كاتب الموضوع :
حلمْ يُعآنقْ السمَآء
المنتدى :
القصص المكتملة (بدون ردود)
بسم ' الله ' ربي
أحبتي :
الصلآة ثم الصلآة ثم الصلآة !
ثم متاع الدنيا الزائل
البرآءة الثالثة عشر
ذلك الرجل
الذي استطاع اقتحام مملكتي
على صهوة رسالة .. أحببته...
***
خارق العذوبة و الكبرياء
نقاء صحاري طهرتها الشمس
طوال عصور من اللهيب ..
ايها القادم من مسقط رأس أجدادي
و مسقط قلبي ..
أطلق سراحي من حريتي ..
خذني اليك
أجهز علي بحبك ..
هل ترضى بأن تموت امرأة مثلي
بغير خنجر العشق المستحيل ..؟
***
اني أحرضك على قتلي ..
فليجلبوا حروفي بعد مصرعي
كأحد الشهود على براءتك
من هدر دمي
على أرصفة الغربة ...
رقي لـ غادة السمان
:
,
واستراحَ الشـوقُ منـي ..
وانزوى قلبي وحيداً ..
خلف جدرانِ التمنـي
واستكانَ الحـب في الأعماقِ
نبضاً .. غابَ عنّـي
آه يا دنـياي ..
عشتُ في سجني سنيناً
أكرهُ السجانَ عمري
أكره القيدَ الذي
يقصيك .. عني
جئتُ بعدك كي أغنّـي
تاه منّـي اللحنُ
وارتَجَفَ المغنّـي
خانني .. الوتـر الحزين
لم يعُد يسمعُ منّـي
هل ترى أبكيك حباً
أم تُرى أبكيك عمراً
أم ترى أبكي .. لأني
صرتُ بعدك .. لا أغنـي
من روائع : فاروق جويدة
و هو في حيرته رن هاتفه الشخصي فـ إعتذر عن طوق الياسمين الجذاب ليجيب على رفيقه ،
ما إن رفع الخط وصله صوت علي : عممممر انته بالمستشفى ؟
أجابه : إي خير ؟؟
أجس بزفراته القوية : أقلك اني حيييل مخبوص مدا اعرف راسي من رجلي ،، مية شغلة ببالي ، ' و بزفرة اشد من سابقاتها ' استغفر الله
عمر : أبو حسييين قول يا الله ،، شبيك لتأذي نفسك بالتفكير ، شفت رح يبقى هذا حاالك لحدما ترجع البنية ،، مو قلنالـ ـ ..!
قطع حديثه بحدة : و قلتلكم ما احط ايدي بإيد كتااال خواتي
ثم اردف : أقلك شفت لينا اليوم ؟ دير بالك عليها كل شوية روح شوفها
بهدوء : طول عمرك راسك يابس ، إي شفتها ، ميخالف
هذه المرة جاءه صوته متوترا : زين هذا ضرغام مشفته ؟؟ إذا تشوفه روح احجي وياه و قله انته صديقي و اني اريده يمرلي للبيت ، زين ؟؟
بتوجس : ليش ؟
بإرهاق : عمممر هم لينا شيب راسي ،، خلي ازوجها واخلص لا...!!
هذه المرة هو من قام بمقاطعة حديثه : إنتتته شدتحجي ؟؟ من كل عقلك ؟؟ علي وين قاعدين احنه ؟ و بعدين ' بريبة ' هية .... موافقة ؟؟
بحدته ذاتها : توافق متواافق طبها مرررض اني ابقى شايل همها فوق جتااافي لـ شوكت ' متى ' ؟؟ و منو قلك اني رح اطلع سالم من هالمصيبة ؟؟ لازم اتطمن عليها على الاقل
لم يصدق مدى جنون رفيقه : عللللي خواااتك ماتوووا ،، الله يرحمهم ،، كلنا نتمنى نموت بدون ذنب بلكت نصير شهداء وانته دتنبش ' تبحث ' بموضوع ماله حل ،، تريد تموت اختك اللخ هم ؟؟ هية بس هاي بقتلك .. لك خااااف الله بيهااا
غضب بل و فقد كل ذرة عقل لديه : عممممر اكل *** ،، قااابل اني فرحااان ؟؟ اني ابو ابوية محرووق من القهر ،، ما اعرف شسوي ماااعرف .. وهاية الثولة بس تعاااند ،، و بعدين الي يسمع حجييكم يقول دا ازوجها سكييير طايح حظه ،، شو الرجال مبين عليه ابن ناس واخلاقه عالية و كل الي تتمناه هية بيه ،، بعد شكو تتعيقل براسي و تقول لأ ،، خلي تووولي هاي بس تريد تتلوق ،، شوف اذا مقلتله انته اني رح اجي للمستشـ ـ !
