أصيبت فلورا بالحيرة هذا التوجس الذى أصابها عندما كانت تسير فى الردهة قد عاودها الآن بنفس القوة سألت نفسها إذا كانت لا تزال تريد رؤية مايكل .
قالت لنفسها :
- وماذا إذا رحلت ؟
وعلى الرغم من ذلك دفعها شىء غريب للبقاء هناك نوع من المغناطيسية فى هذا المكان يجذبها طالما قالت فلورا ان الانسان يمكن أن يحب مكاناً كحبه لشخص .
سألت وتبينت على الفور حماقة سؤالها :
- هل مايكل مريض ؟
- انا مندهشة لان سيدى الكونت لم يشر إلى ذلك ربما اعتقد انك لن تبقى وبالتالى لا طائل من اخبارك .
شعرت فلورا بانها تكذب عليها لقد اتفق معها جيمس لويس هام على ان تبقى فى القصر وتهتم بمايكل إيلين لا تفهم شيئا ربما قد نسى الكونت ببساطة ان يحدثها عن مرض ابنه .
توقفت فلورا فجأة استنتاجها ليس معقول كيف يكون من الممكن ان ينسى التحدث عن مرض ابنه مع الشخص الذى سيأخذ على عاتقه تعليمه ؟
فكرت فى انه قد يكون تجنب الإشارة إلى ذلك خشية أن ترفض العمل والآن وقد اعطته كلمتها لا تستطيع أن تتراجع ببساطة قائلة ابنك مريض ولم أكن أعرف لن أستطيع .
ابتسمت فلورا لقد وجدت تفسيراً مقبولاً وعلى الرغم من ذلك استمر توجسها تمنت أن تكون إيلين قد نسيت موضوع حديثهما وأن تذهب لتحضير الغداء لاحظت أن ايلين تنظر اليها وقرأت فى نظرتها نوعاً من الشفقة تجاهها لم تستطع أن تحتمل هذه النظرة ونهضت وهى تقول فى بهجة مصطنعة :
- حسناً ما هو مرضه إذن ؟
تنهدت إيلين من جديد وقالت :
- مايكل عمره عشر سنوات ولكنه يبدو فى الخامسة فهو ضعيف جداً انى أسال نفسى ماذا تستطيعين أن تعلميه نظراً لحالته التى هو عليها لقد قلت مراراً لسيدى الكونت إنه يجب استدعاء معلم لمايكل عندما تتحسن حالته لكن منذ عدة أشهر ليس هناك إلا هذه الفكرة فى ذهنه إستدعاء مربية تهتم بتربية ابنه وكنت أسأل نفسى ايضاً إذا كان جاداً فى هذه الرغبة فلم يخيفهن جميعاً ؟
لم تعجب فلورا كلمات إيلين التى تثنيها عن الحياة فى قصر لويس هام سألت :
- ولكن ما هو مرضه ؟
بدت إيلين دهشة من نبرة فلورا أجابت :
- لا أحد يعرف بالضبط منذ سنتين وهو يعانى نوبات سعال شديدة تفقده قوته ويصاب أحياناً بالحمى ثم يهدأ وأحياناً أخرى يبدو قد شفى ولكنه إذا نهض يسقط على الفور ويعاوده السعال قال الأطباء انه هزال .
ارتعشت فلورا عند سماعها لهذا الإسم انه المرض الذى أودى بحياة والدتها .
- ولكن إذا كان الأمر كذلك فإن فترة سنتين تثير الدهشة .
خفضت إيلين صوتها :
- مات زوجى بنفس الداء ولم يستمر أكثر من عدة شهور .
- انا ايضاً أعرف هذا المرض للأسف فقد عانته والدتى لفترة بدت طويلة .
صمتت السيدتان
قالت إيلين :
- انه مرض صعب جداً
حاولت فلورا الا تستدعى ذكرياتها
- مايكل لديه الأعراض ولكن لا أحد يعرف كيف يصمد كل هذا الوقت إنه ضعيف جداً ويتغذى بصعوبة
ابتسمت قائلة :
- على الرغم من انى أعد أطباقاً شهياً وهو الآن أفضل على أية حال يقول الأطباء انه سيشفى قريباً .
صعدت فلورا درجات السلم الكبير متأثرة

