كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
نبدأ على بركة الله مع:-
الفصل السادس :-
كانت " جاكي" مذهولة .
- أنني لم يسبق ان رأيت شيئا مماثلا : لقد ... توقفت وسط عبارتها "
أضاف " بيت " :
- لابد انه أغمى عليها .
أخد " مات " يفحص الأنفاس السريعة والقصيرة التي تهز صدر " تيفاني " وقال :
- لا – أنها منهكة بسبب فرق التوقيت وتعب الرحلة . أي إنسان في مكانها كان من الممكن ان ينهار قبل ذلك بكثير . كان من الواجب ان ندعها تنام من وقت طويل .
- يحزنني ان أوقظها ألان ولكننا لا نستطيع ان نتركها هنا وافقها " بيت "
- استطيع ان احملها الى سريرها ويمكنها ان تقضي ليلة في نوم هادئ بغطاء ثقيل .
- سأتولى ذلك .
كان " مات " يتحدث بلهجة لا تقبل المناقشة .
- ان لديك فكرة محددة ودقيقة عن هده الشابة . وهذا ليس من طبعك أبدا يا " مات " ما الذي حدث
- لا تبالغ في الأمر – فانه لو استيقظت " تيفاني " فإنها ستتضايق أكثر لو وجدت نفسها بين ذراعيك بدلا من ذراعي ... اقصد من يحملها .
- لقد فهمت قصدك بالضبط ولكن لأي سبب ستكون اقل ضيقا معك ؟
- دع " مات " في حاله يا " بيت "
ألقت " جاكي " نظرة تأمر الى " مات "
- ولكني أخشى ان تصل به الطيبة لدرجة مساعدتها على خله ملابسها .
- لا تخف فأنني سأتصرف كرجل راق – ثم أنها صغيرة وبريئة لا تصلح لذوقي .
قالت " جاكي "
- هل هذا سؤال أم جواب ... سأجيب إذا رغبت ...
- لا أنت بالذات لا تجيبي .
حمل " تيفاني " بين ذراعيه وهو يدعو السماء إلا تكون قد سمعت شيئا ثم صعد بها الدرج .
كان نبضه قد تسارع بدرجة خطيرة عندما دخل الحجرة ليس بسبب وزن " تيفاني " بالطبع أحس بأنفاسه حارة على رقبتها كان النعاس قد أرخى جسدها وزاد ليونته ولم تعد لديه رغبة في يضعها في الفراش وان يغطيها ويرحل . كان على استعداد ان يظل يحملها طوال الليل حتى ولو لم يحدث أي شيء أخر . تساءل " مات " ان كان فقد عقله عند عبوره باب المطار
وضعها على السرير واخذ يتأملها وأحس بعاطفة تجتاحه .بشيء ما جعله يضطرب . حاول ان يطمئن نفسه بان ما يشعر به هو أمر طبيعي نتيجة اشتراك ظلمة منتصف الليل مع ملمس هذا الجسد الرقيق ورؤية رموشها الطويلة تنزل على بشرتها الحريرية . كل ذلك وعوامل أخرى لا يمكن إلا يهتم في ظل وجود ذلك .
ولكنه كان يعرف انه يكذب على نفسه فان تلك العاطفة التي يحسها لا دخل لها بكل هذه التفاصيل اللذيذة . بل ان كل ذلك لا يعد مهما بالنسبة لهذه اللعبة الصغيرة . ان هذه الفراشة النائمة قد سحرته تماما واستولت على لبه ولو كان لديه أحساس بالواقع لفر هاربا وضع وسادة في حنان تحت رأسها تلك التي لمست داخله وترا حساسا بطريقة فعالة .
لا . انه لن يفر ولن يحمل ضدها أي ضغينة : لقد غمرته موجة من الحنان وطبع قبلة على جبينها .
فتحت " تيفاني " عينيها قليلا . لم يعرف ان كانت عيناها تعبران عن الفزع أو الضيق أو الذهول ولكن قبل ان يبرر فعلته ابتسمت له :
- صباح الخير يا " مات "
نطقت هذه التحية وكأنها تعرفه من زمن ثم تركت يده لتغوص في النعاس على الفور.
توقف الزمن بالنسبة لــ " مات " وقد انحنى فوقها وحلقه جاف . بعد لحظات بدت دهرا أفاق وهز رأسه ليفيق . كيف يجف حلقه هو من اجل امرأة ؟ أنها امرأة تعرف عليها لتوه وهي صغيرة جدا وفي غاية البراءة ومن مواطني الجزر . وهي لا تتحمل برد أقصى الشمال . أتجعله يفقد عقله " لابد ان يخرج من هنا في الحال "
عندما خرج من الحجرة تنفس بعمق مدة طويلة ثم هبط الدرج بخطوات خفيفة . وإذ اختفى بسرعة .
وجد فكرة الابتعاد عن المزرعة وعن أنشطته فترة من الزمن فكرة جيدة .
