كاتب الموضوع :
Re7ab Re7ab
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: (حصري) 323 ضاع قلبها دارسي ماغوير
استيقظت كلير عند الصباح، واذا باشعة الشمس تملا الغرفة حولها. ولكن، اى غرفة هذه؟ انها ليست غرفتها. اين هى؟ وسرعان ما تذكرت انها فى منزل مارك. وابتسم لها ولمس خدها بنعومة.
- انت جميلة جدا، اكاد لا اصدق انك لست متزوجة.
- وانا ايضا. فاحيانا يبدو الناس عكس ما هم عليه حقا.
مازال الجرح الذى سببه لها علاقتها بجوش يؤلمها. عاد مارك يمرر يديه على شعرها بلطف:
- عليك ان تثقى باحدهم فى وقت من الاوقات. فلم لا تثقين بى؟
حدقت كلير الى عينيه الرماديتين الرائعتين. انه محق، فهى لم تقع فى الحب بعد، ولطالما اعتقدت ان الحب يحتوى على مخاطر جمة.
لكن وجود مارك الى جانبها قد يقلب المقاييس. ايعقل انها تشعر بالحب تجاهه؟ قفز قلبها من مكانه. اتراها وقعت فى الحب؟ اهو الشخص الملائم لتغرم به وتوليه ثقتها؟ شعرت بالارتياح لمجرد التفكير بانها قربه وفى حماه. تمنت لو تبقى الى جواره طيلة حياتها. ولكنها تذكرت ان لديها اجتماعا هذا الصباح مع العصابة التى تحاول الاستيلاء على ترانس-انتر واخذها منها.
- تحدثى الى، كلير.
عرفت انه الشخص الوحيد القادر على تقديم النصح لها لايجاد طريقة تساعدها على الاحتفاظ بشركتها، هذا اذا كان يهتم للامر. اذا كان مارك يبادلها شعورها، فثمة مستقبل لهما معا.
اخذت نفسا عميقا. هذه هى اللحظة الحاسمة.
- انت تعرف باننى املك الشركة. حسنا، انا لا املكها بل اديرها، ولكننى املك جزءا منها.
ابتسم مارك.
- نعم اعلم.
- قد تظن باننى غبية ولكننى سخرت كل طاقاتى فى هذه الشركة. كنت فى العاشرة من عمرى عندما هجرنا والدى.
راحت يداه تمسدان شعرها:
- اسف لذلك.
- اضطررنا الى الانتقال للعيش مع خالتى الارملة. فامى لم تكن تملك الامكانيات للاعتناء بنا بمفردها. فساعدتها خالتى على تربيتنا.
اخذت نفسا عميقا ونظرت الى مارك، فاذا هو مقطب الجبين.
مرر يده على حاجبها مشيرا الى الندبة، ونظر اليها بعينين ملؤهما الحنان والرقة:
- وماذا عن هذا؟
اخفضت كلير عينيها:
- لاشئ.
امسك ذقنها بيده ورفع راسها:
- اجد صعوبة فى تصديق ذلك.
تنهدت كلير:
- انه والدى.
احست بان كلامها صدمه، فقد ارتخت يده وسقطت عن وجهها. لم تخبر احدا بهذا قط من قبل. لا احد! ادارت ظهرها له والالم يعتصر فؤادها. امسك مارك بكتفيها وادارها نحوه:
- اتريدين التحدث بالامر؟
حدقت الى عينيه العميقتين وابتلعت ريقها بصعوبة:
- اراد ابى ان يهجرنا، اذ انه تعرف الى امراة اخرى. ركضت وراءه بكل غباء وتشبثت به بقوة، فدفعنى نحو الباب.
غمرها مارك بذراعيه وضمها الى صدره:
- تبا له . . .
ارتجف صوتها:
- لا يمكنك ان تفهم الامر. انا المذنبة، فلو كان يحبنى كفاية لما هجرنا.
اتسعت عينا مارك، وضمها اليه مجددا:
- كلير! انت تعرفين بان هذا الكلام غير صحيح. انت لست السبب. لاشك انه كان يعانى من متاعبه الخاصة، ولديه مشاكل فى حياته الخاصة. لا يمكنك ان تلومى نفسك.
بقيت بين ذراعيه لفترة طويلة تستمع الى نبض قلبه وتبكى. وراح يفرك ظهرها ويداعب شعرها الى ان خرج التوتر منها.
