المنتدى :
المنتدى الاسلامي
ماذا فعلت الاحقاد بالإمام ابن تيمية؟
ما زالت أمتنا تعاني من الاحقاد الصغيرة بين اهل العلم والفقة بسبب من اختلاف المشارب والنزعات ولابتعادهم عن الاحتكام الى الفقة الصحيح بالكتاب والسنة ولتجاهلهم لآداب الحوار والخلاف وعدم تقديرهم لحقوق العلم الذي يعد رحمة بين اهله !!!
وها هو الإمام ابن تيمية يدفع ثمن هذه الاحقاد وهو من هو في دينة وعلمه ويتعرض للسجن بل يموت في السجن محروماً من الاقلام والاوراق !!
وللأسف لم تسجنه دولة كافرة ولا سلطان غاشم ولكن سجن لان بعض المشايخ في عصره حسدوه ( لانفراده بالأمر والنهي عن المنكر وطاعه الناس له ومحبتهم له وكثرة اتباعه ) كما يقول ابن كثير في البداية والنهاية هذه بالإضافه الى مخالفتة لبعض ما كتبوه في الفقة والعقائد ...
وبسبب هذين الامرين صدر الحكم عليه !! وهنا يرد السؤال : ايسجن عالم من اجل اجتهاد خالف فيه غيره من العلماء على الرغم من انه لم يخرج باجتهاده هذا عن شرائع الاسلام ؟!!
والمهم انه جاء الامر السلطاني بإحضار ابن تيمية الى القاهرة لمحاكمته على فكره واجتهاداته وذلك عام 75هـ وقد توجه الشيخ الى مصر والناس محتشدون لوداعه وهم بين باك وحزين او متعجب ...
وقد وصل الشيخ الى مصر وعقد لابن تيمية مجلس محاكمه على رأسه القاضي ابن مخلوف المالكي المحرض الاساسي على ابن تيمية وشعر ابن تيمية ان الحكم هو الخصم فرفض الجواب ولهذا قرروا سجنه في قلعة الجبل بالقاهرة ودخل معه السجن أخواه عبدالله وعبدالرحمن ...
ثم ان السلطان محمد بن قلاوون رجع منتصراً على منافسيه بعد اقامته في الكرك وكان معظماً لابن تيمية فأمر بإحضاره الى القاهرة ولما جلس السلطان وعنده العلماء والامراء ودخل عليهم ابن تيمية قام السلطان من مجلسه وسعى الى الشيخ فسلم عليه وذهب به الى بعيد عن المجلس وقال له : ( ان بعض الحاضرين يعني من العلماء بايعوا عدوي الجاشنكير وسعوا فيك ) واستفتاه في قتلهم فرفض الشيخ وقال له ( ان هؤلاء لو ذهبوا لم تجد مثلهم في دولتك اما انا فهم في حل من حقي ) ...
ومع هذا الخلق الرفيع من ابن تيمية فإن مخالفية لم يتركوه فعندما أفتى بأشياء تخالف مذاهبهم وعندما قرأوا رأية في كتابة ( اقتضاء الصراط المستقيم ) وحول موضوع منع ( شد الرحال لزيارة القبور) سعوا عند السلطان ضده بقوة فأمر السلطان بسجنه في القلعه في دمشق ...
وفي السجن كان اقوى ما عانى فيه الشيخ هو حرمانه من الاقلام والحبر لكنه مع ذلك ظل صابراً محتسباً حتى أتاه اليقين في القلعه بدمشق وفي آخر رسالة لابن تيمية في السجن كتب الى اخوانه وتلامذته يقول ( سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونحن ولله الحمد والشكر في نعم متزايدة وجميع ما يفعله الله فيه نصر للإسلام ( هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) التوبه ...
فأي صبر واحتساب هذا ؟!! وأي رجل عظيم في التاريخ هو الامام احمد بن عبدالحليم بن تيمية ( ت 728هـ ) وأيه احقاد تعيسه هذه التي تقوم بين المحسوبين على العلم والفقة ؟!!
ومع ذلك فقد رأينا ان الامام ابن تيمية رفض ان ينزل الى هذا المستنقع وابى ان يفتي السلطان قلاوون بقتلهم بل ومدحهم ليعصم دماءهم لكنهم قابلوا احسانه بالإساءه وظلوا على وشاياتهم حتى لقى الامام ربه حبيس قلعة دمشق محروماً من الاوراق والاقلام ، رحم الله ابن تيمية وجزاه عن الاسلام خيراً وأصلح قلوب المسلمين وهداهم الى أدب الخلاف وفقه الاجتهاد الصحيح وآدابه بين العلماء ..
في النهاية اتمنى ان يستفيد الجميع من هذا القصه للشيخ ابن تيمية
مع اطيب الاماني
|