أسكته بذات الغضب : تخببببلت ؟؟ تريييد ترخص اختك لهالدرجة ؟ تجي للرجال و تقله تعال تزوجها .، علي لك رح تندم بقد شعر راسك على الي دتفكر بيه ،، و بعدين هية مو رح تبقى ببيت عمكم ،، شكو شايل حملها ؟ هاهية عوفها
علي : مررح ترتااح ،، أعرف اختي محد يتحملها ،، و لا هية تتحمل اي شي ، و اكيد يومين و تختنق ،، على الاقل تتزوج واحد شاريها و رايدها و تأقلم حياتها وياه
ثم اردف : و اني مدا ارخصها ،، ماااعااااش الي يرخص بت صفاء واني موجود ،، الرجال رايدها و كاتل روحه عليها ،، أني حجيت وياه وافتهمت هالشي وهو بس ينتظر الاشارة حتى يتقدم رسمي وانته رح تنطيه هالاشارة هاي
بحدة تكلم : لو الدنيا تنقلب ما اسويها واني ادري هية مموافقة ،، مو بكيفك تلعب بيها ،، حرام عليك هية شعدها غيرك
بـ صوت هادئ و بشكل مفاجئ تحدث : بالضبط ... شعدها غيري ؟ ماعدها غير رحمة الله ،، و اني ماريدها تتبهذل اذا صارلي شي ،، ما اريدها تبقى ببيت عمامي يومية يم واحد لحدما يذبوها على اول خطيب ،، ما اريد اهينها عمر
ما هذا التناقض : شنو هالحجي هسة ؟ صارلك ساعة تحجي و تريدها تتزوج ضرغام بدون موافقتها شنو فرقك عن عمامك ؟؟
بجدية تحدث : صارلك 3 سنين تطبق بهالمستشفى ،، شفت عليه شي ؟؟
بصدق يكاد يقتله تحدث : لأ
علي : سمعت عنه شي مو زين ؟؟
عمر : لأ
بنفس الجدية : لعد ليش مدتقبل ؟؟ لتقلي لإن هية مموافقة ،، عمر .. ثاني و اخر مرة أسـألك هالسؤال ،، بما إنك متريدني اغصبها على ضرغام ، ، زين .. مستعد تاخذها انتتتته ؟ عمـــررر تريد لينــآ ؟
إنهآرت قلاع التماسك التي يجبر ذاته لتكون سجينة لها ، سقطت احجارها الكبيرة واحدة تلو الأخرى لتتركه يتخبط هنا و هناك عله يجد لنفسه منفذا ،
لكن من المستحيل له ان يستطيع الهرب من هكذا حطام من غير ان يحصل على اصابات جسدية و نفسية !
قرر التحدث ،، فالصمت إن طال سيرخص ، تمتم بـ صوت أجوف : شدتحجي انته ؟!
اما ذلك ،، فما إن نطق حروفه حتى شعر بالندم يحاصره من كل جانب ،، فبات يحرك رأسه تارة الى اليمين و اختها نحو اليسار ،، لم يصدق كيف هربت الحروف من عقله نحو لسانه مباشرة من غير ان ينقحها قليلا ،، يريد مخرجا مما قال
فـ حتى و إن كان يستقتل من أجل الحفاظ على حياة إخته فلا يجوز له عرضها على رفيقه المتزوج ،، رغم إن قلبه واثقا من حب يتغلغل في اعماق الـ ' عمر '
كان عليه التريث قليلا لـ يبادر ذلك بالطلب .
و لكن بما إنه دخل الدوامة ،، عليه ان لا يتراجع
هدأ صراخ ضميره و جاء صوته مشوبا بجدية خالصة : الي سمعته ،، اني لازم اقرر مستقبل لينا قبل ليفوت الاوان ،، و بما انه انته مدتقبل تساعدني بضرغام و لا موافـ ـ ـ...!!
قطع حديثه بنفس الصوت الفارغ : واني شعلية ؟ هية اختك لو اختي ؟ تريد تنطيها لضرغااام انطيـ ـها ،، بس اني ما اسـآعدك !
عاد ليزأر : و لييييش متساااعدني ؟؟ إنتتتته قلت الرجااال مااابيه شي ،، يعني فرررصة
هم بمقاطعته مرة اخرى : و إنتتته قلت هية مموااافقة عليه ،، و المفروض متجبرها ،، هذا زواج يعني عمر مو لعب جهااال ،، و لا فترة قصيرة تحطها يمة و بعدين من كلشي يرجع طبيعي تاخذها ،، علي الزواج لازم عن قنااعة
بسخرية حادة همس : الي يسمعك يقول حضرتك مقتنع بزواجك ؟؟ شو من عقدت لليوم عبااالك ميت ،، و هسة اني دا انطيك فرصة ذهبية ،، قتلك اذا تريدها انتـ ـ ـ!
