فعندما كانت في منزلهم والجدة تقطن عندهم لم تكن ترتدي هذه الملابس الفضفافة ،، اما الآن فعليها احترام ذاتها !

هاتفت تلك البعيدة التي ما ان تهادى لها صوت رفيقتها حتى شعرت بذلك الخطر يقبل ،، فتحدثت بـ ترقب : لين شكو ؟ لتقوليلي رجعتي رفضتي ضرغـ ـ ـ..


أسكتتها الأولى بـ جملة واحدة : عمر خطبني


و كإنه عنوان لـ سيناريو اهم الافلام الصيفية ،، فلا يهم المحتوى بقدر الاهتمام الجلي بالإسم الذي يحكي القصة بأكملها !
نقلت لها ما حدث بأدق التفاصيل وهي تراقب الباب بين الفينة والاخرى ، فلا تريد ان يستمع احد لما يدور بينهما من جنون مشاعر !

رسل الجمتها الصدمة ،، فلم تزل تردد ' عزززة ،، لاا ،، صددق ؟ زيين وخطييبته ؟؟ بس شلوون ،، زين وانتتي شنو رأييج ؟ لا عفيية ، ماااا اعرررف شأقوول !!! '


بعـد لهيب المشاعر التي شاركتها بها رسل و بـطريقة مفاجئة لـ لينا ، دام بعض الصمت ، لـ تكسر حاجزه رفيقة الدرب تلك بـ صوت باهت : لين ، جديات .. إنتي شتريدين ؟


بـ حس متعثر باللهاث أجابت وهي تشعر بإمتلاء تلكما البركتين بدموع لم تعد حبيسة : رسسسسل هووة خاااطب ، وعاااقد يعني متـ ـ ـزوج


لـ تزفر رسل بالكثير من الهم : يعني انتي تريديه هوة ، مو ضرغام !

كان اسلوبها جازم و ليس استفهاميا ، فأعترضت لينا بضعف : لاااء ، أنـ ـي مقتنعـ ـة بس لإنو هوة مرح يطالبني بشـ ـي ، يعنـ ـي زواج على ورق ،، و مؤقت !


ثأرت لرفيقتها : شقد حقييييير طلع ،، شلووون قلبه نطاه هيجي يقلج ؟؟ شفتي شلون جانت عندج ثقة بيه ؟؟ هاي ثاااني مرة يكسر قلبج !


لتلملم شتات الكبرياء بـ سرعة خاطفة : شحـــدة يكسرني ،، لو يمووت اصلا ميقـ ـدر

لو كانت رسل امامها لرأت ذلك الاستنكار الذي بدا على ملامحها ،
عادت لتردف في محاولة لإقناع رفيقتها : رسسسل ما اقبببل لو يموت ،، هوة بس هاي العااايزة اتزوج واحد متزوج ' و بسخرية ' و منوو ، عمممر ،، حتى لو يموت علية هم ما اقبل !!


بحدة اخترقت اذنها جاء رد رسل : لينااا وسسسم ،، انتتي شوكت تبطلين هالغرور ؟؟ ورة كل هالمصايب الي سواها وبعدها ثقتج لهسة ؟ مو كاااافي ؟

عادت لـ صفعها بحروف لاذعة ،، هدفها ايقاظها من ذلك الحلم الوردي وليس الشماتة : الولد بينلج هوة مرايييدج ،، وماكو رجال يحب مرة و يقلها نتزوج بس على الورق !


لتقاطع حديثها المطول بـ ذات الكبرياء المتلاشية : يريد ينتقم مني لإن رفضته قبل !


لتجبها الأخرى بعقلانية : بالعكس ، يريدج متضوجين مرته ولا تخربيله حياته ، و حطج بالصورة من البداية حتى ميصير شي بعدين و لا تطالبيه بإلتزام !


ارتجفت شفتها السفلى لتتساقط الدموع خشية من عينيها ،،
أصابتها رسل بالصميم ،، لم لا ينفك الجميع عن إيلامها ؟ لم تؤخذ بذنب غلطة اكل عليها الزمان وشرب ؟!
لم لا تجد من يشعر بأوجاعها من غير تلك النبرة اللوامة ؟
إنها بشر ، سـ يتفجر آلمها يوما ما لكثرة المكابدة عن المشاعر ،، فإن أوضحتها لم تجد سوى اللوم والعتاب

مسحت دموعها بعد ان ابعدت الهاتف قليلا لـ تسمح لنفسها بشهق الذرات الهوائية لداخل تجاويف جهازها التنفسي ، ثم اعادته لأذنها فتناهى لها نهاية حديث رفيقتها : صدقيني هذا أحسن حل !


لتفتقر القدرة على تغليف بحتها : شنو ؟!


تلك صمتت الكثير من الوقت بعد ان فهمت ان غرور اللين قد اطاحه عمر بطعنته تلك ،
كم حقدت عليه ،، لم يكن سوى من أسوأ الرجال بعد ما فعل ،، لا تستطيع تخيل لينا و حالتها الآن ، و لو كان لها الحرية المطلقة في التصرف لإتصلت به الآن و آرته قدره ،، فليسعد مع زوجته الفعلية إن إستطاع !

كررت جملتها بذهن شارد هذه المرة : صلي استخارة ، و شوفي بلكت ترتاحين


أبعدت الهاتف من جديد وهي تمسح ما بوجهها من سيلانات دمعية وافرازات انفوية بعد سحبها لكمية كبيرة من المحارم الورقية ،، أعادت الهاتف محله لتهمس بضعف باكي : بعدين اخابرج


و لم تنتظر منها ردا فأغلقت الخط وهي تنشج عويلا غريبا ،، ليس ما قاله عمر هو السبب الوحيد
فقد تعددت أسبابها ، إنها تعيش ضياعا لا تحتمله ، هنالك ضيق عظيم يستحل جسدها ،، نفسيتها تقترب من الحضيض ،، تلتهم الهواء من حولها عل ذلك الضيق ينفرج و لكن لا نجاح في المهمة !

عيناها انتقلتا نحو السجادة المطوية بعناية فوق احد الأسرة و إشتاقت لتلك السجدة التي تجعلها تفرغ كل ما فيها من الآم ، علها تخمد نيرانها قليلا

بـ ملامح منتفخة بالوجع انسلت من الغرفة متجهة لحمامات الدور العلوي لـ تتوضأ ، فإن شكت لكائن من كان ، لن ترتاح كراحة تأتي بعد شكواها لمن يشعر بها حقا و يزيل ضيقا توسد صدرها ، فينبثق شعاع الأمل بالله ليرسم بـ أقلامه الملونة نظرة مشرقة في عينين لا حلم لهما سوى الفرج








.
.
.










يجلس مترأسـآ تلك الصالة الرفيعة المستوى ، و كإنها تعود لأجداده السلاطين و البشوات ،، انامله تتفنن في الانتقال بين ازرار جهاز التحكم الخاص بالتلفاز ، لم يبدي اي اهتمام بـ إعتراضات رفيقه المتكررة وهو يشد على اسنانه ليـثبت هذا الناقم على قناة واحدة

كرر ما قاله منذ قليل بطبقات صوتية أعلى : دكتور علي بلاا زحمة على حضرة جناابك قلبه على الفلم اريد اكمله !

و كإن ' كثرة الطرق تكسر الحديد ' ،، فـ وقف متمللا و رمى بالجهاز نحو الن الذي استطاع امساكه ببساطة وهو استطرق : كمل الفلم ، عبالك جاااهل بس يعوي


رفع حاجبه بـ تكاسل : اي جاهل ديللا وخررر من الطريق اريد أقلب


إبتعد بخطواته المتزمتة وهو يردف : اني طاالع


وصله صوت آلن بـ ريبة : شنو زعل الزعطوط ؟؟ هسة منو طلع جاااهل هاا ؟!


لم يجبه فقد كان ينوي محادثة تلك البلهاء الصغيرة ، قد أتعبته و ارهقته كثيرا هذه الفترة ،
لا يود إجبارها ، يقسم بإن هذا اخر ما يتمناه ، إلا إنها بذلك الانف المتعالي و المتطلب تستحق قليلا من الحزم او حتى كثيرا منه كي تعتدل بتصرفاتها الطائشة !
لو أعطته سببا مقنعا لترفض ذلك الخاطب لن يتأخر في الرفض و اعطاءها حرية الاقتران بالأفضل
الا انه كـ رجل يريد لأخته الاستقرار و الامان لن يجد بنظره أحسن من ضرغام ، بغض النظر عن عمر طبعا !
آه يا عمر !
لن أنساها ما حييت ،،
و لا يهمني تلك إنتقادات تافهة قد يقدمها لي الكثير ، فلا أحد يعلم بشأن ذلك الرباط القوي الواصل بين رأس و قلبين ،، فـ أنا الرأس و هما القلبان الضعيفان ،
و بما فعلته كنت انا الضعيف !
قدمتها له من جديد بوهن ، و عاد ليرفضها مجددا و كإن هنالك عيبا ما بأختي
تبا لك يا رفيق الدرب ، تبـا !
بل تبا لي و لثقتي العمياء بمن لا يستحقها ، في المرة الاولى كنت صاحب الحق برفضك فتاة صغيرة علمت من شقيقتك إنها تود مواصفات معينة لا تمتلكها انت
اما الآن فرفضك لا عذر فيه ، و إن قدمت لي واحدا سـ تعتبر جريمتك اقبح !


دلف الى الحديقة وهو يستنشـق الهواء النقي ،، يداه تقبعان بداخل جيبي البنطال وعيناه ترتكزان نحو نقطة امامه ،
بقي هكذا لمدة ،، فهو دوما ما يسترخي بهذه الطريقة ، رغم أنفه تشعره الطبيعة بالإرتياح !
تذكر إتصالات والدته المتكررة نهار اليوم ،، كادت تفقد صوابها بسبب عزفه عن الرد ، لا يعلم لم تمنى لو إنه رآى عينيها في تلك اللحظة ، فقط كي يتبين اهتماما لم يراه صبيا
رفع حاجبه بـ سخرية ،، ما باله يبحث عن مستحيل طواه الزمن ؟
بإبتسـامة هازئة اخرج شخيرا مرهقا ،، ليس جسديا و إنما نفسيا !

كل ما حوله يتلاعب بـ أعصابه الحسية ،، فذلك إنتقام بات قبسه يـخمد يوما بعد أخر ، و كإنه مل لعبة الثأر تلك !
لا يعلم لم لا تشتعل نيرانه عند ذكر تلك الاسيرة ، لايريد عقابها بذنب ابيها و لا يعلم ما السبب
فـ فقيدتاه قد عوقبتا بـ ذنب عبد الملك بدم بارد ، أ يعقل أن إنسانيته بمفردها ما تـسيطر عليه عند ذكرها ؟
لا يعلم !
إن كل ما حوله يثير سخريته في الاونة الاخيرة
ففي الوقت الذي يصدمه رفيقه برفض اخته
يصدم أكثر بإستسلام إمرأة متوحشة في بعض الأحيان ليتسلم عنها زمام قراراتها !

كل الحكاية ملتفة بتعقيدات عدة ، تعقيدات معقدة ،، صعبة الفتح و إن بذل قصارى جهدا يملكه !

نفث هواء صدره بـ بطئ ، ثم اعتدل بوقفته تلك ليخرج هاتفه الشخصي .. انتقل بخفة بين الاسماء ليـختر إسمها العنيد ،،
سبحان الله ،، فـ أخته إستثنائية في كل شئ ،، و تشذ عن كل القواعد فحتى اسمها لا ينطبق على شخصيتها و لا لينها !

توســد الهاتف صيوان اذنه .. قليلا و تذبذب صوت الرنين لـ أذنه الداخلية ،، و بعد إنتظار ممل وصلته نبرتها بكثير من التكاسل : ها علي ؟


تغضن جبينه بغيظ : شبيج ؟


أجابته بعد تنهيدة ازعجته : مابية ،، وعلي الله يخليك قول شتريد مابية حيل احجي


بسخرية : يعني مخابر دا اسولف وياج حتى مابيج حيل ،، هية دا اقلك شغلة وهاهية


مكالمة باردة بـ إسلوب منجمد !
سحقا لها من جينات توارثاها لـ ترفع بـ أنفيهما فوق السحاب ليتقاتلا هنالك من أجل البقاء

رفع حاجبه الأيسر و إستطرق : باجر من الدوام تعالي لبيتنا ،، لازم تنظفين وتتحضرين ،، العصر جايين اهل ضرغام ديشوفوج


صمت دام لـ ثواني قبل أن تستطيع إستخراج صوتها الضائع : لـ ـ .. لأ ،، ما أريـ ـ ـد


نفخ هواء صدره و زجرها : ليناااا كاااافي ،، تعبببي ، مللللي ،، الى متى تعاندين ؟! شوووفي اهله اذا مرتاحيتي خلص ،، كلشي ينتهي ،، بس شوفيهم و خلصيني مو حرقتي عشيرتي كلها !


إعتصر قلبه عند تنازلها للمرة الأولى لتتحدث بتلك نبرة مكسـورة : علـ ـي ما اقـ ـدر ، ما اريد ،، الله يخليـ ـ ـك ، حس بيـ ـه ،، ليـ ـ ـش تموتني هيجـ ـي ، رجعهـ ـآ ،، رجعهـ ـآ و خلينا نرجـ ـع لحياتنـ ـ ـآ ،، الله يخليـ ـ ـك


لم يشأ أن يقاطعها ،، فشعر بكل ألآمها تشعل له صدرا بات ضيق القصيبات
سعل بخفة ليستعيد سطوته الزائفة في هذه اللحظة : دتبجين ؟


بـ طريقة اللا لين ذاتها تحدثت : لأ ،، لييييش اببببججججي ؟؟ منووو يستاااهل ،، علي ســـد التليفون ،، و يكون بعلمك ما اجــي باجر ولا هم يحزنون


صر على أسنانه : زقنبووووت ،، وبعدين يا زمااالة انتي مو وافقتي وفضيتيني ؟؟ لعب جهال هوة كل شوية رأي ؟؟ تنجبين وتجين لا احرق اهلج كلهم


صرخت به بغضب و لم تهتم لأي احد بإمكانه الإستماع للمكالمة : إحرررقهم ، غيرت رأيي ،، اذا زوجتني رح اموت ،، و اني ما اريد اموت !


