لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب > روايات أونلاين و مقالات الكتاب
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات أونلاين و مقالات الكتاب روايات أونلاين و مقالات الكتاب


دبة النملة - د/ أحمد خالد توفيق

دبة النملة - 1 18 يونيو - 2013 اجلس يا محمود ولا تثِر توتري.. أنا أمقت الأشياء التي تتحرك في مجال

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-07-13, 03:59 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2013
العضوية: 253473
المشاركات: 788
الجنس أنثى
معدل التقييم: خوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1101

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
خوآآطر إنسآآنة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي دبة النملة - د/ أحمد خالد توفيق

 


دبة النملة - 1





18 يونيو - 2013



اجلس يا محمود ولا تثِر توتري.. أنا أمقت الأشياء التي تتحرك في مجال نظري، وأمقت هؤلاء العصبيين كثيري الحركة؛ الذين ينقلون ساقا على ساق.. أنت تعرف أن التوتر العصبي معدٍ، وأن هناك ظاهرة تدعى (الإشعاع السيكو فيزيائي)ـ

اجلس وهات كوبا من الماء البارد من هذا الدورق. هل شغلت جهاز الكاسيت؟ لا بأس.. لكننا سوف نستمع إلى الشريط بالكامل بعد انتهاء قصتي.. هناك مقاطع لن أسمح لك بنشرها طبعا

صداقة طويلة جمعت بيني ورامز.. صداقة دامت 20 سنة على الأقل
كانت هذه الصداقة مثالية في كل شيء.. كنا صديقين مخلصين لبعضنا، وكان يعرف معظم أسراري وأنا أعرف كل أسراره.. لا مشكلة

بالنسبة لتوزيع المواهب كان التوزيع عادلا: أنا بلا أي موهبة من أي نوع.. هو يملك يدا وأذنا موسيقيتين بلا شك، وكان يتصدر أي احتفال للمدرسة

كنت قوي البنية محدود الذكاء قليل المواهب.. وكان هو ضعيف البنية شديد الحساسية والذكاء

لما أنهينا الدراسة الثانوية التحق هو بمعهد الموسيقى، أما أنا فدخلت كلية التربية النوعية. بعد هذا صرت مدرس تربية رياضية، أما هو فقد بدأ نجمه يعلو مع عدة فرق موسيقية وسرعان ما كوّن فرقته الخاصة وسجل عدة ألبومات ناجحة

كان وسيما ذو (كاريزما) أكيدة.. بالإضافة لهذا كان يحمل ذلك الوهن الذي يفتن الفتيات على طريقة عبد الحليم حافظ. شيء يحرك الأمومة في نفوسهن

أنت رأيته في التليفزيون يا محمود.. لا بد أنك أحببت الألحان التي يقدمها.. كان ظاهرة حقيقية.. هل ترى هذه المجلة التي تحمل صورته؟ كان نجما صاعدا بسرعة صاروخية، وأعتقد أنه كان سيجتاز نفس الطريق الذي اجتازه مطربون كبار

ثم ظهرت نورهان في حياته. فتاة رقيقة هادئة بدا لي أنها جزء من نجاحه الصاروخي ورحلة صعوده.. هو ذكي ويعرف كيف ينتقي رفيقة دربه
تزوجا وأعتقد أنها كانت زيجة سعيدة ناجحة

انتظر.. لم تنتهِ القصة عند هذا الحد. يا لك من أحمق! أنا لم أطلبك في هذه الساعة لأحكي عن قصة حياة موفقة. الموضوع هو أنني مذعور وخائف.. لم أعد أستطيع البقاء وحدي في البيت لأقصر فترة ممكنة.. خائف دوما.. ما يدور خلفي صار عالما كاملا.. يخيل لي أن كل شياطين الأرض تحتشد عند مؤخرة رأسي

دعنا.. دعنا نستكمل القصة

********************

في سن الثلاثين بدأ رامز يلاحظ بقعا في مجال الإبصار.. في البداية يعتقد أنه وهم. ثم يقرر أنه الإرهاق.. ثم يعتقد أنه مريض بالفعل.. بل يؤمن بذلك

