كاتب الموضوع :
Re7ab Re7ab
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: (حصري) 323 ضاع قلبها دارسي ماغوير
- بنى، اريد ان اكلمك.
تابطت والدته ذراعه، فاستقامت كلير ونظرت بعيدا. لم تعرف ان كان عليها ان تضحك ام تبكى لان والدته قد امسكت به فى مثل هذا الموقف. انها لا تريد ان تغضب والدته، يبدو جليا ان هذه المراة قد عانت الكثير ولا تريد ان تزيد الامور سوءا.
- حسنا.
جاء صوت كينج عميقا وخشنا. تنحنح، وقد احمر وجهه:
- نعم، طبعا.
راقبتهما كلير يبتعدان، وحرصت على مراقبة كينج وهو يهيمن بقامته المديدة على والدته. راتهما يدخلان احدى الغرف. لو كان كينج شخصا اخر لوجدته ساحرا.
لم تستطع منع نفسها من الابتسام. حبذا لو تستطيع ان تكون ذبابة تطير الى داخل الغرفة لترى والدة كينج وهى تؤنبه لانه تصرف بتحرر امام ضيوفها. تكاد تسمع كلماتها:
- هذا تصرف غير لائق . . .
ناداها صوت ناعم فتى:
- مرحبا.
استدارت كلير . ابتسمت الفتاة الشقراء لها وقد بدا وجهها مالوفا بشكل غريب.
- انا جيس، اخت مارك. لا تابهى لوالدتى. انها مهوسة بالكمال وتحب السيطرة على الاخرين.
تنهدت الفتاة:
- ستعتادين عليها.
ابتسمت كلير لها بحرارة:
- شكرا.
نظرت جيس الى يديها:
- هل جئت مع مارك؟
- نعم.
لم تكن كلير متاكدة مما عليها قوله. لا تذكر انها شعرت يوما بالحيرة الى هذا الحد.
- هل يعجبك؟ هل تعرفينه منذ مدة طويلة؟
ثم اخذت نفسا عميقا:
- اسالك هذا لان صديقتى معجبة به. اظن انك التقيت لها . . . تدعى ساشا.
اومات كلير . لقد بدات تفهم الى اين يتجه هذا الحديث.
- تريديننى ان ابتعد عنه؟
- هذا ان م تكونى جدية فى علاقتك معه.
ونظرت جيس مباشرة الى عينيها:
- لا انوى وضع العراقيل فى طريقكما اذا كان حبكما حقيقيا لكن . . .
ابتلعت كلير ريقها:
- لا تبتعدى كثيرا بتفكيرك..
ابتسمت جيس:
- انت تحبينه، اليس كذلك؟
ونظرت نحو الباب الذى خرجت منه والدتها وشقيقها:
- ادركت ذلك عندما رايتكما معا. صحيح اننى صغيرة فى السن، ولكننى لست عمياء. لقد شاهدت الكثير من الافلام فى التليفزيون، ويمكننى التعرف الى تلك النظرة. اريد فقط ان اقول لك انك تروقين لى. وانا اوافق حقا على علاقتكما . . . صدقا.
فتحت كلير فمها ثم عادت فاغلقته من دون ان تتفوه بكلمة. ما عساها تقول للفتاة؟
- ترغب والدتى ان يتعرف مارك الى امراة اكثر اناقة.
تراجعت جيس قليلا الى الوراء ونظرت الى فستان كلير:
- ولكن اظنك تتحلين بسحر واناقة خاصين بك. يحتاج مارك الى هذا. لقد عرف الكثير من الفتيات لكنه يحتاج الان الى امراة حقيقية.
وابتسمت، فالتمعت عيناها الخضراوان:
- امراة مثلك.
- اظن على ان اشكرك.
وتنهدت كلير مستغربة. لم يسبق لها يوما ان واجهت موقفا بهذا الغرابة.
ابتعدت جيس بسرعة:
- على ان ارحل، اوقع احدهم كوب عصير على السجادة الجديدة التى ابتاعتها امى منذ فترة قصيرة.
راقبت كلير جيس وهى تخترق الجمع، شاكرة الله لانها لم تضطر الى الرد على كلام اخت مارك. تنفست الصعداء وتمنت لو انها تستطيع الوقوف بهدوء فى الزاوية، الا ان مظهرها لم يسعفها لتبدو غير ملفتة للنظر.