و إنتظرته مكرهة حتى أغلق الخط بعد أن قال بـ شدته المتعارفة : تاكلين *** و تجين ،، و نشوف يا بت ابوج شلون رح تفشليني قدام العالم










؛

جِبالُ الصَّمتِ
في عَينيكِ تَنهارُ
ويَجتاحُ ..
حُصونَ الصمتِ إعصارُ
أتانا حُبُّنا بَرقًا
أتى رَعدًا وأمطارا
أتَى .. عُمري يُطهِّرُنا
يُفَجِّرُنا يَنابيعًا
وأنهارا
فتَنمو في جَوانِحِنا
بُذورُ الشوقِ أشجارا
***
جِبالُ الصمتِ
في عينيكِ
تَنهارُ
ويَجتاحُ ..
حُصونَ الصمتِ إعصارُ
هو الحبُّ
وما اختَرنا
ومَنْ في الحبِّ يَختارُ ؟


لـ : عبد آلعزيز جُويدة








من جهتها ضربت الأرض بقدمها بـ عصبية لدرجة انفلات خفها بعيدا و نحيبها يرثي حالها و هي تتخذ السطح كـ منفذ لتفجير غيظا يستوطن اعماقا لها !
ما بال ضعف الكون تجمع من حولها منذ زمن ، و كإنه لا يرى غيرها احدا ، إنها تتألم
الوحدة و الحاجة و الضيقة كلهم لم يتركوا لها بصيص امل في المستقبل ،، بعد صلاتها تلك و ابتهالاتها الطويلة شعرت ببعض الراحة
و لكن الآن علي قلب لها مواجعا تقاتل من اجل الهرب منها ، فالـ هرب هو نصف المرجلة كما يقال ،، وهاهي فضلت الهرب على المواجهة
و لكن الى اين بإمكانها الولوج ؟
فكل الأبواب موصدة امامها ، غير اثنان لا ثالث لهما ،، اما ضرغام و زواج حقيقي ،، أو عمـ ـر بزواج صوري مؤقت !
نزلت درجة من سلم عنفوانها وهي تفكر في الافضل بالنسبة لها
لتتلوها بدرجة أخرى مع تذكرها الموقف بحذافيره
فـ ثالثة و رابعة حتى وجدت نفسها ترفع الهاتف لتقم هي بتلك الخطوة ،
علي لن يرحمها و لن يفكر بإحتياجها الحقيقي ، لن يرحم دموعها و تذللها الذي تقوم به لأول مرة ،، فهو ليس كسائر بني آدم ، إنه مختلف ،، حقا مختلف و ردود أفعاله دوما تكون مختلفة كـ هو !

و كما يبدو فإن قلبه البشري لن يكون في صفها و سـ تخسر إن تفاءلت به خيرا
بعد إستخارتها كانت تشعر بشئ واحد لا غير ،، خطورة الندم الذي سيسكنها إن رفضت عمر ،
و هذا ما جعلها تتماسك وهي تنصت بـ أعصاب ترتعش لذلك الطنين الذي يضرب طبلتها بقوته ،
فترة قصيرة كانت ثم جاءها صوت عمر الدافئ ،، كان مبحوحا و متكاسلا ،
ابعدت الهاتف بحركة سريعة وقامت بقطع الخـط و كل ما بها يرتجف
ما ضرب الجنون الذي تنويه ؟!
يستحيل أن تفعلها
تتصل به لتخبره موافقتها على عرضه القائم ؟
أين ركائز كبرياءها ؟؟ بدأت تفقدهم واحدا تلو الأخر ،

يا الله ،، إرحمني
كورت قبضة يمينها و بدأت تفرك بها يسار صدرها ،، تريد تمسيده عسى ولعل أن يخف الإنقباض و ترتخي تلك العضلة قليلا !

الهاتف الذي كانت تحتضنه يسارها رن فجأة فـ جفلت وهي تشتعل رعبا ، عاد ليتصل ،، ما الذي فعلته
يا الله يا الله ،، ما الصواب لتفعله ؟
إن أجابت ستخرب حياته في سبيل أن لا تخسر حياتها هي !

لكن ما ذنب زوجته ؟
هو مستعد ليكون ذلك القارب الذي يوصلها حتى الجانب الأمن من الشاطئ ،، ينقذها من أن تغرق في تلك الدوامة العنيفة التي إن التهمتها ستنهيها بذات اللحظة بلا شك

أما زينب ، فلا سبب يجعلها تشاركها ركوب ذلك القارب الذي لا يكفي الا فردا واحدا
و هي لا تريد أن تأخذ مكانا لتلك الزوجة
ا هذا وقت التراجع ؟!
لم لم تفكر بالامر مسبقا ؟
لقد فكرت ،، و لكنها الآن تفتقد تلك القدرة السابقة على إتباع تعليمات الدماغ
إنقطع الإتصال وهي شعرت بـ عروق رسغها الحاملة للهاتف تتقطع واحدا تلو الأخر فـ تجعلها تتلوى ألما
هذه المرة فلتت منها شهقة صغيرة عندما عاد ليرن ،، لن تهرب !
هو اخبرها بإنه سيتفق مع زوجته
و إن ارتباطهما لن يؤثر في حياته تلك ، رغم يقينها بإن ذلك مجرد كلام يقال
فـ وجودها بحياة عمر سيقلبها رأسا فوق عقب !

أجابته بتوتر و هي تشعر بالإختناق يكاد يأتي بمصرعها ،،ازدردت ريقها لمرتين متتالية ثم همسـت بـ ' نعم ' خافتة
وصلها صوته الـرخيم : لينا ؟


رفعت يديها لـ ذلك العنق الطويل لـ تعتصره ،
لا قدرة لها على رسم احلام بألوان باهتة ، يارب

عاد صوته ليـقول : لينااا هاي انتي ؟! خيررر شصاير ؟


تغضن جبينها بـ ضيق ،، و كإنه لم يطلب منها صباحا التفكير في الموضوع ؟
خرج صوتها ضعيفا جدا ، عليها الإسراع قبل أن تفقد وعيها : عمـ ـر ، أني ... مـ ـ ـوافقة !





؛






هذا .. الهوى ما عاد يغرينيَ ! فلتستريحيِ .. ولترُيحينيِ
إن كان حبكِ .. في تقلبه ما قد رأيتُ .. فلا تُحبينيِ
حبي . . هو الدنيا بأجمعها أما هواك فليس يعنيني
أحزانيَ الصغرى .. تعانقنيَ وتزورنيَ ... أن لم تزوريني
ما همني .. ما تشعرين به إن أفتكاري فيكِ يكفيني
فالحبُ . وهمٍ في خواطرنا كالعطر , في بال البساتين
عيناكِ . من حزني خلقتُهما ما أنتِ ؟ ما عيناكِ ؟ من دوني
فمُكِ الصغيرً ... أدرتهُ بيدي وزرعتهُ أزهار ليمون
حتى جمالُك , ليس يذهلني إن غاب من حينٍ إلى حين
فالشوقُ يفتحُ ألف نافذةٍ خضراء ... عن عينيكِ تغنينيَ
لا فرق عنديَ يا معذبتيِ أحببتنيِ ، أم لم تُحبينيِ
أنتِ أستريحيِ ... من هواي أنا لكن سألتكِ ... لا ترُيحني



القبـآآني !





تأوهت متفاجئا ، لقــد أعطتني موافقتها !
لينـا ، ستصبح فتاتي
يآ الهي
إن كان حلما فليته يطول دهرا بأكمله
لين ، يا قلبي الضعيف أنتي
لطالما كنتي ضلعي الأعوج ،
فرغم محاولتي البائسـة لوضع أخرى مكانك أجدني أفشل ببراعة !
و هل هنالك براعة في الفشل ؟
نعم .، فحين يتراخى قفصي الصدري معلنا عن اعتراضات وثورات يكون الفشل بارعا
محتجا ذلك القفص و مطالبا بضلعه الضائع ،، فلا شئ يجعله متماسكا مثل وجودك كـ ركيزته الأساسية يا أميرة أوجاعي
او لأقل يا عوجائي أنتي !

إمتصي دمي رويـدا و لكن لا تتركيني ، فمن الآن سأحتكرك يا لين ،
ذلك الضوء الأخضر هو ما كنت أنتظره عمرا بأكمله ؛

تشتت صوتها لـ تستطرد سريعا : بـــس مثل مقلت ،، زواااج صوري لحد ما يخلص كل شي


كنت على وشك ان افلت جملة ' أني مقلت صوري ' لكني تماسكت و استطرقت بـ صوت مثقل بهموم جديدة : الله كريم


هذه المرة جائني صوتها بقوة أكبر : عمممر ،، لازم اول شي تشوف خطيبـ ـتك و رأيهـ ـ ـآ


لم شعرت بتلك القوة تنهار في نهاية الجملة ؟
لين ،، فقط لو كنتي لي منذ البداية ، ما كان سيمسسك شئ من ألم يجتاح حناياك الآن

اجبتها بجدية خالصة : طبعا ،، رأي زينب الأهم
و أكملت بنية صادقة : و اذا معجبها الوضع ، عذريني ، لإن ما رح اكمل اللعبة !

اذا معجبها الوضع
و
لعبة
خنجران بنصلين حادين ،، أعلم بإنهما جاءا في روحها الضائعة !
ما الذي اقوم به ؟
إنني اتلاعب بالنيران من حولي
و يبدو ان ما سيأتي مستقبلا لن يكون أكثر من كوابيس مستمرة ،
كوابيس علي أن اعيشها واقعيا ، و لإجل هذه الأنانية التي وجدت بي بر أمانها سأفعل
لكنني بالطبع لن أكون بذلك البر السهل ، بل سأتراوح بين الجبال الخشنة تارة و الصحاري تارة أخرى
لين ،، لن تعش في سهولي الخضراء حتى تتصف بإسمها
ولكن في الوقت الحالي الأهم أن تكون لي

أغلقت الهاتف من غير ان اضيف غير تحية الوداع البسيطة ، انزلق من بين اصابعي نحو الأرض ،
أعدت جسـدي بثقله نحو الخلف ليتردد صدى اصطدامه بالسرير في أذني ، ذلك الإصطدام العنيف !
لا أعلم من أين رسمت تلك الإبتسـآمة الغير مصدقة حول فمي ،
رفعت بكفي لأفرك وجهي بقوة و كإنني أحاول تصديق ما حدث

يا رب ، أنت اعلم بما يعتمل في
لا تؤاخذني على انحيازي في مشاعري نحو فتاة لا استطيع رؤية غيرها بعيون قلبي !
يا رب ، إرزقني عدلا أدير فيه حياتي
لا اريد ان امارس اي نوع من الظلم نحو زينب
يا رب ،، هون على زوجتي ما سأطلبه
يا الله لا تفجعني بـ خسارة لينا بعد أن وصلت لها

شعرت بـ صوت والدتي يقتحم سكون الغرفة فتصلب ظهري بذلك الإستلقاء ،
اسندت جسدي بكفي لأجلس مرحبا بها ، نقلت نظراتها الى الأسفل فـ انزلت يدي أرفع ذلك الهاتف ، ثم رميته بـ لا مبالاة قربي ،
إبتسامتها السمحة جعلتني أشعر بنصل السكين يدمي خافقي الاحمق ،، قالتها يوما !
إنها تخاف أن أجعل رأسها يتطأطأ أرضا أمام رفيقتها ؛

إستقمت بـ هدوء : يوم ، تعااالي شوية اريدج بشغلة مهمة


نظرت لي بمكر : شنووو ؟ تريد تقدم موعد العرس ؟


اصاب عضلة لساني نوعا من الشلل المؤقت ،، فـ إتخذت الصمت حليفا لأشير لها بالإقتراب علي اكتسب بعض الوقت لكي أستعيد قدرتي على النطق

بان التوتر بصوتها وهي تتقدم لتتخذ سريري كـ مقعد مريح : خير امي ؟ عمر لتووقع قلبي و قلي بسرعة شكو ؟


أشرت لها بيميني لتهدأ : على كيفج يوم لتخترعين ، بس شوية الشغلة معقدة


أخذت انفاسا متباعدة و انا اقف امامها بـ جسدي الملتهب : يوم ، تدرين شنو انتي بالنسبة الي ؟ والله الروح ترخصلج ، و تعرفين اخر شي اتمناه انو ازعلج مني


مقدمات كهذه لها وقع مخيف في النفس ، اخرجت زفيرا حادا : عممر بلا هالحجي قلي شصاير و لتطلع روحي


إبتسمت لأسحق غضبا بات يظهر في عينيها : عندج ثقة بإبنج ؟!


هددتني : عممممممممر


حافظت على وتيرة التماسك : يوم ، علي يريد يزوج لينا ،، و هية ممواااافقة


جائني صوتها بـ شئ من الصدمة : صـــــدددق ؟؟ لاا ،، والله مو طلعة من علاوي ،، ليش يريد يغصبها زين ؟


زممت شفتيي : تورط بمصيبة كولش خطرة ، و يريد يضمن حياتها اخاف يصير له شي


ضربت صدرها برعب : يمممة اسم الله الرحمن عليه ،، ولك يوم شدتقول ؟؟ ليش لهالدرجة الشغلة خطرة ؟ زين فهمني ليييش ؟


هززت برأسي تائها : يوم شغلة طويلة ، المهم هسة لينا !