رفع " مات " سماعة التليفون الموضوع على المائدة وهو ينزع نفسه بصعوبة من النعاس ومن الأحلام اللذيذة وهو يرى نفسه مع " تيفاني "
- الو – نعم " مات "
- القي نظرة على المنبه الذي أشار الى السادسة والنصف لا شك إنهم أبناء شقيقه في المزرعة .
- - " داني " هل هناك شيء لا يسير سيرا حسنا ؟
- هل تذكر ذاك اليوم الذي صحبتني فيه الى المكتبة العامة لأعداد واجباتي المدرسية؟
- بدل " مات " جهدا خارقا حتى يستطيع الإجابة بنعم .
- أنني لم أجد مذكراتي .لقد بحثت عنها في كل مكان دون جدوى . وأنا محتاج إليها اليوم في المدرسة . أنني أتساءل . هل تركتها عندك في حجرتك بالبيت .
عندما ذهبنا لتناول البيتزا ؟
- لا تقلق فسأبحث الأمر .
- نهض " مات " واخرج ساقيه من الفراش واستطاع ان يصل الى الصالون عندما القي نظرة على المرأة أثناء مروره تأكد انه نام ولديه رغبة عارمة للبقاء بجوار " تيفاني " وان هذه الرغبة لا زالت كما هي كان شعره يبدو كأنه خرج لتوه من معركة . وقد أحاطت الخطوط الزرقاء عينيه مما يدل على النعاس العميق الذي خرج منه بأعجوبة .
فكر انه في حاجة الى دش قوي عندما عثر تحث كوب زجاجي على الكراسة .
- هل يمكن ان تشرح لي يا " داني " كيف ان ذاكرتك قوية لهذا الحد ؟ وشرودك كبير الى هذا الحد أيضا ؟
- هذا ما سألتني عنه أمي . اعتقد ان المشكلة أنني أتمتع كثيرا معك حتى أنني أنسى كل شيء أخر .
لقد ورث " داني " القدرة على الأغراء عن عائلة "كاتفيلد " وعند ذلك خطر بباله عرض للصور والمشاهد التي جرت في الليلة الماضية كانت " تيفاني " تضحك من كل قلبها . كانت تبتسم له . كان يحملها بين ذراعيه – أنها ممددة فوق السرير . هز رأسه :
- أرى سليم يا صغيري و ألان ماذا تفعل ؟
- حسنا يمكنني ان اشرح لا أستاذي أنني نسيت كراستي في البيت وهذا يعرضني لفقد درجتين على الأقل .
- هكذا الأمر لقد جعلتني ابكي . لقد انتصرت
- هاي شكرا يا عمي " مات "
- في المرة القادمة عليك ان تكون حريصا . ان أيقاضي في الفجر باستمرار لا يصلح لرجل عجوز كسيح مثلي . سنصل الى هناك قبل وصول حافلتك
- اعرف ذلك يا عمي " مات " وأنا أسف . حقا .
وضع " مات " سماعة التليفون وقد أحبط لان الصغير لم يحتج على مسالة العجوز الكسيح هذه .
انزلق تحت الدش عندما تذكر انه عاهد نفسه على البقاء بعيدا عن " تيفاني " بعض الوقت . على إيه حال لابد أنها ستكون نائمة عندما يصل الى المزرعة
كانت الضجة داخل المنزل والتي حاول كل فرد إلا يحدثها أثناء الأنشطة الصباحية – ومع ذلك – ايقضت " تيفاني " . سمعت " داني " وهو يؤنب شقيقه الأصغر بصوت عال لأنه كان مزعجا . وسمعت أيضا قدحا يسقط على الأرض والسباب الذي أطلقه " بيت " بعد ذلك .
اخدت المنبه الذي وضعته بالأمس بجوارها . لقد استيقظت وهي غير قادرة على معرفة ماذا تصنع في مكانها وهي نائمة على سرير في حجرة تعرفت عليها بعد فترة طويلة . كان المنبه
بين يديها ثم أعادته الى مكانه دون ان تنظر الى الساعة . نهضت وارتدت روب النوم لتعود الى الرقاد دون ان يأتيها النعاس للأسف كانت كل النقاط التي حصلت عليها في نهارها الاول في " وينبج " شيئا مميزا جعلتها تظل مستيقظة لقد ظل لقاؤها مع " مات " يطارد ذهنها حتى الصباح . مع اللقاء تذكرت أحاديثه وتقاربهما الحميم بهذه السرعة الصاعقة .
