كاتب الموضوع :
الاميرة الاسيرة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 639 - فلورا - ساندرا دى ستيف - دار ميوزيك
ارتعشت فلورا لهذه المصادفة نظرت إلى قبر أورور فى شفقة حياتها التى انتهت منذ سنتين بالضبط يبدو أنها لم تكن سعيدة فكرة أن أورور ترقد هنا على بعد بضعة أمتار منها حركت مشاعر فلورا لم تعد تغار من جمالها وفتنتها لقد رحلت أورور بالفعل هاهو البرهان .
زفرت فلورا فى ارتياح لفكرة أنها قد تحررت أخيراً من حضورها كادت تشكر جون لأنه قادها إلى هذا المكان .
خلال ثوانى اخترق ذهنها فكرة أن جون يعرف كل شىء عما يدور فى خاطرها بشأن أورور .
نظرت إليه فوجدته جاثياً على ركبتيه بالقرب من القبر يحتضن الصخرة التى تعلوه بقوة .
مضت بضع دقائق بدت لفلورا دهراً ثم نهض جون فجأة قالت لنفسها فى ارتياح : سنمضى .
اندفع جون نحو فلورا وهزها بقوة وصاح :
- لقد قتلتها ! إنك أنت من قتلها .
تركها وسقط فى نوع من فقدان الوعى , اختنقت فلورا حاولت أن تسيطر على انفاسها اللاهثة لقد خنقها جون فى ثورته العارمة .
فكرت فلورا بسرعة يجب أن تنصرف قبل أن يستعيد وعيه تمالكت نفسها واتجهت نحو الباب الصغير الذى يؤدى إلى النفق , لكنها لم تستطع أن تفتحه الباب ثقيل جداً وفلورا منهكة بسبب كل ما تعرضت له من خوف ومقاومة فلم يبق لها أية قوة .
أخيراً توصلت إلى فتح الباب عندما سمعت صوت تنفس خلفها التفتت كان جون واقفاً خلفها مبتسماً تملكها الفزع اندفعت فى النفق المظلم وجرت بكل ما اوتيت من سرعة فى الليل المظلم اصطدمت بالحائط ولكنها واصلت الجرى وهمها الأكبر هو أن تفر من هذا الرجل المجنون والخطر بكل الوسائل الممكنة , سمعت وقع أقدام جون يقترب أكثر فأكثر أمسك بها فانهارت على الأرض قادها جون إلى القبر .
أجبرها جون على الركوع قال لها :
- احترميها بما أنها قد ماتت .
انتظرت فلورا ماذا يريد أن يفعل بها ؟
كان جون واقفاً خلفها ضاغطاً بيديه على كتفيها
قال آمراً :
- سترددين خلفى : أورور دى لويس هام اسمعينى لأنى سألحق بك أطلب منك العفو عن كل الاهانات التى وجهتها إليك .
التفتت فلورا لتنظر إلى جون ورأت مذعورة الشر يلمع فى عينيه كادت تعتقد أنها ترى الشيطان فى شخصه فى قمة نشوته لتقديم ضحية جديدة كان الموقف بدون مخرج لا أحد يستطيع أن يأتى لنجدتها شعرت فلورا بالدموع تملأ عينيها إن جيمس كان محقاً كان عليها أن تتجاهل وجود أخيه الذى وقع فريسة للجنون .
أمرها جون فى حدة :
- رددى
اضطرت فلورا بدورها أن تردد الكلمات , طلب منها جون أن توجه الكلمات إلى أورور كأنها تدعو الله .
- أرجوك أن تستقبلينى فى مثواك الأبدى .
التفتت فلورا نحو جون الذى بدا راضياً
قال مبتسماً :
- تماماً
أرادت فلورا أن تنهض وتضربه حتى تخفف عما تشعر به تجاهه من غضب ولكنها كانت تفتقد القوة وبقيت راكعة .
قالت فى يأس :
- لننته من ذلك أرجوك
نظر إليها جون طويلاً وقال :
- كل شىء يجب أن يحدث بنظام .
سألته فلورا فى غضب :
- لكن فى أى نظام ؟ من الذى أعطاك الحق ؟
توقفت فجأة شاعرة بعدم جدوى سؤالها إن جون يتجه الآن نحو القبر ويشير إليه .
- إنها هى .... رأيتها اليوم قالت لى إنه يجب أن أتخلص منك وإنك أنت السبب فى اختفائها الطويل .
سألته فلورا :
- لكن لماذا ؟
تبينت فلورا أنه ليس لديها أية فرصة أمام هذا العقل المصاب بالجنون ولكن ليس لديها من الآن ما تفقده .
سألته :
- لماذا أكون أنا المسئولة ؟ أنا لا أعرفها أنا غريبة عن هنا أنا لا أنتمى إلى عائلة لويس هام .
- كفى عن النطق بهذا الاسم هنا إنه ملعون ألا تعرفين أن جيمس دى لويس هام قد قتل زوجته ؟ منذ ذلك الوقت وهناك لعنة حلت على عائلة لويس هام يموتون جميعاً بمرض غريب أو ميتة عنيفة , هذه الجريمة التى ارتكبها يجب ابعادها الآن .
- جريمة أخرى ؟ ماذا ستفعل سوى ما فعله أخوك وتلومه عليه ؟
جمعت فلورا آخر ما تبقى لها من قوة وحاولت أن تقنع جون ولكن كلماته المرتبكة ذكرتها أنه لا يوجد أى أمل .
حاولت فلورا أن تصلى حتى تهدأ .
قال جون :
- لقد حانت الساعة .
حتى ذلك الوقت لم تكن فلورا قد وهنت , حاولت بكل الطرق التى تملكها لتهرب من المصير الذى ينتظرها لم يكن لديها الوقت لكى تستسلم للدموع والرعب , كما أنها لم تهن نفسها بأن طلبت من جون أن يتركها لقد اكتفت بمحاولة إقناعه لكنها عندما سمعت تلك الكلمات القاطعة شعرت بأن قلبها سينزع من صدرها .
هى التى نجحت فى إتمام تعليم مايكل قبل بضعة أيام من رحيله يجب أن تموت الآن بسبب هلوسة هذا الشيطان المسكين .
فى هذه اللحظة ويالسخرية القدر ! فهمت أكثر من أى وقت مضى أن جون قد اخترع فكرة أن جيمس قد دس السم لأورور حتى يواسى نفسه لموتها إن حدسها لم يخطىء عندما اعتقدت أن جيمس على الرغم من حدة مزاجه لا يمكن أن يكون قاتلاً .
عادت إليها صورة الكونت , تصورته فى حنان إذ استطاع أن يعرف أنها حتى آخر لحظة فى حياتها كانت أفكارها تدور حوله .
الآن يبدو أن جون متعجل حتى يفرغ من الأمر بدت فى نظرته لمعة من القلق .
|