قطع حديثه و قلبه يكاد ينفجر بـقنابل موقوتة اوشك عدها التنازلي على الانتهاء : عللللي كااافي ،، انـ ـ ـي متزوووج
بلا مبالاة مصطنعة : عادي المتزوج يقدر يطلق و يقدر يتزوج بعد
الى هنا و قف يا عديم الأحساس : علي بت العالم مو لعبة يمي ،، ما رح اطلقها و ماكو شي يجبرني
بإستجواب سريع : لو مجنت متزوج ، تاخذها ؟
يكفيك إيلامي يا أخا لها برابط الدم
و لي برابط الروح !
اما انتهيت من غرس يديك في احشاءا اصبحت رخوة ، تحاول بكل ما اوتيت من قوة اقتلاع جذورا لحقائق امتها او بالاصح اجبرتها على السبات في اغواري لإتخلص من أعراضها الجآنبية الحادة !
عاد علي ليقول : فكر بالموضوع مناا للعصر ،، و امرلك للمحل اريد اعرف جوابك !
نعم إنها خطبة رسمية ،، لقد خطبني اخاها لها هه
يال سخرية العمر !!
شيئا واحدا لا يستطيع فهمه
لم ترفض ضرغام العاشق ؟!
أليس هو بفارس مغوار يحمل احلامها فوق كفيه ؟
و فوق ذلك هنالك رسالة رفيقتها تلوح امام عينيه و كإنه يقرأها الآن ؛
كان محتواها بأنها ترغب بالموافقة و لكن هنالك ما يمنعها ،
إذن هي ترغب ذلك الرجل !!!!!!
تبااااااااا لهاااااا تبـاااا !
هتف قبل ان يغلق الخط : انتتتتظررر ،، لك شبيك علي ؟؟ اني متزوووج
بتهديد تحدث واثقا من تخوف رفيقه : هاهييية لعد ،، اني اصلا عندي رقم ضرغام بس قلت الموضوع مو مال تليفون بس ما دام انته متريد تساعدني وهية متريد تروح تقله يجي يخطبها ، فـ لعد أني اخابره اليـوم .
تصلب حجابه الحاجز ،، فلا زفير او شهيق يريح احتقان رئتيه من ثنائي اوكسيد الكاربون ،،
سيختنق .. إن إستمر بسماع هذا الأحمق سيختنق حتما : إنته ويين هسة ؟؟
اجاب بهدوء مفاجئ : وين يعني ؟ بالمستشفى
كور قبضته و الحروف تأبى الخروج من بين شفتيه ،، ما يريده الآن هو لكمة نحو أنف ذلك المتعجرف تريق له دما فاسدا يملئ رأسه بالترهات : من يخلص دوامك روح قبل للمحل و نتفاهم عود
نصف إبتسـآمة ساخرة ومائلة ارتسمت بإحد جانبي فمه : عفية .. فكر زيـ ـ ـ..!!
لم يكمل كلمته الهازئة فـ يبدو ان العمر قد ثار عليه فأغلق الخط بوجهه غاضبا و ناقما !
بينما الأخر فما إن أغلق الهاتف توجه مباشرة نحو احد الكراسي المخصصة للمراجعين ،، جلس بإعياء و الهاتف مازال معلقا بين انامل متعبة !
اخرج زفيرا حارا وهو ينظر امامه بشرود
إني عطش ،، عطش جدا ،، و لن يروي ضمأ سنيني غيرها هي
فتاتي الحبيبة
سيدة عمري
و إمرأة زورت اوراقي لتمتلك قلبا ينبض بداخلي بالإحتيال و الخديعة
إمرأة لا يهزني سـوى اسمها ليطرب اسماعي
و لا يؤلمني غير طيفها ليثير اوجاعي
حبيبة العمر كيف ارفضك ؟
كيف انطق بـ ' لا ' من شأنها أن تدمر عضلة لساني فأقعد بعد ' لاءك ' ابكما لا اهمس ببنت شفة !
لساني هو سيفي
فـ كيف عساي أن اسيل دمي بسيفي ؟
أ اقولها ؟
ايعقل ان امتلك من القسوة الشرسة لأرفض حلما لي ؟
حلما يعانق مسائاتي فيحتضن صباحاتي ؟
إنتي كل شئ
و لطالما كنتي !
هل لي ان امزق نفسي و إنتي التي بي ؟
' لا ' أم ' نعم ' .. حروف معدودة من شإنها أن ترسلني نحو الجحيم
جحيمك ' انتي ' و الـ ' لا انتي ' !
فكلا الكلمتين نهايتهما سيان
اما احترق بك ،، أو أحترق بدونك
تعالي و اخبريني ما افعل !
أ أنسى امرأة ملكت أسمي ؟
إمرأة اقحمتها في حياتي علها تنسيني عشقا سرمديا و مرضا مزمنا يهتك بجسدي
حسنـآء لها من الـ كل شئ ، كل شئ !
زينب !
ما عساي ان افعل بك اكثر مما فعلت ؟
يارب !
لك حكمة و ارادة بـ كل ما يحدث
كلمة إنسلت بخفة من بين شفتيه لتخرج مرهقة : يارب
ادار وجهه يمينا حيث صوت ياسمين يجبر اي رجل على الإنتباه ،
كانت تقف بالقرب و تحادث إحدى الفتيات بإبتسـآمة بشوشة و ضحكات ' صاخبة ' بين الدقيقة و اختها !
ما إن رأته ينظر نحوها حتى هدأ صوتها و زينت ملامحها ابتسامة من نوع اخر
تحمل خجلا و إعجابا واضح
عجبا لك ايها القلب
فـ بوجود زوجة تملك كل مقومات الجمال
و فتاة تمتلك من الاثارة و الانوثة ما تكفي للإطاحة بقلب اي ذكر ،
و ها أنت ترفض نبضا لا يصاحب بإسم اللين ،
ا هذا يسمى حبا ام عشقا ام جنونا فـ هيام ؟
و ما الذي حصدته من هكذا حبا لأستمر بسقيه بإرادتي تارة و بدونها اخرى !
عجبي لنفسي !!
وقف بـ بطئ و امتدت يده بالهاتف ليدخله جيب قميصه ،، ثم انتزع نفسه من احضان الرداء الطبي الابيض ليحمله بإهمال شديد و يتوجه نحـو اللا مكان !
لن يحتمل البقاء هنا و التفكير اللا جدوى منه
تبا لك علي ،،
تبا لك و لقلب يرفض ان يتحلى بالشجاعة اللازمة لينطق الحق بحق نفسه
ماذا علي أن أفعل ؟
إلهي .. وجهني نحو الصلاح
يارب
إرأف بعبد لك ليس بمقدوره أن يظلم احدا
و لا ان يظلم نفسه
اختر لي الخير حيث كان ثم ارضني به يارب
.
.
.
تمنت ان يرحمها عقلها و يوعز لخلاياها بالاغماء او النوم او حتى الموت
المهم ان لا تبق تعاني هكذا طيلة الوقت حتى تصل لمنفاها
رضيت ان تعاقب بجرم والدها و حجتها تريد له الندم ،، و لكن هل ستكون لتضحيتها هذه قيمة ؟!
و ماذا سيحصل إن حدث العكس و قام والدها بـ قتل علي و انصاره ؟!
ستكون حينها قد خطت بأناملها طريقا وعرا ليسلكه اباها بجور و حقد
التفكير ارهقها لدرجة الجمود ،،
ليس بمقدورها فعل شئ سوى المشاهدة بصمت .. تساق نحو مصير غائم و هي كـ واحدة من قطيع اغنام تحدو ورائهم بإستسلام
تعبت
كل جسدها ينبض بها بألم
عينها اليمين تإن وجعا ،، ليصرخ بها جانب وجهها الايسر بوجع اكبر
شكلها يثير الشبهات و الشفقة جدا ،،
حاولت قدر استطاعتها اخفاء وجهها بكف يدها و كان امرا متعبا بحق
عندما اقتربوا من الاراضي الزراعية وصلها صوت جدة ذلك الثائر لدم اختيه قائلة : يوم الن مو هالبستان ، الوراه ماالتنه ،، إمششي و اني ادليك ' أدلك '
هز رأسه بخلق لطيف : زين بيبي .. ما اوصيج بعد على نفسج و البنية
بنبرة لم ترتح لها تلك القابعة في الخلف أجابت : لتوصي
هو ايضا شعر بعدم استحسان الجدة لهذه الفتاة ،، و بالتأكيد تمتلك مطلق الحق في ذلك ،، فالقصة التي لفقها الاحمق علي قد اساءت و بشدة لهذه المجار عليها
كان الله بعونها حتى يتخلص علي من الشياطين المستمتعة بتصرفاته اللا رحيمة
الطريق بين كل هذه الاشجار ،، يمتاز بمنظر يفوق الوصف لروعته .. و بـ عبق الروائح التي تشق الانوف ،
و على رأسها روائح الحمضيات و بالاخص البرتقال الذي تشتهر به هذه المحافظة ،
و لكن هذا كله بالنسبة لإناس طبيعين و حياتهم أمنة ،، أما هي فكادت تختنق بتلك الرائحة التي من شأنها أن ترمي بها نحو الهلاك
دهاليزا بين اراض زراعية لا توجد لها خريطة ،، حتى و إن قررت الهرب فعلا سترمي بنفسها نحو التهلكة
هنا .. ستقتل و تدفن و لن يعلم احدا بإمرها
رجفة سرت بين حناياها فأمطرتها رهبة !
