السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ازيكم يا حلوين ايه اخباركم انا دلوقتى هنزل الفصل السابع كونى بالقرب
بسم الله نبدا

سمعت فلورا من يطرق باب غرفتها
صاحت :
- ادخل
لم تجد وقتاً لتفكر فيمن هو الطارق فقد دلفت إيلين عبر الباب .
زفرت فلورا فى إرتياح
- ما حالك يا آنسة فلورا ؟
أجابت فلورا مبتسمة :
- انا بخير
لاحظت فلورا أن إيلين تتحدث بصوت منخفض قالت موضحة :
- إن سيدى الدكتور هنريش بعثنى إليك إنه يريدك أن تتناولى العشاء معه .
صاحت فلورا :
- لا مجال لذلك .
أومأت إيلين برأسها :
- هذا ما قلته له .
توقفت فجأة وقد أصابها الإحراج شرحت فى إرتباك :
- ذلك لأنى ..... سمعتك رغماً عنى .
نظرت إلى فلورا فى قلق زفرت فلورا : كيف تستطيع أن تواجه فضول إيلين ؟
استطردت إيلين مطمئنة :
- الدكتور هنريش يعتذر .....
قاطعتها فلورا بحدة :
- لا تحدثينى عنه لا أريد أن أقبل منه أى شىء لا إعتذارات ولا دعوات .
فكرت فلورا باشمئزاز إن هنريش حاول أن يقبلها منذ عدة أيام ارتعشت لذكرى لمس يده لها ووقاحته جاءها حلمها بوضوح ارتبكت لن تستطيع بعد ذلك أن ترى جيمس دون أن تتذكر تلك القبلة الغريبة التى رأتها فى حلمها .
سألت إيلين فى النهاية بعد صمت طويل :
- ماذا يجب أن أقول للدكتور هنريش ؟
أجابت فلورا :
- لن أنزل سأذهب لتناول العشاء فى المطبخ قبل موعد عشاء الدكتور هنريش وسأصعد على الفور حتى أتجنب مقابلته .
أذعنت إيلين وقالت معضدة كلامها خافضة صوتها :
- هذا الدكتور فظ للغاية يحكى عنه أشياء كثيرة .
سألت فلورا نفسها : لماذا لم تفصح إيلين بما تعرفه عن هنريش قبل ذلك ؟
- إنهم فى ألمانيا لا يحصون ( ترددت إيلين فى استخدام الكلمة المناسبة ) السيدات الاتى يصاحبهن يبدو أنه قد نسى علوم الدين التى درسها يقضى وقته فى حضور موائد الحفلات أو يلبى دعوات صالونات ألمانيا .
تصورت فلورا هنريش فى أحد صالونات قصور ضفاف نهر الراين على الرغم من جسمه البدين ( كم يبدو الكونت أكثر وسامة منه ) فهو يستطيع إغواء بعض السيدات بسحره .
أضافت إيلين :
- منذ بضع سنوات تشاجر سيدى الكونت وسيدتى الكونتيسة بسبب حياته المنحلة للحق لم ترد سيدتى الكونتيسة استقبال هذا الرجل الذى ملأت قصص مغامراته الأسماع حتى إنجلترا .

لم تستطع فلورا أن تكبح غيظها إذا كانت إيلين تسمح لنفسها بهذا الحكم على هنريش فذلك لأن من قبل حكمها قد أدانت أورور سلوكه بشدة , أورور فى كل مكان كلماتها تترك آثارها كل شىء يقال أو يعمل فى لويس هام إن به ذكرى منها أو بسببها أو بفضلها هذا الحقد الذى شعرت به فلورا عند رؤيتها لصورة أورور قد تملكها الآن من جديد أكتفت بأن استمعت إلى إيلين لو كان هناك فى حجرتها شىء ترجع ملكيته لأورور لحطمته بكل سرور أرادت أن تقول لإيلين ان قصص عائلة لويس هام لا تهمها لايهمها إذا كان ابن عم الكونت رجلاً فاسداً أو أن يكون أخوه مجنوناً أو أن يكون هو نفسه قاتلاً أو أن تكون أورور قد ماتت .
فكرت فى فزع : جيمس دى لويس هام قاتل أحقاً أنه دس السم للكونتيسة ؟! وعدت نفسها بأن تكرس هذه الليلة لحل هذا اللغز ارتعشت رجل بهذه الوسامة يستطيع أن يقتل ؟! لم تستطع أن تجيب .