لم تتكلم ، و انا لم استطع النظر مباشرة في عينيها ، فأنا أعلم بإنها ستجردني من مشاعري حال ما تقابل نظراتي ، أكملت بهدوء : البنية تقول اموت ولا اتزوج بهالطريقة


بـ صرامة إستجوبتني : و انته شمدريك ؟


فركت رأسي بـ غضب داخلي : هوة قلي

تسلحت بما املك من جرأة لأرفع نظراتي نحوها و انا اكمل : يوم ،، هية هسة قاعدة ببيت عمها ، و علي ببيت آلن ، وضعهم صدق خطر ، و احنه خايفين عليهم ، بس هية متتحمل بيت عمها واكو واحد خاطبها فعلي يريد يستغل الوضع


أجابتني بإهتمام : عمر شنو هالمصيبة الي مسويها علي ؟


اخرجت من صدري زفيرا حارا : يوم والله سالفة طويلة ، المشكلة هوة مغلطان ، بس وقعت براسه المقرود ،، المهم ،، هسـة اني .... يعني .. ' جررت بنظراتي لأقصى الغرفة ' أني اريد اعقد عليها و أجيبها يمنا ، يوم يحتاجون وقفتنا !


بهت لونها و فتحت ثغرها بـ صدمة : نسيت زينب ؟


هززت برأسي و أنا أشتعل بـ نارا احاول إخمآدها بداخلي : اول شي اقللها ، و اشوف ردها ، أني ما اريد اظلمها ، و زواجي من لينا مجرد شي وقـ ـ ـ!!


لـ تقف أمامي غاضبة للمرة الأولى في حياتي : انتتتته تخبببببلت ؟؟؟






.
.
.




نهآية آلبرآءةْ آلخآمِسَةْ عَشَـرْ

حُلمْ

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 01-07-12, 10:34 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 



بسم الله الرحمن الرحيم

صلآتِكُمْ أولآ .. أحبتي !





البَرَآءَةْ السَـآدِسَـةْ عَشـَرْ





(1)

لأنَّ الشعرَ في دَمِّي
وفي عَظمي
وفي لَحمي
سَأغمِسُ داخِلي قَلَمي
وأزرعُ كلَّ أوراقي
صَباحاً قادِمًا أخضَرْ
وطَيْفَ سَحابةٍ تُمطِرْ
أحاسيسًا على الأسطُرْ
يَدورُ العُمرُ لَنْ أعبَأْ
لأنَّ مشاعرَ الفنَّانِ لا تَصدَأْ
ستبقَى ثورةُ الأشعارِ بُركانًا
ولن تَهدَأْ
سأكتُبُ فوقَ جَفنِ العينِ أشعاري
وأُخفي
بينَ أبياتِ الهَوَى العُذريِّ
أسراري
وأسقي أحرُفَ الأبياتِ مِن عُمري ،
ومِن عرَقي ،
ومِن ناري ...
وإنْ مِتُّ ..
سَتُنبِتُ هذهِ الكلماتُ أشجارًا
على قَبري
تُظَلِّلُ فَوقَ زُوَّاري
(2)
أنا الإنسانُ والفنَّانُ والشاعِرْ
أنا الحُزنُ الذي يَمتدُّ كَالدنيا
بِلا آخِرْ
أنا المَطعونُ في قَلبي
أنا المَجروحُ في حُبي
أنا المُتمرِّدُ الثائرْ
أنا المُتعذِّبُ ، المتألِّمُ ، الساخِرْ
أنا مَن تَسكُنُ الأحزانُ في قَلَمي
أنا يَمتَصُّني ألَمي
لأكتُبَ هذهِ الكلِماتِ
أُنشِئُها مِنَ العَدَمِ
(3)
أنا الفنَّانُ غَنَّيتُ
ونارُ الجُرحِ في عُمقي
وعِشتُ العُمرَ مُنتظرًا
تَلوحُ الشمسُ في أُفُقي
أنا المَسجونُ في قَلَقي
وأشعُرُ دائمًا بالخَوفِ
سِكِّينًا على عُنُقي
تُقطِّعُ في شَراييني
يَشُقُّ بِداخِلي نَهرًا
يَصُبُّ مَرارةَ الأيامِ في حَلقي
لأنزِفَ هذه الكلماتِ
مِن وَجَعي
ومن ألَمي
ومن أرَقي
(4)
أنا النَّايُ الحَزينُ الصوتِ
والنَّغَمُ الذي يَسحِرْ
أنا الإحساسُ دَفَّاقًا
ومُنهَمرًا على الأسطُرْ
أنا مَن يَنحِتُ الكلماتِ
كي تَغدو تَماثيلاً مِنَ المَرمَرْ
وأزرعُ دائمًا شِعري
بَساتينًا على الصفَحاتِ
كي تُزهِرْ
وأمضي بينَ أبياتي
أرى نَفسي
أرى ذاتي
أرى وَجهَ انفِعالاتي
وبينَ السطرِ والسطرِ
أذوبُ ..
أموتُ ..
أنتَحِرُ
لأُهديَكُمْ كِتاباتي





لـ : عبد العزيزْ جُويدة






شعرت بـ صوت والدتي يقتحم سكون الغرفة فتصلب ظهري بذلك الإستلقاء ،
اسندت جسدي بكفي لأجلس مرحبا بها ، نقلت نظراتها الى الأسفل فـ انزلت يدي أرفع ذلك الهاتف ، ثم رميته بـ لا مبالاة قربي ،
إبتسامتها السمحة جعلتني أشعر بنصل السكين يدمي خافقي الاحمق ،، قالتها يوما !
إنها تخاف أن أجعل رأسها يتطأطأ أرضا أمام رفيقتها ؛

إستقمت بـ هدوء : يوم ، تعااالي شوية اريدج بشغلة مهمة


نظرت لي بمكر : شنووو ؟ تريد تقدم موعد العرس ؟


اصاب عضلة لساني نوعا من الشلل المؤقت ،، فـ إتخذت الصمت حليفا لأشير لها بالإقتراب علي اكتسب بعض الوقت لكي أستعيد قدرتي على النطق

بان التوتر بصوتها وهي تتقدم لتتخذ سريري كـ مقعد مريح : خير امي ؟ عمر لتووقع قلبي و قلي بسرعة شكو ؟


أشرت لها بيميني لتهدأ : على كيفج يوم لتخترعين ، بس شوية الشغلة معقدة


أخذت انفاسا متباعدة و انا اقف امامها بـ جسدي الملتهب : يوم ، تدرين شنو انتي بالنسبة الي ؟ والله الروح ترخصلج ، و تعرفين اخر شي اتمناه انو ازعلج مني


مقدمات كهذه لها وقع مخيف في النفس ، اخرجت زفيرا حادا : عممر بلا هالحجي قلي شصاير و لتطلع روحي


إبتسمت لأسحق غضبا بات يظهر في عينيها : عندج ثقة بإبنج ؟!


هددتني : عممممممممر


حافظت على وتيرة التماسك : يوم ، علي يريد يزوج لينا ،، و هية ممواااافقة


جائني صوتها بـ شئ من الصدمة : صـــــدددق ؟؟ لاا ،، والله مو طلعة من علاوي ،، ليش يريد يغصبها زين ؟


زممت شفتيي : تورط بمصيبة كولش خطرة ، و يريد يضمن حياتها اخاف يصير له شي


ضربت صدرها برعب : يمممة اسم الله الرحمن عليه ،، ولك يوم شدتقول ؟؟ ليش لهالدرجة الشغلة خطرة ؟ زين فهمني ليييش ؟


هززت برأسي تائها : يوم شغلة طويلة ، المهم هسة لينا !


لم تتكلم ، و انا لم استطع النظر مباشرة في عينيها ، فأنا أعلم بإنها ستجردني من مشاعري حال ما تقابل نظراتي ، أكملت بهدوء : البنية تقول اموت ولا اتزوج بهالطريقة


بـ صرامة إستجوبتني : و انته شمدريك ؟


فركت رأسي بـ غضب داخلي : هوة قلي

تسلحت بما املك من جرأة لأرفع نظراتي نحوها و انا اكمل : يوم ،، هية هسة قاعدة ببيت عمها ، و علي ببيت آلن ، وضعهم صدق خطر ، و احنه خايفين عليهم ، بس هية متتحمل بيت عمها واكو واحد خاطبها فعلي يريد يستغل الوضع


أجابتني بإهتمام : عمر شنو هالمصيبة الي مسويها علي ؟


اخرجت من صدري زفيرا حارا : يوم والله سالفة طويلة ، المشكلة هوة مغلطان ، بس وقعت براسه المقرود ،، المهم ،، هسـة اني .... يعني .. ' جررت بنظراتي لأقصى الغرفة ' أني اريد اعقد عليها و أجيبها يمنا ، يوم يحتاجون وقفتنا !


بهت لونها و فتحت ثغرها بـ صدمة : نسيت زينب ؟


هززت برأسي و أنا أشتعل بـ نارا احاول إخمآدها بداخلي : اول شي اقللها ، و اشوف ردها ، أني ما اريد اظلمها ، و زواجي من لينا مجرد شي وقـ ـ ـ!!


لـ تقف أمامي غاضبة للمرة الأولى في حياتي : انتتتته تخبببببلت ؟؟؟

؛


لم تصدمه تلك الانفعالات الناضحة من مقلتين متعبيتين لأغلى من يملك في حياته ، حاول التحلي بالصبر المهزوز وهو يـمد لها يده ليمسـك تلك الكف المرهقة : يووووم بس إسمعيني و بلا صياااح


لطمت يده بعيـدا و هنالك ما يغلي بـداخلها : وخرررر مننني
إستطردت وهي تهدده بسبابة يمينها : أننني سـألتتتك ،، عممر سألتك اذا بعدددك تريد البنية ،، و إنته قتلي لأ ،، قتلي بت ابو علي مو الك للموووت ، خليتني امششي ورااك و اسلم رايتي بيدك

هزت برأسها متوترة ، غاضبة !
لا تستطيع إبتلاع حروفها و كبح جماح الغضب ،، يريد الاقدام على الجنون بعينه ،، إنه ما زال يعشق تلك الفتاة
الأمر يبدو جليا في فكرته البغيضة ذاتها ، ماله وهي ؟!
فـ لتتزوج حتى و إن لم تكن راضية ، ما دخله ليحشر جسـده بتلك المعمعة !

أسندت كفها على الدولاب الخاص بالملابس لتقول بـ حدة : عمر شيييل هالموضوع من بالك ،، يوم اني امك و اعرف مصلحتك ،، لتجييب المصايب لنفسك و خاف الله ببت الناس

تشنج ملامحه دعاها لتكمل بـ إصرار : لووو محمد خطيب اختك يسويها ،، بعده مماخذها لبيته و يعقد على غيرها لو شما جانت الاسباب فهمني شتسوووي ؟ ' و بنبرة اعلى ' رح تقلب الدنياااا على راااسه و تخليه يعوف اختك لإن ميستاااهلها مووو ؟؟ بنات العالم مو لعبة عمر .. حرام عليك امي ،، حـرااام


انتفخ رأسـه بغضب ذاتي ،، نعم ،، والدته محقة ،، فـ لو كان ما يفعله بـ زينب قد حدث لإحدى أخواته ما ستكون ردة الفعل المناسبة التي تشفي غليله ؟!
هل سيكفيه تهشيم رأس نسيبه أم فقأ عينيه ؟
يا الله
ما الذي ادخل نفسه به ؟
كيف إستسلم لـ عقله و ربط نفسه بذلك الوثاق السميك بـ زواج لم يتمناه يوما !
و يستحق الآن أن تفقأ عينيه و يهشم رأسه هو الأخر !

لقد إستعجل بـ سيناريو رد الكرامة ،، و ادخل طرفا بريئا لا يد له ليتلوث معهم في تلك الجريمة النكراء
ما ذنبها الآن ؟
يارب ،


عادت كلمات والدته تـوقد ذلك الحطب المكوم في تجاويفه : عمر ، هالفكرة شيلها من بالك ،، حبيبي فدوة لطولك لتأذي نفسك و خلي البنية تشوف نصيبها بعيد ،، انته شمدريك يمكن خيرة الها و الك ؟ ان شاء الله تتهنى و انته هم الله ينور طريقك وية خطيبتك و تنساها
و بـ عقلانية إقتربت منه لـ تسحب بكف يده مكملة بأمل بعثه في داخلها صمته : امي انته .. اني متأكدة انته مقتنع بحجيي ، و متأكدة مرح تظلم زينب ،، عمر الحياة متوقف اذا واحد ما اخذ الي يريدها ،، حبيبي انته مؤمن و تدري هالتعلق الزايد حرام ،، حب ربك و انسى عباده


بـ هدوء حرك يده ليمسك هو بكفها الحنون فيرفعه نحو ثغره ، قبله بـ الكثير من الإحترام و المحبة الصادقة ثم قرر رمي اوراقه ، لن يتنازل
ليس بعد أن أصبحت اللقمة على شفا فمه وهو صائم منذ عقود ،، فقـط بالتعامل اللين سيستبيح رفض الجميع ،، و إن لم يستطع ، فـ سيتناول لقمته تلك عنوة
لن يتركها بعد أن فاض كيله من جوع السنين المنصرمة !

