كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
- من الأفضل لنا ان نرحل قبل ان تحدث فضيحة في مزرعة " كاتفيلد " وافقته
" تيفاني " بالطبع فقد كان على حق ولكنها كانت تفضل لو انه أحس بهذه المسؤولية والضمير الحي نحو العمل قبل ان يدفعها الى حالة من الصعب فيها عليها ان تسيطر على نفسها .
- لدي سؤال أود ان اطرحه عليك . أليس من الأفضل ان تركز كل أنشطتك تحت سقف واحد بدلا من تشتيت جهدك في إدارة هذه المباني المتناثرة ؟
كانا قد خرجا لتوهما من ثالث محطة توقف . كانت عبارة عن مزرعة صغيرة وتحولت الى مصنع لإنتاج الزيت من مختلف أنواع الحبوب الزيتية .
- طبعا أفضل ولكن الوضع الحالي ليس في مصلحة الجمعيات الإنتاجية . ان المزرعة التي كبرت فيها وأنا طفل كانت مختلفة تماما عن هذه المزرعة واقل امتدادا . ان " بيت " و " جاكي "لم يكفا عن شراء الأراضي متوسطة المساحة على مر السنين . لقد حولا المزرعة التي يقيمان بها الى أكثر نفعا ولدينا أيضا العديد من الأنشطة في المدينة . ومشروع " كاتفيلد " هو مثل " طعام الفردوس " منوع للغاية في أنشطته ويقوم على عدة أماكن .
عدد لها الكثير من الفروع وإذا كان " مات " صادقا في وصفه ولا يبالغ في مثالية المزرعة فإنها تصبح ممتازة لاستثمارات جديدة لمؤسسة " طعام الفردوس "
كان منظور التعاون مع عائلة " كاتفيلد " عدة شهور يبدو في نظرها مستحيلا . ان القرب من " مات " في هذه الحالة غير مطلوب ولا تتمناه .
قررت إلا تركز على هذا الجانب من العمل . حتى ألان لم يتخذ إي قرار ولن يتخذ إلا بعد أسابيع ومن الأفضل في الوقت الحالي ان نستفيد من منع تلك النزهة وتساءلت متى تتبخر عصبيتها ؟
كان جمال المنظر يسحرها . وكان البياض الرائع يمتد حتى خط الأفق . بينما قرص الشمس الذهبي يبهر الرائي ويقطع أنفاسه من الإعجاب .
فكرت " تيفاني " كم من الذكريات ستحتفظ بها كي تسترجعها فيما بعد . وعندما أشار " مات " الى جبل يبرز من بين مجموعة من أشجار الأرز . كانت قد استرخت بدرجة كافية .
أبطا سرعة المركبة . ووصلا على مرأى من المزرعة ودهشت " تيفاني "لأنها أحست بالأسف على انتهاء الرحلة ومع ذلك بينما هما يدخلان احد الحقول الفسيحة التي تنحدر خفيفا نحو البيت انفتحت السماء فجأة وانهمر سيل رهيب من الأمطار عنيف وغير متوقع .
انتصب " مات " في مكانه واندفع بالعربة نحو البيت ومع ذلك فان هذا المطر لم يكن سوى مقدمة لما حدث بعد ذلك . أصبحت المركبة وسط أكوام من الجليد مما جعل تقدمها محفوفا بالخطر الداهم وانعدمت الرؤية .
تملك الخوف " تيفاني " كانت فظاعة التغيير ووحشيته قد أرعبتها وأصبحت غير قادرة على توقع ردود فعل " مات " كان فقد التحكم في المركبة أمرا محتما بينما الوقوف ببساطة
لن يؤدي الى بديل أفضل . وتوقع العثور على الممر تحت كومة الجليد أمر غير محتمل .
لم يعد هناك سوى بديل واحد وهو ان تثق بــ " مات " لقد كبر هنا ويعرف كل ركن كما يعرف جيوبه . دست وجهها في كتفه الواسعة هدر " مات " بأقصى قوته حتى تستطيع ان تسمعه وسط الأصوات الراعدة للجليد .
- تماسكي "
لم تحتج " تيفاني "لان يكرر الطلب . أدار المركبة الى اليمين . أنها لا تفهم السبب ولا تريد ان تعرف فــــ " مات " يعرف ما يفعله وأغلقت عينيها بدا كان الريح توقفت فجأة . فتحت " تيفاني " عينيها . أحست بأذرع ضخمة خضراء تحيط بها . كانت فروع أشجار تحميها من الريح والجليد وكانت من كل نوع : أرز وبلوط وتوت وسرو وتفاح وأشجار أخرى جبلية متنوعة الألوان من اخضر فاتح الى درجات فضية أو غامقة . حيث كان الجليد يغطي بعضها وفوق رأسيهما فروع صغيرة مغطاة بالجليد وهي تتلالا مثل قطع الكريستال . لقد انقدها " مات " بان اتجه الى هذه القوقعة من الخضرة أحست " تيفاني "كأنها دخلت ممالك سرية والتي تتحدث عنها الأساطير الخرافية والمليئة بالأميرات الثلجيات والقصور من الثلج . أشار الى نحث في احد الفروع الضخمة لشجرة كبيرة ظنت " تيفاني " أنها شجرة بلوط .
- نحن لسنا في سوء هنا ولكن من الأفضل لو لجانا الى مأوى أتظنين انك تستطيعين السير ؟
فحصت " تيفاني "بنظرها المكان الذي أشار إليه .
- كوخ من الخشب – هل تريد ان تحتمي في كوخ ؟
- أسف . هذا أفضل ما أمكنني اقتراحه وأرجو ان تعذريني لأنني لم أتوقع التغيير المفاجئ في الجو – عادة لا ادع نفسي تفاجأ بهذا الشكل . إنني شارد بعض الشيء هذا اليوم .
- ولكن هل تعتقد حقا إننا يمكن ان نحتمي في هذا الكوخ ؟
- يبدو ان هذا الاحتمال لا يعجبك ؟\بل أنني لن اقبل استبداله نظير ذهب العالم أنني لم يسبق لي ان دخلت كوخا – هل هو ملكك ؟ وهل بنيته بنفسك ؟
انطلق في الضحك وهو يهبط من مركبة الجليد .
- أي نوع من الفتيات غير المحنكات أنت .
- النوع الذي ينوي ربح الرهان والذي سيستقر داخل الكوخ المصنوع من خشب شجرة عجوز .
- كان من الواجب ان أتعرف عليك من بضع سنوات .
- نظر " مات " الى " تيفاني " في انفعال .
عندما كان في الثالثة والعشرين من عمره كلن لا يزال ذلك الشاب العاطفي الذي يعتقد انه لا يوجد في الدنيا سوى امرأة واحدة هي امرأته وكانت " تيفاني " لابد في الخامسة عشرة من عمرها . فلماذا كان من الممكن ان يحدث بينهما وهما في تلك السن .
|