كانت هناك فترة من الحيرة لدى أطباء العيون، واستقر الرأي على أن العصب البصري يضمُر

ثم بدأت الكارثة الحقيقية عندما بدأ يلاحظ أن سمعه يضمحل.. بالفعل يجد عسرا في سماع صوت زوجته الهامس، وارتفعت طبقة صوته أكثر حتى إن الناس راحوا يسألونه عن سبب صياحه

هذه المرة وجد طبيب أعصاب بارعا.. وكان التشخيص مخيفا.. هذا مرض نادر يزحف على الأعصاب المخية ويؤدي لضمورها بالتدريج

هل من علاج؟ للأسف لا علاج سوى جرعات عالية من الكورتيزون لن تؤدي لشيء على الأرجح

هل من علاج بالخارج؟ لو تلقيت العلاج في مايو كلينيك على يد البروفسور (جون كلارك) أم في حارة الزغبي على يد برعي الممرض بقصر العيني فلا فارق.. نفس سياسة العلاج

هكذا راح رامز يهوي بلا توقف في قاع الظلام
الظلام الذي يجعله الصمت مريعا
كان يقرأ عن هيلين كيلر الكاتبة الأمريكية الصماء الخرساء، ولم يتخيل قط أن يعيش المرء بتلك العاهات الثلاث، وها هو ذا يواجه نفس المصير مع القدرة على الكلام طبعا.. تذكر كذلك أن هيلين كيلر قالت: الصمم ألعن شيء في العالم.. في الظلام لا ينقذك سوى سماع صوت مألوف يهدئك. هذا يختلف عن اعتقاد الناس أجمع، لكنه ذات ما آمن به رامز.. فعلا مصيبة الصمم أسوأ ما حدث له



ومع موسيقي
نعم. هو موسيقي.. أذنه هي حياته وأكل عيشه ومستقبله.. لن يملك قدرات بيتهوفن الذي كتب سيمفونيته التاسعة وهو أصمّ تقريبا يتحسس اهتزازات البيانو. ليس هو

رحت أتردد عليه وكاد القلق يقتلني
إن حالته النفسية تتردى.. أعتقد أنها حالة انتحار لم تحدث بعد
لقد انتهى سبب وجوده

رحت أقول له كل كلمات رقيقة قد تهدئ من روعه.. لكنه كان يتلقى كل كلمة لي كأنه يلعب مباراة تنس طاولة.. كل كلمة لها رد.. أقول له:ـ
ـ"أنا أفهم ما تشعر به"ـ
فيرد على الفور:ـ
ـ"لا.. لا تفهم!"ـ
ـ"سوف تتذكر هذه الأيام باسما"ـ
ـ"في العالم الآخر؟"ـ
كانت حالته تسوء بلا توقف، ولا شك أن نورهان كانت تمر بأتعس أوقات حياتها

حدث ما حدث في ذلك اليوم الذي كنت أمشي فيه في الدقي عندما اصطدمت بذلك الرجل. عندما دققت أكثر أدركت أنني أعرفه.. هاشم
نظر لي في دهشة وذهول ثم ارتمى في أحضاني، ورحنا نثرثر عن كل شيء، وأنا لا أجسر عن توجيه السؤال الأهم الذي يؤرقني

في النهاية استجمعت أعصابي وسألته.. عندها عرفت
هاشم كان قد أصيب بضمور في الشبكية منذ ثلاثة أعوام. صار كفيفا تماما.. وكان هذا شيئا قاسيا جدا في سنه الصغيرة الواعدة

كنت قد تركته كما نفارق دار السينما بعد نهاية حزينة، ولم أرَه منذ ذلك الحين.. لكنني اليوم أجده يمشي بكامل لياقته ويراني ويعرفني
عندما جلسنا في ذلك المقهى استجمعت شجاعتي وسألته عن سبب استعادته بصره. المعجزة التي أدت لذلك. ما أعرفه هو أن الأطباء أعلنوا عجزهم عن عمل شيء

