-
الجزء الـ 13
[ أعلم انك تشعر بي ، في مكان ما أنت تشعر
بوجعي ، أشعر بكل الآلام تترنح حولي ، ترسم دائرة تحتويني وحدي .. أبكني وتلمّس حزني ، ألا يمكنك
أن تكون كما أردت في حكاياتي ؟ ، ألا تعلم
كم اشتاق لسماع "دموعك" ؟ ، احتاج لأن أراك تتلوى وجعاً لأبكيك .. أواليتك تعلم كم أمقت نفسي ، أعلم بأنني
سأراك يوماً ما ، ستعانقني وسأستنشق كُل
ما فيك ، سأتجرعك كمدمنة ، ألا تعلم بأن رحيلك أماتني ؟ ، اشتاقك ، اشتاقك بقسوة ..
أحبك ، ولن تُقدس هذه الكلمة لسواك ، أحبك .. وأمقت رحيلك ]
كُنت أجلس في مكتبي كالعادة ، أشعر بالضجر والجوع ، أريد أن أخرج بشدة ، لكن لا يوجد غيري ليبقى ، أمسكت
بهاتفي وبدأت بالتصفح الـ " WhatsApp" ، كان سامي مُتصِل ، كانت اللحظة المناسبة لفتح
الموضوع معه ، عفاف لم تعد صغيرة بعد الآن ، وهو كذلك ، شيءٌ ما يحدث أنا لست مُتطلع عليه ، لا أعلم ما هو
السبب الذي يطرأ فجأة كي يتأجل الزواج !
طبعت بأصابعي منادي له : سامي
ثواني حتى ظهر "يكتب رسالة .."
: هلا ومرحبا نادر
: كيف حالك ؟
سامي : بخير ، زان حالك ، وأنت شلونك ؟
: طبت طاب لونك ، سامي لو ما عليك أمر تمرني في مكتبي
سامي : عندي دوام اللحين
لا مجال للتراجع ، حان الوقت : كلها كلمتين وتتيّسر
مرّت دقيقة حتى طبع لي : ثواني وأنا عندك
لا بد بأنه تنبأ بما سيحصل
شيءٌ ما سيحصل ، نادر لا يحتاجني في خدمة أبداً ، ولا بيننا مواضيع ولا اهتمامات مشتركة ، إذن أنا لا أعلم
ماذا يريد حقاً !!
لا يخفى عليكم بأنني أشعر برهبة خفيفة ، نادر مُخيف ، يُذكرني بالمُدير ، حينما يطلب أحد الطلاب ، إذن
الطالب واقع في مشكلة وإلا لما استدعاه !
أنا الطالب
وأنا واقع في مشكلة ..
ركبت سيارتي ومشيت وأنا أفكر بأسوأ
الاحتمالات ، عندما نزلت من السيارة قابلت فيصل الذي بحلق بي بصدمة ، اقترب مني وهو يشير بيده ، أردفت
بصوت عالي : نادر يبيني
عفّد حاجبه باستغراب ، استرسلت وأنا أهمس : معصب ولا ؟
أشار بـ لا ، ثم كتب في هاتفه ورفعه لي "ما طلع من مكتبه من اليوم"
هذا شؤم
أستأذنت فيصل واكملت سيري لمكتب نادر ، طرقت الباب حتى سمعت صوته "ادخل"
سمّيت بالله ودلفت
نهض وهو يرحب بي : يا مرحبا بسامي
صافحته : يا هلا ، كيف حالك ؟
: بخير الحمدلله ، تفضل
ألن يسأل عن أحوالي ؟ يا لفظاظته : زاد فضلك
جلست وأنا أمدد أطرافي للآخر ، حاولت خلق مظهر
لي يدل على ارتياحي وعدم خوفي من هذه المقابلة المفاجئة
طلب لي قهوة وقدّمها لي ، لم أكن في مزاج جيّد لاحتساء القهوة ، فقط الانتهاء من هذا الموقف المثير للارتياب ..
