كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
الفصل الثالث عشر : -
امسك " مات " بذراع " تيفاني " وهو يدخل معها حانوتا ضخما في المدينة .
- لقد حان الوقت لتشرحي لي ما حدث عندما تركتك في بيتك قبل الأمس ؟
هزت كتفيها بلا اكتراث :
- لا شيء مهم . لقد وصلتني أخبار من هونولولو ان مجلس الإدارة يبدو انه يبحث عن المشروع الخاص بمزرعة " كاتفيلد " بسرعة وجد " مات " ما يبحث عنه بسرعة عند مراجعة قائمة أقسام المحل قال قبل ان يستدير نحو " تيفاني " :
- ان الملابس النسائية الجاهزة في الدور الثالث . حسنا يا ملاكي ...
لا تلعبي معي تلك اللعبة : أنت تعرفين تماما لماذا أسالك هذا السؤال .
عندما تركتك من يومين كنا متقاربين للغاية . وعندما اتصلت بك بدأت تلعبين معي لعبة الاستغماية الى ان تحكم شعورك الباطن في الأمور وجعلك تفقدين المفاتيح وسط الثلوج – أشعلي مصباحي يا شعلتي الصغيرة ...
اتسعت عينا " تيفاني " وسألته :
- شعوري – شعوري الباطن – ماذا فعل بالضبط ؟
سحبها نحو السلم وهو يقهقه بصوت مرتفع :
- يا الهي " كم هو رائع العثور على " تيفاني " بطبيعتها المتمردة يا حبيبتي أنا امزح .
ثم عاد ثانية الى حديثه :
- اعترفي على الأقل ان النظرية لها قيمه ؟
- لن اعترف بشيء على الإطلاق لقد فقدت المفاتيح بالمصادفة البحثة وبكل بساطة . وما دمت تطالبني بالإجابة فهذه واحدة . ان السبب الذي من اجله فقدت المفاتيح – حسنا – لقد كنت – كنت – قضيت حاجبيها وهي غير قادرة على الاستمرار أكثر من ذلك – كيف يمكنها ان تجعله يفهم الرعب الذي تملكها وهي تتحدث بصراحة :
- حسنا يا " مات " بعد ان رحلت ذهبت الى المكتبة البلدية واكتشفت شيئين أو ثلاثة في موضوعك أقلقني واثارث حيرتي .
قال " مات " وهو متجهم :
- يبدو انك جادة – ماذا أمكنك ان تعثري عليه ويخصني أسوا مما تعرفينه عني من قبل .
رفعت " تيفاني " وجها جادا :
- أوه – حسنا " لقد اكتشفت الحقيقة – لقد كنت من أبطال التزحلق الاولمبيين بكل بساطة .
- آه ها ؟ يا له من أمر محير فعلا – لقد كشفت الغطاء عن سر خطير ؟ لو انك اكتشفت أنني متعدد الزوجات أو أنني قتلت شخصين أو أكثر فلن يكون أكثر خطورة مما اكتشفته – يا الهي " لن يدهش احد لو انك هربت .
لم ترد " تيفاني " ان ترفع الراية البيضاء .
- ومع ذلك اعرف كل شيء عن مهنتك كمدير التزحلق على الجليد في اكبر محطة أوروبية .لقد كنت احد الإبطال الذين هم موضة العصر والمدرب المطلوب من عدة أميرات ملكيات .
هز " مات " رأسه وهو يضحك :
- وماذا بعد ؟
- بعد ؟ - ولكنك لم تقل لي ذلك أبدا .
- اسمعي كل ذلك حدث من زمن بعيد مضى هل كان من الواجب ان أقدم لك نفسي على أنني " مات كاتفيلد " الامل الاولمبي الخائب ؟
- لا تتحدث بهده الطريقة يا " مات " لماذا تتحدث عن نفسك بكل هذا الاحتقار ؟ في البداية ظننت انك تتصرف هكذا لتحبط النساء قليلات العقل .
قال " مات " بابتسامة مرحة :
- حقا ؟ ولكن الفكرة لم تخطر ببالي – لقد وصلنا .
القي " مات " نظرة دائرية حوله ولم المعاطف ثم جذب " تيفاني " نحو شماعاتها :
- اعتقد انه من الأفضل دفن كل الحكاية . هل تعرفين أيضا ان الحادثة التي تحدتث عنها قد وقعت عندما كنت اسعي للحصول على الميدالية الذهبية ؟ لقد طرت في الهواء حتى احصل عليها .
- لقد قرأت مقاله حول هذا الموضوع . لقد فقدت الميدالية ولكنك نجحت في شيء أخر أهم – لقد بدأت تسير على قدميك ثم اخدت تمارس التزحلق . وهذا هو المهم يا " مات " لماذا لم تقل عن ذلك خاصة عندما حدثك عن الحادثة لماذا حاولت دائما ان تتجنب الإجابة المباشرة ؟
كان " مات " قد وقف أمام صف طويل من المعاطف الطويلة الجبردين وراجعها بسرعة .
- استطيع ان أقول : ان 1لك كان ماضيا . وإنني لم اعد أفكر فيه واستطيع أيضا ان أقول ان ذلك يؤلمني جدا . ولكن الحقيقة هي أنني ليست لدي أي رغبة في الحديث عما يزعجني .
- يزعجك ؟ ولكنك نافست على الميدالية الذهبية وحدثت لك حادثة وشفيت منها رغم كل الاعتراضات الطبية وتقول انك منزعج ؟
- لم تكن حادثة وإنما سداجية وحمق .
سحب نحوه معطفا بلون ازرق بترولي وتأمله :
- لقد أردت تلك الميدالية بشدة وكنت مغامرا شابا متهورا مقتنعا أنني اعرف أكثر من مدربي فتجاهلت نصائحه واندفعت أكثر مما يلزم دون استعداد فأفسدت كل شيء.
- وما المزعج في كل ذلك ؟ انك غير متسامح مع نفسك .
وضع " مات " المعطف فوق الشماعة وهو يهمس – انه أثقل مما تتحمله " تيفاني " وأكمل :
- كل ذلك ما كان سيصبح خطيرا لو كنت الشخص الوحيد في هذه القضية ولكني لم أكن بمفردي . هناك الفريق والكفيل والمدربين والوطن كله . وهم جميعا ينتظرون الكثير مني لقد تطلب الأمر سنوات طويلة وأموالا وأشخاصا عديدين لصنع بطل ولإيصاله للمجد لقد أفسدت كل شيء في ثوان قليلة لان الميدالية الفضية لم تكن تكفيني كل ذلك كان يجب ان يعلمني كيف اختار أولوياتي وان أعيش الحاضر والواقع ولا أتطلع للحظة النصر . لقد فقدت خطيبتي في هذه الحكاية وبفقدها فهمت أنني أحببتها لأسباب سيئة .
- أنت ممثلي مرارة من هذا الموضوع وهذه المرارة قد صبغت كل علاقاتك مع النساء من وقتها .
- أرجو المعذرة – اعتقد أنني لم افهم ؟
- لقد فهمتني جيدا .
استدار نحو صف من المعاطف من الكشمير واختار ثلاثة ثم امسك بيد " تيفاني " ليقودها الى كبائن القياس .
- ليس من حقك الدخول هنا ؟
- لا يوجد احد – لقد فحصت المكان .
- ولكن لو ان شخصا ...
- اسمعيني يا " تيفاني " ان تلك الخطيبة جرحتني عندما هجرتني فليكن ؟ ولكن بعد ثلاثة أشهر وقفت مرة ثانية على قدمي وفهمت أنني لم افقد شيئا . لقد كانت جميلة وفاتنة للغاية عندما ترغب في ذلك ولكنها لم تكن لي – لقد حرمتني سقطتي من الميدالية الذهبية ولكنها أيضا حمتني من ارتكاب غلطة شنيعة ومنذ ذلك اليوم لم أقع أبدا في الحب الملتهب وإنما مغامرات هادئة بل اعتقدت أنني مصاب ببرود العواطف وألان اعرف السبب "
امسك " مات " وجه " تيفاني " بين كفيه وظل ينظر في عينيها بحنان جارف ثم تراجع خطوة :
- ان السبب واضح يا ملاكي – لأنني لم أكن قابلتك .
امتلأت عينا " تيفاني " بالدموع .
- أوه يا "مات " :
ابتسم :
- أنني اعشق الطريقة التي تقولينها بها كرريها ؟
- أوه يا " مات "
- حسنا جربي هذه الأشياء ألان ولن نرحل من هنا قبل ان تحصلي على معطف ثقيل ومناسب .
ضحكت " تيفاني " أم المشاعر الكبرى تعطي " مات " نوعا من السلطة التي تعشقها .
***
اعتبرت " تيفاني " ان مشترياتها من ملابس الشتاء هذا الموسم هي التبذير بعينه ولكن جاء الأسبوع الاول من مارس دون ان يحمل أي بشائر للتحسن في الجو – كان المعطف الخفيف الكشمير الأخضر الذي قدمه لها " مات " ذا قيمة عاليه لمواجهة نهاية البرد هو وبعض الجيبات القصيرة الأنيقة من الصوف وتحتها البنطلونات الضيقة التي تغطي ساقيها
في هذا الصباح من يوم الجمعة عند وصول " تيفاني " الى مكتبها لم تشاهد في الحال رسالة الفاكس التي وصلت من هونولولو لابد أنهم أرسلوها لها في نهاية اليوم هناك وقبل شروق الشمس في وينبج لقد ثم اختيار القرار الشهير . نظرت الى مربع الورق في لهفة . كانت شروط التفاوض التي أتمتها مع أل " كاتفيلد " مقبولة عند " طعام الفردوس " وان محامي الشركة في طريقه خلال الأيام القادمة لتحرير العقود كانت " تيفاني " سعيدة .
ثم قرأت الفقرة الأخيرة من الرسالة وانتابها أحساس بأنها تلقت لكمة في معدتها فأعادت قراءتها ثم همست .
- انه ظلم ؟ انه ظلم لا يطاق ؟
استلزم منها الأمر بعض الوقت حتى تستوعب الصدمة ولترفع سماعة التلفون ولكن في اللحظة التي همت بإدارة الرقم الخاص بــ " مات " تراجعت لقد نظما عطلة نهاية أسبوع رائعة فلماذا تفسدها ؟
كان " بيت " و " جاكي " قد صحبا الأطفال الى الجنوب وسيعودون يوم الأحد مساء . وطلبا من " مات " العناية بالمزرعة واخذ البريد وقد أوحى له ذلك بفكرة .
قال لــ " تيفاني "
- ما رأيك في ان تعتني بالمزرعة بان تقضي فيها معي يومين ؟ أننا بذلك نؤدي لهم خدمة وسيعودون الى منزل دافئ وسنقضي نحن عطلة حقيقية في التزحلق على الجليد بدون جمهور او زحام ولا ضجة المتزحلقين فوق الجليد .
قبلت اقتراحه بحماس وقضت ما بعد الظهر الجمعة في كسب ساعات ثمينة من العمل .
اخدت تتطلع الى الرسالة التي في يدها قبل ان تتخذ قرارها الحقيقي .
- يمكن لهذا الخبر ان ينتظر حتى مساء الأحد . لن تستطيع أي شيء ان يفسد عطلتها
مع " مات " لأنها ربما كانت الأخيرة .
***
|