كاتب الموضوع :
آجر.
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: رواية : أنتِ فجري لا غدى صبحي ظلام ، وأنتِ نوري لا طفت كل الشموع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله صباحكم/مساءكم :$
كيف حالكم ؟ عساكم بخير وسعادة ؟
- بالتأكيد روايتي خيالية ، لكنها تُلامس الواقع ، فأرجو من القُرّاء أن يتذكروا أنها مجرد خيال ولا يتسابقون إلى قول "لا يوجد أشخاص هكذا" ، ولربما تكون واقعية في مكانٍ ما ..
- أرجو من أي شخص يرغب بنقل روايتي بأن يذكر مصدرها ، تقديراً لجُهدي
- ملاحظة : الشخصيات والأحداث لا تمت بصلة إلى الواقع فهي مجرد أسماء وتخيلات.
-
الجزء الثالث
[ طعم الانتقام لذيذ ، لكن حين تطيل
في لعقه تكتشف أن لُبّه مُرّ ]
مرر يده في شعره الأسود "هل أقدر فعلاً على فضحها ؟ كشف جميع أسرارنا ؟ هل أنا بهذه الدناءة ؟ لكنها تستحق ما سيحصل لها "
..
تستمع إلى أحاديث الطلاب وحماسهم للتخرج ، تتظاهر بالإنصات وتفكر فيما سيفعله المجنون بها ، هل يملك فيديوهات تخصها ؟
"أذكر ذات مره أسرفت في الشرب ، وأخذني طارق إلى شقته ، اعتنى بي ولم يمسني بضر ، هل من الممكن أن تكون هذه الليله قد وُثقت في شريط فيديو ؟ بل هي مرات كثيرة أحضر فيها إلى شقته !!
تباً لك يا طارق .. لكن
أنا استطيع أن أقلب الطاولة عليه !!
إذا استطعت تهديده بصور له ؛ فلن يستطيع أن يهددني بشيء البتة ..
يا لغبائي ، نسيت أنني لا أملك له صور إلا وهو معي ، إذا فضحته فسأفضح نفسي معه ، إلا إذا ..
إلا إذا كانت فتاة أخرى !!!
رائع ، أنا أعرف الفتاة المناسبة لهذه المهمة"
التقطت هاتفها واتصلت على ..
: الو
: أهلين فجر
تثاءبت بملل : هلا ، وش تبين ؟
دانه : فجر إذا فضيتي كلميني أبيك بموضوع ضروري
قفز الفضول إلى حنجرتها : أنا أصلاً فاضيه
: متى تجون لكندا ؟ علشان حفل تخرجي ؟
تمتمت : 20 اء ، 19 .. لا لا 20 من هالشهر ، ليه ؟
دانه : لا بس فكرت نتسلى شويه مثل الأيام الخوالي
فجر : توقعتك تبتي ؟ يالله مو مشكله ، مين الضحيه ؟
دانه : شخص اسمه طارق
فجر : طيب يا بنت عمي هههههههه
عَدَت الأيام بسرعة ، الأجواء مفعمة بالسحب ، تارةً تثلج وتارةً تعصف رياح شديدة ..
غدونا نتبادل نظرات الحقد ، ابتسامات ساخرة ، رسائل الكُره ، إشاعات متنقلة من الطرفين ، لا نفتأ نضايق بعض بأي سلاح يقع بين أيدينا ..
تقلصت أعداد صحبتنا ، انتشرت إشاعة "طارق شاذ" ونشرت أنا بدوري أنّ "دانه فتاة ليل" ، الطلاب يتهامزون علينا ، نقع في المشاكل من أبسط الأمور ، لا أعلم أن كان هذا حال العشاق إن انفصلوا !
لكننا بالتأكيد تجاوزنا حدودنا ، غدت دانه تهددني بعمي ، لا تملك شيء ضدي بينما أنا أملك الكثير من القنابل الفتاكة ، لكن ثقتها بدت تُرهبني !
في يوم 6/20 ، قبل حفل التخرج بِأسبوع ، استقبلت عمي وابنته في المطار ، بعد السلام والمصافحة ، جلسنا في أحدى المقاهي نتبادل الأخبار ..
استأذننا عمي قاسم بالذهاب إلى الفندق وتعذّر بتعبه من السفر ، حين بقيت فجر معي
: ايوه ، والاخبار ؟
أمسكت قطعة الكورسان : من طارق ؟
: ههههههههه ، طيب مهدي للموضوع على الأقل !