أعادت النظر الى المنبه حيث أشار الى السابعة صباحا . سحبت الغطاء الذي سبق ان إزاحته ثم غطت رأسها بالوسادة بعد عشر دقائق استسلمت . كان ذهنها يتابع ذكرى غموض اللحظة التي حملها فيها الى السرير ومال عليها لقد رأت عينيه وقد تراقص فيهما وميض اسر . وأحست بكفه تستقر في حنان على رقبتها . أحست أنها غارقة في عاطفة غامضة ترفض إي منطق أو موضوعية ان النهار من عادته ان يعيد الى كل إنسان صوابه فلماذا لا يحدث ذلك لها ؟
فجأة قفزت فوق قدميها لا يمكن توقع ما سيحدث من " بيت " و " جاكي " في اليوم الذي سيبدأ . أنهما سيتساءلان طبعا عن حدثها بالأمس وعن الطريقة التي تشبه طريقة حسناء في الغابة النائمة في تحفة " والت ديزني " قررت ان تهبط لتثبت لهما أنها فعالة وديناميكية
- أنها لا تتصور ماذا يظنان حول توراتها الغاضبة مع "مات " على الأقل لن تخشى مقابلة الأخير ومن ألان حتى يظهر في المزرعة ستعود المرأة الشابة الصغيرة اللطيفة والباردة التي غادرت " هاواي " مند ثمان وأربعين ساعة فقط لقد أعطت اهتماما أكثر من اللازم لنشره سحره حولها – لابد ان ذلك هو تأثير الرحلة الطويلة وسبق ان قرأت ان تغيير المواعيد يمكن ان يحدث متاعب أكثر أو اقل أهمية .
- كان المطبخ يطابق فكرة " تيفاني " عن مطابخ المزارع بأثاثه الضخم من الخشب الذي بلي مع الاستعمال والزمن . وهو ممثلي بالأواني العديدة المرصوصة على الرفوف في نظام كانت الجدران مدهونة بالجير الأبيض المائل للزرقة اللامعة وكانت ستائر النوافذ ذوات بياض ناصع يسمح بدخول ضوء الشتاء
كان الطفلان في الخارج يلعبان وسط الجليد وهما في انتظار حافلة المدرسة . إما بالنسبة لــ " ربيكا " كانت مشغولة للغاية في اللعب تحت المائدة بأزرار بيجامتها الوردية .
ملا هذه الجو العائلي " تيفاني " بشعور الطمأنينة اخدت مقعدا وربطت الشريط الذي يضم شعرها . ان إغماءة تلك الليلة سرعان ما ستنسى أيقظتها رائحة القهوة الساخنة . وكانت كومة من الكعك الساخن في انتظارها في الطبق . كانت " جاكي " تتحرك في نشاط حولها وبحيوية ملحوظة وهي مشغولة بمختلف المهام المنزلية دون ان تتوقف لحظة عن تبادل الحديث معها . حاولت " تيفاني " ان تعتذر عن ثورتها على " مات " وعن خروجها الليلة الماضية عن حدودها ولكن سرعان ما
هبطت عزيمتها أمام ضحك " جاكي "
- لقد كان رأي " مات " مضبوطا – ان تلك الرحلة المرهقة قد أنهكت قواك ولم يكن من الواجب علينا ان نبقيك ساهرة كل هذا الوقت طردت " تيفاني " التفاصيل الإضافية التي خطرت ببالها بشان مساء أمس .
- هل يمكنني ان أساعدك في شيء ؟
- لا شكرا كل شيء معد ومن الأفضل ان تسترخي وان تستفيدي من فترة الصباح اللطيفة سيكون إمامك ما يكفي من المهام تقومين بها إثناء النهار . هناك الكثير عليك القيام به إذا أردت اكتشاف كل أنشطتنا .
اخترق الغرفة تيار بارد واستدارت " تيفاني " نحو المدخل . ادخل " بيت " رأسه من فرجة الباب حيا ضيفته بحرارة ثم ناقش مع زوجته أخر الخسائر الناتجة عن البرد فالشاحنة لا تريد ان تعمل استمعت إليهما " تيفاني " وهي تتساءل ان كانت تستطيع مواجهة الإقامة في هذه المكان بضعة أيام أخرى ؟
ليس أمامها حرية الاختيار لو أرادت ان يتم توقيع العقد يجب عليها ان تبقى رضيت أم لا .
- كل شيء على ما يرام وسأرحل فور تسخين المحرك .
- استدار نحو " تيفاني " وابتسم لها ابتسامة جعلتها تضطرب لأنها كانت تشبه ابتسامة " مات "
- سأذهب الى طبيب الأسنان لم يكن من الواجب ان أسرع بهذه الطريقة .
- ابتسمت " تيفاني " ولكنها حولت نظراتها عندما انضمت " جاكي " الى " بيت " في المدخل لتوديعه بقبلة . لقد كان حنانهما نحو بعضهما البعض يحيرها بعد ذلك ذهبت " جاكي " لإحضار " ربيكا " من الصالون عندما أحست " تيفاني " بتيار أخر من الهواء البارد يمر بالحجرة ويصطدم بظهرها وسمعت صوت فتح ضفة الباب – لابد ان " بيت " نسى شيئا ما ولكنه لم يكن " بيت " الذي وقف في أطار الباب وإنما " مات " الذي خلع قبعته وفتح سوسته السويتر . وقف مسمرا عندما رآها .
- - ماذا تفعلين هنا ؟
- ظلت " تيفاني " أمامه خرساء صامتة ولم يهتم ان كانت سترد على سؤاله أم لا لقد كان سعيدا جدا برؤيتها .
وألان وقد انتهى الفص السادس اسمحوا لي ان أقول لكم تصبحوا على خير
|