قال هاشم في مرح:ـ
ـ"كنت قد فقدت الأمل تماما حتى.."ـ
ـ"حتى ماذا؟"ـ
ـ"حتى قابلت ذلك الطبيب.. ذلك الساحر.. ذلك النطاسي الخارق للعادة.."ـ
ـ"وماذا فعل معك؟"ـ

ابتسم وضاقت عيناه للحظة ثم قال:ـ
ـ"الأمر شبيه بالعلاج بالخلايا الجذعية.. شيء من هذا القبيل.."ـ
كنت أعرف حلم الخلايا الجذعية الذي عذب مرضى كثيرين.. مهما كانت حالة المريض ميئوسا منها فهم يبشرونه بشيء اسمه الخلايا الجذعية، والحقيقة أن أبحاثها ما زالت في مرحلة الطفولة، وعدد النصابين أكثر بمراحل من عدد الصادقين.. كثيرون يسافرون إلى تايلاند ليتلقوا أقسى صدمة في حياتهم

ـ"هل هو طبيب مصري؟"ـ
ـ"أرمني.. لكنك لن تعرف هذا لأنه يتكلم العامية المصرية أفضل منا"ـ
ـ"هل هو طبيب عيون فقط؟"ـ
ـ"بل هو طبيب كل شيء! على طريقة أطباء الماضي.. ابن سينا والرازي وجالينوس وأبقراط.. يتعامل مع البشر ككل"ـ

بعد إلحاح كتب لي اسم الطبيب وعنوان عيادته ورقم هاتفه
ـ"هل أتعابه باهظة؟"ـ
ـ"غالية نوعا ما.. لكن بكم تثمّن عينيك على كل حال؟"ـ



تأملت البطاقة.. دكتور ويليام أنطونيان.. الـ(يان) التي تدل على أن صاحب الاسم أرمني على الفور
أعرف مريضا سوف يجرب هذا الطبيب.. يجربه هذا الأسبوع حتما

.......

يُتبع

 
 

 

عرض البوم صور خوآآطر إنسآآنة   رد مع اقتباس

قديم 29-07-13, 04:38 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2013
العضوية: 253473
المشاركات: 788
الجنس أنثى
معدل التقييم: خوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1101

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
خوآآطر إنسآآنة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : خوآآطر إنسآآنة المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي رد: دبة النملة - د/ أحمد خالد توفيق

 




دبة النملة - 2




25 يونيو - 2013








كان جالسا في تلك الغرفة خافتة الإضاءة، وعلى عينيه ضمادات.. دخلت نورهان حاملة صحفة عليها مشروب بارد وجلست جوارنا ترمق زوجها في جلسته المتصلبة

بدا لي الأمر كأنه مر بجراحة معينة.. وانتظرت حتى يحكي لي ما حدث

كان ما زال قادرا على السمع لكن عليك أن تصيح بصوت جهير، وكان يتكلم بنبرة عالية كذلك لأنه لا يدرك مدى ارتفاع صوته

قال لي:ـ
ـ بالطبع لم أستطع رؤية ما يحدث جيدا.. كنت أرى بعض الأشباح، وعرفت أنها شقة في بناية شامخة في وسط البلد.. بناية ذات مصعد يتعطل أكثر الوقت. الشقة كانت نظيفة ورائحة المطهرات تملؤها لكنها قديمة. أما الرجل فكان له صوت عميق مريح كأنه أريكة تضع عليها توترك الخاص. لا توجد أي لكنة غربية في كلامه.. تشعر أنه مصري ابن مصري



قال لي إنه يمارس ضربا غير تقليدي من العلاج، وهذا العلاج يتلخص في حقني بمجموعة من الحقن التي تحوي خلاصة خلوية.. أما عن محتوى هذه الحقن فهنا يكمن سر العلاج.. لا أسئلة من فضلك. لا يمكن إفشاء السر، ولو كنت مصرا فبوسعي دائما أن أنسحب. لن يخبرني... باختصار "ما بين البائع والمشتري يفتح الله"ـ

وافقت طبعا.. وقلت لنفسي إنني لن أخسر شيئا.. و"ضربوا الأعور على عينه قال خربانة خربانة".. هذا المثل ينطبق على حالتي حرفيا

لا أعرف متى وضع ورقة تحت يدي وقلما في يدي فسألته عما هنالك، فقال:ـ
ـ هذا
Consent
موافقتك على استخدام العلاج
وقّعت.. ولا أدري متى ولا كيف كشفوا عن ساعدي ولا كيف اخترقت إبرة أوردتي، ثم شعرت بسائل بارد يسري هناك.. وهكذا انتهت الجلسة وعرفت أن هناك ثلاث جلسات أخرى

نظرت إلى نورهان التي راحت ترمق زوجها في قلق حنون، وسألتها:ـ
ـ ما انطباعك عن الأمر كله؟ نصب؟
رفعتُ الشعر عن عينها فرأيت دمعة متحجرة هناك. وقالت:ـ
ـ أعتقد أنه صادق.. الجو يوحي بالاحترام والثقة
ـ والنتائج؟

قال رامز وهو محتفظ بجلسته المتصلبة:ـ
ـ بالنسبة للعينين لا تحسن.. الأمر يزداد سوءا.. بالنسبة للسمع هناك تحسن طفيف
قلت بصوت خافت:ـ
ـ طفيف؟
ـ نعم طفيف

تبادلت نظرة جانبية باسمة مع نورهان.. لقد سمع هذا السؤال الخافت برغم كل شيء.. ما زلنا في مرحلة رمادية.. لا يمكن أن تُقسم أن سمعه يسوء أم يتحسّن لكن هناك علامات

عندما فارقته تمنيت أن يكون في الطريق الصحيح

***

القصة كما ترى يا محمود ليس فيها شيء مريب أو غير طبيعي.. مريض طلب الشفاء ولعله وفق أو لم يوفق. ليس الأمر خطرا. ليس ذلك بالشيء الذي يثير الهلع

على كل حال في ذلك الوقت لم أكن أعرف أن المهندس شاكر يصلح آلة التقطيع في المصنع

المهندس شاكر في الأربعين من عمره، وهو رجل ذكي مرموق.. جوار عمله في المصنع، لديه ورشة سيارات خاصة عانى كثيرا حتى أنشأها، وجاهد حتى يكسب ثقة العملاء. يعتمد على نفسه كثيرا ولا يترك الأمور للعمال، لهذا وثق به زبائنه.. شاكر صديق قديم لي وإن كنا نلتقي لماما

يفكر شاكر الآن في مها زوجته وفي هدية عيد ميلادها التي تنتظر في حقيبة السيارة.. يفكر في ابنته نورا الرقيقة ابنة السنوات العشر.. يفكر في الورشة وفي الشريك الجديد. سوف يذهب هناك بعد انتهاء ورديته في المصنع ليتناول غداء خفيفا ثم يعمل حتى ساعة متأخرة من الليل

كانت آلة التقطيع معطّلة وقد جاء رئيس الميكانيكية يخبره بذلك. قام بفصل السكينة وجلس محتبيا ليعالج النصل ومجموعة التروس. مها كانت مكتئبة أمس ولا يعرف السبب.. هل هناك شيء ضايقها؟ كانت هناك مكالمة مع أخته.. هل حدث شيء بينهما في ذلك الوقت

و...ـ

لا يعرف ما حدث.. هناك مجنون ما في كل مكان.. هناك حمار ما في كل مصنع.. حمار من الطراز الذي يجد سكّينة الكهرباء في وضع فصل التيار فيعيدها لمكانها وهو مندهش