: كيف حال عمي ؟
أسئلة الخدعة التي لطالما تحدث عنها طارق : ما عليه
اعتدل في جلسته ونظر إلي مباشرة : وكيف وظيفتك ؟
هذا موّتر كثيراً : زينه
ابتسم لي : علامك ترد على كلمة كلمة
: نادر فيه شيء صاير ؟
نزع نظارته بحدة : إيه ، اللي صاير أختي
هكذا إذن : وعلامها أختك ؟
نادر : أبي أسألك سؤال ، من متى مخطوبين ؟
: 4 سنوات
نادر : البنت كبرت وأنت كبير بعد
أغضبني كثيراً تدخله ، لكنني كبحت حنقي : خلني برتب أوضاعي وبعدها يحلها ألف حلّال ..
: عقب آيش ؟ عقب ما فتحت عيون الناس عليها ؟!
إلى هنا وفقط ، أيظن بأنني أحاول إيذائها ؟ : نادر ، تراها بنت عمي ولا أرضى عليها بالشينه ، يعني لا تحسسني أني متعمد أأخر الزواج !!
تنهد : يا سامي ، البنت كل شويه يسألونها الناس متى الزواج ؟ وش تجاوبهم ؟
: تنتظر
نادر : سامي أختي موب لعبة عندك
هل جنّ هذا الفتى ؟ ألا يكفي زواجي بأخته "إجباراً" ليأتي هو ويسم بدني بهذا الكلام ؟ ، نهضت بقسوة وأنا
أهمس بحدة : أنا ما لعبت فيها ، ودامكم تشوفيني ألعب ورا ما طلبتوا فسخ الخطوبة ؟!
دار نادر حول المكتب إلى أن وصل أمامي : أسمعني زين ، الأربع سنوات اطلعها من عينك ، وموب على
كيفك تفسخ ولا غيره ، انت رجّال ما راح تغير شيء هالسنوات فيك ، بس أختي ؟ 4 سنوات خطبة من ولد عمها وبعدين فسخها ، اكيد فيها عيب ؟!!
: أجل لا تتدخل بيني وبينها
استدرت ناوياً الذهاب حتى داهمني صوته : الملكة الأسبوع الجاي
هنيئاً لك يا عفاف بهذا الأخ الذي جعل كرهي لك يتضاعف.
نزلت للأسفل ودخلت المطبخ لأنني ولسببٍ ما شعرت بالجوع بعد سماع قصة فهد !
وجدت الطعام متكدس ، يا للجمال ، أيعقل بأن أحب الطعام أكثر من البشر ؟ الطعام يُشعرني بالسعادة
تذكرت دانة
كانت تتناول الموالح عندما تشعر بالسعادة ، والحلويات عندما تكتئب .. أين هي الآن ؟ وماذا جرى على الشريط ؟
لا يهم
امسكت بالفطائر وبدأت بالتهامها ، سكبت لي عصير وجلست على الكرسي ، دخلت والدتي
لم أتكلم معها منذُ أن صرخت بي موبخة ، عندما "درعمت" على ضيفتها ..
جلست أمامي وتنهدت : يعني لمتى بتتجاهلني ؟
أخذت اقضم فطيرتي بهدوء ، "متجاهلاً" حديثها ، سحبتها مني وأمسكت بيدي وقبلتها ، قفزت أنا إلى الجهة
الأخرى وقبلت رأسها ، هي تعلم بأنها ملاذي الأول والأخير ، أول امرأة عشقتها وأمتلكتني ، وبكل فخر هي
أول انثى اعترف بحبها ، زينةً هي لحياتي ، كانت أمي وما زالت كذلك ..
: أجلس الله يرضى لي عليك
جلست وأنا احتضن قدماها ، هل ستكون جنتي هُنا ؟
أردفت معاتبة : ليه ما سلّمت على عماتك ؟ تراهم نقدوا عليك
: أبشري ، اللحين أسلم عليهم
نهضت من الكرسي وسارت قليلاً ثم عادت : لحظة ، بقول للبنات يتغطون
بعد دقائق سمعت صوت أمي آذنة لي بالدخول ، دخلت وسلّمت على عمتي منيره
: كيف حالك يا طارق ؟
: بخير الحمدلله وأنتِ شلونك ؟ وشلون عمي ؟
منيره : ما عليه ، هو اللحين في البر عند حلاله
سلّمت على عمتي فوزية وأنا أُمأزحها : أنتِ ماله داعي أسلّم عليك ، توني أمس شايفك
ضربت صدري وهي تضحك : عاد لا تصير بخيل ..
امسكت بصدري ، هذه "الدفشة" آلمتني : يالله أنا استأذن
سحبتني عمتي منيره : أجلس أكل وتقهوى معنا
: لا لا ، بمشي
رأيت فهد يجلس وبيده ملعقة : فهد ، تخاويني ؟
رمى الملعقة وقفز بجانبي وهو يبتسم ، مسكين ..
ركبنا السيارة وبدأنا نسير في الشوارع ، لا أعلم أين اذهب لكنني أشعر بالملل ، لهذا طلبت من فهد أن
يرافقني ، توقفت عن "سيارة المثلجات" ابتعت له مثلجات واعطيته ، كان يأكل بصمت ، استغربت
هدوءه ، نظرت إليه ، رُبما هو يفكر بما حدث بيننا اليوم : فهد ، شفيك ساكت ؟
نظر إلي : انت تقول ممنوع الكلام في سيارتك
انفجرت ضاحكاً كثيراُ : ذاكرتك قوية
ابتسم لي : تكرهني لأني صغير
نظرت إليه بتأمل ، بعد ما رأيت اليوم وسمعت منك : انت رجّال موب صغير
هزّ رأسه مؤيداً لكلامي ، سألته : وين أبوك ؟ ليه ما يأخذك معه ؟
: أبوي يقول انت صغير ، علشان كذا يتركني
أبوة فاشلة ، أحمق لا يقدر نعمة ابنه
صدعت نعمة هاتفي في السيارة ، كان المتصل سامي : الو
: وينك ؟
: بروح لمول "*****" مع فهد
: طيب بجيكم هناك
أغلقت الهاتف ، وأنا أوجه حديثي لفهد : شكلنا بنطوّل في المول ، تبي أرجعك لأمك ولا تقعد معي ؟
: معك معك
كُنا جلوس في غرفة هيفاء ، أمي هي من طلبت منّا الصعود لأن طارق سيلقي التحية على عمّاتي ، ، هيفاء ووفاء
كانتا منشغلتان بالحديث ، عن الوظائف وعن فلانه
وأختها وزوجة فلان ، كنت أشعر بالملل ، أمّا ريم فكانت تنظر إلي بهدوء ، كنت أحاول أن أندمج معهما في الحديث لكن
رأسي بدأ بالتشتت !
كان هاتفي يهتز بجانبي ، أوه ، لقد نسيت بأنه "هزاز" ، كان
عذر مناسي لأن أهرب من هذه الغرفة ، دخلت غرفتي ورميت جسدي على السرير
: الو
: مشتكيه لأخوك ؟
نظرت إلى الهاتف بصدمة ، ثم أعدته مجدداً : من معي ؟
: هه ، على أساس انك ما تعرفيني
همست بصدمة : س سامي !
تحدث بسخرية : يا عيون سامي ، أجل تبين الزواج يقرّب ؟
قفزت بهلع : أنت وش قاعد تقول ؟
: تجهزي للملكة الأسبوع الجاي يوم الخميس
صرخت وأنا أحسب خساراتي : موب على كيفك
صرخ حتى سمعة بحته : أجل على كيفك أنتِ ؟ تشتكين لأخوك وتتدلعين عندي ؟ ، استرسل بقهر : يا كرهي لك يا عفاف
بكيت متألمة ، شعرت بالظلم يعانقني : مو فاهمه شيء ، أنا ما اشتكيك لأحد !!
: لا تبكين ، لا تبكين ، بلا نفاق
صحت وأنا متناسية وجود الضيوف : أشكي آيش ؟؟!!!!
: مع السلامة
اغلق الهاتف
لعنت حظي الذي أوقعني في طريقك ، وتأكدت بأن لعنتك أصابتني ، فأنا ما زلت أبكي منذُ اليوم الذي
أرسلت فيه الرسالة لك ، وكرهت نفسي واصابعي التي طبعت لك حماقتي ، لو أنني ابتلعت غروري وتزوجتك
بهدوء ، أكنت ستحبُني ؟ أم ستكرهني كما تفعل الآن ؟
"يا كرهي لك يا عفاف"
لماذا تبدو نبرتك أكيدة هكذا ؟ أم أنها كذلك ؟ ليتك تعلم
بأنني أموت عندما تنطقها لي ، أنت الوحيد الذي أكره "كرهه" لي ، أريد أن أكون مغرية لك ، إن تطلب
رضاي ، أن أصبح أعلى مبتغياتك ، فقط أريد أن أكون شيء مهم بالنسبة لك ، أطلبت الكثير يا سامي ؟
حاولت الاستماع إلى أحاديث وفاء ، لكنني
كُنت مشغولة البال ، نهوض عفاف أشغلني ، دخلت أمي لتسمح لنا بالنزول للأسفل ، تركت وفاء وريم
ودلفت إلى غرفة عفاف ، كانت تبكي
أسرعت بعناقها وأنا أبكي معها ، شعرت بخطبٍ ما أصابها بعد هذه المكالمة ، كنت "تشهق" من شدة
البكاء ، حاولت أن أهدي نفسي كي استطيع تهدئتها ، خشيت أن تدخل أمي وترانا هكذا ،
مسحت دموعها : شفيك ؟ وش صاير ؟
جلست على سريرها وحاولت أن تلتقط أنفاسها : ما فيني شيء
هي تعلم بأن عذرها سخيف : أمس صياح واليوم صياح ، وش فيك ؟
: ملكتي يوم الخميس الأسبوع الجاي
انصدمت ، إذاً من حادثها فهو "سامي" ، حاولت الابتهاج : مبروك ، بس علامك قلبتي الدنيا صياح ؟
نظرت إلي ثم عانقت يديها : خايفه
ضحكت كثيراً ، وارتعبت أيضاً ، أصلحت شكلي الذي بدا وكأنني استحممت بالفحم بسبب الكحل
السائل الذي تمرّد مع الدموع !!
نزلت للأسفل وأنا أشعر بالفرحة لعفاف ، فَ إعلانهما زوجاً وزوجة سيغير الكثير ، هذا رائع جداً ..
لم أهنأ بنومي البتة
كانت نظرات هيفاء تلاحقني ، أسئلة والدتها
تُزعزع نومي ، تكتلة الكوابيس في عيني ، كانت هذه أسوأ ليلة أقضيها في حياتي ، شعرت بكرههما لي ..
ابن عم عفاف ، سميّ "الكندي طارق" ، أضاف اللمسة الأخيرة وجعل ليلتي أقبح !
وكأن أمس لم يكن بشع بما فيه الكفاية لتزيّن أمي يومي بخبر مُزعج
"عمك وأهله بيجونا من كندا"
كان المنزل في حالة استنفار ، صحيح بأننا عائلة صغيرة جداً ولكننا متقاربين كثيراً ، وعندما نحدث ضجة ، نحدثها من ضمير !!
كانت أمي تكتب المشتريات ليحضرها والدي ، جلست بتعب على الأريكة ، ستأتي دانه ..
ماذا سأفعل ؟ هل أتظاهر بأن شيء لم يكن ؟ هل أسرق الشريط ؟ أم أنها أتلفته ؟ أو الأسوأ ، قد أرسلته ؟!!!
طردت هذه الأفكار من رأسي ، قررت بأن
اتصرف ببرود تجاه الوضع ، ليكن ما يكن ، مسكين هذا "الطارق" ، حقير هو حظه الذي جعله يطلب الزواج من دانه !
كنا جلوس في صالتنا الواسعة ، ننتظر قدوم والدي مع عمي وعائلته من المطار ، كانت أمي ترتب
لباسها بيدها وتعيد ترتيب النقاب على وجهها ، أما أنا فاكتفيت بأن أحدّق في الساعة ، أحسب الدقائق التي تفصلني عن دانه
والشريط
10:30 م.
امتلأ المنزل بالتحيات والبهجة ، لا أنكر بأنني حاربت دموعي
كيلا تنهمر ، الآن بدأت أشعر بشوقي لدانه ، عانقتها حتى سمعت صوتها مختنق "وجع فجير فكي"
عدنا كما كُنا
أنا وهي
الصفحة الأولى :
______________
بسم الله الرحمن الرحيم
مذكراتي العزيزة
هذه أول صفحة وأول ذكرى سأدونها ، ابنة عمي شاهدة عليها ، وهي تضحك الآن بشدة ، تظن بأنها حركة
صبيانية ، هي لا تفقه شيء
اليوم اتى ابن خالتي "متعب" ، كم بدا وسيماً ، كم أود الزواج منه عندما أكبر ، وها هي دانه تضحك مجدداً ، هي
تريد الزواج منه كذلك ، أنها تضربني الآن ، على اية حال ، كان يرتدي خاتم ذهبي ، بدا مغرياً للإرتداء
كثيراً ، أريد أن اخلعه من اصبعه والبسه أنا ..
دانه تقول بأن الخاتم سينزلق من اصبعي ، لا أظن بأن أصابعي صغيرة إلى هذا الحد !
أتعلمين يا أيتها المذكرة بأنك هدية من متعب ؟
رُبما سأطلب منه يوماً ما أن يقرأ
ما كتبت ، دانه تقول بأنه سيضحك علي ويهزأ بي ، أسيفعل هذا ؟ لا ، هو أعقل من هذا ..
دانه تقول بأنها جميلة ويجب
عليه الوقوع في غرامها ، هو ليس ابن خالتها ، بل هو ابن خالتي ، إذن أنا أولى به ، دانه تحاول أن تخربش كلامي ، تظن بأنها أحق به لأنها أكبر مني
لم يكن العمر حاجزاً أبداً ، أليس كذلك ؟
مذكرتي ..
سؤال مباغت
متى تظنين بأني سأتوقف عن الكتابة فيك ؟ قبل أن تنفذ أوراقك !!
الصفحة الثانية :
_____________
أهلاً مذكرات فجر
أنا دانه
المجنونه نستك في منزلنا ، لا يهم ، سأكتب أنا ذكرى لي في صفحاتك ، أتمنى بأنك لا تمانعين ؟
اليوم بكَت فجر لأنها لا تستطيع نطق
كلمة "قسطنطينية" ، هي حساسة ، لهذا أجهشت بالبكاء ، كنت أضايقها وأنا أردد على مسامعها هذه الكلمة ، غبية ، لطالما أخبرتها بأنها يجب عليها بأن تحبس
دموعها ، لكنها لا تعي ما أقول
ستميتُها هذه الدموع
أتعلمين يا مذكرات فجر ؟
أنا أعرف سبب ارتداء متعب الخاتم السحري ، لكنني لا أريد أخبار فجر ، لأنها ستستاء كثيراً
على العموم ، أريد أن أصبح شقراء ..
الصفحة الثالثة مُمزقة :
_____________
الحقير تزوج
الصفحة الرابعة :
_____________
مذكراتي العزيزة
اليوم أكتب وأنا حزينة ودموعي تبلل عنقي ، بجانبي تستلقي دانه ، وهي تمسح دموعها ، كلتانا
حزينتان على زواج متعب ، لم نرى زوجته بعد ، لكنني أكاد أجزم بأنها قبيحة ، هي لا تستحقه ، دانه
تقول "فلتصبها اللعنة" ..
الصفحة الخامسة :
_____________
مذكراتي العزيزة ..
بخصوص ما كتبته سابقاً عن زوجة متعب وشكلها ..
اسحب كلامي ، تبدو جميلة جداً ، كأنها
آلهة إغريقية ، عُنقها طويل ، شعرها أحمر مجعد ، مظهر غجري رائع ، لكنة غريبة ، كان ينظر إليها ولا يزيح
نظره لثانية ، لا ألومه ، هي ساحرة الجمال ، مبهرة ..
دانه توافقني الرأي
اسمها "فاتن" ، اسمٌ على مسمى ، كانت فاتنة جداً
كان ينظر إلى الساعة باستمرار ، وبين فترة
وفترة يقول "هيّا بنا لنذهب" لكن والدتي تستوقفه ، ثم يبقى مرة أخرى ، كان يسألني ما رأيي في زوجته ، أجبته
في استحياء بأنه "لا بأس بها"
هي أعظم من اللا بأس ، هي مذهلة
الصفحة السادسة :
____________
مذكراتي
هذا السر الوحيد الذي سأفشيه لك ، اليوم قال لي متعب شيءٌ لن أنساه ما حييت ، قال بأنني أجمل من
زوجته ، لا أعلم إن كان علي تقبل أطراؤه أم الخشية من تطوّر هذا الجمال ؟
ليت دانه كانت هنا
صحيح ، نسيت ذكر بأن اليوم قد بلغت 16 سنة ، أشعر بالسعادة
الصفحة السابعة :
___________
أكره متعب واكرهه بشدة ..
اليوم حضر حفلتنا وتفاقم حقدي وتضاعف شعوري بالانتقام ..
يحاول الاندماج معهم ، يتسحب بينهم ، يتنصل
من أسئلتهم ، ويحاول ترك انطباع جيد عنه ..
أتظن بأن أحدهم سيحبك ؟ ، في قرارة نفسك أنت مقتنع بأنك مختلف عنهم ، لكنك أسوأ من أن تعترف
بهذا ، متلبس أنت بالبراءة ، تتصرف وكأنما شيئاً لم يكن ، أكرهك واكرهه وجودك في صفحاتي ، أتعلم بأنني
انزع الأفكار التي قد تؤدي لك ؟ لأنني أعلم بأنها ستميتني مللاً ، فاسد الفكر ، لا تجذبك إلا السوداويات ، الانتقام ، الحقد والبغضاء ، لا تحب
مكروهُ أنت وتعلم هذا ، لا صاحب لك ولا حبيب
أنت مثل الشياطين ، بل أنت كذلك ، هذا
مطبوع في جيناتك ، خبيث مثل خخطك ، قويٌ ومُهاب ، ولكن ليس بالنسبة لي
فأنت أضعف من أن تعترف بِكُل ما كتبته من صفات تحملها ..
أشعر بالشفقة تجاهك
واشعر بالاشمئزاز لكتابتي عنك
لا بد من إنه يُشعرك بالأطراء الآن
لا بد !
دخلنا المجمع وانطلقت للبحث عن سامي ، وجدته يجلس والسجائر تسترخي بين أصابعه ، علمت
بأنه في مصيبة ، طلبت من فهد الذهاب والأستمتاع بوقته ، أعطيته قليلاً من المال ، جلست بجانب سامي وأنا أسأله : شفيك ؟
: ملكتي الأسبوع الجاي
صرخب بفرحة وأنا أضرب كتفه ، يا للسعادة ، أختي وصديق عمري ، شعرت بالسعادة وكأنني أنا العريس وليس هو : وأخيراً ما بغيت ! مبروك يا النسيب
: طارق أسمعني
نبرته تنبؤ بشيءٍ ما يحدث : فيه شيء ؟
: أسمع ، أنا كنت أأجل لأني بصراحة ...
كنت أترنح في الغرفة ، تارةً أقف وتارةً أجلس ، كنت اقضم أظافري ، أشعر ببعض الندم لإرسالي
هذه الرسالة ، هل كان يجب علي أن أكون أكثر تهذيباً ؟ أم أكثر وضوحاً ؟
حدّثت الصفحة مئات المرات ، جاء في خاطري أفكار سوداوية ، ماذا سيفعل ؟
رسالة جديدة *
أسرعت بفتحها وأنا أسمع أكاد اقرأ الرسالة بصوته ..
..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زوجتي المستقبلية عفاف ..
عذراً ، لن اسأل عن أحوالك لأنها في الحقيقة لا تهُمني ، ولا أعرف المجاملة ..
أتعلمين انك تملكين صفات جميلة ؟ منها الدلال والنرجسية والغباء والبذاءة والسذاجة والغرور والبشاعة
"من الداخل ومن الخارج بالطبع"
واليوم ، أضيفت صفة جديدة ، وهي الوقاحة !
لا أعلم كيف تلبستك هذه الجرأة كي تُرسلِ هذه الرسالة ؟ ألم يشتغل الذي فسد في رأسك ؟ المخ ؟ ألم
ينبئك بأن ما تفعليه خاطئ ؟ لا ، لا أعتقد بأنه يعمل ، بالطبع هو لا يعمل ..
رُبما تلبس عليك الأمر ، أتظنين بأنني تقدمت لك زوجةً لي ، لأنني اكُن مشاعر لك ؟ لا بد بأنك مجنونة
إن ظننتِ هذا
أنا أكرهك ، بصريح العبارة ..
وأنا متيّقن بأنك تبادليني الشعور ، لكنك زيّنت
عباراتك كي لا تبدو لي بأنك تكرهينني ، لا أحب أن ألف وأدور حول موضوع مُعين ، فأنا دائم الوصول لجبهتي المعنية ..
بعكسك
أعجبني ثقتك بنفسك ، أتظنين إنني لم أُفكِر بالزواج واحدة أخرى عليك ؟ هه ، السؤال الأهم ، هل تعلمين كم واحدة سأتزوج عليك ؟
الطلاق ستجدينه في أحلامك فقط ..
لا أريد أطفال ، لذا لن يعارضني أحد
زواج منك سيُؤجل حتى إشعار آخر
ستبقين مُعلقة بي
لا ضغينة يا صغيرة
اسأل الله أن يبقى بجانبك هذه الأيام لأنك ستبكين كثيراً وستكرهين اليوم الذي
تجرأتي وارسلتي فيه رسالتك السوداء .. إلى زوجك سامي.
ملاحظة : أثناء رحلتنا رأيت شبيهتك في أفريقيا يا عزيزتي .. وكانت قردة صغيرة وجميلة.
_____________
المُرسِل : سامي عوّاد العزام.
تاريخ الإرسال : 2009/8/21 م.
البريد الإلكتروني :
Swemaz@hotmail.com
المُرسَل إليه : عفاف سلمان العزام.
البريد الإلكتروني :
AfafSol@homail.com
جلسنا أنا ودانة وتحدثنا وتحدثنا ، حتى بحّت أصواتنا ، سألتها عن كل شيء ، وهي سألتني
عن أحوالي ، كانت تحاول إقناعي بالدخول الجامعة ، لكنني لا أريد الدراسة أبداً
: إيه ، وش بعد ؟
مدّدت يدي على الفراش : أبد ، هذا كل اللي صار لنا
تأففت : فجير ، تخيلي أبوي باع البيت
في كندا !!
: أفضل ، علشان تسكنون هنا
كوّرت ثغرها : أنا ما أبي أسكن هنا
اقتربت مني وهي تسترسل هامسة : أنتِ تدرين إن طارق ساكن هنا ؟! في الدمام ؟!
شعرت بضربة في صدري ، صُعقت : لكن .. كيف ؟
: المهم ، طلبت قبل أسبوع فستان من النت
حاولت أن أنسى موضوع طارق ووجوده في الدمام : كيف شكله ؟
انتشر خبر ملكة "سامي وعفاف" بدأ سامي وفيصل وطارق "بالعزم" ، كنت أخطط منذُ أيام بأن
اطلب من صديقة عفاف "فجر" الحضور ، وعندما فاتحت والدتي بالموضوع
بصرامة : لا ، شكلها عائلية !
: يمه الله يخليك ، عائلية في استراحة !
كانت عفاف تجلس بهدوء بغير عادتها : عفاف ، حاولي في أمك
عفاف : مدري بكيفكم
: البنت ذي ما ارتحت لها يا هيفاء
استغربت : آفا ، ليه ؟
هزّت رأسها بتردد : مدري والله ، أحس أني ما ارتحت لها
: يالله يمه ، بنعزمها ونعزم أمها معها
التفت لي بسرعة : إيه صدق ، أعزمي أمها معها
قفزت بفرحة : أبشري
ناديت عفاف ودخلنا الغرفة ، ناولتها هاتفي : دقي عليها وأعزميها
بحلقت بي : وش أقولها ؟ الله يحيك على ملكتي !!!
: هههههههههههههههههههههههههه ، طيب طيب أنا بكلمها بس أخاف تستحي مني وترفض
عفاف : مالي شغل
اتصلت عليها ، ما هي إلا ثواني ووصلني صوتها
: الو ، فجر ؟!
: إيه ، من معي ؟
: أنا هيفاء أخت عفاف
تلعثمت قليلاً : أهلاً هيفاء
: كيفك ؟
فجر : بخير الحمدلله ، وأنتِ كيف حالك ؟
: زينه ، وشلون أمك ؟
فجر : ما عليها
: أنا اتصلت عليك اليوم ، علشان ملكة عفاف أختي ، الله يحيك أنتِ وأمك الخميس في استراحة *****
بصدمة أردفت : عفاف !!
ضحكت : إيه ، شكلها من الحياء ما قالت لك أنها مخطوبة
: ههههههههه ، والله مدري ، بشوف أمي وارد لك خبر
: أمي ودها تكلم أمك وتعزمها شخصي ، بس تعرفين أم العروسة مشغولة
فجر : صحيح
: يالله مع السلامة
أكره حياتي ، واكره تلك المدللة ، واكره نادر ، واكره المدللة ، حُرِمت من حُريتي ، ستصبح حلالي !!
ما أقبحها من كلمة ، متى تموت
وارتاح من وجودها ؟ ألن تدعني وحدي ؟ لما أنا ؟ غبي غبي ، لماذا ذهبت ذاك اليوم لجدتي ، أكان ينبغي
مني أن أرد التحية ؟ هي حتّى لا تتذكر اسمي !!
دخل فارس وهو يرقص
: عريسنا يا بدر بادي دامت لياليك السرور ، عريسنا يا عطر زاهي
وقفت وأنا أمسك بزجاجة العطر : العطر الزاهي بيجي في رأسك إن ما سكت !
هز كتفه : غلب على كل العطور
دخل خلفه عزّام وهو يهز خصره : جينا بمنقاش الأيادي نخرق بها عين الحسود
"زغرط" فارس وبدأ عزّام بتقليد النساء عندما "يلفحن" بشعورهن ،
كنت سأضحك ، لكنني فضّلت البقاء بشكلي الجديّ
دخل عبدالله ومنصور : ويا زين عفاف بينهم
يشعرون بالفرحة لأجلي ، وأنا أشعر بالكآبة ، سأستمتع بما تبقى من عزوبيتي
ضربت رأس منصور : لا تقول اسم زوجتي ، يا وداد
أردف عبدالله وهو يضع يده على صدره : معاكم ساره
انفجرنا ضاحكين ، وداد زوجة منصور ، وساره هي زوجة عبدالله ، والآن أنا أصبحت عفاف !
دخلت "ريناد" ابنة عبدالله وهي ترقص : ويا زين عمي بينهم