كا الضيوف ينظرون اليها كما لو انهم يكشفونها على حقيقتها.
التفتت لتنظر الى الباب الذى خرج منه كينج. انها تضيع وقتها، لقد حضرا الى الحفلة ولفتا الانظار اليهما. حان وقت ليرافقها كينج الى منزلها فنتهى كل شئ.
تقلصت عضلات معدتها، وسارت قدماها تلقائيا فى الطريق الذى سلكه مارك. ليس عليها ان تهتم لنوع العلاقة التى تربط مارك بوالدته، ولا بالمشاكل التى سببتها له لحضورها مرتدية هذا الفستان. فكل هذا لا يعنيها.
كان المطبخ يعج بالناس. فهناك ثلاثة طهاة وعدد من مساعديهم يتزاحمون فى ارجائه الواسعة. يبدو ان السهرة تشمل عشاءا فاخرا.
فكميات الطعام الموجودة كافية لاطعام جيش باكمله.
صاح احد الطهاة:
- ماذا تريدين؟
قالت كلير:
- سيلفيا.
اشار الرجل الى باب يقع الى يسار المطبخ.فتحت كلير الباب ودخلت. وجدت نفسها فى غرقة طعام كبيرة جدا، تتوسطها طاولة من خشب الماهوغانى ، تتسع لاربعين شخصا، وقد وضعت عليها انية طعام من اجمل ما راته عيناها. لكنها لم تجد كينج.
وجدت عددا من الابواب. فراحت تقترب منها بابا تلو الاخر علها تسمع صوتا خلفها، الى ان سمعت صوت سيلفيا.
- بحق الله ، كيف فكرت باحضار امراة كهذه الى هنا؟ لقد علمت من سيكون حاضرا الليلة. وكانك التقطتها من احد الشوارع.
جاء صوت كينج هادئا:
- ان المظاهر لا تدل على جوهر الانسان.
- كيف عساك تقول هذا؟ استمع الى نفسك.
وتنهدت بشكل مبالغ فيه:
- هلى هى حامل؟
شهقت كلير لسماعها ذلك. اما مارك غكاد يشرق بالعصير الذى يشربه:
- ماذا؟
- حسنا، لم اذا احضرتها الى هنا؟
- انا مهتم لاهرها.
- وماذا عن ساشا؟
اشتدت نبرة صوت كينج:
- ماذا عنها؟
- انت لست اعمى. الفتاة متيمة بحبك. وهى افضل من تلك . . . تلك . . .
حبست كلير انفاسها، فهى لا تريد ان تسمع ما تقوله هذه المراة. انها لا تعرف شيئا عنها، لا شئ ابدا! بل تحكم عليها وفقا لمظهرها فحسب، وعرفت كلير تماما ما هى الفكرة التى كونتها عنها.
- لا تقولى هذا امى، لا تفكرى به حتى. انها امراة استثنائية وانا اود ان اتعرف اليها اكثر.
- الزم الحذر، انت تعرف ما الذى تسعى اليه هذه الفتاة.
احمرت وجنتا كلير، ولم تستطع احتمال المزيد. دفعت الباب ودخلت، وراسها ملئ بشتى انواع الافكار:
- وما الذى اسعى اليه سيلفيا؟
قالت كلير هذا من دون تفكير. ارادت ان تعرف ما الذى تظنه سيلفيا وما اذا كان ما تظنه اسوا من الذى فعله باختها، احست بالاهانة تغلى فى دمها، تجهل سيلفيا تماما ما الذى مرت به كلير، وما هى التضحيات التى بذلتها فى سبيل العائلة، ولا حق لها ابدا ان تحكم عليها بتسرع . . .
- وتسترقين السمع ايضا؟ يالاخلاقك العالية!
فتحت كلير فمها قم اغلقته. ما عساها تقول؟ فالامور تذهب من سئ الى اسوا. وفكرت ان التزام الصمت هو الحل الامثل فى مثل هذا الوضع.
وقف كينج بينهما:
- هل تعذريننا لاحظة يا امى؟
- بكل سرور.
|