تدور الآلة. يهوي النصل

لا يوجد ألم.. الصدمة العصبية رحيمة وتجعله ذاهلا في عالم آخر. لا يعرف سوى أنهم يصرخون وأنهم يحملونه، وأن سائلا دافئا يبلل الأرض.. سيارة إسعاف من الداخل.. كشافات.. أرجل تركض على بلاط المستشفى
ثم الظلام

الضوء يتسلل ببطء. شاكر يفيق وشعور بالغثيان يغمره.. ينهض والعرق يبلله بالكامل
إنه في فراش مستشفى.. لا شك في هذا. الأبيض اللعين الذي وصفه أمل دنقل، والذي هو لون الموت ذاته. ينهض.. هو في مستشفى. لا يذكر أي شيء سوى أنه كان يصلح الآلة.. ثم حدث شيء ما.. حدث شيء هو..؟

هناك من شغل الآلة
حمار ما قام بتشغيل الآلة
ماذا حدث وقتها؟ رفع ساعده الأيمن ببطء.. وعندها أدرك الحقيقة.. لم يعد لديه يد.. هناك ضمادة قبيحة لا يمكن أن تخفي يدا تحتها.. بل عندها يبدأ الأمر وينتهي



منذ ساعات كان رجلا مكتمل الجسد يفكر في هدية ميلاد زوجته.. الآن هو أكتع.. أكتع
لا بد أنه فقد الوعي في هذا الوقت

***

عندما قابلته -بناء على كلمات صديق أخبرني بالفاجعة- كان قد تغير جدا
كان جالسا هناك في مقعد في شرفة المستشفى وهو يتأمل الضمادة التي كانت يده
حاولت أن أمازحه لكن مزاجه كان متعكرا

قال لي إن مستقبله انتهى.. صحيح أن المهندس لا يجب أن يعمل بيده، لكنه اعتاد ذلك.. دعك من ورشة السيارات التي علق عليها كل آماله.. إنه رسام بلا يد

شعرت بأسى شديد.. ما أكثر النحس الذي يمر برفاقي.. إما أن دوري في هذه المصائب قادم وإما أنا الذي أسبب لهم النحس

سألته:ـ
ـ هل هناك وسيلة تعويضية ما؟
ابتسم في تعب وقال:ـ
ـ مستحيل.. اليد عضو شديد التعقيد.. يجب أن أتأقلم.. هذا هو الحل
غادرته وأنا أشعر بالتعاسة والأسى

***

اتصلت برامز لأطمئن على أموره فرد عليّ في مرح

شعرت بسرور بالغ.. كان صوتي خفيضا ولم أكن أصرخ في الهاتف لكن بدا أنه يسمعني جيدا. كنت أسمع في الخلفية صوت دوزنة أوتار كمان.. من الواضح أنه يكلمني وهو يداعب أوتار الكمان. علامة صحية أخرى

ـ هذا يعني أن علاج الأرمني ناجح فعلا
ـ هذا واضح.. لكن بصري يزداد سوءا.. هذه نقطة لا أنكرها

هنا حكيت له عن شاكر زميل دراستنا.. كانت قصة مؤسفة مؤسّية وبدا لي أنه من المستحيل أن يساعده أحد.. هنا قال لي في لهفة:ـ
ـ بالعكس.. لقد ذهبت للطبيب الأرمني مرة أخرى وقالت لي زوجتي إن هناك مرضى مبتوري الأقدام ينتظرون الفحص

هنا يبدأ التخريف إذن.. قلت في عصبية:ـ
ـ الأمر لا يتعلق بمرض عصبي.. هناك أطراف طارت.. لم تعد هناك
ـ أنا أعرف ما أقول

ثم أضاف بلهجة تقريرية:ـ
ـ دع شاكر يزور هذا الطبيب الأرمني.. هو لن يخسر شيئا.. وأنا أعدك أن هناك معجزة في الطريق

.......

 
 

 

عرض البوم صور خوآآطر إنسآآنة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلى, النملة, توفيق, يالي
facebook




جديد مواضيع قسم روايات أونلاين و مقالات الكتاب
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:38 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية