المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1191 - الزواج من غريب - روايات دار نحاس
أثناء تناول الفطور فى صباح اليوم التالى بدت كريستينا متجهمة الوجه و على الرغم من غياب اميليا فلم تسمح لنفسها بالتعبير عن رايها , لكن عندما اقتربت جيما من لورا لتخبرها أن موعد سفرها قد تأجل كما طلبت تبخرت كل سيطرتها على نفسها و علقت بنبرة حادة :"الأمر فى غاية الأهمية , أليس كذلك؟ فهى تخطط لترحل فى اللحظة التى تحصل فيها على ما أتت لأجله , و هى الحصول على حزء من ميراث ناردو و لم تهتم لأنها أستغلت مرض والدى و وعدته بالبقاء هنا مع أبنها فقد رحل الآن و لايستطيع ان يطالبها بالبقاء , حسناً فتوريو و أنا لن نسمح لها بالحصول على ما تريده."
ظهر الغضب على لورا و هى تجيب:"أنا لم أعده بشئ من ذلك كما و ان والدك لم يسألنى ان كنت أريد البقاء ؟ كيف تجرؤين على التحدث عن دوافعى ؟ أو تقولين أننى استغليت مرض امبرتو ؟ أتيت إلى هنا من أجل إقامة صلح مع العائلة و ليس من أجل مال روسى العزيز عليك , و فى الحقيقة أنا لا أريده فلدى حياتى و عملى....وهو شئ لا تعرفينه مطلقاً."
نهضت لورا على الفور و خرجت من غرفة الطعامستتصل بشركة الطيران على الفور و تطلب السفر بعد الظهر , لكن انزو تبعها و قال لها أن هذا ما تريده أخته بالضبط و تابع بإصرار , لدى باولو كل الحق أن يرث من جده تماماً مثل غاى . كما أننى بحاجة لك و لا أريدك أن ترحلى قبل أن نمضى بعض الوقت معاً."
غادرت كريستينا قبل مغادرة انزو إلى المطار و صوفيا توجهت إلى غرفة الفطور بعد مغادرة الجميع لتتجنب رؤية أى أحد . و بعد مرور ساعة غادرت بعد أن ودعتهم جميعاً بأقل وقت ممكن.
وهكذا بقيت لورا و باولو برفقة آنا و ستيفانو و اميليا فى المنزل.
شعرت بفراغ كبير بعد رحيل امبرتو خصوصاً أن اميليا طلبت من الجميع إلا يزعجها أحد فهى ما زالت تعتبر الرجل الكبير طفلها . أغلقت على نفسها فى جناحها فى الطابق الثانى لتنظر إلى صور امبرتو و هو صبىو إلى الأحداث المهمة فى حياته حيث كان دائماً يحقق انتصارات تذكر فى الصحف و المجلات.
الطقس الرائع فى فصل الخريف جعل الأيام تمر بسرعة و فى صباح الأربعاء وجدت لورا مفسها مفعمة بالطاقة فلم تقرر العمل برسوماتها . انشغلت بالتفكير فى عودة انزو وقررت أن تذهب مع باولو فى نزهة على الأقدام . سارا نحو الغابة القريبة رغبة فى قطف الأزهار البرية بعد قليل التقيا بـ ميشيل بصحبة كلبه و هو يحمل اغراض فى يده .
سألته لورا :"أذاهب للتجول؟"
ابتسم ميشيل و قال :"لا, سنيورة أنا أبحث عن الكمأة, أشهى طعام و من المحتمل إيجادها فى هذه الغابات فى هذه الفترة من السنة . يمكنك مرافقتى أنت و أبنك ."
تذوقت الكمأة فى أول يوم وصلت فيه إلى ايطاليا فعلمت أنه لا يبالغ . أنها حقاً شهية جداً . وافقت على الفور و سارت هى و باولو قربه.
قال ميشيل :"يبدو هذا المكان مناسباً سنترك الكلب يقرر مكان الكمأة ." و انحنى لينزع الحبل عن عنق الكلب الذى بدا وكأنه يعلم ما المتوقع منه و بينما أخذت لورا و باولو يراقبان أخذ الكلب يشتم بأنفه و يتحرك بطريق متعرج بين الأوراق و النباتات , وبعد وقت طويل توقف فى مكان ما و بدأ يحفر الأرض .
