كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
الفصل الحادي عشر :-
دخلت سيارة " مات " الجيب شارعا جميلا في حي المساكن الذي يعيش فيه جلست " تيفاني " بجواره تتحرق شوقا وفضولا رغم قرارها الحازم بعدم سؤاله .
أذن كانت هناك حادثة في حياة " مات " كان من الممكن ان تكلفه فقد ساقيه وثروته وأفقدته
خطيبته التي هجرته في اللحظة التي كان فيها في حاجة ماسة إليها .
ظلت هذه النقطة الأخيرة غامضة كيف يمكن لامرأة طلبها " مات " للزواج ان تهجره وتتخلى عنه كيف يمك ترك رجل مثل " مات " كتمت " تيفاني " الأسئلة التي كانت تثيرها أنها تعلم انه من غير المجدي ان تطرحها حالا دارت السيارة الجيب الى حارة خاصة .
- هذا هو بيتك الجديد ما لم ترفضي طبعا خدمة صديق ابتسمت " تيفاني " أنها تشعر بالامتنان نحو " مات " على تقديمه الأمور بهذه الطريقة
.كان البيت ساحرا والتقت عيناها بباقة من الزهور وفروع شجرة الأرز التي تعطي جوا خاصا لهذا الملجأ الفريد بالإضافة الى جمال النوافذ الخضراء والجذران الوردية المصنوعة من القرميد ان تعيش هنا في فصل الربيع لاشك انه السعادة ألذيذة .فهمت " تيفاني " عندما رأت الداخل لماذا إصر " مات " على ان تقبل اقتراحه كان أثاث البيت مختارا بعناية والفراغات تشكل اكبر مساحة في الجدران والأرضية المغطاة بالبار كيه والفتحات الزجاجية الواسعة المطلة على الخارج تدخل شلالات من الضوء وتشعر الإنسان كأنه في المنطقة الاستوائية بدا "مات " كأنه يحدث شبحا :
- أقدم لك " تيفاني " وأنت يا " تيفاني " أقدمك الى النباتات إنني أفضل ان أخطرها في الحال بوصولك خوفا من ان تحاول أحداها ان تموت
- أوه يا الهي ان الحق معك – يالهذه الكائنات المسكينة . لا تخافي فأنني استطيع ان أرد لك الحياة – كيف حالك هيا انتصبي وكوني جميلة – هل تعطيها هي أيضا أوامر. ؟
- لا على الإطلاق – وإنما اخبرها بالأرصاد الجوية
- أنت مجنون تماما يا " مات "
- اعترف بذلك واعترف أيضا إنني بدلت زلاجتيك .
- أنت فعلت ...
- لقد أعطيت لنفسي الحرية ان ...
- نعم .. لقد سمعت . وماذا فعلت بزلاجتي ؟
- لقد سلمتها الى احد العمال ليضبطها على مقاسك – إنهما من الممكن ان تطيحا بك لأنهما اكبر من مقاسك ثلاثة أرقام . أنني على إيه حال لن أتركك تعرضين حياتك للخطر ثم عليك ان تخبريني عن الزلاجتين الجديدتين اللتين أحضرتهما إليك كي
نتزحلق معا بعد ظهر اليوم هل تحتاجين الى مساعدة ؟
حاولت " تيفاني " ان تخلع إحدى فردتي حدائها البوت .
- لا شكرا ومن ناحية أخرى أريد ان أجعلك تفهم إنني كبيرة بما يكفي للعناية بنفسي و ...
من شدة غضبها أتت بحركة جعلتها تفقد توازنها كان من الممكن ان تسقط لو لا وجود " مات " بجوارها ليمسك بها . مرر ذراعه حول وسطها في سرور . مال عليها وهو يساعدها لتقف على قدميها هامسا .
- هل قلت شيئا ما على ما أظن .
- أنت موجود دائما لتمسك بي "
- أتدرين إنني لست ممن يمكن توقع ردود أفعالهم وصدقيني إنني أعيش ثورة حقيقية معك .
كان يتحدث بنبرة هادئة وأحست " تيفاني " بالاضطراب . إنهما بمفردهما وليسا في حجرة في فندق و " مات " قريب جدا منها بجماله ورجولته الطاغية سحب ذراعه من وسطها وتراجع في خفة وقال :
- اسمحي لي ان أقدم لك البيت .
عقدت " تيفاني " حاجبيها وتنهدت ثم تبعته وهي في منتهى الاضطراب لا تستطيع ان تطرح اي سؤال . دخلت الحجرة ذات الجدران الصفراء والزرقاء وقد علقت عليها بعض اللوحات التجريبية ثم انتقاؤها بذوق بينما رصت نباتات عالية بجوار الفتحات الزجاجية الفسيحة بينما سجادة حريرية ضخمة تغطي الأرضية والأثاث من النوع العتيق القوي والمريح مما أعجب " تيفاني " كثيرا .
- كيف أمكن ان يتقبل ذلك السيد كوزاك ان يشغل شخص غريب مسكنه أثناء غيابه ؟ من الواضح انه يحب التحف والأشياء الغالية .
- لقد أقسمت له بان الشخص الذي سيعيش فيه ضعيف وهو يحتاج بسرعة الى العثور على شخص كفء للعناية بالنباتات التي تتعرض للموت – تعالي معي فأنني سأريك المكان .
كان البيت واسعا والحجرات جميعها ممتعة ويشع جو من الراحة والأناقة في الأثاث .
ولكن " تيفاني " لم تكن متحمسة لماذا أهملها " مات " هل سيجذبها نحوه ثم يهجرها ؟ ربما كان " مات " صورة عصرية من دون جوان "
أنها لا تستطيع ان تهضم هذا الافتراض لقد كان متحفظا ومتوحشا أكثر من اللازم بحيث لا يشبه أي إنسان أخر لا شك ان " مات " ليس بحاجة لان يثبت كفاءته على الإغراء ومع ذلك فان " تيفاني " سبق ان وقعت في مثل هذا الفخ مرة ولن تسمح للتجربة ان تتكرر مرة أخرى ردت عليه :
- انه بيت رائع وأحب جدا ان أعيش فيه هيا لنتحدث عن الإيجار
***
دارت المناقشة حول وجبة لذيذة في مطعم صغير أوكراني أكد لها " مات " ان صديقه لا ينوي ان ياخد سنتا واحدا وانه يحتاج حقا لشخص يعتني بالنباتات أما بالنسبة لــ " تيفاني " فلم تهضم الأمر ورفضت ان تستغل المكان ما لم تحدد قيمة محددة بينهما أنها تكره ان تعتمد على " مات " وتفضل ألا تصبح مدينة له بأي صورة وصلا الى حل وسط ان تدفع " تيفاني " فواتير التدفئة والصيانة العامة للبيت و سلمها " مات " نسختين من المفاتيح وأصر على ان يصحبها الى الفندق لإحضار أمتعتها حاولت ان تجادله ولكنها في نهاية فترة ما بعد الظهر كانت قد وضعت يدها على مقرها الجديد .
- وألان لابد ان فلدي موعد في الحانوت مع احد الوكلاء وسأحضر لاصحبك حوالي الرابعة حتى نتزحلق معا فترة .
- يبدو انك أعددت كل شيء...
- ها أنت مشغولة ؟
- لا ... لكن ...
- إذن الى اللقاء .
|