إستطاع إخماد ذلك الشعور البغيض الذي التف كحبل حول عنقه ليخنقه ، شعور بالذنب يكاد يـفتك بأنفاسه الضعيفة ، و برغم إنه لن يتمكن من قطع ذلك الحبل الغليظ ، الا إن إرخاءه قليلا سيفي بالغرض في الوقت الحالي
و ليخنقه لاحقا لا يهم !

انزل يد والدته و عيناه تضيقان بـ مقلتيين يجتاحهما الضيق ، هدوء صوته جاء صارما ، عنيدا وهو يعترف : لتزعلين مني ام عمور ، بس .. الي تقوليه صعب ،، البنية قدامي ، و محتاجتني هية و اخوها ، و إنتي تدرين علي اخوية ، شلون اعوفه حاير و اسكت علمود حجي نسوان ؟

اضاف وهو يتابع حملقته بـ بؤبؤيها اللذان يتحركان بتوتر سريع : اخذي مني حجاية ، الي يصير مرح يأثر على زينب و لا على زواجي ،، هية فترة ،، و بعدين الله وياهـآ


سحبت يدها بـ شئ من الغلظة : عمر لتخبلني ، إحنة مقاااعدين بمسلسلة ، و بعدين هيجي زواج يعتبر باطل ، قبل لتعقد انته ناوي تطلقها ورة فترة ،، وين اكو هيجي شي ؟

ثم إستطردت بـ فطنة : و تريدني بعد اصدق حجاية منك ؟ إنته بس عرفت رح تنخطب غيرت رأييك و تريد تفشلني قدام العالم ، هسة تريدني اصدق رح تعوفها ورة متصير الك ؟


إرفقي بي يامن نبت في أحشاءك !
ظناك يـتقد صدره بإنفجارات عدة ، واحدا تلو الأخرى ،
و أنتي تزيدين من البارود
لم ؟ كي أشتعل أكثر و يحيل جسدي لرماد أمامك ؟

صدقوا حين قالوا أن الأم تعلم ما لا يعلمه احد عندما يتعلق الأمر بمن سبحوا في رحمها لـ شهور ،
أ تراني سأعتقها بعد أن أطبق عليها بكلتا يدي ؟
أ أستطيع فك أسرها و تحرير جيدها إذما أكون قد أحكمت شد قيدها بي مسبقا ؟

إن صدق الجميع هرائي فلن تفعلي يا ام هذا الشبل ، و ها أنتي تقابليني بالصد لـ خوفك مما قد أفعله بعد أن أحجز عقلي في صندوق مغلق لأبتلع مفتاحه تاركا لذلك الصغير السهل الإعتصار الجمل بما حمل
فـ ليتصرف كيفما يشاء

إنها لقمتي يا أماه ، و لن يقترب منها غيري
لن يشتهيها أحد بعد أن أضعها في موقدي الخاص ،
فـ أشويها تارة ، لأقليها أخرى
و حتى لو لم التهمها يوما ، فهذا امر يعود لي


إبتعدت قليلا لتفرغ ما بجعبتها من نارا تسعر ، فلتهديه من الحروف السعها ؛ عله يسترجع صوابه و يكف عن جنونا مس بعقله : شوف ، حجاااية وحدة اقلك ، إذا سويتها و ...!!


إرتفع خده اليمين بإبتسامة شقية يحاول بها إطفاء تلك النيران : أسويها ، يوم ، أسويها فـ لتقولين شي لإن مرح اغير ولا رح ابدل حجايتي


زمت شفتيها و عقدة الذنب تتكون في كل وريد و شريان بجسدها ، فـ لا دماءا تشرأب أنسجتها
هي من عرضت عليه زينب ، و قد تكون هي المذنبة الأولى في جريمة كهذه ،
هي من صدق كذبته الخرقاء تلك بنسيان ' بت ابو علي ' ، و هي من تمنت له العيش مع من تستحقه !

هاجمت من جديد ، فلا بد لها من الإستمرار في الرفض عله يتزحزح من دائرة العناد تلك التي يتسرب لداخلها للمرة الاولى : زين اذا مقبلت مرتك ؟ أو اهلها ؟ شتسوووي ؟


جيد ، بل ممتاز !
لاحت له تلك الراية البيضاء المخذولة ، تلوح بذل هنا و هناك ،
نظرته هذه المرة كانت أعمق وهو يجيب : لكل حادث حديث ، أهم شي انتي ، يووم ،، انتي تعرفيها من جانت صغيرة و تقدرين تعامليها مثل بناتج ، قلبج الطيب ما رح يخليها تحس بشي


لـ تـدق مسمارا اخر على ذلك الجدار المدمى بـ شقوق ملتوية : و قلبك الطيب ؟ يظلم زينب ؟ زين تتوقع الله يوفقك وية لينا وانته ظالم بت الناس ؟


جف صوته ، إستخرج من اعماقه صوتا اخر لا يمت له بصلة وهو يعلق : منو قال اظلمها ؟ أني من البداية اخليها بالصورة و افهمها الموضوع


لتستنكر : شتفهمها ؟ تقلها اتزوج اخت صديقي عالورق و فترة واطلقها ، أتزوجها شهامة و فزعة ، وبالحقيقة انته كذاب تريدها طول العمر ؟ تريدها وحدها و جنت تتمنى هيجي يوم !!


هتـف ليرخي ذلك الحبل الذي عاد ليشتد مانعا الهواء من التدفق لـ حويصلاته النهمة : يووووم الله يخليييج لتقولين شي اني مقلتتته ،، و بعدين بكيفهاااا تريد تقبل ياهلا متريد كيفهاااا


آلجمتها تلك الصدمة التي تـصيب صاحبها بالصم ، فـ آثرت النظر له عسى عينيها تخبرانها بإنه يتلحف بـمزحة ثقيلة و أثـآر بسمته تكون المؤشر
الا انها لمحت ذلـك الانتفاخ الغاضب لنواذجه ، و أذنيها أرهفت السمـع لإستغفاراته الحارة ،، أما قلبها فإستشعر صدق حروفه !

كرر المسح العنيف لملامح وجهه بيمينه ثم اردف بعد وهلة و أعصابه توشك على الإنفلات : هسة رايح لبيتهم ، و الله كريم بعدين


بالطبع ' الله كريم '
و شتان بين كرمه و لئم عباده
فـ ها انت يا ولدي تود تمزيق أحشاء تلك الضعيفة لـ وهم إستحال حقيقة و أنت في غمرة يأسك
لا تجعلني أشكوك يوما يا شبلا تركك لي والدك
لا تجعلني أشكـوك !

إردف بعد صمت : بس ملك لتجيبيلها طاري دخيل الله يوم ، هاي بتج عبالك لينا كاتلة اهلها !






.
.
.







وتبكين حباً .. مضى عنكِ يوماً وسافر عنكِ لدنيا المحال
لقد كان حلماً .. وهل في الحياةِ سوى الوهم - ياطفلتي- والخيال ؟
وما العمر يا أطهر الناسِ إلا سحابةُ صيفٍ كثيف الظلال
وتبكين حباً .. طواه الخريف وكل الذي بيننا للزوال
فمن قال في العمر شيء يدومُ تذوب الأماني ويبقى السؤال
لماذا أتيت إذا كان حلمي غداً سوف يصبح.. بعض الرمال ؟



لـ : فآروق جُويدة








تلك الوصمة التي وشم بها قلبـا منزويا في ضياع بأحد جانبي الصدر ليس لها اي علاج ،
لا تعلم إن كانت قد تسرعت بإتخاذ ذلك القرار الذي سيضنيها حتما ، كيف لها ان تعيش بتلك الطريقة المقرفة ؟
كـ زوجة ثانية شرعا ، و أخت رابعة واقعآ !

ذلك الانف المتعالي قد لامس القاع بعد ان هوى خاسرا ، لقد كسر لها تلك النظرة المكللة بالثقة و الغرور ،، جعل من برج كبرياءها يتحطم أمامها دورا بعد اخر حتى تسـاوى مع تراب الارض
صرح بوقاحة بإنها لن تؤثر سلبا في حياته مع زوجته ،، يقصد بذلك تمزيق جسدها برماحه و فعل !
فـ تشعر بتلوي انسجتها المتشققة لأشلاء الا إنها حتى الآن لم تشم رائحة النزيف المقرف
مـرغ بأنف كرامتها الرمال ،
لكنه سيندم !

لن تجعله يشعر بالزهو لدس تلك النبال فيها اكثر ،، نجح في رد عنفوانه ،، و لكنها ستعود لتلقي على خد وقاحته صفعة حارة ،
و لا يهمها إن قضوا الوقت هكذا بين شد و جذب ، يتناوبون بينهم تارة الفوز فأختها الخسـارة !

لا تعلم كيف سيـقنع زوجته و والدته ، و الاهم تلك الخبيثة المسماة بأخته
لكنها متأكدة بإنه لن يفلتها بعـد أن قدمت له طرف ذلك الخيط الرفيع الملتف حول معصمها بطرفه الأخر
و بذات الخيط ستشنقه يوما و تستعذب أهاته ،
هه ، أتراه أوهمها بتلك المشاعر الطافحة في نظراته و افعاله اللا ارادية ام انها هي من إختلقت تلك القصة المغرورة في أخاديد عقلها ؟

أ يعقل إنه فعلا إستطاع نسيانها بعد ان عقد قرانه على احدى الجميلات ؟!
نسـى قلبه ملامحها الباردة و عجرفتها التافهة ؟
أ كان كـ اغلب الرجال يتبع الأجمل ؟! و الأكثر إثارة ؟

لو كان كذلك لما توان عن قذف طوق الياسمين بعيدا عنه ، رافضا إرتداءه في ذلك العنق العريض الحنطي ،، لكان اختارها بدل اللؤلؤة زينب ،
يلفه التناقض ، و الغموض !

و يكاد يضيق الخناق على انفاسها تشبثها المستميت بـ ما يحمله في دواخله لها
بـ ذلك الصندوق الصدري ، كانت تعيش حسبما تظن
و الآن يبدو ان هنالك الكثيرات ممن تزاحمنها المكان ،
الا انها لا تهوى الحروب النسائية بل لا تدانيها ، ستنسحب بـخفة العصفور!
فقط بعد أن تستغل تضحيته تلك ، و يصل بها نحو ذلك الامان الذي لا تشعر به سوى مع الاحمق المسمى بأخيها

وفي تلك الفترة التي تقضيها مع هذه و تلك ، ستريه جيدا كيف تثأر النسوة لكرامتهن ، و ستعيد بناء صروحها من جديد ، بـ طابوق حطامه هو

كانت تجلس منفردة في الصيدلية و هي تحمد الله إن المراجعين قلة نهار اليوم ، و كإنهم يتركون لها الفسحة التي تحتاجها لتفكر مليا في المصيبة التي وافقت عليها بتفكير ذليل و قلب مهشم !

وهي على حالها ، تقذف بها الأفكار من جانب سئ ، لإخر أسـوأ ، و تكفهر ملامحها لتضيق بعدها عندما تترآى لها صور كثيرة للمستقبل الـ ' مؤقت ' الذي هددها به !
صدح صوت هاتفها ، يصرخ بها لتصمته ففعلت ، قبل أن تجيب على ذلك الأبيض المسمر ،، الذي ملئ صوته اذنها بتلك النبرة الشديدة : هلووو لينا


لا تعلم ما تجرأت و فعلته لينا يا حبيبي ، و إن علمت فيتوجب علي من الآن تحضير مصاريف جنازتي ،
اجابته بـ هدوء متماسك : هلو علي ، شلونك ؟


أجاب : زين
أردف امرا : اليوم تجين للبيت ، مثل مقتلج ، واني اروح قبلج ، و دا اقلج عناد و سوالف مززعطة ' طفولية ' ما اريد ، همة حتى مجايين يخطبون ، بس تشوفج امه ، و يمكن متعجبيها

ثم شخر بسخرية : و اذا معجبتيها ما الومها لإن انتي اصلا بس قشر ، من جوة تافهة


ويحك ،
متى ستتجنب إستخدام لسانك الشرس في معاملتي ؟
ببرود أستخرجت صوتها : ماشي ، اجي و اشوفهم و بعدين اقلك لأ


ليبتسم بسخرية : و وراهة احرقج ، و اخلص ، يللا ولي !


ثم أغلق الخط بـ ضجر ،
هي انزلت هاتفها لتضغط عليه بين كفيها بـضعف

يحرقني !
أ ما يكفيني حريق يضمره بداخلي رفيقه ؟
صديقان يتلذذان بـ إذلالي
لكني سأكون بالمرصاد
فـ أخي ، لن أستسلم لجنونه
و أخي الاخر هه سـرعان ما سـ يستسلم هو
و سيكتشف الجميـع لعبة غميضة المشاعر الغبية تلك !







.
.
.












تستلقي بجسـدها المتضائل إثر كل ما قاسته على سرير بسيـط يقبع في احدى غرف ذلك المنزل الصغير ،
تتخبط في الاروقة المتعرجة فوق سطـح المخ أفكار عدة ، اتعبها التخوف من أثـآر نيتها على ذلك المتغطرس و أهله و لكنها تعبت
لم يعد لها طاقة لكي تكيله وقتا أكثر ليتناسى ثأره و يطلق سراحها ، هذا إن فعل و إن إندثرت نيرانه المندلعة تحت اكوام الرحمة

رجل كـ هو لن يـهدأ يوما ، و هي ليس بإمكانها التحلي بالصبر و القوة لـ وقت أطول ، و فوق كل شئ
هنالك ذلك الكبير
الحبيب
الظالم
كم إشتاقت قسوته و غضبه الهائج لـ سبب أو دونه
كم تفتقد نظرته الحانية الخاصة بها فقط ، فـ حتى والدتها لم تحظ بها مؤخرا
وهو الآن يطرح عاجزا بسببها هي
عليها العودة ،، و إضاءة شعلة الامل في حياتهم
و ما إن يزدان بصحته من جديد ستناقشه بعقلانية
سـ تخبره بما قاسته من اجله ؛ و بسببه !
مع التحفظ على الشخوص
فـ لن تعترف يوما عمن يجتاحها بـ سياطه اللادغة جلدها ،
يقسو ثم يقسو ثم يقسو ،
عجبا له من طبيب يخلو قلبه من العطف
منجمد الأحاسيس
ظالم !

