لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-05-12, 01:47 AM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


بإسمِــكْ يآ آلهي أبتدئ


أستحلفكم بآلله أن لآ تجعلوآ روآيتي .. سبب فـي تأخير صلآتكم أو عبآدآتكم ،
فلآ آستطيع تحمل أوزارآ فوق أوزآري




البرآءة التآسعَة




لا تذكري الأمس َ إني عشتُ أخفيه
إن يغفر ِ القلب ُ .. جرحي من يداويه ؟
قلبي وعيناك ِ والأيام بينهما
دربٌ طويل تعبنا من مآسيه ِ
إن يخفق ِ القلب ُ .. كيف العمر ُ نرجعه
كل الذي مات فينا .. كيف نحييه ِ
جئنا إلى الدرب والأفراح ُ تحملنـــا
واليوم عدنا بنــهر الدمع نرثيه ِ
با فرحة ٌ لم تزل كالطيف تــُــسكــِــرني
كيف انتهى الحلـــم بالأحزان والتيه ِ ؟؟؟؟


فآروق جُويدة




؛







لا تكرر الوقوف في طريقهم كي تصنع صدفه لرؤيتهم !!
مآ دمت تدرك أن الصدف الجميلة لا تتكرر وإنها حين تتگرر لا تصبح جميلة!

ممآ قرأت















ما إن دخلن غرفة رسل حتى رن هاتف لينا بمكالمة ،، أخرجته بتذمر من المتصل ' المعلوم تقريبا ' ،، و لوت فمها بإنزعاج عندما تأكدت منه
أجابت بـ هدوء وهي تجلس على سرير رفيقتها : ها علي ؟؟


بنفس الهدوء : بدون نقاش طلعيلي هسة و لتاخذين و تنطين وية بت قاسم بالحجي


نقلت نظرها لـ جلنار الواقفة قرب الباب ،، فهمت تلك انه يتحدث بشأنها فـ أومأت برأسها قليلا ثم اعتذرت من رسل الغير مستوعبة لكل ما يحدث !!


تركتهم و ولجت الى الخارج و هي تشعر بجمود نسبي في مشاعرها ،، لحقت بها لينا بعد ان اغلقت الهاتف من اخيها و قرب الباب حاولت منعها من الخروج امام رسل الصامتة !!

و لكنها ابدت لطافة عالية في التحدث : حبيبتي عادي ترة مو زعلانة ،، أخوج حقه يخاف على نفسه و على اهله ،، و خصوصا ابن عمي موجود هنا و فد شوية يجي لبيتنا فما اريدلكم مشاكل ،، و انتي صارلج هواية مشايفة صديقتج فـ أبقي وياهه اني الي رح اروح !!



ودعتهم مع وعد اللقاء غدا في حفلة ' الحنة ' الحفلة النسائية المسبقة لليلة الزفاف كما في تقاليد بلادنا !!
خرجت وما زالت على نفس حالة التجمد العاطفي ،، و ارتاحت عندما لم تره ،، فـ توجهت لجهة المصعد و ضغطت على الزر لايقافه ،، و لكنها شعرت بوجود شخص اخر في الـباحة الامامية للـ شقة !!
لم تلتفت ،، و لكن الانجماد بدأ ينصهر بشكل تدريجي وهذا ما جعلها تنكمش بضعف ،، وصلها صوته ساخرا : يا ريت بعد متلتقين بأختي !!



لا تعلم ما سبب حقده عليها ،، فلا يوجد اي دافع لهذا الامر و هذا ما احزنها و جدا أيضا !!
لم تجبه ،، و هو اكمل : يومين و راجعين لبغداد ،، و أتمنى تعدي من غير مصايب !!



فتح باب المصعد و تخشبت كل عضلاتها عند رؤية من بداخله ،،
هشام نقل نظره بينها و بين ذلك الرجل الواقف بعيدا و لكن وجهه بإتجاه ظهرها ،، إستغرب وقوفهما هكذا و لكنه لم يعلق سوى بـ : شعندج هنا ؟



تغضن جبينها وردت : جنت ببيت رسل



هز رأسه متفهما ثم نظر لـ خلفها فـ تحركت بسرعة نحوه ، دلفت داخل المصعد و ردت سلامه بهدوء : الحمد لله و انته ؟؟



استغرب صعودها معه بمفردها ،، فلم تفعلها من قبل !!
يبدو عليها التوتر و إن حاولت إخفاءه : بخير ، شو صعدتي وياية ؟؟



حاولت التماسك : عادي !


أغلق باب المصعد عليهما و علي استدار لجهة الشقة حيث خرجت لينا و رسل ،،
تحدثت اخته بضيق : علي حرام عليك ليش خليت البنية تروح ؟


رفع حاجبه ناهرا ،، اخافتها جدا نظرة الـتهديد تلك ،، لا يريدها ان تقول شيئا لرسل و لكنها فعلت !
فـ ثقتها برفيقتها كـ ثقته برفيقيه الذين يعلمان كل ابعاد القضية ،، فـ تبا تلك العنصرية التي يستخدمها !!


تحدثت رسل بثقة : علي اني اختكم الله شاهد ،، و جان لازم افتهم الموضوع ،، لتلوم لينا لأن قلتلي ،، اي وحدة مكانها تحجي لصديقتها ،، و بعدين الموضوع قديم حيل و ما اتوقع حيكبر هسة ،، و ترة اهل جلنار خوش ناس بـ ـ ـ .!



بحدة طباع اجاب : اييي كولش خوش ناس من ابوها الحرامي الكلب ابن الكلب نص فلوس الشعب بايقها هوة و امثاله الطايح حظهم



تمتمت لينا بغيظ : علي شبيك فهمني ؟ هسة احنه شعلينة بالعالم ؟؟ و بعدين حتى لو اهلها شافوها يمنا ،، شكوو بيها ؟؟ قابل شصاير ؟؟ أني صديقة رسل وهية هم و تصادقنا ،،ترة كولش عادي



اجاب : هوة هذا مكان نقعد نتناقش بيه ؟؟ ياللا امشي



رسل تدخلت : زين تفضل جوة ، هسة ابوية على جية ' سيأتي قريبا ' و امي و اخوية الصغير موجودين



علي : لا يمعودة خلينا نروح ،، و باجر إن شاء الله من الصبح اجيبلج لينا و شبعي منها



رسل : ويييين تاااخذها ؟؟ إنته مووو قلتلها تبقى قبل شوية ؟




علي : إنتي قلتي مو اني ،، و هسة غيرت رأيي مرح امشي حجييكم .. يللا لينا لتخليني اطلع قهري بيـ ـ ..!



من غير ان تودع رفيقتها تحركت قبله وهي تتذمر بـ صوت واطئ ،،
كانت تنوي البقاء اكثر ،، عل ما تشعر به من غيظ يتلاشى في هذه الايام المعدودة التي ستقضيها هنا !!

لم تخبر رسل بأي شئ ، فلا تريد خدش لوحة سعادتها ، و الاهم من ذلك ،، لا تريد ان تنظر لها رفيقتها بـ نظرة لوم و عتاب او حتى شفقة ؛
ظنا منها إن ما حدث قد حطم نفسيتها و جرح كرامتها

و هي بلا شك مخطئة في ذلك !





.
.
.





أنا العاشق السيء الحظ
تمرد قلبي عليّْ
أنا العاشق السيء الحظ
نرجسة لي وأخرى عليّْ
أنآ آلعاشق السئ الحظ
لآ أستطيع الذهآب اليك
ولآ أستطيع الرجوع الي



محمود درويش








ما زال مشواره طويلا حتى يصل طموحه الأول ،، جراح عيون !!
فـ إن كان علي ،، و قد سبقه بـ 6 سنوات في المشوار الطبي حتى الآن لم يتوج نفسه بإختصاصه الذي يحلم به ،، كـ طبيب قلب


وما زال يدرس بجد للحصول على شهادة الـ ' بورد ' التي تؤهله لـذلك ،، بينما هو فكان الله بعونه !
و عسى ان تكون تأخيرته تلك تحمل سحابا من الغيث يـروي صحراء سنينه التي اتعبه جفافها


لا تنظروا لي بهذه الطريقة ،، أنا لا اندب نصيبي في الدنيا ، و أستغفر الله من هذا الذنب
و لكن بالفعل حياتي صحراء قاحلة رغم ما بها من أشجار متفرقة و واحات صغيرة الا انها لم تزل ارضا جرداء خالية من معاني الـربيع

فـ ربيع عمري قـد إنتهى ،، و نجم عشقي السرمدي قد أفل !
و مهما وصلت في مهنتي لدرجات عالية ،، حتى و إن حصلت على ارفع الرتب و المراكز الإجتماعية بـ وجود امي و اخواتي و ' زينب '

لن أنسى يوما تجويفا مؤلما في صدري ، يؤلمني نهارا ليشعلني ليلا !
و هل لـ قلبي القدرة على النسيان ؟
بالطبع إنه لأمر مستبعد ،، و لكن المستحيل هو الرضوخ لذلك القلب و اهواءه الغبية !

فـ كانت خطتي الأولية أن أثبت لها نجاحي في تحصيلي الشهادة التي تريدها لـ فارسها اولا
ثم تفوقي بـ إبتعادي عنها و دثر إسمها بمعانيه في عروقي حتى لا تظهر لبني البشر ،
لكن الله وحده يعلم ما بي من كسور لن يجبرها سواه !



سـ تنجح حياتي بإذن الله مع تلك المسماة بـ زينب ،، فـ حتى و إن ارتبطت بـ عشق الماضي بحبل محكم حول نحري ينوي خنقي ،، سأسحب انفاسا بطيئة تكفيني للعيش بسلام !
فما أحتاجه هو سلام داخلي
بعيـدا عن لين و ما يرافقها من زلازل و فيضانات و براكيين !
فطبيعة جسدي تتخلخل عند وجود اللين ،، و هذا ما سيجعلني مرهقا منهكا طيلة الوقت إن إستسلمت لحبل شنقي من غير محاولة التنفس البائسة تلك !


سحب اقرب الكتب لقلبه من على سـطح مكتبه و بدأ بتقليب رزم اوراقه بـ هدوء ، و حانت منه تنهيدة خاطفة !
حتى وصل لجزئه المفضل في هذا الكتاب ،، الجزء الحاوي على خطها ،
فهذه الاوراق قد مست بأناملها و احتضنت بكفاها !
و رسم قلمها خطوطها و ملاحظاتها فوق صفحاته بأنانية ، غير آبهة بكون الكتاب مستعارا و ليس ملكا لها
و ربما كانت تقصد هذه الحركة
لـ تثبت له ملكيتها الرسمية لـ شئ يخصه ،، فهي لا تتوانى عن فعل اي شئ بأملاكها ، و لا احد له الحق في الاعتراض !


نعم أميرتي ،،
أنتي التي تملكين الـ ' كل شئ ' .. فتجعليني أمامك أقف مكبل اليدين معصوم العينين ، بـ لا شئ !
متـى سيأتي اليوم الذي أستيقظ به صباحا فأتنفس عشقا أخر ،، أو لا أتنفس شيئا غير الهواء
فلا أريــد الهوى ،، يتداخل مع ذرات هوائي !
فالهوى .. يهوي بصاحبه لقعر الجحيم .. إن كان محرما ، و كفاني الله شر الجحيم يا عشقي ،، كفاني شره !
ا فلا يكفيك عذاب الدنيا كـي تلبسيني إثما يدخلني مستقر النار بسبب حبك !
سأحاول التخفيف من وطأة هذا العشق كي أحفظ ديني ،، فـ لدي ما يخيفني من الموت من تقصير بحق ربي ، و هذا يكفيني جدا
فلا ارغب بشئ أخر يجرني عنوة للأثم ،، شيئا كـ تفكيري و هيامي بمن لا تحل لي !




رفع قلمه الحاوي على ' حبر ابيض ' من على المكتب .. و بـ لحظة تصميم بدأ بحذف ملاحظاتها و تأشيراتها بـ شئ من العنف !
ليته يستطيع إمساك قلبه بشماله لتقوم يمينه بـ حذف إسمها الشفاف من جدرانه و قعره لـ سقفه !

ثم يسيل الحبر بـ شرايينه و أوردته كي يمحو كل ما يراه في طريقه من فيروسات اللين المحتلة ذرات جسد أنهكه الـحب

فقلبه قلب رجل صمد لـ إحتلال بلاده الطاهرة
و إستشهاد والده
فـ ترمل والدته و تيتم أخواته

وهاهو الآن يشعر بجيوش العجز تحاصره من كل جانب فقط من أجل إمرأة


لكن ثقته بالله عالية بإنه سيهزم ذلك العجز مع جنوده الضعفاء و يعيد تحرير اراضيه من براثن الإستعمار
و سيـجلس بعدها ليـتفرج الدمار بعد حرب دامت لـ 20سنة !
سيحاول رفع حطامه و أشلاءه ،، و مع السنين تجديد بنيانه
لن يكون الامر سهلا
و لكنه ممكنا

و خاصة انها سنته الاخيرة ،، و بعد تخرجه لن يكون إن شاء الله مضطرا للبقاء في مشفى تعمل بها هي
سيبتعد قدر المستطاع ،، ليجرب مثل ' البعيد عن العين بعيد عن القلب '
و ياليت ذلك القلب يرضى في البعـد !





.
.
.












انقضى نهارها في الـتجول بالأسواق لمحاولة إقتناء عدد كبير من الفساتين لها و لـ أخوات الخائن !!
كانت قد اتت بأحد اجمل فساتينها لـ حفلة اليوم ' الحنة ' حيث إنها حفلة بسيطة بين اهل العروس المقربين و رفيقاتها !!

و بعد تجول طويل جدا و متعب بالنسبة لها
و ممل ،، و تافه بالنسبة لأخيها اقتنت لـ نفسها فستانا أخضر اللون حتى كعب القدم مع اكمام طويلة ،، تزينه إلتفافات بـقماش من لون الصحراء ،،
منساب على جسدها بطريقة لطيفة و محترمة !!
يفي بـ غرض الارتداء في الحفلات المختلطة حيث انه لا يلتصق بإنحنائاتها بطريقة مثيرة !!

اكملت احتياجاتها الأخرى كـ الحقيبة و الحذاء و الإيشارب ، و كانت هذه مهمة صعبة للغاية


فـ كان عليها ان تسرع في انهاء ما تستغرق الاسابيع في قضاءه
و فوق ذلك ،، كانت تلتقط صورا لكل المجاميع الـ ' راقية ' كي ترسلها لأخته حتى تثبت له مصداقية عدم اهتمامها !



لقد ادركت ان بداية كل شئ صعب جدا ،، أما التأقلم معه فيأتي عنوة و تدريجيا
فـ هي قد صبرت على فقد اهم شخصين في حياتها و بطرق ادمتها و كان عقلها انذاك ما زال صغيرا غير قادر على الاحتمال
فهل تراها سـ تنهار من أجل موضوع تافه كهذا ؟؟

بالطبع سـ تتخطى خيبة الامل تلك ،، و سيرى إن شاء الله !

خطف قلبها احد اغلى الفساتين و ارقاها ،، و قد حلقت فكرة شراءه في إلتواءات مخها لكي ترتديه يوم ' عقد قرآنه '
و لكن المشكلة إنه كان فستانا فاضحا لا ينفع مخططاتها ،، فحتى و إن كانت الحفلة نسائية ،، سيدخل هو ،، وهي لا تريد ان يراها بـ عباءة !
تريــد أن ترتدي فستانا يظهرها بأبهى طلة و لكنه محترم في نفس الوقت ،،


غــدا إن شاء الله هي أيضا مطالبة بـ سفرة أخرى بين الفساتين ،، و علها تجد ما تطمح اليه ان شاء الله

يبدو انها ستقضي اجازتها في عذاب جسدي بحت !


انبهرت هي ذاتها بـ جمالها بعد ارتداء الفستان و انهاء الـ تزيين ،، كان شعرها منسابا بـ تكورات فخمة فوق كتفيها و خلف ظهرها ،،
و إرتدت فستان رقيق بلون الـ قهوة ،، يصل حتى الركبة و عاري الأكمام مع فتحة صدر دائرية !

ترتدي معه حذائا حنيا بكعب عالي جدا ،و بنفس درجة لون احمر الشفاه الذي مسحته مؤقتا ومن ثم وضعت مساحيقا قد تحتاجها في مقدمتها احمر الشفاه في حقيبتها لـ إستخدامها في منزل رسل ،، غيرت حذائها بأخر بكعب واطئ و أخذت الاول في كيس لأحد المحلات التجارية !

ثم إرتدت عباءتها و الحجاب بشكل سريع عندما ادركت تأخر الوقت ،، فلا تريد ان تـصل في النهاية و تكون محط انظار الجميع ،، لا تحب تلك اللحظات حيث تتبعها الأعين الفضولية لـ تراقب ادق تفاصيل جسدها !!



عندما خرجت الى الصالة الصغيرة وجدت اخاها ينتظرها بملل وهو يتابع اعادة احدى المباريات ،
أحزنها قليلا ،، فيبدو انها تحمله فوق طاقته ،، و لكن فعلا ' توق ' قد ابتعدت عنه قليلا تاركة لها المجال كي تستغل هدوءه النسبي !!


نظر لها بصمت و وقف مباشرة : هاهية خاتون ؟؟


إبتسمت بهدوء : شكرا حبيبي تعبتك وياية ،، بس ترة صارلي 5 سنين ممرتاحة هيجي ،، فخليني اتنفس شوية ،، الله يخليك



هز رأسه بهدوء و تحرك قبلها ،، هي اطفأت التلفاز و انوار الشقة و اتبعته الى الخارج كي يأخذها شقة رفيقتها
كانت متأكدة من فتحه موضوع جلنار ،، و بالفعل قد فعلها ،، إذ إنه هددها في طريقهم للشارع الرئيسي : لين ماكو داعي ارجع اقول لتحجين وية بت قاسم



لينا : بس لو افتهم شسوتلك البنية هيجي حاقد عليها ؟؟ علي ترة والله حبابة و وردة مال الله ،، و بعدين صار كم سنة مقالت لأبوها شي .. قابل هسة تقله ؟؟ ترة والله متنعقل



علي : إنجببي و نفذي الي اقوله و بس ،، هية هاي العايزة تصادقيلي بنات المجرمين و الحرامية ،، و لو هية ادمية مثل متقولين ليش متوقف بوجه ابوها و تقله كاافي بوق و كتل بالعالم ؟!



من غير ان تهتم لمنظرهم وهما يتقاتلان امام الخلق وفي الشارع : لا تظلمه انته شمدريك ؟! احنه سامعين حجي عليه صح ،، بس هذا مو يعني هوة صدق مو خوش ادمي



تمتم بغيظ : عناااد ما اريييد لا والله العلي العظيم هسة ارجعج للشقة و اوكلج *** و ما اخليج تروحين ،، يعني انتي متجوزين الا حجاااية بحجاااية



بنفس الغيظ تحدثت : يعني اعوفك تحجي حتى لو حجييك غلط ؟ قاااابل شنوووو ؟؟


فهم قصدها و تكملة جملتها التي بترتها ،، فنوت قول ' قابل شنو انته ؟ '
تلك الحمقاء تريد لشياطينه الـ ثوران ،،

إهدأ علي ، إهدأ و لا تخرب لها سعادتها ،، فقد اخبرتك منذ قليل إنها لم تذقها منذ خمس سنين
إرفق بها بربك ،، عاملها بلين كـ قلبها الذي تحاول حمايته بـ أسلاك شائكة كي تثبت قسوتها فقط !



استغربت سكوته ،، و إستغلته : بلا زحمة على حضرة جنابك عود اوقف يم محل حلويات اريـ ـ .!



أسكتها بسخرية : شايفة عندي عشر سيارات هسة ؟ يعني شلون اوقف التكسي و انزلج و نقله ينتظرنا مو بت الباشا تريد اتكيتها كامل ؟



افرغت غضبها بـ شفتها و قررت اللوذ بالصمت عند توقف احدى سيارات الأجرة لهم !



،


،


أعْـلَمُ بِأنـّي فِي نِهــآية الأمْر سَأنْسى وأمْضِي الَى حَيآتِي
ولَكِنْ كُلْ القِصَـة ..

" يَعِــزُ عَلّي أنْ أنسَى "

ممآ أعجبني







لم تشأ أن يبدو عليها الإرهاق الذي تشعر به داخليا ،، فقــد فقدت لذة النوم منذ لقاءه امس !
لم تكن تطلب المستحيل ،، فقط القليل من الشعور ،، هو قد شاركها تجربة لا تنسى ابدا ،، فكيف له النسيان ؟

انتحبت بصمت ،، و ندبت غباءها بـ صوت !
لم تتخيل ان تكون يوما بهذا الضعف ،، فهي إمرأة ناضجة جسديا فقط !
إذ ان عقلها أول لها الخوض في تجربة وهمية فاشلة
انها متأكدة بأنها غبية ،، فهذا امر مفروغ منه ،، و لكن ما تحتاجه هو القليل من الإصرار كي تتخطى غباءها ذلك !

و هذا الإصرار قـد بدأ يستحل كيانها منذ ساعات حيث صدمت بـه رغم ثقتها المسبقة بما سترآه
لقد قررت التخلي عن حلمها ذو اللون الباهت ،، و دفن سرها في أخاديد عميقة ترتسم على شغاف قلبها !
دفنته تحت أكوام مكومة من الغضب و التعب ، و الخيبة !


عادت من شرودها عند كلام رسل : اذا انتي مو موافقة ليش قلتيلهم اي ؟؟



انتي لا تعلمين شيئا يا صلة الوصل : لإن كااافي ،، أني ادري اول و تالي حتزوجه .. و هاهية الماجستير و ان شاء الله بس ارجع اقدم مناقشتي و اخذه ..و وضع العراق كلللش صاير احسن والحمدلله ،، يعني حنرجع اكيد ، و اذا رجعنا بابا حيفاتحني بالموضوع و يحاول يجبرني اذا رفضت ،، فأحسن حل اوافق بكرامتي ،، و بعدين تره هشام مو سئ ،، بس اني ما ارتاح وياه !



3 سنين هي فترة معرفتهما ،، و طيلة تلك السنين كانت تردد على مسامعها ابشع صفات هشام و مدى مقتها له و لـ حركته الذيلية خلف والدها ، بالاضافة لـ عدم تقبل قلبها لوجوده فيه كـ زوج !

و الآن تريدها ان تصدق تخليها عن مبادئها من أجل المنطق ؟؟
هنالك شيئا تخفيه هذه الجلنار و لكن اليوم وغدا لها فقط ،، و أخر ما ترغب فيه هو التحدث عن تقلبات رفيقتها
فـ يكفيها ما بها من تقلبات معوية و معدية و عقلية حتى !!





؛








كآنت ليلـة جميلـة جدآ ، قضتهآ آكثر آلوقت برفقة آخته !
و كآن هذآ كـ آلبلسم آلذي يطيب جرحهآ من شدته آمس ، لآ تلوموآ قلبهآ آلضعيف
إنهآ إنثـى لهآ بين ثنآيـآ آلروح عشقآ لـ رجل لآ أبآلي . .شديد و قآسي !
رغم نضجهآ .. تجد إنهآ مآ زآلت ضعيفة جدآ آمآم تفكيرهآ به و تعلقهآ آلوهمي بخيوط العنكبوت آلتي نسجهآ لها عند نقذه اياها !

تكلمـت مع ليـنآ بشئ من الجدية وهي تريد آن تعرف ادق تفاصيل حيآتهم : حبي انتي آخبآرج ؟؟ منخطبتي ؟!


بشـرود خفيف آجآبت : مديعجبني أحد !


جلنآر : همممم .. و مو جان آكو أحد قبل يحبج لو آني غلطآنة ؟؟

أجآبت : إحم .. جآن .. هسة خطب ، و أصلآ حتى لو متقدملي جآن موافقت !


رفعت حاجبهآ : بعدج عنيدة .. و بعدها فكرة المرآكز شآغلة بآلج ؟؟


لينا : كل أنسآن اله الحق بإختيآر شريك حيآته

جلنآر : صح .. هممم .. ممكن !


لينآ : أكييد .. و إنتي ؟ بعدج لآبسة الحلقة باليمنة .. لتقولين لهسه متزوجتي إبن عمتج ما اعرف ابن خآلج !


صححت لهآ معلومتهآ : إبن عمي .. هشآم ، إن شآء آلله من نرجع لـ بغدآد نعقد .. هاهيه سويتها بله ملح " زدتهآ عن حدهآ " .. و هوه إنتظرني هوايه


إبتسمت : شفتي .. كل شي ميمشي مثل منريد .. عآدي


بـهدوء آجآبت : ليش آنتي شتريدين ؟؟ إنتي أصلآ آلولد هذآك مجنتي قآبلة عليه و هسه قلتيهآ .. و بعدج صغيره .. ممكن تلقين آلموآصفآت الي منتظرتها


بـ تعجرف : طبعآ مـقابلة عليه ولآ أقبل بيوم .. و هوه همزين " من الجيد " أفتهم وحده و مفشل نفسه و خطبني .. و آكيد آختآر وحدة من مستوآه !


مقتت طريقة كلآمهآ : لينآ ؟ صدق هيجي تفكرين .. عفية لآ .. ميلوقلج هالحجي .. تره إنتي بنية تخبببل وآلله .. و دخلتي قلبي من آول مشفتج .. لتصدميني بهيجي حجي !



توترت قليلآ و لكنهآ آصرت على موقفها : مقلت شي غلط !


تمتمت بإنزعآج : هممم .. مآ أعرف .. بس احسج غير عن الي تحآولين تبينيه !


لم تهتم كثيرآ .. و تكلمت مغيرة مسآر آلحديث : أقول حبي ولو آضوجج .. بس عندج شي بآجر آلصبح ؟؟


جلنآر بـ شئ من آلشرود .. فـ بعد مآ قآلته أخته كرهت تعلقهآ بهذه العآئلة آلغريبة الأطوآر .. فيبدو إنهمآ متعجرفان لآ يريآن أبعد من أنفهمآ : همم .. لآ حبي تأمريني بشي ؟


بشئ من الرآحة آردفت : حبيبتي ميأمر عليج ظآلم .. بس فدوة لعينج أريد آطلع للسوق أشتري فساتين .. هه .. خطوبة صديق آخوية بعد فترة .. و قلت لخواته أجيبلهم فساتين من هنا .. و علي طلع روحي من طلع وياية البآرحة .. و رسل مخبوصه عايزة أخذها للسوق بيوم عرسهآ .. فإذا ما عندج شي و أهلج ما عدهم مآنع و الله تنقذيني إذا جيتي ويايه


فقـط إسمه.. له هذآ التأثير المميت لخلآيا الدمآغ .. ليعود و ينعشهآ من جديد .. فموعد وفآة خلآيآها لم يحن بعد
إزدردت ريقهآ بصعوبة : من عيوني .. بـس .. أخوج ؟؟


بدون إهتمآم ردت : يمعودة هوه صدق عصبي و مينجرع بس قلبه طيب وآلله .. و مرات يصير قشمر " من السهل الكذب عليه " .. يعني اذا اقله اروح أني و رسل ميفكر إنه يوم عرسها و آكيد دآ آكذب ، فـ عاااادي .. أهم شي أهلج عادي عدهم !


هزت رأسها بإبتسـآمة لطيفة و بدآخلهآ خوف و قلق : من عيوني عمري تتدللين .. و مآمآ ما عدهه أي مشكلة صدقيني


لمَ القلق ؟
هي لن تخآفه بعد الآن .. لن يستطيع فعل شئ
حتى تمزيق كيآنها بحروفه اللآذعة لم يعد يهم بعد ما فعلته هي ،
فـ قد اعطت موافقتهآ الرسمية على اتمام زواجها بإبن عمها .. و لآ يوجد ما يمزقهآ آكثر من ذلك !






.
.
.






يجـلس وحيــدآ في الشقة وهو يقلب أورآقه في دماغه المشغول ،
لم يتوقع رؤيتهآ ابــدآ .. بل و لم يتخيل أن يقف يومآ مآ أمآمهآ
كيف تجمعهم الدنيآ من جديد ؟
ليست الدنيآ .. بل هو قدر من الله عز و جل !

أغضبه جدآ لقاءهمآ .. و من شدة غضبه تحدث من غير أن يزن الأمور ،
فمآ مدى غبآءه و هو يسألهآ عن الوعد .. و مآ مدى ذكآء ردها !
و لكنها قابلته أيضآ بتهديد مبآشر .. فإن حصل شئ لإهله ستكون هي السبب !
تريد قتآله تلك المرأة !
هه .. بأحلآمها

إذن يبدو إنها تزوجت بـ ذلك الرجل ،
كلب أبيها المطيع .. فهو موجود في كل لقاءات والدهآ التلفزيونية و إجتمآعاته السيآسية
تبآ لهم من لصُوص ،

قرأ يومآ جملة أبت أن تفآرقه ، ملخصهآ أن أرضنآ تحتآج لـ " مُخلص " . .و ليس لـ " مُخ لِص " كمآ هو أبيهآ و عبد الملك و غيرهم من كلآبِ !

تبآ لهم من بني بشر !


لم يرد إطآلة التفكير بهآ و بعائلتها المنحرفة ، فـ أخرج هآتفه لـ محآدثة آلن ،
لم يكلمه منذ وصوله أمس ،
لآ يعلم ما به هذا الرجل ، يعيش في حآلة من الوحدة هذه الأيـآم ، ولآ أحد يعلم السبب ورآء ذلك

عندمآ إتصل .. لم يطل إنتظآره حتى وصله صوت آلن بأريحية : هلآ بأبو حسين !


بإبتسآمة آجآب : هااااا ولك .. شلونك ؟؟


آلن : بخييير ماااشييين . .إنته شخبآرك ؟؟ شوكت ترجع !


بـ ملل : عقب بآجر إن شاء الله


آعاد : شلونك ؟


علي : الحمدُ لله .. إنته اخبارك ؟؟ بعــدك مطنقر ؟؟


ضحك بخفة : لآ .. بس آكو واحد يمي عشيرته ' قبيلته ' كلها مطنقره مو بس هوة


بـ إبتسآمة : عمر ؟


آلن : إييي .. الأثول صدق أثول .. أكو وآحد رح يتزوج وهيجي قالب الخلقة .. عبالك رح يعدموه مو يزوجوه


هز رأسه بهدوء : إنطينيآه بللآ


ضحك بخفـوت : لك **** يعني حتى هنآ من تسمع بعمر تنسآني .. صدق نذل



إنتقلت له عدوى الضحك : شسوي قلبي قلب وآلدة يرف على عمر مو بيدي


بـ جزم : مو **** .. دهآك عمر من طيح الله حظك و حظه وحظي على هالخوة الطآيح حظها


ضحكته هذه المرة جلجلت أرجآء الشقة و اوقفها عند سمآع صوت عمر : ها ابو حسين الورد شلونك ؟؟


بـ إبتسآمة آجآب : شبيييك خويي ؟؟ يقولون معصب !


إبتسـم بخفة : آلن ميعوف سوآلفه شعليك بيه .. دقلي شلونك ؟


بـ نذآلة رد : زينين يآبة .. بخير ليظل بآلك .. إنته شلونك إن شاء الله فرحآن بخطيبتك ؟!


عمر : إنجب حبيبي .. شوكت رآجع ؟


بضحكة قصيرة : هيجي كآتلين روحكم علية .. إذا هيجي لعد بس آرجع كل واحد يعزمني ببيتهم على غدآ و العشآ بالقريعآت " منطقة تقع بقرب الشآطئ و أكثر زوآرها من الرجآل تشتهر بأطيب الاكلات وخصوصا الكباب "

آجآبه عمر : تتدلل آبو حسين صدق كذب ، أم عمر اصلا نآوية تعزمكم من زمآن


هز رأسه بهدوء و بجدية مفآجئة: علمود خطوبتك ؟؟


رد بتنهيدة خفيفة : إي


لم يشأ أن ينآقشه بشئ .. فهو يرى أن هذآ أفضل ما فعله رفيقه على الأطلآق
الى متى ينتظر على الأطلآل ؟!
و عمر رجل لآ يرضى المهآنة لـ نفسه .. و قد إنتقم لـ كبريآءه جيدا !

اما إخته فـ هي الخآسرة الكبرى في القضية ، فلن تجد يومآ من يحبهآ نصف حب عمر
قد تفآجئون من معرفته لكل شئ
و لكنه رجل .. و أغلب الرجآل لديهم قدرة عجيبة على كشف دوآخل أي رجل
فكيف لو كآن ذلك رفيق طفولته و مرآهقته فـ شبآبه ؟
و كآنت من بقلبه هي أخته لآ سوآهآ ؟
فـ الأمر أسهل ممآ تتخيلون ،

و لكن .. لينـآ بالفعل لم يكن لهآ بالطيب نصيب
هي أغلى شئ عنده و يتمنى لها الأفضل بكل جوآرحه
لذلك يشعر بآلقهر الـدآخلي عند خسآرتهآ لـ عآئلة عُمر و ليس لـ عُمر فقط !




.
.
.








يوم الزفاف







في هذين اليومين قد ضربت بتعليمات اخيها عرض الحائط ،، فـ قضت اهدأ الاوقات برفقة جلنار منذ الصبآح بعد رحلة التسوق حتى الآن وهما تهتمان بنواقص العروسة و إحتياجاتها ،، و اهم شئ فعلتاه هو كتابة اسميهما تحت حذاء العروسة !
كـ تقليد مضحك لكي تجرهما خلفهآ نحو القفص الذهبي !
كانت ليلة في غاية اللطافة رغم اثارها الجانبية الحادة !

فـ رؤية والدة رسل تبكي على فراق ابنتها ، و اخواتها تحاولن تهدئتها كان له اثر مدمر في نفسيتها جعلها تنتقص من عقلها الذي سمح لها بالتفكير في خسارة حب عمر

فهي قد خسرت مسبقا الكثير الكثير ،، خسرت ما لا يعوض ابدا !
فلن تضعف الآن لمجرد خسارة شخص ليس في قائمة سلاطين احلامها

إستطاعت تحمل الموقف بين والدة رسل و اخواتها و مر كل شئ بسلام حتى رؤيتها لـ والد رفيقتها يتنحب كـ طفل ضائع

اماتتها هذه اللحظة ؛

شعرت بشئ يجثم فوق صدرها فلا تستطيع التعبير عنه الا بصرخة قد تـدمر ما حولها
إشتاقت والدها ،، تفتقد وجوده يوميا ،، ولا تعلم متى سـ ينتهي المها هذا !
شعرت بيد تربت على يدها التي بـحجرها ، فـ رأت جلنار تهمس لها : تريدين نقوم للحمامات ؟!



هزت رأسها رافضة وهي تتابع والد رسل يغادر القاعة بعد تسليمه فتاته لـ زوجها
و اكثر ما وخز قلبها و قشعر لها كل خلاياها هو صوت " الجسمي " و هو يردد إنشودة ' لا اله الا الله '
شعرت بإنهاك جعلها تلتفت لـ جلنار : عفية حختنق ،، أريـ ـ ـد أطلع !



جلنار : قومي حبيبتي و اني هم جاية وياج


خرجت الاثنتان من القاعة الـمختلطة و لينا بدون وعي اجهشت بالبكاء حتى قبل ان تصل الحمامات !
جلنار صدمت و مسكت ذراعها بسرعة : حبييييبتي شبييج ؟؟ لييين عمري قولي يا الله ،، إسسسم الله عليج أكيييد إنحسدتي !



إبتسمت بسخرية وهي تمسح دموعها بـ حقد لما فيها : اييي كللش حاسديني على سعادتي !



نهرتها بعتب وهي تفلتها كي تدخل المغاسل قبلها : طبعا يحسدوج شو ما شاءالله كاملة و الكمال لله ،، مشفتي شلون النسوان عيونهم عليج من البارحة لليوم ،، هسة تشوفين كم وحدة تخطبج لإبنها و قولي جوجو قالت !



لم تهتم ،، فما يثور بـ ثناياها امر من ان يحلى بقطع السكر التي تضيفها جلنار ،، و تلك اكملت : حبببي والله حرامات هالعيون الحلوة تبجي ، صدقيني هوة خسر !



كانت قد فتحت صنبور الماء لـ تمسح وجهها قليلا غير آبهة بمساحيق التجميل ،، و جمدت يدها عند قول جلنار : نعم ؟



برقة اجابت وهي تقف خلفها و تنظر لها من المرآة : حاسة بيج من الصبح وانتي تدورين احلى فستان لخطوبة صديق اخوج ،، هوه نفسه الي جان ويانة بيوم الي رجعتوني لاهلي مو ؟؟



إرتجف فكها السفلي بضعف و التفتت بـ هدوء من غير ان توقف سيل الماء ، فهي مشدوهة و غير قادرة على النبس بكلمة ؛
و جلنار اردفت : وهم هوه نفسه الي يحبج وانتي ممقتنعه بيه ؟؟


تمآسكت : هممم .. إيي .. مو نفس طموحآتي !


جلنآر : لعد ليش أحسج كلللش مقهورة !


بحدة طبآع آجآبتها وهي تلتفت من جديد نحو آلمرآة : منوو قال ؟؟ أني شعلية بيه ؟؟ الله يهني سعيد بسعيدة أني شنو دخلني ؟ بالعاااافية عليه إن شاء الله يتزوج عشششرة !


اصرت : هوه يحبج صدق ؟ شلون عرفتي ؟

نظرت لها مبآشرة من المرآة : جلنآر .. عفية سدي الموضوع .. أصلآ مآكو دآعي نحجي بشي منتهي .. و سخيف ، و آني قابل مخبلة حتى أبجي عليه .. أني بجيت لأن تذكرت أخوية و أبوية و بـــس !!


أسكتتهآ .. و فطرت قلبها جدآ ،
حيث إن صوتها خرج ضعيفآ متهدجآ ،
إنهآ محقة ، فـ الوضع بالقآعة يثير المشآعر بشكل قآتل
وهي بالفعل تجد أن خسآرة أهلهآ أقسى و آمر من كل شئ
فـ هذه الفتاة قد تجرعت كل كؤوس العذآب .. بأقسى الطرق
و إن خسآرة حب رجل .. ليست بالكثير بالنسبة لهآ





.
.
.














عدنا الى ارض الوطن بعد غياب قصير !
أتصدقوني إن قلت لكم إنني لم أشعر بوجود الهواء حولي إلا الآن ؟
فـ هنا فقط ،، و بإرض معبقة بأفخم العطور التي تفوق عطور فرنسـآ بجودتها و رآئحتها الزكية
عطور لا تحمل آي تاريخ انتهاء صلاحية ،،
عطور دماء شهدائنا من الرجال و النساء و الشيوخ و حتى الاطفال !

شعرت بتأكسد دمي هنا فقـط ،، في أرضي !
فلا أوكسجين الا أوكسجين العراق العريق بالنسبة لنا نحن العراقيون

صدقوني إن كل عربي ، لا يشعر بوجوده الا على ارضه الأم
فـ هنيئا لنا عروبتنا التي لا تضاهيها قومية !
و رغم عبث الحمقى بنا من العرب انفسهم ،، و تلاعب الأجانب و اليهود بخرائطنا كما يحلو لهم
سيأتي اليوم الذي تشرق فيه شمس العروبة و الاسلام لتغطي كل الاراضي و تمحو اثار الليل من الدمار !



كنا قد وصلنا لمنزلنا توا ،، حين تكلمت لينا بتعب وهي تتحرك سابقة لي نحو الحمام السفلي : عود اذا تطلع اخذ غراض بيت صديقك !




أ تراني اتوهم غضب اختي بسبب اكمال رفيقي لـ حياته ام إن هذه الحقيقة ؟!
و إن الصغيرة الناضجة تفكر بأنانية و تملك نحو عمر ؟!
ستكون مجنونة و غبية فعلية ان ظنته سيوقف حياته من أجلها او يفكر بخطبتها ثانية !
فلا رجل و لا اقصد بهذا ' ذكر ' يرضى لنفسه الذل و الانتظار ، لا رجـل


لقد فقـدت نشاطها منذ ايام حيث علمت بخبر خطبته ،، و لا أعلم إن كان ما اشعر به صحيحا و إنها بالفعل قد وقعت في شباك عمر و لكن بعد فوات الآوان !





جلس بإنهاك على اريكة المطبخ بعد ان خلع حذائه بإهمال و مدد رجليه على الطاولة المقابلة له ،
عندما خرجت بدأ صوتها المتذمر يزعجه وهي لم تتوقف بل اصرت على موقفها حتى انزل ساقه من الطاولة !