حاولت التماسك ،، فهي قد ادخلت نفسها ' بلا ارادة ' بلعبة خطرة ،، و عليها ان لا تنكسر من الان ،، فالطريق امامها طويلا جدا
عندما وصلوا البستان ،، أو بالأحرى منزل الجدة في هذه الارض
فهي لم تتوقف عن كلمات الحنين و هي تتابع ارضها بـ شوق جارف
منذ سنين طوال انتقلت لـ بغداد و لكنها لم تنس يوما ارضا ترعرعت بها طفلة !
كان منزلا ذو حجم متوسط ،، يقبع قربه اخر بحجم اصغر ،، و يبدو ان الصغير مغلق منذ زمن
اما الاول فأثار الحياة تبدو عليه
اطفأ آلن محرك السيارة و كلمها مباشرة : يللا بيبي ،، نزلي شبعي من ريحة قاااعج ' أرضك '
إستشعرت الخيفة من قوله ،، يريد للجدة النزول من اجل الهرب بها و قتلها بين جنبات النخيل و الاشجار ؟؟
نزلت الجدة و هي ايضا حركت يدها بسرعة نحو مقبض الباب فسمعته يتحدث سريعا : لحظـــة بس ،، تفضلي
جمدت يدها عن الحراك فإلتفتت برأسها نحوه ،، وهو اكمل بعد ان ادار بجسده نحو الخلف : جبتلج موبايل اذا تحتاجين اي شي ،، بس خابريني ،، معليج بعلي اعتبريني اخوج ،، والله ما رح يصيرلج شي
حرك بيده قليلا ليحثها على اخذه ،، فخرج منها همسا متوترا : إذا علـ ـ ـي عرف ....!!
أكمل عنها : قتلج معليج بيه ،، ' إستطرق ' و ترة هوة شقد يريد يأذيج ميقدر ،، لتخافين منه ،، و صدقيني مارح تبقين هنا هواية ،، أني و عمر و لينا رح نبقى نلح عليه لحدما يرجعج لأهلج
ثم اردف بعد ان اخذت منه الهاتف : الخوف الصدق عليه هوة و اخته ،، اذا اهلج عرفوا شي لو شموا خبر عن الموضوع هوة الي رح يروح بيها
ارتجفت عضلة لسانها و عظام فكيها اصطكت ببعضها و هو زفر بحذر ثم استدار امامه : سجلتلج رقمي اني و عمر و لينا ،، بس ارجوووج ،، أترجاج متخابرين اهلج ،، أعرف والله اني دا اجازف حيل و احتمال جبير تخونين الثقة و تخابرين اهلج ،، بس حطي ببالج لينا و علي ،، و اكيد انتي ادرى مني انو اهلج رح يكتلوهم ،، ماكو داعي اقلج !
ضغطت بالهاتف بين يديها ثم قررت بسرعة وهي تشعر بالتيه : لأ ،، ما اريده ،، أني مضامنه نفسي ،، يمكـ ـ ـن أختنـ ـق و اخـ ـآبرهم بدون وعي ،، يمممكن أسبب للينا واخوها مصيبة بلحظة ضعف مني ،. و ما اريد اكون ناكرة جميل
نظر نحوها في المرآة و ابتسـم لها ابتسامة لطيفة جدا وهو يراقبها تمد يدها بالهاتف
لم يعلق او حتى يناقشها ،، إستلمه منها من غير ان يلتفت ،، و ما ان نزلت رمى بالهاتف بجيبه هامسا : والله علي صدق يحجي ،، هالبنية مارح تنهزم ولا رح تضره بشي
اخرج هذه المرة هاتفه الخاص الذي رن بإحدى الحان أغاني فيروز ،
أجاب فور رؤية صورة رفيقه بإكفهرار ملامحه و عقدة حاجبيه الشبه دائمة : هستوونة ' للتو ' وصلنا ،، شلون مسنترها أنتة ' جبتها بالسنتر' و هسة خابرت
استجوبه : يمك احد ؟
راقبها تقف قرب الجدة التي تحدثها بأمر ما : لأ ،، أقلك ،، تره هالبنية ذهـــب
يحمد ربه هذا الـ آلن إنه بعيدا بأميال و الا كان سيدق عنقه : طبعا عليمن ' على من ' تطلع يعني ؟؟ ذهب بت ذهب ،، إسكت الن لتخليني اهيج ' أثور ' عليك ،، هسة وين انته ؟؟
إستطرد : يللا ارجع ،، بس ارجع وصي بيبيتي متجيب طااااري لخوالي شي ،، هية مثل ما اتفقنا خلي تقول بت صديقتها صخاام اي شي ، و .... !
