واستدارت لتقول له شيئاً ولكنها صمتت , فقال :
- هل هناك اسئلة حول الموضوع؟
وهزت رأسها بسرعة , وتابعت طريقها نحو الباب عائدة الى مكتبها, ووضعت اول شريط في المسجلة , ووضعت السماعات على أذنيها , ثم ادراتها ..
حتى على الشريط المسجل كان صوت رالف مفعماً بالحياة وكأنه يقف الى جانبها , وتابعت الطباعة , واستطاعت بسهولة ان تلاحق كلماته , واضاعت كل إحساسها بالوقت حتى طرقت الخادمة الباب لتذكرها ان موعد العشاء قد اقترب.ريحانة
وسارعت كاترين للاستحمام وتغيير ملابسها , وعندما انضمت الى المرأة المسنة في غرفة الجلوس وجدتها لوحدها.
- لقد اتت تلك المخلوقة واخذت رالف للعشاء.
صوت ماغي كان متوتراً بعدم الرضى , فابتسمت كاترين ابتسامة لا تخدع احداً:
- انا واثقة اننا نستطيع تدبير نفسنا من دونه .
ولم تدرك ان صوتها كان يعكس بعض المرأة التي كانت تشعر بها. فقد غير رالف رأيه بعدم رؤية باربرا لفترة .. وقالت ماغي :
- انا قلقة عليك.. ياكاترين .
- لا تحاولي لوي ذراعي ياماغي.
- انت بحاجة لرجل في حياتك .
واهتزت يد كاترين , واراقت بضع قطرات من كوب الشراب في يدها وقالت بطريقة جافة :
- انا لست بحاجة الى احد.
- لا تتسرعي برفضك , انا وزوجي بقينا معاً حوالي ثلاثين سنة. وكان زواجاً دافئاً متماسكاً, من النوع الذي حسدنا عليه الكثيرون , والنوع الذي ستحصلين عليه انت , مع رجل طيب محب , واطفال حولكما.
- هناك أناس ليس بين خططهم الزواج.
- انت لست من النوع الذي يرضى بحياة وحيدة , لقد مرّ عليّ العديد من السكرتيرات , وانت لست من النوع الذي قد يعيش عانساً .منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
فيما بعد , وقد تناولتا العشاء قالت ماغي:
- لقد عنيت ماقلته لك سابقاً ياكاترين .. انت جميلة جداً لتعيشي حياتك لوحدك , ولك قلب دافئ متعطش للحب, ماعليك إلا ان تسمحي لنفسك بالتحرك قليلاً.
- القول اسهل من الفعل.
بعد ان ذهبت ماغي لترتاح الليل , اخذت كاترين تتنزه في الخارج, غير قادرة على مقاومة سحر هواء الأمسية الدافئ.
وخلعت حذاءها العالي الكعب واخذت تتجول عارية القدمين وقد امسكت باطراف ثوبها الطويل في يدها.
- هل انا حيّ واتنفس ؟ ايمكن ان تكون هذه الآلهة افروديت؟ ام انها فينوس وقد عادت الى الأرض؟
واستدارت كاترين لتجد رالف واقفاً عند حافة الفناء المرصوف , فقالت :
- إنها ليلة جميلة لا يمكن قضاؤها في الداخل .
- ألم تقضي امسية جيدة مع ماغي؟
- بل رائعة..
وسارعت لتغيير الموضوع :
- أتأخذ اقراص الدواء بانتظام؟
- لم اعد احتاجها منذ الليلة الاولى .

وتوقف لينحني ويلتقط حذاء كاترين :
- ربما عليّ ان ادعوك ساندريللا.
- هل استطيع ان استعيد حذائي لو سمحت؟
وتقدمت نحوه وهي تمد يدها:
- لقاء ثمن ...
وابعد عنها الحذاء وانعكس النور من المنزل على وجهه وهو يحدق بملامحها الكلاسيكية, مركزاً نظره على فمها اكثر , وبدرت لها فكرة على الفور , بعد ان تذكرت الحديث الذي سمعته عند الصباح.
كم سيكون سهلاً عليها ان تقوده , وان تتركه يعتقد انها واقعة في ما يسميه بالسحر الرجولي فيه , وعندما تجعله اليفاً يأكل من يدها : هوب! وكم ستتمتع بأن تجعل من سقوطه علنياً قدر المستطاع, سيكون هذا رهان لن يستطيع ابداً ان يكسبه !
- وماذا , سيكون الثمن , ياسيدي؟
- كنت اعتقد دائماً ان اصوات نساء الجنوب محببة للأذن , ومع ذلك يبدو صوتك اكثر موسيقية من غيره , مثل اغنية حورية البحر الأسطورية التي كانت تسحر البحارة : إنها خطيرة .
- تجعلني ابدو وكأنني شبح , هل ابدو كشبح الساكن لهذا المنزل ؟
ومدت يديها الى الاعلى وكأنها تناجي القمر , وترك رالف الحذاء الفضي يقع الى الأرض , وتقدم الى الامام, وقال :
- لا, يا ساحرتي كاترين .. عندما تختارين .. تكونين واقعية جداً..
- او لست كتلة من جليد؟
منتديات ليلاس
- آه .. إذاً لقد سمعتي ماقالته ماغي؟ وكذلك حديثي, ألم يعلموك عدم استراق السمع؟
وامسكت يده ذراعها العارية , مما ارسل الرعدة في جسدها , وقال:
- من يسترق السمع عادة لا يسمع الجيد الذي يقال عنه.
- لا استطيع تصور ان تعتبر السيدة دانتون كتلة جليد .
- لا.. فهذا آخر شيء ممكن ان اتصوره عن باربرا .
واغتاطت كاترين من كلماته , مع انها هي من اثارت الموضوع .ريحانة
- لا .. فهذا آخر شيء ممكن ان اتصوره عن باربرا.
واغتاطت كاترين من كلماته , مع انها هي من اثارت الموضوع .
- اظن ان عليّ ان ادخل الى المنزل الآن .
وانحنت لتلتقط الحذاء , فقال ساخراً:
- لقد نسيتي الثمن .
- ارسل إلي ّ فاتورة.
وحتى بذراع واحدة , استطاع رالف ان يجذبها نحوه , فقالت بصوت منخفض ناعم:
- اوه .. لا.. لن ادعك تتجمد بالقرب مني..
- اوه .. ولكن اين كاتي؟ اين تلك الشخصية الدافئة الضاحكة التي اشاهدها مع ماغي؟ اريد ان أرى كاترين التي التقيتها منذ زمن .. اين هي؟
- انا .. لا اعلم عما تتكلم..
وحاولت ان تتراجع ولكنه ابقى قبضته القوية عليها.
- لا تستطيعين إنكار ماتقوله لك نفسك الآن .
- لا, إنه لا تقول لي شيئاً..
- بلى ..
ومد يده الى شعرها واخرج الدبابيس منه لينسدل على ظهرها كالحرير الاسود:
- هكذا اذكره .. كاتي اعطني من دفئك..
وخرج منها صوتها اهدأ مما كانت تشعر به بالفعل.

- انا اهنئك سيد كوينتين .. ليس هناك الكثير من الرجال يرغبون في امرأة , وقد تركوا امرأة اخرى, لابد انك تتناول الكثير من المنشطات لتبقي على نشاطك.ريحانة
وجمد رالف في مكانه دون حراك , والغضب واضح في كل خلجة عضل في جسده , وقال بغضب ..
- لو كنتي رجلاً لخنتقك على هذا القول .
- إذاً عليّ ان اعتبر نفسي محظوظة, أليس كذلك ؟
- كنت محظوظة منذ سبع سنوات , ولكنني لن اكرر تلك الغلطة.حماقة واحدة في عمري تكفي , عندما ظننت ان بين يدي امرأة خجولة محبة, كان في الواقع بين يديّ طفلة عليها ان تختبئ فقط لبضع سنوات , وانا لا احب الكذابين ياكاترين, ولعبتك الصغيرة لها ثمن في كل وقت, وسيأتي الوقت الذي ستدفعين فيه الثمن , وسأكون هناك لأقبض!
ودون ان ترد عليه , استدارت سائرة نحو المنزل, ولم تتوقف إلا في غرفتها.
مرة اخرى, قام رالف بخداعها , وما بدأته على انه مداعبة مزعجة , انتهى بأن يصبح اتصالاً مثيراً لأحساسها , ولن تدع هذا يحصل ثانية.
منتديات ليلاس
في الصباح التالي , عند مغادرتها غرفتها تعثرت بصندوق على عتبة بابها , وفتحته لتجد حذاءها الفضي وملاحظة مكتوبة موضوع في الداخل , وصاحت بعد ان قرأت مافيها ( اللعنة عليه !) كانت تقول :
- الى كاترين ويزدوم .
المحتويات : زوج احذية نسائية فضي.
ثمنه مدفوع بالكامل...
ولم تعد كاترين تشاهد رالف لبضعة اسابيع , مع انه يومياً كان يترك لها شريطاً او شريطين مسجلين على طاولة مكتبها .. ومع ذلك ولكي يتأكد من انها لن تنساه , فقد كان يسجل لها بعض الكلمات يمررها بين النص , تجعلها تقف قليلاً لتلتقط انفاسها.ريحانة
وفي احد الايام تركت الصفحات المطبوعة, مع الاشرطة على طاولتها ليأخذها رالف وتركت رسالة صغيرة معها تقول فيها ان تلك الرسائل المسجلة اذا لم تتوقف فسترفض ان تطبع له شيئاً بعد الآن , أكانت ذراعه مكسورة ام لا.
التسجيلات التي تلقتها بعد ذلك كانت مسجلة بصوت بارد وسريع , وجدت صعوبة في تتبعه , واشتاقت لفكاهاته الصغيرة , ولكنها لم تبلغه, ولم يمض وقت حتى توقفت التسجيلات تماماً , وعلمت ان ذراع رالف قد شفيت , ويستطيع الآن الطباعة بنفسه.. وافتقدت ماكان يذكرها بوجوده , لكنها لم تعترف بهذا لنفسها ...

شكرا يا ريحانة على الرواية كل سنة وانتى طيبة و عيدك مبارك وكل حياتك باذن الله

تسلم ايديكى ريحانتى،،،،
الواية عمالة تزيد تشويق،،،،
باستناكى كل يوم بفارغ الصبر،،،،
ومتبعاكى على طول ،،
شكرااااا يا قمر،،،،
مستنين مفاجأت ... ( رالف و كاترين ).....