كاتب الموضوع :
ام عبيده
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 565 - الطفلة - ستيلا باجويل - قلوب عبير دار النحاس
تلاشت تلك الفكرة من رأس كاثلين في اللحظه التي دخلت فيها الى غرفة الجلوس حيث كان روس جالسا الى جانب الطفلة يسرح شعرها بلطف انامله . ومهما يكن من امر المحاضرة التي القتها على نفسها ، فقد رق قلبها عندما شاهدت نظرة الخوف والحنان على وجهه .
قالت بمرح وهي تدخل الغرفة : "" امل انك تحب كعكة الحلوى بالشوكولا وعلى الطريقة الالمانية . ""
لدى سماعه صوتها التفت روس ليرى انها قد عادت وفي هذه المرة كانت تحمل صينية عليها كعكة الحلوى وصحنين .
قال معترفا لها : "" احب الحلوى بشكل غير معقول ، وبالاخص الشوكولا بأنواعه . "" قال ذلك وهو يراقبها وهي تجلس على الارض الى جانب طاولة القهوة .
احست كاثلين ان عينيه تراقبانها ، فأرتعشت يداها وبح صوتها وهي تتكلم . "" هل تبدو الطفلة على ما يرام ؟ ""
رد قائلا : "" على حد علمي نعم . "" وهو يبتعد عن الاريكة ليعود الى الموقد , فقد كان يحس بأضطراب ، وهي حالة لم يألفها روس ، فهو شخص يتأقلم عادة مع اي ظرف ، لكن كان هناك امر غريب حول السكون الذي يألف هذا البيت ، وحول المرأه التي كانت جالسة على بعد خطوات منه وتثير اعصابه على مهل .
ثم خاطبها : "" لقد جربت الهاتف ، فهو لا يزال معطلا . ""
نظرت اليه ، وهي تومئ برأسها موافقة : "" اعرف فقد جربت هاتف المطبخ ، وهذا ماكنت اريد ان اخبرك به . ""
قال : "" علينا ان نقوم بالامر ، دون هاتف . "" واستدارت كاثلين لتملأ فنجان روس وفنجانها بالقهوة من جديد.
قالت له : "" لو لم يكن الامر متعلق بالطفلة ، لما كان همني كثيرآ ، ان عمل الهاتف او لم يعمل . ""
"" حسنا اني لا احاول ان ابدو واثقا من نفسي اكثر مما ينبغي ، حاولت فقط ان اطمئنك . ""
في تلك اللحظه لم تكن كاثلين واثقه تماما على من هي بحاجة لتطمئن على الطفله ام على روس دوغلاس .
لو كانت الطفلة بحاجة الى عناية تفوق العناية التي يوفرانها لها ، لكان الهاتف قد قد ساعد كثيرا . وفي الحقيقة لو كان الهاتف يعمل ، لتمكنت من الاهتمام بالطفلة او بنفسها من دون ان تلجأ الى روس دوغلاس .
ولو انها كانت في بيت روس الخاص ، لما شعرت بتوتر مزعج ، في كل مرة كان ينظر فيها اليها .
وبسرعه راحت تذكر نفسها ، بان الهاتف معطل ، وبانها بحاجه الى روس كي يبقى من اجل الطفلة ، وهل حقا كانت تريده ان يرحل لو ان الهاتف كان يعمل ؟ .
كان عليها الاعتراف بأنها اصبحت تحبه وتحب رفقته . خاطبته متنهدة وهي تحمل صحن الحلوى : "" اتمنى فقط لو اني استطيع ان اشعر بالهدوء مثلك حيال هذا الموضوع . ""
اطرق روس مفكرا ، تعتقد كاثلين انه هادئ ، لابد انه ممثل لانها كانت ترى انها كل مرة تكون فيها على بعد خمسة اقدام منه ، كانت احاسيسه تتوتر بشكل واضح .
تناول صحن الحلوى من يدها وسألها : "" هل انت خبزت هذه الحلوى . ""
"" اجل خبزته هذا الصباح خصيصا لحفلة الليلة . ""
"" شقيقاك على الارجح ، سيفوتان هذه الحلوى . ""
ضحكت كاثلين بلطف وهي تعود لتجلس على الارض ، وتقول : "" لو انت تعرفت بوالدتي ، لكنت وجدت المكان مليئآ بالطعام الليلة . ""
"" قلت ان نك نقيب مدرب ، ماذا يفعل شقيقك الاخر ؟ ""
"" انه مزارع ، في الحقيقه وقد تقاعد والدي ، استلم سام امر مزرعة غلاغر . ""
"" على ما يظهر ان شقيقيك رجلان ذكيان وطموحان . ""
"" ووسيمان ايضا ، كي اكون صادقة معك ، لا اعلم كيف ان كليهما بقيا عازبين لمدة طويلة . ""
لم يكن روس يعرف كم يبلغ شقيقاها من العمر ، وكم من الوقت بقيا عازبين ، ولكن حتى الان فقد وجد ان من السهل عليه ان يبقى بعيدا عن التدخل فيما لا يعينيه .
سألها : "" كيف كانا يتدبران امرهما ؟ ""
ارجعت كاثلين شعرها الطويل الى الخلف وهي تفكر بالسؤال ، ثم قالت : "" في الحقيقة بقيت حبيبة سام اربع سنوات في افريقيا ، لقد كانت عاملة اجتماعية في اثيوبيا ، وهذه قصة كاملة بحد ذاتها . وعندما عادت الى موطنها هذه السنة . عملت مع سام على تسوية خلافاتهما، وادركا انهما يحبان بعضا حبا جنونيا . "" وابتسمت للذكرى ، ثم التفتت لترى ان روس كان يتقصد مراقبتها . وشعرت ان وجهها قد تورد خجلا مثل مراهقة ساذجة .
"" اما بالنسبة لنك "" تابعت قولها ، وهي تحاول جهدها الا تبدو متأثرة بهذا الرجل وبعينيه الرمادتين الباردتين .
"" لا يزال الامر صعبا بالنسبة لي كي اصدق انه تقدم للخطبة ، فلطالما احب النساء مثل ما يحب القاء الاوامر لكن ....""
وهزت بكتفيها وهي تبتسم ابتسامة مراوغة ، غيرت ملامح وجهها "" يبدو ان اليسون قد غيرت كل ذلك . لم اره مطلقا مفتونا بأمرأه ، طبعا قد تفتن بها انت ايضا إذا ما صادفتها . ""
"" هل هي جميلة ؟ ""
"" فاتنة ، شعرها اشقر يتدلى على ضهرها ، وبشرتها ناعمه وخصرها نحيف ، لو ارادت غالبية النساء الحصول على خصر مثلة لتوجب عليهن القيام بتمارين قاسية ، لكن ليست اليسون ، لان خصرها طبيعي ، كنا افضل صديقتين في الجامعه ودائما كنت اشعر اني لست بأناقتها . ""
ابتسم روس بصمت وهو يراقبها تأخذ قطعه من الحلوى . كان عليه ان يخبر كاثلين غلاغر هايز بأن ليس لديها ما تقلق عليه من حيث مضهرها ‘ فهو لم يكن يتصور اية فتاة كانت ستبدو اجمل منها ، وهي جالسة على الارض ن فقد بدت له صورتها في اوج تألقها .
"" اذن انت تحبين الفتاتين ؟ ""
"" آه احبهما ، فهما بالنسبة لي مثل شقيقتين طبعا لاني اعرف اوليفيا منذ سنوات ، في حين لم استغرق وقتا طويلا لكي اتقرب من اليسون . في الواقع كنا صديقتين من قبل ان تتعرف على نك ن انها شابة قوية . قد لا تجد الكثيرات ممن يهرفن كيف يتدبرن لوحدهن امر القيام بتربية طفل دون مساعدة من الغير ، كما حصل مع اليسون . ""
كان روس يفكر بما تقوله كاثلين ، عندما استدارت لتواجهه . "" انها ام ارملة . ""
شعرت كاثلين انها مجبرة على القول . "" وكما ترى فإعجابي بها بقدر محبتي لها . ""
"" ماذا حصل للوالد ؟""
"" اطبقت شفتيها بحزن ، ثم قالت "" لقد توفي في حادث سيارة على السريع الطريق . ""
قال روس : "" يبدو ان نساء شقيقيك قد تعرضتا لصدمات قاسية ""
اومأت كاثلين برأسها موافقة ثم اشرق وجهها بأبتسامة "" حسنا استطيع القول ان لاصدمات بعد الان، فنك يعشقها واليسون تحبه ايضا على مايظهر ، استطيع ان اتنبأ لهما بحياة رائعه في المستقبل القريب . ""
كان واضحا لروس ان كاثلين رومنطقية النظرة ، ويبدو انها فقدانها لزوجها لم يغير اعتقادها في الحب والزواج مساويان دوما للسعادة . "" إذن متى تزوج سام ؟ ""
"" من الواضح ان ذلك حصل من حوالي الشهر . ""
تابعت بمرح : "" كان لدينا عرس في المزرعة ، نك واليسون التقيا قبل اسبوعين في العرس !""
هز رأسه ساخرا ، وقال "" لابد انه كان حب عنيف فوري . ""
"" فوري "" وافقته القول ، ثم تابعت : "" لقد اتما خطوبتهما قبل عودة سام واوليفيا من شهر العسل ، فعندما تحب بعنف لا تعود تفكر بالذي حولك . ""
لم تكن تدرك كاثلين ان ضحكتها قد اصابت روس بأرتعاش فقد تنفس بعمق ، مجبرا نفسه على عدم الالتفات الى كاثلين ، لكن عينيه رفضتا الانصياع وبقيتا تحدقان في وجهها .
انتهى الفصل الخامس اتمنى لكم قراءه ممتعه
|