أكملت و هي تفتح احدى الحقائب و تخرج منها اكياسـآ كثيرة ،، فصلت اثنين على حدة : هذولا الفساتين عود اخذهم



تملل بتعب : إنتي صدق مخبلة ،، أني هسة بس انطيني مخدة و فراااش و عوفيني لباجر الصبح !



استقامت من جلستها الارضية : مو مشكلة بس اهم شي من تريد تطلع وديييهم !



رفع حاجبه : على اساس انتي مشتريتهم



توجهت نحو الثلاجة و اخرجت لهما علبة عصير بحجم عائلي و هي تجيبه بحدة : و أني شعلية حتى ادفع ؟ قابل هوه صديقي لو صديقك



راقبها وهي تصب لهما كأسيين من عصير الاناناس و بكسل قال : و الله مو اني الي برمت ' طقيت الصدر > < ' و قلتلهم اجيبلكم ،، شو انتي تبرمين و توقع براسي ،، و فوقاهه تريديني اقول منج



ضحكـت ببرود وهي تقدم له كأسه : لا حبيبي اني شكو ،، قول منك انته ، هدية عرسه فساتين لخواته ،،ههه على اساس شلون عرس هوة !



لم يأخذه و بقي ينظر لها بحدة مرهقة اثر الطريق : انتي ليش متستحين ؟



تركت الكأس على الطاولة و بنفس حدته بل و اكثر اجابت : يعني انت شرشحت بت العاااالم و لازم محد يقلك ليش ،، و اني بس اقول كلمة على عمر افندي لازم اترزل ،، مدري ليش هيجي ميت عليه



عدم وجود جدته ، جعل الاثنان يـستخدمان كل اسلحتهم الدفاعية و الهجومية ، إذ لا كبير بينهم ينهيهم عن الجدال او بالاحرى العراك


إستقام و هي ثبتت مكانها بعناد ،، فقال بتهديـد : عمر يسواااج و يسووى راسج ،، والله العظيم احسن شي سواه رح يتزوج وحدة هم تسواااج ،، و تستاااهله ،، و انتي ابقققي مثل الزماال بمكانج ،، محد يعجبج لحدما تعنسين قداامي ،، بس طبــج مرررض ،، حتى ينكسر خشمج العالي شوية !




نعم قوية
و نعم عنيــدة
و الاهم من ذلـك ذات كبرياء شامخة

الا إنها لم تستطع تحمل كلام اخيها ،
لقد كسرها ،، و كسر اللين من المستحيل جبره !
بدون ادنى شعور منها رمت بكأسها نحوه و صرخت به مع دمعة واحدة خانتها : شقـــــــد أكررررررهك ،، إنتتته مووو أخ ،، إنتتته عدووووو ،، أكررررهك !



صدم من فعلتها و كان على وشك ان يمد يده ليصفعها الا ان يده ثبتت في الهواء و شخص بصره نحو صورة والده على الجدار امامه و توقفت حواسه لبرهة اذ انه لم يسمع صوت تكسر زجاج الكأس بعد ان صدم بالارض !

هي افلتت شهقة مصدومة عند محاولته ضربها ،، و ما ان انزل يده حتى خرج صوتها باكيا : أكرررهك علي والله العظيم اكرهك و اتمنننى اموت واخلص منننك ،، رووووح جيييب بيبيييتك يللا روووح ما اريييد ابقى وياك وحدي اكرررهك !



تركها تبكي بغضب وهي تشتمه تاره ، و تدعو على نفسها تارة اخرى ،
و تحرك نحو الحمام لـ يغتسل من كل ما فيه من عرق بسبب الطريق و من عصير بسبب الغضب !







؛





لقـد آلمني جدا قوله !
أنا لينا اعترف امامكم فقط بإنني بت اتسم ببعض صفات اسمي ،
لم يتوجب علي البكاء امامه ،،
فهو لا يستحق ان يرى ضعفي و يستخدمه ضدي يوما ما !
أنا اكرهه


لقد عاد كما هو حقيرا لئيما اناني !
لا استطيع تخيل مشاعري نحوه لو انه فعلها و ضربني بالفعل
و لكنني متأكدة بأنني لن أسامحه ابدا على كلامه الذي قال


ما زلت في الخامسة و العشرين وهاهو يهينني هكذا ،، كيف ان مرت السنين و انا ما زلت انآ ،،
هل سيعايرني يوما بكوني ' عانسا ' ؟
بالطبع سيفعلها فقد قالها توا !


كم امقتتتته و امقت رفيـقه ذلك ،
إنه يحب عمر اكثر مني ،، و يجده افضل مني بكثير و لا يتوانى عن تذكيري بإني لا استحقه
اي اخ انت يا هذا ؟!
تبا لك و لـ دمك البارد ايها الحقير
لا اطيقك ،، بل لا اطيق نفسي و لا العيش معك
انا لا اطيق العيش اساسا !

أريــد ان اموت فلا شئ لي في هذه الدنيا
كل من عليها لا يهتم بي ،
ظننت انني بقيت محاطة بـ ثلاثة بعد إستشهاد والدي و اخي
و الان ترتسم امامي خيباتي بلون الكحل الغامق !
فـ رسل و قد تزوجت و بالتأكيد لن تستمر علاقتنا كالسابق فستكون لها مسؤلياتها و بعد المسافة يقف حاجزا يؤول بيننا اكثر

اما علي ،، و عمر ، فالاثنان اثبتوا لي ان ' بعض الظن اثم '

فأحدهما قد فطر قلبي بكلامه الذابح منذ قليل ،، و الأخر اثبت لي شفاءه مني بعد فعلته !

و لشدة غبائي استمر بتفكيري الأخرق بإنه ما زال يعشقني انا و كل ما فعله من اجل اغاظتي !
و لكن يبدو انني احمل برجا من الثقة الذاتية فوق رأسي ،، و بدأت ادواره بالتهدم دورا بعد دور لـ تحطم لي دماغي !

لا ،
لن افكر هكذا ،
حتى و ان كان اخي حقيرا ، هذا لا يعني ان وجودي في الدنيا لم يترك بصمة لي في حياة احدهم
بالتأكيد فعل ،، و أنا متأكدة بإن عمر ليس مثل علي
عمـــر يحبني
نعم ،، هو الوحيد الصادق في مشاعره نحوي ، حتى و ان اكمل حياته ،، هنيئا له الفشل مقدما !
لإنني دوما سأبقى له حلما يعانق سماءه كل ليلة ؛
و دليلي على ثقتي هذه هو قول علي الكريه
فـ بكلامه اثبت لي ان قرار عمر اساسه الابتعاد عني ، و ليس حبا بالزواج و لا بالفتاة !



و هذا يكفيني جدا !


كانت حتى الآن في المطبخ جالسة على الاريكة و تفكيرها شارد و هي تنظر نحو الحقائب !

شعرت بدخول ذلك الخبيث الى المطبخ و لم تهتم له حتى بعد ان تكلم : قفلي الباب اني رايح انام !



شعرت به يغادر ، ثم يعود من جديد ، أظهرت درجة عالية من البرود وهي تسمعه يقول من جديد : لتبقين تتبجبجين ،، اني اسف على الي قلته ،، انتي عصبتيني و طلعتيني من طوري !



لم تجبه ، فـ أردف : بعد لتعانديني حتى لتصير بيناتنا هيجي عركات ،، احترميني حتى اعرف اعاملج مثل متريدين



لم تجبه ايضا ، و هذا ما اغضبه و جعله يـعيد استخدام سوطه : طببببج مرررض تزعلين ترضين ،، ردت اصالحج بس انتي وحدة مو مال احترام ، و تستاهلين كل الحجي الي قلته !




وقفت بسرعة و تحركت مارة بقربه من غير ان تلقي عليه نظرة واحدة ، ادار رأسه قليلا يتابعها وهي ترتقي الدرج بخطوات هادئة ،، بل جامدة ،، تبعد كل البعد عن صراخها منذ قليل !













.
.
.







تمر الايـآم سريعة جدا ،
و هاهو يوم عمر و زينب قد حل !

لقد تم اتمام العقد صباح الامس ،، و الآن في هذه القاعة ستتم مراسيم الحفلة التقليدية
و التي تختتم بإرتداء الخواتم كـ تعبير للجميع عن الارتباط الرسمي


والدته و اخواته كن على قدر عالي جدا من السعادة و الحماس ، فـ عمر طيلة عمره كان لهم الإبن البار و الأخ الحنون !
حتى و ان قسى يوما فتكون قسوته لينة و لطيفة !

كانت القاعة مليئة بالمعازيم من الاقرباء و الاصدقاء ، من كلا الطرفين !
حتى الآن لم تصل العروسة و اختيها ،
و لكن والدتها موجودة و ترافق والدة عمر اغلب الوقت


ملك كانت اكثرهم سعادة ،، حتى اكثر من والدتها المتخوفة من عمر رغم اصراره على هذه الزيجة ،، و رغم كلامه المنطقي جدا بخصوص لينا !


منذ اليوم ، أو بالأحرى منذ الأمس ،
لينـآ إنتهت من حياته ،، فهو قد ربط برباط مقدس مع فتاة أخرى !
فتاة لها من الجمال و الذوق و الأخلاق ما لا تستطيع لينا مظاهاتها به


اجتمع الجميع قرب باب القاعة عند علمهم بخبر وصول العروسة ،، و تكفلت ملك ترتيب الواقفين ،
و ميس المسؤولة عن الأغاني شغلت أحدى ابداعات حسين الجسمي يرددها بصوت يذيب القلب !


زفت العروسة ذات ' الطلة البهية ' ، مع امها و ام عمر حتى اوصلتاها عند الـ ' كوشة ' ،
فـ قابلت تبريكات والدة زوج المستقبل و اخواته بكل ذوق و رقة

الجميع انبهر بجمالها الأخآذ وسحرها الطاغي ، و ميس و اية كانتا مبهورتان جدا بكل شئ يتعلق بها
من فستانها لـ تزيينها الراقي ، حتى تسريحتها البسيطة !


استلمت اخواته الثلاثة وظيفة ' الرقص ' فرحا و طربا ، مع والدتهم المكتفية بالتصفيق رغم حسرتها الداخلية
كم تمنت ان يزف شبلها مع والده ،
تعلم بحاجته لأبيه رغم نضج سنه و رغم رجولته ،،
و هذا كان حالها عند زواج ملك ،، و سيكون ايضا عند زواج اية بعد شهور ان شاء الله
فقد تمت خطبتها من قبل احد زملاءها في العمل ، و لكن ابنتها اشترطت الانتظار حتى تتأكد من موافقتها !


كان الجو حماسي جدا ،، و محبب للقلب ايضا ،، فـ سهى اخت زينب كان لها حضور طاغي عند دخولها معهم في ساحة الرقص ،،
حيث ابهرت الجميع ببراعتها و جمال شعرها العربي !


و بعد صولات النساء في حلبة الرقص ،، حان وقت دخول العريس ،
كان قد وصل توا بمرافقة آلن الذي اخبره بإنه سينتظر علي في النادي الخاص الذي تعد القاعة جزءا منه !
و اخبره عمر بأنه عندما تنتهي حفلته سيـنظم اليهم !!!




كل شئ كان مرتب و منظم بإبداع ،
لقد خطف ابصار الفتيات بـ حضوره القوي وهو يزف مع والدته و اخواته ،

كانت الابتسامة مرسومة بإتقان حول فمه ،
فتكفيه من الدنيا سعادة أمه ،، يرتدي البدلة الرجالية بلون الفحم مع قميص رصاصي و رباطا بنفسجي بنفس لون فستان العروس ،

عندما وصل الى عروسته لم يستطع اخفاء انبهاره بجمالها ،، هو يعلم انها كذلك و لقد رآها أكثر من مرة
و لكن ،، سبحان الله الذي يرزق كل عروس بنور يجعلها تبدو كهالة من الجمال ،


كانت ابتسامته لطيفة و هادئة جدا ،، و لكن تركت لها أثر عنيف في نفس زينب
مال برأسه نحوها و قبل جبينها بعد همسه الخافت بـ ' مبروك '


أجابته بنفس الطبقة الصوتية ،، فـ همس من جديد بلطف : الله يحفظج من العين ،، اقري على نفسج ترة الناس يحسدون !



كلامه رقيقا و ناعما ،، أصاب زينب بدوار مخيف ،
هذا الرجل كامل و الكمال لله ،، فـ منذ معرفته حتى الآن لم تشكو منه الا من الشرود في بعض الاحيان
و لكن روعة قلبه تجعله ينسيها ذلك بلطف كبير

قبل رأس والدتها بإحترام ،، ثم احتضن امه وسط صراخ و تصفيق الحضور ،،

قامت ميس بتشغيل احدث الاغاني الدارجة وقتها ،، و رقصن اخواته امامه و هن تحاولن جره لـ حلبة الرقص

لم يرفض ،، و لم يـخدش فرحتهن و لا فرحة زينب !
كل شئ كان على أحسن ما يرام ، و قررت والدته ان وقت تلبيس العروسة لـ نيشانها ' مهرها ' قد حان


هدأ الجميع
انطفأت الأنوار ،،
ثم اشتغلت اغنية هادئة جدا تخص هذه المناسبة مع اشتغال انوار صفراء !

اشتعلت مشاعر الجميع ،، و بشكل تلقائي اصيبت الفتيات ' الانسات ' بقشعريرة على طول عمودهن الفقري



عند هذه اللحظة فقط ، قررت الدخول ،،
بل و التقدم حتى تظهر للجميــع !

ترتدي فستانا بـلون الدم ،، متناسقا جدا مع حجاب بلون الـفحم ،، ليبرز ملامح وجهها الجذابة ، و الاهم نظرتها الثاقبة ذات اللون الزيتوني المخيف !

بسبب الاضواء ،، بانت عيناها كـ شعلتين من النار ،، بـ وصف أدق ،، كـ عينا الذئب بالضبط
مخيفة ،، و مهيبة و تحمل الكثير بداخلها !








؛





وحين افترقنا
....
تمنيت سوقا يبيع السنين ....
يعيد القلوب ويحي الحنين ....
تمرد قلبي وقال انتهينا ....
ودعنا من لعشق والعاشقين ....
تمنيت سوقا يبيع السنين ....
أبدل قلبي وعمري لديه ....
وألقاك يوما بقلب جديد ....
تمنيت لو عاد نهر الحياة ....
يكسر فينا تلال الجليد ....
ولكن قلبي ما عاد قلبي ....
تغرب عنك تغرب عني ....
وما عاد يعرف ماذا يريد ....



لـ فآروق جويدة






بالطبع تتساءلون عن شعوري منذ دخولي الصالة ، بل منذ ايام ،، حيث قرب الموعد !
لا تخافوا و لا تهلعوا ،، أشعر بأني بخير ،، و معرفتي البسيطة بزينب قد اراحتني فعلا
فـ أنا اريد شخصا مثلها لإكمال حياتي معه !

شخصا شبيها لي ،، و ليس نقيضي !

اما بشأن ' تلك ' ،، فـ أرجوكم ان تنسوني إياها الليلة ،، فهذه ليلة زينب ، و لا اريد لـ غيرها التطفل !

عندما هممت بتلبيس عروستي خاتمها ،، شعرت بسكين تغرس بأحشائي بقوة تشابه قوة قص سبائك الحديد
بل و أقوى !
و لكني كنت مجبرا على الابتسام ،، حتى لا اضيق صدر احد من حولي ،، فليتمكن الضيق من صدري فقط
بكم او بدونكم ،، إستطاعت التطفل ،، و غرس اظافرها بـ جدران قلبي ،، لـ تذكرني بوجودها الدائم و السرمدي

لا أعلم مالذي جر نظري بعيدا ، و لكنه شيئا قويا كـ مغناطيسا أحمر ملتهب ،
جرني بكلا طرفيه السالب و الموجب ليشلني عن الحراك ؛

أحمد الله أن الضوء خافت ،، و إلا اكتشف الجميع ما حدث لي من بريق عيناي !
تبا لها
ما الذي اتى بها ؟!
و كيف لم يخبرني علي بمجيئها ؟!
اريد ان اكرهها ،، اقسم بإنني أتمنى ذلك ،، و كيف لا أفعل و هي تريني بكل الوسائل الايضاحية لا مبالاتها لكل ما افعل !






اعدت نظري لـ عروسي و قبل ان ادخل الخاتم بإصبعها سقط ارضا فتدحرج بين اقدام الواقفين !
انشغل الجميع بالبحث عنه و اصابت الفوضى المكان ،،
و زينب كانت على وشك البكاء ،، فكما تعلم إنه فأل سوء ان يسقط عريسها الخاتم !
تشوهت سعادتها
اما أنا فكنت غير مستوعب لما حدث ،، ما الذي اوقع الخاتم ؟
أيعقل ان تكون نظرات نارية خبيثة ؟!
التفت لأنظر لها متحديا ،، فغلبتني بإبتسامة ساخرة ،، متشمتة مع شعلتين متوهجتين تتوسط وجهها القمري !

صدمت ،،
بل كنت على وشك الذهاب لها و خنق عنقها حتى ازهق روحها ،، أتلك ببشر ؟؟
لا تريد لي السعادة


تريدني ان أبقى اسير عشقها الـمضطهد
تريد حرق جسدي حتى تلعب برفاتي ،
إنها مجنونة ،، مجنونة تملك و أنانية !

ابعدت نظري لـ زينب ، ثم ملت برأسي نحوها : فدوة الج مليون حلقة ،، لتنقهرين !


إبتسمت بشكل تلقائي ،، و بقلب طيب ، و بنفس اللحظة وجدت ميس الخاتم و اعادته لي ،
عاد كل شئ لما عليه ، و اتممت تلبيس الطقم الذهب لـ زوجتي من غير ان أهتم ظاهريا لوجود ' صاحبة العينان المشتعلة '


كانت تبدو كـ مصاصي الدماء ، نجحت في رداءها و نظراتها ، فهذا بالضبط ما هي عليه
مصاص دماء بشري ،، لا يـشبع عطشه سوى دمي أنا

و كم اود ان اسمم جسدي كي ينتقل دمي لها ملوثا ،، و سأحاول ، فأنا اعلم ما السم الذي يقتلها
حب إمرأة سواها !

تقصدت تقبيل رأس زينب و خدها هذه المرة ،، لأبدأ بمحاولة تلويث دمي الذي تمتصه إمتصاصا !

كم كرهت نفسي و انا استغل زينب من اجل ابراز قوتي لـ تلك الخبيثة ،
و لكن ليس بيدي حيلة
فكل الحيلة هي بقلبي فقط !


هذه المرة حان وقت تقطيع كعكة الزفاف المكونة من 5 طوابق ، و اجتمعنا جميعا حولها و بدأت المصورة بالتقاط الصور لنا ،
و حاولت قدر الامكان تجنب النظر في الجهة التي اعتلتها ابنة السلطان ،

قامت ميس باختيار احدى الاغاني الهادئة و طلبت مني الرقص مع زينب و كان هذا لأمر مستحيل بالنسبة لي !
فـ لا يوجد بيني و بين زينب حتى الآن سوى ورقة و خاتم ، و لا استطيع تجسيد دور المغرم بـ مشاركتي لها رقصة احلامها ،
لو كانت هي ،، تلك ،، لـ كان الأمر مختلفا جدا !


نهرت نفسي و بقسوة ،، ثم قررت إسعاد زوجتي الجميلة ،، و احراق محبوبتي الخبيثة !
نعم سأراقصها
و أقطع اوردة قلبي ،، ثم شرايينه
سأمزق نفسي ،، و أبتسم بجبروت و كبرياء







؛









اعلم ما تشعرون به نحوي ،
و صدقا .. لا يهم !

فأنا بت لا اهتم بأي أحد
بعــد عراكي الاخير مع اخي ،، إتضحت لي الكثير من الصور التي كان غروري يقف حائلا بيني و بين رؤيتي لحقيقتهآ !

كم انتشيت و أنا أرى خاتمه الغبي يترآقص ارضا هاربا من اصبع تلك الـجميلة !
نعم إنها فائقة الجمال
لقد احسنت والدته الأختيار ،، فيجب على زوجته ان تكون جميلة و جذابة كي تحاول مجرد محاولة في إزاحتي من عينيه !

اني اشفق عليها ،، فهي لا تعلم من هو زوجها ،، و من هي بالنسبة له
اتفكرون احيانا بـ سبب ثقتي هذه ؟
سأخبركم
لا اعلم ان كنت انا قارئة جيدة للأفكار او هو واضح لدرجة الشفافية !
و لكن بكل الاحوال استطعت الجزم بـ إستمرارية حبه لي حتى هذه اللحظة

جلســت بعيدا و انا اراقب الوضع بصمت ،، و اسمع حولي احاديث صاخبة وسط الموسيقى الرومانسية ،
لم يـؤلمني ما أرآه
صدقوني ، أنا فقط .. منزعجة مما هو فاعل بنفسه
لا يهمني ان تزوج أو لآ
لا يهم
لم لا تصدقوني ؟
اتعتقدون بأني أكذب و إن بريق عيني بسبب الدموع التي تجمعت فيها إثر ما اراه ؟
إنكم مخطئون ، انا فقط احب هذه الاغنية و اتأثر بلحنها !

سواء صدقتم ام لا ،، لا يهمني الامر


انها والدته ،، لقد لمحتني وهاهي تتقدم مني ، وقفت بهدوء واخذت شهيقا طويلا قبل وصولها
رسمت ابتسامة جذابة على شفتاي و انا ابارك لها ،، و ادعو لهم ' بالموفقية ' و أنا نفسي لا اعلم ان كانت دعوتي صادقة أم مجرد مجآملة
سألتني عن سبب عدم حضور جدة علي و اخبرتها بـ أمر ارتفاع سكرها و عن ارسالها احر التهاني و التبريكات لهم

ربتت على كتفي برقة و بصوت متهدج تحدثت : حبيبتي يوم الي افرح بيج و بعلاوي ،، بس اول شي بيج ،، فدوة لله على هالجمال ،، صلوات على النبي ،، ماما تعالي وياية يم البنات انتي اختهم ليش قاعدة هنا وحدج !



لا ،،
لن اتأثر ،، و لن ابكي
كلا لين اتوسل اليك لا تفعليها ،، آرجوكمآ يا مقلتاي اصبرا قليلا فقط ،
حتى اعود لغرفتي و حينها افعلآ ما شأتمآ !

لم استطع ،، لقد خانتني عيني فـ قفزت منها كرتان من الدمع بشكل سريع ،
طأطأت برأسي ارضا و استطعت مسحهما من غير ملاحظة احد ،، أو هذا ما ظننته !

عندما اقتربت من الفتيات مع امه ،، تبادلت السلام معهن ،، و تم تعريفي على والدة عروسه و اختيها ،،
كنت لبقة .. و لكن بلا دراية مني باردة لدرجة الصعيق

ابتسامتي مجوفة و فارغة ،،
و بما انني كنت قريبة من جلسة العروسين بعد اتمامها الرقصة قررت تقديم مباركتي ،، أو بالأحرى سخريتي من كل ما يحدث حولي آو مني انا
فـ فعلا لا اعلم !

اعتليت الدرجات القليلة ،، ثم تقدمت برفقة والدته ،، و كان هو مشغولا او متظاهرا بالإنشغال بحديث مع فاتنته
عندما وصلت قدمتني والدته بصوت مرتفع بسبب الموسيقى : زوبة حبيبتي هاي لينا ،، أخت علي تعرفيه !


بلطف مدت يدها تستقبل كف يدي ،، رفعت من طبقاتي الصوتية و لم اعي ان ذلك اوضح رجفتي : مبرووك ،، شايفة كل الخير !



ابتسمت لي : تسلميلي عمري ،، يووم الالج


سحبت كفي من حضن كفها العاجي و ادرت برأسي نحو خائني ،
وجدته ينظر بعيدا بإتجاه اخواته ،، فـ تحدثت بـ هدوء ساخر : مبروك عمر






؛


يا من وهبتك كل شيء إنني
ما زلت بالعهد المقدس.. مؤمنا
فإذا انتهت أيامنا فتذكري
أن الذي يهواك في الدنيا.. أنا

لـ جُويدة





صوتها يمزقني
اقسم بإنه يفعل و لكن لا احد يعلم بذلك
يا الهي متى سأتخلص من قيدها ؟

نقلت نظري لها لأفاجأ بنظرة مكسورة لم اتخيل ان ارآها موجهة لي ،
لم استطع الرد عليها وهي آثرت الحراك مبتعدة ،،

انزلت رأسي لأسحب كمية لا بأس بها من الهواء لـ داخل تجاويف صدري ،،
فبدأت اشعر بإنهيار حويصلاتي التنفسية ،، فامست لا طاقة لها على القيام بوظيفتها الاساسية !


يالها من ليلة تآبى الانتهاء ،
قبل ان تتحرك والدتي ناديتها بهدوء : يووووم


إقتربت مني و مالت بجسدها لتنصت لكلامي : فدوة لعينج كافي خلي اطلع !



ابتعدت عنه قليلا و نظراتها تتهمه بما لا يحب ،، فـ ابتسم ساخرا من نفسه ؛
بعد وهلة هزت رأسها متفهمة و ابتعدت لتخبر رفيقتها و والدة زوجة ابنها عن رغبة ولدها بالمغادرة





؛




ما ان اقتربت من جلسة اخواته ،، اقتربت مني احدى العاملات في القاعة لـ تقدم لي حصتي من كعكعة خطوبة عاشقي

إنه لأمر مثير للسخرية ،، بل للشفقة !
بقيت أنقل نظراتي بين الحضور و قد مللت جلوسي ،، كنت قد قررت النهوض عند مجئ ملك لتجلس قربي

بداخلي تعوذت بالله من الشيطان الرجيم ،، فبالتأكيد ملك لن تتركني و شأني !
و بالفعل هذا ما حدث اذ انهآ تحدثت بـ شماتة واضحة : هممم ماشاء الله طالعة كلش حلوة ،، إن شاء الله عاد حظج حلو مثلج و تجيج خوش قسمة !


إبتسمت بتعال : شكرا



رفعت حاجبيها بهدوء وهي تراقب اخيها يغادر القاعة : ليش متاكلين كيكة ؟ ترة كللش طييبة ،، هممم لو متحبين تذوقين خسارتج !


لم أتوقع ان تكون ملك بهذه الوقاحة ،، كيف لها ان تتحدث بهذه الطريقة
لا يجوز ، غير ممكن !
أكملت من جديد وهي تنظر لـ زينب : مهندسة معمارية ،، هالسنة تتخرج ،، تحب اخوية و تموت عليه ،، من بيت الـ ..... و بما انه حضرتج تعرفين بالعوائل و الطبقات الاجتماعية فماكو داعي اقلج شي عن عائلتها ،، و عموري صدقة لله طاير بيها و همين ماكو داعي اقول هالحجي انتي شفتيه بعينج شلون يباوع عليها ،، مصارله كم شهر تعرف عليها و قدرت تنسيه اسمه همين



ملت برأسي بإبتسامة هآزئة : لوين تريدين توصلين انتي ؟؟



وقفت بتكبر وهي تعيد خصلة شعرها للوراء : أريد ابين لج خسارتج

لقد شمت بي أعدائي ايها الـ ' عمر '
جعلتني اضحوكة لأختك ،، فتبا لك و لها !
لكن لم اصدم منك ؟
فأنت كرفيقك بالتأكيد ،، بل اسوأ !
إذ انك منافق تغير جلدك كالثعبان
لم اتوقع لدغتي السامة ستكون منك انت !
هنيئا لك رد اعتبارك
تستحق ان اصفق اجلالا لـ قوة ضربتك

و لكني لن افعل
و تبا لكم جميعا ،، لا احتاج منكم احدا
حتى الجدة ،، فلطالما كانت جدته فقط
و انا كالعبء الثقيل فوق كاهلها ،، لا تريد سوى تزويجي و تخليص حفيدها من مسؤليتي !

آه ..
أشعر بدوار شديد ؛
كلا لا اريد ان اضعف امام مرآى من الجميع
لن اسمح لأحد ان يكسرني
لا احد !


إستجمعت ما لي من بقايا طاقة ،، و وقفت بهدوء : تدرين انتي وحدة تافهة ،، و المفروص هسة انتي فرحانة لاخوج لأن حيتزوج مو فرحانة عبالج اني مقهورة ،، لو مقهورة جان مرحت ادور لخواتج فساتين ،، و لو مقهورة جان مجيت اليوم ،، بس عقل النسوان صدق فاارغ ،، و على فكرة قولي لأخوج هذا احسن شي سواه بحياته ،، على الاقل بعد ميضوج مني اخوية لإن رفضت صديقه مع العلم حقي ارفضه !



تركتها مصدومة من وقاحتي بالرد و توجهت نحو والدته ؛
سلمت عليها بسرعة و في نيتي الخروج قبل ان افقد السيطرة على مخيخي و اقع ارضا امامهم !

و بالفعل اتصلت بعلي حالما خرجت من القاعة ،، ففاجئني صوته مشدودا : ليييين هسة آلن يرجعج للبيت ،، اني رايح لبيت امي ،، و ما اريد اسمع نقاش !!



سكنت عن الحركة ،
ماذا يقول علي ؟
أ فقد عقله ؟
يريد مني ان اذهب مع رفيقه و انا بكامل زينتي و فوقها الساعة تقترب من التاسعة ليلا !
أنا على ثقة تامة به و لكن مهما يكون فهذا لا يجوز !
المصيبة انني لم احضر عبائتي معي ،، و الا كنت سأتقبل فكرة اخي
علي جن
الم يفكر بي ؟
تبا له ،،، تبااااا له !



كنت اقف عند باب القاعة حتى الآن و تدور في نيتي فكرة العودة الى الداخل و البقاء حتى يتصل بي مرة اخرى لـ يخبرني بعودته من أجلي
و لا يهمني ان مت في الداخل ليس فقط ان اغمي علي !

و لكني رأييت آلن يقترب من بعيـد ،، شعرت بالدوار يقتحم كل خلاياي العصبية و يفقدني توازني تدريجيا
لا اعلم ما بي
تمسكت بقوة في الجدار وانا غير مرتاحة بتاتا لوجودي مع آلن ،، لا استطيع مرافقته
بل لن افعل
سأعود الى الداخل و اطلب من والدة عمر ان يقلوني في طريق عودتهم !

عندما وصل عندي تكلم مسرعا و كان وجهه احمر اثر الانفعال : ها لينا شلونج ؟



اجبته بإرهاق و خيل لي رؤية الخائن يقترب هو الاخر : الحمدلله ،، آلن شكوو شبيه علي مخبووص ؟



توتر ثم اعترف : ما ادري مو متأكدين بس يمكن خواته ....!



توسعت حدقتا عيني بدهشة و لم اهتم لوجود عمر : شبييييهم ؟؟ آلن ؟؟؟؟؟ شبيييهم خواااته ؟



حاول التدخل ذلك الـ ذي اكرهه : إششششش لينا اهدي لتفضحينااا



صرخت به بقهر الكون اجمع : لتحجججي وياااية انتتتته ،، و لتخاااف مرح افضحك و اخرب فرحتك


تحركت غير آبهة لـ عدم قدرتي على التوازن : آلن فدوووة وديني للـ ـ ـ ـ!



كنت على وشك السقوط عندما مسك ذراعي بقوة مانعا عني اي تكسير لعظامي الهشة : على كيييييفج



ابعدت نفسي عنه و حررني ببطأ حتى تأكد من قدرتي على التوازن ،، و جائني صوت آلن مهدئا لروعي : لتخافين ان شاء الله ماكو شي !


ابتعد عمر بعد ان قال : الن لتروحون هسسسسة ارجعلكم !



دخل القاعة ، و انا استغليت الفرصة فحادثت آلن بإستعجال : الن الله يخليك اخذني للبيت


وتحركت قبله ،، لا اريد لـ ذلك ان يرافقنا
فأنا لا اطيق النظر له بعد كل ما فعله بي !
لقد شتت كبريائي فصرت ابحث عنها في كل مكان كي الملمها من جديد و لا اعلم ان كنت قد نجحت في ذلك !
و يال كرهي لـ ذاتي فأنا اشعر بالراحة لوجوده معنا ،، لابد ان يأتي
فهو بالطبع لن يتركني مع آلن بمفردي
الم اقل لكم انه خير من علي !

نعم و لكني ايضا قلت بإنه اسوأ ،، لا اعلم .. انا اكره كليهما



الدوار لم يسمح لي بالحركة السريعة فإستطاع عمر ان يلحق بنا بوقت قياسي ؛
و تفاجأت به يقف امامي في وسط مواقف السيارات ليقدم لي عباءة و حاجباه معقودان بحدة : لبسي هالعبااية بسرررعة



لم افكر حتى بالعناد ،، فأنا فعلا احتاجها
فعلت ما قاله و انا اسأل آلن بقلق : فهمني شصاير ،، شبيهم يسر و ضي ؟



اجابني بهدوء : ما اعرف



فتكلم عمر وهو يتحرك امامنا نحو سيارة آلن : امشششي بسررعة !



أعلم ان هنالك ما يخفوه ،
و لكن لا اعلم كيف اختطفه من السنتهم ،،
فجأة راودتني افكار عجيبة و مريبة حول امكانية حدوث شئ للفتيات من قبل والد جلنار
لا يا الهي
ان حدث ذلك فعلا سينقلب علي الى وحش مسعور
سيقتل جلنار ،، بلا شك سيقتلها



ما إن استقرينا في داخل السيارة ، حتى تكلم عمر : الظاهر البنات متوفيات !



صعقت ،، بل احترقت !
لم اعرف ما يتوجب علي قوله ،، تبعثرت حروفي و بت اجر الانفاس جرا
جائني صوت آلن الذي يجلس خلف المقود : لينااااا لااا لتخافين احنه ممتأكدين



و نهر عمر بإندفاع : عمممر شبيييك انتتته زمااال ؟؟



اجابه ببرود : على اساس رح تموت نفسها علمودهم ،، همة اصلااا مو خواتها




لقد تغير .. هذا فقط ما استطيع قوله بخصوص عمر
حل خريف العمر و بدأ حبي و الاهتمام بي و حتى الشفقة علي تسقط من قلبه كما تتساقط اوراق ايلول





.
.








نهآيةْ البرآءة التآسِعةْ


حُلمْ

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 24-05-12, 09:34 AM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


بإسمِــكْ يآ آلهي أبتدئ


أرجوكم وأستحلفكم بآلله أن لآ تجعلوآ روآيتي .. سبب فـي تأخير صلآتكم أو عبآدآتكم ،
ارجوكم !




البرآءة العآشرة








في كل عام كنت أحمل زهرة
مشتاقة تهفو إليك..
في كل عام كنت أقطف بعض أيامي
وأنثرها عبيرا في يديك
في كل عام كانت الأحلام بستانا
يزين مقلتي.. ومقلتيك
في كل عام كنت ترحل يا حبيبي في دمي
وتدور ثم تدور.. ثم تعود في قلبي لتسكن شاطئيك
لكن أزهار الشتاء بخيلة
بخلت على قلبي.. كما بخلت عليك
عذرا حبيبي
إن أتيت بدون أزهاري
لألقي بعض أحزاني لديك


مبدع يآ فآروق . .












كل شئ حدث في غفلة من الجميع و على مرآى منهم بذات الوقت ،،
فـ لم يستطع احد استيعاب ما حدث
مرت ايام العزاء ،، بآردة و موحشة جدا من ناحية ،، و نارية مشتعلة من ناحية اخرى !


كان يجلس في منزل والدته ،، و امامه ذلك المسمى بعبد الملك ، الذي لم يتوان عن تهديد وشتم و لعن كل من حوله ؛
فأصبح لا يثق بخياله حتى !


قتلوا له طفلتيه ،، بـ حادث سير منمق و مدبر استطاعوا قتل فتاتيه ،،
قضتا الامسية الاخيرة لهم مع اختهم ' سارة ' في احد المطاعم القريبة من المنزل ،، و كان السائق ينتظرهم خارجا ؛
و ما إن خرجن الثلاثة .. قررت كبيرتهم التجول معهم في المركز التجاري المقابل للمطعم ،، و لكن عند عبورهم ،، مرت احدى السيارات بشكل سريع و هدفها كان الفتيات !


لا احد يعلم من وراء الامر ،، فلا يعقل ان يكون حادث عابر .. فحسب قول السائق الذي لمح ماحدث من مكانه يبدو إن السيارة ملك لاحد المسؤليين ، فـ بعمله هو ايضا قد تسلم واحدة مماثلة لها ، و لكنها لا تحمل اوراقا رسمية حتى الآن او حتى رقم لوحة كي يعلم من هو مالكها !


و كإن القاتل يريد اثبات هويته و انكارها بنفس الوقت ،، فـ قد حصر تفكيرهم في مجال السياسيين فقط !
و اعترف بأنها جريمة متعمدة



و لكن من يجرأ ان يستخدم صغيرتين كـ وسيلة قذرة ليصل مبتغاه ؟
وهل يسأل ؟
هنالك المئات ممن يتجرأون فعل اشنع ،، و اقبح من ذلك !

اما علي فـ كانت الأفكار تعصف بعقله ،، فلا يستطيع اخمادها ولو قليلا
و ما يزيد سوء الوضع ،، و كهربته هو تساؤل كل من يحضر بشأن مقترفي الجريمة ، و هل لـ عبد الملك او احد ابناءه اعداءا ؟
و كإنهم لا يعرفون

بالطبع هذه الطبقة لها من الاعداء ما يساوي اعداد الاصدقاء و الاهل و المعارف مجتمعين !
و لكن ما يؤرق مضجعه فعلا ،، هو احتمالية تورط ' قاسم ' بالامر ،، فهو يتذكر جيدا قول ابنته منذ اسابيع مرت 'من يتعرضلكم احد يعني اني خنت الوعد '

و لكن من غير المعقول و حتى المنطقي ان تتحدث بعد كل سنين الصمت تلك ،
هل يا ترى لـ كلب ابيها و زوجها يد في الامر بعد ان رآهم بذلك الشكل المثير للشبهات ؟؟

و حتى و ان رآهم ،، لن يعلم شيئا مطلقا من غير تدخلات خارجية ،، فكل شئ قد دفن في اغوار السنين ،، و لا احد يعيد احياءه سوى من يعلم بالقصة كاملة و بـ جميع تفاصيلها ،، و بالطبع لن يكون غيرها الفاعل بغض النظر عن اسباب بوحها ،، و لكن ان تأكدت شكوكه لن يرحمها مطلقا و هي تعلم جيدا مدى جديته بتهديده ذاك

لا تستعجل بالحكم على الفتاة يا علي فأنت حتى الآن غير متيقن من اي شئ ،، لا تمتلك ادنى معلومة لكي تدينها بجرم قبيح
بالاضافة لذلك فـ مهما عظمت دنائتها لكونها ابنة قاسم لا يمكن ان تصل لـ تلوث يديها بـ دماء طاهرة ،، من غير المعقول !!



انتبه لـ دخول سرمد الى ' الجادر ' ،، و ما إن رآه ينظرنحوه حتى اشار له بالمجئ ،،
وقف متكاسلا من مكانه و التفت رادا على سؤال ألن : اشوف شيريد و راجع ،، انتو ابقوا هسة عماامي على جية




عندما وصل ، سرمد بادره بقول : أمممك ميتة بجي و صارلي ساعة يمها اريدهه تسكت ماكو ،، مدتسمع لا حجيي و لا حجي سارة ،، روحلها بلكت ' عسى ' من تشوفك ترتاح !



إستنشق كما من الهواء ،، و هز رأسه متفهما على غير عادته ،، ربما لإنه الآن يشعر بشئ من الفقد ،، فـ عدد الحاملين دم عروقه يتناقص يوما بعد يوم
خسر الكثير بهذه الحرب ،، و لكن ' لا يدوم الا وجه الله ، و انا لله و انا اليه راجعون '

قبل ان يتوجه لـ داخل المنزل توقف قليلا و نظر بإتجاه القادمين ،، أعمامه ' ابو محمد و ابو عبدالله ،، و اولادهم و اخيرا حيدر '
همس بـ سخرية من نفسه : منشوفهم بس بالفواتح 'العزاء ' هذولآ ،، و من عيد لعيد ،، تهي بهي ' لفظ استهزاء '


تقدم نحوهم ليبادلهم السلام و يستقبل تعازيهم الرسمية ،، ثم اتبعهم لداخل الـ ' جادر ' ،، يعلم ان موقعهم غريب الى حد ما
و لكن لمجيئهم اثر عظيم في نفسه ، فهم لم يأتوا سوى لـ واجب الدم الذي تحدث عنه منذ قليل

و مهما كان هؤلاء لا يحملون صفات الاهل الحقيقين ،، فهم من تبقى له و لأخته !
و إن طالت الدنيا او قصرت لن يكون لهم سند سواهم !