لم يدعه ميشيل يتابع عمله بل أستعمل آلة خاصة من جيبه و أكمل الحفر حتى نزع من الأرض قطعة من الكمأة.
قال و هو يبتسم :"هذا النوع الأبيض مرتفع السعر جداً فى سوق ألبا."
بعد وقت قصير أمتلأت حقيبة الرجل بالثمر بينما اتسخت ثياب باولو من اللعب بين أوراق الأشجار .
سمعت صوت خيل بعد مرور لحظات بدا الفارس يقترب منهم.
انزو , لقد عاد باكراً . تفاجأت لورا أنه أتى للبحث عنهما على ظهر الحصان فمنذ وصولها إلى فيلا فوغليا لم تره مرة يقترب من الأصطبل .
ما أن اقترب الفارس أكثر حتى أدركت أنه ستيفانو قال لها و هو يبتسم :"أنا فى طريقى إلى الفيلا أن كنتما ذاهبان إلى هناك يسعدنى أن أقلكما ."
شد باولو بيدها و قال متوسلان :"من فضلك أمى,قولى نعم . أريد أن امتطى الحصان"
أبنها صغير جداً و ظهر الحصان عالى . و هى لا تشعر بالراحة من فكرة ماذا سيلحق به أن وقع . قد تُكسر ساقه.
قال ستيفانو بتهذيب :"سأضع باولو على السرج و نسير معاً على مهل ." وكأنه بذلك يريد أن يلغى أى اعتراض لديها .
استدارت لتشكر ميشيل على الكمأة ثم سمحت لـ ستيفانو أن يرفع باولو ويضعه على السرج مكانه.
ما أن ابتعدا عن الغابة و اتجها نحو الفيلا حتى بدت الطريق العام الموصلة إلى المنطقة . لمح انزو الحصان و باولو على ظهره فأنعطف نحوهما , سأل ما أن أقترب و توقف قربهم :"على ما نحصل هنا , دروس فى امتطاء الخيل؟"
ليس هكذا اعتقدت لورا أنها ستراه , حاولت أن لا تعتذر فهى لم تقدم على عمل أى شئ خطأ بالسماح لـ ستيفانو فى مساعدة باولو على امتطاء الحصان.
قالت :" كنا نجمع الكمأة مع ميشيل فى الغابة و ستيفانو عرض على باولو العودة إلى المنزل على ظهر الحصان."
لم تستطيع أن تقرأ ملامح وجهه و هو يخفى عينيه تحت نظارة سميكة.
نظر إلى أخيه و قال بلهجة ساخرة :"لا تدعنى أزعجك ." ثم نظر إليها و تابع :"سأرك فيما بعد فى المنزل ."
و من دون أن تعلم السبب شعرت بأن ستيفانو سعيد بما حدث . رفع كتفيه بلا اهتمام ما ان أنطلق انزو مسرعاً غاضباً.
و بينما كانت لورا تجلس على كومة من القش فى الأصطبل منتظرة أن ينتهى باولو من تنظيف الحصان صعد انزو ليسلم على جدته . ما ان طرق على الباب حتى طلبت منه الدخول . رآها تجلس على مقعدها المفضل مرتديه فستاناً أسوداص و أمامها صور امبرتو .
سألها :"هل أنت بخير جدتى؟"
"أجلس انزو , أريد التحدث معك."
بدأت بالقول أن الفيلا لن تعود إلى ما هى عليه بمغادرة باولو و كررت ما قالته له أن عليه الزواج بـ لورا ليبقى الصبى فى ايطاليا .
منتديات ليلاس
قالت و عيناها تلمعان:"أنه كل ما بقى لنا من غاى , و أن لم تنجب لنا طفلاً سيكون الوريث الوحيد الذى يستطيع تحمل مسؤولية العائلة و المتابعة بالسير قدماً فى صناعتنا ."
هو يعلم جيداً رأى اميليا بـ ناردو و الحقيقة هو يشاركها ما تفكر به . فالصبى حقود و أحمق . و لتعقيد الأمر أكثر قال الأطباء لـ كريستينا أنها لا تستطيع إنجاب طفل أخر , وهو فعلاً يفكر فى الزواج من لورا.
قال :"ما تقترحينه جدتى غريبجداص , فهذا النوع من الزوج لم يعد يطبق منذ عهود بعيدة."
تعرفه اميليا جيداً وكأنه كتاب مفتوح أمامها .
قالت :"أنت لم تقل لا , و ربما لن تكون تضحية من قبلك , فكر بالأمر , حبيبى و قد تكون لورا امرأة عاملة و أميركية و لديها روابط قوية ببلدها , لكنها تنتمى إلى هذه الفيلا , لقد شعرت بذلك منذ اللحظة التى قابلتها فيها ."
ساد الهدوء أثناء العشاء , وخصوصاً أن اميليا ظهرت للمرة الأولى بعد جنازة امبرتو, راقبتهما لورا اميليا و انزو يأكلان بصمت و هدوء فتساءلت أن كان مازال مصراً على دعوتها إلى قضاء يوم معه فى تورين.
بعد انتهاء العشاء عرضت جما على لورا أن تقرأ قصة لـ باولو و أن تساعده فى الأستحمام و الذهاب إلى الفراش. وهكذا أصبحت لورا حرة بوقتها . قالت لنفسها أن تجاهلها انزو و أغلق على نفسه مكتبه لن تعم على الذهاب إليه و ستنتهى من كل ما تشعر به نحوه.
لم يفعل ذلك بل ما أن غادروا غرفة الطعام حتى دعاها للتنزه فى الحديقة , أمسك بيدها و سارا معاً حتى النافورة حيث وضع مقعداً من الحجارة بين عدد من الأشجار الباسقة.
سألها وهو يمسح الغبار عن المقعد, هل نجلس؟"
هزت برأسها و قالت :"أفضل أن أمشى قليلاً."
نظر إليها محدقاً و قال :"ما الأمر , لورا؟"
صمتت للحطظ ثم قالت :"لا شئ ألن نذهب إلى تورين كما قلت؟"
ظهرت ابتسامة على وجهه و قال :"اقترح أن نغادر فى الصباح الباكر أن كان يناسبك ذلك ." ضمها إليه و عانقها
من النافذة فى الفيلا وقف ستيفانو يراقبهما . و بعد مرور ساعة أو أكثر . بعد ابتعادها عن انزو و صعودها إلى غرفتها سمعت طرقاً خفيفاً على بابها .
قالت متفاجئة عندما فتحت بابها :"ستيفانو , ما الأمر؟"
"هل أستطيع التحدث معك؟"
لم ترغب فى أن تعكر مزاجها أو أن يراها انزو برفقته , لكنه عم باولو و أخ غاى كما و إنه يتصرف معها بود . تراجعت إلى الوراء ليدخل , لكنها تركت الباب مفتوح , سألته :"ماذا هناك؟"
قال ستيفانو بصراحة:"رأيتك مع انزو فى الحديقة تتبادلان العناق , لا , دعينى أنهى كلامى . أنا أحبك لورا , و اعتقد أن علىّ تحذيرك , لدى أخى امرأة فى لايك دستركت و يعرفها منذ سنوات و ل أريدك أن تصابى بالأذى من ذلك بسببه."
قالت رغم الاحساس بخيبة الأمل:"ما حدث بينى و بين انزو لا علاقة لك به مطلقاً , سأعود إلى الولايات المتحدة قريباً . و هذا يعنى أن لا داعى لخوفك علىّ أبداً."
حدق بها مطولاً قبل أن يقول :"فى الوقت الراهن لو كنت مكانك لكنت حذراً جداً , فطبعه حاد جداً و بدون أى تحذير , خصوصاً عندما يكون هنا ومعحزنه على والدى اتعجب كيف استطاع السيطرة عليه طوال هذه الفترة."
حدقت به لورا غير قادرة على التفوه بأى كلمة .
تابع قائلاً :"تعرض لحادث مع خطيبته السابقة , كانا يتشاجران و هى تقود بسرعة قصوى , فأمسك بمقود السيارة و أدى ذلك إلى اصابتها بجراح خطيرة , أنظرى إليه جيداً , فهناك جرح على صدغه."
فى تلك الأثناء لم تعد لورا منزعجة فقط بل غاضبة جداً , فهى تكره كيف يزرع بذور الشك فى رأسها , قالت بسرعة :"و ماذا عن الجرح فى خدك؟ هل أصبت به من خلال شجار ما ؟"
أجاب بهدوء ضاعف غضبها :"كم غريب أن تسألى , انزو ضربنى بسوط الحصان عندما كنا فى السابعة عشر من عمرنا , فى تلك السنة أتيت للعيش هنا فى فيلا فوغليا."
|