وبعد صمت طويل قالت:
- عملت امى فى ثلاث وظائف، وعندما كبرت قليلا، تركت المدرسة. اضطررت الى ذلك. فقد كانت امى تنهك نفسها بالعمل واستحال على ان اساعدها واذهب الى الجامعة فى الوقت عينه. وجدت وظيفة فى مكتب رجل يدعى فرانك بولتون. بدات عملى كمساعدة ثم ترقيت. ادخلنى الى جامعة ليلية ورقانى الى منصب مساعدة شخصية. استطعت عندها ان اعيل والدتى وفيونا. حين طلق فرانك زوجته، اشتريت حصتها من مال ورثته. كانت الشركة فى حال يرثى لها انذاك. بعد قليل، تنحى فرانك واستلمت انا ادارة الشركة.
رحت اعمل فى ذلك المكان طيلة ايام الاسبوع وعلى مدار الساعة.
توقفت عن الكلام ، ثم نظرت الى عينيه وتابعت:
- احب هذه الشركة، وقد اقدم على اى شئ . . .
تنهد مارك:
- اذا ستكشفين لى اخيرا اللعبة التى كنت تمارسينها؟
رددت كلير مصدومة:
- لعبة؟
قال بصوت ناعم:
- كفى عن التمثيل. كلانا يعلم اننى ساشترى شركتك اليوم. ولكن ما اجهله هو لم عملت على اغوائى طيلة هذا الاسبوع الاخير؟ ما هى خطتك؟
ابتلعت كلير ريقها. توقف دماغها عن العمل. هذا لا يعقل! لابد انها لم تسمع جيدا. حدقت الى مارك وقد جمد الدم فى عروقها، فالرجل الذى قابل فرانك هو مارك جونز. الطرف الثالث الذى سيسلبها مستقبلها منها . . . مارك وجون. شعرت كلير بالغثيان. انه العدو!
كينج، جون، فيونا! ضاج عقلها. طبعا، كان كينج يحوم حول شركتها منذ البداية. لم لم تفكر كيف التقت فونا بجون؟ لم كان جون يتسكع حول مكان عملها؟ اهى صدفة؟ هذا مستحيل! انها مستعدة لتراهن بحياتها على ذلك. كم كانت غبية! اه لو كشفت الحقيقة قبل الان . . .
قامت عن سرير كينج:
- اه، لا اريد ان افسد اللعبة عليك. اكتشف الامر بنفسك.
حاولت السيطرة على اعصابها. كفى! لن تكشف له المزيد عنها.
خرجت من الغرفة من دون ان ترى حولها. لحق بها كينج:
- لقد ارهقت نفسى وانا احاول فك هذا اللغز ولكننى ما زلت عاجزا عن فهمك.
ارغمت نفسها على الابتسام:
- وهل انت بارع فى حل الالغاز؟
- وهل هذا الامر مقتصر على النساء فقط؟
تنهدت كلير فهى م تعد قادرة على الكلام. شعرت بالم فى حنجرتها . . . يا لسخرية القدر! كل مشاعرها واحاسيسها نحو مارك ستغدو مصدر عذاب لها. فهو يعتقد ان تجاوبها معه كان يهدف الى ممارسة " لعبة " عليه للايقاعه فى شباكها. ها قد فعلتها مجددا. لقد اغرمت بالرجل غير المناسب.
لقد اساءت فى الاختيار هذه المرة اكثر مما يمكنها ان تتصور. لقد وقعت فى حب عدوها اللدود!
- اسمعى، الا نستطيع التحدث فى الموضوع؟ لنتحدث بوضوح وصراحة. بعد التقارب الذى تم بيننا، ظننت . . .
رمقته كلير لنظرة حدة. فاخر ما تحتاجه الان هو تذكيرها بتلك الاوقات التى كانا فيها مقربين من بعضهما البعض.
تنحنح مارك:
- من الواضح انك مستاءة.
- يا لذكائك!
تقدم نحوها:
- مهما كان الخطا الذى اقترفته، فانا اسف.
طلبت كلير المصعد واستدارت تواجهه:
- انت اسف؟ اسمعنى جيدا سيد كنج! لقد انتهت علاقتنا. كل ما كان بيننا اصبح من الماضى.
- لا افهم.
فتح باب المصعد ودخلت كلير:
- لا تقلق، ستفهم قريبا ولكن عندها سيكون الاوان قد فات!
اغلق باب المصعد فى وجه كينج. مهما كان الثمن، فهى لن تسمح لاحد ان يسلبها شركتها. ولا حتى مارك كينج!
*****
نهاية الفصل الثانى عشر
|