كاتب الموضوع :
Re7ab Re7ab
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: (حصري) 323 ضاع قلبها دارسي ماغوير
10- الرجل الاخر
*****
اخذت كلير حمامها الصباحى. حاولت جاهدة التخلص من الشعور الجديد الذى ايقظه مارك فى داخلها، لكن حتى المياه الباردة على جسمها لم تساعدها فى ذك. لفت نفسها بمنشفة ساخنة وخرجت من الحمام. عليها ان تواجه الامر الواقع، فالتفكير بمارك كينج لن يعيد اليها شركتها. ارتدت بذلة من الكتان بنية اللون. هزت راسها، مازالت عاجزة عن التصديق ان مارك كينج ليس الرجل الذى اوقع بقساوة باختها. ربطت شعرها الى الوراء وزنته بصدفة ثم ادخلت دبوسا فى الصدفة لتثبت العقدة. لطالما تسالت فى اوقات مماثلة، كيف تكون الحياة البسيطة ، الحياة الخالية من المسئوليات والهموم. لو ان حياتها كذلك لشعرت بالملل، فهى تعشق التحدى. واى تحد اكبر من الايقاع بمارك كينج؟ حتى لو اتضح انه ليس الشخص المطلوب. سوت شعرها ثم انتعلت حذاءها.
توقفت لبرهة. فوسط جلبة ليلة البارحة فاتها تفصيل صغير. لقد ايقظ مارك كينج فى داخلها شعور لم تعرفه من قبل، جعلها ترغب فيه اكثر من اى شئ اخر . ولكن اعساه يبادلها نفس الشعور؟ فبعد العذر التافه الذى قدمته اه ليلة البارحة، لابد انه يرفض اية علاقة تربطه بها.
شعرت كلير بالانزعاج وتساءلت عن حجة جيدة تتذرع بها.
تناولت تفاحة من اناء الفاكهة واخذت مفاتيحها. قضمت التفاحة وهى تفكر ان ثمة احتمال كبير بالا ترى هذا الجل ثانية، وانقبض قلبها لهذه الفكرة.
عندما وصلت كلير الى المكتب وجدت الموظفين فى كامل نشاطهم. نظرت الى ساعة يدها، وفوجئت لانها تاخرت نصف ساعة من دون ان تعى ذلك.
قالت فيونا من وراء مكتبها:
- صباح الخير، بدات اتسال ان كنت ستحضرين الى العمل اليوم ام لا.
تنهدت كلير، لكنها شعرت بالسرور لانها رات اختها فى المكتب، فهى لم تتوقع ان تراها فى العمل فى وقت قريب. ابتسمت لها:
- انا بخير، تسرنى عودتك الى العمل.
- لم اعد اطيق البقاء فى المنزل. لقد سئمت للغاية.
تناولت فيونا قلما وحركته يمينا ويسارا فى يدها:
- هل انت مستاءة مما جري البارحة؟
هزت كلير راسها، وتوجهت الى مكتبها من دون ان تجيب. لم يكن مكتب الشركو مطلا على منظر طبيعى وم تساعدها جدران الاسمنت على نسيان الماساة الاخىيرة التى عصفت بحياتها. حقت بها فيونا:
- هل سترينه مجددا؟
عضت كلير على شفتها ولم تستطع منع نفسها من الابتسام، فهى تعرف تماما ما الذى ستفعله اذا ما راته مجددا:
- هذا اذا ما رغب برؤيتى.
- حسنا، نتج شئ جيد على الاقل من كل هذه الجلبة. اتعتقدين اننا سنتمكن من ايجاد الرجل؟
وعجزت فيونا عن متابعة السؤال;
- جهل ما السبيل الى ذلك. نحن لا تعرف اسمه حتى . . .
اخفضت فيونا نظرها وعادت تنظر الى يديها. اما كلير فشعرت برغبة بان تضرب نفسها، فمشاكل فيونا تثقل كاهلها. لكنها اقترحت:
- لم لا تقصدين المكان الذى التقيتما فيه؟ لعله يرتاده! الم تلتقيا فى مقهى البلدة؟
- نعم.
سرت فيونا بالاقتراح ونظرت الى ساعة يدها. فربتت كلير على كتفها:
- حان وقت تناول كوب من الشاى. هلا احضرت لى كوبا مع الكريما؟
- طبعذ يا اختاه. تفضلى. هذه الرسائل التى وصلتك.
رمقتها اختها الصغري بنظرة ملؤها الامل، واغلقت باب المكتب وراءها. اخذت كلير نفسا عميقا، تمنت لو انها تستطيع البحث عن مارك الان ومعرفة مكانه، ولكنها عرفت ان عليها الانتظار قليلا.فحل مشكلة الشركة اهم من الاسراع للارتماء فى احضان مارك والكشف عن خطتها الغبية.
تصفحت كلير رسائلها. رفضت كل المصارف طلب القرض التى تقدمت به على اساس عدم كفاية الضمانات. اذا لم ترهن منزل والدتها وشقتها، فهى لم تتمكن من ايفاء مستلزمات المصارف للحصول على قرض، وهى لن تفعل ذلك. لن تخاطر بسلامة واستقرار والدتها فى سبيل شراء الشركة.
اغمضت عينيها وراحت تتخيل انها تملك الشركة باكملها وانها ليست مضطرة الى تنفيذ اوامر احد او تحمل شريك يبيع الشركة من دون علمها. ايقظها طرق على الباب من حلمها. نظرت كلير نحو الباب:
- تفضل.
فتح الباب واذا بمارك كينج يقف امامها مباشرة. بدا خلابا ببذلته الكحلية التى تلائم لون بشرته السمراء، وقميصه الابيض الحريرى وربطة عنقه الزرقاء اللتين تظهران وسامته. حدق اليها بعينيه القاتمتين:
- انسة هاريسون؟
- مرحبا، سيد كينج.
وقفت كلير . لم تعرف كيف راحت تقترب منه، فهو لم يعد الشخص الذى استغل اختها. م يعد شخصا غريبا. لكم تود الان ان تعرف رايه بها!
- اردت ان اتحدث معك بشان ما حصل البارحة.
- وانا ايضا.
تنحنحت,:
- اسمع، فيونا . . .
رفع مارك يده:
- ما من داع للشرح.
اقترب منها من دون ان يشيح بنظره عنها.
تسارعت نبضات قلبها:
- بلى، فانا لا اريدك ان تظن . . .
وعلقت انفاسها فى حنجرتها فيما تقدم مارك نحوها مقلصا المسافة التى تفصل بينهما. نظرت اليه بحرارة شاعرة انها تغرق فى بحر عينيه، فقد تجاوب جسمها بكامله مع نظراته. وعادت لتقول:
- اريدك ان تعرف ان . . .
رفع يده ببطء ووضع اصابعه على فمها:
- قلت لك، لا باس فى هذا.
اجتاحها شعور جامح، وبدا عقلها عاجزا عن التفكير. نظرت الى عينيه، وتمنت لو ياخذها بين ذراعيه، لتحيا مجددا تلك اللحظات الحالمة التى خبرتها البارحة.
احنى مارك راسه، وعانقها بنعومة جعلت الدم يغلى فى كل انحاء جسمها. لف ذراعيه حولها وراح يتنشق رائحتها بشغف. شعرت بقوة جسمه فعانقته والشغف يملا قلبها وعقلها وجسمها.
تمتم مارك:
- كلير.
شعرت بالسرور لسماعه يناديها باسمها، وغابت فى عالم من الاحلام بين ذراعيه. وفجاة رن جرس الهاتف. تنبهت كلير وقد عرت بالاستياء لانها لا تستطيع تجاهل هذا الاتصال فقد يكون من احد المصارف.
- على ان ارد على هذا الاتصال فسكرتيرتى خارج المكتب.
ابعد مارك ذراعيه عنها:
- لاحظت ذلك.
تمايلت وهى تسير نحو سماعة الهاتف:
- كلير هاريسون. نعم؟
- مرحبا كلير، هذا انا بول. ارجو ان كون كل شئ قد جرى بحسب المخطط تلك الليلة.
تنهدت ووضعت يدها على السماعة:
- انه اتصال عمل.
ابتعدت عن مارك وابتسمت:
- نعم؟
- اتصل لاطلب منك ان تردى لى الخدمة التى قدمتها لك.
- توقيتك غير ملائم.
نظرت الى عينى مارك الرمادتين العميقتين. اخر شئ تريده الان هو هدر امسية كاملة برفقة ابن خالتها فى الوقت الذى تستطيع فيه قضاء الامسية مع مارك. لاحقتها نظرات مارك ببطء ، وكانها تغريها بان يعود الى معانقته مجددا.
- الليلة. لن اقبل اية اعذار. انها الليلة المنتظرة! سيكون الجميع حاضرين. عليك ان تحضري كلير. لقد وعدتنى بذلك.
تخيلت كلير انها ستمضى السهرة مع مارك لا مع بول. لكن عليها ان تفى بوعدها، فقد ساعدها بول للدخول الى العشاء الخيرى.- حسنا.
- سامر لاصطحابك فى تمام الساعة الثامنة. ارتدى ثيابا مثيرة.
- حسنا.
حسنا، ولكنها لن ترتدى الفستان الاحمر، لن ترتديه ابدا فى حياتهها. وضعت السماعة، واقتربت من مارك.
- هل من مشكلة ما؟
- لا كل شئ على ما يرام.
تنحنحت ، واقتربت منه فعانقها مجددا بقوة وحنان. الا انه قطع عناقهما بعد برهة ،اخذ نفسا عميقا طويلا:
- على ان اغادر الان. هل استطيع الاتصال بك؟
- طبعا، ولكننى منشغلة الليلة.
- وانا ايضا.
تردد قليلا:
- لدى عمل.
اومات كلير . اخر شئ تريد اخباره هو انها خارجة برفقة جل اخر، حتى لو كان هذا الرجل بول. عليها ان تبقيهما بعيدين الواحد عن الاخ. اراك لاحقا.
رمقها بنظراته مجددا كمن يحاول ان يحفر صورتها فى مخيلته.
وضع يده على مقبض الباب ورماها بابتسامة ساحرة، جعلت قلبها يرقص اثارة.
- نعم.
ستتمكن من رؤية مارك كينج كما تشاء بعد ان تتمكن من انقاذ شركتها.
***
|