تابعت إيلين:
- يعيش مايكل فى الغرفة الوحيدة المسكونة فى الطابق الاول .
وجدت فلورا فى ذلك عزلة قاسية وعرفت آثار الامبالاه المتوحشة لدى جيمس لويس هام .
دخلتا الغرفة دون أن تحدثا صوتاً كان مايكل نائماً أدركت فلورا انها لن تنسى هذا المشهد ابداً كان وجه الطفل نحيفاً وجسده صغير تحت الغطاء نظرت إلى المكتبة التى تحتوى على عدد من الكتب بدون شك يشغل مايكل أوقاته الطويلة فى القراءة لاحظت ايضاً لعبة الورق وبعض الاوراق التى رسم عليها مايكل عدة رسومات .
فتح عينيه ودهشت فلورا عندما رأت نظرته القاسية التى تنتمى إلى عائلة لويس هام المرض لم يستطع أن يمحو منه الطاقة المتوحشة التى تفسر استمرار سلالة عائلة لويس هام خلال كل هذه القرون من الاضطرابات التاريخية .
قالت إيلين :
- مايكل هذه مربيتك الآنسة فلورا لارك من الآن فصاعدا ستهتم بك.
نظر إليها مايكل غير مبال ولم يقل شيئاً
قالت فلورا :
- مايكل سنبقى بدون شك وقتاً طويلاً معاً وسنتعلم كيف نتعرف إلى بعضنا أليس كذلك ؟
أومأ مايكل برأسه أرادت فلورا أن تسأل إيلين عن شىء لكنها لاحظت انها قد اختفت شعرت بأنها بمفردها من جديد عاد إليها تفكيرها فى أن تترك آل لويس هام لمصيرهم وترحل ولكن شيئاً آخر فى داخلها حدثها بأن تبقى .
جلست إلى جانب مايكل على السرير لتحدثه
سألها :
- لماذا أنت هنا ؟
أجابت :
- طلب منى والدك أن أحضر قابلته هذا الصباح فعهد إلى بتعليمك هذا على اى حال ما اخبرنى به .
دهشت لهذا النضج الذى فى عينى الطفل على الرغم مما يبدو عليه كأنه طفل فى السابعة فإن نظرته على العكس نظرة رجل .
- هل يظن أبى الآن أننى أستطيع أن أشفى ؟
أجابت فلورا مضطربة لهذا السؤال :
- بالتأكيد لماذا سيهتم إذن بتعليمك مالم يكن الأمر كذلك ؟ فقد قال لى لابد أن يحصل مايكل على المعرفة الازمة لحياته المستقبلية كلورد انجليزى .
قهقه مايكل فى سعادة هذا الخبر ملأة بالفرحة
قال فى حماس :
- ماذا سنفعل إذن ؟
نظرت إليه فلورا فى حنان وشرحت له برنامجها التاريخ والادب , العلوم , الطبيعة,الرسم , الحساب وربما قليل من الفرنسية .
وافق مايكل على كل شىء فى حماس وللمرة الاولى منذ مجيئها إلى لويس هام تشعر انها سعيدة .
عندما صعدت إليهما إيلين بعد قليل دهشت عندما رأت هذين الغريبيين منذ قليل يتحدثان كأنهما متعارفان منذ وقت طويل ووسط فرحتها وعدت فلورا نفسها بأن تحل اللغز الذى يمثله جيمس لويس هام بسرعة ربما يستطيع مايكل أن يساعدها على ذلك .
انتهى الفصل الثانى

قراءة ممتعة للجميع
لاتنسونى بتعليقاتكم وتشجيعكم

أولا ألف مبروك حبيبتي الملخص واعد وأنا بموت بالغموض يلا بانتظارك ما تتاخري علينا

موفقة