المنتدى :
المنتدى الاسلامي
وما يلقاها إلا الذين صبروا
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحانك اللهم لا نحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ..
أحببت أن أبدأ أول مواضيعي بمحتوى توعوي ديني، حتى يبارك الله تعالى لي ولكم في إقامتي معكم
وليكون حجة لي يوم القيامة فلا أعلم كم تطول إقامتي هنا فما أنا إلا عابر سبيل.
احترت أين أضع هذا الموضوع وعم أتحدث ، وسأصارحكم بأني كتبته مرتجلاً ولم أرتب فيه شيئاً
لذلك فإن أصبت فمن الله ، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
فسلامٌ من الله عليكم ورحمة وبركاته .. وبعد :
لابد للإنسان أن يعي أن الله سبحانه وتعالى لم يخلقنا إلا لعبادته (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون)
وأنه مهما طال بنا العمر فمصيرنا واحد ، ألا وهو الموت ومن ثم الرجوع إلى الله ( إنك ميتٌ وإنهم ميتون)
ومن هذه الحقيقة، يتوجب على المسلم أن لا ينغر بالدنيا ويجري خلف شهواتها، مع الأخذ في الاعتبار (ولا تنسَ نصيبك من الدنيا)
فيلتزم بحدود الله، فيفعل ما أُمر به، وينتهي عما نُهي عنه
وليعي حقيقة أن هذه الدار ما هي إلا دار بلاء وامتحان، وأن الدار الآخرة لهي الحيوان
ومن وعى هذه الحقيقة جيداً وآمن بها وصدقها سيجد في قلبه كل الرضا بما كُتب له وهو موضوعي الذي أريد ان أتحدث عنه
إن من أركان الإيمان -كما نعلم جميعاً- الرضا بقضاء الله وقدره، وإنه سبحانه قد سنّ لهذه الحياة سنن
وقوانين لا تحيد عنها، فكل ما أوتيت أو ما أُخذ منك إنما هو بلاء ( وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم )
نعم أخي وأختي حتى ما أُنعم به عليك إنما هو امتحان ، فالغني أيشكر؟ والفقير أيصبر؟
واعلموا يا أحبة أن المؤمن بالذات مبتلى وأن الله خلق الإنسان في مشقة (لقد خلقنا الإنسان في كبد) أي يكابد مضايق الدنيا وشدائد الآخرة . وقوله (لتركبن طبقا عن طبق) أي حالا بعد حال رخاء بعد شدة وشدة بعد رخاء وغنى بعد فقر وفقرا بعد غنى وصحة بعد سقم وسقما بعد صحة .
وأن مجرد الإيمان لا يعني أن المسلم لن يواجه في حياته الفتن والبلاءات (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ( 2 ) ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين)
فعلى المبتلى أن يصبر ويحتسب وأن يشكر الله فيما آتاه ، فمن رحمة ديننا أنه لا يترك أحداً دون أن يجازيه (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له)
وإن الصبر لهو أسمى أنواع العبادات، أفلا يكفي قول الحق :( وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ) وأي حظ أعظم من دخول الجنة،
أحبتي في ختام حديثي أحب أن أذكركم ونفسي بأن الله وعدنا (ومن أوفى بعهده من الله)
فلتعيشوا حياتكم وتتمتعوا بها كما أباح لكم ربكم ولكن لا تنسوا الحقيقة ، لا تنسوا أن تقدموا لأنفسكم
اليوم تفعل ما تشاء وتشتهي ... وغداً تموتُ وتُرفعُ الأقلامُ
..
أتمنى أن لا أكون قد أطلت ، واللهم تقبل منا
وصلى الله على سيدنا ونبينا ومحمد وسلم
|