كاتب الموضوع :
الاميرة الاسيرة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 639 - فلورا - ساندرا دى ستيف - دار ميوزيك
أعلن جوزيف لفلورا بينما كانت تدخل المطبخ :
- لقد شفى الكونت .
يبدو صوته فرحاً عند سماعها هذا الخبر وثب قلب فلورا من السعادة لم تلاحظ حتى هذه اللحظة كل هذا القلق الذى كان يسببه لها مرض الكونت شعرت فجأة كأنها قد تحررت من حمل ثقيل , شعرت برغبة فى أن تأخذ إيلين وجوزيف فى رقصة اكتفت إيلين من ناحيتها بابتسامة سعيدة , عادت الحياة إلى قصر لويس هام الآن وقد استعاد السيد صحته .
قال جوزيف سعيداً بالمهمة التى عهد إليه بها :
- بعد الظهر سأصحب سيدى الكونت إلى قرية لينسون أول خروج للسيد .
تبادلت إيلين وفلورا نظرة , هذه الكبرياء تثير مرحهما أكثر من أن تغيظهما , ظهر هنريش فعبس وجه إيلين إنها لا تستطيع أن تنسى ما قالته عنه أورور .
قال هنريش :
- بعد الظهر سأتوجه أنا والكونت إلى لينسون جوزيف جهز الخيول الساعة الثالثة .
أذعن جوزيف وأجاب :
- أعرف ذلك يا سيدى هنريش لا تقلق سيكون كل شىء جاهزاً .
شعرت فلورا من جديد بأن الكونت يتآمر مع خادمه العجوز بما يجهله كل سكان القصر سألت نفسها إذا كان الشىء نفسه قد حدث فى حياة الكونتيسة أورور ؟
تقدم هنريش محتاراً قليلاً نحو فلورا وقال :
- آنسة فلورا هل أستطيع أن أتحدث معك لحظات ؟
أذعنت فلورا ونهضت لتتبع هنريش إلى الصالون الأخضر .
قال :
- أفضل أن أحدثك هنا بدلاً من المطبخ أنا لا أحب جوزيف كثيراً يبدو أصم ولكنه يسمع جيداً عندما يريد .
وافقت فلورا بإشارة من رأسها كانت تريد أن تعرف ما يريد أن يقوله هنريش فإنها تخشى أن يكون الكونت قد تفوه بشىء مما بدر منه تجاهها بعد أن تحرر من مرضه , توقفت فلورا عن هذا التفكير إن هذه القبلة لا تعنى شيئاً كانت تعرف جيداً أن جيمس قد أخطأ وإذا كانت هى تحبه حقاً ( أخيراً جرؤت على الإعتراف بذلك ) فهو لا يشعر تجاهها سوى بالإحتقار من ناحية أخرى ماذا تستطيع أن تأمل من وضعها كمربية ؟ على إفتراض انها جميلة فإن صورة أورور تتحدى جمالها فى كل مرة تنظر إليها هل تستطيع أن تحلم بأن يقبل الكونت أن ينظر إليها ؟
حاولت فلورا أن تركز فيما يقوله هنريش :
- لن أطيل عليك لقد تحدثت كثيراً مع ابن عمى خلال هذه الأيام ومن الطبيعى أننا توصلنا إلى ......
دق قلب فلورا بسرعة جنونية .
استطرد هنريش :
- ...... بشأن جون دى لويس هام .
زفرت فلورا زفرة ارتياح ولكن عادت إليها اتهامات جون غير قادرة على أن تعرف إذا كانت مبنية على أساس , وقررت أن تنساها بقدر ما تستطيع فى الحقيقة لم تترك تلك الإتهامات ذهنها قط ولكن استطاعت فلورا أن تغير أثرها السيىء فيها .
استطرد هنريش فى هدوء :
- لقد غضب جيمس كثيراً كما تتصورين عندما عرف أننا علمنا بوجود جون أو على الأصح المكان الذى يعيش فيه وخاصة أننا رأيناه وثب بمعنى الكلمة من سريره عندما علم أنه تناول العشاء معنا عدة مرات .
ركزت فلورا نظرها فى الطاووس الذى يشكل منتصف السجادة ذات الخلفية الخضراء هل أدرك هنريش أخيراً إذا كان جيمس قاتلاً , لم ترد على أية حال أن تكشف له عن عاطفتها الجياشة التى تعتصر قلبها لهذا ركزت بصرها على الرسومات الذهبية متظاهرة بعدم اهتمامها بما يقول هنريش .
استطرد هنريش :
- آنسة فلورا .
ارتعشت فلورا ورفعت عينيها نحوه
- إن الأمر الذى يزعج الكونت حقاً هو أنت ( وضغط على هذه الكلمة ) لعلمك الآن بوجود أخيه جون .
شعرت بأنه كان حريصاً كل الحرص على أن تبقى جاهلة تماماً بهذا الموضوع .
استند هنريش إلى مقعده كانت فلورا معلقة تنتظر أن يكمل كلامه .
قال هنريش :
- هل لديك فكرة عن سبب حرص ابن عمى على ألا تعلمى بوجود أخيه ؟
استشفت فلورا فى كلمات هنريش تلك السخرية التى عهدتها فيه وكرهتها أيضاً .
أجابت فى فتور :
- دكتور هنريش أنا لا أعرف شيئاً عن ذلك .
نظر إليها ساخراً وسألها :
- لا تعرفين شيئاً عن هذا ؟ حقاً ؟
هذا الإصرار لم يعجب فلورا .
- ليس لديك أى حق يا سيدى أن تشك فى كلامى .
أجاب :
- حسن , لم أكن لأسمح لنفسى بذلك .
تمنت فلورا أن ينتهى هذا الحديث بسرعة التفتت مرة أخرى إلى الطاووس الذهبى ولكن فى هذه المرة كان سأمها ولامبالاتها حقيقيين .
قال هنريش :
- هذا كل ما رغبت فى معرفته يا آنسة فلورا .
اغتاظت منه فلورا أكثر لقد أيقظ فضولها ليتركها بعد ذلك تخمن وتفسر كلماته كما يحلو لها .
نهض هنريش وقال عندما هم بمغادرة الصالون :
- آه لقد نسيت شيئاً الكونت يريد رؤيتك عند عودتنا من لينسون سيقودك جوزيف فى الوقت المناسب .
اختفى هنريش قبل أن تجد فلورا الفرصة لتجيب , فى غضبها أرادت أن تخبره عن رأيها فى الطريقة التى يعاملها بها .
|