كاتب الموضوع :
Re7ab Re7ab
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: (حصري) 323 ضاع قلبها دارسي ماغوير
قرع احدهم الباب.
- تفضل.
دخل خمسة رجال الغرفة، يسيرون الواحد تلو الاخر فى صف واحد، واصطفوا امام مكتبه كانهم كتيبة جيش.
بدا واضحا ان مارك غاضب جدا.
راقبهم مارك . مالت الوان شعرهم من الاشقر الى الكستنائى وصولا الى الاسود. كان لاحدهم شاربين، ولاخر لاحية، ولثالث لحية صغيرة مشذبة. لكنه فكر ان حلق اللحية او تركها تنمو لا يستغرق وقتا طويلا.
رمقهم مارك بنظرة من الاسفل الى الاعلى. وحل الانزعاج مكان الغضب لانه لم يسال شقيقة كلير المزيد من التفاصيل عن ذلك الرجل الغامض. اشار الى الرجل الطويل الذى يقف فى اخر الصف.
- انت، هل هذا لون شعرك الطبيعى؟
ارتجف الرجل:
- نعم سيدى.
- اذهب.
تردد الرجل:
- عفوا سيدى.
- اخرج.
وعاد يحدق الى الرجال الاربعة الباقين. لابد ان ينهار احدهم، انه يعتمد على هذا اذ يستحيل ان يتحقق من الوحمة فى اسفل ظهر كل منهم.
كان الرجل الواقف الى اليمين هو الاطول بينهم، لكنه نحيل، ناعم الذقن، شعره بنى غامق. اما الثانى فى الصف فهو اقصرهم قامة، ذو لحية صغيرة مشذبة ، ويبدو انه يستمتع بتناول الطعام لان جسمه ممتلئ. بجواره وقف رجل ملتح، متوسط القامة والوزن.
اما الرجل الواقف الى اليسار فلديه شاربين، وجسمه رياضى.
فرك مارك فكه. لم يستطع مارك التكهن اى من هؤلاء الرجال سلب لب شقيقة كلير. فكل واحد منهم يتمتع بسحره الخاص.
انه ضائع! ربما يجدر به ان ينادى السيدة تومسون. توجه نحو مكتبه وهو يرمى الرجال الاربعة بنظرات مريبة ولاحظ ان الرجلين الذين يقفان الى اليسار يضعان خاتمى زواج، لكنه لن يخرجهما من الغرفة.
قرع الباب ثانية.
- تفضل.
نظر الى الرجال المصطفين صعودا ونزولا. كيف تمكن احد رجاله من التصرف بهذه الطريقة المخزية؟
دخل مساعده الشخصي:
- ماذا يجرى سيدى؟
تقدم جون ليقف فى نهاية الف قائلا:
- اذا ما كان هناك مشكلة فى البحث، يمكنك التحدث الى سيدى، فقد كنت المسؤول عن الفريق.
- حسنا جون، ربما تستطيع ان تخبرنى كيف عرفت كلير هاريسون اننى مهتم بشركتها وذلك قبل ان اقابل شريكها؟
وساد الصمت. ثم تابع مارك الكلام:
- اذا لعل احد هؤلاء الرجال السمر يستطيع اخبارى لم خالف تعليماتى بعدم المزج بين الامور الشخصية والعمل؟
وساد الصمت مجددا.
اردف مارك متابعا تحقيقه:
- لا؟ اذا لعل احد الرجال فى فريقك يعرف م تعيش شقيقة كلير هاريسون حالة الياس لانها تعجز عن الاتصال برجل اقامت معه علاقة منذ ستة اسابيع؟
ولم يسمع اى جواب.
- ما من جواب. اذا اتستطيع اخباري لم اختار هذا الرجل اسم غير اسمه؟
وساد الصمت ايضا. راح مارك يراقب عن كثب:
- لا. اذا على ان اعلم احدكم ان عليه تحمل مسؤولية هذه الفتاة. لا ليعتذر منها على عمله المشين وحسب، بل ليساعدها فى حملها ايضا.
تقدم جون الى الامام وامسك بالمكتب، محاولا السيطرة على اعصابه.
ابتعد مارك عن الرجال وشتم بصوت منخفض:
- شكرا ايها السادة، اظننا قبضنا على الفاعل.