جلس بقربهم بعد ان قدموا عزائهم لـ ' زوج طليقة اخيهم رحمه الله ' ،، و تبادل معهم القليل من الاحاديث ،،
فلم يرهم منذ العام الماضي .. و هذه لفترة طويلة الى حد ما !

وهم في انشغال تبادر الاخبار تحدث ابو محمد : لينا شلونها ؟؟ و بعدهه بيبيتك يمكم بالبيت ؟



اجاب بهدوء : الحمدلله ،، وبيبيتي بعدهه بس اكيد هسة رح تبقى يم امي كم يوم



هز رأسه متفهما ليتحدث عمه الاخر : لعد اذا هاي جيب لينا لبيتنا هالـ جم ' كم ' يوم لحدما ترجع اموركم طبيعية



علي : مشكورين ،، عادي ما عليها شي ،، و اني عود احاول هالاسبوع ابدل الخفارات مالتي وية اي دكتور لحدما تفرج



فقال ابو محمد هذه المرة : بس اذا شفتهه صعبة جيبها ،، علي احنه عماااامكم



هز رأسه بـ سخرية باردة ،، كاد معها الشبان الثلاثة ان ينقضوا عليه و لكنه لم يهتم كثيرا و استأذن منهم لـيتفقد والدته


ابتعد عنهم ليقترب من جلسة عمر و آلن : انتبهوا لـ عبد الملك اخاف احد يخابره ،، شو اني لهسة قلبي يلعب ،، أحس الي صار مووو حادث !



عمر بتعقله الدائم اجابه : قول يا الله و هسة عوفك من هالحجي ، و منو مجان الي وره الموضوع الله ينتقملكم منه



ليزأر و اوداجه تنتفخ : والله احرررقه بالدنيا قبل ميحترق بالاخررة ،، لك جهاااال ،، تعرررف شنوو يعني جهال ؟؟ جهاااااال رااحواا بشربة مي ليييش ؟؟ ميهمني لو اروح وراااهم المهم ما اسكت عن حقهم ،، مو كااافي سكوت ،، مثل الزمااال دم ابوية خليته يروح و معرفت ارجعه ،، هسة اسكت لدم خواتي هم ؟؟ خو البس عباااية و ازين شواربي احسنلـــي !



عند بدأه بالهجوم وقف رفيقاه لـ تحمل غضبه و الن مسك كتفه : يمعووود اسكت هسة شوف الرياجيل سمعوك



كان على وشك الشتم عندما حذره عمر : عللللي قووول يا الله و امشي برااا



عندما خرج الثلاثة افرغ ما بصدره من غضب ليضرب احد الاعمدة الحديدية للجادر ،، فشعر بألم حاد جدا في قدمه و لكنه تحامل بقسوة : والله العلي العظيييم اذا عرفت منو وره القصة لا اخذ حق دموووع امي و دم خواتي والله



عمر صرخ به غاضبا : علللي شبييييك ؟؟ إنتتتته ليييش ما عندك تفااهم ؟؟ انتوو اصلا ممتأكدين اذا جان حااادث لو جريمة ،، و بعدين يعني تتوقع رح تقدرلهم ؟؟ خلي عبد الملك هوه يتصرف لإن هوه ادرى بتصرفاتهم الطايح حظهة ،، همه من نفس الطيينة الحقيرة ،، خليهم ناارهم تاكل حطبهم !



و اكمل آلن : و انته تخيل اذا سوولك شي ،، أختك منوو الهة ؟؟ ليش طول عمرك متفكر بيها ؟؟



شتم نفسه و لينا و رفيقيه ،، انه يشعر بنار تتأجج بصدره ،، منذ ثلاث ليال وهو يتذكر كل دماء اهله
من والده
لـ أخيه
والان الفتاتين !

كل الاحداث تمر برأسه لـ تحرق كل اعصابه ،، فلا يستطيع اسدال جفنيه ، الأرق لازمه و اتعبه ،، و هذان الغبيان لا يتوانيان عن تذكيره بقيده القوي الذي ينتهي بـ لينا !


تباااا لها
فقط لو تتزوج و ترأف بحاله ، فاصبح لا يطيق تحمل مسؤليتها اكثر ،، لا يستطيع !









.
.
.











تجلس بجانب الجدة طيلة الوقت ،، فهي لا تعرف احدا هنا غيرها !
و والدة اخاها بـ وضع لا يسمح لها بالتعرف عليها ،، لو كان الامر بيدها لما وصلت هنا
و لكن علي اجبرها على الحضور فالاصول اصول ،، و إن مجيئها واجب وهي ليست بصغيرة كي تبتعد عن الواجبات الرسمية
بالاضافة لذلك فإن الجدة بالتأكيد سترتاح لمجيئها و تشعر بإن تعبها معها هي و اخيها في السنين السابقة قد اثمر بـنتاج جيد

لم تأت غير اليوم ' ثالث و اخر ايام العزاء ' ،، فـ هي تعود متعبة جدا من العمل و لا طاقة لها لحضور اي تجمع فـ كيف بتجمع فاقدين ؟

لقد اصاب عمر عندما قال بأنها لا تهتم ،، فهي فعلا كذلك و لا تعلم لم تضايقت من قوله رغم انه محق !
و لكن من المؤكد لها انه بدأ بفك خيوط العنكبوت من حول ماضيه ،، و هاهو يعيد ترميم حياته كي تكون نظيفة خالية من الملوثات !
بعد كل ما حدث في هذه الايام ،، أثبت لها شئ كانت تغفل عنه بإرادتها ،، شئ كـ مقدرة عمر على المضي قدما
نعم ،، ستظل بقلبه دوما ،، لكنه سيستمر بحياته مبتعدا عن طريقها الوعر الملئ بالصعاب

من الآن فصاعدا لن تهتم هي ايضا بأي شئ ،، فـ الله تعالى الذي غرس حبها بقلب عمر قادر على غرسه بقلب رجل اخر يختارها هي لمشواره رغم عنجهيتها و غطرستها العمياء !


و لكنها ايضا لن تنسى ما حييت نظرته نحوها عند سقوط خاتم فاتنته ،، و كإنه يتهمها هي على ضعفه بوجودها
أو يرميها ببهتان الـ بؤس و الفأل السئ ،،
لا يهمها ..!
فتبا له و لعروسته و لـ علي ايضا !

علي ،،
علاقتها معه في الاونة الاخيرة باتت متوترة حتى النخاع ،، لا يتحدثان كثيرا ،، و لا يجلسان على نفس المائدة
حتى الجدة تنبهت للأمر و لكنهم نفوا مصداقية شكوكها بشأن عراكهما


وصل اسماعها صوت هامس بين نساء يجلسن بالقرب : هاية بتمن ' بنت من ' ؟؟


لتجيب الاخرى : يقولون اخت علي ابنها لسعاد ،، أخته من ابوه



لتكمل ثالثتهم : صلوات عالنبي شقد حلووة ،، متعرفون اذا مخطوبة ؟ والله ابني كاااتل روحه على وحده عيونها ملونة



فـ تجيب الاولى : ليييش لابنج ؟ أني اخوية سودة علييية تعبان على نفسه حييل .،،و رجاال كامل و الكمال لله بس ناقصه مره




كانت تبتسم بسخرية خفيفة للوضع ،، تتشاورن بشأنها و كإنها ستوافق على هكذا زواج !
كم تمقت اساليب النساء هذه


حدثتها الجدة بهدوء : باااجر ماعندج دوام موو ؟؟



اجابت وهي تلتفت لها : لا ماعندي ،، بيبي شوكت ترجعين للبيت



بعقلانية اجابت : بيبي لازم ابقى يم بتي ' بنتي ' جم يوم ،، أنتي واخوج كبار و ماعليكم خوف بعد



تضايقت وجدا و بان الامر على ملامحها فأردفت الجدة : يمممة لين دا احجي صدق ،، أمي شفتي الموت اذا اجه ميعرف صغير و جبير ،، و هاي اني يمكن الله ميكتبلي عمر اطول ،، مو لازم انتو تتعودون على غيابي ؟؟ لازم ترتبون حياتكم ،، و لو بيدي ازوجج انتي و ازوج اخوج و ارتاح !




إبتسمت بضعف ،، و خرجت منها كلمات هامسة صادقة : عفية بيبي شقد احبج !!!!!



صــــدمت من نفسها لدرجة توسع حدقتا عينيها ،، هذه أول مرة تعترف بمشاعرها لأحدهم
فهي لا تتوان عن قذف الجميع بكلمة ' أكرهك ' ؛
و لكن تخبط مشاعرها الآن جعلها تعترف من غير اي احساس ذهني !


الجدة ابتسمت وهي تهز رأسها متفهمة ،، لم تجبها
احيان كثيرة تجد نفسها تحمل الكثير من صفات هذه الجدة برغم عدم التوافق الوراثي بينهما
فالاثنتان لهما من قوة الشخصية و العناد الشئ الكبير ، لا تضعفان لأي فعل ،، على الاقل ليس بشكل مرئي للجميع !
بالفعل تحبها ،، بغض النظر عن غضبهما المستمر من بعض و عدائهما الدائم عندما يتدخل علي بينهما
فتلك جدته و لن ترضى عليه كلام اخته المتهورة !
و هذا الشئ يقف حائلا دون الصفاء التام بين الاثنتين




انتبهت لها تحدثها : سمعتي النسوان شقالوا ؟؟



ضحكت ضحكة قصيرة و بسبب نظرات سارة الحادة مسكت نفسها عن التوان باللامبالاة و اجابت : إييي ،، بطرانات



لتكمل الجدة : همة هاي النسوان ،، كل عرس و كل فاتحة لااازم يدورون عرايس ،، مصيبة .. عبالك رح تعرف اصل البنية و فصلها من مرة وحدة !



يعجبها تفكير هذه المرأة المتحضر : إي ،، صحيح



اكملت بعد ثواني بتردد خفيف : بيبي بس اسألج و لتضوجين



اجابتهآ : سألي



تحدثت : هممم شو مدا احسج مقهورة عالبنات



بإبتسامة هادئة اجابت : حبيبتي الحزن الي بقلب العراقية جبيير ،، فقدت ولدها و رجلها و اخوتها ،، صارت متتأثر الا بالمصايب الجبيرة ،، ميحترق قلبها غير بنيران هايجة ،، البنات صغار والله يرحمهم ان شاء الله ،، و هذا قضاء الله ولازم نرضى بيه و نحمده عليه ،، و تخيلي لو اسم الله الرحمن علي مكانهم !



لا تعلم من اين خرجت شهقتها لـ تشعل فتيلة رعب بين جوانب صدرها ،، ان حدث شئ لعلي لن تستطيع اتمام حياتها ،،
علي هو كل ما لها الآن ،، لا يا الهي ارجوك ،، لا تفجعني بأخي ،، ارجوك الهي ،، ليس لي طاقة على تحمل المزيد ،، إرأف بعبدك يا رؤوف



تجمع الدموع في عينيها ، بل و نزول بعض القطرات الحارة جعلت الجدة تمد بيدها لتمسك كفها قائلة بلطف : شفتي شلون ؟؟ حتى انتي سودة علية ،، قلبج شاايب من ورة موت ابوج و اخوج .. و صار ميهزج اي شي ،، إلا الشديد



لا تعلم بأي حق ،، و لكنها فعلت ما كانت بحاجته ذلك الوقت ،، و امساك الجدة بيدها اعطاها الضوء الاخضر ؛
فإستندت برأسها على كتف الجدة ومازالت دموعها تنزل بصمت و بطئ
و تفاجأت بإحتضانها لها بشكل كلي و قولها بصوت اجش : إذا قلبج محصور من شغلة ابجي .. إبجي هسة و طلعي قهرج لإن بعد ما عندج هيجي فرصة يوم ،، إبجــي امي و ريحي قلبج ،، إبجي و ادعي الله يسهلها عليج و على اخوج و يفتحها بوجهكم من اوسع ابوابه ويبعد عنكم ' عيااال الحرااام ' يارب ،، يا رب احفظهم بعينك الي متنام ياااارب



نعم فعلتها ،
بدت بالبكاء بسبب رهاب الفقد الذي تعيشه
فوبيا الموت اصبحت تلازمها منذ زمن ،، تخاف خسارة اخيها كل صباح ،
لتعاركه كل مساء لأسباب اقل ما يقال عنها ' تافهة '

بكت خسارة الرجل الوحيد الذي كانت تشعر به ذراعا تطوقها وتحميها من كل شئ لو غاب علي
فتلك الذراع لها من يملكها الآن ، يملكها بشكل رسمي حتى و إن كانت لها من غير تلك الاوراق الثبوتية الحمقاء

تبا لك يا عمر ،، لقد خذلتني جدا
كنت ارى فيك النقاء
و الآن ؟ هل علي ان اتقبل خبثك انت الاخر ؟
أنا اكرررهك
لا تملوا من هذه الكلمة فسأكررها عليكم مرارا ،، فلا سلاح لدي غيرها
و اتمنى ان يأتي اليوم الذي استخدمه لأطلق عياري هذا بقلب خائني !








.
.
.









أحب حدائق النسيان
تنسيني عذاباتي
أنا المسجون في حلمي
و في منفى انكساراتي



لـ جويدة








في جلسة هادئة جدا ،، كان يشارك والدته و اختاه الحديث بشأن إمتحاناته القريبة ،،
لم يتبق شئ على امتحانات نهاية الفصل الدراسي ، و استلامه لقب ' طبيب ' بشكل رسمي !
كان حلم الطفولة و نمى بداخله شيئا فشيئا ،، ثم اصبح دافعه بالحصول عليه هو الانتقام ايضا

تمر الايام سريعا من غير ان نفهم منها ما يدور حولنا ،، و ترانا نتقبل بشكل او بأخر قراراتنا المصيرية التي اتخذناها في اوقات مختلفة !


انتبه لـ والدته التي غيرت دفة الحديث السابق : صدق عمر البارحة خابر محمد ' خطيب اخته اية ' يقول يريد يجيب اهله و هاهية يفضون الموضوع بشكل رسمي



نقل نظره مباشرة لأخته فتحدثت بإبتسامة خجولة : لييييش تباااوع عليية ؟؟



تدخلت ميس : لعد يباوع علية ؟؟ غير هوه خااطبج انتي



ضحك بهدوء : ميااسة حبيبتي هذا اسمه خجل انتي بعدج متعرفيه



بحدة اجابته : لا والله ؟؟ لعد منو يعرفه ان شاء الله زينووبتك ؟



بصدق و ابتسامة زينب تلوح في خياله : إييي والله زينب كلهه رقة ،، تعلمي منهم مو قدامج و ديحاولون بيج



بضيق مغنج اجابت : عممممممر ،، لتصيير مكروه ،، هااي شنو صايرة بس زينب وبس يم حضرتك



بنفس الهدوء : تستاهل !



والدته تنفست الصعداء ثم تدخلت : عموري مرتاح وياهه ؟!



رفع حاجبيه : فوق متتخيلين ،، كوولش خوش بنية و عاقلة ومتفهمة ،، اصلا عقلها بهواية اكبر من عمرها من احجي وياهه ارتاح ،، ما اعرف ،، بس عاشت ايدج ام عمور على هالذوق !




ابتسمت براحة طفيفة و ميس حشرت انفها من جديد : كفااااح خانوووم ،، شنو نسيتي منو قال عليهه حلوة و تجننن و اقترح عليج الموضوع



اجابها هو : أني مقلت حلوة ،، قلت خوش بنية ،، يعني قابل اي وحدة حلوة اخطبها ؟؟



ضحكت اية برقة محدثة ميس : ههههه ،، دنتي تحطي نفسك بمواقف بايخــــة



ميس اجابت بلا مبالاة : اصلا الجماال اهم شششي


لتتحدث والدتها : لا والله الاخلاق اهم ،، واحد من اخلاقه طيبة تلقائيا تشوفيه حلو و محبوب وكلللشي !


وافقتها آية : ايي والله صدق ماما



ميس : بس اصلا زوز تجننن ؛ صدق خلقة واخلاق ما شاء الله ،، عفية بالصور شطاااالعة ،، قمممر والله !



لـ تجيب اية : إيييي خرافيييية ،، و ما شاء الله اهلها كللش طاقيين ' حالتهم المادية ممتازة ' ،، و فستانها و تسريحتها و مكياجها كلهم متعووب عليهم و غاليين



اخذ نفسا هادئا و هو يرى ميس تأتي لتجلس بجانبه : عموور انته مشفت الفيديو الي صورته بموبايلي ؟؟



بملل اجاب : شفت الفيديو مال المصورة



حشرت نفسها قربه واصابعها تنتقل بحرية فوق شاشة هاتفها : لااا شووف هذا كلش حلوو ،، و اهم شي احنه طلعنه بيه هوااية !




بلا مبالاة اخذ الهاتف و بدأ بمتابعة التصوير ،، لم يعطه اي اهتمام واضح ، و لكنه ابتسم بخفة عند رؤيته زينب
فـ لقد كانت فعلا اميرة بفستانها الجذاب ،
تشعره بالجمال و العذوبة و الرقة !
و فوق ذلك بالـ ـ ـ ..!



توقفت افكاره وجمدت ابتسامته عندما لمح صاحبة الفستان الاحمر ،
مصاصة دماءه الخبيثة !
لم تتمكن احدى الجالسات من معرفة ما دارت به من عواصف و براكيين داخلية ،
فكل ملامحه كانت جامدة و هادئة
و لكن حلقه الذي جف كالصحراء الغربية اجبره على ازدراد ريقه بخفوت

من غير ان يكمل التصوير اعطى الهاتف لأخته و استقام واقفا : حلو


ثم اكمل محدثا اية : ايووتة ،، إنتي شنو رأييج بموضوع محمد هسة ؟؟ تره هوه خابر امي مخابرني لإن يعرف امي طيبة و رح تقنعج ،، و هوة الولد شارييج فإذا مقتنعة ماكو داعي للـ لواقة و قبلي ياللا خل نخلص منج




أجابته بـ قهر وهي تبتسم : حرااام عليك بس تريد تخلص مني قابل قاعدة على قلبك ؟ ،، و بعدين حبيبي خليه هيجي حتى بعدين يقدرني اكثر لإن مقبلت عليه بسهولة !


تصلب جسده قليلا ،، و اصابت الدهشة كل اعصابه ، فتحدثت والدتها ناهرة : ولج اييية ماما شنو هالحجي ، تره هوة رجال و ميوقفه شي ،، بس تضوجيه يسحب نفسه و بنات الحلال هواية



بضحكة بريئة تحدثت : لاااء مو هوة يحبني اني ،، خطية كاتل روحه فتطمني مااماااتووو ما رح يعوفني



هو لم يستوعب كل الحديث ، أترى كل الفتيات يفكرن بنفس الطريقة ؟
يحبني اذن يجب عليه ان ' يحفى ' قبل الحصول علي !!
اهذه نظرية منطقية ؟
هذا يعني إن لينا لم تكن الأنسة الشريرة التي تخنق روحه بجسده ،، هي مجرد امرأة
وهذا قد يكون تفكير الاناث بشكل عام !!
فهو ليس بخبيرا بعالم النساء ،، و لا يعرف شيئا عن افكارهن الجهنمية الحمقاء

حاول اقصاءها من تفكيره ،، فلا يريد الغوص من جديد في عالمها الخيالي ،
و ليوفقهما الله بعيدان عن بعضهما
فلا حياة تتوقف من اجل حب بشر ،، إن كان القلب ملئ بحب الله اولا !


بصوت راكز تحدث : آيـة بلاا لغوة ' ثرثرة ' زااايدة ،، هاي عود انتي العاقلة ،، اني صاعد هسة ،، و راح اخابر محمد و اتفاهم وياه على كلشي ، إنتي كذابة و تافهة ،، ما دام موافقة مو بكيفج نخليج تلعبين على ابن العالم



ضحكت ميس وهي تنظر لصدمة اختها : هههههههه شلون رزااالة محتررمة ،، غسسسل و لبس ' مصطلح يقال عندما يوبخ احدهم شخصا ما '



فلتت منها هي الاخرى ضحكة صغيرة : أووي عمر شبيك علية هسة اني شقلت ،، عبااالك اخوه اله مو اخوية



بصدق اجاب وهو يبتعد : اني اخو الحق








.
.
.










كأن العمر ماكانا

قدَّمتَ عمركَ للأحلامِ قربانَا
لا خنتَ عهدًا ولا خَادعتَ إنسانَا
والآن تحملُ أحلامًا مبعثرةً
هل هانَ حُلْمُكَ.. أم أنتَ الذى هانَا؟



لـلمبدع : جويــدة







تبتسم بهدوء وهي تستمع لكلام والدها ،، تشعر بـ إنتفاخ خديها بسبب الغضب ، و لكنها مجبرة على الرضوخ
فلا هروب بعد اليوم
دعاها للتحدث فهمست : بابا انته ادرى بمصلحتي والي تشوفه صح سويه



هز رأسه بـ ثقة : مصلحتج وية ايدي اليمنه يعني وية هشام ،، و بعدين الولد صارله 6 سنين منتظرج وماااكو واحد يسويها ،، الا اذا جان شارييج و راييدج صدق



احتفظت بإبتسامتها و بداخلها تصرخ رافضة ،، والدها لا يستشيرها ،، إنه يأمرها
و لنكن واقعيين بكل الاحوال لاتوجد استشارة بعد 6 اعوام من الخطبة ،، فأمر الموافقة قد حسم منذ زمن ، و حان موعد التنفيذ



إستأذنت منه لـ تذهب غرفتها ،، فحان موعد حديثها مع ' روشن ' في الانترنت
تفتقد حياتها بـ عمان ،،
كانت تقضي اغلب اوقاتها مع روشن و ولديها تارة و رسل تارة اخرى !
تلك الخبيثة ما إن تزوجت حتى نستها


عندما وصلت غرفتها توجهت مباشرة للحاسب المحمول و جلست على سريرها ثم وضعته في حجرها
شغلته وهي تحاول ان لا تفكر بالايام القادمة و كيفية حياتها مع هشام ،، فلا داعي للإسراع بالتفكير ،، سيحتلها قريبا


ابتسمت عند رؤيتها تعليق لينا على احدى الادعية التي انزلتها قبل قليل
تشعر بأن تلك الفتاة ضعيفة وهشة جدا و لكنها تتظاهر بالعكس ، تتمنى لو تستطيع الذهاب اليها و محادثتها قليلا و لكنها بالتأكيد تخاف اخاها

حتى صداقتهم الخفية على الفيسبوك تخيفها احيانا و لكن لينا الشجاعة تطمئنها بعدم انتباه اخيها لمثل هذه الامور


دخلت على ملف رسل الشخصي و كتبت لها رسالة خاصة تحوي جملة واحدة لا غير
' من لقى احبابه نسى اصحابه '


ثم قامت بإرسال رسالة اخرى لـ روشن ،، أخبرتها بإنها تعبة و لن تكلمها اليوم
بعدها اغلقت الجهاز و تركته جانبا ،، مددت جسدها على السرير وهي تبتسم بسخرية للتفكير الذي حاصرها بجيوشه بشكل اسرع من المتوقع !

عليها التأهب وتجهيز كل امور الزفاف ،، فعلى حد قول والدها لم يتبق سوى اسبوعان على حفلة عقد القرآن
بغض النظر عن عدم قناعتها بهذا الزواج ،، هي تريد ان تبدو بأبهى حلة ، فالانسان لا يتزوج كل يوم
لو كانت تعلم بقرب الموعد لإشترت لها فساتين مناسبة و تقضت نواقصها عندما خرجت برفقة لينا منذ اسابيع !








.
.
.




اخاف العيون التي تستطيع اختراق ضفافي
فقد تبصر القلب حافي
أخاف اعترافي


درويش





الساعات الاولى من النهار كانت شديدة التعب بسبب حضور احد اللجان التفتيشية الى قسمهم في المشفى ،، و كان لابد على الجميع ان يعمل بأقسى طاقاته
و الآن هي تأخذ قسطا من الراحة مع رنا في الكافيتيريا الواقعة في الدور الارضي ،، كانتا تتحادثان بشأن اخر و اهم حدث ،، و هو تقدم د.ضرغام لخطبتها
حيث إنه ذهب لـمنزلهم بالامس من اجل التعرف على اخيها و لكنه صدم من خبر وفاة شقيقتيه !
فـ إقتصرت الزيارة على التعارف فقط
الا ان علي فهم السبب الرئيسي وراء مجئ هذا الدكتور ،، و ناقشها بشأنه و بشأن ما تعرفه عنه
و هي كعادتها كانت لا مبالية و غير مهتمة للموضوع بتاتا ،، و لو كان الوضع غيره لما تركها من غير شجار و توبيخ و لكنه كان مشغول الذهن جدا ، و متوتر بسبب غيمة الحزن التي حلت فوق منزل والدته

فلم يطالبها بالكثير ولم يقسو عليها بالكلام ،، و هاهي رنا تستلم عنه المهمة
فمنذ ان اخبرتها حتى الآن لم تكف عن محاولة تغيير رأييها و اقناعها بهذا العريس اللؤطة !
رجل في الـ33 من عمره ،، ذو اخلاق عالية جدا ، يملك شكلا جميلا و طلة ' جذابة ' على حد قولها
و الاهم .. ذو مركز اجتماعي راق الى درجة عالية !
و ايضا من نفس الطائفة التي ينتمون لها ،، بما انها ذات عقل فارغ و غبي

كل المواصفات التي تتذرع بها عند كل خطبة قد قدمت لها على طبق الضرغام
فوق كل شئ ،، إسمه رجولي بحت ،، يشير الى القوة !

و لكن كإنها تحاكي نفسها ،، فـ لينا انثى عنيدة بقرار واحد ،، لديها عقل متزمت و متحجر ،، ترفض الاقتران به لـ عدم شعورها بالارتياح
ما ابسطه من سبب مختلق !



تحدثت تقاطع انغماسها بالحديث عن ' مزايا الضرغام ' : عزززة هاي منذر ويااامن ' مع من ' واقف



التفتت بشكل تلقائي و سريع و لكنها قبل ان ترى شيئا سمعت ضحكة لينا ، فإلتفتت لتعاتبها بنظراتها : شقد كلبة ، شايفتني قشمر ' اضحوكة ' تضحكين علية ؟



إبتسمت بلطف وهي ترفع كتفيها برقة : شبييج دا اغير مجرى الحديث



لم تجبها و وقفت حاملة معها كوب الفلين الحاوي على القهوة : سخيفة ،، ولييي .. و اني رايحة ابقي مثل القرد وحدج



اجابتها وهي الاخرى تقف : لاا بشررفج زعلتي ؟؟



ضحكت بخفة : خو انتي ماعندج غير بشررفج ؟


بضحكة رقيقة و مزاج وردي على غير العادة ردت : هههههه اي مو اكيد مرح تكذبين اعرفج مؤدبة ،، بما انه مزعلتي لعد دشوفيه صدق واقف ديباوع علينه



لتلتفت بسرعة من جديد و هذه المرة لينا ابتعدت خطوتين وهي تضحك بطريقة هستيرية ،، لدرجة سيلان كحلها تحت رموشها !
بدأت بمسح الكحلة بـ منديلها وهي تفلت الضحكة كل ثانيتين و رنا تقف امامها صامتة و عينيها تشتعل غضبا

ثم قالت بزهو : كااافي ضحك عيني مو الاخ هناكه ' هنالك ' رح يذوووب


جمدت الضحكة قليلا و لم تلتفت مباشرة ،، بل حاولت الهاء نفسها بـ غلاف الجالاكسي لترميه في الحاوية ،، وعند حركتها حاولت البحث عنه بنظرات سريعة و لكنها لم تره !
فاقتربت رنا منها قائلة بسخرية : فدووة للقاط الرصاصي ' البدلة الرجالية '



آه .. الآن فقط استوعبت ،، فـ رنا لا تعلم بشأن عمر ،، وهي تقصد ضرغام
كم احترقت غيظا بسبب تفكيرها المنصب نحو ذلك الاحمق ،، تكرهه لدرجة قصوى ،، خبيث ،، أحمق ، و خائن !



لم تهتم لـ تلقي النظر نحو ضرغام و تحركت مع رنا قائلة : إمشششي امشي قبل لتصيرين مضحكة اكثر



مزاجها انقلب وحتى مزاحها اصبح هادئا ،، و في طريقهم تقابلتا مع عمر و محمد رفيقه ،، و لـ صدمتها لم يلقي عليها السلام حتى !!!!



ولتتضايق اكثر، رنا سألتها مستغربة : هذا مو صديق اخوج الي فات منا ' من هنا ' ؟



أجابت ببرود و بداخلها تتآكل : إي



رنا : لعد شبيه من شافنا مسلم عليج ؟؟



بإفتعال اللامبالاة ردت : شمدريني ،، و يعني شسويله يصطفل !




عندما افترقت عن رنا و عادت الصيدلية ،، كان رضا وحده موجود ،،
فلا د.صادق ولا احلام موجودان
و هذا ما جعلها تتضايق و تقف متسمرة قرب نافذة الصيدلية ، تراقب المارة
حتى لمحته من بعيد يتوجه الى خارج القسم مع محمد وهما يتناقشان بشئ ما !
وهي على حالها هذا ،، إقتربت منها احداهن ،، و لم تكن سوى ياسمين

عندما تعرفت عليها تظاهرت بالانشغال في هاتفها المحمول ،، و ياسمين سألتها بلطف : أنسة لينا ؟



بالطبع لن تناديها بـ ' دكتورة ' ،، فالحروب السرمدية بين الاطباء و الصيادلة لا تنتهي و جعلت كل الاجيال تتحسس من بعضها البعض

رفعت رأسها وهي تقييمها بنظرات خفية : إي نعم



لتجبها ياسمين : ممكن دقيقتين من وقتج ؟



استغربت جدا وهزت رأسها بخفوت ويدها تمسك الهاتف بـ شدة : تفضلي



ياسمين بخجل واضح : إمممم اذا ممكن تطلعين من الصيدلية و نروح للكافيتيريا ؟



بـ ثقة اجابت : لا حبي سوري الصيدلية فارغة مبيها بس دكتور وما اقدر اطلع ،، بس حجي ' سآتي ' يمج برا



ثم تحركت لـ تخرج من الصيدلية وهي تستغرب ما يحدث بشدة !
ماذا تريد منها هذه الاخرى ؟
هل تريد سؤالها عن عمر ؟
هه ،، يال بجاحة الفتيات هذه الايام !


ما ان وقفت امامها حتى بادرت ياسمين : إمم سوري حضوجج



ابتسمت ببرود من غير ان ترد ،، و ياسمين شعرت بموقفها العدائي فقررت الاسراع بالكلام : حبي انتي مو اخت صديق عمر حسين ؟؟



هزت رأسها بـ نعم ، و تلك اكملت : شوفي حب ،، هوة كللش صديقي و يهمني حيييل لإن كللش خوش ولد واخلاق و قايم بامه وخواته ،، بس طبعه شوية نحس ، يعني ميسوي بس الي براسه و يريده



ضغطت على فكها ، من هذه لـ تلقي فيه خطابا ؟
لكنها مخطئة بشأنه فهو لا يفعل ما يريد ،، فهاهو يريدها هي و اختار اخرى من اجل المنطق و الكبرياء

اكملت ياسمين : إنتي تعرفين بابا د.سعد ،، مدير مستشفى ' ... ' و هسة حينقل لهاي المستشفى ،، هوة عنده معاارف كللش هواية ،، و ببساطة يقدر يخلي عمر يداوم بهاي المستشفى ورة منتخرج ان شاء الله ،، بس هوة معاند و يقول ما اريد واسطات او شي ،، بس هاي متعتبر واسطة لأن هوة صدق شاطر و تعبان على نفسه ،، بس هالايام صاير مو زين ،، و حتى بالامتحانات مو شي ،، و بصراحة اني خايفة عليه يخربط مستقبله بأخر سنة ،، حرام والله



انها تحبه !
بل تذوب حبا به
مقلتاها على وشك البكاء وهي تتحدث عنه بتلك الطريقة ،، برغم بعض المصطلحات المغرورة التي استخدمتها كـ ' تعرفين بابا د.سعد '
و كإنها ابنة احد الامراء العالميين الذين لا يجهلهم احد من البشر !!


تحدثت وهي تستند بيدها على الجدار بملل : ما اعرف شأقلج ،، أني اصلا ما اعرفج ولا عمري شفتج وية عمر ،، شنو الي يثبتلي مصداقية كلامج ؟



بهت وجه الفتاة ولينا ابتسمت بخبث من طبعها ،، سمعت تلك تقول بشئ من الحدة : شلووون مشايفتني ولا تعرفيني ؟ المستشفى كلها تعرفني


رفعت كتفاها ببرائة مفتعلة : بالنسبة الي ما اعرف !



شددت على كلماتها وهي تشير لـ بطاقة الاسم المعلق على صدر معطفها الطبي : هذا اسمي ،، و اذا متعرفين د.سعد هوه بعد كم اسبوع يصير مديركم وتعرفيه ،، المهم هسة بليييز قولي لأخوج يحجي وية عمر حتى يوافق ،، لإن اذا رفض هالفكرة احتمال يتبهذل و يطلع تدرجه بالمحافظات



كانت تبتسم لمجرد معرفتها بـ تأخر مستواه الدراسي ،، اتراها هي السبب ؟
تكلمت بدهاء : هوة من شوكت ' متى ' صار مو زين بالدراسة ؟




أجابت بقهر حريمي : من فترة ،، قبل ليخطب



إذن هي تعلم بشأن خطبته و ما زالت تحوم كـ الفراشة حوله ،، شئ غريب !
ما الذي يجذبها اليه ؟ أتراه رحيقا يـصرخ بكل الفراشات ان يقتربن منه مجبرات هائمات


تحدثت بـ دون اهتمام : زين ليش مو انتي تقوليله ؟



أجابت : قتله و مقبل ،، و ما اقدر اقول لمحمد صديقنا لإن حيزعل ليش اقول بس لعمر



ابتسمت بـ سخرية : و فعلا ،، ليش عمر ؟؟



جمدت ملامح ياسمين لتجيب بحدة : حبي اني مجاية حتى تحققين وياية ،، هوة طلبت منج طلب لخااطر صديق اخوج و المفروض تكيفين ' تفرحين ' مو تبقين تسأليني من غير اي بادرة تجاوب منج



رفعت كتفها من جديد : سوري مو بيدي شي ،، بس اذا تريدين اجيبلج رقم خطيبته خابريها و هية تقنعه ،، الي اعرفه هوة يموت عليها و شتقول يسوي !



تسمرت نظراتها بعيني لينا و شعرت بقلبها يهوي لقاع الارض ،، ازدردت ريقها بصعوبة و لينا تراقبها بصمت راضي ،،

إبتعدت خطوة للوراء : أهاا لا شكرا ميحتاج ،، أني ححاول وياه مرة لخ ' أخرى '



عادت لداخل الصيدلية وهي تشعر بالرضا التام ، دون جوان قرنه ،،
بل سلطان عصره ؛
تعشقه الجاريات و تتمنين نظرة منه ،،

وهو ..!
يحيك لنفسه كفن بإقترانه بمن لا يهوى ،، وهو غافل بل مدرك و متجاهل لهذا الامر !
أما أنا .. فـ أريد اقتلاعه من عقلي
لا اريد ذكره بعد الآن ،،
بدأ يصعب علي يومي بـ ذكره المستمر
متى أصبح بهذه الاهمية بالنسبة لي ؟
متى ؟!

تبادلت بعض الاحاديث مع رضا ،، و فوجئت بالصوت الذي جاء من ورائي ، حيث النافذة الفاصلة بيننا و بين المرضى : السلام عليكم



قمنا برد السلام فقال بهدوء : بس وين القي د.باسم الـ ... ؟!



أخبره رضا عن موقع عيادته وانا اقف صامتة ،، غير مصدقة أسلوبه الجديد بالتعامل
و كإنني اصبحت شبحا لا يرى لي صورة ولا يسمع لي صوت !



إبتعد عنا وانا عدت لمكاني قرب النافذة و لمحت بأم عيني التفاتته القصيرة جدا نحوي ثم اسراعه نحو السلم المؤدي للطوابق الاخرى
و لكن مكتب د.باسم في هذا الدور وهذا ما اخبره به رضا ،، فـ لم ذهب الى الاعلى ؟
او بالاصح لم يسأل عن مكتب دكتور يأخذهم منذ السنة السابقة و بالتأكيد يعرف موقع مكتبه فقد رأيته بقربه اكثر من مرة !


هل يا ترى مجيئه كان بسبب رؤيتي مع رضا بمفردنا و نتبادل الاحاديث ؟
يريد اثبات حضوره و انكاره بنفس الوقت ، فلم يتحدث لي بشكل خاص او حتى يرمي علي سلامه المعتاد و لكنه ايضا لم يتركني و شأني !









.
.
.









لماذا أراك في كل شئ
كأنك في الناس كل البشر
كأنك درب دون انتهاء
و أني خلقت لهذا السفر
فإن كنت أهرب منك اليك
فقل لي بربك أين المفر ؟؟



لـ فاروق جويدة












اتممت امتحاني كما رجوت الله و لله الحمد ،، ضغطت على نفسي كثيرا في الاونة الاخيرة من أجل الحفاظ على مقعدي بين متفوقي المرحلة كما انا دوما !
رغم ان الاحداث السابقة ،، و محاولاتي الخارقة على اقصاء ابنة السلطان من تفكيري كانت ترهق اعصابي الحسية و الحركية !

لم اتوقع ان اتمكن من تقديم الاختبار اليوم بعد ما سمعته من اخاها بالأمس ،،
علي الخبيث ،، يريد مني تقصي المعلومات عن د.ضرغام ،، هه
الرجل الذي قام بخطبتها ،، هذا أكد لي شكوكي بشأن الرسائل التي ارسلتها رفيقتها
و لكن لم ترفضه ؟

أليس هو من يحمل كل شروطها الحمقاء ؟!
كل ما تحججت به سابقا جاءها اليوم مع المسمى بضرغام

انا لا اعرف ما يحاول علي فعله ،، أ لأنه لم يذق الحب يوما لا يعرف بإنني اخفيه داخل اعماقي و اتصرف بتناقض مع رغباتي الحقيقية ؟

ربما ،، لإنه لو شعر مرة بنبضه لما طلب مني ان استفسر و اجمع معلومات عمن طلب يد الفتاة التي احببتها و تمنيتها دوما
كاد طلبه أن يمزقني لأشلاء و لكني تظاهرت وقتها بالتعقل !

ايها الاحمق انت و اختك ، تأبيان ان تتركاني اعيش بسلام و لو لشهر واحد
لا تسألوني عما فعلته عندما رأيتها تحادث ذلك الـ رضا ،، فأنا نفسي تضايقت ،. قررت المضي قدما فلم اسمح لـ خيوط عنكبوتتي تسحبني قصرا نحو قصورها الرقيقة التكوين مرة اخرى ؟

لا اعلم ،، بل لا استطيع
إنه شئ خارج عن الارادة صدقوني
ما اشعر به يضعني في مواقف ضعف احتقرها ،، و لكن وهبني الله تعالى قدرة خارقة على الاخفاء
و ها انا انجح تقريبا في تكفين و دفن محبوبتي بي ،
دفنتها في داخل عضلة بحجم قبضة الكف تستكين في يسار صدري

خرجت مني تنهيدة حارة لم اشعر بها و لكن من تقف خلفي شعرت ،، فـ تناغم صوت حنجرتها مع صوت كعبها وهي تدور حولي لتقف امامي : شنووو عمر شبيك ؟ مجااوبت ؟



أجبتها بهدوء و انا ارمي بنظراتي بعيدا : لا الحمدلله جاوبت ،، إنتي ؟



رفعت كتفيها النحيلين و ارجعت خصلات بلون الـفحم خلف إذنيها وهي تتغنج على غير عادتها : الحمدلله تمااام ،، هممم هسة رح تطلع للبيت ؟



اجبت وانا ارفع يساري لأرى الوقت : إيي مظل وكت ،، اليوم محد يفتح المحل ولازم اني اروح



لاحظت ارتجافة يدها و خرج صوتها هادئا جدا : الله ينطييك الصحة و يقويك



ابتسمت بلطف ،، هذه الفتاة ،، لا تكف عن التعلق بي
وانا ليس بإستطاعتي فعل شئ من اجلها ،، كم حاولت تنبيهها و لكنها ترفض الابتعاد !
شتان بينها و بين الأخرى !

