كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
هز " مات " كتفيه بلا اكتراث :
- من الصعب التنبؤ وهو ما يجعل الربيع مثيرا في هذه المنطقة أو ربما بسبب التوتر وكل ذلك يرجع الى وجهة نظرك .
- دعني أخمن ... بالنسبة لك يعتبر مثيرا .
خفض رأسه نحوها :
- بالنسبة لي سيكون اسعد ربيع في حياتي .
أحست " تيفاني " ان معدتها تتقلص في الحال – لابد ان تخبره . ماذا كانت ستحس لو انه أخفى عنها شيئا بهذه الأهمية ؟ ولكن ان تخبره أنها لن تكون معه لتشاركه وصول الربيع لن يفيد في شيء سوى ان يلقي الظلال القاتمة على بهجة اللحظة الراهنة لتنتظر يوم الاثنين فسرعان ما يصل صباح الاثنين جلست " تيفاني " أمام "مات " أمام مائدة الإفطار . كانت تحتسي القهوة وهي تتساءل . كيف ستعترف له بما تعرفه منذ يوم الجمعة ؟ حاولت ان تقنع نفسها انه سيتلقى الخبر بلا اهتمام . ولكنها مرتبطة به بشدة وربما القطيعة الحادة والمباشرة قد تكون لازمة قبل ان تصبح علاقتهما أكثر ارتباطا .
ولكنها لا تصدق كلمة مما يدور في دهنها من تبرير . ان حب " مات " حقيقة مثل حبها إياه ولكنه ولد لتوه وهو من الضعف بحيث لا يتحمل أية محنة
- ماذا هناك يا " تيفاني "
انتزعها سؤاله فجأة من أفكارها ونظرت إليه نظرة مأساوية . أنها لن تستطيع تأخير الخبر .
قال لها وهو يميل نحوها ويضع ذراعيه على المائدة :
- هناك ما يشغل بالك – لنتحدث عنه – هل هذا ممكن ؟ لقد انتظرت من يوم الجمعة ان تقولي لي ما الذي يشغلك ولكن يبدو انك أردت ان تقضي عطلة نهاية الأسبوع دون حديث عن تلك وقد انتهت عطلة نهاية الأسبوع .
ابتلعت ريقها بصعوبة ثم اخدت نفسا عميقا :
- لقد وافقت مؤسستي على كل ما طلبته منها ولكنهم قرروا ان يقوم شخص أخر على الأشراف على فترة الانتقال . وعلي ان أعود الى " هونولولو "قبل منتصف الأسبوع ... هذا الأسبوع .
ظل " مات " صامتا مذهولا فترة :
- لماذا ؟
قالت وهي تحس بقواها تخونها :
- لست ادري .
أنها تكره الطريقة التي يتأملها بها ألان لقد توقعت صدمة وغضبا من الصعب السيطرة عليه
- ان الرسالة لم تحدد شيئا أكثر من ذلك واعتقد ان رؤسائي سعدوا من عملي وقد طلبت منهم ان يوكلوه إلي حتى النهاية ولكن الرسالة لا تحتمل إي غموض .
سألها " مات " بصوت رقيق لدرجة الخطورة :
- أنت تعرفين ذلك منذ يوم الجمعة ؟
هزت " تيفاني " رأسها علامة الإيجاب وحولت نظرها بعيدا عنه . ظل صامتا لحظات طويلة ثم قال بصوت ثابت :
- حسنا انك لم ترغبي في إفساد عطلة نهاية الأسبوع والحقيقة إننا قضيا وقتا رائعا .ربما كان الحق معك ولكن لو لم أسالك ... متى إذن كنت ستعلنين الخبر ؟
اخدت على حين غرة فنظرت إليه بإمعان :
- السبب الوحيد هو إنني لم أجد الطريقة التي أقوله بها .
- وظننت إنني لن افهم . انك تلومينني لأنني لم أخبرك بما حدث لي ولم تخبريني بأي شيء عن قرار بهذه الأهمية . والخطورة ؟
ضرب " مات " بقبضته المائدة بمنتهى العنف .
- أنت تقولين – انك تحبينني يا " تيفاني " ثم تطعنيني في ظهري وستقولين لي . انك سعيدة بمعرفتي وانه من الخسارة ان نفترق وسترسلين لي بطاقة بريدية من حين لأخر.