اشتعلت مواقد في معدتها عندما ترآءت لها صورته الأخيرة وهو يخبرها ببرود عما حل بذويها
يجر بها عنوة نحو العصيان
فلو كلمها بـ ذرة من الإنسانية ما كانت ستفكر بالهرب الخطر
لإنها وقتها ستشد عزمها و تطالبه بحق العودة لإرضها ،

مؤلم ما تشعر به من خيانة ،
ستغدر به و تطعنه بظهره إن رحلت ، و لكن هذا ما عليها فعله
فـ السيف لن يبقى طويلا متوسدا يمينها ،
و إن لم تتحرك بسرعة سيكون مستقر نصله هو صدرها ، لتتلاشى عندها الحياة
و تقذفها الايام بعيـدا ،
وحيدة
تائهة
بلا أهل
و إن وجدوا ، سيكونون بعدد ناقص
بعيدين

يا رب
موجع هو الغدر ،،
فـ هاهي تستصعب غرس السيف ،
يا الهي
هي من تتألم ، بل و ترهف السمع لصوت تمزيق أنسجتها هذا و حتى الآن لم تفبرك الطريقة المثلى
آنى لـ شعورها أن يكون بعد أن تغمد السيف بغير غمده ؟!


بـ تباطئ إعتدلت جالسة عند رؤيتها للعجوز واقفة قرب الباب المفتوح ، بـ صوت هادئ شارد تحدثت : خير بيبي ؟


لتدلف الاخيرة الى الداخل و عينها تتبع تقاسيم هذه المرأة ، ارهقها التفكير بإحتمالية تورط حفيدها بقضية شائكة ، يرعبها تخيل حاله إن علم اهل الفتاة بموقعها
لن يكون سارا بالتأكيد ، و هي وقتها لن تفعل شئ سوى الإستسلام لـ موت روحها !
إلا علي
متسلط و متبجح و لروحه من القسوة مثاقيلا كثيرة
الا إن هنالك
في عتمة الـ قلب ، يضئ خيطا من نور .. يساهم في اكمال بناء تكوين تلك النبتة الطيبة البذرة
علها يوما تروى بما يكفيها من ماء لإكمال نموها حتى تظهر جلية
و تثمر بـ طيبها الذي قد يلين ذلك الخافق !


بخطواتها البطيئة .. إحتاجت بعض الوقت حتى وصلت السرير فشاركت الفتاة جلوسها لتقول فجأة : أني صارلي اسبوع حايرة ، الهم كاااتلني ، قوليلي .. شنو علاااقتج بعلي


رمت بإستجوابها ذاك و هي تحملق في الفراغ امامها ، دام صمت قصير قـطعته جلنار بـ رزانة ركيكة : ماكو شي ، بيبي قتللللج والله ما بينا اي شي ، إنتي ليييش بس تريدين تظلميني ؟


بـ جفل رفعت رأسها نحوها ،، لتقابلها ملامح صارمة و نظرة هاربة ، عادت لـ تقول : انتتتي مو خالية ، وراج قصة طويييلة


هزت برأسها مدعية اللا مبالاة و بصوت فارغ : صح ،، بس مو من حقي اقلج شي ، إذا تريدين اسأليه هوة


لـ تقل بحدة : إنتي تدرين بيه ميقبببل يحجي ،، لو اموت هم ميقول شعنده ،، و اختتته مثله ، صارلي يومين كاااتله روحي و متقبل تقلي شي


لـ تردف بحنين ، لتلك القوية الضعيفة : لينا متعرف شي


تصلب الملامح كان واضحا بين تعرجات الجلد و إنكماشاته ، إستطرقت بـ صوت مشدود : إنتو كلكم خابزيها سوة ، و محد يقدر ياخذ حق لو باطل ، بس جيت حتى اقلج شي واااحد

العزم سطا على لهجتها و هي تضيف : علي وحيد امه ، خواته الاثنين راحوا بحادث ، إذا صار بيه شي امه متبقى عااقلة ، والله تتخبل و تهج بالشوارع ، و انتي شلون ما اشوف رح توديه بمصيبة ، فخااافي الله و لتردين المعروف بالمنكر ، هوة ستر عليج و لفااج ' استقبلك ' ، لتحرقين قلب امه و اخته وقلبي


تنصت لذلك الحديث العقيم وهي تتابع الحشرة الغريبة المتحركة على طول الجدار ، ذهنها يـهرب حيث لا مكان ، و جسدها قابع بإنكسار هنا
اما قلبها فـ راح يتهرأ لكثرة الثقوب التي دقت فيه بمسامير عدة !

ابعدت ناظريها عن ذلك الكائن الصغير لـ تجرها نحو الكائن الاخر ،، المؤذي جدا بغلظة كلامه : لتنسين انتي بشنو اهلج تاهمييج ، و فوق كلشي هوة عنده ثقة بيج و حماج منهم
اردفت بحدة : هوة حتى حجي ميييقبل نحجي عليج ، ما ادري شنو مدسدسين بينكم ، والله يستر ، بس ماريد منج غير ترديله الجميل و تشوفيله الصح ، و لو رجعتي لأهلج وحدج احسن


لينفتق ذلك الغرز الذي خيطته مرارا ، فتعود لتتجرع ذلك التآكل الكريه بلحمها الني
غلفت نبرتها بالبرود ، و هنالك ما يتزعزع بداخلها ، قد تكون روحها : يعني تريديني ارجع لأهلي ؟


المسنـة ، ترتعد فرائصها من أجل حفيدها و حياته المتدلية من على المحك ، فلا يعجبها ما يحدث بتاتا ، و كلام هذه الشابة المشوب بالطلاسم يزيد ' الطين بلة ' !

بينما جلنار فـ أفحمت بما تصبو اليه جدته ، لا تعلم هذه العجوز بأنها تستجدي الهرب و لكنها تستصعبه ،، فـ رغم كل شئ ، ينتابها الخوف من الإقدام على تلك الخطوة المرعبة !
كيف لها أن تصمـد في طريق خارجي مع إناس غرب ، لا رابط بينهم سوى الوجهة التي يقصدونها ؟
هل ستتناول قرص الشجاعة ، لتتبعه بقرص التخدير كي تنسى ما يلم بها من شعور و تنطلق في التنفيذ

لا تعلم ، فعلا تجد إنها تلتف بـ بطئ في دوامة من الأفكار التعيسة !


تحدثت الجدة بـ إصرار : أني مقلت هيج ، بس قتلج علي شقد مهم لأمه ، و لأخته و ألي تعرفين شنو هوة ، فلازم تحطين ببالج انو اخر شي ممكن تسويه هوة آذيته ، رجال ستر عليـ ـ..!


كم تمقت هذه الكلمة ،
و تمقت اكثر الطريقة المشمئزة التي تتحدث بها ،
و كإنها منفلتة ، هاربة ممن استباحوا دمها لتلويثها سمعتهم
كم تحقد على ذلك عديم الرحمة
كل ما تراه الآن بنظرات هذه المسنة من قرف هو بسببه !

إستقامت واقفة عندما سمعتا ضرب على باب المنزل لتقـول بسرعة مقاطعة حديث الجدة : هااااي يمكن جاسم جايب إخوانه


الجدة بهتت وهي تتسآءل : شيسوون هنا ؟


إبتسـآمة مغتصبة إرتسمت بإتقان فنان حول شفتيها وهي تجيب : قلت له يجيب إخوانه حتى أدرسهم ، خطية ما عدهم احد و اني قاعدة لا شغل ولا شي !


وقفت هي الأخرى و قبيل أن تتحرك الفتاة نهرتها : إنتتي بكيييفج ؟ علي ميقبببل تشوفيـن احـ ـ !


أسكتتها بـ : هذولا جهال شمدريهم منو اني


و تحركت بعناد ممتزج بـ خوف نحو الخارج بعد أن وضعت ذلك الشال الكبير فوق رأسها ،
لـ تفتح الباب الخشبي بـ هدوء وفي داخلها تتلو ايات قصيرة بسرعة لاهثة ، نعم ، إنها تخاف اطفالا صغار !

حسبي الله ونعم الوكيل على كل من ظلمني ،
هم السبب في كل ما يحدث لي


ما إن شرعت الباب حتى صدمت بـ رجل يقف امامها ، تحت العتبة ، و نظراته جمدت فجأة على ملامحها و كإنه لم يتوقع أن يراها ، ربط بينها و بين تلك التي لمحها مع الـ ' دكتور علي ' منذ إسبوع ، إنها ذات الفتاة

فلتت منها شهقة مـرتاعة وهي تخطو نحو الخلف لـ تغلق الباب بعنف في وجهه ، مما جعل الرجل يتخشب ارضه ،
أما هي فـ شعرت بجسـدها يرتجف ،، مـ ـن هـ ـذا ؟!
و ما الذي يريـ ـدهـ ـ؟!

قليلا و أنارت ذاكرتها برؤياه مسبقا ،
آه ، إنه الفلاح !
راح صدرها يعلو و يهبط بلا إنتظام ، و هي لا تعلم ما العمل المفروض لتقوم به ،
وصلتها الجدة التي كـآنت تتبعها ببطئ ، و ما إن رأت حالها شعرت بالرعب يدب في اوصالها المتوجسة : شكووووو ؟!


هزت رأسـها بـ توتر وهي تشعر بمدى سذاجة إرتياعها ،، لو كانت طفلة في الـ 5 لم تخف كـ خوفها !

خرج صوتها مبحوحا : هـ ـذا الفـ ـ ـلاح


أشارت لها قليلا لتبتعـد عن فتحة الباب الموصد و تلك نفذت الأمر ،
خرجت الجدة لـ ترد سلامه المتوتر ، و من ثم تجيب بـ رسمية على سؤاله بشأن ما أخبرت به تلك المرأة إبنه بكونها على إستعداد لـ تعليم إخوته

لم تكن راضية البتة ، و لكنها وضعت في موقف محرج من قبل الرجل الكريم ، فـ ليس بإمكانها نفي قول الفتاة






.
.
.











يجلسآن في مطبخ المنزل و الافكار تراودهما بـ تشعب ؛
هو مستلقي على الاريكة الطويلة ، و ساقاه ترتفعان فوق المسند لتتدليان بإهمال ،
أما هي فتنزوي بجسدها اكمله فوق اريكة اخرى ، تشعر بثقل يجثم فوق أنفاسها ، كم إشتاقت منزلهم و كل ما يحدث فيه من صراعات مجنونة
كم إشتاقت تلك المشاجرات التي تكون فيها الجدة الحكم المتحيز لـلطرف الأقوى ، حفيدها الشرس !

الهم يـوجع كل اعضائها ،، فلتت منها تنهيدة طويلة و هي تتابع شاشة التلفاز بالكثير من الشرود ، عندها إلتفت لها ذلك الأخ الساخر ليحاكي ضيقها بلا مبالاة : خير ؟ شو بعدها الخلقة مقلوبة ؟ مو كلشي صار مثل مردتيه وهاي طلعوا اهله مدري شلونهم ؟


لم تشأ المكابرة ، لقد اجهدها ثوب التكبر الثقيل الذي ترتديه ليزينها بـ لا إهتمام متعجرف ،، خلعته ببطئ وهي تلتفت نحوه : هممم ، تعرف اليوم شقد تآذيت ،، حتى بيبي مو وياية ، اني وحدي وهمه كلهم نسوان كبار ، و فوقاهه نسوان قويات ، يعني لو اموت ما اقدر اكون طبيعية وياهم !

استطردت : بس عفية صدق ما اعرف شلونهم


شخر بـ سخرية : والله الدكتور ممبين عليه اهله هيجي ، ما ادري شلون رياجيل ذولا !

إبتسمت بـ شرود : يااا الله شقد كرررهتك لإن وحدي ، والله احس امه هية واظافرها الملونة كل شوية رح تكفخني


إبتسم هو الاخر ولكن بـ طريقة عنجهية : لو كافختج و مبردة قلبي

ثم أردف : بس صدق اريد افتهم شلون فرحان بأمه هية و التاتوو مالتها ؟ طاااح حظظه ايي والله


ضحكت بخفة غير آبهه بما تمناه منذ قليل : تعرف ، أقدر اخابر بيبي هسة و افتنلهااا ، عزززة يمكن تحرررقك ،، جايبلك خطابة وجاي واني وحدي !


رفـع حاجبه الايسر ساخرا : و ليش ياابة ؟ اختتي و بكيفي ازوجها شوكت ما اريد و لمنو ميعجبني


كورت قبضتها و تمنت لو إن لها الجرأة لتلكمه فوق ذلك الانف المتعجرف : لااا والله ؟؟ و عايفني مثل الثولة وحدي بين العالم هاي شسمها ؟ شقققققد اكرررهك من متعترررف بغلطططك ،شقققد أكرررهك

أشار بيده لـ تصمت : كرهي ، ويللا إشششش خلي نسمع !