نظرت إيلين إلى فلورا وهى تحاول فهم أسباب هذا الصمت الممتد لكن لم يبد أى تعبير على وجه فلورا .
قالت إيلين عندما رأت أنها لن تحصل على أية إجابة :
- لدى عمل يجب أن أحضر العشاء أقول لسيدى دكتور هنريش .......
أكملت فلورا الجملة فى عنف :
- أن يتركنى وشأنى .
إن مجرد اسم دكتور هنريش يصيبها بالذعر لقد اتخذت قرارها : بمجرد عودة جيمس دى لويس هام ستخبره برحيلها إنها لا تريد أن تعرف أى شىء عن هذه العائلة المنكوبة منذ مجيئها إلى قصر دى لويس هام وهى تشعر بعصبية ليست فى طبيعتها بالتأكيد إن طبيعة سومريت أكثر قسوة من طبيعة كنت ولكن ليس ذلك تفسيراً كافياً
هذا القصر بأبراجه المخيفة التى بنيت لتحميه من عدو غير معروف غرفه الخاوية التى تدب فيها حركة مجنونة أحياناً مراسم العشاء غير المنتهية على مائدة من الأبنوس تشبه التابوت الذى يدعو إلى الموت والسراديب التى تشبه المتاهة التى تؤدى إلى قسم الموسيقى الذى علمت فلورا مؤخراً أنها تؤدى أيضاً إلى الكنيسة التى دفنت فيها أورور كل هذه العناصر التى تؤلف الحياة العادية فى لويس هام كانت هى نفسها التى تدفع فلورا للرحيل .
منعت فلورا نفسها عن التفكير أكثر من ذلك حتى لا تغرق فى الخوف أرجأت فكرة لغز موت أورور وفضلت أن تقرأ فى رواية لجان أوستن .

دخل هنريش دون أن يعلن وجوده .
قال :
- انا أعتذر عن أسلوبى الساخر وأطلب منك مشاركتى العشاء .
تعجبت فلورا لجرأة هذا الرجل الذى على الرغم من رفضها جاء إلى غرفتها يطلبها دون أن يتكبد عناء الطرق على الباب .
قالت بصوت بارد :
- سيدى أعتقد أننى أخبرت إيلين بإجابتى ليس لدى ما اضيفه .
بدا هنريش موشكاً أن ييأس نظرت إليه فلورا فى دهشة
لماذا يقلق من رفضها إلى هذا الحد ؟ هل كبرياء ؟ لكن لماذا جاء ليجرح نفسه أمامها ؟
قال :
- اسمعى أعرف أننى أسأت التصرف بشدة تجاهك منذ قليل .....
قاطعته فلورا :
- منذ قليل ؟! تقصد منذ مجيئك .
ذكرى أول ليلة له ما زالت محفورة فى ذاكرتها .
قال هنريش :
- منذ مجيئى أريد أن أصلح أخطائى الآن .
أجابت فلورا:
- ليس هذا الوقت المناسب .
- أستطيع أن أشرح لك كل ما فى قسم الموسيقى كل صور أورور واحدة واحدة إذا أردت .
نظرت فلورا إلى هنريش فى دهشة شاعرة إثارة فضولها استطرد :
- يعيش جون فى قسم الموسيقى الذى يتكون من غرفتين فقط فى كل غرفة معلق على حائطها حوالى عشر صور تخص أورور صور لوجهها ولكن بأشكال مختلفة إحدى الصور موجود مثلها فى الردهة المؤدية إلى الجناح الغربى من القصر .
كانت فلورا ممزقة بين الرغبة فى معرفة معلومات أكثر والغضب من هذا الرجل الذى دخل غرفتها دون استئذان.
استطرد هنريش :
- هناك أيضاً طاولة كبيرة وأشياء تخص أورور موضوعة فى فوضى خطابات متبادلة بين جون و أورور
توقف هنريش ليراقب وجه فلورا كانت مترددة فى السلوك الذى يجب عليها اتخاذه قال :
- فلورا تعالى معى إلى حجرة الطعام لا نستطيع أن نبقى هنا فى حجرتك أنت تفهمين جيداً .
تبعته فلورا دون أن تنبس بكلمة كانت مغتاظة منه لأنه جعلها تتصرف عكس ما قررته .
بمجرد أن جلسا إلى الطاولة قالت :
- عائلة دى لويس هام لا تهمنى لن أبقى أكثر من ذلك هنا.
فكرت فى مايكل فى حزن ولكنها كانت قد قررت مغادرة هذا المكان الملعون بسرعة .
- آنسة فلورا لارك أعتقد أننى أعرف سبب اشمئزازك المفاجىء أنت خائفة من عودة الكونت جيمس منذ أن عرفت أنه قاتل .
توردت فلورا وقالت معترضة فى قوة :
- انا أنتظر عودته لن أرحل قبل أن أقابل سيدى الكونت جيمس دى لويس هام .
استعاد هنريش نبرة عائلة لويس هام القاسية :
- أريد أن أتحدث معك قبل عودة ابن عمى .
قال وهو يضغط على كلامه :
- لا داعى على الإطلاق أن تروى للكونت أنك قد رأيت جون أو حتى عرفت بوجوده .
كان استهجان فلورا شديد حتى إنها لم تستطع أن تعبر عنه .
استطرد هنريش دون أن يهتم بما قد تفكر فيه فلورا :
- ولا حتى أن تخونك حركة أو كلمة غير مقصودة تكشف عن معرفتك أى شىء هل تفهميننى ؟
زفرت فلورا بعمق قبل أن تجيب بحدة :
- كل حديثك لا طائل منه أنا لست طفلاً .
أومأ برأسه واستطرد :
- لم أرد أن أجرحك ولكن بإشارة أو كلمة قد ينكشف عن الأمر ......
قاطعته فلورا :
- فى هذه الحالة فإن كل كلماتك لا طائل منها حتى لو كنت حذرتنى فهذا لن يمنعنى عن الحديث .
لاحظت أن هنريش بدا عليه القلق وأجاب :
- فى هذه الحالة انسى كل ما قلته لك ولكن أيضاً ....
مال هنريش نحو فلورا :
- قد أطلعنى جون على بعض الخطابات التى كتبتها له فلورا ....
اعتذر هنريش بابتسامة :
- أقصد أورور طبعاً .
سألت فلورا نفسها فى غضب ما إذا كان هذا مقصوداً؟!
- أطلعنى جون على بعض الخطابات التى كتبتها له أورور قبل موتها ببضعة أيام كانت تشكو الغيرة المرضية للكونت وقالت أن زياراته الطويلة لها تنهكها لأنه كان يلقى عليها كل مرة أسئلة لا تنتهى عن جون وكم من الوقت تستغرق زياراته لها وعما يتحدثان وكتبت أيضاً تخبر جون أنها تفضل الموت على مواجهة أسئلة جيمس كل يوم .
صمت هنريش على الرغم من كل شىء لم تستطع فلورا أن تتخيل الكونت جيمس يتسلل إلى حجرة أورور ويدس لها السم فى شرابها .
ومن ناحية أخرى إذا كانت لا تتناول دواء فكيف استطاع أن يسقيها هذا السائل الابيض ؟
أشركت هنريش فى تفكيرها فرفع كتفه وقال :
- لا أحد يعرف أبداً كل ما يمكن قوله إن جيمس كان شديد الغيرة وجون كان يحب أورور بصدق المسكينة كانت تتألم بين الإثنين .
فكرت فلورا فى كلمات إيلين : هل هنريش ما زال حاقداً على أورور لأنها تشاجرت مع ابن عمه بسببه ؟ لا يبدو ذلك يبدو أنه تأثر بموتها , من جديد واجهت فلورا فكرة تقلبات عائلة لويس هام السريعة والتى لا يمكن التنبؤ بها .

فى هذه اللحظة سمعت فلورا صوت أقدام فى المدخل الكبير تتقدم إلى الغرفة التى كانا بها نظرت فلورا إلى هنريش : هل هذا جون ؟ أدرك هنريش سؤالها الصامت انتظرا فى صمت وصل القادم أخيراً .
صاح هنريش :
- جيمس
عند سماعها هذا الإسم دق قلب فلورا بسرعة رفعت عينيها أعجبت بالسرعة التى فرق بها هنريش بين جيمس وأخيه جون , ترددت فى البداية ولكنها عندما اقتربت منه وجدت أنه ينبعث منه سحر يغيب تماماً عن جون كما أن نظرة جيمس أكثر صراحة وأكثر جمالاً من نظرة جون كما أن بصوته نبرة ساحرة .
شعرت بأنها فى ذات الوقت ممتنة ومتوترة .
أخيراً جلس جيمس فى مقعده بعيداً عن الطاولة لاحظت فلورا على وجهه شحوباً مثير للقلق , شعرت بالقلق عين الكونت تلمعان ببريق غير معتاد .
قال لهنريش :
- إنه الشمال بأمطاره وضبابه الكثيف لست أدرى كيف تعيش فى ألمانيا مع هذا الطقس القاسى .
ضحك هنريش قائلاً :
- لقد تعودت
من جديد شعرت فلورا بأنها بعيدة لم يلق جيمس أية نظرة تجاهها ولم يسلم عليها الآن يثرثر مع هنريش كأنها غير موجودة .
أغرورقت عينا فلورا بالدموع التفتت لترى الرجلين يمران أمامها جيمس يتكىء على ذراع ابن عمه هنريش
صعدت فلورا بسرعة إلى غرفتها وأخذت تبكى انهمرت دموعها مما أراحها من حزن ثقيل .
فى صباح اليوم التالى قال هنريش :
- جيمس مريض لقد أمضيت الليل إلى جواره إنه يهذى إذا أستمرت هذه الحمى يجب إستدعاء الطبيب .
التفت نحو إيلين قائلاً :
- هل من الممكن نقله إلى الجناح الشرقى ؟ إنه منعزل تماماً فى الجناح الآخر وإذا طلب المساعدة فلن يسمعه أحد .
تمتم جوزيف :
- لا توجد حجرة فى هذا الجانب .
صاح هنريش فى تعجب :
- كيف لا توجد حجرة ؟ وحجرة الكونت القديمة ؟
- السيد مايكل يعيش فيها .
- وحجرة الكونتيسة ؟
نظر إليه جوزيف فى تحد وقال :
- لم يسكنها أحد منذ موت سيدتى ولن يسكنها أحد أبداً لقد قرر سيدى الكونت ذلك .
خرج جوزيف بعد هذه الكلمات .
صاح هنريش :
- اللعنة على هذا الرجل انا لم أقابل أحداً بهذا التعنت .
اقترحت إيلين :
- ربما سيدى الكونت .
أخذ هنريش يضحك فهذه الملاحظة قد أعادت إليه ابتسامته . قالت إيلين :
- أتمنى أن يتحسن سيدى الكونت ألا تستطيع أن تستدعى الطبيب إلى هنا ؟
قال هنريش :
- أريد ذلك
أومأت برأسها :
- حتى إذا وافق الكونت على إستدعاء طبيب فهل سيأتى أحدهم إلى قصر دى لويس هام بعد المقابلة التى تلقوها عند مرض الكونتيسة ؟
قال هنريش :
- سنرى ! لكن الكونت ليس فى حالة تسمح له بالرفض أو بالقبول أرى أنه يجب نقله إلى هنا , ما رأيك يا آنسة لارك ؟
لم تكن فلورا قد تفوهت بكلمة حتى الآن ويبدو أن أحداً لم يلاحظ وجودها .
أجابت رغماً عنها :
- لست أدرى
تمنت لو كانت أكثر مشاركة لكنها لم تستطع أرادت أن تقتنع بأنه أمر طبيعى ألا يلاحظ جيمس وجودها بما أنه كان مريضاً ولكنها لم تستطع أيضاً أكثر فأكثر يزداد أحساسها بأنها غريبة عن كل ما يحدث فى هذا القصر وهى حقاً لا يهمها إن كان يشغل الكونت الجناح الغربى أو الجناح الشرقى من قصر لويس هام وعلى الرغم من ذلك إزداد قلقها منذ أن عرفت أنه مريض .
قالت :
- أرجو المعذرة يجب أن أذهب لأرى مايكل .
انسحبت فلورا سمعت هنريش يعلق على تعكر مزاجها لم تعر ذلك أية أهمية .
لم يتفاقم مرض الكونت ولكن حالته لم تتحسن لقد راح فى أغلب فى نوم يتخلله الهذيان بقى دكتور هنريش بجانبه دائماً تقريباً ولم يأخذ إلا قسطاً قليلاً من الراحة أثناء تناول الوجبات كانت إيلين تصر على أن يأخذ الدكتور قليلاً من الراحة من وقت لآخر .
كانت تقول مقترحة :
- أستطيع أن آخذ مكانك
لكنه كان يرفض كما كان يرفض عروض جوزيف الذى لم يكن يحتمل أن يتولى شخص غيره الإهتمام بسيده الكونت .