طفرت الدموع في مآقي " تيفاني "
- لست أنا التي أردت ان يكون الأمر هكذا يا " مات " لم ارغب في الرحيل ولكن ليس إمامي خيار أخر .
أخد " مات " يذرع المكان ذهابا وإيابا وقد دس يديه في جيبي بنطلونه ثم قال :
- يوجد دائما حل .
- لا – ليس في هذه الحالة .
أمسكت " تيفاني " بمنديل لتمسح عينيها .
- إننا لا نستطيع ان نقول لهولاء الرؤساء ألا نذهب هنا أو هناك حسب مزاجنا .
استدار نحوها وقد رفع احد حاجبيه عاليا :
- ولم لا ؟
نهضت " تيفاني " بدورها وبدأت تخلي مائدة الإفطار .
- كن عاقلا يا " مات " أنت تعرف قواعد اللعبة . لو رفضت فعلي ان أقدم استقالتي "
- هذا الأمر خارج المناقشة .
- أذن ماذا افعل ؟
- يمكنك ان تظلي معي .
وضع كفيه على كتفيها وتأملها في صمت ثم أضاف :
- هل توافقين على الزواج بي ؟
لم تصدق " تيفاني " أذنيها وحتى " مات " نفسه لم يصدق .
- لا اعتقد انك فكرت مليا في هذا العرض ولذلك لن اعتبره جادا ...في الوقت نفسه كان قلبها يصرخ لتقول نعم . قال في إلحاح وهو يجذبها نحوه .
- يمكنك ان تاخديه ماخد الجد وأريد ان تعتبريني صادقا . نعم عندك حق في إنني لم أفكر فيه من قبل ... صمت ثم أكمل :
- ولكن هذا الطلب مدفوع بعامل الغريزة وعدم الصبر ومع ذلك فانا صادق فيه تماما تزوجيني يا " تيفاني " إننا متحابان فماذا يمكن ان يكون أهم من ذلك ؟
- ليس هناك ما هو أهم "
اكتفت هي بهذه الإجابة و اخدت تتأمله ثم قالت :
- ولكن كل شيء ثم بسرعة فائقة – ان اترك مهنتي وأصدقائي والبيت الوحيد الذي عرفته من اجل هذا الحب الذي ولد لتوه ليدوم للأبد ؟ لا اعتقد ان ذلك في استطاعتي – ان الضغط شديد يا " مات " لقد كان لدينا أحساس إننا لابد ان نتقدم مهما كان الثمن وهي الطريقة الوحيدة لتدميرنا ربما أمامنا القليل من الوقت ..
ألقت رأسها للخلف وحاولت ان تبتسم :
- ألا تستطيع ان تحصل على إجازة وتأتي معي الى " هاواي "
فكر " مات " لحظة ثم قال :
- اعتقد ان هذا باستطاعتي ولكن في حالتنا هذه . لا اعتقد ان ذلك سيغير من الأمر شيئا . لست أنا الذي اشك يا " تيفاني " ولا اعتب عليك ولكني لا استطيع ان اطرد شكوكك الخاصة بان اتبعك الى بيتك وبلدك كالكلب الذليل .
- كنت أخشى ان تجيب علي هكذا – ولكن " مات " الذي أحبه لم يكن ليتصرف غير هذا .
- أسف يا ملاكي "
هزت رأسها :
- لا داعي للأسف . ربما بعد كل شيء لم يخلق كل منا للأخر .ربما عرضنا القدر لهذه التجربة حتى لا نرتكب خطا .
أجابها بصوت جاف بعض الشيء :
- هل تؤمنين حقا بما تقولين ؟
أطلقت " تيفاني " زفرة طويلة وابتعدت عنه واستدارت وذهبت الى النافدة التي تطل على الحديقة المغطاة بالجليد . أنها تحس بالبهجة الحقيقية في هذا المكان ولكن الحاضر ألان يبدو لها شديد البرودة قالت بصوت شبه مسموع :
- لا – ولكن ربما كان من الأفضل ان اصدق نفسي ولا اعرف ماذا افعل غير ذلك ....
نهاية الفصل الثالث عشر وهو قبل الفصل الأخير
|