و رفع صوت التلفاز ليكمل متابعته للفلم الوثائقي ، لكنها لم تصمت ، بل شدت همتها لـ تتوسل رأفته : علااوي بشرفك ما إشتاقيت للبيت ؟


يـده الممسكة بالجهاز إبيضت اناملها لشدة إعتصاره له ،، قليلا و تملكته الرأفة على حال هذا الصلد الذي سيتهشم لا محالة ،، قلل الضغط و هو يصرح : إي ، ' و بشرود خفيف ' شدة و تزول إن شاء الله


كذبت اسماعها و هي تنقل نظراتها نحوه بصدمة ،، صاخت السمع لـ سخرية ينهي بها حديثه الا انه لم يفعل !
إستغلت الفرصة لـ تردف : مناوي ترجعها لأهلها و نخلص ؟


بإقتضاب أجابها : سكتتتي خلي اسمع !


زفرت بـ ملل و هي تستقيم من مكانها ،، بدأت تتجول في المطبخ بلا هدف حتى قررت اشباع جوعها لـ هذا المنزل ، فـ تحركت خارجا نحو الصالة و عينها ثبتت على صورة تجمع والدها و مصطفى ' رحمهما الله '؛ قابعة بـ مساحتها الكبيرة على احد الجدران ، فإتخذت لها مجلسا امامها لـ يفيض قلبها شوقا لهما
كم تفتقد الامان ذاك !
هذا الذي طيرته رياح علي بأدراجها

بعــد أن شعرت بقرب انهمار دموع المآقي قررت الهرب ، كعادة جديدة تمسكت بها ،، لتهاجر الصالة نحو غرفة والدها ، التي يقيم بها علي في اغلب الاحيان

علمت ان السدود المنيعة ستتحطم ، و سرعان ما ستفيض الاعين ، و هي لا طاقة لها للبكاء و العويل
فالتوتر يلفها بقسوة ، فيكبح سطوة اي شعور غيره

إختارت الصعود نحو الدور العلوي ، حيث تلك الغرفة بالطلاء البنفسجي ،، كم تحن لها ،
ما ان دلفتها حتى نفثت كل ما يسكنها من احزان ؛
لـ ترسم ابتسامة صفراء باهتة و بخطى خفيفة تحركت نحو السرير ، رمت بجسدها فوقه وهي تستنشقه بـ أنين فلت منها بلا شعور ، إحتضنت نفسها بوضعية الجنين و نظراتها تهيم في النصف السفلي من دولاب الملابس ، تبحث عن شئ مفقود في اوصالها

بدأ صوت نحيبها يعلو فجأة ، بعد ان انهدمت السدود ، و ضربت بذلك الضعف و التوتر عرض الحائط
كانت تتمتم بدعوات اغلبها إستجداءات لله تعالى أن يهدي قلب اخاها ، و يبصر له عيناه نحو الصواب المغشى عنه بـ غمامة سوداء ملؤها الانتقام و الدم الثائر !

فقـط لو عاد بسيره نحو المنطق لن تضطر لخوض تجربة بإمكانها ذبحها من الشريان الى الوريد
كلما ارادت الهاء نفسها عن مستقبل ينتظرها تجد إنها تغوص أكثر في تفاصيل من شأنها تمزيق أحشاءها
لم تفتأ أن تتخيل عيشها بذلك المنزل ، مالذي سيتغير عن مكوثها في بيت عمها ؟
بالعكس لن تكون هناك سوى دخيلة ، سارقة ، خطفت رجلا من زوجته ، ان لم يكونوا يعلموا بإن زوجته هي السارقة الاولى ، و ما يحدث الآن ليس الا عودة الحق لأصحابه لـ فترة مؤقتة فحسب !

يبدو إنها تسرعت جدا ، بل رمت بنفسها نحو التهلكة بحق ، لو تراجع علي عن قراره ، و سمح لها بالبقاء في منزل عمهم لـ حينما تشاء ، ستنسل من تلك المصيبة حتى و إن كانت ستقلب القارب بركابه في عرض البحر !
لا يهمها امره ، كما لم يفعل وهو يـجتث روحها بقساوة كلماته


كم من الوقت قضته هكذا ، لا تعلم ،
و لكنها شعرت بـ أنفاس اخرى في الغرفة ، خشبت جسدها ، في محاولة فاشلة لإثبات نومها
و لم تتحرك عندما تناهى لها صوته الـ مثخن بالـ غلظة : دتبجين ؟


إعتصرت كفها حتى خافت ان تغرس اظافرها بجلدها عنوة ، فلتت منها شهقة خفيفة لم تصل اسماعه
فـ شعرت بتملل نبرته او توترها وهو يضيف : شو قووومي دا احجي وياج


بـ نبرة باكية رمت بحروفها من غير ان تتحرك : إحجي !


شعرت به يلج الغرفة ، صمت كئيب مر ثم استطرق : عمـــر ، خطبج !


الآن فقط إهتز جسدها مشيرا للحياة ، فإستدارت لتدفن وجهها بتلك الوسادة وهي تشعر بالرماح تجتث خارجا لتعود فـ توشج من جديد !
وجع ، وجع ، وجع
لو لم يكن متزوجا فقط ، لما شعرت بكل هذا
إنه ما فعله يذبح !
ينسل الروح حتى تصل الانف ثم ترتد بخذلان للجسد ، فلم يحن موعد الموت الحقيقي !
آه يا عمر
أقسم بإنني سـ أجعلك تندم ،، سـ أقهرك بي
بي وحدي !!
ايها الاناني الخائن
أوتحبني ؟
إنك لا تعرف شيئا عن الحب فلا تغلف نظراتك بالغيرة
و لا تـتقمص دور المهتم بكل شئ
لا تقطع حديثي مع الاخرين
ولا تختر لي الشوكلاتة التي افضلها
و الأهم ،، لا تراقبني !

فكل ذلك يدل على الحب ، و انت لا قلب لك
بل لك واحدا ، إلا إنه متخاذل ، أحمق ، و أنا أكرهه
سأقتلعه قريبا يا عمر ،، بأظافري سـأشج قلبك خارجا ،، لأمزقه بين كفيي ثم أرميه بوجهك كي ألطخك بدماءك
كي تعلم كيف تؤلمني مرة أخرى
سـ أقلب هدوءك الى عواصف
إنتظرني فقط !


شـعرت بثقل كبير يحط فوق السرير و جاءت نبرة المجرم الاخر تتسم بالثبات : غير افتهم ليش البجي ؟ لين ، شو قومي يا عيني خلي نحجي


كانت ستضحك ساخرة ، يريد مواساتها ' رأس البلاء ' هذا
جرت جسدها بعيدا عندما شعرت بيده الكبيرة تربت فوق كتفها ، لا تعلم لم انتابها احساس بإنه على وشك ان يهوي بتلك الكف ليضربها
خاب إحساسها بسرعة قياسية عندما عاد ليمسح هذه المرة فوق شعرها ، و لم يكن منها الا ان سحبت جسدها بقوة اكبر مبتعدة و لم تعي الا وهي تتهاوى ارضا بعنف !

كانت قد سقطت على بطنها فإستدارت بـ ألم وهي تشعر بنيران الغضب تعربد في صدرها ،
تأوهت بـ أصوات شتى و لم تهتم لضحكته الشامتة وهو يستطرق : حيييل ' تقال عند الشماتة '.. تستااهليين



إزدردت شتيمة كادت ان تطلقها بوجهه و مدت يدها نحوه ليساعدها على النهوض ، ابتسامته اللعوب اخافتها ، لكنها عادت لترتدي ثوب الكبر ذاك وهي تـرفع بأنفها عاليا : قوووومني


أحكم قبضته حول معصمها و سحبها بقـوة رجل ، لتقف بسرعة وهي تصيخ السمع لطقطقة مفصل كتفها ، صرخت برعب : آآآآآييي ،، عزززة ايييدي


لتنطلق مجددا تلك الضحكة الخبيثة من فمه الملتوي بسخرية ، حرر يدها وهي احتاجت لقليل من الوقت حتى ارتكزت وهي تمسـح وجهها من بقايا العويل ،
حاولت الهاء نفسها بتعديل القميص الفضفاض الذي ارتدته من اجل مقابلة الضيوف ، لتكسب لحظات تستجديها لـ دعمها بالثبات الذي تحتاجه

كانت تشعر بتلك النظرات الحادة و كإنه يحلل ادق ايمائاتها ، حتى تحدث بعد برهة : مو قتلج رح يخطبج ، هسة خابرني و قال ، لين ، ترة اذا قلتي لأ رح انتي تخسرين


بل سأكسب
قسما بالله الاعظم بإنني سأكسب الحرب بأكملها و ليست جولة واحدة ،
سأشرح فؤاده بـ سكيني الحاد و إبتسامة النصر تزين فمي ،
الا ان المصيبة الحقيقية تتلخص بكوني انا من يحتاج المساعدة ، و لن يقدمها لي سواه !
انتهيت من ضرغام ، و لكن من يعلم مالذي سيحدث بعد حين ، و هل تراني املك القدرة على احتمال البقاء في منزل عمي ؟
بالطبع لا
أجدني اتكتف في مفترق طرق اقصرها هو الاطول ،

تبعثرت حروفي بشرود : أمم ، مـ ـآ أعرف !


بدى الارتياح جليا في نبرته وهو يزفر مشيرا لها لتجلس : زين ، يعني تغيرت فكرة الرفض النهائي ،، هاي اهم شي
ثم اردف بعد ان اتبعت تعليماته و جلست بـ طوايعية امامه ، كتف ذراعاه لـ صدره ، ثم خرج صوته خشنا : شوفي بابا ، عمر ضمااانتي اني ، والله مارح يصيرلج شي وانتي وياه ، إذا هسة تتحسسين من بيت عمج يم عمر لأ ،، لإن إنتي مرته و غصبا ماعالكل تقعدين معززة مكرمة
إستطرق بجدية : وهمة اصلا اهله خوش ناس و يخافون الله ، امه تخبل و تحبج و ان شاء الله ما رح تندمين


تمتمـت بإبتسامة صفراء وهي تنظر له من الاسفل بـ ضعف ، داسة بكل تلك الثورات المندلعة اثر تعبيراته اللاذعة خلف باب موصد : دتحجي عبالك اني واافقت


زم شفتيه لثانية ثم قال : قتلج انتي الخسرانة ، بس اول شي لازم ابهذله ،، يعني لازم يعرف هوة منو ماخذ ،، ' و بنبرة حادة و بعينه يتلألئ ماهو مخيف ، اضاف ' يستاهل اذلـــه


اخي
اتوسلك ان تعفيني ، فالمذلة الوحيدة إكتسبتها أنا !

تتشاجر افكارها بعد ان تتزاحم لتتخذ الصفوف الاولية على مقاعد اللسـآن ، حيث تنطلق منه نحو الفضاء
لتقذف بحدة على طبلتي اخيها الوحيـد
الا ان لسانها اعرض عن اقلاع اي رحلة ، بسبب زحام ركابه !

و علي اردف : لين ، حبيبتي ، لج والله عمر يستاااهلج ، لتصيرين زعطوطة و تلغين بلااا فاائدة ، صدق هوة خاطب ، بس عااادي ، اصلا انتي رح ياخذج الاولى و ...!!


ضيق الخناق عليهآ ، فـ شعرت بـ تعليقاته تتداخل مع بعضها فتمسي بلا قدرة على التركيز
لم تفهم كل ثرثرته ، و محاولاته اللطيفة في اقناعها بـ هدوء ،، و لم تعلم الى اين وصل به الحديث حينما قاطعته بـ : خلص اني موافقة


شعرت بتصلبه فجأة ، و فكه الاسفل كان لا يزال متدليا إثر معلقته الطويلة التي راح ينثرها فوق أسماعها
نفخ صدره بكميات ضخمة من الهواء لـ يهمس بعد حين وعيناه لم تفارقا ملامحها الكئيبة : إنتي متأكدة ؟


هزت برأسها قليلا ثم إستقامت و هي تحاول جاهدة ان تبدو طبيعية : بس ،، هوة شقلك ؟ يعني .... أهله ،، يعرفون ؟


رفع كتفيه بلا مبالاة : و أهله شعليهم ؟ ليش منو الي حيتزوج ؟


بضعف حيلة اجابت : علي ، أمة محمد كلهم حجي اهلهم عدهم اول شي ، مو عبالك كل الناس مثلك


رفع حاجبه بإبتسـآمة رجولية جذابة : ولي انتي و الناس !


التمست ذلك الإنتشاء الذي صار كـ رذاذ متناثر مع انفاسه و حروفه ، لقد ازاحت عن ظهره كاهلا ثقيلا ، لترفعه فوق ظهرها ببنية ضعيفة و نبضات متقطعة !

إشرأبت أنفاسها عندما قررت البوح بما يخالجها من تخوف : و .. خطيبته ؟


عقد حاجبيه بإستنكار : شمدريني اني ؟ شااايفتنا نسوان نحجي بهالسواالف ؟ هاهية قال اني رايد اختك ، قتله انتظر .. فضت خلصت !


توسلت مقلتاها ان لا تتصفان بأكره الصفات و تبدآن بالغدر ،،
لكن كل منهما لم تشأ إلا أن تتبع غريزة فطرية للمقل البشرية ، فـ فلتت منهما دموع حارة
لم تتخيل يوما ان يصل بها السوء هذا الحد ،، لقد اهانها عمر ، وهاهي توافق على ان تنجرف في تياره حتى النهاية ، رغم علمها بإنه لن يؤدي بها سوى نحو الهلاك !

الا انها مهما حدث لن تتهالك وحدها ، بل سيكون معها ، ممسكا بكلتا يديها ، فيصبه ما يصيبها .. بل و أسـوأ
ذلك الخائن ، كم تكرهه !
يبدو إن دمه قد تشبع بالخيانة ، فهاهو يعيد الكرة ليخون زوجته !
زوجته !!!!!
يا الله ،، كيف ستصطبر ان تعيش بلعبة خيالية ؟
كيف لم تستطع البوح لأخيها عن اتفاقهم المعقود ؟
هل سـ تدخل المباراة من غير حارس مرماها علي ؟!
ما الذي تخفيه الأيام عنها ؟
لا شئ قد ينفعها سوى ' توكلت عليك يارب .. و فوضت أمري اليك ، إنك بكل شئ عليم '









.
.
.








تغمرها السعادة الفائقة لحدود الخيال بقضائها ألذ الاوقات مع خطيبها الحبيب ؛
فـ رغم إنشغاله الشديد هذه الفترة هاهو يأتيها بـ مفاجأة رائعة ، عندما رأت إتصاله الفائت الذي كرره لمرات عدة ، أعادت الإتصال به ، و لم تكن مفاجأته تلك سوى دعوة رائعة على العشـآء ،، كم هو طيب و ذو احساس هذا الرجل
تعشق تفاصيله الصغيرة و بالأخص ذلك الاهتمام الماسي بوالدته و اخواته ،، شخص كـ عمر يجعلها تعيش في هناء الواقع من غير ان تحتاج احلام اليقظة تلك التي تعود بها خالية الوفاض ؛

تقرأ الكثير بنظراته هذا المساء ، إلا إن حركاته لا تتسم غير بالـ هدوء المحبب لقلبها ،، كانت تضيف الى الاحاديث الجافة التي يتناولانها القليل من الغيث لتزدهر شجرة علاقتهما !

بعد ان اتموا تناول العشاء ، شعرت بـملامحه تضيق و اكفهرار وجهه يزداد عن ذي قبل ،
كانت ليلة مليئة بالمفاجئات ،، و هاهو يقدم لي أتعس واحدة قد يهديها رجل لـ إمرأة بإسمه ، زوجته ، إمرأة تذوب به عشقا !


إن هذا ليس بـ عمر
إستحالة أن شخص بطيبة زوجي ، يتقن الآن هذه القسوة وهو يرميني بسهام فتاكة ؛
يخبرني بنيته في نكاح غيري ؟
يتزوج أخرى وحتى الآن لم يزفني عروسا ،
يا الهي

' عمر ، إنته شدتقول ، والله صدق ؟! '
هذا كل ما أسعفني لساني لنطقه

فـ أتاني صوته مجددا بـ نبرة محايدة : زوز لتعصبين وشوفيها من المنظار الثاني ، الزواج مرح يأثر علينا ، بس اذا معقدت عليها اخوها رح يزوجها لفد واحد خاطبها تعبااان حييل و ميستاهلها ابد


لم استطع نقاشه ، تركته يتحدث بكل شئ حول الفتاة فقط ، و إستجديت منه كلمة واحدة لأجلي و لأجل زواجنا
حياتنا المستقبلية ، تلك الاحلام الهشة انهارت ،
عمر ، حطم امآلي بشأن العلاقة التي اتمناها
خربش بأقلامه المكسرة النبال فوق رسوماتي الوردية

عاد ليضيف : زينب ، علي اخو دنيتي ،، ما اريد اكسر بيه ، و اخته حبابـ ـ !!


استقمت بهدوء وانا اشعر بتمزق تلك الأحشاء الملتوية ،، نظر نحوي بـ جمود ليشير بإتجاه الكرسي خلفي : قعدي خلي نكمل


أردفت بـ تماسك : اريد ارجع لبيتنا


زفر بصبر : حبيبتي بس صبري خل نوصل لحل ، قعدي و عقلي


لم يكن جلوسي الا لكوني أرهقت كفاية لأفقد قابليتي على الثبات ،، توسلت ذاتي لـ اتماسك وانا اعلق : عمر الحجي الي دتقوله مو معقول ، فهمني تقبلها خطيب اختك يتزوج قبل مـ ـ!


قاطعني بحدة : إذا جان ديضحي لصديقه ،، اقبل


ذلك الحسـد الذي تخافه امي و اخواتي قد التف حولي الآن ،، شعرت بثقل يذوي فوق صدري يمنعني من التنفس و انا اهمس : حرام عليك ،، على اي اساس تريدني اقبل ؟


شعرت به يكافح غيظا بات يتصاعد بداخله
أ اذبح نفسي ؟ من يحق له ان يغتاظ الآن ؟
تحـدث بـ نبرة هادئة : إسمعيني زين ، أني ما أريد أظلمج ، و لا فد يوم افكر اجرحج ،، هذا الموضوع قدامج ، حجيتلج كل شي عنه ،، فكري زين و انطيني خبر .. و زوز قتلج انتي تعرفين عمر ، ما يوم ظلمت احد حتى اظلم خطيبتي


تقلصت اناملي وانا اود الصراخ بوجهه ، كابدت لوعة راحت تلسعني من الداخل ،، ثم بدأت المبارزة : واذا قلت لك لأ ،، شتسوي


غامت عيناه بـ سواد حالك اخافني ،، انتفخت نواجذه و التهب وجهه بـ نار تكاد تصل بي فتلتهمني ،
تماسكت لأكرر : إي من حقي أعرف إذا جان رأيي مهم !






؛






القلبُ في عزِّ الظهيرةِ يرتَجفْ
والجوُّ صيفْ
فلمَ البرودةُ داخلي ؟
ولِمَ الثلوجُ تَحطُّ كلَّ رحالِها
في عُمقِ عمقي عُنوةً
لا تَخشَ شيئًا ..
لا تَقِفْ
خبَّأتُ عن قلبي الكثيرْ
يا ويحَ قلبي لو عَرَف
عذَّبتُهُ في رحلةٍ أبديَّةٍ
فإذا اتفقْنا مرةً
عشرينَ ألفٍ نختلفْ
أنا لستُ ضدَّ مشاعري
لكنني
ضدَّ التي أخذتْ جميعَ مُقدراتي
ثم قالتْ : للأسفْ



لـ : عبد آلعزيز جُويدة

أوشكت على قلب الطاولة و تكسير ما فوقها ، لا تعلم هذه البريئة إني أقدمت على خطبة غريمتها سلفا
أو أطلق عليها الغريمة ، وهي المنتصرة الاولى و الأخيرة ؟ !


عادت لتتحداني بـ قوة : عممممر جاوبنني ،، اذا قتلك لأ ،، ما اقبل تتزوج علية ،، شنو حيكون قرارك ؟ أني لو صديقك ؟
ثم أستطرقت بذعر : أصلاا شلووون نعييش فهمني ،، عممممر حرااام بعدنا مبديناا حياااتنا شلون ينطيك قلبك تنهيهاا ؟؟


لم اخبرها بشئ ، و لم ارسم تلك الكذبة المنمقة حول زواج مؤقت و صوري امام مآقيها
بإمكاني التراجع عن قولي عند أمي ،
أما هذه الإمرأة ، فبإمكانها دق مساميرها في جسد اللين لو طرأ جديد على الاتفاق الاول ، ليتم تنقيحه حسبما يستحق صبري !
فعلي من الآن تصوير الموقف بأبشع الكاميرات لـها ، وهي ذاتها التي ستكون الافضل بالنسبة لي

صارحتها : إنتي عاقلة ، و ما اتوقع رح تحطيني بهيج موقف ،، تعرفين شنو علي بالنسبة الي فـ لتقوليـ ـ !!


لتهب في وجهي مجددا : اعرررف شنو علي بس ما اعرف شنو اني ،، ' و بإنهيار أكملت ' عفية قوووم رجعني ، أريييد أرجع للبيت


خلوقة !
حتى وهي في قمة الغضب مني لا تتلفظ بما قد يثير غضبي كـ رجل
أعتقد إنني أســف جدا لأجلك يا زينب ،
هذا و أنتي لا تملكين فكرة عما يوجد خلف أسوار قلبي
فقط لو تعلمين !

ببطئ اعتدلت بقامتي الطويلة و يبدو أن ضخامة جسدي المعتدلة أخافتها فـ إبتعدت تسبقني بخطوات مغتاظة
كررت الإستغفار بداخلي و انا أخطو خلفها و دارت في مخيلتي ردة الفعل التي يضمرها لي علي
فأنا لم ارتح لنبرة السخرية التي تحدث بها بعد سماع طلبي أو بالأحرى الرد على طلبه المسبق !!
و لكني لم أتحمل كل تلك العقبات ليأتي ذلك الأحمق الآن فيقف بوجهي ، و هو بالتأكيد لن يفعل
لن يتجرأ ،
وقتها سأقتلع رأسه من جسده .. فـ غضب الحليم عليه أن يخافه !





.
.
.









أَعْطِني حُرِّيَتي اَطْلِقْ يَدَيَّ..................... إِنَّني أَعْطَيْتُ مَا اسْتَبْقَيْتُ شَيَّ
آهِ مِنْ قَيْدِكَ أَدْمَى مِعْصَمي..................... لِمَ اُبْقِيْهِ وَمَا أَبْقَى عَلَيَّ
مَا احْتِفَاظي بِعُهُودٍ لَمْ تَصُنْهَا................... وَإِلاَمَ اللأَسْرُ وَالدُّنْيا لَدَيَّ
هَا أَنَا جَفَّتْ دُمُوعي فَاعْفُ عَنْهَا............. إِنّهَا قَبْلَكَ لَمْ تُبْذَلْ لِحَيَّ



الأطلآل لـ : إبرآهيمْ نآجي







إنقضت من العمر عشـرة من الأيام الهادئة ، و لكن أ لذلك الهدوء نهاية غير العواصف ؟

عزمها لم يفتأ أن يشتد بتلك الليالي التي إنجلت ،، بل اتمت الخطة بجهد صارم
منذ صباح اليوم و الرعب المتوتر هو ما يسكن أطرافها

لا تعلم إن كانت ستنجح ،، أو بالأحرى إن كانت ستنهي ما بدأت العمل عليه منذ ليال
لكنها عند كل لحظة تردد تعود لـ تصفع العقل بـ كف الحقائق المؤلمة حول اهلها ،، و ما احاله علقم غيابها بهم

لم تشأ الرحيل من غير ان تترك لهم خبرا ، فلا تود ان يظن بإنها أختطفت من جديد او اكتشاف اهلها لـ وكرهم ، و ذلك سيحيل حياته الى جحيم من الخوف و الشك ، و هي لن تحتمل رد معروفه بهكذا نكران !
و لكونها عاشرت الجدة علمت بإنها تعرف القراءة و هذا ما سهل عليها المهمة !

فتركت لها فوق سجادة الصلاة ورقة تحوي على رسالة نصية لـ ذلك البعيد القريب
قررت و انتهى وقت التراجع !

إستغلت قيلولة الظهر التي تعتادها العجوز لتستخدم مساعدة ذلك المراهق و اتمام العملية الشديدة الخطورة ،،
كانت ترتدي عباءة الرأس الخاصة بالجدة ،، و تحمل سكينا كبيرا بعض الشئ في حقيبة متوسطة تتعلق بكتفها !
لم ينقصها المال ، فهو و أخته قد زودوها به مسبقا ،، و لكن ما ينقصها حقا هو هوية اثباتها التي لا تعلم أين مصيرها الآن ، فهو لم يسلمها حقيبة والدتها و ما تحويه من اوراق رسمية مهمة !

تحمد الله ان الالتهابات التي تعاني منها قد تحسنت بعد جموع من ادوية تركها لها هو ، كم ستفتقد ما عاشته او بالاحرى عانته بوجوده

لم يكن شعورها كأي شعور قد خاضته من قبل ، إلا إنها اعتادت المخاطرة و حياة الإثارة المرعبة
و إن بقيت حبيسة ذلك الطبيب لن يفلتها حتى يبرد ثأره برؤية أبيها بكفنه يتوسد التراب ، و كإنه يقتله بـ نصل أعمى !
الكاذب ، لا يكف عن إدعاء عدم موافقته على الجرائم ،، و هاهو يبخسها بـ حبسها هنا
لا تنكر مشاركتها له في الجريمة ، ألا إنها إرتأت المسايرة على العناد الذي لن ينفعها بشئ


كـ مجرمين تسللا بعيدا عن البستان ،، و ما ان وصلا طريقا عاما لمرور السيارات سمعته يتحدث بلطف : زين خالة ،، إنتي اذا رحتي منو يرجعج ؟


كانت فرائصها ترتعش وهي تتابع المكان هنا و هناك ،، اجابته بلا ادراك : عللللي .. هووة هناكه راح القاه بالقراج ،، رأسا ينطيني الدوة مال الحجية و ارجع


قال بنخوة لطيفة ،، يفتقدها الكثير من المرفهين في المدن : تريدين اجي ويااج ؟


إنتابتها رغبة مجنونة تدفعها للموافقة بنحيب ، نعم تود الإحتماء بهذا الطفل الذي لا يناديها سوى بـ ' خالة ' !
لكنها بالطبع لن تكون جارية ذلك الجنون الذي سيدفعها نحو تعريض حياة الفتى للخطر
هو لم يخطو خارج مدينته من قبل ، أ تتجرأ لـ إبعاد رعبها أن تختبئ خلف ظهره الصغير ؟


وهي تراه يلتفت كل برهة ، إرتعشت اوصالها أكثر ، تضخم قلبها بدمه ، فـ هبط معدل النبضات و معه كميات الدم المدفوعة نحو العروق ، لتتجمع في ذلك الخزان فتجعله على وشك الإنفجار المفاجئ

ما ارعب من فكرة إتفاقه مع أحدهم لـ يقتلاها الآن ، أو ينتهكا حرمتها ، و قد يكون ذلك الـ ' أحد ' ليس الا والده !
كم ارهقتها هذه الخاطرة
ستجن ، قبل ان تصل اراضيها سـ تفقد خيط التعقل ذاك


إعتمدت تغطية وجهها بكامله ، و لم تبدو غريبة بهيئة كذلك في تلك المنطقة ، أما إن وصلت لـ بغداد فبالتأكيد عليها خلع ذلك الغطاء حتى لا تجلب لنفسها نظرات فضولية !
طيلة الطريق و إحدى يداها تحكم الإمسـاك بالعباءة ، و الأخرى تحتضن السكين المنزلي الذي اثارت حمله بكفها في الخفاء !

