كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
وهمت أنتونيا بالنهوض فردت كارول :
" إجلسي حيث أنت ، وسيكون تأثيرك كبيرا ولو كنت مختبئة ".
لم تهتم لما سيحدثه غيابها من أثر بين الركاب ، لكنها خشيت على كارول من التورط مع بعض الأطفال المشاغبين وعلى رأسهم طوني وارين ، لهذا اخذت تملي على كارول بعض النصائح .
" ساعلّقه من قدميه على حاجز السفينة ، إن سبب لي المتاعب ".
قالت كارول ومضت لشأنها ، تهاوت انتونيا على سريرها وهي ترثي لحال كارول التي لا تحسن معاملة الأطفال ، وشعرت بعد قليل بجو القمرة الحار ، وأخذت تتوق الى ردهات السفينة المكيفة ، لم تشعر فيما مضى بمساوىء الجناح الخاص بالطاقم ، لأنها لم تكن تمضي فيه أوقاتا طويلة ، وبالرغم من أنها إسترسلت في التفكير بحبيبها جي ، إلا أن الكرى داعب أجفانها ، فراحت في سبات عميق.
قطع أحلامها الوردية ، صوت جرس الإنذار يقرع بشدة ، جلست بسرعة وقلبها يقفز هلعا ، ثم علمت بفضل خبرتها أن هذا الجرس لا يتعلق بسلامة السفينة ، بل ينم عن وجود حادثة طارئة كسقوط احد الأشخاص من الباخرة.
وقبل ان تتأكد من الحقيقة ، وثبت بسرعة ، وركضت لترى الركاب يتدافعون عند ابواب المصاعد المغلقة مذعورين ، ومنهم من إرتدي سترة النجدة فوق قمصان بلا اكمام .
هتفت انتونيا باعلى صوتها محاولة جعله أعلى من صخب الركاب :
" رجاء لا داعي للخوف ".
" إذن لماذا يقرع هذا الجرس؟".
سالها رجل ذو وجه رمادي ، تلاشى الإضطراب الجنوني عندما رضخ الجميع لصوت أنتونيا المهدىء .
" لو انكم قرأتم التعليمات الخاصة بالسفينة ، لعلمتم أن هذا الجرس يعني شيئا آخر يختلف عما ظننتم ".
" ماذا تقصدين ؟" سالها الرجل الذي وقف الى جانبها " هل يهاجمنا القراصنة ؟".
" لا، من المرجح ان أحد الأشخاص قد سقط من السفينة ".
تأججت نيران الذعر من جديد ، إذ خشيت كل عائلة على أفرادها .
منتديات ليلاس
لهذا اردفت أنتونيا :
" قد يكون احد افراد الطاقم ، لقد حدث هذا من قبل ، وأنقذ الرجل بدون أية متاعب ، والآن رجاء....".
إختفى صوت أنتونيا بين الجموع التي إحتشدت في غرفة المصعد ، إذ فتح بابه فجاة ، خشيت أنتونيا أن يفوق وزنهم حمولة المصعد ، ونظرا لأن جهودها في إقناعهم ستذهب سدى ، تركتهم وهبطت السلم .
إحتشد الركاب على ظهر السفينة ، على الرغم من الجهود المبذولة لأخلاء المكان ، فتحت بوابات الإنقاذ ، وأطلق أحد قوارب النجاة الى مياه البحر ، وما ان شاهد الركاب أنتونيا بلباسها الرسمي ، حتى زاد تذمرهم واخذ السابق منهم يخبر اللاحق :
" لقد سقط طفل في البحر ، ولحق به رجل لأنقاذه ، لكن السفينة إستغرقت وقتا حتى خفضت سرعتها ".
اهدت انتونيا قارب النجاة قريبا من مؤخرة الباخرة ، وإستطاعت أن تميز إهتزاز رأس المنقذين فوق مياه المحيط المتدفقة ، فشعرت بالإرتياح يسري في أوصالها .
إنه تومي الذي سقط في الماء ، لم تدهش أنتونيا لذلك إبتسمت في سرها ، هل حققت كارول تهديدها بأنها ستعلقه من قدميه إذا سبب لها المتاعب .
راقبت غلوريا مشهد الإنقاذ ووقف جاكسون وراءها ، لكن أنتونيا لم تشاهد جي ، لا بد أنه مستغرق في اعماله ، ولن يسترعي إهتمامه حادثة كهذه ، وبعد أن تخلصت من تفكيرها ، رأت ذراعين قويتين تحيطان بالغلام قبل أن يسلم الى افراد الطاقم .
دوت صرخة جماعية عن الركاب ، لقد انقذه ، يجب أن يمنح المنقذ وساما .
" ترى من هو المنقذ؟"
نظرت انتونيا وذهلت لما راته ، إذ حمل أحد افراد الطاقم الغلام ، بينما أمسك الاخرون بشدة بالمنقذ .
مضى وقت ولم يستطع افراد الطاقم إعادة المنقذ الى السفينة ثانية ، سأل احدهم انتونيا :
" ماذا حدث له ؟ هل توجد اسماك القرش في الماء ؟".
" لا أعتقد " أجابته محاولة تهدئة روعه " يبدو أنه متعب من السباحة".
وبعد جهد شاق ، وصل قارب النجاة الى السفينة ، فإستطاعت أنتونيا ان تميز الرجل المغمى عليه ، إنه جي حبيبها .
|