كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1191 - الزواج من غريب - روايات دار نحاس
طبيعى أن يقلق فحياة واده فى خطر . مع ذلك لم تستطيع إلا أن تفكر أن مرض امبيرتو ليس السبب الوحيد الذى يُزعج انزو , سألت نفسها هل وجودها مع عائلته هو ما يجعله متضايق هكذا؟
أزداد توترها و هى تفكر بلقاء العائلة أثناء هذه الأزمة الصحية , وما أن انعطف نحو طريق فرعية مغطأة بشجر الصنوبر حتى راودها شعور لم تشعر به من قبل ما أن أطلت فيلا فوغيلا.
أنها تنتمى إلى الفن الفلورنسى أكثر من التورينى, و هى مبنأة على طراز هندسة عصر النهضة , حجار قشدية اللون و أسطح ذات لون أحمر باهت و شرفة فى الطابق العلوى وطابق أرضى يظهر بوضوح أن هناك مرآب تحته.
درجحجرى يوصل إلى شرفة واسعة مقابل المدخل وهناك برج للمراقبة . أنها كما أخبرها عنها غاى لكنه لم يقل لها كم هى جميلة . و لم يصف لها النافورة فى وسط الحديقة . و هذا أمر مألوف فى ايطاليا فى الريف.
اوقف انزو السيارة أمام واحد من الدرج المزدوج و تماماً كما فى مبنى روسى أتى خادم ليحمل الحقائب تبعته امرأة شابة نحيلة و سوداء الشعر رائعة الجمال . لم تهبط الدرج للقائهم بل بقيت واقفة على الشرفة.
قالت محدثة انزو بالايطالية و لم تهتم مطلقاً لوجود باولو و لورا:"إذاً أنت هنا أخيراً , الطبيب فى غرفته الآن. و قالت جدتى أن تصعد إليها فى اللحظة التى تصل بها."
على الرغم من اهتمامه الواضح لكنه لم يفقد تهذيبه أجاب بالانكليزية ليعوض عن تصرف أخته الفظ:"لورا , هذه أختى كريستينا , كريستينا أريدك أن تقابلى زوجة أخيك لورا روسى و أبنها باولو من أميركا ربما و فيما أنا عند و الدى يمكنك الاهتمام براحتهما و أطلبى من جيما أن تصطحبهما إلى غرفتيهما."
فعل التوبيخ غير المعلن فعله فتمتمت و هى تبتسم بالرغم عنها :"كيف حالك؟ هل ترغبان فى شئ ما ؟ أو ربما بعد كل هذه الرحلة الطويلة تفضلان أن ترتاحا؟"
بعد غداءهما فى مطعم تورينو فهما يشعران بالجوع الشديد لكن لورا تعلم أن باولو بحاجة للنوم و هى بحاجة لبعض دقائق لتبقى بمفردها لتقيم ما الذى حدث فى الأيام القليلة الماضية قالت لنفسها أضل أن أقابل أفراد العائلة فيما بعد , عندما يكون انزو قربى.
أجابت و هى تبتسم ابتسامة متكلفة :"يسعدنى أن أراك أخيراً كريستينا , أما بالنسبة لما قلته أعتقد أن قليل من الراحة أمر جيد, و أتمنى أن وجودنا الآن هنا لا يسبب أى ضيق لأحد."
مع أنها هزت رأسها لكن كريستينا لم تعلق فدخل الأربعة المنزل عبر باب كبير إلى صالون رائع الجمال مزدانة جدرانه بصور من القرن التاسع عشر , أما الأرضية فهى من الرخام الأبيض و الأسود كذلك هناك منحوتات على السقف.
رأت الدرج المؤدى إلى الطابق الثانى .وضع انزو يده على عمود مذهب و قال معتذراً لأنه سيترك لورا لكنه وعدها:"سنجتمع هذا المساء على طاولة العشاء ,عندها سأعرفك على كل شخص هنا."
منتديات ليلاس
رأت على وجهه المتوتر الشخص الغريب الذى كان منذ أسبوع مضى ,أجابت بثقة أكثر بكثير مما كانت تشعر بها :"سنكون بخير . من فضلك لا تقلق لأجلنا . فالآن والدك بحاجة لكل أهتمامك."
نظر إليها نظرة امتنان و صعد الدرج بخطى متوترة . أما كريستينا فنادت الخادمة , لمحت لورا صبياً سميناً فى الثامنة من عمره يراقبهما من خلال باب مفتوح لغرفة جانبية.
قالت كريستينا :"هذا أبنى برناردو , آهـ ,ها هى جيما الآن و بسبب الظروف الراهنة أنا متأكدة أنك ستتفهمين الأمر أن تركتك فى رعايتها لأعود إلى جانب والدى"
أكدت لها لورا ذلك. و عندما دخلت إلى غرفة الجلوس بسقفها العالى و التى تفصل غرفة نومها عن غرفة باولو شعرت بتعب شديد فسألها باولو بصوت خائف :"أمى؟"
قالت جيما:"هل أنت مريضة سينيورة؟"
"ليس هناك من شئ لا يشفيه قليل من النوم, فنحن فى تعب دائم منذ غادرنا شيكاغو . و ربما سنفرغ الحقائب فيما بعد . لأننى أريد أن أضع أبنى فى السرير و أن أستلقى لفترة."
مع أن الخادمة لم تكن مقتنعة بترك السينيورة بمفردها إلا أنها أومأت برأسها و غادرت , فعملت لورا على وضع أبنها فى سريره ثم أستلقت و أخذت تفكر بـ انزو , هل ستسمح لنفسها بالتقرب منه أم عليها إنهاء الزيارة بأسرع ما يمكن و العودة إلى حياتها السابقة .
نهاية الفصل الثالث
|