لم توافق على ركوب اي سيارة اجرة خاصة ، و بعد مدة طويلة قضتها في السير على أقدام مرتجفة برفقة الفتى ظهرت لهم سيارة نقل جماعي ، ركبت معه للتوجه نحو موقف النقل بين المحافظات ،، ليودعها من هنالك الى احدى السيارات

لم يرف لها جفن وهي لا تنفك عن ذكر الله تعالى و تصبير نفسها برؤية أهلها ، و إبعاد علي و أهله عن الخطر بعد أن تعترف على عبد الملك بمفرده
فذلك الرجل يستحق أن ينال عقابه ، و لكن الإعتراف لن يكون لوالدها ولا حتى لـ هشام ،، بل لـ شخص أخر !
حرب الإنتقامات تلك عليها أن تتوقف قبل إزهاق أرواحا اخر


عندما وصلا المواقف ،، نزلت مع جاسم الذي تحمد الله على وجوده معها ، و لكن رؤية الجميع من حولها ، ينقلون بحاجياتهم و حقائبهم نحو المراكب كان بـ مثابة يد تعتصر قلبها لتريق دماءها الحارة ،، فيقل ذلك الانتفاخ ،، بل يتلاشى
و لكن هذه المرة بدأت تفقد وضائف تلك المضخة بشكل نهائي


كانت متأكدة من علامات الإستفهام الكبيرة المرسومة فوق رأس الفتى ،، فـ الرعب بات جليا حتى في ارتفاع و هبوط قفصها الصدري
ستنهار ، لن تصل ،، قدرتها على المواصلة إنتهت

و لكن هل ستفعلها فعلا و تعود ؟؟
لا ، لـ ـ ـن تتـ ـ ـراجع ، و إن فعلت ،، فـ حتما سيقتلها علي ،، تكون الجدة الآن قد إكتشفت غيابها و إتصلت به
سيزهق روحها بالتأكيد ، ذلك الثائر لن يطيل التفكير قبل تنفيذ جريمته ، و رد دينه ،، و هي قدمت له سببا من ذهب ليلتمس عذرا به لدق عنقها

إختارت احدى السيارات الكبيرة ،، فإناسها كثيرون ، و بالتأكيد هنالك بينهم الطيب ، قبل أن تصعــد تأكدت من الركاب ، و قرأت ملامحهم
اخافتها شراسة البعض ،، لتريحها وداعة الاخر ،، رمت بجسدها المرتجف على احد المقاعد قرب سيدة عجوز ، بـعد أن ودعت الصبي ممتنة جدا لمساعدته

نجحت في إكتساب ثقته بعد عملا شاق ، و لفترة طويلة ، و ها هي جهودها تثمر بالأفضل !
حاستها الإدراكية إختفت ما إن إشتغل محرك السيارة لتفلت منها شهقة قوية جعلت من حولها يلتفت لها بإستغراب
بلا شعور بدأ همسها يعلو و هي تقرأ الأيات القرآنية المتعددة ،، مفاصلها إبيضت و هي تضغط على العباءة تارة ، و السكينة تارة اخرى

المسنة التي تجاورها ربتت بخفة على كتفها بنية بعث الطمأنينة لروحها المبعثرة ، الا ان ما صدر منها صدم العجوز ،، فهي قـد دفعت بيدها المنكمشة الجلد بقوة و انفاسها تلهث رعبا !
تبا
ستقتات لنفسها الشك و الريبة و لا غيرهما
عليها ان تهدأ و إلا سيفضح أمرها ،،

تعالت الصرخات بداخلها و تلك التقلصات البطنية اصبحت لا تحتمل ، ودت لو إن بإمكانها البكاء
لا ، لن تبكي ،، لديها الكثير من الوقت لتفعل ذلك و في حضن والدتها
إن شاء الله !

ياااارب ،، يــا رب الهمني القوة لأكمل ما بدأته ، و إلبسني ثوب الستر من عندك
يا الهي ،، إكفني شر إنسك ،، يااااا رب

" أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ "
" أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ "
" أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ "







.
.
.







منـذ أن تلقى ذَلك الإتصآل المشؤوم وهو لآ ينفك عن السباب و الشتم بصرآخ يَصُم الأذآن ،
شعـر بإن عروق رأسه ستنفجر قبل أن تلآمس قدمه أرض جدته ، حتمآ لن يصل بكآمل صحته !
الخبر أفقده صُوابه .. تلك آلحمقآء كيف فعلت ذلك ؟؟
إنهآ رمت بنفسهآ نحو آلمجهول آلمرعب ،،
لن تسلم .. لن يتركوهآ سآلمة !

تبآ لهآ من إمرأة . .فقــط لو يمسكهآ بيده .. يقسم بإنهآ هذه آلمرة سـ تبكيه دمآ ،،
لن يتسآمح و لن يتعآطف .. بل سيغدقهآ بـ ظلم و جور ،، سترى كيف ترمي بـ عقلهآ خلفهآ لتركض كآلمجنونة ورآء ضعف إمتلكهآ في لحظة !
آلغبييييييية .. إنهآ ترتعب الغربآء .. ألم تردد ذلك على مسآمعه طيلة آلوقت ؟
ألم تتوسله أن تبقى معه و مع أخته لإنها تأمنهمآ ؟
لو لم يكن وآثقآ من تلك الفوبيآ التي تعآني منها لـ علم بـ أنهآ لم تكن سوى محتآلة بـ كيد عظيم ،،
و لكنه شهد لحظآت الرعب تلك بأكثر من موقف ،، و هو متأكد من صدقهآ

تبآ لحمآقته .. فهآهو لآ ينفك عن تصديقهآ ، تبآ له ،
لن يسآمح نفسه إن طآلهآ مكروه ،،
لو مسهآ أحدهم بسوء سـيخنق روحه من غير أن ينتظر لحظة واحدة ،،
و سيقتلهآ خلفه !!
بل إنه سيفعل بـ كل الأحوآل

كآن قد عآد توه من العمل ، بعد أن قضى أغلب الوقت في التفحم بـ شمس الظهيرة الحآرقة ، التي تجعل كل وآعٍ يـدعو بصدق " آللهم أجرني من النآر و أدخلني الجنة "
لـيفآجأ بإتصآل جدته و هي تولول خشية منه ،،
أخبرته بإنها لم تجد الفتآة ، و بذلك جعلته يعآني خوفا أسود على أخته ، فإن علموآ أهلهآ بمكآنها و وصلوهآ ، فـ لآبد إنهم أيضآ يعلمون من هو الخآطف ،
هو لآ غير ،
و لكن بعد ثوآنٍ قصيرة أعآدت الإتصآل لتخبره بشأن تلك الرسآلة التي تركتهآ له

فقــط لو يرآهآ ،، سيجعلهآ تتوسل الله أن يرسل لهآ الموت كي ينقذها من بين يديه ،،
تبـــآ لهــا .. الغبيييييية

المصيبة تكمن في رحلته نحو اللآ هدف .. نعم سيذهب لـ ديآلى .. و بعد ذلك ؟؟ مالذي سيفعله ؟؟
أييين سيجدهآ وهي لا تعرف أي أحدٍ غيرهم هنآلك ؟؟
و حتى الهآتف لآ تستخدمه سوى لحديث لينآ و آمآم مراقبة جدته ،،
إنهآ ضعيفة ،
و ليست بجرأة تسمح لهآ بالتنقل بمفردهآ .. لآبد أن هنآلك من هو يعمل معهآ خفآءآ ،
يبدو إنهآ كآنت تخطط للأمر منذ مدة !

تبــــــــــــــااااا ... كيييف لم يضع ذلك الإحتمآل نصب عينه ؟!
أ ظن إنهآ فعلآ ستستسلم له طيلة حيآتهآ آلمتبقية . ؟
تتركه يحركهآ كـ دمية قمآش بآلية ؟!
يقسم بإن عقلهآ قد يقترب بـ إنعدآم توآجده من تلك الدمية ،،
كيف فكرت بإتمـآن أي شخص غيره ؟؟
أ جنـــت ؟!
هل تعلم آلمخآطر التي قد توآجههآ ؟!

كآن يضرب المقود كل حين .. و عند كل صورة قذرة تترآءى لنآظريه فتعشي عينيه مؤقتآ عن الطريق ليشتعل جسده بـ غيظ رجل على وشك الإنفجآر
تلك منطقة زرآعية .. بإمكآن أي " إبن حرآم " أن يـهدم لهآ حيآتها فيرميهآ بأي نهر أو سآقية ،
و إن كآن رؤوفآ سيـدفنهآ بـفضيحتهآ ،
تباااااااااااا لهاااااااا

لم يكف عن سبآب كل من يقطع طريقه ،، حتى شعر بإرتفآع ضغــطه لدرجة قد تفقده وعيه ،، وهذآ ما لآ ينقصه ،
عليه الذهآب و تشبير الأرض خلفهآ ، وهذا مآ يرغمه على التمآسك قليلا ، لحين يصل !
وجد إنه بلآ وعي منه يـدعو الله بجهر أن يحفظهآ من مسآس أي أيدٍ فآسدة
لن يستطيع أكمآل حيآته و بـ رقبته ذنبهآ يتدلى ،، كـ سلسلة من نآرٍ حآمية ،

و لكن لحظة !
هل من الممكن أن تكون قد إتفقت سلفا مع لينا على الهرب ؟؟
و آلن و عمر قآمآ بمسـآعدتهمآ في ذلك ؟!
إنهآ لـ فكرة وآردة جدا .. بالذات أن أولئك الثلآثة لآ ينفكون عن ردعه عمآ يفعله بهآ !

هذه الفكرة أشعلت الأمل في دآخله ،، ليرفع هآتفه الذي رمآه منذ قليل على آلمقعد المجآور له ،،
و مآ إن توسد كفه حتى صــدح صوت رنينه يدوي في السيآرة ،،

إرتفعت نبضآته ،، لـ تشتد وتيرة الترقب وعينه تترك متآبعة الطريق لـ ترآقب هذا الرقم الغريب
لآ ، لن يكون أحدآ من جمآعة عبد الملك ليبتزه بهآ ،
لن يجرؤآ على ذلك
يآربْ . . أرجوك .. إحفظهآ !!!

سـيقتلهم .. إن فعلهآ أحدهم و مسهآ بضر سيـقتلع روحه خآرج جسده ليتركه جثة هآمدة ،، و هذه المرة لن يـسمح لـ مهنته أن تقبع كـ سد منيع ضد العنف ،
يكفيه مـآ خسر ،
لن يخسر كرآمته .. و رجولته بتدنيس إمرأة تحت جنآحه القآسي ،
لن يحتمل عقدة الذنب يومآ !!

أوقف السيآرة على أحد جآنبي الطريق ، لـ يرد بسـرعة و جسده يتصلب حتى قبل أن يعلم من المتصل ،
ثوآني و تهآدى لـه صُـوت إنثوي بـآكي : علـ...ــي ؟؟

همس و أنفآسه تتلآحق رعبآ : جلنـآآآآآآآر ؟؟!!!!!!!

كآنت هذهِ المرة الأولى التي ينطق بهآ بـ إسمهآ ، و عليهآ أن تسجلهآ في تأريخهآ الأسود مع هذا الثآئر ، صرخ بهآ محتدآ : هااااااااااااي انتتتتي ؟؟ وييييييييييييييينج ؟؟!

أجآبته ببكـآء : أنتتتتته ويييييييينك ؟؟ تعاااااااال انننني ضااايعة .. ماا أعرررف إحنننه وييين ، عليييييييي بسسسسرعة تعال رح آمووت

و كإنمآ رُكل قلبه بـ قدم حديدية ، ليـسجل هدفه في شبكة قفصه الصدري ، حتى شعر بإنهيآر اضلآعه ، وآحدآ تلو الأخر
فـ تغدو ملحمة الدمآء .. تستعمر جســده المتصلب !






.
.
.





نهَـآيةْ البَرَآءَةْ السَـآدِسَـةْ عَشـَرْ



حُلمْ

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t189827.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ذ¯ذ½ذ´ذµذ؛رپ This thread Refback 05-10-14 12:13 PM
ط£ط¨ط±ظٹط§ ط­طھظ‰ طھط«ط¨طھ ط¥ط¯ط§ظ†طھظ‡ظ… ط§ظ„طµظپط­ط© ط§ظ„ظ‚طµطµ ط§ظ„ظ…ظƒطھظ…ظ„ط© ط¨ط¯ظˆظ† ط±ط¯ظˆط¯ This thread Refback 18-08-14 03:21 AM
ط£ط¨ط±ظٹط§ ط­طھظ‰ طھط«ط¨طھ ط¥ط¯ط§ظ†طھظ‡ظ… ط§ظ„طµظپط­ط© ط§ظ„ظ‚طµطµ ط§ظ„ظ…ظƒطھظ…ظ„ط© ط¨ط¯ظˆظ† ط±ط¯ظˆط¯ This thread Refback 01-08-14 12:45 PM


الساعة الآن 04:29 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية