كاتب الموضوع :
الاميرة الاسيرة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 639 - فلورا - ساندرا دى ستيف - دار ميوزيك
كتبت فلورا :
- لم أعد أعرف منذ بضعة أيام أواجه عدة أسئلة والآن قد أجيب تقريباً عن كل سؤال ولكن يبقى أمامى سؤال كبير من الكاذب ؟ من المجنون ؟ ليس هناك شك فى أن أحد الأخوين إما قاتل خطر أو مجنون . لم أستطع أن أمنع نفسى من التفكير فى المساء فى حجرتى فى أية لحظة قد يدخل جون حجرة أورور ويسير فيها طوال الليل إذا استيقظت مثل الليلة الماضية أعتقد أن خوفى سيكون أكبر مع العلم بأن جون فى الحجرة أسفل حجرتى مباشرة شىء ما به يخيفنى ماذا لو طلب منه هنريش أن يشاركنا دائماً الطعام ؟ أتمنى عودة الكونت .
فى هذه الليلة أستيقظت على كابوس مفزع ولم أستطع أن أعود إلى النوم من شدة خوفى أن أعاود رؤيته كنت فى حجرتى عندما سمعت صوتاً فى الحجرة السفلى فكرت على الفور أورور فتح باب غرفتى فى عنف ... كان جون
صاح : تعالى سأطلعك على الأنفاق . جذبنى بعنف من فوق السرير ولم أستطع مقاومته .
كنا فى الردهة التى تؤدى إلى الجناح الغربى من القصر كانت الصور قد اختفت ولكن كانت أورور هناك ونظرتها شديدة الحزن قالت : نحن متشابهات . نفيت ذلك وصحت فى وجهها : انا أكرهك ....... أكرهك .
وضع جون يده على فمى وقال : أصمتى قادنى جون فى الردهة المظلمة وأورور تتبعنا ضاحكة ضحكة شريرة .
وفجأة فتح الباب الآخر وظهر الكونت كان ممسكاً بصورة أورور بدا غير ملاحظ وجود أورور أو جون . أمسك بيدى فى عنف غاضباً بدون شك لرؤيتى فى هذا المكان فى قلب الليل . قال لى بصوته القوى : أنت تغارين إذن ؟ وجذبنى بشدة نحوه وقبلنى . استيقظت فزعة كنت خائفة تصورت أن الكونت نائم فى حجرتى أو أنه أخاه سمعت أورور تضحك وتسخر منى فلم أعد أستطيع التحمل أكثر من ذلك أعتقد أنه بمجرد عودة الكونت سأرحل لأنى لا أستطيع تحمل الجو الذى يسود قصر لويس هام .
أصبحت الليالى مصدر خوف فلورا كانت تقاوم النوم حتى لا تعاودها الكوابيس فى الصباح الباكر كانت تنام مجهدة ازداد شحوب وجهها وفقدت عيناها بريقهما لاحظت إيلين ذلك
قالت لها ذات صباح عندما رأتها تسير بخطى واهنة :
- آنسة فلورا يجب أن تستريحى .
فى المساء أثناء العشاء بدا جون الذى لم تعد فلورا تحتمل وجوده منشغلا بصحتها .
قال لها ناصحاً :
- يجب أن تلاحظى صحتك يا عزيزتى هل يتعبك مايكل إلى هذا الحد ؟
دهشت فلورا لهذه النبرة العطوف التى لم تعتدها .
أجابت :
- الأمر ليس خطيراً
قال جون فى هدوء :
- يجب أن تستريحى يا أورور كم من مرة قلت لك ذلك ؟
سألت فلورا نفسها إذا كانت تحلم أو إذا كانت حقاً جالسة إلى الطاولة الأبنوسية تتناول العشاء بصحبة جون دى لويس هام وهنريش فون ريتر شعرت بغصة فى حلقها تمنعها من الحديث هل من المعقول أن جون يخلط بينها وبين أورور ؟ استمر جون فى تناول الطعام كأن شيئاً لم يكن نظرت إلى هنريش الذى أشار إلى فلورا بأن تستمر وكأنه لم يحدث شىء قال جون الذى لاحظ إشارة هنريش :
- ماذا ترويان أنتما الاثنان ؟
أجاب هنريش :
- لاشىء ماذا سنروى ؟
شعرت فلورا بأنها محرجة يا لها من عائلة غريبة كل فرد فيها يعتبرها شاهداً تارة ودخيلاً تارة أخرى .
قال جون :
- ألست من رأيي هنريش ؟ ألا ترى أن أورور تحتاج إلى قسط من الراحة ؟
بدا الاضطراب على هنريش إنه لا يجرؤ على تصحيح هذا الخطأ .
- لست أدرى ربما .
رمقته فلورا بنظرة غاضبة هل ستستمر التمثيلية مدة طويلة؟
أليس قادراً على إيقاف هذه المزحة السخيفة ؟ خفض هنريش بصره كأنه أدرك العتاب الصامت الذى توجهه له فلورا والتى أدركت إنه غير قادر على مساعدتها .
قالت بصوت جاهدت حتى يكون هادئاً :
- أنت تعرف تماماً اننى لست أورور .
إن نطقها بهذا الإسم يعذبها شحب جون فجأة :
- ماذا تقولين ؟
تنفست فلورا بعمق لتتشجع :
- أقول اننى لست أورور وأنت تعرف ذلك تماماً .
ارتعش صوتها إن هذه المواجهة تخيفها بالفعل .
سأل جون هنريش :
- هل تسمع ؟ هل سمعت؟
استطرد ملتفتاً إلى فلورا :
- أعتقد أنك تحتاجين إلى الراحة حقاً سأقودك إلى غرفتك .
نهض جون بالفعل , نظرت فلورا إلى هنريش فى يأس
قال هنريش فى هدوء :
- جون أهدأ هذه السيدة ليست أورور إنها معلمة مايكل إنها الآنسة فلورا لارك انظر إليها جيداً .
نظر إليها جون للحظات بدت لفلورا دهراً
- ما لم تكن أورور فهى شيطان أخذ هيئتها .
زفر هنريش :
- انت بحاجة إلى الراحة يا جون يجب أن تذهب سأصطحبك ونمر من الحديقة الهواء سيفيدك .
استسلم جون طائعاً
قالت إيلين :
- لقد كان يحب سيدتى الكونتيسة مثل أخته تماماً .
كانت فلورا قد لاذت بالمطبخ فى انتظار عودة هنريش إنها لا تحتمل البقاء فى حجرة الطعام تسمع صوت الريح وتنظر إلى السجاجيد ذات رسومات الباروك لم تكن فلورا تحب هذه الحجرة ذات المظهر الكئيب ربما يكون هذا الديكور هو سبب الأحداث الغريبة التى تحدث بها .
انتهت فلورا إلى أن أفضت إلى إيلين بأن جون يخلط بينها وبين أورور أو يتظاهر بذلك لم تستطع أن تعرف من حسن الحظ كان جوزيف قد لاذ بغرفته .
استطردت إيلين :
- منذ وفاتها لم يعد هو نفسه لقد رحل عن القصر بعد دفن سيدتى مباشرة إنه لا يريد أن يؤذيك بالتأكيد لا يجب أن تقلقى يا آنسة فلورا ذهنه مضطرب قليلاً هذا كل شىء هذه هى المرة الأولى منذ وفاة الكونتيسة التى يأتى فيها سيدى جون إلى القصر انفعاله مفهوم إن لك نفس لون بشرتها الشاحب ونظرتها الحزينة فى بعض الأحيان سيدى جون المسكين سيأتى ليعتذر لك عن هذا الخطأ .
فكرت فلورا : خطأ ؟! إنها كلمة ضعيفة على الرغم من ذلك هدأت كلمات إيلين فلورا ووضعت كل اللوم على عاطفة جون الكبيرة تجاه الكونتيسة لم تعد ترى فى جون هذا الكائن الشيطانى الذى ظهر لها فى كوابيسها وعلى الرغم من ذلك كانت تشعر بأن الحقيقة لم تكن بسيطة كما أرادت إيلين أن تقول لها بدأت تشك فى أن إيلين تخفى عنها شيئاً كما فعلت من قبل ولكن ما هو ؟
|