كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
من هنا نبدأ معكم ومع :-
الفصــــــل الثاني :-
-هذه المرة عليك ان تنتظريني هنا حتى أتي لاصحبك .
هبط " مات " من الجيب .بدت كل الحوانيت مغلقة .فتح باب السيارة لـــ " تيفاني " وامسك بيدها ليساعدها على النزول .
-أتظن ان علينا ان نكسر واجهة العرض؟ - يمكننا ذلك ولكن لماذا لا نستخدم المفاتيح ؟ اخرج "مات " حلقة مفاتيح ورفعت " تيفاني " عينيها لتقرأ لافتة مكتوبا عليها " محل كاتفيلد " للملابس الرياضية معلقة على أحدى الواجهات فانطلقت في الضحك . انضم اليها "مات " في الضحك وامسك بذراعها وقال :- طبعا لن تجدي هنا ملابس نسائية مبهرجة او على احدث موضة ترضي خيالك . .- ان خيالي ليس من شانك "
-على الأقل لقد اعترفت بان لك خيالا خصبا وهذه صراحة أمينة وصادقة . حدجته " تيفاني " بنظرة صاعقة : - هل من الضروري ان تظل تتصرف هكذا ؟ - نعم حتى نعثر على حداء برت مقاسك . – هل هذا الحانوت ملكك ؟ - نعم – لقد كان علينا ان نطور أنشطتنا مؤخرا وقد استأجرت الجناح الموجود أمامنا .. تاترت " تيفاني " . اخدت تتسكع معه في الممرات . دخلت قسما للملابس الشتوية ذوات الألوان الزاهية . – أنت ناجح جدا يا سيدي العزيز فما حاجتك الى ان تختطفني وان أظنك متشردا جليديا ؟ . – ولكني لست أنا الذي قلت ذلك وإنما أنت " لقد اكتفيت بالإجابة التي توقعتها .. أنا متشرد على الثلج في داخلي . نظر حوله وكأنه اكتشف كل ذلك لأول مرة وأضاف : - ان ما اعتبرناه في البداية مشروعا ذا أبعاد متواضعة يكفيني الحاجة الى الغير قد أخد حجما غير متوقع .
لم تفهم " تيفاني " هذا التغيير المفاجئ في التعبير . – هل هناك شيء لا يريحك في هذا النجاح ؟ - انه يستلزم مني الكثير من الوقت والجهد ". استطاعت " تيفاني " ان تقرأ على وجهه الابتسامة الساخرة التي اعتبرتها نوعا من التحدي . أنها الطريقة الصامتة لــ " مات " أنتي تعني انه يدير وجوده كما يحب وانه الوحيد الذي يضع القواعد لوجوده وانه ليس لديه أي نية لتغييرها مهما كان .. مر خلفها ووضع كفيه على كتفيها وقال : - دعيني اخلع عليك معطفك"
مرة أخرى تعرضت " تيفاني " الى السحر المريب الذي أزعجها في المطار فعضت على شفتيها . ان قرب " مات " يحدث عندها أحاسيس وكأنها شحنة من الكهرباء حتى لو كان احتكاكه بها بريئا استأنفت الحديث وهي تأمل إلا يلاحظ تسارع أنفاسها
-ما الذي تنتظره من الوجود ؟ - إن أحس إنني بخير .. من يدري ؟ ربما يأتي ذلك اليوم الذي اشتري فيه حريتي . . بعد ان علق " مات " معطف " تيفاني " على أحدى الشماعات . استدار
نحوها وهو ينظر إليها بإعجاب صريح . أحست بالاضطراب عندما اكتشفت مدى قصر ثوبها الأحمر والتصاقه بجسدها . وهو ما لا يناسب الوضع الذي هي فيه حاليا . حاولت ان تشتت الانتباه .. –وماذا تفعل بعد ذلك : أتمارس التزحلق على الجليد ؟ . – اعتقد ان هذا برنامج مناسب ..
-ليس لك إذن أي طموح ؟ . كانت " تيفاني " مذهولة . قال :
-لدي الكثير من الطموح .هناك كمية هائلة من الجبال واستطيع ان اهبطها كلها متزحلقا قبل ان يرسلوني الى ذلك الكوخ هناك في السماء .
-اقرصني : لدي أحساس أنني في حلم . – نعم .. حسنا .. اعرف أنني أثير السخرية عندما ابدأ الكلام عن هوايتي التي تملك على نفسي .. وأنت يا " تيفاني " عم تبحثين ؟ . كانت " تيفاني " منهمكة في فحص الملابس .. وأجابت في حرص :
-نفس الشيء بالنسبة لكل الناس . الرضا المهني والأمان على المستوى الشخصي . ولحظات من السعادة خلال طريق الكفاح ..
-هذه فلسفة عامة ولكني أريد بالضبط معرفة ما الذي تبحثين عنه فوق حامل المعاطف هذا ؟
-شيء ما دافئ .. أليس من اجل هذا نحن هنا .
-إذن اقترح ان نذهب الى قسم الرجال.
اندفع في الممر ولم تتحرك " تيفاني " قيد أنملة .
-هذا يسعدك . أليس كذلك ؟ .. – ما الذي يسعدني ؟ . – ان تخلع ملابس الآخرين .
- بعضهم فقط. – ولماذا أنا بالذات ؟ .. كان قد امسك بسترة زرقاء سماوية اللون مبطنه بفرو صناعي واقترب وهو يرفعها عاليا في مواجهة " تيفاني"
-لأنك جادة دون شك . وأنا لا استطيع ان أقاوم سخريتي منك بعض الشيء . ثم هناك ذلك الذقن الذي اعشق رويته . ثم هل يمكن ان تجدي هذه على مقاسك ؟
-ان الحياة شيء جاد واعتقد – بوجه خاص .. انك تحب ان تكون الأعلى خاصة مع النساء
-- ممكن .. مع النساء الساحرات على إيه حال .
ارتدت " تيفاني "قطعة الملابس وواجهت المرأة : - لا باس بها .. هل لديك مقاس اكبر ؟
عاد "مات " وهو يحمل الطاقم كله فتجهمت " تيفاني " :
-ان من يراك يظنك من رواد الفضاء .
-صدقيني ان هذا الطاقم أكثر أنواع الشباب رواجا .ثم في الأيام القادمة لن تتاح لك فرصة ارتداء الملابس القصيرة الأنيقة التي تعشقينها .
-لذي بنطلون جينز ضمن الأمتعة وأفكر في شراء بلوفر بعد وصولي .
-بلفور ؟ حسنا وماذا عن الملابس الداخلية .
-هل تتعامل دائما بألفة مع عميلاتك ؟
-أنني أتحدث ببساطة عن ملابس داخلية عازلة للحرارة ..
فتح أحدى العلب فوق مائدة عرض حيث اخرج منها كيسين وقال :
-هاتان من الحرير الطبيعي .. هل تنوين تجربتها ؟
-أين مقصورة التجارب ؟
-هناك .. ولكن قبل ذلك ركع أمامها فسألته :
- ماذا أيضا ؟ - انك لن تستطيعي التجربة ما تم تخلعي حدائك البوت .
تعاونا على خلع الحداء البوت . وأحس كل منهما بالحرارة تسري في جسده وتزعجه لم تجرؤ " تيفاني"على التنفس وساد صمت عميق كان هو أول من مزقه .
-ألان يمكنك الذهاب لتجربة الملابس وإثناء ذلك . سأذهب لأحضر لك بلفور .حداء بوت بالفرو
هزت رأسها موافقة وهي تائهة في كل تلك الأمور المتشابكة لابد ان تعود الى الواقع أنها تعرف تماما ان ذلك المشهد لابد انه جزء من لعبة " مات كاتفيلد "انه رجل النساء الذي لا يمكن حصر غزواته . رن جرس التحذير داخل رأسها فهي تعرف ذلك تماما ..
كان "مات"منحنيا فوق فرع " البلوفرات " وهو ساهم وشارد في أفكاره انه لا يعرف أين هو . انه ليس من عاداته ان يبحث عن مبرر وراء أخر حتى يتقرب من امرأة . خاصة والأمر يتعلق بامرأة بالكاد تعرف عليها ولإغراض مهنية . ومع ذلك لم يسبق له ان أحس بمثل هذه الأحاسيس. مع امرأة أخرى . عدا – طبعا – ما أحسه عندما سقطت هذه المرأة دون قصد بين ذراعيه من وقت قريب . وعندما تقابلت عيناه مع تلك العينين الخضراوين ورقتهما المتناهية . تمالك نفسه أخيرا وراجع صفا من الاحدية البوت حيث بحث عن موديل أنيق لــ " تيفاني " كان من الطبيعي ان يرغب امرأة ولكن هناك شيئا أكثر من ذلك حدث هنا . ان مجرد التفكير في زيادة معرفته بها يضاعف اضطرابه . لقد أحس انه أكثر قربا منها ومع ذلك ليس هناك اي معنى لذلك . ثم أنها ليست من نوعه المفضل .
عثر على الحداء البوت واخذ معه جوربا سميكا ثم ذهب الى مقصورة القياس .
- كيف الحال ؟
- -أنها ممتازة . ان البنطلون على مقاسي والحرير ناعم للغاية .هل أنت واثق تماما بأنها تحمي من البرد ؟ ان القماش ناعم لدرجة يبدو غير عملية .
- -هذا هو الدرس الثاني الذي تتلقينه في الشمال الكبير . يمكن جمع العملي مع جميل المنظر . لدي أشياء أخرى من أجلك .. أخرجت ذراعها من المقصورة اخدت " البلوفر "
- شكرا .. انه رائع .. ان لك ذوقا ممتازا .
- أنا سعيد لأنه أعجبك .
عندما خرجت وقف " مات " كتمثال من الثلج لقد كان " البلوفر " يضم جسدها الرائع ويظهر فتنتها ويصل حتى بداية ساقيها . ركزت عليه عينيها الخضراوين حيث انبعث منهما وميض جعله مشلولا . سألته : - ما رأيك ؟
انتبه " مات " من أحلامه وقال : - ممتاز " جربي الحذاء البوت .
تركها في الوقت الذي يبحث فيه عن بعض القطع الإضافية ولكنه سمعها تضحك فجأة فاستدار نحوها . قالت : - اعترف انك تهزا بي . لقد شاهدت الألعاب الاولمبية في التلفزيون وحتى أبطال الرياضة لا يرتدون مثلي .
- ربما ولكن صدقيني علينا هنا مواجهة الرياح المثلجة وهذا الطاقم مناسب لذلك ..
- ولكني لا استطيع حتى ان أسير بطريقة صحيحة أنني أتطوح .
- لا تشغلي بالك بل ان تلك المشية فاتنة .
- اسمع عندما أسير كل شيء يصدر صفيرا وكأنني ارتدي ثوبا مصنوعا من البطانة الخشنة .
- وهو لائق عليك تماما . ان ذلك يرجع الى المادة المصنوعة منها الثياب ولكن سرعان ما ستتعودين هيا تعالي تبختري الى هنا حتى تكمل ارتداء الدروع
- لا تقل لي : انه لايزال ينقصني شيء .
- لا شيء تقريبا .
ناولها قبعة من الفراء الأسود مكسوة بالداخل بالأزرق .
- ان الألوان منسجمة تماما .. برافو .
أحاط عنقها بملفعة زرقاء عليها نجوم بيضاء .
-هكذا ستكونين على راحتك لاكتشاف نواحي المزرعة المختلفة
- رائع جدا ولكن هل يمكنني ان ارتدي ملابسي العادية ؟
-كما تحبين .. لقد ادفات السيارة الجيب .
خلعت " تيفاني " الملفعة أخيرا حتى تتمكن من الرؤية :
- وماذا عن فاتورة الحساب ؟
|