يبدو إن زوجتي قد شعرت بخيانتي الفكرية لها ،، فقررت الاتصال الآن ،، عندما اخرجت الهاتف و ظهر لي اسمها بشكل تلقائي ابتسمت
و بعدها انتبهت لـ نفسي و لوجود ياسمين قربي ،، إعتذرت منها وانا ابتعد قليلا ، ما إن رفعت الخط حتى وصلني صوتها متلهفا : هلوو عمر بشششر شلون جاوبت ؟



بإبتسامة لطيفة همست : الحمد لله ،، دعاوييج البارحة فادتتني ،، كثري منها


لتـخترق قلبي كلماتها : من عيووني .. إن شاء الله ياربي يحققلك كــل الي ببالك و تتمناه ،، و يسهل كل امورك من حيث لا تدري !



و انتي لا تدرين ما ببالي و ما اتمناه ، إصمتي يا زوجتي و لا ترجي من الله ان يذبح قلبك بيدي انا !
توجهت نحو السلم وانا الوح بالوداع لـ محمد و اجيبها : تسلمين ،، اي انتي شلونج شخبارج ؟



أتاني صوتها ناعما : زينة الحمد لله ، بس تعبااانة من ورة الدراسة


طريقتها الرائعة بالكلام ترغمني على الابتسام ،، تحمل غنجا يذيب الحجر فكيف برجل ؟ : هههه حبيبتي !



لم اقصدها ،، فـ استخدم هذه الكلمة كثيرا مع اخواتي ،، و لكن يبدو انها اسعدتها و اخجلتها بذات الوقت
استنشقت هواءا ملوثا بـ قاتلتي عندما وصلت الطابق الارضي ،، و عيناي بشكل لا ارادي جرت بإتجاه الصيدلية
فـ توقفت قدماي لثواني عند رؤيتي لـ ' ضرغام ' يقف بالقرب هو يحادثها عبر النافذة

وصلني صوت زينب : عموووري ،، ماما تسلم عليك و تقول اليوم كلكم معزومين ببيتنا ،، حتى تذوق اكلي ههه



خرج صوتي باردا وانا اجبر نفسي على الابتعاد و اختيار طريق الخروج من هذا السجن : الله يسلمها ،، ان شاء الله حبيبتي ، دياللا زوز من اوصل للبيت اخابرج اني طالع هسة



لتجبني برقة : أووووي خطيية وشلون شمس حارة برا ،، الله يساعدك ،، اوكي لعد باي و سلملي على خالة والبنات هواية



كورت قبضة يساري و استدرت بإتجاه الصيدلية من جديد : ماشي ، الله وياج



اغلقت الخط وانا اتحرك نحوهما و قبل ان اصل ،، ضغطت على هاتفي بقوة
مالذي انوي فعله ؟
هل انا حقير لهذه الدرجة ؟
ما شأن زينب لكي تقترن بخائن ؟
و لكني لست خائنـآ
بل خائن ،، فها انت تغلق الهاتف من زوجتك كي تقاتل قبل خسارة من تحب !

لا علي منها
فلتوافق على هذا الهائم بها حبا ،
و لكني بالطبع لن اتدخل بـغرس سكينها بـ ظهري و اجلب لأخيها المعلومات عن الخطيب العاشق
لن اقدم على قتلي !
فلتفعلها بمساعدة رفيق دربي او بمفردها
نعم بإستطاعتها ذلك بل هي معتادة على الاجرام بحقي من غير اي معاونة !


استدرت من جديد و انا اشعر ببعض الجنون يمس بعقلي ،، فإن كان هنالك من يراقبني ،، لـ استغرب من توجهاتي الغير واضحة


عندما خرجت من باب المشفى استنشقت اكبر قدر من الهواء الخالي من فيروساتها و لكني شعرت بإنقباض حويصلاتي ، فصارت تأبى الهواء
كيف تركتها تكلم ذلك الرجل ؟
و انا منذ قليل لم احتمل حديثها مع رضا ، كيف سولت لي نفسي الابتعاد و انا اراها تضيع من امامي ؟
لأن هذا هو الصواب ،،
انا اصبحت رجلا متزوجا ،، و علي ان لا انسى زينب ابدا

ارأيتم ضعفي ؟ قلت بأني دفنتها و لكن تقول الحكايا ان مصاصي الدماء يعمرون الآف السنين ،، و لا يقتلهم حتى خنجر في القلب !
فمن اين لي بتعويذة تنسيني اياها ؟ او تقتلعها مني ؟

استغفرت ربي و انا ادعوه أن يرزقني السلوى و الصبر ،،
نعم .. الله وحده قادر على جعلي امحوها من عقلي و قلبي و حياتي !
و لكن .... !
الجرم الحقيقي ،، إنني أرفض ان ادعوه بـما يخنقني
لا استطيع ان اطلب ربي النسيان ،، فـ أنا لا اريد ان انسى
و اكبر مصيبتي انني لا اعلم ما أريد بعد كل ما فعلته !












.
.
.











اسبوعان مرا منذ وفاة الفتيات ،، وحتى الآن لم يمسك خيطا واحدا يدله على القاتل
لو حسم الامر بالمشاعر لكان ذهب الآن حيث يقطن قاسم و قتل له بناته امامه ،، فاحساسه يؤكد له بإن اولئك هم المتورطون

كان يجلس في الغرفة السفلية وهو يـقرأ أحد الكتب العلمية حين رن هاتفه يعلن عن اتصال ،
عندما قرأ أسم المتصل اتكأ بظهره على الاريكة و رد بتكاسل : نعم ؟



وصله صوت سرمد بهدوء ويبدو إنه لا يود مكالمته : إنته وين ؟



اجابه : بالبيت



ليتكلم الاخر : تعال لبيتنا ،، طلع قاسم الكلب ورة هالمصيبة ،، قلنالك دنشوف شتسوي



استقام واقفا بظرف ثواني ،، اغلق الهاتف و هو يزأر بسباب و شتائم و دعوات لا نهاية لها
ارتدى ملابسه بسرعة وهو يصرخ بـ إخته و يعود ليشتم مرة اخرى
عندما جاءته راكضة تحدث مسرعا : اني رااايح لبيت امي ،، موووو قتلج الكلبة بت الكلب رح تحجي ،، موووو قتلج لتتقربييين يمهاااا ؟؟ هااااي النهااية الجهال راحوا بيهاا ،، إنتتي شعليج كللشي مصار بيج ،، بس همه المساكين الي رااحووا !




اصفر وجهها و استندت بظهرها على باب الغرفة ويدها تضغط على صدرها
تراقبه يتحرك بعصبية وهو يملي عليها الاوامر بإغلاق الباب على نفسها حيث انها بمفردها ،، فمنذ الحادث و جدته تقطن عند والدته !



خرج تاركها مرعوبة و مكسورة كما يفعل في كل مرة ،، أخوها له القدرة على الضرب بسوط الحروف ،، و هذا ما له وقع في النفس اكثر من الجسد
ماذا يريدها ان تفهم من قوله ذلك ؟
لم يكن الامر ليهمه لو كانت هي من قتلت ؟
فلتت من مقلتها اليسار دمعة واحدة مسحتها بعنف وهي تتنفس بصوت مرهق ،
لن تبكي .. فليقل ما يشاء ،،
لقد اكسبها بقسوته مناعة دائمية !
و لكن مالذي تحدث به ؟
ايعقل ان تفعلها جلنار ؟؟
إنه لأمر مستحيييل ... ثم اين ذهب ؟
هل سيهجمون على الفتاة و اهلها في ليلة خطبتها ؟
لن يعود .. لو فعلها و ذهب سيموت ،، بالتأكيد والدها القاتل سيقتله

وجدت نفسها ترتجف رعبا وهي تركض خلفه لمحاولة ردعه عن الاستعجال و الجنون ،، و لكنها لم تستطع اللحاق به ،، إذ انه خرج تاركا الباب الخارجي مفتوحا من شدة غضبه !





،





أما هو ،، فقضى طريقه بالتوتر و الصراخ على كل من يغلق عليه الشارع ،، كان متأكد بإنها وراء ما حدث
و لكن عندما جد الامر ، و اصبحت فعلا هي المذنبة بنظره ادرك بإنه امام حرب جديدة
لقد هددها يوما ،، أقسم لها بإنه لن يرحمها إن وشت بهم
وهاهي فعلتها غير ابهة بـ تهديده و تخويفه


و لكن لم ؟؟ لم انتظرت كل تلك السنين ؟
هل ارادت ان تبعد الشبهة عن نفسها و من ثم تنتقم منهم ؟
و لكنهم لم يؤذوها بشئ ،، لم يقتلوها و لم يسلبوا منها انوثتها و لم يفعلوا شيئا !
كيف استطاعت السماح لوالدها بقتل صغيرتين على مشارف المراهقة ؟ كيف ؟


عندما وصل المنزل الضخم ،، فتحت له البوابة من قبل الـحارس الدائم و ادخل سيارته وهو يفتش عن اي وضع غريب في المكان !

و ما ان اوقف السيارة حتى بان له سرمد من باب الموقف الارضي : احنه هنااا !


نزل مسرعا و هتف بغضب : شمدرييييكم ' كيف علمتم ' هوة قااسم ؟؟


اجابه وهو يتحرك قبله نحو الاسفل : وااحد من جماعته اجه اعترف وجابلنا اثباتات !



إتبع سرمد نحو الـ ' كراج السفلي ' ،، ذو الطراز الحديث جدا ،، يرتبط بـ صالة سفلية مرتبة في الوضع الطبيعي ،، و لكنها الآن مقلوبة رأسا على عقب !
جذب انتباهه انينا حادا ،، شعر بقلبه يعتصر وهو لا يريد تصديق ما يدور بعقله ،،
إستدار حيث الصوت .. فـ وجدها من جديد
بشكل مشابه لـ وضعها قبل 5 اعوام ،، و لكنها هذه المرة ترتدي فستانا بلون اللؤلؤ ،، يحوي بعض البقع الدموية ،، وفوقه عباءة ممزقة تمزيقا موجعا

يسار وجهها منتفخ و يميل للون البنفسج الفاقع ،، طرف فمها متشقق ،، و عينها اليمين متورمة و محاطة بهالة حمراء بأطراف زرقاء
من الصعوبة معرفة ملامحها ولكنه فعل !
نفس الانين أكد له هويتها ،، فإن غفل عن شكلها لن يغفل عن انينها !!!!!


التفت لـ سرمد و صوته كان مصدوما : هاي شجابها ؟




سرمد لم يتوقع ان يتعرف عليها علي ،، فتحدث بـ كره : جبناها أحنه ،، ابشرك .. اليوم عرسها ،، ما ادري مهرها .. المهم حرقنا قلب ابوها بهاليوم



ليجلجل المكان صوت عبد الملك الذي دخل الـقبو من باب اخرى تصل به لداخل المنزل : ها علي ،، جيييت .. شقلنااااالك من زمااان ؟؟ مووو لو كاتليهاا احسسسن ،، سوويت نفسك عنتتتر ابن شداااد و رجعتها لاهلهااا و خوش جازتك هيية ،، خووش !!



ازداد انينها ليجعل جسده ينتفض ،، الموقف مرعب ،، و مهول جدا ،، بالذات بوجود عبد الملك مع سلاحه الحاوي على كاتم صوت !
اكمل بصراخ جديد : هااااية الي حررقت قلب امك علمودهه؟؟ هااايه الي خليتني اعدك عدوو الي ،، شووفها كتلت خوااتك ،، أبوها الناااقص كتتتتل خواااتك




صرخت برعب وهي تدفع بجسدها نحو الجدار عندما تقدم منها سرمد ليثبتها : لااااااااااااااااااا ،، لآآآآآآآآآآآآ ،، واللللله لاااا مووووانييييييي ،،، موووو انننننييييي لااااااااا .......!




إنقطع صوت صراخها اثر الصفعة التي وجهها لها سرمد بعد ان جلس القرفصاء بجانبها ،، و من ثم ضغط بـركبته على فخذها وهي شعرت بالالم يمزقها تمزيقا

بدأت تصرخ و تقسم بعدم علمها بشئ ،، كان شعرها متناثرا بخصل لامعة من جهة ، متكورا وملطخا بالدماء من جهة اخرى ،،
وجهها ملئ بمساحيق التجميل المتداخلة مع الالوان الطبيعية المغطية لمعظم بشرتها بسبب الكدمات ،،
و خطوط كحلها رسمت فوق خديها كسيلان نيران البراكيين


يقف صامتا بينهم وهو ينظر لـ ضربات سرمد لها ، لم يحاول ايقافه ،، لا يعلم أين ذهب وعيده و اين تبخرت تهديداته ؟
يشعر بقدماه تلتصقان ارضا من شدة الدهشة ،، و لم يفق مما فيه الا عندما سمع صرختها العنيفة وهي تستجديه هو : عليييييييي لاااااااااااا آآآآآآه والله مووووو انننننـ ـ ـ علييييييييـ ـ ـ ـ آآآآه !




تلقت ضربات سرمد ببكاء حاد وتوسلات حارة لتصديقها ،، كلها تنتهي بإسمه هو !


لم اعي الا وانا متحرك بإتجاههم ،، سحبت سرمد من فوقها و دفعت به بعيدا ،، و هذا ما جعله يعود لـ يلقي بضرباته فوق وجهي هذه المرة
و كإننا عدنا بالزمن
انا و هو و صراعنا ذاته

وهي ببكاءها و انينها الذي يحفر خندقا بذاتي !
بدأنا برمي بعضنا البعض بأبشع الكلمات
وكان يلوم والده لإخباري بالأمر فقد كان متأكدا من موقفي هذا !!

وانا ايضا تلقيت حصتي من اللوم بشأن مساعدتي لها مسبقا ،، و نصيبي من اللكمات ايضا !
بذات الوقت استطعت تحطيم انف ذلك الاحمق ،، لم يفرق بيننا سوى عبد الملك بصراخ عنيف هز المكان ،، و ذيل بصراخها هي و بكاءها الهستيري


كانت تبدو كـ قطعة ورق وسط ريح عاتية ،، ترتجف رعبا و خوفا بفستانها الـ ممزق ،، خفت ان يكون سرمد قد اعتدى عليها ،، فهذا لا مأمن له
ولكن ان فعلها سأقتله .. إن تجرأ و حطم لها حياتها لن ابقيه حيا

اقتربت هذه المرة انا منها ،، و صدمتني ردة فعلها وهي تنظر لي بعين واحدة و يبدو عليها الالم الحاد : طلعنننني منااااا ،، عليييييي ابووس اييييدك طلعننننـ ـ ـ ـي !



جلست امامها ،، و ثبت احدى ركبتي ارضا وانا اصرخ بدون وعي : اطلعج ؟؟ تريدييييييني اطلعــــج ؟؟؟ هاااااا ؟؟ لج احنننننه شتفقنااااا ؟؟ مووو قلتي ماااارح تحجييين ،، لييييش فتحتي حلقج لييييش ؟؟ مو تدريييين ابوووج كلب اببببن كللللب ؟؟ لييييش حجييييتي ؟



كانت تهز رأسها خوفا وهي تحاول تخبئة ' عري ' فستانها بيديها ،، اغمضت عيني استجدي الصبر من الله ثم هتفت مجددا : لـــج ليييش ؟؟ لج مووو ساااعدتج ،، وصلتج لأهلج ليييش الغدر ؟ انتي تتذكرين اني شقتلج ؟؟ قتلج رح تخااافين مني اذا جابوج مرة لخ ،، وهاي همة جابوج وهسة صار وكت اني الي اخذ حق خواتي من ابوج




هزت رأسها بشكل هستيري وهي تصرخ بي متذللة : والله مووووو انيييييي ،، عللييييي والله محجيييييييت محجيييييت ،، موووو انننني والله والله والله ااااااااااه !



ما اسكتها هو لطمتي التي طبعتها على فمها ،، فتمزقت شفتها اكثر ليسيل منها جدول اخر من الدماء فينزل حتى يطبع موقعه فوق فستانها السكري !


مسكت فكها و تلطخت يدي بدماءها وانا اكلمها بعين مشتعلة : لتكذبييييييين ،، لتكذبيييين ،، انـ ـ ـ..!!



همست بجملة جعلتني انتفض وانا ارمي برأسها نحو الارض ،، فسقطت على جانبها وبان تعريها بشكل اكبر و هذا ما جعل غيرتي تتحرك ،، فسحبتها من ذراعها لأعدل جلستها ،، ثم انتبهت لحجابها بأطرافه الممزقة ارضا
سحبته بسرعة و رميته بوجهها فـتلقفته مني بلهفة وهي تستر نفسها به ،،

وقفت بـهدوء ثم التفت لـ عبد الملك الجالس على احد الكراسي و عينه تكاد تقتلني بنظراتها وسلاحه مصوب نحونا : خلصت الفلم الهندي مالتك ؟ يللا وخر خليني اخذ حق دم بناااتي



سمعت شهقتها المرعوبة و عادت لـ تصرخ من جديد بـ " لآلآلآلآلآ ،، مووو انيييي صدقوووني مقلت ششششيييي ،، عليييييييي "



لم تستنجد بي ؟
لم تثق بي لهذه الدرجة ؟
ألا تخاف تهديداتي و وعيدي لها ؟
كيف استطاعت التوسل لي بقولها منذ قليل ' اخذني انته واكتلني بس لتبقيني هنا '


أ تظن بأني سأقتلها بطريقة أقل بشاعة ؟!
انى لها ان تفكر هكذا ؟




تحدثت بـ صوت هادئ : نزل سلاحك ابو سرمد !



رفع حاجبه مهددا : شقلت ؟



شعرت بيدها تمسك طرف بنطالي و انا اجيبه : إلي سمعته ،، مو ابوها كلب ابن 16 كلب يعني نصير مثله



استقام عبد الملك و سرمد صرخ بي : عليييييي وخرررر لا هسسسسة اني اكتلك قبلهاااا ،، هم صرررت عنتتتر من جدييييد ؟؟ شمسوويتلك هاااي الـ **** حتى هيجي تدااافع عليها ؟؟



سحبت يدها بسرعة عند شتم سرمد لها و انا تحدثت بـ أعصاب متماسكة : كتل هالبنية متنكتل لو على قص رقبتي ،، مو بس بالموت نقدر ناخذ حقنا !!!!!!



عبد الملك اجابني بدهاء : شتريييد تسوي ؟



اشرت لهم نحو الخارج : طلعوا وعوفوني اصفي حسابي وياهه ،، و بعدين بقوها يمكم 60 سنة بس موت لتموتوها



بسخرية تحدث سرمد : لا ما شاء الله طبيب قلبك طيب مترضى بالموت بس بغيره ترضى



تجاهلته وانا انظر نحو ابيه : ها ابو سرمد ؟؟ ترة النار الي بيك بييية ،، و أني هم اريييد اطفيها



بان عليه الاقتناع قليلا ،، و لكن تردده كان واضحا بسبب انعدام ثقته بي ،، فرميت ورقتي الرابحة : انننني حذرتهااااا مني ابو سرمد ، و هســـة لااازم اعرفها شلون تغدر بييية !



قبل ان يتحدث اخرج سرمد مسدسا من احد الادراج و وجهه نحوي :علي اطللللع برااا ،، إطلــــع قبل لا اكتتتلك قبلها ،، اذااا انته نسيييت دم خواااتك علمود مررة ، لوو لإن انته طبيب فأني لا طبيب و لا عاشقها ،، و ماكو شي يوقف بوجهي ،، عبالنا تصير رجال و تنفذ حجييك و تكتلها مثل مهددت بس الظاهر لعبت بمخك ،، أما اني فراح أحرق قلب ابوها بجثة بته يعني احرررقه !!




سمعت نحيبها تزداد شدته وعادت لتمسك بقدمي خوفا من التخلي عنها ،، وهنا قلت غير آبه : ها ابو سرمد ،، مـ ناوي تسكت ابنك ؟



عبد الملك تحدث بـ نظرات ثاقبة : تدري اذا لعبت بذيلك شسوي بيك ؟


عدت خطوة للوراء : وين العب وانتو موجودين ؟ !



حدث ابنه بصرامة : سرمـــــد ،، إطلع اوووقف برا ،، واني وااقف يم هذا الباب ،، و دنشوف ابن سعاد شيسوي




كنت متأكد بأن سرمد وحده عند الباب الخارجي ،، فعندما دخلت لم يكن هنالك احد سوى الحارس القابع امام الباب الرئيسي ،، و هذا ما جعلني اسحب قدمي بقوة منها و انا اخرج هاتفي من جيب قميصي ،،
كانت شهقاتها تمزق لي طبلتي اذني ،، حاولت عدم الرضوخ لمشاعري الانسانية و انتظرت الرد من الذي اتصلت به ، قليلا واتاني صوت نسائي ،، فتحدثت مسرعا : ساااارة بسررعة خابري اخوج و خليه يصعدلكم ،، قوليله امي متخربطة كلللش ،، سمعيني زين ،، لتخلييين احد يعرف اني خابرتج ،، و اول ميصعد خلي امي تسوي نفسها متخربطة ولتخلوه ينزل لحدما اقلج ،، سمعتيييني ؟؟



جائني صوتها مرتجفا : عليييي شكووو لتخرعننني



اجبت : بدوون حجي زايد سوي الي قلته ،، و اذا مسويتيه ترا اخوج ناوي يكتلني وانتي قرري !

و قبل ان اغلق الهاتف امرتها من جديد : و اوول ميصعد خابريني ،، لاااازم !






؛





شلل رباعي يصيب اعضائي منذ ظهور إثنان من الملثمين في طريقنا من صالون التجميل نحو منزلنا !
امام والدتي انزلوني عنوة من السيارة ،، مهدديني و اياها و السائق بالاسلحة المرعبة ؛

اطلقوا النار بداخل السيارة وانا لا اعلم حتى الان من الذي اصابته الرصاصة ،، و لا ادري ان كنت قد خسرت والدتي وهي تحاول النزول لإنقاذي ،، و كإنها تقدر


كل شئ قد كرر ،، و كإنه فلم من السبعينات قد تم تمثيله مرة أخرى بنفس الابطال ،، و بطريقة دراماتيكية اكثر تناسب هذا العصر !

منذ ان وقعت عيني على عبد الملك و ولده وعلمت بإنهم وراء اختطافي للمرة الثانية وانا انتظر شخصا واحدا ،، كنت على ثقة بإن مجيئه سينقذني ،، أعلم بإنه قد حذرني مسبقا و لكني على يقين بإنه يختلف عن هؤلاء !

اشعر بكل خلية بجسدي تتآكل من شدة الألم ،، عندما قدم من انتظر تخدر المي و وجعي وانا امني نفسي بـ رفقه
وهاهو يرعب حتى جذور شعر رأسي بـ كلامه ،، و لكنه سترني منذ قليل ،
لن يفعلها ،، لن يجرؤ !
لو كان من ذلك الصنف الرخيص من الرجال لفعلها سابقا ،،

و لكنه سابقا لم يكن يملك لك اي ضغينة اما الان فأنت قاتلة اختيه

حتى و إن كنت قاتلة ابيه ،، لن يفعلها !

عندما اغلق الهاتف و استدار نحوي ،، توسلته وانا لا استطيع فتح عيني بسبب الالم : لـ ـ ـ ،،، لأ .. إنتـ ـ ـه متسـ ـ ـ ـويها



جائني صوته هادئا : ليش ؟؟ مو رجال ؟



كدت افقد وعيي ،، لا يا الهي احفظني من شر الانس يا رحمن ارحم بحالي يااارب !
ارتجفت شفتاي وانا اهمس بضعف : تخـ ـ ـآف اللـ ـ ـه



احسست به يجلس ارضا امامي فحاولت فتح عيني ولم استطع ،، أعتقد بأن الكدمة ستفقدني بصري : آآآه



صوته الذي كان كـ فحيح الثعبان لدغني مئة لدغة بكل حرف : حذرتج ،، قتلج ما ارحمج لو صار لاهلي شي ،، قتلج ،، و انتي ؟ تسبعتي ' إستقويتي ' برجلج و ابوج ؟؟ تدرين ذولا قندرة ميسوون ؟ رياااجيييل بس بالاسم ،، لو بيهم خير ميكتلون بنات صغآر



من غير وعي صرخت به وكل عرق بجسمي يشتعل هلعا : لعــــد انتتته رجااااال وتريييد تـ ـ ـ ...!



صفعني بقوة فأسقطني ارضا مرة اخرى ،،
لم افتح عيني فلم استطع مقاومة اوجاعي ،، و لكني شعرت بقرطي يفلت من اذني و صوت ارتطامه بالارض اثبت لي ذلك



كنت قد لففت حجابي فوق صدري و ذراعي و لكن شعري حتى الان ظاهرا فلا اعرف كيف اخفيه
وهو لم يرحمني اذ انه يلتصق بجروح وجهي و يلسعني بشدة !


قبل ان يفعل لي امرا اخر سمعته يتحدث بالهاتف ،، و لكني لم افهم شيئا ،، فكنت منكبة على وجهي و انتحب من جوره هو الأخر عسى ان اثير القليل من شفقته !


لم اشعر الا و ذراعي على وشك ان تخلع من مكانها و جلدني صوته وهو يجلسني : زقنبوووت ،، كااافي عوووي ' نياح ' ،، قوومي بسرعة قبل لييجوون



لم افهم مايقصد ،، ولم استطع الحراك ،، فصعقت بذراعيه ترفعاني من الارض بإستعجال ،
صرخت مرعوبة وانا اتلوى بفزع : لاااا عليييي نزززلنـ ـ ـي



صاح بي للمرة العاشرة وشعرت بصوته يصفعني من جديد : قلــــت انجبببببي ،، سكتتتي قبل ليجي احد و ننفضح




سكت ثواني وهو ثابت مكانه لا يهزه سوى إرتجافي ،، بعدها همس بخفوت : سرمـ ـد لو واحد من الرياجيل سوولج شي ؟



ازدت ارتعاشا ،، وهذه المرة هزني بعنف مطالبا بإجابة فخرجت حروفي مبعثرة : لـ آ ،، لأ . بـ ـس إنتـ ـ ـ !






تحرك بي وهو يتكلم بحدة : هاهية ' يكفي ' انلصمممي ' أصمتي '



ثم عاد ليقول : هاي جنطتج ' حقيبتك ' الـ بالقاع ' على الارض ' ؟!



لم اعرف مايقصد فلا استطيع النظر لرؤيتها ،، ولكن بالتأكيد الحقيبة تعود لي ،، فقد كانت هنالك واحدة بحوزتي عندما جروني الى هنا كـ خروف يساق لـ ذبحه !

همست بضعف : السودة ؟ إي مال ماما



لم يجبني وشعرت به يرفعها من على الارض ثم يكمل طريقـ ' نا '

لا اعرف مالذي عناه بسؤاله ، منذ قليل حاول ان يشعرني بأنه انذل منهم والآن يريد الإطمئنان علي ؟
ولكن يبدو ان الدماء فوق فستاني قد هولته ، ما هذا الوضع الذي انا فيه ؟

اكل ذلك الضرب و تلك الكدمات التي قد تفقدني احدى حواسي لا تعتبر شيئا بالنسبة له ؟
أريــد أمـي ،، اريدها !
اريد الاطمئنان بإنها ما زالت حية !
رغم اني متأكدة بإني لست محظوظة لهذه الدرجة و
من الممكن جدا أن لا أرآها من مجددا !



لم احاول ان افتح عيني و كنت قد أستسلمت لـ قدري ، فمهما حاولت ،، في النهاية سيحدث لي ما كتبه الله
ولن اكون ارحم على ذاتي من ربي
تركت نفسي تحت رحمة الله اولا و من ثم تحت عطف علي و رجولته ،، أشعر بأنه لن يخذلني
بل متأكدة !!!








.
.
.








نهآيةْ البرآءة العاشرةْ


حُلمْ


 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 01-06-12, 09:38 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 




بإسمِــكْ يآ آلهي أبتدئ


أرجوكم وأستحلفكم بآلله أن لآ تجعلوآ روآيتي .. سبب فـي تأخير صلآتكم أو عبآدآتكم ،
ارجوكم !





البرآءة الحادية عشر









يا حب ...لا هدف لنا الا الهزيمة في حروبك ...
فانتصر
انت انتصر .. واسمع مديحك من ضحاياك : انتصر ! سلمت يداك
وعد الينا خاسرين ...وسالما

او ثمّة في الحب أشهى من هكذا هزيمة




المبدع : محمود درويش






بلادي وان جارت علي عزيزة
و' اهلي ' وان شحو علي كرام !






بعد جهد جهيــد إستطاع الهرب بها من منزل والدته ،، و ذلك بوضعه اياها في المراتب الخلفية لسيارته الـضخمة !
توتره وهو يراقب المكان خوفا من ظهور رجال عبد الملك قد اغضبه جدا !
و لكن في نهاية الأمر سهل له الله امر حمايتها من براثنهم مرة اخرى ،
هذه المرأة لو قدمت له حياتها قربانا لن توفيه حق المخاطر التي واجهها من اجلها
وهي بالتأكيد تعلم بالأمر


كانت منكبة على جانبها في المقاعد الخلفية ولسانها يلهج بذكر الله ليطمئن قلبها المرتجف هلعا
واية واحدة بقيت ترددها بـ شئ من الوجع والأمل و الخوف


' وجعلنا من بين أيديهم سدا و من خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون '


كررتها مرارا و تكرارا حتى سمعته يشتمها و ابيها والـ ' ساعة ' التي تورط بها في مشكلتها الملتوية
انه محق ،، هاهو يخاطر بحياته مرة اخرى من اجل انقاذها ،، حتى و إن قال العكس امام اولئك فهي تعلم بإنه ليس بمثلهم ابدا !

لن يتركها ممكن
ولكنه لن يقتلها ايضا
ان شاء الله !!


أخرج هاتفه وهو يصرخ بـ من اتصل به و تلك المنتحبة فهمت منه انها لينا ،، ما هو فاعل الآن ؟
لقد تورط بها
ادخلته في دوامتها من غير قصد
سيصبح محاطا بإعداء من كل جانب
فتارة ابيها و تارة زوج والدته ،، و تارة فكرة انتقامه لدم اختيه وهذه ماتسبب عداءه لنفسه

ما القرار الصائب الذي سينفذه بحقها ؟
تكاد تجن هلعا
ليس من اجلها فقط ،، و انما من اجله ايضا و من اجل والدتها
وحتى من اجل لينا !!

باتوا محاطين بدائرة حمراء ترغمهم على الرعب ؛
الوضع في البلد مستتب نوعا ما ،، و لكن هذا لا يمنع حدوث مثل هذه المطاردات البوليسية
سيقتل
هذا الشهم سيقتل لا محالة
كثر اعداءه من غير تدخل لا منه و لا منها ايضا
فهو لا يعلم انها تفضل الموت الذي يحاول انقاذها منه على ان تراه هو في محل الخطر بسببها

يظن بإنها سعيدة الآن لردع عبد الملك عن فعلته و لكنه لا يعلم بإنه هكذا قد توغل بها اكثر بكثير عن السابق ،، فـ أمست يصبها الذعر من فكرة ايذاءه من قبل اي طرف !
ماذنبه ان كان يحمل دما عربيا مسلما يخاف الله في عباده ؟
ما ذنبه إن كان رجلا يتمتع بغيرة و شهامة قد ندرت في زمننا ؟
أيقتل او يتذبذب في طرق الخوف و الرعب فقط من أجل إنقاذ إمرأة من اوضاع مزرية و من بين اياد اناس يهوون الدماء ؟


خسر اختاه بسببها هي ،، و الله وحده اعلم ماهو خاسر ايضا بفعلته هذه
و لكنها متأكدة من إنه لن يرحمها هي ايضا ،، ستبقى بنظره ' إبنة قاسم ' دوما
و سيتعامل معها على هذا الأساس !



اما هو فبعد ان اتصلت به لينا ' مذعورة ' و رافعة رايات السلام او الإستسلام البيضاء و الملطخة بـ الدم المشترك بين عروقهما افرغ جام غضبه بها وهو يزأر بـ كل صوته شاتما لها و لـ ابنة قاسم !
تلك لم تفهم منه شئ ،، و لكنها تمنت ان لا تراه لاسبوع فلا تعلم ان قابلها ما هو فاعل بها و كإنها هي من قتلت اختاه !
لقد فقد التفكير المنطقي اخاها ولم تكن تعلم السبب حتى امرها وسط صراخه : حضرررريلي الجنطة و حطي بيها كل شي احتاجه هاي وياية بت قاسم و لازم اعالجها ،، و جيبيلها وياج هدوم و جيبي مفتاح بيت عمر و قفلي بيتنا ،، و انتظريني بالحديقة هسسسة راح اوصل !




كان يأمر ثم يأمر و بعدها يعود ليأمر ،، لم ينتظرها لتبدي اي ردة فعل و اغلق الخط ليتصل هذه المرة هو بـ ' زوج امه '
عندما فتح الخط بادر بقول : أبو سرمد ،، ماكو داعي تعصب ،، ترة مراح ارجعها لأبوها لحدما اخليه يبجي دم عليها ،، و لتطلع حرقتك بأمي تره البيها كافيها و لتـنتظر مني ارجعلك البنية لإن مستحيل اخليكم تكتلون بشر و ابقى ساكت و اباوعكم



وصله صوت ذلك الرجل هادءا و هازءا : إبن صفاء ، هه عبالك مجنت ادري رح تدق الناقصة ' تفعل عملا مشينا ' و تاخذها ؟؟ تره اني عاجنك و خابزك ،، و اعرف كل دروبك .. و طبك مرض انته وياهه ،، إن شاء الله ناركم تاكل حطبكم ،، بس دير بالك من ابوها ، تدري اذا عرف بته يمك شيسوي بيك ؟



إبتســم علي ليجيب متحديا هذا التهديد المبطن : محد يعرف هية يمي غيركم ،، و اذا ابوها عرف هية راح توقف بصفي اكيد ،، و انته ادرى بهالشي ،، تدري انته يا زوج امي الفاضل اكبر اناااني بالدنيا ،، مهمك بناتك و لا دمهم ،، همك بس تحرق قلب قاسم الكلب ؟! اثنينكم جلاااب مسعورة واحد ينهش اللاخ و المصيبة المساكين رايحة بالرجلين




لم يسكته ،، و سمح له بختم حديثه ثم قال : يعني هسة انته شريف براسنا ؟؟ انته زمااال تعرف شنو يعني زمال ؟ تدري لو مخليني اكتلها جان كلشي مصار بيك و لا بأختك ،، إنته هسة حطيت نفسك بمكان طايح حظه و صدقني شقد تشوفني ناقص ترة ابوها انقص مني ،، و رح يحرقك و يحرق اهلك كلهم ،، و تعرف منو اقصد ،، هية بس اختك بقت لك ،، و اذا هسة بقيت بته يمك اقرا على اختك السلام




اجاب : بإعتبارك خايف علية وعلى اختي ..؟! تؤتؤتؤ ،، شقد خووش ادمي ،، خاف على ابنك و بتك اول شي ،، قتلك البنية وياية ،، و صارلها شقد محجت لابوها عليك لإن اني قلتلها علمود خواتي ،، و سمعت الحجي ،، و هسة بعد خواتي و راحوا ماكو شي يخليني اضم ' أخبأ ' مصايبك



تبادل التهديدات استمر لفترة لا بأس بها حتى استسلم عبد الملك بـقوله : خليها يمك ،، بس لتنسى هية بت ابوها ،، ابوها الي كتل خواااتك ،، و همزين اخذتهه وخلصتني من تلويث بيتي بيها ،، ها صدق و لتنسى هم هية حجت بالاخير ،، حتى لو بقت خمس سنين ساكتة بالاخير حجت ،، فـ على كيفك وياهه يابو قلب الطيب ،، لإن كل الي تسوي بيهه يسووه اهلها بيك و بأختك !




زفر هازئا : زيين ابو سرمد ،، مشكور على هالحرص ،، بس اهم شي قول لإبنك هم يحرص علية ويصير مثل ابوه




عندما اغلق الهاتف كان قد وصل منزلهم ،، و ما ان ضرب على مزمار السيارة حتى فتحت له لينا الباب و كانت كما قال لها بالضبط ،، ترتدي عباءة كتف و حجابها و بيدها كيس و حقيبته الطبية ،


أشار لها بيده كي تبتعد عن طريقه وتفتح له الباب كاملا ،، استغربت ولكن عملت ما قاله ،، فأدخل السيارة و هي بسرعة توجهت للباب الخلفي ،
هو ترجل و صرخ بها : روووحي سدي البااااب بسرعة



تركت ما بيدها ارضا و تحركت راكضة لباب المنزل ،، وهو من قام بفتح الباب الخلفي لسيارته : يللا نزلي



كانت تعلم بوصولهما ،، و لكنها مرهقة جدا ..!
لا تريد الحراك ولا النقاش ولا اي شئ اخر
تريد الموت علها تريحه و تذيق والدها كأس الفقد الذي اذاقه حينا لـ أهل مروان طليق اختها رحمه الله و لعائلة علي حينا اخر والله يعلم ما خفي عنهم !

سمعت كلامه مع المسمى بعبد الملك و كرهت نفسها جدا لكونها ابنة ' قاسم '
هي لا تعلم ان كانوا صائبين و كان والدها وراء مقتل اخواته أم لا و لكنها اكيدة بإن ذلك الامر غير مستبعد بتاتا على ابيها
فهو لا يهتم لشرع او دين ،، كل ما يهمه طغيانه و تعسفه في الدنيا ،، و لكن لسوء الحظ رغم كل شئ يبقى والدها الذي ليس بإستطاعتها الإستغناء عن اسمه المقترن بإسمها سواء شاءت ام ابت !



صرخ بنفاذ صبر : يلللللاااااا




ارتعش جسدها بالكامل و حاولت النهوض ،، و هي تفتح عينها السليمة بضعف ،
ما ان اعتدلت بجلستها حتى سمعت صراخ لينا وهي تدفع بإخيها بعيدا عن باب السيارة : وخرررر و عووف ' اترك ' البنيييـ ـ ـ ...!!!




دهشت
لا بل صعقت و اصابها السكون فجأة وهي ترى حال جلنار
كانت تريد النطق ولو بحرف ولكنها لم تستطع
ارتجفت شفتها السفلية و هي تلتفت لإخيها غير مصدقة عيناها و تتوسله ان يكون عطوفا ولو لمرة و يـضع حدا لمخاوفها الشيطانية

و لكنه للأسف كما هو دوما ،، علي لا غير
لم يقل سوى : بسرررعة نزليها و دخليها جوة يللا !



عادت لتستدير نحو جلنار وهذه المرة فلتت دمعة من عينها و غصة تكونت ببلعومها وهي تمد يدها نحوها : نـ ـ ـزلي !



لم تحتمل منظرها المؤلم و بدأت بالبكاء و هذه المرة بصوت مرتفع ،
جلنار ضغطت على يدها تواسيها وهي ساخرة من وضعها ،، الهذه الدرجة تثير الشفقة ؟
و على كل حال المفترض انها هي من تحتاج لتلك المواساة فليس بمقدورها منحها لأحدهم !


هو اغتاظ من بكاء اخته و بجمود نهرها : لينا لخاااطر الله سكتي ،، هسة مو وكتج انتي ،، نزلييها و خلي نشوف حل لهالمصيبة



حطت بقدمها الـ ' حافية ' على الارض و انكمشت تلقائيا وهي تشعر بنظراتهم لها
سبق وان رآها و لكنها تعتقد بإنه الآن فقط تبين مدى ما عانته في الساعات الماضية
لينـآ حدثت اخاها بـ إرتعاشة مستميتة : الله يخليك بس قلي منو هيجي مسـ ـوي بيهـ ـ ـآ ؟ مـ ـ ـو انتـ ـ ـة ؟ الله يخلييييك قول موووو انتتتته



ضغط على قبضته وعينه تثبت على جلنار وحالها ،، ابعد عينه حالما لمح شق فمها الذي كان بسببه ، لا يرضى هذا الحال لأخته ،، لا يرضاه .. كيف سولت له نفسه ضربها وهو حتى الآن غير متأكد من كون والدها الفاعل أو كونها هي الواشية !!




تركت جلنار تستند على صندوق السيارة و تقدمت لأخيها و الدمع يملأ مآقيها : علـ ـ ـي .. إحجـ ـ ـي .. هااااي انتتتته ؟؟ علـ ـ ـي حـ ـرا ا ا ام ،، اليـ ـ ـوم مهرهـ ـ ـآ ،، حر ا ا ام عليـ ـ ـك



حالها بذلك الفستان الممزقة اطرافه ،، كاد يقتله
لم يسمح لنفسه بالتفكير مسبقا فكان همه تخليصها منهم ،، أما الآن أمسى لا يعرف كيف سيخلصها مما هي فيه و يخلص نفسه قبل إزهاق ارواح أخرى


تلك تولت الأجابة على تساؤلات لينـآ بهمس ضعيف : لـ ـ ـ لأ .. لينا ،، أخوج معلييييه



لينا التفتت لها بقوة وهو ركز بنظراته نحو عينها اليمنى ' المتورمة ' و قبل ان تقول اخته شيئا بادر بهدوء : فوتوا جوة هسة ،، لينا ساعديها تغسل وتبدل خلي نوديها للمستشفى



و كإنها تنتظر مثل هذه الجملة التي تمحو خوفها بكامله ،، فهاهي انسانيته تظهرفي نهاية الأمر
تحركت مع اخته للداخل بشئ من الحرج بسبب شكلها و اشياء من الألام الجسدية و النفسية

لينا ادخلتها المطبخ بعد ان فتح علي الباب بمفتاحه الخاص فـ هي كانت قد اغلقت المنزل بعد ان امرها منذ قليل حتى يتوجهوا لمنزلهم الاخر ،، أو كما يطلق عليه هو ' بيت عمر ' و الذي لم يسكنه احد بعد عمر و اهله ،، فبقي كما هو موحش و فارغ !


اجلستها على الاريكة و علي بقي واقفا عند الباب و عينه تتركز عليها وهو لا يستطيع كبت غيظه من الظلم الذي يدور حولهم ،
ما ذنب اختاه و هذه لكي يدفعوا ثمن عداوة الرؤوس الكبيرة ؟
ما ذنب دماءهم لتراق ؟ و شرفهم ليباح ؟!
الى متى يتم الوضع على ماهو عليه ؟


متـى ستـعلو راية الحق فوق اراضينا ؟ متى سيسود السلام الحقيقي و ينتشل المظلومين من تحت انقاض الحياة راميا بكل ظالم خلف قضبان من الندم و الحسرة و العذاب ؟
متى سيحق الحق و يزهق الباطل ؟
أما كفاهم من دماء استبيحت و اعراض انتهكت و محرمات لوثت ؟


بصوت اجوف قال من مكانه : سؤال واحد بس اريدج تجاوبين عليه و بعده ماعندي حجاية وياج مهما جان جوابج ،، إنتي قلتي لأبوج لو لإي احد اي شي ؟



كانت قد رمت برأسها على ظهر الكنبة مغمصة العينين و هي بالكاد تستطيع مسك اطراف الشال كي لا يفلت من على كتفها و يبان عريها لهذا الرجل ، بعد قوله همست بخفوت : لأ



صمت ثم تحرك خارجا من المطبخ نحو الصالة السفلية ثم لـ غرفة والده حيث يقطن و لينا التي كانت تحضر لها كأس ماء إقتربت منها بـ شفقة : جلنـ ـآر .. هاج ' خذي ' شربي مي



بصوت مرهق ردت : ما اقـ ـ ـدر .. حلقـ ـ ـي دم ،، أريد أغسـ ـ ـل



تركت الكأس على الطاولة و ساعدتها على الوقوف بعد ان سحبت منها الشال ،، كل هذا و جلنار مستسلمة من غير ان تفتح عينها وتتأكد من ذهاب علي ،،
و لينا صرخت بـ علي من مكانها : علي لتطللللع من الغرفة



بـ تمهل ساعدتها حتى دخلتا الحمام ،، همست بصوت مرتعش : منـ ـو هيجي سـ ـ ـوى بيج ؟ الله يخليـ ـج لتقولين اخوية



اسندتها حتى ادخلتها الـ ' بانيو ' ثم همست الاخرى : عبد الملك و ابنه ... اخوج معليـ ـ ـه



لم تقل إنه ضربها ايضا ،، فقد كان ثائرا فاقدا لأعصابه و لن تلمه على غضبه منها
هو حذرها ان حدث شيئا لأهله و لكنه لم يضع بباله احتمالية حدوث اي شئ بقدر من الله و بسبب اخر غير وشيها بهم !
لقد ظلمها


جعلتها تستند على الجدار ثم توجهت لتغلق الباب قائلة : عادي اساعدج ؟ لإن متقدريـ ـ ـن !



هزت رأسها من غير صوت ،، و لينا قامت بـ نزع فستانها عنها وهي تحاول التماسك وعدم البكاء و لكنها في النهاية لم تستطع و نزلت دموعها على بشرة جلنار الغير واعية تماما !

همست لها بـ توسل : لتقولين .... سوولج شي ؟



فهمت ما عنته ،
و إستغربت حالها ،، يا ترى هل هنالك من سمع هذه الجملة بقدرها في حياته ؟
فهذه المرة الثانية التي تختطف بها قسرا ،، و هاهي ترد بزفرة صغيرة : لأ



لينا استنشقت كما من الهواء براحة جزئية : إيييييه



لم تستطع قول الحمدلله في هذا المكان و لكنها شعرت بها و جدا ،،
أجلستها في البانيو وهي تأخذ فستانها و بقايا عبائتها لتخرج بهم : شوية ارتاحي جوة المي الدافي ،، اني اروح احضرلج هدوم حتى نروح للمستشفى ،، و لتخافين من شي مدام اني وياج



و قبل ان تخرج همست جلنار بدمعة واحدة فلتت من عينها اليمنى زادت المها اشتعالا : قوليله اخابـ ـ ـر اهلـ ـ ـي ،، ماما ،، ضربـ ـ ـوها



إزدردت ريقها بخوف
لن يوافق ،، بالتأكيد لن يسمح لها بمحادثة اهلها ؛
خرجت بعد ان قالت : ميخالف


لكنها متأكدة بإن الامر ' يخالف و يخالف جدا ايضا'



عندما أصبحت في الخارج وجدته واقفا بالقرب و باغتها فجأة : شقلتلج ؟



حتى الآن لا تصدق ما يحدث ، تحدثت بشرود : ما اعرف ،، ما ادري



نظر لما تحمله و تحدث بـ حذر : قلتلج اذا مسويلهـ ـآ شي ؟



كان عليه ان يتأكد ،، فـ لم يستطع منع نفسه من الاطمئنان ، و لينا اجابته بغيظ و هي تشتعل غضبا : بعد شيسوولها اكثر ؟؟ الله يااااخذهم الله يااخذهم و ينتقم منهم بجاه النبي ،، الكلاااب ،، عليييي عيونهااا راايحة ،، أخـ ـ ـآف تعمممى !!



انتفخت اوداجه غضبا و ضغط على فكه وهو يهمس بشر : ليناااا وسسسم جاوبيييني احد مقرررب منهاااا ؟؟



برجفة اجابت : تقول لأ



اخذ نفسا طويلا و شريان جبينه اختفى بالتدريج و لونه الارجواني قد بهت قليلا ثم قال : لازم هاليومين تروحين لبيت عمج ،، أني حوديها للمستشفى و ابقيها هناك يداروها ' يهتمون بها ' و بنفس الوكت انتظر عبد الملك القندررة اشوف شناوي يسوي




همست بإرهاق ذهني : أني مدا افتهم شي ،، علي هوة شصاير ؟؟






.
.
.











سقط طريحا منذ علمه بما حدث لإبنته ،، منذ ساعات وهو في العناية المشددة و لا احد يعلم مصيره غير علام الغيوب ،
بينما زوجته فـ هي الاخرى تقطن في احدى غرف المشفى ،، بعد إزالة الرصاصة من كتفها الايسر ؛

قلبت موزايين يومهم ،، باتوا يتحركون في خشية و ترقب لا طاقة لقلب بشر على احتمالهما

اختاها حائرتان ما بين اختهما و فضيحة إختطافها من جهة ،، و بين ذويهم من جهة اخرى
بينما ذلك الذي كان على وشك ان يصبح زوجها ،، و الوريث الاقرب لـ والدها فـ فقد صوابه بسبب ما يحدث حوله من جنون ،، عروسه تساق ليلة عقد قرانهما نحو الهاوية !
تختطف بفستانها لـ وجهة غير معلومة حتى الآن

إن كانت قد نجت من الموت و العار في المرة السابقة على حد قولها فـ الله اعلم ان كانت ستنجو هذه المرة ام لا
مئات الخواطر قد مرت برأسه

من هم ؟!
هل اكتشـــف عبد الملك بإنهم هم من قتلوا ابنتيه ؟!
هم من اعادوا له ضربة الماضي الآن بعد اكتشافهم للعبته القذرة التي انجزها بتفوق منذ سنين
علموا من قبل احد الـ ' خونة ' المقربين منه ،، و نجحوا برد اعتبارهم !

و لكن يبدو ان الحرب بين الاثنين تأبى ان تتوقف او حتى تهدأ ،، فعاد الأخر كي يسحب زناد الانتقام بوجههم كي يأخذ حقه !

هذا ما يبدو عليه الأمر ،، أو إن هنالك تدخلات من اطراف اخرى ؟
أيعقل ان عبد الملك غير متورط بهذه الجريمة و ان منتسبي حزب الـ... هم الفاعلون ؟
المصيبة العظمى ان عمه في هذه الفترة على عداء دائم مع اكثر من طرف ،، و قد يكون عبد الملك هو اخر احتمال ،،
فـ من اين سيعلم انهم هم الفاعلون ؟
فـ حتى الخائن الذي وشى به قد قتلوه حال ما استنفذوا منه جميع المعلومات التي يعرفها
و لا احد يعلم بقضية الفتاتان سواه هو و عمه !
فهو من ارتكب الجريمة كي لا يفتضح امرهم من قبل الضعفاء

هو من كان عليه الثأر لشرفهم الذي كان على وشك ان يسلب او انه قد سلب مسبقا
فما الذي جعلهم يختطفونها ليلة قرانها ؟
اشتعلت برأسه افكارا قبيحة ،، واحدة تلو الأخرى


قد تكون متفقة مع الخاطفون ؟ من الممكن جدا انها قد وصمت بالعار منذ سنين و ما ان علم الجاني بزواجها عاد ليأخذها من جديد !
لولا إنهم اطلقوا النار على والدتها لـ كانت هذه الفكرة الاكثر قبولا من وجهة نظره ،،
فما الذي كان يدعوها لرفض الزواج لمدة 5 سنين ؟
فترة طويلة ،، نصف عقد بالتمام !
لا احد يعاني من حالة نفسية مستعصية متعلقة بالاقتران فقط ان لم يكن قد خدش بطريقة او بأخرى
فهي كانت طبيعية بكل شئ ،، لا يزعج سكونها و يقلب مزاجها غير ذكر الزفاف !


ضرب برأسه بكلتا يديه يطالب عقله بالتوقف عن التفكير ،، لقد ارهق جدا !
عمه عانى من جلطة قلبية كاد على اثرها ان يفقد حياته ،، ماذا سيحدث ان حصل و مات ؟
سيكون كل شيئا مختلفا .. كل شئ !

كل الأجهزة الأمنية ' السرية ' تعمل بالخفاء في البحث عنها ،، و لكن مهما طالت فترة البحث هو متأكد بإنهم لن يصلوا لشئ حتى يقرروا اولئك إخبارهم !


لفتت نظره سنا ابنة زينة تجلس بهدوء على احد كراسي الانتظار وهي تنقل نظرها بينهم هم الأربعة
هو و امها و خالتها روشن و زوجها عبد الله !
يبدو عليها الهلع ،
لم ترض البقاء في المنزل مع اولاد روشن و بالتأكيد الحاضنات و الخدم برفقتهم
تعاني من رهاب اجتماعي طفيف ،، فتحب العزلة دوما الا مع والدتها و تلك الغائبة ،
مسكينة هذه !

لا يعلم لم شعر بنظرتها نحوه تجفف له دماء العروق ،، و كإنها تخبره بإن ' المنتقم العظيم ' قد إنتقم لها ما فعلوه بإبيها

ابعد نظره بـ سرعة وهو يتوتر في مكانه ، تحرك يمينا ثم يسارا راغبا بنسيان تلك النظرة الجانية و المجني عليها !
رن هاتفه للمرة الـ عاشرة منذ دخولهم المشفى و كان الاتصال من قبل احد نظام الحراسة يخبره بإنهم لم يحصلوا على اي جديد !

أمرهم بالإستمرار في البحث وراء كل ' مشتبه به ' و حالما اغلق الخط التفت لـ عبد الله الذي قال بأسف : هسة واحد هم يلومكم خطية مو مال لوم بهالوكت ،، بس إنتووو شلون تخلوهم وحدهم بدون حرس ،، يعني عمي يعرف عنده مية عدو شلون عافهم وحدهم !




هز رأسه بـ تفهم : لتلوم ولا شي .. همة كلما يطلعون وياهم سيارة الحرس ،، بس ذولاك الكلاب مضبطين امورهم ،، من همة جانوا بالصالون و السيارات بره تنتظرهم ،، ذولاكه ' أولئك ' مبنجرين التايرات ' ثاقبين اطارات السيارة ' مال حرس ،، و تدري شلوووون ؟؟ هه .. جااااااهل ،، زعطوط بـ 15 سنة مقشمرررهم الزمااايل المطاااية ،، شامر طووبة ' كرة ' جوة السيارة وعود ديطلعها و الظاهر مبنجر السيارة ،، حبيبي ذولا يلعبون صح



فتح فاه مصدوما من التكتيك العبقري ،، أو بالأحرى الإجرامي للفاعلين ،، ما هذا الجو الملوث بالـدماء و المصائب ؟
منذ سنين مضت لم تطأ قدماه ارض العراق ،
و عندما عاد اثر تحسن الاوضاع يصدم بـمصيبة لإهل زوجته ،، و يالها من مصيبة !








.
.
.







بعض القُلوب تظل قطْعَة منّا ،
حتّى وَ إن أبعدهَا القَدر عنّا بُعد الأرضِ عن ِ السّمَاء .. !












منذ ساعتين و هما يتجولان في هذا المركز التجاري ،، عندما اقترب منها في هذه الفترة شعر بمدى روعتها !
لو كان ينوي تمني امرأة ،، لم يكن سيتمنى احداهن بسمات اجمل من سمات هذه الـ ' زينب '
تملك قلبا طيبا و رقيقا ،
يشعر بشفافيتها عند تبادلهما كل نظرة و إن كانت قصيرة بسبب خجلها تارة ،، و احتلال عقله من قبل نظرات احداهن تارة اخرى !


دخلا إحدى محلات الـملابس و بادرته بـ قول : عموري اليوم اشتريت هواية اشياء كااافي



رغم كونها ' مدللة والديها ' إلا إنها تمتلك ذوقا رائعا بالتعامل مع الناس و لم تجعل دلال ابيها يؤثر سلبا على اخلاقها كغيرها ممن يعرف !

ابتسم لها بلطف قائلا : ترة بس اليوم عندي مجال و طلعت افتر علمودج ،، تدرين هالسنة ضغط علية وعليج فإشتري هسة كل الي تحتاجيه بعد منلقى هيجي فرصة !



تمتمت بتفكير : هممم يعني رح نبقى 8 شهور على هالحال التعيس ،، نخلص امتحان نبدي بغيره


ابتسم بهدوء : غير حضرتج كسلاانة و من هسة محضرة نفسج متنجحين و تعانيين و تخليني اعاني وياج لحد امتحانات الدور الثاني ' الفرصة الثانية للمكلمين الذين لم يعبروا الامتحان النهائي '



ضحكت بخجل وقلبها يرقص طربا بجملة ' اعاني وياج ' ،، أخذتها الاحلام بعيدا جدا مع فارسها هذا ،،

ويلا لهن شقيقتيها ؛
دوما يشعرانها بالخوف من ' عيون الحساد ' ،، و ادخلوا الامر برأسها فصارت تشعر بالرهبة عند وصولها لأخر درجة في سلم السعادة اثناء تواجد عمر !



لمحته يراقب احد القمصان الحمراء فـ أردفت بخجل : عجبك ؟!



التفت لها بشكل سريع ارعبها و كإنها اخترقت قلاعه بشكل مفاجئ ،، اجابها بحدة خفيفة : لاااا ،، أكرره هاللون !



إستغربت بعض الشئ ، و ازعجها الامر قليلا ، فهي من عشاق الاحمر ،، كما و إن بشرتها العاجية تحتم عليها ارتداء مثل هذا اللون !

كانت قد اعجبت بتصميم القميص ، فـ بحثت بين صفوفه عن لون اخر قد يلفت نظرها ،، و سيكون هذا اخر ما تشتريه اليوم ، فقد ارهقته بكثرة التجول و المصاريف اليوم !

سحبت اثنان معا ،، احدهما زيتوني اللون و الأخر بلون الزهر ،، ولو ان الزيتوني قد لامس قلبها الا انها احبت ان يشاركها الاختيار فـ وضعت الزهري امام صدرها لتقول بلطف : هممم ؟ حلووو ؟



هز رأسه بلطف و ذهنه شرد للبعيد ، وهي لم تنتبه اذ انها هذه المرة وضعت الزيتوني بدل الزهري قائلة : بس هذا احلى



ثبتت نظراته على اللون ،، ثم همس بوجه عابس : لا الوردي احلى


عبست هي الاخرى : هاااي شنوو عمممر ،، كلش ذووقك يختلف عني ،،أصلا هسة لو تسأل اي احد منو احلى حيقلك الزيتوني ،، يعني لا احمر ولا زيتوني ؟ حراااام



طريقتها بمد الحروف ، و ترقيق الراء مثيرة و جذابة ، تجبر اي شخص على الابتسام !
همس بنفس اللطف : كيفج عيني اذا عاجبج اي لون اخذيه اني شعلية ؟ بس اني ما احب لا الاحمر ولا الاخضر !



رفعت حاجبها وهي تنقل بصرها لـ قميصه ذو المربعات ال' نيلي المتداخلة مع اخرى خضراء ' إبتسامته توسعت قليلا و لم يعلق بشئ

اعادت القمصان مكانهم قائلة : هممم تعرف ،، معجبني شي ،، يللا عمور خلينا نروح اكيد انته تعبت و تريد تقره !



بـ شقاوة حدثها : هية انتي بقيتي بيها قراية ؟ بعد ضيعتي اليوم كله !



توسع ثغرها بصدمة فـ ضحك بخفة وهو يضرب ساقها بـ الاكياس التي يحملها : هههه يمعودة دا اتشاااقة ويااج يللا امشششي !



بغنج محبب تمتمت : عززة طلعت مكروه انتتته ؟ عباااالي حبااااب



بسخرية حقيقية و ندم خفي علق : ليس كل ما يلمع ذهبا



جاءه صوتها خجولا هامسا : لا والله انته ذهب و النعم بيك !



طعنــة في صميم الصميم !
هل يوجد طعنة اشد من هذه ؟!
ذهب مغشوش ،

يمنعك من اختيار الوان تحبيها لإنه لا يستطيع تقبلها على امرأة سوى تلك التي لا تغادر القلب و الروح !
أنى له ان يكون ذهبا بعد خداعه هذا ؟
قرر تحدي نفسه و البدء بتغيير دواخله ،، فـ مسك كفها ليديرها نحو المحل من جديد : تعالي إشتري اللون الي يعجبج ،، و إذا انتي تحبيه اني هم احبه و لتزعلين !



ابتسمت ملئ فمها وقالت بـ سعادة اي انثى بهكذا رجل : يا عمري ،، لا ماكو داعي !



و لكنه لم يهتم برفضها و تحرك معها عائدا لموقع المحل لكن خطواته بطئت و فلت يدها عندما رن هاتفه ،، أخرجه من جيبه و لمحة الراحة التي بعينه اختفت بالتمام عند رؤيته للأسم المتصل ' علي 2 '
إنها هي !
تبا لهذا السجين بين الاضلع الذي يختار المعاناة لنفسه ، فلم ينبض حقا و لم يشعر بضرباته الثائرة الا الآن !

و لكن مالذي جعلها تتصل به ؟ أيعقل ان يكون قد حدث مكروها لعلي ؟
توقف قليلا وحدث زينب بـ إكفهرار : لحظة زوز



رفع الخط و ما ان قال ' نعم ' حتى وصله صوت علي الغليظ وهو يقول بحدة : عمر انتتته وييين ؟؟ تعالي للبيت فتت ' دخلت ' بمصيييبة بس ربك اعلم بيهااا !




ختم كل ما يريده بجملة واحدة شتت ذهن عمر : علييي شبيييك شصااااير ؟



تنفس الاخر بغيظ وغضب : تعااااال هسسسسة ،، و اذا تتأخر فلتجي للبيت قبل ' مباشرة ' تعال لمستشفى ' .... ' راح نروح هسة احنه ،، و جيبلي وياك كارت ' رصيد للهاتف ' ،، رصيدي خلص وهاي دااخابرك من اختي



أ فقد صوابه ؟ يتحدث بكل ذلك التوتر والغموض ويطالبه بالسكوت و الرضوخ لامره : علييي يمعوود شبييك ؟؟ احـــد من اهلك صاارله شششي ؟؟



أجابه بنفس الغيظ : عمررر رحممة لأهلك لتلــح ،، و لتجي للبيت قبل تعال للمستشفى ،، هذا آلن اجـه ،، إذا متقدر لتجي مو مشكلة



أغلق الخط بوجهه و عمر بهت لونه وهو يستمع لتساؤلات زينب التي لا يملك لها جوابا ،
هز رأسه بـ قلق : ما اعرف والله ،، شو يقلي تعال للمستشفى ، بس كلللش عصبي و مخبوص ' متوتر ' ،، الله يستر


بـ لطف علقت : خطية يومية عنده شي هذا صديقك ، أخاف اخته هالمرة صارلها شي و بالمستشفى ؟



أ ينقصني كلامك يا زوجتي العزيزة ؟
اكاد افقد عقلي من شدة هلعي عليها و انتي تزيدين ناري حطبا بقولك هذا !
لا يا الهي ، لا تختبر قوتي بـها !
إنني عبدك الضعيف ، سأتركها و شأنها لتكمل حياتها كما تحب و سـ أخلص لزينب ما حييت
و لكن ارجوك يارب ،، لا تمتحني بها ،، ليس لي قدرة على خسارتها حتى و ان لم املكها يوما !



تحرك معها خارجين من المكان و قلبه يتلوى في متاهات الأنين ؛ كان قد هاتف آلن لأكثر من مرة و لكنه لم يحصل منه على اي اجابة وهذا ما ذبح عروقه اكثر !






؛







طيلة الطريق كان عابس الوجه ،، فكاه مطبقان بصمت ، و عيناه غائمتان بـ توتر و قلق واضحين ،، التوتر يسيطر على جسدها بشكل طفيف بسبب سرعة عمر الفائقة في القيادة

حاولت تهدئته اكثر من مرة و لكنها إستسلمت اخيرا عندما تأكد لها إنه لا يصغي لها في هذه اللحظة او بالاحرى لا يسمع ما تقول !

إستغربت جدا ما حدث له ،، لقد تغيير كليا ،، نعم معه حق ان يتوتر و لكنها تشعر بإنه يبالغ في ذلك التوتر ،
فهو حتى الآن لا يعلم ماهي المشكلة فلم يلوذ بالصمت الحائر ؟

اصابتها الرجفة عندما كان على وشك أن يدهس طفلا مر من امامه في بداية فرعهم السكني !
هذا ما جعله يفيق على توهانه وهو يستغفر الله بصوت مسموع و لأكثر من مرة ،، حينما اوقف السيارة رفع هاتفه من مكانه المخصص حيث رماه منذ قليل بسبب عدم تلقيه الرد من آلن او حتى علي !

نقلت نظرها بين ملامحه المكفهرة و هاتفه و هي تنتظر منه كلمة واحدة و لكنه لم يكن معها بتاتا ، أخرجته من صمته بقولها : عمممر الله يخليك لتسوق سريييع ،، قول يا الله ان شاء الله ماكو شي انته ليش هيجي خااايف ؟



أجابها و هو يثبت الهاتف قرب اذنه : ليييش ميجاوبون لعد اثنينهم ؟ الله يستر قلبي ممرتاح !



رسمت بشفتاها خط مستقيم و هي تلتفت للخلف لترفع اكياس ملابسها : أوكي ما اريد أأخرك و لو المفروض تنزل وياية تسلم على بابا بـس ...!!



قاطعها بهدوء و انتبهت لـ شريان عنقه بارزا بشكل مخيف : سلميلي انتي عليه و اعتذريلي منه ،، ييلللا زينب نزلي فدوة !



فعلت ماقال و قبل ان تغلق الباب قالت : الله عليك عمر ،، حلفتك الله لتسوق سريع ؛ و طمني من توصل و تعرف شصار ،، الله وياك



انتظرها حتى دلفت المنزل ثم حرك سيارته مسرعا لكنه تذكر قسمها ، فـ شتم غاضبا و هدأ سرعته و اعاد الاتصال برقم لينا مرة اخرى ،، و لكن رقمها اصبح كـ رقمي علي و آلن ،، خارج نطاق التغطية ،، ففي بداية الامر لم يكونوا يردوا عليه و الآن أغلقت هواتفهم !
أنى له التحمل و الصبر حتى يعلم ما حل بهم ؟




،


لو كنت تسمع صوت حبك في دمي
قد كان مثل النبض في أعماقي
كم غارت الخفقاتُ من همساته
كم عانقته مع المنى أشواقي


لـ جويدة





عندما وصل المستشفى اوقف سيارته بعد معاناة في احد المواقف و من ثم توجه مباشرة نحو قسم الطوارئ ،
لم يعرف عمن يسأل

دار بنظره في المكان عله يجد احدا منهم و لكنه فشل ،، فناداه احد العاملين في الاستقبال سائلا عن وجهته ،
فـ أجابه بـ شئ من الهدوء و التماسك : والله اخوية الاهل هنا بس ما اعرف منو بالضبط



أجابه الشاب : زين قلي اي احد متوقعه وخلي اشوفلك !



بـ حروف ابت ان تفلت من بين شفتيه نطق بإسمها : لينا صفاء حسن



من ملامحه يبدو انه وجدها ،، و كلامه اثبت الامر : أه .. قصدك لينا ضياء ،، إيي اخوية الاهل جابوا الاخت لينا واتوقع هسة هية بالعمليات ،، يمكن مو اكيد !




أ أصابه الصم ؟
أم إنه قد تهيأ له ما سمع ؟

أيعقل إنه سيخسرها ؟
لينـ ـ ـآ ؟
لم يجب بشئ و الاخر تفهم موقفه ثم قال بتوتر : إنتتته زوجها ؟!



اما ان الاوان لهذا كي يصمت ؟
أيريد اغتياله بحروفه تلك ؟
ألآ يكفيه ما به من ذعر ؟

رفع حاجبه بخفة : نعم ؟!


سأله من جديد : حضرتك زوج لينا ضياء ؟!



قبل ان يرد سمع صوت آلن من الخلف : عممممر



إلتفت مسرعا و بخطوات غير محسوبة كان واقفا امام آلن : آلـــن شبيهااااا لينااااااااا ؟؟؟؟؟


آلن عقد حاجبيه متسائلا وهو يهمس بتخوف : شبيك عمر ليش هيجي مخترع ؟!



سأل من جديد وهذه المرة كل اعصابه تحترق : آللللن لتحرررق قلبي قلي شبيهااااا ؟؟



فتح ثغره غير مستوعب لهذا الكلام المجنون من قبل عمر !
أيعقل إنه يحب لينا ؟
فلا يوجد اي تفسير منطقي لرعبه هذا و غضبه المتأجج بعينيه
حاول السيطرة على ثورة افكاره : عمممر اهداااا شبيك ،، لينا مابيييها شي ،، اهداا تعال هسـة نفهمك



لم يسمح له بالحراك استوقفه من ذراعه قائلا بـ غضب : الله عليييك قول الصدق ،، شبيها ؟ كافي تلعبون بأعصابي



تحدث بصدمة واضحة : لك شبيك ؟ تحبها انته ؟! تحب لينا ؟!



صمت و لم يستطع لفظ حرف واحد ،، فتكلم الاخر رأفة بحاله : بت قاسم خطفها عبد الملك مرة لخ و هالمرة ضاربيها قوي ،، فـ علي جابها للمستشفى و سجل اسم لينا مكانها حتى محد يعرف من اهلها ،، بس سجلها لينا ضياء مو صفاء منتبهت ؟ و بعدين الشبكة هنا ماكو فمقدرنا نخابرك



اخرج زفيرا حارا من صدره وهو يبعد نظره للمارة و يفلت ذراع رفيقه ،، لقد فقد سره ،
ها قد زاد عدد المشرفين على قلبه وجنونه
تبا له من قلب يأبى التحلي بالقوة !
كيف سيشرح الأمر الآن او ينكره ؟
الن ،، كنت قد تكلمت من البداية لم اصررت على نبش تجاويفي و استخراج خبايا اريد دفنها فتعود لتحيا بفعل فاعل او بقوة ذاتية !
تبا لكم جميعا مع قاسم و عبد الملك
تبا لكم !




.
.
.








خرجت من الغرفة و حالما وقعت عيناها على جسد اخيها الجالس وحيدا في الانتظار حتى شاركته الجلسة وهي تهمس بتوتر : علي الدكتور هذا اكيد محيقول شي ؟؟ شو بقى يسألها إذا تريد تشتكي على رجلها البسطها لإن من حقها و حتى تتطلق و من هالسوالف



زفر بضيق : لا مراح يحجي ،، بس هذا واجبه ولازم هيجي يسوي

ثم اردف : وهية شتقول ؟


أجابت وهي تنظر للمارة : عادي مثل مقلتلها انته ، قلتله لأ ماريد وهاي حياتي الخاصة وما اريد اسوي مشاكل وية زوجي


ابتسم بسخرية : يعني تقدر تكذب ،، و اكيد تقدر لعد شلون كذبت على ابوها 5 سنين ،، و احتمال جبير هسة هم دتكذب و هية فعلا حاجية ' قد تحدثت ' !!!!


لينا تحدثت بـ غيظ : وليش متقول هالحجي قدامها ؟ ليش من قلتلك مقايلة شي سكتت ؟؟



ادار رأسه قليلا فقط ليتابع تفاصيل الغضب على وجهها : صدقتها ،، بس ماريد اصدقها ،، لازم احرق قلب ابوها مثل محرق قلب امي ،، و حتى يعرف العالم مو لعبة بيده مثل ميريد



إرتجف صوتها قائلة بشئ من الانانية : و أني مفكرت بيه ؟! إحتمال يخطفوني اهلها ويسوون بيه الي سويتوه بيهـ ـ ـآ



لاذ بصمت قصير ، ثم ابعد نظراته للامام : مرح يقدر يسويلج شي و بته يمي



برعب من الفكرة التي استحلت كيانها تحدثت من جديد وهذه المرة تمسك ذراعه كي يلتفت لينظر لها : يقدر ياخذني و يقول ميرجعني اذا مترجع بتتته ،، قلي يقدر لوووو لااااء ؟؟



تغضن جبينه بإنزعاج وحاول عدم اظهار توتره و رعبه من الفكرة ،، ثم همس ليطمأنها : محححد يعرف هية يمنا



ضغطت على ذراعه بشدة : رجل امممك يعرف ،، وهمة حقرااء احتمال يعترفون عليك



هذه المرة غلف صوته بالثقة التامة : صدقيني محد يسويها ،، عبد الملك يشوف دم سنونه ولا يشوف قاسم ' تعبير عن الكره ' ،، و اذا قله ما رح يستفاد شي بالعكس قاسم رح يكتلني و ياخذ بته وعبد الملك يكون خسران بهالحرب وهو ميحب يدخل حرب ميفوز بيها ،، لتخافييين !


حررت ذراعه بشئ من الغيظ : بكل برود تحجي و كإنو عادي اذا كتلوك ،، بس اريدك مرة تفكر بية و تقول هاي شنو مصيرها ،، مرة وحدة مو هواية ،، والله لو اني ميتة بدال خواااتك احسنلي على الاقل اخلصك من مسؤليتي



ليصدمها برصاصة تستقر بقلبها كعادته : إيي والله صدق جان نص مشاكلي انحلت !


رجف فكها السفلي غير مصدقة ،، حاولت التماسك وعدم اظهار الخيبة ،، فـ انعدام احساسه من المفترض ان يكسبها مناعة فلم تشعر بالذل و الهوان وراء كل خرش يتفنن في اصابة قلبها به ؟؟

منذ اليوم الذي فقدت به والدها قد فقدت كل شئ ،، السند و الحضن الحنون و القلب الكبير ،
و لكنها لن تفقد كرامتها حتى و ان كانت ستحارب اخاها ،، وقفت لتقول بحدة خفيفة : شيسوون بيك تستاااهل ،، بلكي ' عسى ' يطلعون قهري !


استدارت لتبتعد من غير ان تهتم لنظراته لمن خلفها و قبل ان تتحرك رأت آلن بالقرب مع عمر الواصل توا
القى السلام فـ ردته مع اخيها و تحركت لداخل الغرفة مجددا تاركة المكان لهم !





؛









فقط عندما رآها امامه بكامل صحتها ،، و الأهم بلسانها اللاذع تمكن قلبه من الهدوء قليلا تاركا لعقله المجال للتباحث في مشكلة اخيها

جلس بقربه و آلن اثار الوقوف امامهما و حتى الآن لم يتبادل اي حديث مع عمر ،، فهو مازال غير مصدق لما علم به توا !
هذا ما يفسر اكفهرار وجه عمر عند ذكره لـ لينا كل مرة بطرق مزح من شيمه
و يفسر بروده تجاه الخطيبة المغضوب عليها ،
يفسر كل شئ ،، كل شئ !

و لكنه لا يفسر لم لم يخطبها من قبل اخيها لو كان هائما بها كما يبدو عليه ؟
لم يره مسبقا بهذا الهلع سوى عند إستشهاد والده رحمة الله عليه
و الآن من اجل لينا تخلى عن هدوءه ليظهر رعبه و يفضح مشاعره غير ابه بشئ غير سلامتها !

و عاد السؤال ليرقص امام ناظريه ،، فترجمته عضلة لسانه لا اراديا : زين ليش ؟



عمر كان منصتا جيدا لـ حكاية علي البطولية التي كررها بـ إثارة أكبر ،، و عندما قاطعهما آلن نقل نظره نحوه و علي قال بحاجبين معقودين : شنووو ليييش ؟؟ يعني شنو السبب انو انتقم منه ؟؟ غير لإن كتل خوااااتي و الله العالم شقد كاااتل بعد لو هاي بالنسبة الك مو شي استاذ آلن ؟!



علي ،، قنبلة موقوتة تعشق الإنفجار عند اي تلامس حراري
عمر فهم قصد آلن فـ حدث علي بـ هدوء : مو وياااك قال لييش ،، دا احجيله شغلة جنت و ...!!



قاطعه بحدة : تحجيله شغلة ؟؟ اني طااامس ' غارق ' بمصيبة لراسي وانته تحجيله شغلة ؟ يعني هسة عود انته دتكحلهه ؟؟ بدال متقعدون تشوفولي صرررفة ' حل '؟؟



آلن بصوت هادئ قال : علي كااافي خبالااتك هاي ، تره مو وكتها والله ،، اقعد فكر مثل الاوادم مو كل شوية تطلعها بواااحد ،، احنه شعلينه قاابل احنه قلنا لابوها يكتل خواتك لو قلنا لعبد الملك يـ ـ ـ !!!



استقام واقفا و بـ تغطرسه و كبرياءه ' المجنونة ' اشار له بالذهاب : روووح الن رووح الله ويااك ،، بس هية هاي الرياجيل و الخووة بهيجي مواقف تبين ،، امشششي ولي منا ولتشوفني جهرتك ' وجهك ، خلقتك ' بعـــد



كان عمر الاخر قد استقام ليمنع الاثنان من العراك الحامي الـ تافه الاساس ،، فأشار لآلن ليصبر و تحدث مكلما علي : أبووو حسييين بربك من كل عقلك هيج تحجي ؟؟ انته متعرف الن قابل ؟ لتخلي عصبيتك تنسيك منو احنه علاوي ،، قول يا الله و ذب ' أرمي ' حملك على الله و ما رح تخيب



نظر لآلن مكملا : و انته الوون تعال اقعد و خل نشوفلنا دبرة ' حل ' لهالمصيبة !



كان يتحاشى النظر لعينه بشكل مباشر وهذا ما أكد له الامر ،، فمنذ قليل رفيقه كان بكامل وعيه وهو يظهر حبه بشكل لا تلقائي ،،
و يعود ليسيطر على تفكيره السؤال الذي شب النار بهذه الجلسة ' لييييش مخطبها من علي و لييش راح خطب غيرها ؟ معقولة اكو علاقة بينهم و انفصلوا ؟ بس هالشي مستحييييل ،، عمررر لا يمكن يخون صديقه و اخو دنياه ، و لينا هم مؤدبة حيييل و مبين عليهه ما عدها بهالسوالف ، لعد شنوو الموضوع و ليييش مخطبها ليييش؟؟ !!! '









.
.
.






يجلس مترأسـآ صالة منزله العلوية و امامه ابنته و ولده وكان يخطب بهما بـ اهتمام قاسي : بعد طلعة بالبيت من غير حراسة ماااكوو ، الوضع مو امان ،، و احتمال الاثول ابن الاثول يرجعها لأهلها و هالمرة حتقوللهم منو ورة السالفة كلها ،، فهالفترة اريدكم تديرون بالكم زين لحدما نشوفلنا جااارة ' حل '




زمجر نجله بغضب : يااااابة من كل عقلك تريد تعوفها يمه و تسكتله ؟؟ هذا زمااال و غبي و يمكن عاااشقها للبنية و ميريدها تنضر نعلعلا ابووه لابو الجاابه ،، و شوف يابة دا اقلك اذا انتتته سكتتله اني مراااح اسكتله ،، لإن اذا رجعها لأهلها و حجت محد يروح بيها غيرنا احنه



تدخلت تلك بإرتجافة صماء : ليـ ـ ـش هوة اخذها ويـ ـ ـن ؟



سرمد بحدة اجابها : بجهنننم ،، الكلب ابن الكلب



هذه المرة تكلم والدهما بحدة : سررررمد دير بالك تسويله شي ،، عووفه دنشوف وين يوصل ،، اني صدق اقول اخاف يرجعها بس متأكد ميسويها ،، ترة دمه حار و محترق على خوااته ، خليه يطلع ناره بيها اول شي



سكت عند دخول من ثكلت فتاتاها بغير جرم ،، نقلت انظارها بينهم الثلاثة ثم خرج صوتها مبحوحا : سرمد يمة ليش ؟؟ تريد تذبحني اكثر ؟؟ أني بس هذا البقالي من لحمي و دمي ،، الله شاااهد انتو شنو الية و يمكن احبكم اكثر منه ،، بس هوة يظل قطعة من قلبي ليوم الدين ،، سرمد اذا تحب اممممك لتسويله شي ،، أروحلك فدووة لتحرق قلبي اكثر



استقام من مكانه و قال بهدوء وهو مكره : ماما لتقولين هيجي ،، هاااهيية لخااطرج بس مراح اسوي شي ،، و لو ابنج و دقاايقه ' مصائبه ' يستاااهل



قبل ان تنطق بكلمة وصل لهم صوت الجدة تصرخ من الصالة السفلية : سعاااااااد ،، جيبي تلفوني من المطبخ وتعالي خاابريلي عليييي اريد اشوف شلونه هوة و اخته




.
.
.