أردف بغيظ و غضبه يفتك بعظامه فتكا فتراه لا يصطبر قليلا ليسمع رد رفيقه : أو أقلك انطينياها اني اريد احجي وياها
بإبتسامة لعوب : بيبيتك ؟
بنفس الغيظ : انجججب ،، ييلللاااا أنطيني بت الكلب !
ضحك بـ شقاوة تشابه تلك التي يمتلكها الاطفال وهو يترجل من سيارته ،، همس يغيظه : على كيفك يمعود رح ينفجر شريان براسك ،، و ها صدق ترة إنطيتها موبايل
فعلا كان رأسه على وشك الانفجار من الغضب ،، لكنه افرج عن نفسه بصرخة جعلت الجميع من حوله في حديقة المشفى ينتبهون له : لك لااا ياحيوااااان ... صدق والله ؟؟ آلـــن احرررقك ،، اخذذذه منهااااا لترووح تسويلنا مصيييبة
اكمل بـ ذات الضحكة وهو ينقل نظراته نحوها خائفة و مرتعبة ،، اعانها الله و امدها بالصبر فقط كي تحتمل جنونا كـ جنون علي : هييي زقنبووت ' سم ' كاافي صياااح ،، ماكو حيوان غيرك ،، اصلا مجان بيه سيم كارت ' شريحة ' ،، بس ردت اختبرها و بصراحة نجحت و بتفوق همين ' أيضا '
ثم اردف : مع العلم انته متستاهل واحد يهتم بيك و يخاف يصير لك شي !
هدأت ثورته ،، بل تلاشت ،
همس بإقتضاب : شسوت ؟
إستدار ليتكأ بظهره على باب السيارة : مسوت ،، بس رجعته و قالت ما اريده اني مضامنة نفسي اخاف فد يوم اتأذى و اخابر اهلي بدون احساس و بعدين الحمار الي هوة انته رح تنضر !
كان كلامها كـ كوب من الشاي الأخضر يجعل الاعصاب تتراخى شيئا فشيئا حتى تهدأ تماما ،، إلا إنه رفع حاجبه مهددا قبل أن يستسلم لذلك من تراخي : قالت حمااار ؟؟
فلتت ضحكته بصخب وهو يشتمه بإلفاظ رجالية بحته ،، ثم التفت نحو الجدة الحاملة للكثير من طباع حفيدها العنيد حيث صرخت به من مكانها : ولك اسكـــت فضحتناااا !
لم يسكت ،، بل ازدادت وتيرة ضحكه غير آبه حتى بـ صوت علي الذي يبدو انه سيصاب بنوبة سكر او سكتة دماغية إثر غضبه و صراخه
خاف أن يحدث ذلك فعلا فـ حاول التماسك و لكن الكثير من الضحكات المبتورة كانت تفلت بين جمله : لاا هههه ،، يعني انتته عفت كل الحـ .. ههههه الحجي ،، و لزمت الحمااار ههههههه لك صدق حمااا،، ههههههه !
بحدة وجدية تحدث و حروفه تتضارب ببعضها تتنافس فيما بينها لتخرج ايا منها اولا : الللن شقد طاايح حظك ،، إنطينيااااها يللاااا
لقد لعب بإعصابه جدا ، و جدا
و يكفيه هذا حتى الآن
لديه الكثير من الوقت كي يسخر منه و ينتقم لنفسه ، فسيذكره مرارا و تكرارا بما فعله حينما علم بأمر زواج سلاف و من ثم ولادتها لولديها الواحد تلو الأخر
هذه هي علاقتهما ،
فهو دوما المرح
و عمر المتفهم
و علي الناقم
و كان عمر هو حلقة وصل بين نقم ذلك و مرح هذا ،، فلا ألن يتقبل غضب علي و لا الأخير يتقبل سخافة ألن حسبما يرى
وحده عمر من يستطيع تقبل كلاهما بقلبه الكبير و اخلاقه العالية !
اقترب من النسوة ليقول معتذرا : عيني بيبي اسفييين
أردف محدثا جلنار وهو يقدم الهاتف نحوها : هاي علي يريد يحجي وياج
انفرجت شفتاها بصدمة !
ماذا يريد بعد ؟
أما يكفيه ما فعل ؟!
أيريد رميها بسهام سخرية و تهديد أخرى ؟!
لقد ضاقت ذرعا به من رجل خال من المشاعر الانسانية ،
أخذت الهاتف و عينها تنتقل بتردد نحو الجدة التي احتدت ملامحها قائلة لآلن : شيريد منها ؟!
آلن ابتسم يمحو غضبها : شمدريني ،، يللا تعالي شوفيني بيتكم ،، والله لو بيدي ابقى ما ارجع ، الهوا هنا يرد الرووح
ابتعدت جلنار عنهما و الجدة تتابعها بغيظ ،، التفتت لآلن عندما شعرت بيده فوق كتفها : وخرر ايدك ولك ،، و قلي بسرعة ابن سعاد شيريد من البنية ؟؟
فقد كل ذرة للتماسك و خر ضاحكا من جديد ،،
اما هي فـ عقدة حاجبيها تراخت شيئا فأخر ،،
أجبرها على الامتثال للسلام والهدوء بسبب روحه المرحة ،، تركته حتى انتهت نوبة ضحكه ثم اردفت : شبيك ولك ؟؟
بـ اطياف الضحكة اجاب : إحم هههه .،، طول عمري اريد اعرف اسم ام علي ،، يعني عمر مفضوح المسكين بس ابن بتج محد يعرف عنه شي الكلب ،، والله لو يموت ميعترف بشي ،، من جان صغير نذل لهسة
ضربت كتفه ناهرة : وللللك ؟؟ نسييت اني بيبيته ؟؟ ارووحله فدوة ان شاء الله عاقل و رااكز خوما مثلك !!
هو من سيصاب اليوم بنوبة دماغية بسبب ضحكه هذا ،، التقط انفاسه بصعوبه : اااااه بيبي شنو هالرزااالة ' التعنيف ' المحترمة ؟ هيجي واقع من عينج اني علمود الضحك ؟؟ ههههههههه ' إستطرد ' بس عليج الله كااافي رح اموووت ،، هههههههههه أوييييلي ياااابة متتتتتت !
قالها و هو يمسح فوق صدره و وجهه متضرج بإحمرار قان ،، نطقت الجدة مشيرة نحو جلنار غير آبهه للون وجهه المخيف ،، فبشرته الناصعة البياض قد تحولت لـقطعة بلون الدم : اقلك بيبي اني خايفة على علي ،، ولك هذاا زمال دمه حار بس لا يفوت بمصيبة من ورة هالبنية ،، و أخاااف اصلا فايت ' داخل ' واني على عمه عيني سااعدته بدون ما ادري شي
تغيير منحني الحديث جعله يركز و الجدية الخفيفة طغت على صوته : لتخافين ان شاء الله ماكو شي ،، تره الموضوع عادي ،، و بعدين محد يعرف البنية يم علي
اكمل بإقناع : و اهلها يدرون هية مهزومة مرح يسووله شي
بنباهة سألت وهم حتى الان يقفون خارج المنزل : ياخووفي متورط وياهه هوة ؟ ولك والله قلبي مثل النااار عليه
و قبل ان ينطق بشئ استطرقت : يوم عليك الله قلي ،، هوة عنده علاااقة بالبنية و اهلها عرفوا ؟ زين اذا هيجي خلي يتزوجها و يفضها
سعل لإبعاد ضحكته التي على وشك ان تفلت منه ثم اجاب : لاااا وين اكو هيجي شي ،، ميعرفها ولا هاي ،، هية البنية شافته مبين رجال و ادمي قالت هوة هذا الشهم الي حيساعدني خلي ارووح اقله
اسلوبه الساخر جعل الجدة تضربه من جديد فإعترض بـ : أيييي ،، يوووجع ولج كااافي
ضربته مرة اخرى : ولج بعييينك ادب سزززز ،، عززة بعيني شلون رجال انتتته عبالك زعطوط
لم يكن له بدا من الضحك من جديـد متقبلا بصدر رحب اهاناتها و مستمتعا جدا بإغاظتها
؛
هكذا شـآء الـ ' قدر '
................... أحببت قلبـآ من ' حجـر '[B]
[♥]
أما تلك !
فما إن توسد الهاتف اذنها سمعت ضجة من حول ذلك الثائر ،، تحدث بعد حين : ليش متحجي بت قاسم ؟
أ لا يسئم نداءها بهذا الأسم ؟
متى سيعلم انها و إن كانت ' بت قاسم ' فهي ايضا لها اسم و انجازات عملتها من غير اي تدخل لذلك الـ ' قاسم ' الذي اذلها فأمست مناداتها بإسمه اقرب لضربها بسوط من نحاس !
عاد ليستطرد : شوفي ،، حجي زاايد وية بيبيتي ما اريد ، إنتي مو تقولين مريضة ؟ المريض النفسي يحبس نفسه بغرفة و ينجب و يسكت ،، و التليفون مالتها هم متوصلين يمه
زفرت هواءا حارا شعر به يصله فيحرق طبلة اذنه بنار تصلى ،، توتر قليلا ، إنه يرغمها على فعل الكثير ، و بهذه الطريقة قد تتنمر و تثور معترضة
و إن لم تفعل ،، فهي بشر بدم و لحم و قد تفقد طاقة الصبر قريبا لتدخل معه في متاهات الخطر ،، لن يقسو اكثر هذا ما قرره داخليا الا ان سخريتها وهي تقول ' والاكل والشرب هم ممنوعين ؟ ' قد ضربت بقفا احد شياطينه لتجعله يثور من جديد : زقنبوووت ،، احجي عدل و لا تعوجين حلقج ،، مو زين مني مـ ـ ..!
كانت حانقة وجدا ، لم تهتم لإي من قوله ،، فبكل الاحوال ليست لديه قوة خارقة تؤهله للإنتقال عبر سماعة الهاتف و المجئ لـ قتلها : والله لو مخليهم يكتلوني بشرف احسن من هالمذلـ ـ ـ..!
اغضبته فتحدث من دون قصد : منو قال بشرف ؟؟
إهتز جسدها فشعرت بإناملها تتساقط من شدة الارتجاف ، أليم ما قاله ، أليم حتى النخاع !
و يبدو إنه لم يكن افضل منها بكثير ،، فإستوعب شدة قوله و اردف هادئا : لتستفزيني احجي حجي مو بمكانه ،، تدرين اني عصبي و الحجاية الوحدة تخليني افور
إستطرق : المهم ،، كم يوم و اجي اشوف الوضع يمكم ،، و مثل مقتلج ما رح يصير لج شي من بيبيتي ،، و خوالي و ولدهم ما اريدهم يشوفوج و يبدون يسألون عليج و لغوة ' ثرثرة ' طويلة ،، هية بيبيتي تحجيلهم عليج وهاهية .. بس إذا شافوج رح تكبر السالفة
و كإنه يريد تقديم الاعتذار لها بمجيئه لرؤية الوضع ،، من أخبره بإن ذلك المجئ فعلا سينسيها مرارة قوله ؟
أ تراه يعلم عما يخالجها من شعور بوجوده ؟
أ يعلم عمن تقاتل نفسها و ما تهوى كل ساعة بل كل دقيقة ؟
لم تتحدث و سمعت تنهيدته الحادة : هسة شلون مرح تحجين ؟
همست لتستغل خطأه بحقها : اريد اعرف اي شي عن اهلي ،، اي شي
لقد نبهته توا عن شئ مهم بالفعل ،، عليها ان لا تشاهد التلفاز في هذه الايام حتى لا تعلم شيئا عن اخبار ذويها ؛
فإن علمت بالتأكيد ستثور به و ستقوم بأكثر الاعمال جنونا
اجابها وهو يدخل يده بجيب بنطاله دافعا بطرف رداءه الطبي للخلف : مو اختي الثولة قلتلج زينين ؟
تقصد ان يتكلم بذات الاسلوب المستهتر حتى تصدق قوله ،، سيغطي الموضوع كيفما كان حتى تتبين نهاية والدها ،، فإن مات لا رحمة الله عليه ،، سيعيدها لـ والدتها
فهو لا يريد سوى احراق والدها و الاحمق زوجها ،، و لا يرغب بـ فطر قلب والدتها الا ان الامر يستوجب ذلك
فوالدته قد فطر قلبها رغم انها تستحق ،، فهي من تواطئت مع عبد الملك و افعاله السفيهة من اجل المناصب ، و من الممكن ان تكون والدتها هي الاخرى كذلك ،، فتستحق ان تشعر بالالم قليلا !
تحدث بعد وهلة : انطيني آلن .. بسرعة
من غير ان تستطرد بشئ تحركت عائدة نحو الجدة و آلن و مدت بالهاتف نحوه بشئ من الارتياب
كانت الإبتسامة مرسومة فوق محياه لتعطيه طابعا لطيفا محببا للقلب ،، تحدث وهو يبتعد : ها ابو حسين ؟!
بإستعجال امره : بسررررعة تروح تخرب الستلايت ' جهاز الاستقبال الخاص بالتلفاز ' ،، مااااا اريدها تشوف الاخبار وتعرف اهلها شبيهم
.
.
.
[/B]
|