المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1191 - الزواج من غريب - روايات دار نحاس
عادا إلى فيلا فوغليا بعد ظهر اليوم التالى لتعلم أن باولو بالكاد افتقدهما . أخبرتها آنا أن ميشيل قد علمه لعب البوكى و كذلك امتطاء حصان لطيف , أستعاره له من مزرعة مجاورة لهم. أما اميليا فقامت بدورها بتعليم باولو الايطالية . وعملت جدته على قراءة العديد من القصص له قبل النوم.
ومع كل الحب و الدلال الذى تقدمه له عائلته الجديدة شعر باولو بالسعادة لرؤية والدته , علمت لورا أن كريستينا و فيتوريو عادا إلى تورين مساء البارحة لإعطاءها هى و انزو مساحة من الراحة.
فكرت لورا أنها ستراهما كثيراً كلما دعتهما المحكمة إلى جلساتها . و تمنت أن ينتهى الأمر بسرعة.
أثناء العشاء شعرت لورا أن آنا سعيدة فى هذه المناسبة على الرغم من وفاة امبرتو. حتى اميليا بدت راضية جداً. وكانت تحدق فى باولو بحب و تبتسم له كلما حدثها . لم يكن هناك إلا ستيفانو و الذى وصلا متأخراً . بدا وكأنه منزعج من سعادتهما الواضحة.
بعد انتهاء العشاء أمسكت لورا بيد باولو و خرجت تتنزه بينما أختفى انزو فى مكتبه ليعمل على أوراق مهمة. عندما سألت أبنها أن كان يفتقد حياته فى شيكاغو , رفع كتفيه وكأنه ايطالى منذ نشاته .
اعترف قائلاً:"لا بأس بالحياة هناك امى, جوزى صديقة رائعة , لكننى أحب جدتى آنا كثيراً . نحن لن نعود إلى هناك , أليس كذلك؟ جدتى اميليا تقول أننا سنعيش هنا بشكل دائم."
ابتسمت لورا لقد بدأت تشعر بالحب نحو الأم روسى , قالت :"الجدة اميليا على حق , لكننا سنزور شيكاغو و نيويورك بشكل دائم , فأنا لا زالت أعمل مع خالتك كارول كما و أن جدتك و جدك ولسون سيتوقعان رؤيتنا دائماً."
كانت ستنضم إلى انزو بعد أن وضعت باولو فى سريره عندما ظهر ستيفانو من أعلى الدرج فى الطابق الأول , سألها قائلاً:"هل تعطينى دقيقة من وقتك ,زوجة أخى؟"
خشيت مما سيقوله لأنه بطريقة ما سيدمر سعادتها , ابتعدت لورا عنه بإنزعاج واضح.
قال بإصرار:"هناك أمر يجب أن تعلميه . ومن المحتمل أنك لن تصدقى ما سأقوله لك. لكننى أعلم أنك تريدين معرفة ما سأقوله من أعماق قلبك"
علمت انه سيخبرها عن انزو, لكن ربما يجب أن تعلم , وعلى انزو أن يعلم أى نوع من الأكاذيب ينشرها أخوه عنه.
قالت وهى تحاول أن تبدو هادئة :"حسناً؟ ماذا تريد؟"
لم يضيع أى وقت فى التحدث عن الأمر :"هل تذكرين المرأة التى ألتقى بها انزو فى سوق لينو؟ أنها المرأة التى حدثتك عنها."
شعرت لورا بألم فى قلبها , فهل يعقل أنها تحب انزو لهذه الدرجة رغم الوقت القصير الذى عرفته فيه لكنها قالت لنفسها أن انزو لم يفعل شيئاً لتشعر بعدم الثقة نحوه.
قالت:"آسفة لأننى سأخيب أملك ستيفانو , فأنا ليست من النوع الذى يغار ." شعرت وكأنها فقدت شيئاً ما لكنها لم تجد ما تقوله غير ذلك.
قال :"و أن علمت أنهما وضعا خطة ليلتقيا؟"
شعرت لورا و كأنها أصيبت بضربة قاضية على معدتها , بعد لحظة عادت إلى رشدها و أجابت:"أنا لا أصدقك, كيف يمكن لك أن تعرف شيئاً مثل هذا؟ فى الواقع. من أخبرك أن انزو ألتقى بامرأة فى السوق؟ أنا لم أفعل و أشك ان كان انزو يثق بك"
وبدلاً من أن يبدو متهما رفع ستيفانو كتفيه و قال :"لأقد أتصلت بى, فنحن على اتصال دائم . فقد أرادت أن تعرف أى نوع من الزواج أقدم عليه انزو وهو ما يزال مهتماً بها. زهرة منسية.
هل يهقل أن ستيفانو يخبرها الحقيقة ؟ أدركت أن أتصال المرأة به أكبر دليل على معرفت بما حدث فى السوق. علمت انه قضى على ثقتها فى انزو . مع انها حاولت أن تبعد هذه الأفكار بعيداً , لكن كل الأسئلة التى كانت تثير قلقها عادت إليها , هل تزوج بها ليحصل على السيطرة على حصة باولو فى مصنع السيارات؟ أم ليحصل على رضى اميليا؟ أم أنه حقاً يهتم بها؟ و بعيداً عن أستخدام تحرى هناك وسيلة واحدة لمعرفة الحقيقة ستسأله.
استدارت مبتعدة عن ستيفانو من دون ان تتفوه بأى كلمة , و أسرعت بنزول الدرج لتصل إلى مكتب انزو . كان يصغى إلى موسيقى من جهاز الراديو و يكتب على دفتر قديم الطراز.
سألها وهو ينظر إليها من فوق حاجب نظارته :"هل هناك أمر ما عزيزتى؟"
وضعت راحتى يديها على مكتبه و رمته باتهام ستيفانو بسرعة , و أنهت كلامها قائلة :"يقول أن المرأة أتصلت به لأنها تريد أن تعلم أى نوع من الزواج أقدمت عليه , لأنك مشتاق إلى رؤيتها قبل أن يجف الحبر الذى كُتب به وثيقة زواجنا."
مع كل كلمة كانت تتفوه بها كان وجه انزو يزداد غضباً , ها هو الأمر يحدث من جديد , مغلفاً بالغضب و الكراهية . الغيرة و الحقد . منذ ثمانى سنوات تودد إلى خطيبتى و هذا ما جعلنى أفسخ خطوبتى . و الآن و بعد أن وجدت المرأة التى رغبت دوماً فى الحصول عليها ها هو يفسد ثقتها بىّ .
صحيح أن خسارة لوسيانا باراغى الوريثة الثرية و الذى كان من المفترض أن يتزوج بها منذ ثمانى سنوات تحول إلى نقمة . لكنه لم يسامح أخاه مطلقاً على الاحساس بالاهانة و الألم اللذين سشعر بهما .
اما عن لورا , فالوضع يختلف كلياً , فهى لم تخدعه .لكن وكما هو واضح فهى تعتقد أنه قادر على إيذاءها وهما لا يزالان فى شهر العسل!
استعدادها لتصديق أكاذيب ستيفانو يجرحه فى العمق.
أنها تنتظر إجابة منه , أى نوع من التفسيرات , حسناص هو يفضل الموت على أن يفعل ذلك, سألها بصوت حازم و هادئ معاً :"هل هذا كل شئ؟"
هزت لورا رأسها . الاحساس بالذنب و بعدم الثقة جعلاها تفكر بأنها أقدمت على غلطة كبرى . أطباعه قاسية و صعبة جداً فها هو قد أعاد انتباهه إلى دفتره.
سألته :"ألن تقول أى شئ؟"
منتديات ليلاس
شتت سؤالها كل ما تبقى لديه من سيطرة على نفسه . قال بغضب و هو يقفز على قدميه و يمسك بها من رسغيها :"ماذا تريدين أن أقول؟ أنا ما سمعته غير صحيح؟ بالنسبة لىّ , يحق لك التفكير كما تشائين."
كان يضغط بشدة على يديها . صرخت من الألم و حررت يديها منه قبل أن تخرج من الغرفة بسرعة , سمع وقع خطواتها فى الصالون ثم الشرفة و أخيراً و هى تركض على الدرج الأمامى.
وقف مكانه بدون حركة من شدة الغضب , ظهرت آنا أمامه من الغرفة المجاورة للمكتب , قالت له:"أغفر لىّ بنى , لم أستطيع إلا أن أسمع ما جرى بينكما , أتوسل إليك بنى أن تلحق بها قبل أن تصاب بمكروه ما ."
شعر انزو فجأة أن ما تقوله والدته صحيح . أبعد نظره عن وجهها القلق وركض وراء الأمريكية المتحررة التى يحبها من كل قلبه , خرج من الفيلا و لم يجد لورا فى أى مكان. هل ذهبت إلى المرأب لتصعد إلى أى سيارة هناك لتغادر الفيلا؟
يعلم أنها لن تغادر المكان بشكل دائم من دون أبنها كما و انها لا تستطيع الابتعاد من دون مال أو جواز السفر . نظر حوله غير قادر على إتخاذ القرار فى أى أتجاه يتبعها, عندها رأى ميشيل قادماً من الغابة برفقة كلبه.
سأله:"ميشيل....هل رأيت زوجتى؟"
هز الرجل العجوز رأسه و قال :"ذهبت باتجاه الأصطبل سينيور انزو"
"شكراً لك"
لدأ بالركض وراءها و إحساسه بالقلق يتضاعف .
بعد مرور لحظات رأى ستيفانو يحاول أن يضمها إليه, هجم عليه بقة لم يعهدها بنفسه من قبل و أمسك به من صدره .
اقتربت لورا منهما و صرخت:"دعه, لم يلمسنى قط."
اسقط انزو يديه عن أخوه فضمته لورا إليها و هى تبكى و تقول:"انزو....حبيبى....هل أنت بخير؟ تصرفت كحمقاء و قد اقتنعنت بكل ما قاله ستيفانو . صدقنى أن قلت لك أننى لا أشعر بأى فضول لأعلم ما جرى بينك و بين تلك المرأة . و بدلاً من التحدث عنها لنعد إلى امنزل"
ما أن ذكرت المنزل حتى تذكر انزو وجه والدته القلق فعلم لابد أنها تشعر بالخوف و الرعب عليهما . بإمكانهما التحدث عن لوسيانا و لقاءه بها فى لينو فى وقت لاحق .
قال وهو يمسك بيدها :"لنذهب , إذن , سمعتك والدتى تركضين وكانت قلقة جداً عليك, أحب أن نسرع إليها لتهدأ"
ما أن اقتربا من الفيلا عبر الطريق الترابية , رأيا آنا تزرع الشرفة ذهاباً و إياباً.
ركضت نحوهما وقالت :"هل أنتما بخير؟ طلبت من جيما تحضير القهوة."
سأل انزو ما أن دخلت جيما غرفة الجلوس :"أين ستيفانو؟"
لم تستطيع آنا أن تجيبه لكن اميليا قالت :"غادر الفيلا منذ نصف ساعة مسرعاً , أعتقد أنه توجه إلى أوستى"
حدقت لورا إلى زوجها , فابتسم لها وكأنه لم يسمك بأخيه محاولاً ضرب . ساد الصمت لفترة قصيرة عندها قالت اميليا :"حان وقت ذهابى للنوم . أطفالى" و قد ضمت آنا أيضاً بهذا الكلام مع أنها فى الستين من عمرها ."أعتقد بأننا سنتحدث عن هدية زواجكما فى الغد أثناء تناول الفطور."
دائماً آنا تتعمد الاهتمام بالآخرين , فعرضت على حماتها أن ترافقها على الدرج . بعد قليل تبعهما كل من انزو & لورا , فهذه ليلتهما الأولى كزوج و زوجة فى فيلا فوغليا. أدرك أنه كان قاسياً معها عندما تحدثت إليه فى المكتب , لكنه لا يريد أن يقحم ستيفانو أنفه فى حياتهما من جديد.
قال لها و هما يدخلان جناحه الخاص عندما كان عازباً :"بشأن الموعد الذى كنت أخطط له مع المرأة فى لينو."
بدت خيبة أملها على الفور , قالت :"من فضلك لننسى الأمر . ما كان على أن أذكره أمامك ."
قال و هو يضمها غليه :"أنت على حق فنحن لا نعرف بعضنا كفاية." صعدا إلى السرير حيث أشعة القمر تضئ الغرفة و رائحة الزهور التى يعتنى بها ميشيل تملأ أرجاء المكان بالعطر , أصغت لورا إلى انزو و هو يقول لها :"أن صاحبة الشعر الأحمر التى تحدثت معها فى لينو ليس إلا خطيبتى السابقة و التى خانتنى مع أخى" ثم تابع قائلاً :"أنا ليست متفاجئاً أنها أتصلت به لتخبره أنها قابلتنى , فقد كانا مغرمين لكنه تخلى عنها فى اللحظة التى فسخت فيها خطوبتى . وقد كانت تلك الخطوبة عمل خاطئ منذ البداية . عمل أقدمت على تصحيحه قبل فوات الأوان , لكننى أعترف لك أنها تتصل بىّ فى بعض الاحيان , مع أننى لا أظهر لها أى اهتمام . و الآن بعد أن اصبحت أنت لىّ لابد أنها مجنونة أن اعتقدت أننى سأفعل."
علمت أنه يقول الحقيقة من خلال نبرة صوته و نظرة عينيه . همست و هى تضمه إليها :"أحــــبــــكـــــ."
قال لها :"أعتقد بعد أن وجدنا بعضنا بإمكاننا أن نظهر الحب و الأمان لغيرنا." و اتفقا على أن يقوما بكل ما يمكنهما ليجعلا ستيفانو يشعر بالانتماء إلى عائلته أن تعمد الادعاء على أخيه أم لا .
ضحك انزو و قال :"سيكون الأمر صعباً علىّ لكننى سأحاول"
أجابت لورا :"ذات الأمر بالنسبة لىّ مع كريستينا , سأحاول أن لا أغضب منها حتى ولو نفذت تهديدها . مع كل الحب الذى أشعر به قربك بإمكانى أن أتصرف بكرم و عطف شديد."
سألها انزو بنعومة:"وماذا عن غاى؟"
"كل الذى أستطيع أن أقوله أننى أحببت غاى كثراً لكنه سيبقى جزءاً من حياتى الماضية."
ضمها إليه بشدة فهو يعلم أنه وجدها لتنقذه من كل سوء و شر قد يصيبه فهما مغرمان ببعضهما بشدة لدرجة أن كل من حولهما يدفعهما إلى مزيد من الثقة التى بدأ يبنياها معاً وان حياتهما معاً ستكون مليئة بالسعادة و الأمل و الأمان.
|