خرجت من الغرفة حيث توجد جلنار و لم تهتم بالنظرات الرجولية الثلاثية التي كانت تتبعها متسائلة من قبل اخيها و رفيقاه ،، مرت بقربهم بـتعال وهي تعبث في هاتفها و لكنها لم تستطع التقاط اشارة في هذا المكان ،، أوقفها صوت علي بـ سخرية : على وين ؟؟


احترمت وجود الرجلين و اجابته بـ هدوء : طالعة برا اخابر رسل ،، من جنا بالطريق جانت تدق علية واني مجاوبتها اكيد هسة بالها يمي



لم يغير من وضعية جلوسه و امر : مو تقعدين تخرطيلها الاكو والماكو ' تخبريها بما حدث ' ،، و بسرعة رجعي حتى نولي للبيت



هزت رأسها لتنهي الحوار ، لن تخبرها ليس تلبية لأوامر اخيها التعسفية و إنما لإنها لا تريد تشويه صورة اهل علي و بالأحرى رجال بلادها اكثر !
ان التحدث بهكذا امور لـ عار يستحل اجزاء الجسد !



ألن هم بمراقبة عمر طيلة فترة مرورها من امامهم و لكنه لم يستطع احراز اي نقطة ليتمسك بها في الفكرة التي جعلته يشرد كثيرا عن الواقع
حتى انه لا يستطيع التفكير بمنطق بخصوص القرارات التي اتخذها علي بمشاورات طويلة و عنيفة مع عمر !
فلم يكن سوى طرف صامت تائه ،، لا يشارك الا بتعزيز اي فكرة يقترحاها من غير ان يتعب بـ تحليلها

عندما ابتعدت وقف علي قائلا : يللا لعد هاهية ان شاء الله ،، هسة اخابر بيبيتي و افهمها الموضوع الي اتفقنا عليه ،، واخليها تقلهم تريد ترجع لـ ديالى ' محافظة شرق بغداد ' لبيت خالي و بعدين تاخذ هاي وياهة لحدما القي لي حل !



آلن و كإنه الان فقط سمع الخطة : يعني تدز البنية لديااالى ؟؟ زين و انته ؟؟ و بعدين شمدريك هية مراح تنهزم ' تهرب ' ؟؟



وقف عمر مكملا : خوما تروح وياهم ؟؟ يمكن هسة ديراقبك عبد الملك حتى يعرف وينها و احتمااال خاالك من هنااك يقول لأمك !!



اجاب بثقة عمياء : مراح تنهزم ، و هسة اخذ سيارتك و حط سيارتي يمك حتى تضيع على عبد الملك ، و خالي ما رح يعرف بشي ،، و اذا عرف فمرح يعرف غير نفس الحجي الي حقوله لبيبيتي ،،يعني البنية لقيتها بالمستشفى و استنجدت بية لإن اهلها تاهميها وية واحد و ناوين يكتلوها و هية رادت تنهزم منهم ،، فـ أني اريد اساعدها ،، و اصلا اهل امي هناك عدهم بستان و تقدر بيبيتي تبقى بيه ،، المهم ما رح يعرف احد هناك منو هية ،، هية كم شهر اعذب ابوها و اعذبها و بعدين اذبها ' أرميها ' عليه ،، شسوي بيها قابل !




وقف الن و بحدة اجاب : و مراقبة عبد الملك ؟ قابل رح تبقى ماخذ سيارة عمر ؟؟ و من تاخذهم لديالى لازم بسيارتك لو بسيارة اختك الشرطة بالطريق تريد اجااازتك



بنفس الثقة : واااحد منكم رح ياخذهم لهناك ،، أني باقي و ما اروح لأي مكان



عمر تحدث بتعقل و تروي في محاولة ختامية لردعه عما ينويه : بس علي اتقي الله شوية ،، البنية عانت و تعذبت شنو انقس ' أتعس ' من وحدة تنخطف بيوم عرسها و ابو ابوها يحرقوه بالبسط ' ضرب ' و الله العالم شسووا بيها بعد ،، تره كاافي عليها ،، رجعها لأبوها و قول يا الله ،، لك والله ما راح توصل لشي بالي تسويه ،، و هسة انته قلت اول و تااالي رح ترجعها لعد ليش تطولها و تزيد المشاكل



آلن اكمل حديث عمر : و بعدين علي دخيييل الله انته متخاف على نفسك ؟ ترة اذا رجعتها هسة رح تكسب ابوها بصفك و تضمن انو ما رح يسويلك شي ،، و عبد الملك ما اتوقع يقدر يأذيك و امك مرته



كم يخجل زواج والدته ،، كم يشعره بالذل و العار !!
لم يحاول مقاطعة اي منهما ، و عمر عاد ليقول : حجي الن صحيح ،، أكسبه لجانبك و اخلص من هالتعب و الركض منا ومنا



ابتسم ساخرا ثم قال : إي و شنو رأييكم احضنه هم و ابوس راسه النقــس ' القذر ' الي كتل خوااتي ؟؟ ياابه متااكلوون *** ؟ انتو تدرون النار البية هسسسة ؟ بس المصيبة ما اقدر اسوي شي لبته ،، اخااااف الله بيها غصبا علية ،، بس هذا ما يمنع احرق قلبه عليها



الن تحداه : بس تعوفها هناك رح هية تنهزم و ترجع



اتسعت ابتسامته و هذه المرة بثقة اكبر : ما رح تنهزم وما رح ترجعله ،، و متتشرف يكون جلب مثله ابوها ،، و هسة تشوفون !



عمر تحدث ناهرا : علي اشششش نصي صوووتك لتخلي العالم يسمعووك ،، و بعدين لتنسـى هووة ابوها ،، لو توديها للمريخ مراح تفصلها عنه



تركهما واقفين وهو يشتمهما بـ ضيق و عنجهية بعد ان تبادل هو و عمر بمفاتيح السيارات ،، بـ عنف ضرب على باب الغرفة ثم دخلها من غير انتظار ،
كانت تجلس على السرير و رأسها مطأطأ نحو الارض ،، لقد اوصل لها منذ قليل خبر خروجهم من المشفى وكانت قد اكملت تحضير نفسها !

لم تتحرك عند دخوله و سمعته يـزأر بها : راااح تروحين وية بيبيتي لدياالى ،، و تبقين هناااكه مثل الجلب لحدما قلبي يبرد و ارجعج لابوج الناقص ،، و احتمااال جبير ميبرد و ما ارجعج لحدما اموت ، عود وراها بكيفج رجعي للجلب الي معتبرته ابوج !



كانت تضغط بيدها على شرشف السرير وهي تتجرع مرارة كلامه ،، فلتت منها شهقة نابعة من اعماقها وهي ترفع كفها لتمسح دمعتها بارهاق


لم يرحمها و اكمل : لو تعووين ' تنتحبين ' منااااا لباااجر ما رح اغير رأيي ، و مراح انسى بيوم كتاااال خواتي و اذا شهامتي و خوفي من الله منعوني اخليهم يكتلوج ترة ثاري يمنعني اعاااملج مثل الاوادم ،، الجلااب الي مثلكم متعلمين على الحراام و ميهمهم شي ،، و لازم اخلي ابوج الـ **** يتندم و يبطل ، و لا ماكون علي



استندت بكفها على السرير و استقامت واقفة و هذه المرة نظرت نحوه و هاله وجهها المتورم بكامله ،، و كإن مرور الساعات قد زاده سوءا ، ابعد بانظاره عنها ، فمهنته تقف حائلا بينه و بين رؤية ضعف و مرض احدهم
و رغم المناعة التي اكتسبها طبيعيا بعد رؤيته لانواع الالام الجسدية و النفسية يجد انه الان لا يستطيع تركيز نظره عليها و هو يتلذذ بما فيها من وجع

تكلمت معه بإسلوب هادئ متعب : لتنسى انو هذا الرجال ابوية ،، أحجي عليه و سبه بس مو قداامي ، رجاءا



بحدة صرخ بها : أكلي *** انعل ابووووج لابو ابوج ،، لو ابوج بيه خير جان حطيته على رااااسي ،، بس ابوج مجرم و نذل و كلب ابن 16 كلب ،، و سكتي لتخلين شياطيني تطلع بوجهج هسة احمدي الله و شكريه مسويتلج شي



برعشة ضعف همست : تقبل احجي على امك ؟؟ تره هية مو احسن من ابوية ،، هية مررة و مرحمت ضعفي و خوفي قبل سنين



هز رأسه هازئا : الظااالم اله يومه ،، و هاي امي ماتوا بناتها ،، تستاااهل الله يرجعها مو عبالج يفوتها الهم ،، حتى ابوج ،، رح ترجعله ضربته بيج انتتي ،، خليه زين ينام و يتغطى و يحلم يشوفج



ارتجفت شفتاها و هربت من مقلتاها الكثير من الدموع : حـ ـ ـرا ا ا ا م عليـ ـ ـك ،، اني شنو ذنبـ ـ ـي ؟؟ فهمنـ ـ ـي شنـ ـ ـو ذنبـ ـي ؟؟ و وين تريـ ـد توديـ ـ ـني ؟



اجاب : لجهنم ،، كاااافي بجي و يللا امشي



همست : مـ ـآمـ ـآ ،، ضربوهـ ـ ـآ ؟؟؟ بس قلـ ـي شصـ ـ ـآر بيهـ ـ ـآ ؟ الله يخليـ ـ ـك ،، الله يخلييييك



زفر هواءا حارا و بتهكم نظر لعينيها : هه الظاهر كلش عندج ثقة بطيبتي ،، ترة اني مو نذل صح ،، بس مو ملاك ،، و اتقي شري احسنلج يا بت قاسم الكلـــــب



انتحبت بشكل مفاجئ و الم عينها بدأ يعصف بها فيبدو انه قد انتهى تأثير المخدر بعد ' السم الذي اذاقه لها ' إبن صفاء : حرااااام علييييك ،، كاااااافيييي شعلييييية اني شعليييييية؟ شنوو ذنبييي ؟؟



بحدة غير ابه لبكاءها و عودتها نحو السرير من جديد : ذنبج انتي بت ابوووج ،، بتتتتته ،، نفس الدم القذر يجري بيج انتي هم




كانت تنوي الجلوس فالارهاق قد مزق كيانها و لكنه صرخ بها فارعبها : ويييين قااااعدة ؟؟ قووومي يللا قوومي دنوولي ' نذهب ' !



استمرت بنفس انحناءة جسدها و صوت عويلها يزعج سكون المكان ،، فإنتفضت و استقامت عند صرخته الاخرى : يلللااااا !



لكنها لم تكف عن البكاء و بهذه اللحظة قد فتح الباب و دخل الدكتور الذي اهتم بها منذ قليل و قال محدثا علي : هاا علي حتاخذوها ؟



حول اهتمامه للطبيب : إي هاهية مو قلت عينها مابيها شي ؟



اجابه بشفقة : بس لااازم تقول للشرطة يعني زوجها لازم يتعاااقب و بشدة ،، شنو هالضرب ؟! هذا مو انسان طبيعـ ـ ـ!!



قاطعته بضعف : دكتور ؛ أني ما اريد مشاكل رجاااءا ،، و كل زوجيين الهم مشاكلهم الخاصة و ياريت محد يعرف !



قال بـ جدية : بس يااا اخت لينا هذا مو حجي يعني هالمرة دكتور علي جوارينكم سمع الصوت و ساعدوج هوة و اخته ،، المرة الجاية اذا ماكو احد احتمال يموتج وانتي ساكتة !




سخر علي : إييي صحيح " لينـآ " ،، ليش متشتكين على رجلج ؟


حاولت تجرع قسوته اللاذعة و حدثت الطبيب مجددا : خلص دكتور الحمدلله على كل حال وان شاء الله متتكرر !



لتمر بقربهم بخطوات هزيلة ،، ما ان خرجت حتى حادث الطبيب : عماد اكيد عينها سليمة ؟



هز رأسه متفهما لقلق زميله في العمل و تخلى عن الرسمية التي كان يتحدث بها امام تلك المرأة : اي متأكد ،، التورم بوجهها و جفنها بس الحمدلله انسجة عينها كلها زينة لتخاف ،، بس علي بشرفك لتسكت على رجلها يمعود



ربت على كتفه قليلا : هاهية عماد مشكور ،، و عوف رجلها بحاله ،، أكيييد تستاهل ولا مجان مد ايده عليها !



تركه بمفرده و خرج و هو استغرب التناقض الذي تحدث به علي !



حينما اصبح خارجا وجدها تقف على مقربة و هي تمسح بأطرآف اناملها على خدها و يبدو عليها الحرج بسبب مظهرها المثير للشبهات ،
فتحرك ليصل عندها قائلا : إمشي



تحركت معه قليلا ثم همست بتخوف : وين ماخذني ؟ و لينا وين ؟



بـلا مبالاة اجاب : انتي لينا لتنسين ،، و ماخذج لبيتنا !



توقفت عن الحركة لـ ثواني : اخـ ـآف رجـ ـل امـ ـ ـك يسويلـ ـ ـك شـ ـ ـي ؟



ثبتت قدمه بالارض و استدار نحوها ، لم يستطع توجيه اللكمات الحرفية لها اكثر ،، فخرج صوته هادئا : متفق وياه ميقرب مني مدام انتي مترجعين لابوج ،، يعني خصم الحجي ' ملخص الكلام ' ، مراح ترجعين لابوج لان اني اخاف على نفسي وعلى اختي اكيد !



تسمرت مكانها ، سيفقدها صوابها ،، هل فعلا سيأخذها الى ديالى ، و ماذا سيفعل بها هنالك ؟
ايتركها بمفردها و يعود لتمضية حياته بشكل طبيعي ؟
لا ،
هذا غير معقول ،، ستموت ،، إن فعلها ستموت رعبا قبل ان يحاول اي احد ان يقتلها !


همست : صدق حتوديني لديالى ؟



رفع حاجبه من غير ان يرد فردت بتحدي ضعيف : أقدر هسة اروح للشرطة الي برا المستشفى و اقول انته خاطفني


ابتسم ببرود فإشتعلت غلا و قهرا ،، حاولت من جديد : والله اقدر



هز رأسه و هو يغمض عينه بموافقة و بصوت بارد لا مهتم : تقدرين ، بس متسويها




ارتجفت شفتاها : لعد اخليك تاخذني لـ تلفااات الدنيا ' أخر العالم ' و اسكت ؟؟ وحتى اذا اخذتني اقدر انهزم مناااك



بنفس البرود اجاب : ميخالف




وهما على حالهم اقتربت منهما لينـآ : هااا جلنار تقدرين تشوفين شوية ؟



كانت عينها اليمنى على نفس حالها ،، و لكن بإستطاعتها فتحها بسبب المسكنات و المضادات الحيوية التي ملأت جسدها !
هزت رأسها بضعف : إي شوية !



ارتاحت جدا عند رؤيتها لينا ،، على الاقل لسان اخته السليط سيواجه كلماته اللاذعة و يخنق حروفه القاسية و لو قليلا

حدث لينا بـ خفة : أقلج الراجيتة ' الوصفة الطبية ' باجر صرفيها من الصيدلية ماكو داعي هسـة اروح !



واجهته بعصبية لا مبرر لها : شنو ماكو داعي ؟؟ والليل كله تقضيه الم ،، أنطينياهه هسة اروح اني اجيب الدوة



تأفأف بضيق ثم تحرك مبتعدا عنهما بعد اعطاءها مفتاح سيارة عمر : دروحوا للسيارة هسة جاي وراكم ،، لينااا سيااارة عمر مو سيارتي



وقف بمنتصف الطريق ثم التفت لهما من جديد : انتي مشفتي وينهم عمر و الن ؟



بنفس الحدة و الغيظ اجابت وهي تضغط على المفاتيح بغضب احمر : لأ ،، مشفتهم وين اشووفهم يعني ،، و صدق نروح لبيتنا ؟ لو لبيت عمر ؟




عاد ليستدير ثم يبتعد من غير ان يعطي اي بال لسؤالها !








.
.
.








نهآيةْ البرآءة الحادية عشر

حُلمْ


 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 07-06-12, 02:27 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 



بإسمِــكْ يآ رحمن يا منان يآ واسـع الغفرآن


أحبتي :
الصلآة ثم الصلآة ثم الصلآة !
و بأوقآت فراغكم .. إستمتعوا معي





البرآءة الثانية عشر








شهداؤنا خرجوا من الأكفان
و انتفضوا صفوفا ثم راحوا يصرخون:
عارٌ عليكم أيها المستسلمون
وطنٌ يباع و أمة تنساق قطعانا
و أنتم نائمون



:





"انا لم اكن أدري
بأن بداية الدُنيا لديكِ
و أن آخرها إليكِ..
و أنّ لُقيانا قَدَر
"









بعـد شتائم الاستنكار و الحقد التي اطلقتها حانقة ،، توجهت مع الاخرى لخارج المبنى الكبير ، و داخل كل منهما زوبعة من حكايـآ ، استقرتا داخل سيارة ' عمر ' و إحداهن تكاد تختنق رعبا ، و الأخرى غيضا !!

تجلس في المقدمة في المقعد المجاور لمقعد السائق و طرأت على خيالها ' الاحمق ' رغبة مجنونة تكاد تعصرها عصرا ؛
صورة واحدة ابت ان تفارقها ،، يأتي هو .. و يجلس بقربها ،، و تكون معه في مثواه الخاص ،، سيارته !
و تثبت للجميع إنها هي من تملك قلبه !!

كفاك غرورا يا لين ،،
حتى الآن لاتستطيعين استيعاب كونه اصبح لأخرى ؟
اخرى كان يكلمها منذ قليل و سمعتي كلماته ' الغزلية ' لها ؟

نعم سمعته ، و لكني واثقة بكونه رآني و بدأ بمحادثتها بتلك الطريقة التافهة ،، فقط ليثير غيظي
ومن تكونين انتي ايتها الحمقاء لكي يثير غيظك ؟ يكفيك زهوا و ترفعا و حاولي تقبل الخسارة بروح رياضية


ليست بخسـآرة ،، انا لا اسمي فقدان رجل بجسده فقط خسارة ،، فكونه قلبا و روحا و وجدانا مازال ملكي وهذا امرا محتما فـ يالها من خسارة ' ذهبية '
خسارة متوجة بـ اكليل من ازهار الربيع ،،
تفوح منها العطور الطبيعية .. لتشق انف كل من يحاول الاقتراب من حقيقتها المرة ؛
و سيأتي اليوم الذي ستتغلغل تلك العطور مترأستها رائحة القداح التي اعشق لتشق طريقها في حويصلات زوجته ،، لـ تتلوها رائحة عفنة للحقيقة التي يكفنها بداخل تابوتا يرقد بين اضلعه العوجاء !
و كم سيبدو ظالما قاسيا وقتها ، هه .. سأنتظر تلك اللحظة بفارغ الصبر !!


رن هاتفها قاطعا افكارها من الشرود نحو ' الفضاء ' أكثر و عائدا بها نحو واقع تجد فيه انها بدأت تفقد السيطرة على خلاياها الدماغية في اغوار جمجمتها التي تود كسرها احيانا !

كان علي .. أجابته بنبرة باردة حتى الصعيق و لم يكن افضل منها ،، فكل ما قاله : سأليها عدهه حساسية من البنسلين ؟ بيها مرض ؟ قزرقط ' سم ' ؟



فحدثت تلك المجني على امرها بشئ من اللطف : جووج ،، عندج حساسية من البنسلين ؟ لو فد مرض ؟



أجابتها بكثير من الشرود : لأ ،، مو سألني الطبيب و قلت له


تلك لم تكن افضل حالا من مرافقتها ،، بل اتعس بكثير ،، فهذه همها يشيب له قلب طفل في المهد !
لا تعرف لها مصير و لا حتى حاضر !!
تفتتت عظام اطرافها السفلية و العلوية لخوفها من مستقبل مجهول الملامح ،، لكن كله بقدر و حكمة من القدير ،، و عسى ان تكون خاتمة احزانها و خوفها خيرا لها !



بسخرية حدثت اخاها : الطبيب سائلها و قايلتله ما بيها لو حضرتك تعرف احسن من كل طبيب



اغلق الخط بلا مبالاته الفطرية او بالاحرى المكتسبة من فعل التربية الباردة و الذاتية التي عاناها !
تمتمت بغيظ وهي تحط بهاتفها في حجرها : شقد مكروووه عززة مينجرع ' لا يمكن تجرعه > < ' ،، الله يساعد التاااخذه والله يطيح حظها



التفتت نحو الخلف بعد ان تناهى لمسامعها تنهيدة حارقة لجلنار : حبي لتخافين ،، الله ميعوف عبده حاير صدقيني ،، و الله العظيم تفرج ان شاء الله بس خلي همج يم الله !



بنبرة تقترب من البكاء همست : لينا اني ميتة خوف من كل شي ،، أمـ ـ ـي ،، حموت واعرف شلونهـ ـ ـآ !



بقيت على حالها قليلا ثم استدارت معتدلة بجلستها وهي تقلب فكرة توهجت توا برأسها ،، رفعت هاتفها بشئ من الاصرار وهي تراقب المكان خوفا من كون اخاها قريب : حخاابر الن و اسئله بلكت يعرف شي عنها ،، لإن علي الخبيث حتى لو يعرف محيقول ،، إنتي بس انتبهي اذا اجه من بعيد قوليلي !



تكاد تموت شوقا لسماع خبر من شأنه ان يمحو بكل طاقة لها ان كان سلبيا ،، و لينا فعلت ما قررت ،، و ما ان رفع الن الخط بادرت بقول : هلو آلن



بلطفه الدائم : هلو لينا هلو عيني خير ؟



اجابت : الن فدوة لعينك متعرف شي عن اهل جلنار ؟؟ أمها ابوها ؟؟ خصوصا امها لإن جانت وياهه من اخذوها جماعة عبد الملك و يمكن انضربت طلقة ،، علي مقلك شي ؟؟ لإن تعرف أخاف أسـأله والله !



بـ تفكير هازئ ،، فهو لم يكن خال البال عند ثرثرة علي ،، فكل ما كان يجول بذهنه هو ما يمكن ان يكون بينها و بين رفيقه : لا والله ما اعرف

اكمل مسرعا في محاولة لكشف الحقائق : بس هسسسة اخابرلج عمر ، أكيد يعرف ،، هممم انتي مخابرتيه ؟؟



بـ صوت حاد رفيع : لأ ،، اوكي انتظرك ،، بس الن الله يخليك لتقول لعلي شي ،، تعرفه انته !



لم يستطع مسك اي طرف للخيط : تتدللين يمعودة ، ماكو داعي تقولين اعرفه اخوج مينجرررع !



إبتسآمة خفيفة بانت على محياها المتعب ، ثم اغلقت الخط لتلتفت حدو الاخرى : الن ميعرف ،، و هسة حيخابر عمر بلكت يعرف شي



بنبرة تقترب من الإختفاء : منو الن ؟



عادت لتشرق ابتسامتها الساحرة النادرة الارتسام : صديق علي افندي ،، ولد مسيحي وردة ماال الله ،، ماكو هيجي اخلاق ،، ما اعرف اصدقاء اخوية شلون متحمليه والله العظيم مينحمممل ،، الهم قصر بالجنة من وراه



لم تنبس ببنت شفة ، و ادارت وجهها نحو النافذة ، و لينا احترمت صمتها فهي تعيش لحظات حرجة !
تسأل الله ان يرزقها الكثير الكثير من الصبر و الاطمئنان !


حانت منها التفاتة نحو علي الذي يقترب من السيارة ،، وجهه مكفهر و فكاه مطبقان بشدة ،، حاجباه يشكلان خطا عريضا متصل لحدة اقترابهما ،،
و عيناه تنتقلان هنا و هناك بريبة و ترقب !


عندما وصل لهما ،، صعد مكانه وبذات الوقت رمى بكيس الدواء نحو اخته : إنطيني السويتش ' المفتاح '



تأفأفت بضيق و امنية واحدة تتراقص في مخيلتها ' دق عنقه ' ،، اعطته المفتاح بحركة الية و هو اشغل المحرك ثم تحرك بهما من دون ان يقول اي كلمة

احبت اغاضته فتكلمت : يعني من الطبيب كاتبلهه ادوية غير سائلها بالبداية شبيها ما بيها ؟ تتوقع يعني بس انته تسأل و تتطقس كل الناس اغبياء ؟


لم يجبها غير بنظرة تهديدية فاكملت : ماكو واحد ميسأل ترة



هذه المرة لم ينظر نحوها و لكن صوته جلدها : إنجبي عاد


ثم تمتم بشرود : عمممر الزمااال قتله يجيبلي رصيد من يجي و مجااب ،، طيح الله حظه !



بنفس اللحظة تعالى رنين الهاتف بـ لحن مدرسة الحب ،، ما ان رأت المتصل حتى اجابت بسرعة : هلوو رسل !



الن على الطرف الاخر استغرب : لينا ؟ هاي اني شبيج ؟



اجابت : إي اي اعرف ،، اي شصار ؟؟


استنتج تواجد علي : علي يمج ؟ هااا ،، تدرين اذا عرف اني و عمر متواطئين وياج علمود البنية يحرقنا تلاثتنا ؟



ضحكة قصيرة فلتت منها : اعرف ،، قليل الحرق هم بعدين ننشمر بنهر دجلة ،، المهم شصار ؟



رد : لتقوليلها على كل شي ، ابوها بالمستشفى ما اعرف يمكن صايرة بيه جلطة بالقلب ،، و امها صدق مضروبة طلقة و لهسة بالمستشفى ،، إنتي قوليلها ماكو شي ،، السايق متصوب مو امها



بهت لونها كثيرا ،، كيف لها اخفاء الامر ؟
حتى و ان استطاعت ،، فلربما سيبث الخبر في التلفاز و تكتشف هي بمفردها !
اذن عليها ان تبعدها عن كل مصدر لبث المعلومات : أها ،، اوكي ، بس ... إذا عرفتي اي شي قوليلي الله يخليج !



ضحك الن بخفة : تتدللين يمعودة احنه خوات دااادة ،، شعرف اقلج !



استطاع اعادة شحنها بشئ من التماسك و عاد لونها طبيعيا بعد ان ضحكت بسبب طريقته النسائية بالحديث و كإن مكالمته بصيغة الفتاة قد راقت له !


شكرته بإمتنان ثم اغلقت الهاتف ، و علي بادرها بـ عداء : بس لا حجيتيلها شصاير ؟



يقصد رسل : لأ ،،


التفتت قليلا نحو الخلف و بـ شفرات حادثت تلك الصامتة : حبي رسل تقول زينة الحمدلله مبيها شي ،، و رجلها هم زين



علي اهتم للحديث ولم يفته شئ ، و جلنار تحدثت بسرعة وهي ترتعش : والله ؟ يعني مو هيـ ـ ـ...!!



صمتت عندما التقت نظراتها الحائرة بـ أشعة من النظرات الحارقة كادت ان تعشي لها عينها : شبيج فرحتي ؟ ليش على منو دتحجون ؟



اكمل وهو يميل برأسه قليلا نحو لينا : وية منو جنتي تحجين هسة ؟



بتماسك تكلمت : وية رسل ،، ليش ؟


بسخرية : و بت قاسم ميتة على رسل هيجي متلهفة عليها ؟؟ الغي ' تكلمي '



جلنار قررت التحدث : جانت تسأل رسل عن امي



كانت متأكدة انها لو بقيت صامتة سيستغل ضعفها اكثر و لن تستطيع رفض اي امر يتخذه
وهي ليست هكذا ،، لطالما كانت مدللة ابيها التي تفعل كل ما يحلو لها ،، و اكبر دليل ابن عمها الذي علقته في اذيال الانتظار لـ سنين عديدة !
دوما كانت تحصل على ما تريد ،، و لكنها لم تستغل هذا الشئ بمضرة احد ،، و الان تجد انها مكبلة اليدين لا تستطيع الادلاء برجاءها حتى !
تخاف هذا الرجل كثيرا ،، و لكنها ستدخل بحرب معه ،، ستكون كـ لينـآ ،، فعلى كل حال هو لن يقتلها !


ثبت نظراته نحوها في المرآة الامامية : نعم ؟



لن تريه مدى رعبها من صوته الهادر : رسل خابرت خواتي دتسألهم علية هه ،، بإعتبار اليوم مهري ،، وعرفت امي زينة !!



هذه المرة نقل نظره لأخته فبادرت مسرعة : علي دخييييل الله لتسوي مشكلة ،، لعد تريدني اعوفها تتقلب على نار و هية متعرف شي عن امها ؟؟ و بعدين هية شنو ذنبها ؟؟ انته تريد تعذبها هية لو تعذب ابوها ؟!!




بـ حدة : لينا اكلي *** و لتسمعيني صوتج ،، و اذا بعد سويتي هيجي حركة من وراية والله اطييح حظ حظج همين ' هم : أيضا '




زفرت بضيق و التفتت نحو النافذة وهي تستغفر كل حين ،، لقد اقحموا في مشكلة كبيرة !
و ان فعل و تكلم زوج والدته ستحاط هي ايضا بدائرة من الخطر ،، يتوجب عليها الحذر من الآن وصاعدا ، تبا لهم !


ماذا ستفعل إن وضعت بنفس مكان جلنار ؟
لن تحتمل ،، هي ليست من الاشخاص الذين يملكون القدرة على تحمل مثل هكذا موقف ،، إنها اضعف من ذلك بكثير !


حتى و إن صبرت على فراق والدها و شقيقها فإن ما تعانيه جلنار بالتأكيد اصعب ،، و عسى أن يفرج الله همها و يرحمها من شر قد ينتظرها !









.
.
.









لماذا أراك في كل شئ
كأنك في الناس كل البشر
كأنك درب دون انتهاء
و أني خلقت لهذا السفر
فإن كنت أهرب منك اليك
فقل لي بربك أين المفر ؟؟


لـ : جويدة





يقود سيارة رفيقه وهو يشعر بإنقباض تام في عضلات صدره ، لا يستطيع التنفس بحرية !
لقد اخذ منه التعب اليوم مأخذه ،، لم يستطع ردع قلبه عن القلق و التوتر امام زوجته ،، و من ثم زاد الامر سوءا عندما افلت زمام السيطرة و جعل آلن يشرف على كل شئ !

فطيلة الوقت كانت عينا رفيقه تطالبه بالكثير ،، و لكنه آثر عدم التحدث و الهرب السريع بعد تركهما بمفردهما من قبل علي
فوقتها اخرج هاتفه مسرعا من جيب قميصه ليحاول الاتصال بزوجته التي طلبت منه مسبقا إخبارها بما يحدث !
و لكنه لم يتذكر فعليا هذا الامر سوى قبل قليل ،، ما أن خرج من بوابة المشفى و ظهرت له خطوط إشارة الشبكة حتى اتصل بـ زينب
و بنفس الوقت سمع صوت الن الذي يبدو انه كان يتبعه ، حاول أن يحدثه في الموضوع إلا إنه هرب مرة اخرى عندما رفعت زوجته الخط بصوت متلهف تسأله عما حدث !


و يبدو ان الن قد تحلى بروح الصبر على غير العادة و ابتعد عنه تاركه يتحدث بحرية مع زوجته ،، و لكن يبدو إن رفقاء الطفولة لا يودون تركه يعيش حياته بعيدا عن الماضي الذي يجمعهم !
فرآى تلك الحبيبة تقترب من البوابة و هاتفها يتوسد كفاها المعقودان اسفل صدرها ، بـ طيش مراهق ادار لها ظهره و تغيرت نبرة صوته لتحمل حنانا قد اعتادته منه تلك الزوجة المظلومة
حاول استخدام العديد من كلمات الغزل ' البسيطة ' وهو يريد ان يثبت لنفسه احقية زينب بها قبل اثبات ذلك لمن مرت بقربه وصوت الكعب المنخفض لحذاءها يدق خنادقا بينهما !!


خرجت تنهيدة فقدان صبر من صدره وهو يستنكر اتصالها بألن ،، لم لم تتصل به هو ؟
حتى و ان اقترن بغيرها ،، سيبقى موجودا ان احتاجته هي او اخاها
اتراها فعلت ذلك فقط لمحاولة اثارة غيرته و غضبه ؟
إن كانت كذلك فهنيئا لها و تعسا له ضعف عضلة صغيرة ستعدو به نحو الهلاك يوما ما !!!


و كإن آلن كان يحتاج لمثل خطوتها كي يحاول اخراجه من صمته و ايجاد خيط يتشبث به حتى يصله بالحقيقة ،، عاد هاتفه ليرن زاعجا له سكونه ،

اجاب بكسل عندما وجده آلن : نعم ؟ شرايد ؟ سألت عن ام البنية و قتلك الي اعرفه هسة شكو ؟



آلن الحائر تحدث من غير أن تفته نبرة الغيرة التي اخترقت طبلته بحدتها : إنته تدري اول و تااالي حتقلي كل شي ، فاحجي هسة ، شو اني لحد الان ممستوعب ، شلوون تحبها وخطبت غيرها ؟؟ لإن ممعقولة هسة يللا حبيتها !



اجاب : آلن ،، رحمة لاهلك فكنا من هالموضوع ، أني هسة رجال متزوج ،، و بت ابو علي الله وياهه ؛



بعد برهة تحدث : ما اقدر اسكت ،، لازم اعرف سببك ؟



بتنهيدة عميقة : سبب منطقي ،، و احنه اصلا منرهم ' منضبط ' سوى ،، و زينب خوش بنية و تستاهل الخير و اننني مناااوي اخونها بتفكيري ،، فســـد الموضوع




ركبه العناد اكثر : اييي هوااية ماتخوونها بتفكيرك ميخالف ،، و الله المسكينة مبين تورطت بهالزواج الفاشل ،، انته مشفت نفسك شسويت من عبااالك ' ظنيت ' لينا بيها شي ،، لك وجهك اصفر و جسمك متشنج عبالك انته لازم تفوت لغرفة ينعشوك بيها ،، و تقلي متخون مرتك ؟ بس لو افتتتهم ليييش ارتاح ،، عمممر بربك اكو شي بينك و بين لينا ؟ يعني قصدي علاقـ ـ ـ!!


بفقدان صبر تحدث : آلن اكل *** بديت تمـ*** هواااية ،، شايفني ما اخاف الله لو ممتربي حتى اخون اخوية ؟ و بعدين شلون فكرت بلينا هيجي ؟؟ انجب و بعد لتفتح الموضوع ويااية



غضب : انتتتته اكل تبببن هم ،، فهمننني شبيك ؟ ليش هيجي عصبي ؟ لك متوقعت هيجي تحبها ، و هسة دتصدمني ، زين من حقي افتهم شصاير ،، شنو ممعتبرني اخوك ؟؟



تحدث بعد زفرة : أقلك و رب الكعبة روحي طالعة ،، خليني هسة و بعدين احجيلك !



وصله صوت الاخر مهددا : رح تحجي ،، متقدر تنهزم ' تهرب '



ليزفر من جديد : والله ماكو شي ينحجي بيه ،، ديللا هسة روح وصلت سيطرة ' لجنة تفتيش '





.
.
.








يجلس في سيارته و يده تعبث بشئ صغير ؛
عيناه تملتئ شرا و حقدا ، جسده ينتفض بالشئ الكبير من الكراهية التي لا مبرر لها
فقد كان دوما ندا له بكل شئ ،،
فذلك نجح و تركه ليفشل
نضج و ترك التصابي من نصيبه
حصل على ما يريده اي رجل !!
و الاهم من ذلك ،، لم يتوان يوما عن اظهار بغضه له ، فمشاعرهما متبادلة !

و الآن ،
أو بالاصح بعد حين ،، سيأتي وقت رد الدين و الاعتبار ،، و سينتصر من سينظر للأخر بتلك النظرة الدونية
فالعبرة في الخواتم ،، و خاتمة ذلك قد اشرفت على الاقبال !






.
.
.






شَيءٌ إليكَ يَشدّني .. لَم أدرِ ما هُو منتهاه
يوماً آأراه نِهايتي .. يَوماً أرى فيهِ الحياة

لـِ
فاروق جويدة








عادوا الى المنزل و الفتاتان سبقتا علي الى الداخل ؛
بقي خارجا في الحديقة يعطي باب المنزل الداخلي ظهره ويتأمل الاشجار و كل جسده ينبض بإرهاق !
يكاد يسقط ارضا من شدة تعب اليوم

الساعة اقتربت من التاسعة مساءا ،، وهو لا يعلم ان كان عبد الملك سيفي بوعده و لن يخبر احد عن مكان الفتاة !

عندما حادث اخته في المشفى كان ينوي اقناع نفسه قبل اقناعها بعدم وشي زوج والدته الحقير بهم ،، و إن لم يفعلها فـ من المحتمل جدا ان ولده فاعلها !

عليه ان يتحرك بأقصى سرعته لإقصاءها بعيدا ،، على الاقل لفترة ،، لحين إعادة ترتيب اموره و بعدها سيرى ما الافضل لفعله !
ادخل يديه في جيبي بنطاله و سحب له انفاسـآ طويلة و مرهقة بذات الوقت
لا يعلم لم شعر بشئ داخله يحاكيه بشأن تلك المغضوب عليها ، لقد عانت الكثير بسبب دناءة والدها ، إنها كأختيه ، لا يد لهم بكل ما حدث
لم يشك لمرة واحدة بكونها قد اعترفت على عبد الملك بعد ان اخبرته بإنها لم تفعل !
لسوء حظه صدقها ،
لا يمكنه فعل العكس ، فهي ليست بضعيفة ،، هو اكيد من هذا الامر
و ان ارادت ان تفعل شئ لفعلته ،، و لكن هو من يجتمع بها في اقسى المواقف التي تجبر اي امرأة سواها على الضعف !

لقد شهد تنمرها و عنادها عندما كانوا في الاردن ،، و هكذا امرأة يجب ان تهاب ،، فتستطيع من مثلها ان تغدر
يعلم هذا الامر جيدا ،، و لكن ما يعلمه ايضا انه يصدقها !
ولا نية له لفعل شئ اخر

احس بوجود احدهم خلفه فـ تحدث من غير ان يلتفت : شتريدين ؟



تخشب جسده عندما تناهى له صوتا اخر ، أنثوي ، و لكن ليس لأخته : ممكن .. أحجي وياك .. دقايق ؟



لم يجبها فإقتربت خطوة اخرى خلفه قائلة : من حقي افتهم وضعي ،، اني مو حيوان تجرني منا لهناك ،، و صدقني ما رح اروح لأي مكان برا بغداد



التفت و وجهه يحمل اعصارا ليجدها واقفة بـ ضعف واضح ، يخالف شدة كلامها
عندما التقت نظراتهما ابعدتها بسرعة ، هاتفة بتوتر : ما رح اروووح لأي مكااان ،، حبقى هنا بالبيت يمكم ، انته قلت رجل امك مارح يسويلك شي اذا مترجعني لابوية ،، اوكي لترجعني بس لتوديني هناااك الله يخليك والله مـ ـ ـآ أقـ ـ ـدر



حانت منه التفاتة نحو اليمين ، فلا قدرة له على رؤيتها بهكذا ضعف !
يكره الضعف ، يعترف بإنه يمقت ان يرى احدهم خاسرا مطأطأ الرأس ،، حتى و ان كان ذلك الـ ' أحدهم ' هي !
إبنة قاتل اختيه


همست هذه المرة : اعتبرني اختك ، و قلي ترضاها الهه تنشمر بالمحافظات بدون متعرف احد ، والله اموو و وت من الخـ ـ ـوف ،، ما اقـ ـ ـدر ،. ارحمنـ ـ ـي



اسكتها عندما شعر بإنها اقتربت من اجباره على الخضوع لإنسانيته : إشششش ،، ولا حجاااية زايدة ، قتلج لو تبجين منا لباااجر ، قراري مرح اغيره ، و اختي ابوها يشرفج و يشرف عشيرتج كلها ، ابوها خلالها قدر و قيمة بين النااااس ، اما انتي ،، هه .. أبوج ذلج مو اني ، هووة جابلج الظلم فلتحجين وياية عالرحمة ، من ترجعين قوليله ليش مرحمت العالم و خليتهم ميرحمونا ' بسخرية اكبر ' زين حبااابة ؟؟ يللا فوتي جوة !



لم تتحرك بل اصرت و هذه المرة دموعها تنهمر فوق خدين متجرحين : اني شعلييية ؟ روح عااقبه اله ، روح عاقب ابوية ليش تعاقبني اني ؟ والله اقبل تعوفني هنا ببيتكم بس لتوديني لغير مكان ، أخااااف من العالم اخاااف ،، علـ ـ ـي والله اخـ ـ ـآف !




لفظ اسمه بصوتها الخائف و نبرتها المرتجفة ذو اثر حاد في وجدانه ، أثر لم يعرف له طريقا من قبل !
وهذا ما يقرفه ، فهي لم تتوان عن طلبه بذلك الاسلوب المتذلل ،، و إن سمح لها بالإحتيال عليه بكيدها الحريمي فستكثر توسلاتها حتى تحصل على كل ما تريده منه


بحدة ضغط على اسنانه : فوتي جوة



انتحبت اكثر : خااااف الله ،، مااااارح اروح لمكااان لحدما تقلي تبقيني هناااا



اصر : زقنبوووت ان شاء الله ،، إمشي فوتي لا والله العلي العظيم اصقطلج ' اخرب لك ' عينج الثااانية ،، و بعدين ويييين الزمااالة ليناااا ؟؟؟



بتحدي وسط بكاءها : يللا اضربني ،، تعلمت انييي ،، كلكم متخافون الله و انته طلعت انقس منهم ،، على الاقل همه محجييت وياهم و لا قلتلهم شي لإن ادري بيهم حيوانات ،، بس انته تووقعتك شهم و مرح تخذلني بس طلعت مثلهم حقيـ ـ ـ!!!




إقترب منها بخطوتين عملاقتين ، و بصورة الية ارتعبت و لكنها لم تتحرك بل اغمضت عيناها متحدية من جديد : اضررربني يللااااا !




هل تراها تعلم بإنه لن يفعلها وهو بكامل وعيه لذلك تريد استفزازه ؟
تحدث بفحيح : لتنسين ترة سويتها و اقدر اسويها من جديد



فتحت عيناها ببطئ و ارعبها قربه فعادت بخطوات نحو الخلف : جنت محروق قلبك على خواتك ، ما الومك

مسحت دموعها وهو جمد مكانه اثر قولها ، فتكلمت مرة اخرى : الله يخليـ ـك بس افهمنـ ـ ـي ،، والله اخـ ـ ـآف ،، عنــدي فوبيـ ـ ـآ من النـ ـ ـاس الغربـ ـ ـة ، لتعوفنـ ـ ـي وحـ ـ ـدي اروح


اطبق فكيه فوق بعضهما بغضب و شر ، مالذي تنوي فعله هذه المرأة ؟
تخبره بإنها لا تجده غريبا عنها ؟
تخاف الغرباء بسبب مرض اصابها منذ زمن وهو لا تعتبره تهديدا لأمنها ؟!
لم كل تلك الثقة ؟ فقط لو يعلم لم !!
سيخنقها عقابا لها على تجاوزها هذا !
تبا لها ، تبـــآ

اكملت : خلي لينـ ـ ـآ تجي ويـ ـآية ، أذا هيجي ،، اروح !



بالتأكيد هذا افضل بالنسبة لها !

همس بحدة : إنتي تدرين محتوصلين لشي بحجييج هذا كله ،، تعرفين اسمع من هالاذن و اطلع من اللخ ،، فريحي نفسج و سكتي


لم تستسلم : إنته متتتتحس ؟؟ أقلك مريييضة ،، مرييييضة مخببببلة اخااف ،، أتخيييل والله اتخيييل الناس يسوولي اشياء ،، والله اتخييل ،، حرام عليك تعذبني اكثر ،، والله حـ ـ ـر ا ا ا م



بسخرية تحدث : محد يسويلج شي ،، هاللغوة ' ثرثرة ' مو علية ،، و اذا خفتي اقري قرآن تصيرين زينة ،، و انتظري شبيج ما عندج ثقة بابوج و رجلج ؟ ترة رح يلقوج اول و تالي ،، هسة ديشتغلون منا و منا لحدما يوصلولج



ازدردت ريقا جافا : إذا لقوني حقلهم انته خطفتني ،، و يكتلوك



ابتسم بصدق ساخر ،، فإرتعش صغيرها و احتضنت صدرها خائفة من ضعفها ،
أهذا وقتك انت الاخر ؟
إني اعاني قسوة هذا الرجل و انت بغباء تنبض لإجله ؟
أتراه زمانا و مكانا مناسبا للنبض ؟
كم انت احمق ، و سأكون حمقاءا اكبر لو سمعت لك !


همس بعد حين بصوت هازئ : المشكلة اكو ثقة بيننا ما اعرف منين ، يعني اني اهددج و انتي تهدديني و احنه واحد ميصدق تهديد اللاخ ،، متعرفين ليش حضرتج ؟



فقط ربطها به بتلك الطريقة هو لأعظم شئ قد تتمناه يوما !
ضغطت على صدرها بقوة خوفا ان يفلت قلبها من بين اضلعها ليسقط طريحا امام قدميه معترفا له عن كل شئ !

اكمل وهو يلتفت : كافي يا بت الناس ، فوتي جوة و انسي اغير رأيي ،، و محيصيرلج شي ،، بيبيتي يمج ، و خوالي هناكه ، يعنـ ـ ـ!!



قطعت حديثه مرتعبة : شنوو خوالك و بيبيتك ؟؟ أني ما اعرفهم ،، إنته حتخبلننني ،، اقلك اخـآآ...!



بلؤم تكلم : إفتهمناااا تخافين و شسويلج يعني ؟ من عمايل ابوج السودة ،، يللا فوتي و قولي للينا تسويلي عشا ميت جوع !



ارتجف فمها واستدارت لتبتعد فأوقفها قبل ان تتحرك : صدق بيبيتي ما رح تعرف منو انتي ، الي تعرفه انتي بالمستشفى جيتي تطلبين مني اساعدج ، هه اهلج يريدون يكتلون بقضية شرف هه ، و باجر آلن يجيبها و ياخذكم انتو الاثنين



يداها تخلت عن احتضان قلبها فانزلتهما هامسة بصدمة : عزززة ،، شـ ـ ـنو هالحجي ؟


إستدارت لتقابل ظهره : شلون هيـ ـجي تقـ ـ ـول ؟ شرااح تفكر بيبيتك ؟ عززززة !!!!



ابتسـم بهدوء وهو يشعر بانفعالها اثر الموضوع : لعد شتريديني اقلها ؟ أكيد رح تسأل ليش وجهج كله مضروب ،، على الاقل عدنه سبب مقنع !



هزت رأسها مستنكرة : سبب مقننننع ؟؟ خزيييتني ' أخزيتني ' قدااامها و الله العالم شنو الفكرة الي رح تاخذها عني و تقلي سبب مقنع ؟ انتتتته شنووو ؟ لاا مستحيل ،، مستحيل اسكتــلك ،، مستحيييل اخليك تشوه صورتي ،، سكتتلك هواية لإن اقول حقك قلبك محروق و متعرف شلون تنتقم من ابوية ،، بس الا هالطريقة والله ما اسكـــت



اتسعت ابتسامته بزهو : شتسوين مثلا ؟ تنهزمين ؟! عود انهزمي ،، إنتي بغداد معرفتي تنهزمين بيها هالمرة ديااالى ؟ و صدقيني اذا حاولتي رح يطلعلج بدل الجلب عبد الملك عشر جلاب وشوفي شلون توصلين لأهلج !



رفعت برأسها عاليا متحدثة بصدق : إنته أكيييد تعرف انه اذا ردت انهزم و ارجع لأبوية اقدر اسويها وهسسسة ،، ترة هالشي بسيط .. و اني مو صغيرة حتى تقشمرني بحجييك هذا ،، بس .. أني احب ابوية ،، احبـ ـ ـه و اريــده يتووب لربه ،، أريده يحس بالوجع الي سببه للعالم ،، بلكت يصحى على زماانه و يتوب ،، يعني من الاخير اني مو بالضعف الي انته متوقعه ، بس ساكتتلك لإن اني اريد اسكت !



حافظ على ابتسامته الساخرة طيلة حديثها حتى اعترفت بحبها لذلك الحقير
إذن تستجيب لأوامره ظنا منها ان والدها سيصبح بشرا بعد المه من اجلها ؟!
تكلم بعد حديثها : ذييل الجلب مينعدل !



بأنفاس تجر بذيول الالم همست : كافي تحجي عليه هذا ابـ ـ ...!



هي من تعشق اثارة شياطينه التي يقاوم بشدة من اجل لجم جماحهم : أنعل ابوووج لابوو..!



أسكتته راكضة نحو الباب الرئيسي للمنزل بخطوات واسعة من غير ان تفكر مسبقا عند اقدامها على هذه الخطوة ، فهي متأكدة بكونه لن يرحمها ان سمحت له بالتجاوز !
و بالتأكيد لن يرحمها ان قامت هي بذلك التجاوز كما فعلت الآن


ركض خلفها بسرعة و قبل ان تمسك مقبض الباب كان قد اطبق يده فوق ذراعها و سحبها بعنف حتى ضرب بقدها في مؤخرة سيارة رفيقه
هربت منها ' أهة ' وجع و هي تتلوى كي تفلت منه و لكنه استطاع اخماد جنونها بضغطه القوي لعظم زندها !

ولم يتركها حتى صرخت به متوسلة : خلص كااااافي يوووجع كاافي !



تركها ببطئ و لكنه لم يتحرك من امامها وهي انزلت رأسها نحو ذراعها تمسح عليها بلطف و قلبها يتخبط في متاهات لا معنى لها : قتلك اقدر اسويها




همس محذرا : هالمرة حغلس على الي سويتيه ،، بس عيديها مرة لخ والله اطييح حظج !


من غير ان ترفع برأسها صرخت به : وخخخخر !


إبتعد خطوة مؤشرا لها نحو باب المطبخ : امشي يللا !



لم تتحرك و رفعت برأسها و هي تشعر بعظام عمودها الفقري قد دقت حتى تفتت بسبب ضربته القوية : ما اروح وية بيبيتك وانته هيجي قايللها !



اذن ،، رضيت بالذهاب !
عليه ان يسايرها .. فما ينتظره من مشاكل اكبر من عناد امرأة تافهة : زين



كلمة بثلاثة حروف ، جعلتها تقول بـ لطف : يعني شحتقلها ؟


تنفس بإرهاق : اهلج كلاب ،، و ظلموج بهتان ،، إنتي مالج ذنب ،، غير همة اهلج !!!!



فهمت ما يرمي اليه و قد اراحها كونه متأكدا من حقيقة ظلمها من قبل أبيها
و كونها بريئة من كل ما يفعله

هزت رأسها برضا ثم قالت : و لينا ؟ تجي ويانـ ـ.!


قاطعها هازئا : ليش زمال ادز اختي وياج ؟ اعرف لينا زمالة ويمكن تساعدج تنهزمين ،، و الي سويتيه هسة يعني بعد ما عندي ثقة بيج ، و فوق كل هذا اني اخاف على اختي !



إهتز داخلها زلزال عنيف ،، جرت انفاسا مثقلة بالتجريح لتهمس : زين منو ياخذنا ؟ قـ ـ ـول انتـ ـ ـه ، أخـ ـآف من اصدقاءك


عقد حاجبيه : يسووون راس اهلج اصدقائي ،، ابوج و رجلج لو يحفوون هم ميوصلون لقندرة علي و آلن !


يال غباءها ،، تريده ان يوصلها لتتغذى جيدا بقسوة حروفه اللاذعة ،، تبا له من متغطرس لا قلب له !!

همس بـ تعب لمس قلبها فإحتضنت نفسها مجددا : مو كاافي عناد ؟ فوتي جوة و خلصيني ،، و لتنسين العشـآ !
و كإنه تذكر : صدق هية وينها لينا الثولة ؟


لأول مرة يحادثها بطبيعية ،، فإختارت ان تجيبه بذات الاسلوب : دتصلي


رفع حاجبا : صارلها ساعتين تصلي ؟؟ شنو صلآة تراويح ؟


بحدة اجابت : أني قلتلها اريد احجي وياك


اكمل بهزة رأس : مو قتلج اختي زمالة و تساعدج ،، يللا وخري من قدامي عاد ،، و ديري باااالج تخابرين على اهلج !



انتقلت لها عدوى السخرية : مو قتلك اريد اعاقب ابوية ؟ شكل ذاكرتك ضعيفة دكتور ، و بعدين اني مسويت هالشي قبل سنين حتى اسويه هسة !



تركته واقفا حدو سيارته لتمر امامه عائدة نحو المنزل ،، بقي يراقبها بعباءة اخته و حجابها !
شتان بين مظهريها الاخيرين ،، منذ ساعات رآها بوضع مزري جدا

شعر بشئ يعصر قلبه خوفا !
لا يجوز ان يمضوا الليلة هنآ ، إن علموا بوجودها سيأتون ليأخذوا أخته ،، عليه أن يجد حلا قبل إشراقة الصباح !
بل قبل ان يتناول عشاءه حتى



تحرك مسرعا خلف الفتاة فـ طرق سمعه صوتها غاضبة تحدث اخته : اخووج ميحس والله حرااام علييه ،، مينجرررع صدق اقله مريضة ما اقدر يستهزئ بيـ ـه



ولج الى الداخل قائلا بشئ من التوتر : لين بسرعة بدلي و اخذي هدومج الي تحتاجيها ، رح اخابر عمج علي يجي ياخذج لبيتهم جم يوم ،، أخاااف يصير شي ، يللا بسرعة !



لينا كانت قد بدأت منذ وقت في تحضير الطعام البسيط في المطبخ الداخلي القابع في نهاية المنزل ؛
تكلمت بلعثمة : ليـ ـ ـش شصار ؟!!!!



قال بتوتر : ما اريد انتظر حتى يصير .، أمشي هسة اني اخذج و نعلعلا ابو كلمن دخلني بهالسالفة الطااايح حظها


الفتاتان شعرتا بالرعب يدب بأطرافهما و لم تنبسا بشئ حتى زجر اخته : يلللاااا عاااد



نظرت نحو جلنار التي تتوسلها صامته فحدثته : وجلنـ ـ ـ!!



قاطعها بحدة : شعلييج بيها تحتررق ان شاء الله يلللا روووحي بدلي !




؛





كان يتحرك بهم بغير هدى ،، لا يعرف ما الرأي السديد ،، أمنية صغيرة تسللت لقلبه
فقط لو كان والده على قيد الحياة ،، لكان انقذه من هكذا حيرة !

إستغفر ربه غاضبا و وصله صوت اخته متوترا : علي عيوني اهدى شبيك ؟ أحد قلك شي ؟؟ ليييش هيجي معصب ؟؟ بس فهمني فدوة لعينك


اخرج زفيرا حارا مغتاظا من صدره : خايف عليج !



كم تمنت ان تسمع منه شئ كهذا يوما ،، فلم يرحمها طيلة الايام المنصرمة ،، و هاهو الآن يكافئها بشئ لم تحلم به حتى

همست متأثرة : لتخاف ان شاء الله ميصير شي


سخر وضعهما قبل ساعات كانا على وشك القتال ،، هو يرمي بساهمه ، لترد عليه برماحها
اما الان كل منهما يحمل هم الأخر ،، عجيبة هي تركيبتهما الجينية !!




تحدثت بحذر : بس علي ، حتى لو تاخذني لبيت عمي ،، جلنـ ـ ـ..!!



قاطعها قائلا بضيق : أعرف ،، لعد ليش لهسة مـ وديتج ' لم اخذك ' .، خلي نروح لبيت عمر محد يعرف بيه



تحدثت بـهدوء : علييي ملياااان تراب شلون نقعد بيه



بسخرية مرهقة تكلم : شنو رأيج اروح أأجرلج وحدة تنظفه ؟؟ ' و بزجرة ' لعد شبيكم انتو مو نسوااان ؟؟ هسة نظفوه و قعدوا لباجر.. نخلص منها و اني اوديج لبيت عمج



تلك تحدثت وهي تضيق من مدى كرهه لنطق اسمها ، أو حتى سماعه ،، فهذا ما تشعر به منذ زمان مضى : زين و بعدين ؟؟



نظر لها بحاجبين معقودين امرا لها ان تسحب حروفا هربت من فمها ،، لكنها اعادت قولها رغم ارتجاف صوتها : و بعدين شتسوون ؟؟ تبقون طول عمركم هيجي ،، لينا ببيت عمك و انته ...!



كانت تلك محاولة فاشلة جدا لمعرفة نيته في أخفاء نفسه ،، فهي تخاف حدوث امر له ،، مجرد التفكير بالأمر يعصر لها احشاءها الداخلية !

تكلم ببرود : لتحاولين تخليني ارجعج لاهلج علمود اخلص من هالمصيبة .. عادي تبقى ببيت عمها و اني ابقى وين ما ابقى ،، المهم ابوج ميتهنى بحياته



لينا ارتعشت قائلة : و تجااازف بحياتك ؟ زين متخاف يخطفوني من المستشفى ؟؟ علي فكر شوية بعقل الله يخليك ،، عوووف الانتقام على صفحة ' جهة ' أرووحلك فدوة لتخليني اخسرك او اخسر نفسي !



لم يتحدث لفترة طويلة و قبيل وصولهم لحييهم تكلم بأمر : باااجر قولي لضرغام الي خطبج خلي يجيني ،، خلي نكمل الموضوع ،، على الاقل اقوم ما اخـ ـ ـ!



قطع حديثه صرختها المستنكرة : نععععم ؟؟ عزززة علي تخبلللت ؟



صرخ بها مشتعلا بالغضب : ووووجع ،، نصي صووتج ادب سزز ' كلمة تركية الاصل „ بمعنى بلا و هنا تكون بمعنى بلا أدب '



لم تصمت بل صرخت بحدة اكبر : لووو تموووتني اهون من انو اتزوج بهالطرييييقة ،، عزززة عززززة لااا مستحيييل تسوي هيجي شششي !



ضرب المقود بـ صراخ هادر : قلت انجبببببي ،، لعد شتريديييني اسوووي ؟؟ أني هسة رجلي من راااسي ما اعرفهم و بعدها المصايب مواااصلتلي بعدهاااا ،، غيررر اخلصج منهم ؟؟ شتريديييني اسوي ؟ ادري مرح ترتااحين ببيت عمج ولا تقدرين تعيشين يمهم اسبوع ،، لااازم هيجي يصير



لم ترض ولم تقتنع : تعرررف شنو مستحيييل ؟؟ فوق المستحيل هميين ،، أني ما اتزوج ضرغام لو الدنيا تنقلب



بـ شكل مفاجئ ،، بل مصدم تحدث : زين و عمر ؟!



لاشئ يسمع بالنسبة لهم !
و لكنها كانت تسمع الكثير من الهزات القلبية بداخل صدرها
فما تشعر به ليس بنبضات اعتيادية
صوت دخول الهواء و خروجه من فمها و أنفها كان واضحا أيضا !

لا تستطيع تقبل هكذا جملة ببساطة
ان علي على وشك الجنون ،، أم انه قد جن فعلا
أ عاقل يقول مثل هذا القول او يفكر به حتى ؟!

همسـت بعد الطويل من الوقت : انتـ ـه شبيـ ـك ؟ تريد تزوجنـ ـي و خلص ؟


اعترف : أريد احافظ عليج ،، و اني وحدي ما اقدر ،، الله العالم شرح يصير بيه ، و اذا قلتيلي رجعها لأهلها واخلص احرقج واحرقها و احرق اهلها همييين ،، هااااية ابوها الكلب ابن الكلب كتتتل خواااتي ،، دمهم ما اعووفه لو اموت


هزت رأسها غير مستوعبة : متعوف دم الميتين و اني تموتني بالحياة ؟



تحدث زاجرا : لتسويلي فلم هندي ، إنتتتي اول و تالي رح تتزوجين ،، و ضرغام مستعد يخطبج قبل ميصير اي شي ،، و اذا متريديه فعمر يحبج و يريدج بأي وكـ ـ !



ألا يكفيه ذكر اسمه ليقرن به حبه لها ؟
اغتاظت وهي تشعر ببرودة باطرافها تكاد تهوي بأناملها نحو الارض واحدا تلو الاخر : انتـ ـه شدتحجـ ـي ؟ الولـ ـد متـ ـزوج !



نظر نحوها قليلا ثم اردف : شو معلقتي على ضرغام ؟؟ شنو موافقة على عمر ؟!



صرخت بحدة كاد لسانها معها ان يمضغ بأسنانها : علللللي تخبببببلت ؟؟ أنتتتتتتته شبيييك ؟؟ عززززة عززززة ررررح اتخببببل شبيييك ؟!!




تحدث ناهرا : زقنبوووت كااافي عياط فضحتينا ،، اشششش ،، و شنو شبية ؟؟ مقلت شي غلط ،، و اذا متزوج يقدر يطلق ،، و اذا ميريد يطلق الله محلل اربعة !!



صرخت به بجنون : كاااااافي ،، كاااافي لعبت نفسسسي من هالحجي اسكككت ،، أبقى ببيت عمممي ان شاء الله عمري كله بس انته اسكـــت ماريد حلولك !



تدخلت تلك الجالسة خلفا بعد ان صعقت بمدى أنانية تصرفاته امام غضب و اشتعال اخته ، كيف له ان يكون بتلك اللامبالاة : حرام عليك تظلمها هيجي ،، و بعدين قابل صديقك ما عنده شخصية بكيفك تقرر حياااته ؟؟ ماكو هيجي شـ ـ ـ!!



قاطعها بصرخة : أكلي *** انتي ،، كل البلااااوي من وراااج فااانجبي لا اطلع قهر الدنياا كلها بيج



بعناد اضافت : متقـــدر تمشيهم على كيفك ،، رجعني لاهلي وفضها شنو هالدوخة هاااي



استدار نحوها حانقا : قلت اكلي *** كااااافي !



مدت يدها بجانب المقعد لتشد ازر لينا التي اردفت : لو ابوية هنا جان محد خلاك تلعب بية طوبة ' كرة قدم '



بحدة اجابها وهو يعود ليستدير : بكل مصيبة تقولين هيجي .. و الله مو اني كتلت ابووج ،، كافي طلعتوا روحي والله !



وصلوا المنزل المنشود المغطى بطبقات لا تعد و لا تحصى من الاتربة و الغبار
و فعلت الفتاتان ما بإستطاعتهم لتنظيف القسم السفلي فقط بمساعدة الرجل الحانق !
فهم بكل الاحوال لن يبقوا هنا لفترة طويلة !
كان الجو كئيبا موحشا ،، و كل من الثلاثة غارق بأفكار نحو قعر الجحيم
فـ لينا لم تستطع نسيان ما قاله ، و لم تسمح لجلنار المجهدة جدا فتح الموضوع معها الان
فهي غير مستوعبة تماما الامر و لا تعلم ان كان بإستطاعتها استيعابه !








.
.
.










كل شئ تم حسب المتفق عليه عبر الهاتف ،، اخته توجهت لـ دوامها بعد ان تبادلت مع ' بت قاسم ' احضان توديع تافهة لا معنى لها !
وهو بقي في الحديقة الصغيرة خارج المنزل ينتظر وصول جدته مع آلن !
عندما اتصل بها في الامس اكد عليها ضرورة عدم اخبار والدته او اي فرد من تلك العائلة عن مجيئها له !
فقط طلب منها اخبارهم بكونها تود العودة لمنزلها السابق ،، فقلبها يفيض شوقا له ،، و بإعتبارها إمرأة مسنة سيصدق الجميع قصة حنينها تلك !


أوصلها سرمد الى مقر مواقف النقليات بين المحافظات ،، و انتظرها حتى تحركت السيارة ،، وهي كانت طيلة الوقت على اتصال بألن فنزلت في اقرب نقطة و التقت به ليأخذها نحو منزل علي !


و هاهي الآن تقف مصدومة بعد رؤية حال الفتاة ،، رغم انها تراها بأفضل ما تكون ،، فما كانت ستفعل لو رأتها امس بفستانها الممزق ؟؟

حان وقت الرحيل ، كانت لينا قد زودتها بعددا لا بأس به من الملابس التي قد تحتاجها ،، و الاهم من ذلك ادويتها ،، و من دون ان تعلم جعل اخته تخفي بين تلك الملابس قدرا من المال قد تحتاجه فبالتأكيد ليس بإمكانها الطلب من جدته !
رغم علمه انها من الممكن ان تستخدمه في الهرب
حاولت جاهدة أن تأخذ منه الحقيبة التي كانت بحوزتها عند اختطافها ،، الحقيبة التي تحوي بعض الاموال و أوراقها الرسمية التي كانت قد جهزتها مسبقا من أجل نكاحها ،، و لكنه لم يوافق على طلبها المستميت و لا تعلم ما السبب وراء ذلك


لمح دموعها التي تحاول جاهدة اخفاءها عن الجميع وهي تنقل انظارا مشتتة حائرة بين آلن و جدته ،، يبدو إنها بالفعل تخاف الغرباء !

لا يعلم لم استحلت فكرة الذهاب معهم جزءا كبيرا من عقله ،، بل كان لها المساحة الاكبر
كانوا يقفون في المطبخ الخالي من كل شئ سوى مفرشا ارضيا احضروه بالامس كي ينام عليه هو ،، أما الفتاتان فإستخدمتا احدى الغرف السفلية و فرشتاها بمفارش اخرى

عندما هموا بالرحيل قال بهدوء محدثا آلن : روحوا انتو .. هسة جايين احنه !


يقصده معها ،، آلن نظر له مستنكرا راجيا منه عدم الثرثرة الغير لائقة فوق رأس إمرأة تكاد تموت رعبا مما يفعلونه بها
لم يهتم لنظراته وعاد ليقول : آلن يللا وراية دوام اصلا تأخرررت عليه



خرج آلن مع الجدة الصامتة حتى الآن ،، فـ مجرد قصة الفتاة تجعلها لا ترتاح لوجودها أبدا
لكن ثقتها بحفيدها تجعلها توافق عما يقرره نيابة عنها ،، فهي أكيدة من كونه لا يجلب سوءا لنفسه ولا لاهله !
تعددت الخواطر التي طرأت ببالها ،، أهمها خوفها من كون علي على علاقة بهذه المرأة و الآن قد كشف امره من قبل اهلها وهو يحاول حمايتها من بطشهم و نيران انتهاك شرفهم !!

لكنها تعود لتطمإن نفسها بكون ابن ابنتها رغم عيوبه التي تملأه من اخمص قدميه حتى شعر رأسه فهو يخاف ربه بكل افعاله ،، و من غير المعقول ابدا ان يدخل بعلاقة محرمة مع احداهن !


عندما بقيت معه في الداخل شرعت بالخروج ،، فلا طاقة لها على تحمل اهانات اخرى ،، لكنه استوقفها بقوله : لتخافين منهم !



هل هذا الرجل بشرا طبيعيا ؟!
بالأمس فقط اعترفت له بكونها تعاني من داء حقيقي ،، تعانيه منذ زمن بسبب زوج والدته
تعانيه وهي لا تود تصديق الامر و لكنها كانت تستخدمه كحجة لإقصاء فكرة الزواج من رأس والدها و لكن عندما اختطفت من جديد تأكد لها بإنها لم تكن تتمارض ،، بل بالفعل هي مريضة

عادت لتتحرك و لكنه هذه المرة اغلق عليها طريق الخروج بجثته الكبيرة : الطريق كله سيطرات ' لجان تفتيش ' ،، مو تسويين مصيبة وتودين ابن العالم بالسجون ' يقصد آلن ' ،، افتهمتي ؟ ترة هوة ماااله علاقة بكل الي يصير ،، فديري بااالج تستنذلين وياه


لم ترفع رأسها فالآن لو نظرت نحوه ستتقيأ ، بالتأكيد ستفعل !!
زأر معترضا على سكوتها : ألغغغغي ،، قولي اي لتسكتين


تنفست بتعب وهي تشعر بثقل جفنها الايمن يكاد يسقط برأسها نحو الارض ، عاد ليهدد : و هنااااكه ديري بالج تفكرين تتحركين ،، ترة والله محد ياكلها غيرج انتي ،، ولاد الحرام هواااية



فقط هنا رفعت رأسها لتقول غير أبهة لـ شدة وقع كلامها : بإعتبار الي هنا ولاد حلال و يخافون الله ؟؟



بسخرية اجاب : لا طبعا ،، و الدليل ابوج



انها حلقة مغلقة و مفرغة من الهواء تلك التي يدورون بها بلا فائدة !
بضجر تحدثت : اوكي خلصت اوامرك ؟ ممكن اولي ؟



ابتعد عن طريقها : حرررف واحد زايد متقولين لبيبيتي



خرجت قبله وهي تشعر بغصاتها تخنقها من شدة الالم ،، تبتلع التجريح ابتلاعا فتجده مرا كالعلقم فتحاول بصقه و لكنها تفشل فيبقى مكانه يملأ جوفها مثيرا لـ قرقها

جلست في المقعد الخلفي لـ سيارة رفيقه ، و قبل أن تغلق الباب وجدته هو من فعلها بعد اعطاءها نظرة لا معنى لها ،، قد تكون نظرة قسوة او سخرية و لكنها لا تحمل من الشفقة ذرة !

فتح الباب القريبة من جدته و تبادل احاديث سريعة مع الن و هو يؤكد عليه العودة اليوم فلا داعي لغيابه

كانت تود معرفة شئ واحد فقط ،، هو أين سيذهب ؟
فـ لينا سيرسلها لبيت عمهما ،، و عائلة والدته لاخوف عليهم لكونهم خرجوا من قضيتها ،، الان هو الوحيد المحاط بدائرة الخطر ،، و لا تعلم إن كان سيخرج منها حيا


طيلة الطريق كانت تردد الأيات القرآنية و عظام جذعها و وركها تنتفض بألما حادا !
لا تستطيع تصديق ما يحصل لها ،، أو بالأحرى ماهي تسمح له بالحصول ،، كيف وافقت على هذا الشئ ؟
نعم تريد أن تعاقب والدها عله يعود الى السراط المستقيم و لكنها لا تريد أن ترمي بنفسها نحو التهلكة ،، هي لا تعرف أحدا هناك او حتى هنا !
تخاف خيالها احيانا كثيرة ،، فمسألة انهيارها النفسي قد فارقتها منذ زمن ،، و لكن انى لها ان لا تعود و تنتكس بعد كل ما عانته في الساعات المنصرمة ؟!


بقيت تردد كل ما يطرأ ببالها من ذكر الله وهي تشعر براحة جزئية تحتل كيانها








.
.
.






طيلة اليوم كان مزاجها معكرا و هي تشعر بضمور في عضلاتها يصعب عليها الحركة الطبيعية ،، حتى العمل لم تستطع اتمامه كما يجب ،، و د.صادق حاول معها كثيرا كي تجلس لترتاح بعض الشئ الا انها رفضت فلا تريد الجلوس و التفكير بكل ما حدث او ما قد يحدث !


شعرت بالغضب يتفاقم بداخل صروح خلاياها العصبية عند رؤية د.ضرغام يقترب نحو الصيدلية .، و بطريقة هرب غبية استأذنت من الدكتور صادق و خرجت من باب الصيدلية الخلفي لتبتعد قدر المستطاع عن المكان
فلا قدرة لها على تحمل هذا الرجل ، و لا تستطيع ايضا تقبل فكرة موافقتها على الزواج منه ، و هذا امر ليس بيدها ،، لا تعلم لم لا تشعر بالإرتياح معه

لقد صدقت رنا ،، ضرغام يحمل كل المواصفات التي كانت تبحث عنها في ما مضى ،، كل الحجج الواهية التي تذرعت بها يوما جاءتها مصقولة و مشرقة في ذلك الضرغام

و لكن هنالك شئ لا تود اقراره ابدا يرغمها على الرفض ،، الا إنها اكيدة بإن علي إن اراد شئ سيحارب من أجل حدوثه في نهاية الأمر و لن يهتم لا بها و لا برفضها المستمر حتى و إن سقطت جاثية تتوسله العدول عن جنونه !
فهي تعلم جيدا ما هي شخصية اخيها ،، فكما حاول اجبارها عنوة على الحجاب ،، سيفعل المثل بموضوع الزواج
و لكنه في الماضي انتظرها حتى اتته خانعة راضية و نادمة تريد لنفسها الاستتار !

اما الان فلا وقت لديه كي يضيعه في انتظارها ،، يريد الخلاص منها او الاطمئنان عليها بأسرع وقت ممكن
معه حق ،، هي لا تريد لومه ،، فوضعه خطر ،، و لكنها ايضا لا تستطيع التهاون معه و تخسر مستقبلها من أجل حالة اضطرارية

انه لأمر غير مقبول ابدا !

لم تعرف اين تذهب ،، ترغب في الهرب بعيدا عن العالم اجمع ،، لو كان الامر بيدها لرافقت جلنار ،، لكن عملها يحتم عليها ضوابط غبية !

وهي في ذروة أفكارها رأت من لا تود رؤيته يقترب نحوها .. اكفهرت ملامحها و عادت اصداء حروف اخيها تعصف بأذنيها لدرجة احست معها بتعرق كفيها و رقبتها

وقف بالقرب و بادر بالسلام فأجابته بالمثل ،، تكلم برسمية تامة : الن اخذ البنية ؟


هزت رأسها بإيجاب وهي تتابع المارة بتوتر داخلي لم يظهر له ولو لحظة ، عاد ليقول : إنتـي .... متأكدة منها ؟؟ يعني عندج ثقة بيها ما رح تقول عنكم شي ؟؟ او حتى تنهزم



نظرت له هذه المرة واجابت : إي ،، مرح تحجي ولاتنهزم



بصدق تحدث : لينا اخوج ديلعب بالنار ترة ،، زمال و مديفكر انو ممكن اذا اهلها عرفوا رح يطيحون حظه ،، و .... إنتي ... لاآآآزم تديرين بالج على نفسج هالايام ،، لااازم !



استنشقت هوائا مشبعا برائحة الادوية والمنظفات ثم همست : الي الله كاتبه يصير



هز رأسه موافقا : و نعم بالله ،، بس .... ديري بالج ،، و لتجين بالسيارة للدوام ، سجلي بخط ' سيارة نقل مشتركة مع الأخرين ' هالايام لحدما تفرج



اجابت : رح اروح لبيت عمي اصلا



عقد حاجبيه : و علي ؟!



لم تود ان تسأله لم لا يفتح هذا الحوار مع اخيها ؟! لم يستفسر منها عما يحدث : رح يبقى ببيت آلن ،، أهل الن سافروا و ...!



و كإنه تذكر اتصالها بألن أمس ، و كإنها بدأت تقترب منه !!
زفر كارها لتلوثه بها وعاد خطوة نحو الخلف : الله يفرجها ،، والله الشغلة مو بسيطة و اخوج ماخذها لعب ،، الله يستر بس



لو كانت كبرياءها في سبات لسمحت لنفسها بالبكاء امامه ، فلا أحد يفهمها هذه الأيام ،
علي لا يريد سوى التخلص من همها و هي بداخلها لا تريد سوى الاطمئنان عليه ،، همست بشئ من الضعف : احجي ويـ ـاه ،، خليه يغيـ ـ ـر رأييه ،، عمر علي مااعرف شلـون ديفكر ، أني خايفـ ـ ـة عليـ ـه !



ثقلت انفاسه و ابعد نظراته حتى اخر الرواق : أدري ، والله حجينا ،، حجينا لحدما ملينا اني و آلن



بذات الضعف : لتملووون ،، أبقوا احجوا لحدما هوة يمل و يرجعها لأهلها



بضيق تحدث : و إحتمال هية تسبقه و تخابر اهلها مناك و هوة الغبي يروح بشربة مي



إزدردت ريقها بإرتياع ،، أ جن هذا الرجل كي يحدثها هكذا ؟ ا ينقصها خوفا كي يزيد عليها ؟
أم إنه قد نسي من هي و بات لا يهتم لما تخافه و تخشاه ،، لا يهتم لمشاعرها ،، بالضبط مثلما نقل لها خبر وفاة الفتاتين !


و هما على هذا الحال لمحت ياسمين تقترب من موقعهم ، الا تكف هذه الفتاة عن حشر نفسها في حياته ؟
الا يكفيها كونه متزوجا بأخرى ؟
نعم متزوج يا لين و انتي اخوك يريد ان يقتل كل خلاياك و يربطك به !
لم ترغب بإطآلة الكلام ،، فـ همت بالمغادرة : يللا اني عندي شغل ،، بآي



بإهتمام مغلف برسمية نطق حروفه و لم يكن يعلم بوجود ياسمين خلفه : لينااا شيصير خابريني ،، اني اقرب شي هسة ،، و ديري بالج



لم يستطع اتمام الجملة و تزيينها بـ ' على نفسج ' و إكتفى بما قاله بالوقت الذي ابتعدت هي بملامح جامدة
فكل حين تريد نسيان قول اخيها و تعود لتتذكره جيدا !
حتى و إن هربت من قرار علي التعسفي و لجأت لبيت عمها لفترة .. هي اكيدة بإنها لن تحتمل الكثير ،، فلطالما كانت منزوية على نفسها لا تشترك بأي نقطة مع اهل والدها
وهذا يعني بإنها ستستسلم عاجلا ام أجلا
و لكن عسى ان تحل المشكلة قبل أن تصل لـمرحلة اللا إحتمال !

حتما ستختنق




،





أما هو ،، فـ إستدار عند ذهابها و تفاجئ بوجود ياسمين التي تتابع ظهر تلك المغادرة بنظراتها ،
بادر بقول : وين محمد ؟



لتجيبه بسؤال : هاية مو اخت صديقك ؟


هز رأسه بإيجاب : إي ،، ليش ؟



لوت شفتاها بـ عدم إستحسان : مكروهة حييل ،، ولا تتحاجى ' لا تتكلم بسبب غرورها '



لا يعلم من أين رسمت الإبتسامة فوق ملامحه الجامدة ،، تحدث بإعياء عاطفي : ليش إنتي حاجية وياهه قبل ؟



بحاجب مرفوع : ليش موصلتلك خبر ؟؟ مرة قلتلها تقول لأخوها يقنعك بموضوع التعيين !



عقد حاجبيه : ليناااااا ؟؟



بسخرية اجابت : إي ، لينا ،، لا و اللطيف بالموضوع تقلي اني ما اعرفج ،، ليش اكو احد بهالمستشفى ميعرفني ؟ عفية شقد مغرورة و شايفة روحها إفففف !



سحب أنفاسا طويلة : ياسمين ،، رجاءا انتقي الفاظج هاية اخت صديقي و مثل اختي و ما اسمح تحجين عليها قدامي !



ربعت ذراعاها فوق صدرها : لو مثل متقول جان خافت على مصلحتك و قلتلك توااافق ، أو حتى قالت لأخوها !



تحدث بتفكير : زين ليش ؟



رفعت كتفاها برقة : شمدريني ،، بس هالاشكال متحب الخير بس لنفسها ،، و اكيد متريد تكون بالمستشفى الزينة !



لم يهتم لما تصبو اليه ،، ففكرة اخرى قد هاجمته ، أيعقل أنها فعلا لا تريد ان يبقى في نفس المشفى و يشرف على تصرفاتها ؟
و هو في حيرته رن هاتفه الشخصي فـ إعتذر عن طوق الياسمين الجذاب ليجيب على رفيقه ،
ما إن رفع الخط وصله صوت علي : عممممر انته بالمستشفى ؟



أجابه : إي خير ؟؟



أجس بزفراته القوية : أقلك اني حيييل مخبوص مدا اعرف راسي من رجلي ،، مية شغلة ببالي ، ' و بزفرة اشد من سابقاتها ' استغفر الله



عمر : أبو حسييين قول يا الله ،، شبيك لتأذي نفسك بالتفكير ، شفت رح يبقى هذا حاالك لحدما ترجع البنية ،، مو قلنالـ ـ ..!




قطع حديثه بحدة : و قلتلكم ما احط ايدي بإيد كتااال خواتي
ثم اردف : أقلك شفت لينا اليوم ؟ دير بالك عليها كل شوية روح شوفها


بهدوء : طول عمرك راسك يابس ، إي شفتها ، ميخالف



هذه المرة جاءه صوته متوترا : زين هذا ضرغام مشفته ؟؟ إذا تشوفه روح احجي وياه و قله انته صديقي و اني اريده يمرلي للبيت ، زين ؟؟



بتوجس : ليش ؟



بإرهاق : عمممر هم لينا شيب راسي ،، خلي ازوجها واخلص لا...!!



هذه المرة هو من قام بمقاطعة حديثه : إنتتته شدتحجي ؟؟ من كل عقلك ؟؟ علي وين قاعدين احنه ؟ و بعدين ' بريبة ' هية .... موافقة ؟؟



بحدته ذاتها : توافق متواافق طبها مرررض اني ابقى شايل همها فوق جتااافي لـ شوكت ' متى ' ؟؟ و منو قلك اني رح اطلع سالم من هالمصيبة ؟؟ لازم اتطمن عليها على الاقل



لم يصدق مدى جنون رفيقه : عللللي خواااتك ماتوووا ،، الله يرحمهم ،، كلنا نتمنى نموت بدون ذنب بلكت نصير شهداء وانته دتنبش ' تبحث ' بموضوع ماله حل ،، تريد تموت اختك اللخ هم ؟؟ هية بس هاي بقتلك .. لك خااااف الله بيهااا



غضب بل و فقد كل ذرة عقل لديه : عممممر اكل *** ،، قااابل اني فرحااان ؟؟ اني ابو ابوية محرووق من القهر ،، ما اعرف شسوي ماااعرف .. وهاية الثولة بس تعاااند ،، و بعدين الي يسمع حجييكم يقول دا ازوجها سكييير طايح حظه ،، شو الرجال مبين عليه ابن ناس واخلاقه عالية و كل الي تتمناه هية بيه ،، بعد شكو تتعيقل براسي و تقول لأ ،، خلي تووولي هاي بس تريد تتلوق ،، شوف اذا مقلتله انته اني رح اجي للمستشـ ـ !



أسكته بذات الغضب : تخببببلت ؟؟ تريييد ترخص اختك لهالدرجة ؟ تجي للرجال و تقله تعال تزوجها .، علي لك رح تندم بقد شعر راسك على الي دتفكر بيه ،، و بعدين هية مو رح تبقى ببيت عمكم ،، شكو شايل حملها ؟ هاهية عوفها



علي : مررح ترتااح ،، أعرف اختي محد يتحملها ،، و لا هية تتحمل اي شي ، و اكيد يومين و تختنق ،، على الاقل تتزوج واحد شاريها و رايدها و تأقلم حياتها وياه

ثم اردف : و اني مدا ارخصها ،، ماااعااااش الي يرخص بت صفاء واني موجود ،، الرجال رايدها و كاتل روحه عليها ،، أني حجيت وياه وافتهمت هالشي وهو بس ينتظر الاشارة حتى يتقدم رسمي وانته رح تنطيه هالاشارة هاي



بحدة تكلم : لو الدنيا تنقلب ما اسويها واني ادري هية مموافقة ،، مو بكيفك تلعب بيها ،، حرام عليك هية شعدها غيرك



بـ صوت هادئ و بشكل مفاجئ تحدث : بالضبط ... شعدها غيري ؟ ماعدها غير رحمة الله ،، و اني ماريدها تتبهذل اذا صارلي شي ،، ما اريدها تبقى ببيت عمامي يومية يم واحد لحدما يذبوها على اول خطيب ،، ما اريد اهينها عمر



ما هذا التناقض : شنو هالحجي هسة ؟ صارلك ساعة تحجي و تريدها تتزوج ضرغام بدون موافقتها شنو فرقك عن عمامك ؟؟



بجدية تحدث : صارلك 3 سنين تطبق بهالمستشفى ،، شفت عليه شي ؟؟



بصدق يكاد يقتله تحدث : لأ



علي : سمعت عنه شي مو زين ؟؟



عمر : لأ



بنفس الجدية : لعد ليش مدتقبل ؟؟ لتقلي لإن هية مموافقة ،، عمر .. ثاني و اخر مرة أسـألك هالسؤال ،، بما إنك متريدني اغصبها على ضرغام ، ، زين .. مستعد تاخذها انتتتته ؟ عمـــررر تريد لينــآ ؟









.
.
.










نهآيةْ البرآءة الثانية عشر


حُلمْ


 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 14-06-12, 04:28 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 



بسم ' الله ' ربي



أحبتي :
الصلآة ثم الصلآة ثم الصلآة !
ثم متاع الدنيا الزائل





البرآءة الثالثة عشر







ذلك الرجل
الذي استطاع اقتحام مملكتي
على صهوة رسالة .. أحببته...


***
خارق العذوبة و الكبرياء
نقاء صحاري طهرتها الشمس
طوال عصور من اللهيب ..
ايها القادم من مسقط رأس أجدادي
و مسقط قلبي ..
أطلق سراحي من حريتي ..
خذني اليك
أجهز علي بحبك ..
هل ترضى بأن تموت امرأة مثلي
بغير خنجر العشق المستحيل ..؟


***

اني أحرضك على قتلي ..
فليجلبوا حروفي بعد مصرعي
كأحد الشهود على براءتك
من هدر دمي
على أرصفة الغربة ...




رقي لـ غادة السمان


:
,


واستراحَ الشـوقُ منـي ..
وانزوى قلبي وحيداً ..
خلف جدرانِ التمنـي
واستكانَ الحـب في الأعماقِ
نبضاً .. غابَ عنّـي
آه يا دنـياي ..
عشتُ في سجني سنيناً
أكرهُ السجانَ عمري
أكره القيدَ الذي
يقصيك .. عني
جئتُ بعدك كي أغنّـي
تاه منّـي اللحنُ
وارتَجَفَ المغنّـي
خانني .. الوتـر الحزين
لم يعُد يسمعُ منّـي
هل ترى أبكيك حباً
أم تُرى أبكيك عمراً
أم ترى أبكي .. لأني
صرتُ بعدك .. لا أغنـي


من روائع : فاروق جويدة








و هو في حيرته رن هاتفه الشخصي فـ إعتذر عن طوق الياسمين الجذاب ليجيب على رفيقه ،
ما إن رفع الخط وصله صوت علي : عممممر انته بالمستشفى ؟



أجابه : إي خير ؟؟



أجس بزفراته القوية : أقلك اني حيييل مخبوص مدا اعرف راسي من رجلي ،، مية شغلة ببالي ، ' و بزفرة اشد من سابقاتها ' استغفر الله



عمر : أبو حسييين قول يا الله ،، شبيك لتأذي نفسك بالتفكير ، شفت رح يبقى هذا حاالك لحدما ترجع البنية ،، مو قلنالـ ـ ..!




قطع حديثه بحدة : و قلتلكم ما احط ايدي بإيد كتااال خواتي
ثم اردف : أقلك شفت لينا اليوم ؟ دير بالك عليها كل شوية روح شوفها


بهدوء : طول عمرك راسك يابس ، إي شفتها ، ميخالف



هذه المرة جاءه صوته متوترا : زين هذا ضرغام مشفته ؟؟ إذا تشوفه روح احجي وياه و قله انته صديقي و اني اريده يمرلي للبيت ، زين ؟؟



بتوجس : ليش ؟



بإرهاق : عمممر هم لينا شيب راسي ،، خلي ازوجها واخلص لا...!!



هذه المرة هو من قام بمقاطعة حديثه : إنتتته شدتحجي ؟؟ من كل عقلك ؟؟ علي وين قاعدين احنه ؟ و بعدين ' بريبة ' هية .... موافقة ؟؟



بحدته ذاتها : توافق متواافق طبها مرررض اني ابقى شايل همها فوق جتااافي لـ شوكت ' متى ' ؟؟ و منو قلك اني رح اطلع سالم من هالمصيبة ؟؟ لازم اتطمن عليها على الاقل



لم يصدق مدى جنون رفيقه : عللللي خواااتك ماتوووا ،، الله يرحمهم ،، كلنا نتمنى نموت بدون ذنب بلكت نصير شهداء وانته دتنبش ' تبحث ' بموضوع ماله حل ،، تريد تموت اختك اللخ هم ؟؟ هية بس هاي بقتلك .. لك خااااف الله بيهااا



غضب بل و فقد كل ذرة عقل لديه : عممممر اكل *** ،، قااابل اني فرحااان ؟؟ اني ابو ابوية محرووق من القهر ،، ما اعرف شسوي ماااعرف .. وهاية الثولة بس تعاااند ،، و بعدين الي يسمع حجييكم يقول دا ازوجها سكييير طايح حظه ،، شو الرجال مبين عليه ابن ناس واخلاقه عالية و كل الي تتمناه هية بيه ،، بعد شكو تتعيقل براسي و تقول لأ ،، خلي تووولي هاي بس تريد تتلوق ،، شوف اذا مقلتله انته اني رح اجي للمستشـ ـ !



أسكته بذات الغضب : تخببببلت ؟؟ تريييد ترخص اختك لهالدرجة ؟ تجي للرجال و تقله تعال تزوجها .، علي لك رح تندم بقد شعر راسك على الي دتفكر بيه ،، و بعدين هية مو رح تبقى ببيت عمكم ،، شكو شايل حملها ؟ هاهية عوفها



علي : مررح ترتااح ،، أعرف اختي محد يتحملها ،، و لا هية تتحمل اي شي ، و اكيد يومين و تختنق ،، على الاقل تتزوج واحد شاريها و رايدها و تأقلم حياتها وياه

ثم اردف : و اني مدا ارخصها ،، ماااعااااش الي يرخص بت صفاء واني موجود ،، الرجال رايدها و كاتل روحه عليها ،، أني حجيت وياه وافتهمت هالشي وهو بس ينتظر الاشارة حتى يتقدم رسمي وانته رح تنطيه هالاشارة هاي



بحدة تكلم : لو الدنيا تنقلب ما اسويها واني ادري هية مموافقة ،، مو بكيفك تلعب بيها ،، حرام عليك هية شعدها غيرك



بـ صوت هادئ و بشكل مفاجئ تحدث : بالضبط ... شعدها غيري ؟ ماعدها غير رحمة الله ،، و اني ماريدها تتبهذل اذا صارلي شي ،، ما اريدها تبقى ببيت عمامي يومية يم واحد لحدما يذبوها على اول خطيب ،، ما اريد اهينها عمر



ما هذا التناقض : شنو هالحجي هسة ؟ صارلك ساعة تحجي و تريدها تتزوج ضرغام بدون موافقتها شنو فرقك عن عمامك ؟؟



بجدية تحدث : صارلك 3 سنين تطبق بهالمستشفى ،، شفت عليه شي ؟؟



بصدق يكاد يقتله تحدث : لأ



علي : سمعت عنه شي مو زين ؟؟



عمر : لأ



بنفس الجدية : لعد ليش مدتقبل ؟؟ لتقلي لإن هية مموافقة ،، عمر .. ثاني و اخر مرة أسـألك هالسؤال ،، بما إنك متريدني اغصبها على ضرغام ، ، زين .. مستعد تاخذها انتتتته ؟ عمـــررر تريد لينــآ ؟



إنهآرت قلاع التماسك التي يجبر ذاته لتكون سجينة لها ، سقطت احجارها الكبيرة واحدة تلو الأخرى لتتركه يتخبط هنا و هناك عله يجد لنفسه منفذا ،

لكن من المستحيل له ان يستطيع الهرب من هكذا حطام من غير ان يحصل على اصابات جسدية و نفسية !

قرر التحدث ،، فالصمت إن طال سيرخص ، تمتم بـ صوت أجوف : شدتحجي انته ؟!



اما ذلك ،، فما إن نطق حروفه حتى شعر بالندم يحاصره من كل جانب ،، فبات يحرك رأسه تارة الى اليمين و اختها نحو اليسار ،، لم يصدق كيف هربت الحروف من عقله نحو لسانه مباشرة من غير ان ينقحها قليلا ،، يريد مخرجا مما قال
فـ حتى و إن كان يستقتل من أجل الحفاظ على حياة إخته فلا يجوز له عرضها على رفيقه المتزوج ،، رغم إن قلبه واثقا من حب يتغلغل في اعماق الـ ' عمر '
كان عليه التريث قليلا لـ يبادر ذلك بالطلب .

و لكن بما إنه دخل الدوامة ،، عليه ان لا يتراجع
هدأ صراخ ضميره و جاء صوته مشوبا بجدية خالصة : الي سمعته ،، اني لازم اقرر مستقبل لينا قبل ليفوت الاوان ،، و بما انه انته مدتقبل تساعدني بضرغام و لا موافـ ـ ـ...!!



قطع حديثه بنفس الصوت الفارغ : واني شعلية ؟ هية اختك لو اختي ؟ تريد تنطيها لضرغااام انطيـ ـها ،، بس اني ما اسـآعدك !



عاد ليزأر : و لييييش متساااعدني ؟؟ إنتتتته قلت الرجااال مااابيه شي ،، يعني فرررصة



هم بمقاطعته مرة اخرى : و إنتتته قلت هية مموااافقة عليه ،، و المفروض متجبرها ،، هذا زواج يعني عمر مو لعب جهااال ،، و لا فترة قصيرة تحطها يمة و بعدين من كلشي يرجع طبيعي تاخذها ،، علي الزواج لازم عن قنااعة


بسخرية حادة همس : الي يسمعك يقول حضرتك مقتنع بزواجك ؟؟ شو من عقدت لليوم عبااالك ميت ،، و هسة اني دا انطيك فرصة ذهبية ،، قتلك اذا تريدها انتـ ـ ـ!




قطع حديثه و قلبه يكاد ينفجر بـقنابل موقوتة اوشك عدها التنازلي على الانتهاء : عللللي كااافي ،، انـ ـ ـي متزوووج

بلا مبالاة مصطنعة : عادي المتزوج يقدر يطلق و يقدر يتزوج بعد


الى هنا و قف يا عديم الأحساس : علي بت العالم مو لعبة يمي ،، ما رح اطلقها و ماكو شي يجبرني



بإستجواب سريع : لو مجنت متزوج ، تاخذها ؟


يكفيك إيلامي يا أخا لها برابط الدم
و لي برابط الروح !

اما انتهيت من غرس يديك في احشاءا اصبحت رخوة ، تحاول بكل ما اوتيت من قوة اقتلاع جذورا لحقائق امتها او بالاصح اجبرتها على السبات في اغواري لإتخلص من أعراضها الجآنبية الحادة !


عاد علي ليقول : فكر بالموضوع مناا للعصر ،، و امرلك للمحل اريد اعرف جوابك !



نعم إنها خطبة رسمية ،، لقد خطبني اخاها لها هه
يال سخرية العمر !!
شيئا واحدا لا يستطيع فهمه
لم ترفض ضرغام العاشق ؟!
أليس هو بفارس مغوار يحمل احلامها فوق كفيه ؟
و فوق ذلك هنالك رسالة رفيقتها تلوح امام عينيه و كإنه يقرأها الآن ؛
كان محتواها بأنها ترغب بالموافقة و لكن هنالك ما يمنعها ،
إذن هي ترغب ذلك الرجل !!!!!!
تبااااااااا لهاااااا تبـاااا !



هتف قبل ان يغلق الخط : انتتتتظررر ،، لك شبيك علي ؟؟ اني متزوووج



بتهديد تحدث واثقا من تخوف رفيقه : هاهييية لعد ،، اني اصلا عندي رقم ضرغام بس قلت الموضوع مو مال تليفون بس ما دام انته متريد تساعدني وهية متريد تروح تقله يجي يخطبها ، فـ لعد أني اخابره اليـوم .



تصلب حجابه الحاجز ،، فلا زفير او شهيق يريح احتقان رئتيه من ثنائي اوكسيد الكاربون ،،
سيختنق .. إن إستمر بسماع هذا الأحمق سيختنق حتما : إنته ويين هسة ؟؟



اجاب بهدوء مفاجئ : وين يعني ؟ بالمستشفى


كور قبضته و الحروف تأبى الخروج من بين شفتيه ،، ما يريده الآن هو لكمة نحو أنف ذلك المتعجرف تريق له دما فاسدا يملئ رأسه بالترهات : من يخلص دوامك روح قبل للمحل و نتفاهم عود



نصف إبتسـآمة ساخرة ومائلة ارتسمت بإحد جانبي فمه : عفية .. فكر زيـ ـ ـ..!!



لم يكمل كلمته الهازئة فـ يبدو ان العمر قد ثار عليه فأغلق الخط بوجهه غاضبا و ناقما !

بينما الأخر فما إن أغلق الهاتف توجه مباشرة نحو احد الكراسي المخصصة للمراجعين ،، جلس بإعياء و الهاتف مازال معلقا بين انامل متعبة !


اخرج زفيرا حارا وهو ينظر امامه بشرود
إني عطش ،، عطش جدا ،، و لن يروي ضمأ سنيني غيرها هي
فتاتي الحبيبة
سيدة عمري
و إمرأة زورت اوراقي لتمتلك قلبا ينبض بداخلي بالإحتيال و الخديعة
إمرأة لا يهزني سـوى اسمها ليطرب اسماعي
و لا يؤلمني غير طيفها ليثير اوجاعي
حبيبة العمر كيف ارفضك ؟
كيف انطق بـ ' لا ' من شأنها أن تدمر عضلة لساني فأقعد بعد ' لاءك ' ابكما لا اهمس ببنت شفة !

لساني هو سيفي
فـ كيف عساي أن اسيل دمي بسيفي ؟
أ اقولها ؟
ايعقل ان امتلك من القسوة الشرسة لأرفض حلما لي ؟
حلما يعانق مسائاتي فيحتضن صباحاتي ؟
إنتي كل شئ
و لطالما كنتي !

هل لي ان امزق نفسي و إنتي التي بي ؟
' لا ' أم ' نعم ' .. حروف معدودة من شإنها أن ترسلني نحو الجحيم
جحيمك ' انتي ' و الـ ' لا انتي ' !
فكلا الكلمتين نهايتهما سيان
اما احترق بك ،، أو أحترق بدونك
تعالي و اخبريني ما افعل !

أ أنسى امرأة ملكت أسمي ؟
إمرأة اقحمتها في حياتي علها تنسيني عشقا سرمديا و مرضا مزمنا يهتك بجسدي
حسنـآء لها من الـ كل شئ ، كل شئ !

زينب !
ما عساي ان افعل بك اكثر مما فعلت ؟

يارب !
لك حكمة و ارادة بـ كل ما يحدث
كلمة إنسلت بخفة من بين شفتيه لتخرج مرهقة : يارب


ادار وجهه يمينا حيث صوت ياسمين يجبر اي رجل على الإنتباه ،
كانت تقف بالقرب و تحادث إحدى الفتيات بإبتسـآمة بشوشة و ضحكات ' صاخبة ' بين الدقيقة و اختها !

ما إن رأته ينظر نحوها حتى هدأ صوتها و زينت ملامحها ابتسامة من نوع اخر
تحمل خجلا و إعجابا واضح


عجبا لك ايها القلب
فـ بوجود زوجة تملك كل مقومات الجمال
و فتاة تمتلك من الاثارة و الانوثة ما تكفي للإطاحة بقلب اي ذكر ،

و ها أنت ترفض نبضا لا يصاحب بإسم اللين ،
ا هذا يسمى حبا ام عشقا ام جنونا فـ هيام ؟
و ما الذي حصدته من هكذا حبا لأستمر بسقيه بإرادتي تارة و بدونها اخرى !


عجبي لنفسي !!



وقف بـ بطئ و امتدت يده بالهاتف ليدخله جيب قميصه ،، ثم انتزع نفسه من احضان الرداء الطبي الابيض ليحمله بإهمال شديد و يتوجه نحـو اللا مكان !

لن يحتمل البقاء هنا و التفكير اللا جدوى منه

تبا لك علي ،،
تبا لك و لقلب يرفض ان يتحلى بالشجاعة اللازمة لينطق الحق بحق نفسه


ماذا علي أن أفعل ؟
إلهي .. وجهني نحو الصلاح
يارب
إرأف بعبد لك ليس بمقدوره أن يظلم احدا
و لا ان يظلم نفسه
اختر لي الخير حيث كان ثم ارضني به يارب






.
.
.







تمنت ان يرحمها عقلها و يوعز لخلاياها بالاغماء او النوم او حتى الموت
المهم ان لا تبق تعاني هكذا طيلة الوقت حتى تصل لمنفاها
رضيت ان تعاقب بجرم والدها و حجتها تريد له الندم ،، و لكن هل ستكون لتضحيتها هذه قيمة ؟!
و ماذا سيحصل إن حدث العكس و قام والدها بـ قتل علي و انصاره ؟!
ستكون حينها قد خطت بأناملها طريقا وعرا ليسلكه اباها بجور و حقد



التفكير ارهقها لدرجة الجمود ،،
ليس بمقدورها فعل شئ سوى المشاهدة بصمت .. تساق نحو مصير غائم و هي كـ واحدة من قطيع اغنام تحدو ورائهم بإستسلام
تعبت
كل جسدها ينبض بها بألم
عينها اليمين تإن وجعا ،، ليصرخ بها جانب وجهها الايسر بوجع اكبر

شكلها يثير الشبهات و الشفقة جدا ،،
حاولت قدر استطاعتها اخفاء وجهها بكف يدها و كان امرا متعبا بحق
عندما اقتربوا من الاراضي الزراعية وصلها صوت جدة ذلك الثائر لدم اختيه قائلة : يوم الن مو هالبستان ، الوراه ماالتنه ،، إمششي و اني ادليك ' أدلك '



هز رأسه بخلق لطيف : زين بيبي .. ما اوصيج بعد على نفسج و البنية



بنبرة لم ترتح لها تلك القابعة في الخلف أجابت : لتوصي



هو ايضا شعر بعدم استحسان الجدة لهذه الفتاة ،، و بالتأكيد تمتلك مطلق الحق في ذلك ،، فالقصة التي لفقها الاحمق علي قد اساءت و بشدة لهذه المجار عليها
كان الله بعونها حتى يتخلص علي من الشياطين المستمتعة بتصرفاته اللا رحيمة

الطريق بين كل هذه الاشجار ،، يمتاز بمنظر يفوق الوصف لروعته .. و بـ عبق الروائح التي تشق الانوف ،
و على رأسها روائح الحمضيات و بالاخص البرتقال الذي تشتهر به هذه المحافظة ،

و لكن هذا كله بالنسبة لإناس طبيعين و حياتهم أمنة ،، أما هي فكادت تختنق بتلك الرائحة التي من شأنها أن ترمي بها نحو الهلاك

دهاليزا بين اراض زراعية لا توجد لها خريطة ،، حتى و إن قررت الهرب فعلا سترمي بنفسها نحو التهلكة
هنا .. ستقتل و تدفن و لن يعلم احدا بإمرها

رجفة سرت بين حناياها فأمطرتها رهبة !
حاولت التماسك ،، فهي قد ادخلت نفسها ' بلا ارادة ' بلعبة خطرة ،، و عليها ان لا تنكسر من الان ،، فالطريق امامها طويلا جدا



عندما وصلوا البستان ،، أو بالأحرى منزل الجدة في هذه الارض
فهي لم تتوقف عن كلمات الحنين و هي تتابع ارضها بـ شوق جارف
منذ سنين طوال انتقلت لـ بغداد و لكنها لم تنس يوما ارضا ترعرعت بها طفلة !

كان منزلا ذو حجم متوسط ،، يقبع قربه اخر بحجم اصغر ،، و يبدو ان الصغير مغلق منذ زمن
اما الاول فأثار الحياة تبدو عليه


اطفأ آلن محرك السيارة و كلمها مباشرة : يللا بيبي ،، نزلي شبعي من ريحة قاااعج ' أرضك '


إستشعرت الخيفة من قوله ،، يريد للجدة النزول من اجل الهرب بها و قتلها بين جنبات النخيل و الاشجار ؟؟


نزلت الجدة و هي ايضا حركت يدها بسرعة نحو مقبض الباب فسمعته يتحدث سريعا : لحظـــة بس ،، تفضلي



جمدت يدها عن الحراك فإلتفتت برأسها نحوه ،، وهو اكمل بعد ان ادار بجسده نحو الخلف : جبتلج موبايل اذا تحتاجين اي شي ،، بس خابريني ،، معليج بعلي اعتبريني اخوج ،، والله ما رح يصيرلج شي



حرك بيده قليلا ليحثها على اخذه ،، فخرج منها همسا متوترا : إذا علـ ـ ـي عرف ....!!



أكمل عنها : قتلج معليج بيه ،، ' إستطرق ' و ترة هوة شقد يريد يأذيج ميقدر ،، لتخافين منه ،، و صدقيني مارح تبقين هنا هواية ،، أني و عمر و لينا رح نبقى نلح عليه لحدما يرجعج لأهلج


ثم اردف بعد ان اخذت منه الهاتف : الخوف الصدق عليه هوة و اخته ،، اذا اهلج عرفوا شي لو شموا خبر عن الموضوع هوة الي رح يروح بيها


ارتجفت عضلة لسانها و عظام فكيها اصطكت ببعضها و هو زفر بحذر ثم استدار امامه : سجلتلج رقمي اني و عمر و لينا ،، بس ارجوووج ،، أترجاج متخابرين اهلج ،، أعرف والله اني دا اجازف حيل و احتمال جبير تخونين الثقة و تخابرين اهلج ،، بس حطي ببالج لينا و علي ،، و اكيد انتي ادرى مني انو اهلج رح يكتلوهم ،، ماكو داعي اقلج !



ضغطت بالهاتف بين يديها ثم قررت بسرعة وهي تشعر بالتيه : لأ ،، ما اريده ،، أني مضامنه نفسي ،، يمكـ ـ ـن أختنـ ـق و اخـ ـآبرهم بدون وعي ،، يمممكن أسبب للينا واخوها مصيبة بلحظة ضعف مني ،. و ما اريد اكون ناكرة جميل



نظر نحوها في المرآة و ابتسـم لها ابتسامة لطيفة جدا وهو يراقبها تمد يدها بالهاتف
لم يعلق او حتى يناقشها ،، إستلمه منها من غير ان يلتفت ،، و ما ان نزلت رمى بالهاتف بجيبه هامسا : والله علي صدق يحجي ،، هالبنية مارح تنهزم ولا رح تضره بشي



اخرج هذه المرة هاتفه الخاص الذي رن بإحدى الحان أغاني فيروز ،
أجاب فور رؤية صورة رفيقه بإكفهرار ملامحه و عقدة حاجبيه الشبه دائمة : هستوونة ' للتو ' وصلنا ،، شلون مسنترها أنتة ' جبتها بالسنتر' و هسة خابرت



استجوبه : يمك احد ؟



راقبها تقف قرب الجدة التي تحدثها بأمر ما : لأ ،، أقلك ،، تره هالبنية ذهـــب



يحمد ربه هذا الـ آلن إنه بعيدا بأميال و الا كان سيدق عنقه : طبعا عليمن ' على من ' تطلع يعني ؟؟ ذهب بت ذهب ،، إسكت الن لتخليني اهيج ' أثور ' عليك ،، هسة وين انته ؟؟
إستطرد : يللا ارجع ،، بس ارجع وصي بيبيتي متجيب طااااري لخوالي شي ،، هية مثل ما اتفقنا خلي تقول بت صديقتها صخاام اي شي ، و .... !

أردف بغيظ و غضبه يفتك بعظامه فتكا فتراه لا يصطبر قليلا ليسمع رد رفيقه : أو أقلك انطينياها اني اريد احجي وياها



بإبتسامة لعوب : بيبيتك ؟


بنفس الغيظ : انجججب ،، ييلللاااا أنطيني بت الكلب !



ضحك بـ شقاوة تشابه تلك التي يمتلكها الاطفال وهو يترجل من سيارته ،، همس يغيظه : على كيفك يمعود رح ينفجر شريان براسك ،، و ها صدق ترة إنطيتها موبايل



فعلا كان رأسه على وشك الانفجار من الغضب ،، لكنه افرج عن نفسه بصرخة جعلت الجميع من حوله في حديقة المشفى ينتبهون له : لك لااا ياحيوااااان ... صدق والله ؟؟ آلـــن احرررقك ،، اخذذذه منهااااا لترووح تسويلنا مصيييبة



اكمل بـ ذات الضحكة وهو ينقل نظراته نحوها خائفة و مرتعبة ،، اعانها الله و امدها بالصبر فقط كي تحتمل جنونا كـ جنون علي : هييي زقنبووت ' سم ' كاافي صياااح ،، ماكو حيوان غيرك ،، اصلا مجان بيه سيم كارت ' شريحة ' ،، بس ردت اختبرها و بصراحة نجحت و بتفوق همين ' أيضا '

ثم اردف : مع العلم انته متستاهل واحد يهتم بيك و يخاف يصير لك شي !



هدأت ثورته ،، بل تلاشت ،
همس بإقتضاب : شسوت ؟



إستدار ليتكأ بظهره على باب السيارة : مسوت ،، بس رجعته و قالت ما اريده اني مضامنة نفسي اخاف فد يوم اتأذى و اخابر اهلي بدون احساس و بعدين الحمار الي هوة انته رح تنضر !



كان كلامها كـ كوب من الشاي الأخضر يجعل الاعصاب تتراخى شيئا فشيئا حتى تهدأ تماما ،، إلا إنه رفع حاجبه مهددا قبل أن يستسلم لذلك من تراخي : قالت حمااار ؟؟



فلتت ضحكته بصخب وهو يشتمه بإلفاظ رجالية بحته ،، ثم التفت نحو الجدة الحاملة للكثير من طباع حفيدها العنيد حيث صرخت به من مكانها : ولك اسكـــت فضحتناااا !



لم يسكت ،، بل ازدادت وتيرة ضحكه غير آبه حتى بـ صوت علي الذي يبدو انه سيصاب بنوبة سكر او سكتة دماغية إثر غضبه و صراخه

خاف أن يحدث ذلك فعلا فـ حاول التماسك و لكن الكثير من الضحكات المبتورة كانت تفلت بين جمله : لاا هههه ،، يعني انتته عفت كل الحـ .. ههههه الحجي ،، و لزمت الحمااار ههههههه لك صدق حمااا،، ههههههه !



بحدة وجدية تحدث و حروفه تتضارب ببعضها تتنافس فيما بينها لتخرج ايا منها اولا : الللن شقد طاايح حظك ،، إنطينيااااها يللاااا




لقد لعب بإعصابه جدا ، و جدا
و يكفيه هذا حتى الآن
لديه الكثير من الوقت كي يسخر منه و ينتقم لنفسه ، فسيذكره مرارا و تكرارا بما فعله حينما علم بأمر زواج سلاف و من ثم ولادتها لولديها الواحد تلو الأخر

هذه هي علاقتهما ،
فهو دوما المرح
و عمر المتفهم
و علي الناقم


و كان عمر هو حلقة وصل بين نقم ذلك و مرح هذا ،، فلا ألن يتقبل غضب علي و لا الأخير يتقبل سخافة ألن حسبما يرى
وحده عمر من يستطيع تقبل كلاهما بقلبه الكبير و اخلاقه العالية !



اقترب من النسوة ليقول معتذرا : عيني بيبي اسفييين
أردف محدثا جلنار وهو يقدم الهاتف نحوها : هاي علي يريد يحجي وياج



انفرجت شفتاها بصدمة !
ماذا يريد بعد ؟
أما يكفيه ما فعل ؟!
أيريد رميها بسهام سخرية و تهديد أخرى ؟!

لقد ضاقت ذرعا به من رجل خال من المشاعر الانسانية ،


أخذت الهاتف و عينها تنتقل بتردد نحو الجدة التي احتدت ملامحها قائلة لآلن : شيريد منها ؟!



آلن ابتسم يمحو غضبها : شمدريني ،، يللا تعالي شوفيني بيتكم ،، والله لو بيدي ابقى ما ارجع ، الهوا هنا يرد الرووح



ابتعدت جلنار عنهما و الجدة تتابعها بغيظ ،، التفتت لآلن عندما شعرت بيده فوق كتفها : وخرر ايدك ولك ،، و قلي بسرعة ابن سعاد شيريد من البنية ؟؟


فقد كل ذرة للتماسك و خر ضاحكا من جديد ،،
اما هي فـ عقدة حاجبيها تراخت شيئا فأخر ،،
أجبرها على الامتثال للسلام والهدوء بسبب روحه المرحة ،، تركته حتى انتهت نوبة ضحكه ثم اردفت : شبيك ولك ؟؟



بـ اطياف الضحكة اجاب : إحم هههه .،، طول عمري اريد اعرف اسم ام علي ،، يعني عمر مفضوح المسكين بس ابن بتج محد يعرف عنه شي الكلب ،، والله لو يموت ميعترف بشي ،، من جان صغير نذل لهسة




ضربت كتفه ناهرة : وللللك ؟؟ نسييت اني بيبيته ؟؟ ارووحله فدوة ان شاء الله عاقل و رااكز خوما مثلك !!



هو من سيصاب اليوم بنوبة دماغية بسبب ضحكه هذا ،، التقط انفاسه بصعوبه : اااااه بيبي شنو هالرزااالة ' التعنيف ' المحترمة ؟ هيجي واقع من عينج اني علمود الضحك ؟؟ ههههههههه ' إستطرد ' بس عليج الله كااافي رح اموووت ،، هههههههههه أوييييلي ياااابة متتتتتت !




قالها و هو يمسح فوق صدره و وجهه متضرج بإحمرار قان ،، نطقت الجدة مشيرة نحو جلنار غير آبهه للون وجهه المخيف ،، فبشرته الناصعة البياض قد تحولت لـقطعة بلون الدم : اقلك بيبي اني خايفة على علي ،، ولك هذاا زمال دمه حار بس لا يفوت بمصيبة من ورة هالبنية ،، و أخاااف اصلا فايت ' داخل ' واني على عمه عيني سااعدته بدون ما ادري شي



تغيير منحني الحديث جعله يركز و الجدية الخفيفة طغت على صوته : لتخافين ان شاء الله ماكو شي ،، تره الموضوع عادي ،، و بعدين محد يعرف البنية يم علي
اكمل بإقناع : و اهلها يدرون هية مهزومة مرح يسووله شي



بنباهة سألت وهم حتى الان يقفون خارج المنزل : ياخووفي متورط وياهه هوة ؟ ولك والله قلبي مثل النااار عليه

و قبل ان ينطق بشئ استطرقت : يوم عليك الله قلي ،، هوة عنده علاااقة بالبنية و اهلها عرفوا ؟ زين اذا هيجي خلي يتزوجها و يفضها


سعل لإبعاد ضحكته التي على وشك ان تفلت منه ثم اجاب : لاااا وين اكو هيجي شي ،، ميعرفها ولا هاي ،، هية البنية شافته مبين رجال و ادمي قالت هوة هذا الشهم الي حيساعدني خلي ارووح اقله



اسلوبه الساخر جعل الجدة تضربه من جديد فإعترض بـ : أيييي ،، يوووجع ولج كااافي



ضربته مرة اخرى : ولج بعييينك ادب سزززز ،، عززة بعيني شلون رجال انتتته عبالك زعطوط



لم يكن له بدا من الضحك من جديـد متقبلا بصدر رحب اهاناتها و مستمتعا جدا بإغاظتها





؛






هكذا شـآء الـ ' قدر '
................... أحببت قلبـآ من ' حجـر '[
B]
[]






أما تلك !


فما إن توسد الهاتف اذنها سمعت ضجة من حول ذلك الثائر ،، تحدث بعد حين : ليش متحجي بت قاسم ؟


أ لا يسئم نداءها بهذا الأسم ؟
متى سيعلم انها و إن كانت ' بت قاسم ' فهي ايضا لها اسم و انجازات عملتها من غير اي تدخل لذلك الـ ' قاسم ' الذي اذلها فأمست مناداتها بإسمه اقرب لضربها بسوط من نحاس !


عاد ليستطرد : شوفي ،، حجي زاايد وية بيبيتي ما اريد ، إنتي مو تقولين مريضة ؟ المريض النفسي يحبس نفسه بغرفة و ينجب و يسكت ،، و التليفون مالتها هم متوصلين يمه



زفرت هواءا حارا شعر به يصله فيحرق طبلة اذنه بنار تصلى ،، توتر قليلا ، إنه يرغمها على فعل الكثير ، و بهذه الطريقة قد تتنمر و تثور معترضة
و إن لم تفعل ،، فهي بشر بدم و لحم و قد تفقد طاقة الصبر قريبا لتدخل معه في متاهات الخطر ،، لن يقسو اكثر هذا ما قرره داخليا الا ان سخريتها وهي تقول ' والاكل والشرب هم ممنوعين ؟ ' قد ضربت بقفا احد شياطينه لتجعله يثور من جديد : زقنبوووت ،، احجي عدل و لا تعوجين حلقج ،، مو زين مني مـ ـ ..!



كانت حانقة وجدا ، لم تهتم لإي من قوله ،، فبكل الاحوال ليست لديه قوة خارقة تؤهله للإنتقال عبر سماعة الهاتف و المجئ لـ قتلها : والله لو مخليهم يكتلوني بشرف احسن من هالمذلـ ـ ـ..!



اغضبته فتحدث من دون قصد : منو قال بشرف ؟؟



إهتز جسدها فشعرت بإناملها تتساقط من شدة الارتجاف ، أليم ما قاله ، أليم حتى النخاع !
و يبدو إنه لم يكن افضل منها بكثير ،، فإستوعب شدة قوله و اردف هادئا : لتستفزيني احجي حجي مو بمكانه ،، تدرين اني عصبي و الحجاية الوحدة تخليني افور
إستطرق : المهم ،، كم يوم و اجي اشوف الوضع يمكم ،، و مثل مقتلج ما رح يصير لج شي من بيبيتي ،، و خوالي و ولدهم ما اريدهم يشوفوج و يبدون يسألون عليج و لغوة ' ثرثرة ' طويلة ،، هية بيبيتي تحجيلهم عليج وهاهية .. بس إذا شافوج رح تكبر السالفة



و كإنه يريد تقديم الاعتذار لها بمجيئه لرؤية الوضع ،، من أخبره بإن ذلك المجئ فعلا سينسيها مرارة قوله ؟
أ تراه يعلم عما يخالجها من شعور بوجوده ؟
أ يعلم عمن تقاتل نفسها و ما تهوى كل ساعة بل كل دقيقة ؟


لم تتحدث و سمعت تنهيدته الحادة : هسة شلون مرح تحجين ؟



همست لتستغل خطأه بحقها : اريد اعرف اي شي عن اهلي ،، اي شي



لقد نبهته توا عن شئ مهم بالفعل ،، عليها ان لا تشاهد التلفاز في هذه الايام حتى لا تعلم شيئا عن اخبار ذويها ؛
فإن علمت بالتأكيد ستثور به و ستقوم بأكثر الاعمال جنونا

اجابها وهو يدخل يده بجيب بنطاله دافعا بطرف رداءه الطبي للخلف : مو اختي الثولة قلتلج زينين ؟


تقصد ان يتكلم بذات الاسلوب المستهتر حتى تصدق قوله ،، سيغطي الموضوع كيفما كان حتى تتبين نهاية والدها ،، فإن مات لا رحمة الله عليه ،، سيعيدها لـ والدتها
فهو لا يريد سوى احراق والدها و الاحمق زوجها ،، و لا يرغب بـ فطر قلب والدتها الا ان الامر يستوجب ذلك
فوالدته قد فطر قلبها رغم انها تستحق ،، فهي من تواطئت مع عبد الملك و افعاله السفيهة من اجل المناصب ، و من الممكن ان تكون والدتها هي الاخرى كذلك ،، فتستحق ان تشعر بالالم قليلا !




تحدث بعد وهلة : انطيني آلن .. بسرعة



من غير ان تستطرد بشئ تحركت عائدة نحو الجدة و آلن و مدت بالهاتف نحوه بشئ من الارتياب
كانت الإبتسامة مرسومة فوق محياه لتعطيه طابعا لطيفا محببا للقلب ،، تحدث وهو يبتعد : ها ابو حسين ؟!



بإستعجال امره : بسررررعة تروح تخرب الستلايت ' جهاز الاستقبال الخاص بالتلفاز ' ،، مااااا اريدها تشوف الاخبار وتعرف اهلها شبيهم








.
.
.



[/B]

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t189827.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ذ¯ذ½ذ´ذµذ؛رپ This thread Refback 05-10-14 12:13 PM
ط£ط¨ط±ظٹط§ ط­طھظ‰ طھط«ط¨طھ ط¥ط¯ط§ظ†طھظ‡ظ… ط§ظ„طµظپط­ط© ط§ظ„ظ‚طµطµ ط§ظ„ظ…ظƒطھظ…ظ„ط© ط¨ط¯ظˆظ† ط±ط¯ظˆط¯ This thread Refback 18-08-14 03:21 AM
ط£ط¨ط±ظٹط§ ط­طھظ‰ طھط«ط¨طھ ط¥ط¯ط§ظ†طھظ‡ظ… ط§ظ„طµظپط­ط© ط§ظ„ظ‚طµطµ ط§ظ„ظ…ظƒطھظ…ظ„ط© ط¨ط¯ظˆظ† ط±ط¯ظˆط¯ This thread Refback 01-08-14 12:45 PM


الساعة الآن 11:31 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية