كاتب الموضوع :
Re7ab Re7ab
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: (حصري) 323 ضاع قلبها دارسي ماغوير
5- اريد فرصة ، فقط!
***★*
كانت كلي. مستلقية على سريرها، والاوراق متناثرة من حولها، تمنت لو يتوقف ضميرها عن تعذيبها بسبب احداث مساء السبت الفائت. بدا عليها الانزعاج جراء قضاءها ليلتين من الارق الدائم. فلكمت الوسادة التى الى يمينها، لتنفس غضبها. فهى لم تشعر باانجذاب الى رجل من عامين تقريبا، وها هى الان تشعر بالملل والوحدة.
لم تفكر بجوش منذ فترة. هذا امر يسهل فهمه، فهى منهكة بمشكلة فيونا، اما الان فيصعب عليها عدم التفكير فى مارك كينج.
ركزت نظرها على الاوراق التى فى حوزتها، وحاولت التشبث بالرؤى المستقبلية التى رسمتها لشركتها، فقد تتمكن من الوصول بالشركة الى القمة لو استطاعى التفكير بعملها لا بوجه كينج الجذاب الرائع.
لقد اختبرت كثير من الماسى فى حياتها، وادركت ان عليها استغلال بعض الفرص التى تتاح لها والتخلى عن بعضها. وكينج هو احدى الفرص التى تفضل التخلى عنها، ولكنها الان عالقة فى الفوضى التى احدثتها.
تركت كلير المدرسة وهى فى السادسة عشرة من عمرها، لانها لم تستطع الوقوف على الحياد ومشاهدة صحة والدتها تدهور من دون ان تتصرف بشكل او باخر، لقد ارهقت امها نفسها بالعمل فى ثلاث وظائف. وقد بات واضحا، حتى بالنسبة لشابة صغيرة فى السن، ان والدتها لن تستطيع الصمود اكثر.
قدم لها فران بلوتون، مالك شركة ترانس-انتر ، وظيفة مساعدة فى المكتب. وراح يعلمها مبادئ العمل ويتحدى عقلها بمنحها مهمام تحتاج الى التفكير، وفى غضون سنوات قليلة، اصبحت كلير مساعدته الشخصية. كانت الشركة فى ذلك الوقت مؤلفة من مكتبين وتملك اثنتى عشرة شاحنة فحسب. وهكذا، تحقق حلم كلير فى اعالة عائلتها.ومساعدة فرانك لها على ارتياد المدارس الليلية وتعلم مهارات تساهم فى تحسين الشركة.
ظل فرانك يدير الشركة طيلة خمس سنوات وذلك قبل ان تسام زوجته منه، عند ذلك خشى فرانك من خسارة الشركة بسبب تسويات الطلاق . يومها قبل عرض كلير بشراء حصة فى الشركة. وهكذا، اشترت حصة زوجته بسعر متهاود.
اغمضت كلير عينيها، وقد بدت مستغرقة فى التفكير . . . جاء الميراث الذى تركه جدها ، والد امها فى الوقت المناسب. حبذا لو لم يكن ذلك الرجل عنيدا متمسكا بمزرعته ومبادئه! لما عاشت والدة كلير حياة قاسية ووحيدة، ولكان هو توفى فى حضن اسرة. حبذا لو . . .
بعد شراء حصة فى الشركة، ادركت كلير ان العمل لا يجرى بشكل جيد بالرغم من ادعاءات فرانك، فهى كانت مطلعة جدا على مجريات الامور. لكنها تمكنت من انجاح الشركة، فنافست الشركات الكبري وسرقت عقود العمل من امامها.
تبسيط الامور هو مفتاح النجاح، فصغر حجم الشركة وقلة عدد الموظفين لا يرتب عليها مصاريف كثيرة لذا فهى ليست معرضة لخسارة الكثير من الاموال شان باقى الشركات.
وهكذا اصبح فرانك الان شبه متقاعد ، ويكتفى باخذ ارباحا فيما اخذت كلير تدير الشركة.
تنهدت واسندت ظهرها الى الوراء ملقية بثقلها فوق الوسادات.
اكان كينج يعلم من هى فيونا قبل ان يغريها؟ يا للمازق الذى اوقع نفسه فيه! وابتسمت. ستحرص حتما على جعله يعلم انه واقع فى مازق.
حاولت كلير قراءة مستند اخر، ولكن سرعان مازاغ بصرها حين عاودتها ذكرى ليلة السبت. شعرت بارتعاشة خفيفة. اه، كم شعرت بالدفء حين عانقته!
انتفضت وقامت عن سريرها. راحت تجمع اوراقها وتضعها داخل حقيبتها. عليها ان تبعده عن تفكبرها، فهو لا يستحق ان تهدر وقتها عليه. اما الان فعليها ان تستحم وتجهز نفسها الى العمل.
لن تسمح لكينج الافلات هذه المرة، فهى مصروة على احضاره الى شقتها حتى لو اضطرت الى تكبيل يديه بالاغلال.
بعد خروجها من الحمام ، رتبت الوسادات اللازوردية فى غرفة الجلوس وابتعدت قليلا الى الوراء. ممتاز! تماما كما فى المجلة.
سبق لها ان اختارت ديكورا جديدا للعام المقبل، على الطريقة التاهيتية. وقد بدات بجمع المفروشات وانية الديكور. صحيح ان هوايتها هذه مكلفة، ولكن ما ان تبيع المفروشات القديمة باكملها. حتى تتمكن من شراء مفروشات جديدة من دون ان تضطر الى انفاق اكثر من بضع مئات من الدولارات. لم تكن كلير لتفوت فرصة ايجاد اغراض ديكور غريبة، وهذا الامر لا يؤثر على عملهذ، اذ تبقى امامها سنة كاملة لايجاد مبتغاها.
توقفت قرب غرفة فيونا، فقد سمعت صوت انين حزين. فتحت الباب، فاستقبلتها عينان حمراوان متورمتان. تقلصت معدة كلير لهذا المنظر:
- لا تقلقى، سننال منه اليوم.
مسحت فيونا دموعها:
- امل ذلك.
اغلقت الباب، وقلبها يعصر من الالم. وتمتمت:
- وانا ايضا.
نظرت الى ساعتها. انها قرابة العاشرة! لا تذكر انها تاخرت يوما عن العمل الى هذا الحد. لابد ان موظفى الشركة بداوا يشعرون بالقلق لتاخرها.
مرت فى مدخل الشركة ملقية نظرة عبر الزجاج الى المستودع المجاور للممر، اعتراها شعور بالرضى حين رات جلبة الشاحنات والموظفين. فبغض النظر عما يجرى فى حياتها الخاصة، تستطيع دوما الاعتماد على عملها لتشغل نفسها به.
استقامت كلير، وهى تحاول ازاحة شبح المحنة الصباحية التى مرت بها. انها تحب حياة المدينة عادة. فالطاقة المتاججة فى المدينة تبث فيها الحياة، والفوضى المنظمة تناديها. ولكن هذا الصباح، اعترض مغفل ما طريقها، انها موظفة الاستقبال تانيا وهى شابة ذكية ومتحمسة.
- صباح الخير انسة هاريسون.
- صباح الخير. هل وردتنى اة اتصالات؟
سلمت تانيا الى كلير مجموعة من الرسائل بالاضافة الى هاتفها الخلوى:
- لقد نسيتيه فى فندق اكسيلسيور ليلة السبت.
امسكت كلير هاتفها فى يدها. لابد ان حقيبة يدها لم تكن مغلقة بشكل جيد.
- لقد فوت على نفسك رؤية الرجل الاجمل فى العالم. طلب منى السيد بولتون الا اخبرك عنه، ولكن، اه يا الهى، انه . . .
وفتحت عينبها:
- . . . جذاب جدا.
نظرت كلير عب الردهة الى مكتب فرانك:
- السيد بولتون؟
نادرا ما كان فرانك ياتى الى المكتب هذه الايام. لقد اشترى مركبا وهو يقضى معظم اوقاته فى اصطياد السمك وارتياد النوادى:
- ايملك هذا الرجل اسما؟
- السيد مارك جونز.
لم بعن لها الاسم شيئا. اخفت كلير وجهها بالورقة التى دونت تانيا عليها الرسائل. قد يكون هذا الرجل بائع قوارب، او مندوب مبيعات او شخصا غير مهم. ولكن لما يريد فرانك ان يخفى عنها الامر؟
- من هو هذا الرجل؟
- لا اعلم ، كما اننى لا اعرف لما حضر، ولكن كان برفقته شاب وسيم ايضا. كلاهما يرتديان ثيابا انيقة. يبدوان محترفين للغاية.
قطبت كلير حاجبيها. ما الذى يريد فرانك اخفاءه عنها؟ انهما يعملان معا منذ سنوات، وكلير تدير شركته عنه، لكنه يملك عادة سيئة تزعجها، فهو يعاملها كما لو ان لا دخل لها احيانا بما يجرى.
طرقت على الباب طرقة خفيفة ثم دخلت مكتب فرانك، ووضعت يديها على خصرها ونظرت اليه.
نظر فرانك اليها واحمر وجهه بدءا من انفه المنتفخ حتى رقبته الثخينة المختبئة داخل قميص ابيض وربطة عنق زرقاء. اما سترة البدلة فكانت موضوعة على كرسي المكتب الجلدى العالى. التقت عيناهما، فبادرها فرانك:
- كان على ان اعرف ان هذه المراة لن تستطيع صون لسانها.
- ماذا يجرى فرانك؟
ابتلعت كلير ريقها بصعوبة . كان الجواب باديا على وجهه بالوضوح عينه الذى دون فيه هذا الجواب على الاوراق امامه ،احدهم يريد الشركة.
اخفض فرانك عينيه، ووضع نظاراته بعيدا. رفع نظره مجددا نحوها:
- لا شئ، لا افهم ما تقصدين قوله.
- احقا؟
اقتربت من مكتبه ونظراتها مركزة على عينيه:
- بالكاد نراك فى المكتب هذه الايام، وخاصة فى الصباح. اليوم كان لديك موعد غامض . . .
ونظرت الى مظهره وتابعت:
- اراك ترتدى بذلة رسمية، لابد انها افضل ما عندك.
وتوقفت عن الكلام لتجعله يفهم الاتهامات التى توجهها له:
- اذا من هما؟
راح فرانك يحرك قلما على مكتبه:
- كلير، عليك ان تفهمى موقفى.
- وما هو هذا الموقف؟
- انه عرض سخى، اكون مجنونا لو رفضته.
- اى عرض؟
تقلصت اعصاب معدتها، حين تاكدت ظنونها:
- كان باستطاعتك ان تنذرنى.
اشاح فرانك بنظره، وتراجعت كلير الى الوراء. احست بموجة من الصقيع تجتاح جسمها. لقد ايقنت ان هذا الامر سيحدث يوما. عرفت هذا منذ اللحظة التى وقعت فيها شركتها على اكبر عرض للشاحنات، وتوقعت ان تجذب عندها انتباه احد المفترسين.
- لا تقل بانك وقعت على ورقة ما؟
نظرت الى علبة نظارته. اتراه يطلع على النسخة المبدئية من عقد ما، من دون اطلاعها عليه، ومناقشة الامر معها، او حتى من دون مراعاة ما بذلته امامه وامام شركته؟
- لا يمكنك ان تنافسيه كلير. وددت ان اخب ك، ولكن لم اشا ان تشعري بالسوء. كنت اعلم انه سيجن جنونك، ولم ارد ان تغضبى . . .
- بالله عليك يا فرانك، انت تعلم كم تعنى هذه الشركة لى.
راحت تفرك يديها بتوتر، هذه الشركة حياتها، فهى بر الامان لهم جميعا. لن تسمح بان تعيش امها واختها فى الفقر مجددا. فالعيش فى الفقر مرة واحدة تجربة مؤذية وطويلة بما يكفى:
- كان باستطاعتك منحى فرصة. لقد وضعت كل طاقتى فى هذا المكان ولن اسمح لاحد بالمجئ الى هنا والاستيلاء على كل شئ.
- انا ممتن لك على كل ما فعلته للشركة القديمة، ولكن . . .
- فرانك، امنحنى اسبوعا واحدا لاجمع المبلغ، قبل ان توقع على عقد بيع حصتك فى الشركة.
سيحتاج الامر الى عدد من اجتماعات مجلس الادارة ويجب حل الكثير من الامور القانونية العالقة، واجراء الكثير من الاجتماعات للتفاوض . . . الا اذا تمكنت من جمع المبلغ كاملا.
توجهت نحو الباب غاضبة من نفسها لانها لم تتحضر لمثل هذا الموقف، وساخطة من فرانك لانه افترض انها ليست محضرة لهذا الموقف.
استدارت ببطء وهى تحاول ضبط الشتائم التى تريد توجيهها له. نظر فرانك اليها مقطب الجبين. ما قراته فى عينيه يدل على انها لا تملك اية فرصة. ربما هو محق. ولكن، عليها اللعنة ان كانت ستستسلم من دون قتال:
- فرانك ، انت تدين لى بهذا.
تنهد ف فرانك:
- حسنا، سامهلك ثمانية واربعين ساعة. لا استطيع ان اتاخر فى الرد عليهم لفترة اطول.
سالت كلير بعنف:
- من يريد هذه الشركة؟
ياللاثارة! انتبه احدهم الى ترانس-انتر وبات يريد شراءها.
- رولكس هولدينغس.
|