فجر : وش مسوي لك ؟
دانه : اممم خلينا نقول انه .. ضربتُ الطاولة بغضب .. فضحني في الجامعة كلها ، صار الطلاب كلهم يتكلمون عني ، إني بنت ليل ، تخيلي !!
اتسعت محاجرها : ليه يسوي فيك كذا ؟
دانه : لأنه كان يحبني ، ويبي مني اتزوجه وانا رفضت ، مو من حقي ؟!
مضغت الكورسان ببطء وهي تفكر : ما أتوقع إن المكالمات راح تضره يا دانه
لطالما كُنا شقيات ، أنا وفجر ..
لم تكن تسليتنا مثل البقية ، نخترع ألعاب خاصةً بنا ، لا تناسبنا ، كًنا قويات لا نخاف شيء حرفياً ، الجميع ينفر من تصرفاتنا ، يحاولون أن يبعدوننا عن بعض ، لربما يخفف من حدة جنوننا ، وحين كبرنا ابتكرنا لعبة جديدة أطلقنا عليها اسم "لعبة حوّاء"
نتصل على شُبّان عشوائيين ونبدأ بمحادثات ، تنتهي بعلاقة حُب مزيفة ، نقود ، هدايا ، ثم نهجرهم ..
بدأت هذه اللعبة بالتوّسع ، أحدى الأيام وضعنا فكرة اللعبة في أحدى مواقع التواصل الاجتماعي ، تفاجأنا بأن أحدى الفتيات قامت بالتحدث إلينا ، طالبة مننا أن نحادث حبيبها السابق رغبةً في الانتقام ، يوماً بعد يوم اندفعت الفتيات نحونا بجنون ، حتى أصبحنا نتلقى الطلبات من المتزوجات ، يطلبن مننا أن نختبر أزواجهنّ إن كانوا خوّنة أم لا ، النتيجة معروفة على ما أظن !
انقطعت هذه اللعبة حين تلقيت رسالة ابتعاثي ، لا أعلم إن كانت فجر ما زالت تزاولها ، لكن الأرجح لا ..
: أدري ، المكالمات ما راح تسوي شيء
فجر : طيب ؟؟
ابتسمت لتلك الفكرة التي تأرجحت في رأسي أيام : بننتقل للمستوى الثاني
بحلقت في ، أخذت تزحف ناحية مقعدي : أي مستوى ثاني ؟ ما فيه مستويات !!
: ههههههههههههه ، أنا اخترعت هالمستوى
تاريخ 6/27 ، اليوم الذي يسبق التخرج ..
حضر عمي وعفاف لم أشعر بمثل هذه الفرحة من قبل فإنّ نادر قد تعذّر بالشركة ، هذا أفضل فأنا لا أريد قدومه ..
يبدو أن عفاف متحمسة للذهاب للسوق أكثر مني ، تريد اختيار الـ ( Tuxedo ) ، أما عمي فتكفل بالساعة والحذاء ..
أشعر أن قدماي تطلبان الرحمة ، وعيناي ترجو العفو ، ورأسي يريد الانتحار .. من التسوق
تنقلت عيناي في الملابس بصدمة ، أشعر بأنها ستقفز علي وتأكلني ، يا إلهي كيف تُحب النساء التسوق ؟!
أثناء هذه المعمعة أحسست باهتزاز هاتفي في جيبي مُنبئ عن وجود رسالة ..
ابتعدت قليلاً عن شجار عمي مع ابنته ، أمسكت بهاتفي ووجدت رسالة "WhatsApp" رقم غريب !!
"R u comming to your apartment tonight ?!"
" هل ستذهب إلى شقتك الليله ؟! "
أظن انه صاحبي البوسني "لوك" دائماً يستخدم أرقام غريبة ليراسلني فيها ، لم أفكر في الموضوع وأنا أطبع بأصابعي السمراء "yes" ، أغلقته وحشرته في جيبي المليء بالأوراق التي لا أعلم ما الذي احضرها إلى هنا ، عدت إلى عمي وصراخ عفاف ..
تحركت يمين ويسار كأنها بندول ساعةٍ تالف ، تخطو خطوة وتقف لتفكر ، أراقبها خشيةً أن تهرب ، أو تخذلني وتُبدِل رأيها ..
: ما أقدر ما أقدر ، صعبه
ستبكي الحمقاء ، يا إلهي ساعدني : ما راح يقدر يسوي فيك شيء ، أهله معه !!
نظرت إلي بهلع : أخاف ..
دانه : لا ما تخافين ، ترضين على بنت عمك أنها تنهان ؟
حركت رأسها بسرعة مشيرةً بأنها لا توافق
دانه : تذكري ، شغلي الآلة علشان ما يضيع شغلنا
: طيب طيب
أمسكت حقيبتها وشربت 3 قارورات ماء ، نظرت إلى نفسها في المرآة ، تمتمت بأدعية لم أسمعها جيداً : انتبهي لا يوضح وجهك
همّت بالرحيل وأنا استودعها الله ..
بعد ما انتهينا من التسوّق جلِسنا في أحدى المطاعم للتحدث قليلاً ، حدثتني عن مدى اشتياقها لي ومدى غضبها مني ومدى مللها من نادر وهيفاء ، أما عمي فاكتفى بالصمت والنظر إلي ، أخبرتهم عن حياتي في كندا وكيف أقضيها ، كانت عفاف تمازحني وتغمز لي وهي تردف "عسى ما تزوجت كنديه ؟!" وأظن أن هذا فتح أبواب الزواج في عقل عمي
: إيه والله ليه ما تتزوج يا طارق ؟
وهذا وقته يا عمي : لا ما أبي
عفاف : انت ونادر في وقت واحد ، الله ..
ألن يدعني هذا الأحمق حتى في زواجي ؟ : لا لا ، أنا زواجي لحالي ..
اغلق هذا الباب بعد شد ودفع ، مد وجزر ..
وصلنا إلى شقتي ..
دخلت عفاف وهي تترنح من التعب ، أما عمي انطلق إلى عرينه ورمى جسده على السرير ، أظن انه نام في الحقيقه هه ، سحبت الأكياس من عفاف حاولت أن تمنعني لكن التعب قد "يقتلها" فأذعنت لي وجلست في أحدى المقاعد وهي تتصفح هاتفها ، دخلت غرفتي وأنا ادندن ..
من
هذه
الفتاة ؟؟؟؟؟؟؟؟
بحلقت عيني في صدمة .. أغلقت الباب بسرعة ، تقدمت نحوي وهي تعلق يدها في رقبتي ، لم استطع الحراك حرفياً ، ظللت أُنظر إليها ، أمسكت ذراعها لأتحقق بأنها حقيقة وليست من نسج خيالي ..
بدأت بالتحدث بلغة لم أعرفها .. تسحب رأسي عندما ألتفت لتعيده إليها ، دفعتها عني وأنا أغطي وجهها براحة يدي ، يا إلهي ماذا أفعل الآن ..
ظللت أسألتها "من أنتِ ؟ ، ما الذي أحضرك إلى غرفتي ؟" حاولت بجميع اللغات التي أعرفها ..
فتحت الباب ، طليت برأسي لأجد عفاف تنظر إلي باستغراب !
عدت مجدداً إلى الغرفة ، مسحت على رأسي بتوتر ، ماذا يجب علي أن أفعل الآن !!!
حدثتها بالانجليزية
"أبقي هنا ريثما أعود" ظلت تنظر إلي وهي تبتسم ، أمسكت بذراعها وهززتها بعنف "هل سمعتي يا **** " لم تتحرك ، لا آبه لها ، سوف أجد حل لهذه الـ ******
خرجت من الغرفة ، أمسكت بذراع عفاف بهدوء "لازم تنامين ، بكره الحفل" ابتسمت عفاف وتثاءبت ، أدخلتها الغرفة ، ثم أغلقت الباب ، عدت إلى غرفتي جرياً ، أمسكت بالفتاة وسحبتها معي كفريسةٍ في فم نمرٍ ، خرجنا سوياً إلى الشارع .. أفلتت يدي عنها ، أردت أنّ أسألها من هي ، أي سؤال قد يدلني "كيف حدث هذا !!!"
لم تفارقها ابتسامتها ، قبلتني على خدي وهروّلت متنائية عني ..
حاولت التقاط أنفاسي ، فتشت عن أحدى سجائري ، أشعلت واحدة وبدأت بالتدخين ..
لا بد أنها مزحة من أحدى أصحابي الأجانب ، لا بد من هذا.
بعد دقائق عدت الى الشقة وأنا أجُر أقدامي ، تفقدت عمي وعفاف ، وجدتهما يغطان في نوم عميق ، رميت نفسي على السرير ، رائحة عطرها تنتشر بعنف في غرفتي ..
بدأت أتذكر شكلها ، لغتها الناعمة ، صوتها ..
لو لم يكن أحد معي في الشقة ..
غداً سأحاول أن أعرف من هي ..
لم تصل فجر إلى الآن ، يصيبني إحباط عندما أتذكر كيف كان شكلها قبل أن تذهب ، قلبي يحدثني بأنها جَبُنت وهربت ..
هذا جرس الباب !!
لا بد من أنها فجر ، ركضت إلى الباب وأنا أسابق الثواني ، فتحته لأجد ..
وجهٌ مخطوف اللون ، جسد منكمش ..
: سوا فيك شيء ؟؟؟؟
مشت بعيداً عني : لا
: طيب والفيديو ؟
رمت آلة التصوير علي وهي تصرخ : أتمنى أن ضميرك مرتاح
دخلت الغرفة واغلقت الباب بقوة ..
صدق مجنونة !! الآن يجب علي أن أضيف التعديلات الأخيرة إلى الفيديو ..
التخرج ..
تحممت ، حلقت ذقني ، سرّحت شعري ، أرتديت بدلتي السوداء ، أصلح عمي ربطة العنق ، لمحت بعض "الدويمعات" ، لكن لم أشأ أن أحرجه ، فأنزلت نظري ، قبّلني على رأسي ، "زغرطت" عفاف بشكل مضحك وهي تبكي ..
ارتدى عمي بدلته الرمادية ، بدا كأنه من تجّار المخدرات الأمريكيين ، سيغضب كثيراً حين يعلم بأنني أشبه هكذا ، أما عفاف ارتدت حجابها وملابس ساترة ، كم أنا فخوراً بهذه الصغيرة ..
انطلقنا إلى الجامعة ، لم يخلو الطريق من توصيات عفاف ، كيف امشي ، كيف اضحك وأبتسم ..
حين وصلنا ، بدت لي الجامعة وكأنها قاعة أفراح !!
الطالبات بفساتين مزكرشة ، ألوان قبيحة بعض الشيء ، والطلاب بدلات رسمية مرتبة ، أنا متحيّز لأبناء آدم ..
جلس عمي وعفاف في المقاعد المخصصة لهم ، أما أنا ذهبت لارتدي "عباءة التخرج والقبعة" ووقفت مع زملائي الطلاب ..
بعد الترحيب ، وكلمات طويلة مملة ، نام بعض الحضور منها وبعض الطلاب أيضاً ، بدأ التكريم ..
اسم بعد اسم
فلان بعد فلانه
طالبه بعد طالب
حتى أتى دوري ، يا ربي لم أكن متحمس يوماً بقدر حماسي الآن ،
تاريك أبدو الراؤوف الأزام
"طارق عبدالرؤوف العزام"
بدأ التصفيق حاراً ، هذه فائدة تكوين الصداقات ، نظرت إلى عمي رأيته يمسح دمعته وعفاف تمسك بالكاميرا وترسل لي قبلات في الهواء ، شعور جميل عندما تعلم بأنك السبب بهذه الفرحة ، تعلم بأنك السبب في هذه الدموع والابتسامات ، عندما تعلم بأن والدك فخور بك ، تمتلكك الرغبة بأن تظهر بأجمل حال أمامه ، إن تجعل من نفسك محل ثقة له ، فقط إن كان لديك أب يفتخر بك ..
لكن أنا لدي عمٍ يفتخر بي.
عدت إلى مقعدي وأنا أشعر بنشوة غريبة ، فرحةً ، حماس ، أردت أنا أقفز المسرح ذهاباً وأياباً ، أن أمشط أرض الحرم جرياً على الأقدام ، ابتسامتي لم تخمد ، نظرات عمي وعفاف مدّتني بالقوة ، ظللت انظر إليهم وأنا أدعو لهم بكل شيء ..
هذا العطر أعرفه جيداً !
دانه
جلست بجانبي وأمسكت بيدي ووضعت قرص مدمج صغير في راحتي ، وهمست في أذني "مو أنا اللي اتهدد" أبتعدت وهي تضحك ، ابتسمت ..
هذه الفتاة لن تدع الأمور تتوقف ، أليس كذلك !
في هذه اللحظات ، كانت عفاف تنظر إلى شريط الفيديو ، تارة تبتسم وتارة تبكي ، حتّى ملّت ووضعت الكاميرا في حقيبتها " يعني ابوي ما لقى يروح لطارق إلا اللحين ، أف طفش" ، بحثت بعينها عن أحد لتحادثه ، وجدت فتاة بجانبها تبدو كأنها عربية ، اقتربت منها واردفت : سلام
ابتسمت لها : يا هلا ومرحبا
جلست بالقرب منها وهي تمد يدها لتصافحها : أنا عفاف من السعودية.
مدت راحتها وهي تبتسم : وانا فجر من السعودية ، تشرفنا ..
يتبع ..
قراءة مُمتعة للجميع ..
" اللهمّ واجعلني عظيمةً في رحيلي وأحسن لي الختام يا حيّ يا قيّوم "
|