كاتب الموضوع :
Re7ab Re7ab
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: (حصري) 323 ضاع قلبها دارسي ماغوير
6- و . . . انقلبت الادوار!
*****
استقلت كلير المصعد. سوت شعرها وملابسها بينما راح قلبها ينبض بسرعة وارتجفت شفتاها.
توقف المصعد ، فترددت قليلا، ايضحى الناس جميعهم الى هذا الحد من اجل اقربائهم؟ بغض النظر عن اجابة هذا السؤال، ادركت انها لا تستطيع ترك فيونا فى هذه الحيرة. اغلقت زرى قميصها، واملت ان يكون كينج اكثر تقبلا وطواعية اليوم.
فتح باب المصعد، فوجدت كلير نفسها داخل ردهة طليت جدرانها بلون وردى فاتح وزينت بلوحات زيتية، اما ارضها فمغطاة بسجادة بلون الكريما. على جوانب الردهة، احاطت مقاعد بطاولة من خشب الماهوغانى الفاخر، وقد تدلت اوراق النبات فوق المصعد مباشرة.
اخذت كلير نفسا عميقا، هذه الردهة تتسع لشقتها باكملها ويبقى فيها مكان فارغ. اناقة هذا المكتب دليل حى على ان المؤسسات التجارية الكبري تهدر كميات كبيرة من المال على المظاهر.
تنحنحت كلير واستقامت فى مشيتها. لاشك ان كينج توصل الى امتلاك كل هذا بسرقته الشركات وتقسيمها الى اجزاء ثم بيعها الى من يقدم السعر الاعلى. احست برجفة تسري فى كل جسمها. هذه الوظيفة تلائمه تماما.
نظرت اليها السكرتيرة الجالسة الى يسار الردهة، وابتسمت. كان اسمها مدونا بلون البرونز على قطعة من الخشب موضوعة على مكتبها:
- انه بانتظارك.
واشارت الى ممر خلفها:
- ليدى ماكبث!
- شكرا لك ، فريدا.
اومات كلير للمراة وشعرت بانزعاج لان وجنتها احمرتا. سوف تجعل كينج يتالم طويلا لانه يجعلها تعانى كل هذا.
توقفت امام الباب المؤدى الى مكتبه، تحاول استجماع قواها عليها ان تنجح هذه المرة.
- لا تقلقى. انه ليس بالسوء الذى يصفه به الاخرون.
نظرت كلير الى سكرتيرته. فابتسمت المراة الاكبر سنا. من تحاول ان تخدع؟ لعل سكرتيراته بمامن منه، فهن قادرات على الاختباء وراء نظراتهن ومكاتبهن مدعيات بانه كامل، ولكن كلير تعرف الحقيقة كاملة.
فتحت الباب ودخلت. ارجعت كتفيها الى الوراء وابتلعت معدتها.
كان جالسا وراء مكتبه الاسود الكبير. مسندا ظهره الى كرسي من الجلد. ينظر اليها بعينيه الداكنتين. بدا وسيما تماما كما تذكره:
- سيدتى، علمت اننى ساراك مجددا.
ومتعجرف ايضا! شدت كلير على اسنانها وهى تحاول تجاهل الشعور الذى سرى فى عروقها لسماع صوته العميق. اجبرت نفسها على التقدم نحوه:
- كيف عسانى ابقى بعيدة؟
- هذا تماما ما فكرت به.
قام عن كرسيه ولاقاها فى منتصف الطريق:
- اترغبين بشرب شئ ما؟
تمكنت كلير من الابتسام، محاولة اخفاء الالم الذى يعصر معدتها:
- اود ذلك كثيرا.
كانت بذلته الرمادية الغامقة محاكة باتقان، وتتناسب تماما وجسمه الى حد الكمال. لاحظت كلير انه قوى البنية بقدر ما تخيلت.
- اعرف مقهى صغيرا جميلا، عند زاوية المبنى.
كانت كلير تخطط لما هو اقوى من هذا، ولكنها اومات:
- حسنا.
امسك كينج بسترته التى كانت ملقاة على كرسي، ووضعها وراء احد كتفيه، ثم قلص المسافة بينهما الى حد ان كلير توجهت بسرعة نحو الباب.
وضع كينج يده وراء ظهرها ، فسرت الحرارة فى جسمها وعقلها.
فتح الباب مبتسما. من الواضح ان فريدا لم تكن تتوقعه. فقد جمدت فى مكانها عند رؤيته، وكانت تحمل بيدها مبرد اظافر. رمقها بنظرة باردة:
- سيدة تومسون، انا خارج. . . ساعود بعد ساعة.
فتحت السكرتيرة فمها من دون ان تتفوه بكلمة.
كان المقهى يعج بالطاولات المستديرة والكراسى المعدنية، والناس والنادلات. واجتاحت كلير رائحة القهوة الطازجة والفطائر المحلاة الساخنة حواس كلير. قادها كينج الى طاولة عند الزاوية وساعدها على الجلوس. نظرت كلير اليه مباشرة:
- كيف عرفت اننى ساعود؟
- بعد كل العناء الذى بذلته ليلة السبت ، ساتفاجا لو انك افلتنى بسهولة.
تقلصت عضلات معدتها:
- وما هو هذا العناء؟
اذا كان قد لاحظ ما تكبدته فعلا فلابد انها اوقعته تماما فى شركها.
- فستانك، شعرك، وتلك الطلة البهية التى ظهرت بها.
شعرت كلير بالارتياح:
- و . . . الا ابدو هكذا الان؟
نظر الى حذاءها الرسمى، صعودا الى تنورتها الرمادية، فقميصها الابيض:
- لا، انت اكثر جدية اليوم.
واخيرا تلاقت اعينهما.
- احقا؟
- نعم.
واقترب منها:
- يعجبنى شعرك مسدلا اكثر.
مررت كلير يدها على شعرها. لابد انه يبدو رهيبا لكثرة ما مررت يدها فيه منذ الصباح جراء عصبيتها.
- هل ستخبريننى ما هى اللعبة التى تلعبينها؟
- لا.
ابتسمت له، اذا حالفها الحظ ، فهو لن يكشف لعبتها الا بعد فترة.
شقت نادلة طريقها بين الطاولات باتجاههما، وسالت:
- ماذا تطلبان؟
ردت كلير فهى تعرف الاجابة على هذا السؤال:
- قهوة سادة مع ملعقة سكر واحدة للسيد. وشاى مع الحليب وملعقتى سكر لى.
دونت النادلة الطلبية:
- اهذا كل شئ ؟
- وساتناول فطيرة محلاة بمربى التوت.
- وانت سيدى ، اترغب بفطيرة محلاة؟
نظر كينج الى كلير بحذر:
- نعم.
راقبت كلير النادلة وهى تشق طريقها مجددا بين الطاولات باتجاه المطبخ. ضمت يديها الى بعضهما البعض ووضعتهما على الطاولة:
- هل افاجئك؟
- دائما.
- اجد صعوبة فى تصديق ذلك. الان، وبعد ان تم ترشيحك لنيل جائزة العازب الافضل لهذه السنة، لابد ان النساء يرتمين عليك من كل حدب وصوب.
رفع حاجبيه:
- لم ار واحدة منهن. الا اننى اتلقى عددا كبيرا من الاتصالات الهاتفية منذ ان تم الاعلان عن ترشحى. اتصالات من نساء لا اعرفهن. اخبرتنى سكرتيرتى عن امراة اتصلت عشر مرات فى يوم واحد. امل فقط الا تسوء الامور بعد ان تنشر صورى الاسبوع المقبل.
احست كلير بانقباض فى معدتها. يا للسهولة التى يصرف بها اختها!
- هل عاودت الاتصال بهن؟
لاشك ان هؤلاء النساء هن الجرعة اللازمة لتغذية غروره، تماما كرمى البنزين على عشب يحترق.
رماها بنظرة خاطفة:
- لا. احب ان اختار نسائى بنفسى.
حدقت كلير مباشرة الى عينيه، رافضة ان تحمر جراء تحديقه بها:
- وماذا اذا اختارتك امراة ما؟
- يلزم اثنان لتشكيل ثنائى.
قاطعهما صوت رجل:
- عذرا سيدى.
نظرت كلير الى الاعلى، فاذا بها ترى مياعد مارك وقد بدا منزعجا.
نظرت الى الطاولة، واحست بجرح فى كبريائها. يبدو ان مارك يصطحب كافة النساء اللواتى يعرفهن الى هذا المقهى.
- هاتفك الخلوى مطفا.
بدا صوت كينج عنيفا:
- اعلم هذا. ذلك معناه اننى لا اريد ان يقاطعنى احد.
حرك جون رجليه:
- اتصل رجل من شركة " ويزربى " . قال انه لم يستطع التحدث اليك على الرقم الذى اعطته اياه. يريدك ان تتصل به. قال ان الامر فى غاية الاهمية.
راقبت كلير مارك وهو يبتلع ريقه، ثم ينظر اليها لبرهة قبل ان يعود ليكلم جون:
- ساكلمه حين اصبح جاهزا.
ظهر جليا فى نبرة صوته انه يطلب منه الانصراف. استدار جون ببطء، وعينبه منخفضتان نحو الاسفل، وفمه مقفل. شعرت كلير بالشفقة نحوه اذ انه بدا كجرو نال صفعة لانه احضر حذاء صاحبه بعد ان مزقه.
اقترب منها,:
- لا استطيع الافلات من العمل احيانا.
- اعلم ما تعنيه.
وقفت كلير:
- ساذهب قليلا الى التواليت.
|