كاتب الموضوع :
الاميرة الاسيرة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 639 - فلورا - ساندرا دى ستيف - دار ميوزيك
لم تستطع فلورا أن تمنع نفسها عن التفكير فى حالة الكونت الصحية أسرعت رغماً عنها تسأل عن أخباره بمجرد أن رأت دكتور هنريش الذى أجابها :
- إنه لا يتحسن .
استدارت فلورا نحو غرفة مايكل وهى تشعر ببعض الحزن .
تلقى مايكل خبر مرض والده بعدم إكتراث مما أصاب فلورا بخيبة أمل فقالت له بنبرة يشوبها اللوم :
- إن الأمر يتعلق بوالدك .
أكتفى مايكل بأن أدار بصره دون أن يجيبها فكرت فلورا فى أن جيمس لم يهتم قط بصحة ابنه وكان مايكل يخرج الآن بشكل طبيعى ويتنزه فى الحديقة لم يعرب عن أية رغبة فى التوجه إلى الجزء الشمالى من الحديقة مما جنب فلورا ان تمنعه فى الحديقة كانت تخشى دائماً أن يظهر جون ولكن منذ الليلة التى خلط بينها وبين أورور لم يظهر قط ولم يعرب مايكل عن أية رغبة للذهاب إلى غرفة والده .
جاء هنريش جاء يجرى لاهثاً عبر الردهة الطويلة حتى وصل إلى الصالون الأخضر وكانت فلورا تنهى أعمالها اليدوية كانت ساعة راحة مايكل وكانت فلورا تقدر هذه الساعة من الهدوء حيث تستطيع أن تمارس هوايتها .
كانت قد بدات هذا العمل منذ عدة أشهر لم تجد دائماً الوقت الكافى لتنهيه .
قال هنريش بصوت لاهث :
- آنسة فلورا سأذهب إلى القرية لإحضار الطبيب .
انتاب فلورا قلق شديد
- أليس بخير ؟
- إن حالته تسوء إنه يتنفس بسرعة ويشكو ألماً شديداً فى رأسه .
توقف هنريش قليلاً ليلتقط أنفاسه وقال:
- لا يجب أن أتركه دون أن يكون أحد بجانبه من فضلك كونى بجانبه حتى أعود يمكنك أن تأخذى عملك معك إنه لا يريد إلا وجود احد إلى جواره فقط .
توجست فلورا من هذه المهمة ولكنها قبلت
قال هنريش :
- اذهبى على الفور سأعود بسرعة .
نهضت فلورا وطوت أعمالها التطريزية وتوجهت نحو الردهة التى عبرتها بمفردها للمرة الاولى تجاهلت كل صور عائلة لويس هام القديمة ولم تلق نظرة واحدة إلى أورور فكرت فى مرض جيمس الذى تفاقم فجأة , تذكرت الشهور الطويلة التى قضتها بالقرب من فراش والدتها المريضة .
كان الكونت ينام نوماً متقطعاً لاحظت بقلق تنفسه السريع غير المنتطم حاولت أن تركز فى أعمال التطريز التى شارفت على الإنتهاء منها , ولكن كان بصرها يذهب دائماً إلى وجه الكونت الشاحب بشكل مخيف لم تستطع فلورا أن تمنع نفسها من الإرتعاش , نهضت وخطت عدة خطوات فى الحجرة الكبيرة الباردة إن الحوائط الطويلة تشبه أعلام الحداد كان سرير جيمس كبيراً .
استدارت لتجلس بجانب رأس الكونت ناظرة إلى وجهه المتعب بعطف بالغ فى نومه بدا لها الكونت أكثر قرباً
فتح عينيه فرأت فلورا هذه النظرة الزرقاء التى تتغلغل فى أعماقها وتصيبها دائماً بالإضطراب حتى وهى مشتعلة من أثر الحمى فلقد إحتفظت عيناه بنظرتهما الثاقبة كالصقر أدار رأسه نحوها ابتسمت له فلورا لقد نسيت كل غضبها الذى شعرت به ليلة وصوله ابتسمت له فى حنان رد إليها الكونت الإبتسامة .
أمتلأ قلب الفتاة بالسعادة .
مد إليها يده أخذت فلورا يده المشتعلة بحنان بالغ قالت فى نفسها : انه مريض انه يحتاج إلى مساعدتى بدت سعيدة بأن تقدم له مساعدة عن طيب خاطر .
همس الكونت :
- أورور هل أنت هنا ؟
قبل أن تجيبه فلورا جذبها الكونت وقبلها قبلة طويلة كانت فلورا مرتبكة للغاية فلم تعرف كيف تتصرف ؟
إن شفتى الكونت قد أشعلتا وجهها بالإحمرار لكنها فكرت بغضب فى هذا الاختلاط التعس الذى يضعها دائماً فى موقف حرج ماذا لو كان الكونت فى وعيه ؟ ماذا كان سيقول ؟ .
فكرت فلورا فى أن قدرها فى قصر لويس هام يجب أن يكون هذا الخلط الذى لا ينتهى بينها وبين أورور .
فسأل الكونت وهو ينظر إليها :
- ألا تقولين شيئاً ؟
تمتمت فلورا :
- انا ..... انا ....
توقفت فجأة لا تجد الشجاعة حتى تكمل تغيرت نظرة جيمس فجأة انفجر فى ثورة لا يستطيع أن يسيطر عليها:
- لكنك لست أورور .
أزاح الشال الذى وضعته فلورا على سريره لتغطيه به .
نظرت إليه فلورا فى خوف وهو يريد أن ينهض لكنه سقط فى سريره منهكاً .
قال فى جهد :
- اخرجى اخرجى على الفور ماذا تفعلين هنا ؟ من أنت ؟
أجابت فلورا بصوت مرتعش :
- أنا فلورا لارك يا سيدى الكونت سيعود ابن عمك بعد قليل بدا جيمس كأنه راح فى شرود تام .
ردد :
- فلورا لارك
بدا له الإسم مجهولاً تماماً شعرت فلورا بأن قلبها يتحطم فجأة بدا الكونت كأنه تذكر شيئاً .
صاح :
- انت كاذبة اخرجى من هنا !
وجدت فلورا أنه لا طائل من محاولة أن تشرح له ما حدث خرجت فى حزن آملة ألا يتأخر هنريش وعلى الرغم من كل شىء بقيت فى أعماقها ذكرى القبلة المشتعلة .
|