كاتب الموضوع :
ام عبيده
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 565 - الطفلة - ستيلا باجويل - قلوب عبير دار النحاس
"" كان والدي دائما يقول ن ان يكون المرء ناجحا امر ليس فيه من المتعه شئ ن مالم يختبر بعض الفشل وهو في طريقه الى ذلك النجاح . ""
"" يبدو والدك كفيلسوف . ""
كانت ابتسامة كاثلين مفعمه بالعاطفه ن وهي تتكلم عن والدها : "" في شخص والي القليل من كل شئ . "" انها معجبه بوالدها استطاع روس ان يلاحظ ذلك على وجهها ، وتمنى لو ان بأمكانه التحدث عن والده ، وان يظهر نفس تعبير الحب والاعجاب على وجهه .
لكن ذلك الامر لم يكن ممكنا ، وكان يعلم ذلك ، في بعض الاحيان كان روس يشعر بعقدة الذنب حيال هذا الموضوع .
"" حسنا ، اما في ما يتعلق بلعبة البيسبول ، فأنا ادرب شبانا في ريعان عمرهم ، كي يصبحوا متمرسين باللعبه لشئ يسرني . ""
خاطبته : "" انا اسفه لانك اعتزلت مهنتك ، لكني مسروره لانك تهوى التعلم ، انه لشئ مهم تقوم به . ""
"" شكرا على ذلك يا كاثلين ، ولانك قلت لي باني لكنت اصبحت عظيما . ""
راحت كاثلين تخاطب نفسها ، لقد كان شكره لي عاديا ، ولكن لم احست كأنه مد يده ولمسها ؟ ولم شعرت كأن حجم الغرفه يصغر ، وروس دوغلاس على قيد انمله منها ؟
وبشعور منها بالاسى ، لانها ستضطر ان تقطع حبل افكارها ، هبت من مكانها وبدأت تجمع الصحون القذره ، وهي تقول : "" سأعيد هذه الصحون الى المطبخ . ""
كان روس يراقبها بتمعن وهي تغادر الغرفه ، كان يتصور ذلك ام ان شعورها برد فجأه تجاهه ؟ لم يستطع التفكير بما قاله لها لتنزعج . فقد كانا يتحدثان عن لعبة البيسبول ، ام ماذا ؟
تامل شعرها الطويل الاسود وبشرتها البيضاء العاجية اللون . لم يكن بالامر العجيب انه استطاع تذكر جزء بسيط فقط ، من الحديث الذي دار بينهما . بأزدراء وسخط نهض روس من مكانه وتقدم ليقف امام الموقد ، في الوقت نفسه لاحظ هاتفا وضع على طاوله زجاجيه بالقرب من كرسي واحس بان الخط مقطوع قبل ان يهم بوضع السماعه على اذنه ، وهو امر لم يفاجئه ن لم يكن يتصور ان احدهم كان قادرا على اصلاح خط الهاتف في طقس ردئ مثل هذا .
بعد ان وضع السماعه في مكانها ، راح يتمشى في الغرفه الى ان اجتذبه منظر الطفله التي تمددت على الكنبه ن فأنحنى ينظر اليها عن قرب .
كان لايزال الامر صعبا على روس ليصدق انه وجد الطفله مرميه في رواق منزله ن وبأن شخص ما قد قصد وضعها هناك ليعثر هو عليها . لم يستطع تصديق ذلك الامر ن ومن المؤكد ان من ترك الطفله هناك ، لم يكن يعرف روس والا لكان عرفانه لا يملك مقومات الوالد ، او حتى مقومات والد مؤقت .
كأن الطفله علمت بما يجول في فكره ، فأخذت تتلوى وتقطب جبينها على الفور مد روس يده واخذ يربت على رأسها ، وبعد هنيهه بدأت تحرك شفتيها وكأنها جائعه ابتسم عندما تذكر كيف انها كانت تلتهم الحليب المكثف ، فمشاهدة الطفله منحته شعورا بالراحه والسرور ، وهو شعور قد فاجأه للغايه ، فهو لم يكن يحب ان يرى طفل يتعذب ، لكنه لاحظ ان هذه الطفله قد تسللت الى قلبه بالفعل .
وبالعوده الى المطبخ فقد تأكدت كاثلين من انها استطاعت ضبط نفسها . وبينما هي تغسل الصحون المتسخه ، كانت تحاول اقناع نفسها بان روس دوغلاس رجلا يختلف عن غيره من الرجال فتنه ووسامه ، لكن ذلك لم يكن يعني لها شئ ، وعلاوه عن ذلك ، فأي رجل عادي قد يبدي اهتمامه بطفله عاجزه ، فهو لم يكن بطلا او مميزا ، كان رجلا فحسب ن يقوم بما يقوم به اي رجل في ظروف كهذه ن لم يكن هناك سببا على الاطلاق لتشعر بأنها منجذبه اليه .
|