استدار مارك وراقب الرجال ينصرفون. حين اغلق الرجل الاخير الباب، رمى مارك مساعده الخاص بنظرة باردة:
- كيف استطعت ان تقدم على هذا؟ انت احد رجالى المفضلين. كيف سيبدو الامر . . . ؟
حدق جون اليه يحاول جاهدا البحث عن الكلمات الملائمة:
- عذرا سيدى، ولكن . . . ليس الامر كما تظن.
ادار مارك كرسيه وجلس عليه:
- لقد خالفت اومرى المباشرة. وعرضت صفقة مربحة للغاية للخطر.
- سيدى لم اكن اعلم بالقاعدة التى وضعتها حول عدم مزج الامور الشخصية بالعمل عندها. التقيتها فى المقهى المحلى. كنت اجهل تماما انها اخت احد شركائنا فى العمل.
انحنى بثقل على مكتبه:
- وماذا عن انتحالك اسمى؟
- لا عذر لى فى هذا الامر. كنت مرتبكا للغاية. اردت ان اثير اهتمامها، واى طريقة افضل لذلك سوى استخدام اسمك.؟
- لن يوصلك الكذب الى اى مكان.
اخذ جون نفسا عميقا:
- لم يكن الامر ذا اهمية عندها، فهى لم تعرف صاحب الاسم. فهى لم تعرفك ابدا، لذا ذهبت كذبتى سدى. وبعد ان قلت ما قلت، لم يعد بامكانى التراجع. لكنت بدوت مغفلا لو فعلت.
وقف مارك مجددا وتوجه نحو النافذة:
- ولكنك مغفل. ما من مجال للتعويض عن فعلتك. اتعرف فى اية حالة هى؟
تممل جون فى مقعده:
- انها حامل. حامل بطفلى. على ان اراها واخبرها الحقيقة كاملة.
- اخبرها ايضا انك مفصول من العمل.
- لم؟ لاننى وقعت فى الحب؟
- الحب؟ اجد صعوبة فى تصديق ذلك. ام لم تعاود الاتصال بها؟
نظر جون الى الارض:
- حسنا، لا اعلم اذا كان هذا حبا حقيقيا لانه لم يتسن لى الوقت لاكتشف ذلك. ولم اعاود الاتصال بها لانك حذرتنى من مزج الامور الشخصية بالعمل. وقلت لى اننى قد اخسر وظيفتى ان ام اطعك. لكن الاوان كان قد فات. ظننت اننى ان انتظرت قليلا . . . فبعد يومين او ثلاثة استطيع ان اراها مجددا. ستكون الصفقة قد عقدت وساتمكن عندها من التصرف بحرية معها.
انحبس غضب مارك داخله. الذنب ذنبه. انه الملام لان شقيقة كلير حزينة فتعليماته الصارمة هى التى فرقت بين الحبيبين.
- كان عليك ان تاتى الى وتحدثنى.
حدق اليه جون:
- لقد حاولت ذلك، لكنك كنت جازما فى كلامك. قلت لى ما من استثناءات.
استدار مارك بعيدا عنه . ثمة استثناء واحد . . . كلير هاريسون!
يستحيل ان يتخلى عن صفقة ترانس-انتر ، ولكن اقل ما يستطيع فعله هو تصحيح الامور مع شقيقة كلير.
- فهمت، ولكن اذا الغيت الصفقة بسبب غبائك، فساكون غاضبا جدا منك. اظنك ستحتاج الى وظيفة اذا اردت الاعتناء باسرة، ولكن يستحيل ان ابقيك مساعدى الشخصى. سيظنون عندها اننى تراخيت فى تنفيذ مبدئى . سانقلك الى قسم اخر.
- شكرا لك سيدى، لن تندم على هذا.
كان جون يبتسم. تحرك بارتياح وبدا كانه سيركض نحو الباب. حاول مارك الابتسام ، لكنه عجز عن ذلك.
- هيا اذهب. اعد الابتسامة الى ثغر تلك الفتاة المسكينة. وفى طريقك اطلب من السيدة تومسون تحضير الاوراق اللازمة لكى يوقع فرانك بولتون عليها غدا صباحا.
اذا كانت كلير هاريسون ستفسد الصفقة، فهو لن يجلس ويتفرج علها. فمازال يخبئ فى داخله بعض المفاجات لها.
*****
نهاية الفصل العاشر
|