كاتب الموضوع :
الاميرة الاسيرة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 639 - فلورا - ساندرا دى ستيف - دار ميوزيك
ابتسمت فلورا إنها لم تفكر قط فى أن تفعل هى التى لا يتجاوز حديثها مع جوزيف كلمات التحية .
طمأنت إيلين ولاحظت فى نفس الوقت الخوف الذى تشعر به إيلين تجاه جوزيف هل لهذا الخوف مبرر؟ .
أرادت فلورا أن تعرف فقالت :
- أريد أن أطرح عليك سؤالا أخيراً هل كانت الكونتيسة جميلة؟
انفرجت أسارير إيلين وأجابت :
- اوه نعم بعد الغذاء بينما يستريح مايكل سأطلعك على صورتها .
طوال اليوم لم تكف فلورا عن التفكير فى أورور مرضها ظروف موتها وجمالها من وقت لآخر تخيلت ابتسامة جيمس الساخرة وجسده القوى وعينيه الزرقاوين الامعتين كنصل السيف .
نادتها إيلين :
- تعالى
وضعت فلورا أعمال التطريز جانباً قادتها الطباخة فى نفس الردهة التى سبق أن سلكتها بصحبة جوزيف ولكن فى ذلك اليوم لم تكن تفكر فى أن صورة أورور ايضاً موجودة هنا بين باقى صور العائلة .
قالت فلورا وقد تملكها الخوف فجأة :
- لكن أليس فى ذلك مخاطرة أن نقابل سيدى الكونت ؟
تصورت غضبه إذا فاجأهما وهما تنظران لصورة زوجته المتوفاة .
قالت إيلين :
- لا تخافى من شىء انها الساعة التى يستريح فيها سيدى الكونت فى حجرته هذه عادته منذ سنوات سيكون أمراً غير طبيعياً أن يغير هذه العادة اليوم .
لم تكن فلورا مطمئنة تماماً منذ تلك الليلة لاشىء يبدو مستحيلاً فتحت إيلين الباب بثقة هذه الثقة طمأنت فلورا قليلاً الآن هى لا تفكر سوى بلقائها مع أورور .
كانت الصورة تشبه الميدالية الكبيرة فكر الرسام فى إبراز جمال وجه أورور البيضاوى برسم إطار يشبه الميدالية بذلك كانت الصورة حبيسة إطارين بدت كأنها تتنفس حتى ضوء الشمعدان المرتعش .
زفرت فلورا قائلة فى نفسها : انها جميلة لقد أدهشتها عيناها الخضراوان الواسعتان اللتان تفيضان بحنين حزين سألت فلورا نفسها إذا كان الرسام قد رسم لها هذه الصورة وهى مريضة ؟.
وبعد ذلك شعرت بغيرة شديدة تجاهها من كل شىء انفها الدقيق المستقيم الذى يقسم وجهها إلى جزءين متساويين بالضبط فى تناسق جميل ثوبها الأبيض الذى يبدو متناسبا معها بشكل رائع جبهتها الارستقراطية والحزن الرقيق الذى فى عينيها الخضراوين اللتين تشبهان لون البحر الثائر أثناء العاصفة كل شىء أرادت أن تنزع الصورة وتجرحها بأظافرها وتبصق على وجهها لم تشعر فلورا قبل ذلك بكل هذه الكراهية بداخلها وهاهى اليوم أمام صورة أورور تحلم بأن تكون وجها لوجه أمام هذه المرأة لتهينها وتضربها وتمزقها بدون اى سبب
دهشت فلورا لهذه المشاعر البغيضة وتمنت لو أن إيلين لم تلاحظ شيئاً لم تكن لديها سوى رغبة واحدة هى أن تخرج من هذا المكان الملعون بسرعة فجأة فكرت فى أنه لا يفصلها عن جيمس دى لويس هام سوى هذه الردهة فزاد اضطرابها .
بدت إيلين شاردة تتأمل الصورة ألقت فلورا إليها نظرة أخيرة فى الواقع انها صورة تحقق فيها الكمال عاودتها الغيرة زفرت بعمق من بين كل أفكار الإنتقام التى دارت فى رأسها لم تفكر قط فى إحتمال أن يكون الرسام قد تدخل ليخفى بعض عيوب وجه أورور تأملت الصورة وقابلت من جديد ابتسامة أورور الحزينة بدت كأنها تنظر إليها فى عتاب أدارت فلورا رأسها
سألتها إيلين :
- ما رأيك ؟
شعرت فلورا أكثر من أى وقت بأنها غريبة عن قصر لويس هام الذى نسج فيه التاريخ عبر السنوات العديدة بدونها.
أجابت :
- انها جميلة
لم تلاحظ إيلين كل هذا الحقد الذى حملته كلمات فلورا .
قالت إيلين :
- هذا غريب انت تتحدثين عنها كأنها ما زالت حية .
نظرت إيلين لفلورا فارتعشت تلك الأخيرة إن وجود أورور يسيطر على المكان .
قالت إيلين متخيلة ان فى ذلك مجاملة لفلورا :
- هل تعرفين انك تشبهينها قليلاً؟
توردت فلورا ولكن ليس خجلا وفضلت أن تحتفظ بالصمت
فى مساء هذا اليوم انسحبت فلورا إلى غرفتها بعد العشاء مباشرة كانت قد اعتادت أن تبقى قليلاً مع إيلين ولكن فى هذه المرة تحججت بصداع مما أثار شفقة إيلين التى رمقتها بنظرة عطف .
حاولت فلورا أن تصف مشاعرها فى دفترها الأسود التى تأخذه معها دائماً إلا أنها لم تستطع كثير من المشاعر تتدافع فى داخلها أغلقت الدفتر دون أن تكتب شيئاً لم تستطع أن تقرأ ايضاً غلبها التعب وأطفئت الشمعدان وأرادت أن تنام بحثت عن النعاس مفكرة فيما إذا كان الجو الكئيب الذى يسيطر على قصر لويس هام قد بدأ فى الانطباع عليها .
انتهى الفصل الثالث
|