كاتب الموضوع :
Re7ab Re7ab
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: (حصري) 323 ضاع قلبها دارسي ماغوير
7- سهرة من نوع اخر . . .
*****
- لم افهم سيدى.
لم يتفاجا مارك لرؤيته جون منتظرا خارج المقهى. لم يتردد، بل مشى على الرصيف، وحاول مساعده السير بقربه:
- ما الامر؟
- انها واحدة من شركاء ترانس-انتر.
راح مارك يفكر بمدى مكرها. فهو لم يتوقع ان تحضر الى مكتبه مرتدية ثيابا رسمية الى هذا الحد، بل توقع ان تظهر بلباس جذاب ومثير. ومع ذلك فقد بدت مثيرة جدا فى لباسها الرسمى.
وضع يديه فى جيبى بنطلونه، وهو يتسال ما الذى تخبئه خلف مظهرها الخادع هذا؟ فرؤيتها فى هذه الملابس الرسمية رائع تماما كرؤيتها فى فستان السهرة.
تنحنح جون قائلا:
- لا اريد ان ابدو وقحا سيدى، ولكن يبدو لى انك تمزج العمل بالتسلية.
تردد مارك قليلا. هذا صحيح، لكنه عجز عن التوقف عن الابتسام.
يالروعة هذا المزيج! كلير هاريسون لغز رائع يتوق الى حله.
- لكنك قلت سيدى . . .
- اعلم ما قلته، وهو صحيح تماما، انا لا اسمح لموظفى بالمزج بين العمل والتسلية. وماقلته لا يزال سارى المفعول. اذا خرقت هذه القاعدة جون، ستنال ما تستحقه.
- نعم. ، سيدى.
- كلير هاريسون هى التى بدات هذه العلاقة الصغيرة . . . هذه لعبتها ، لا لعبتى.
مرر يده على خده وهو يفكر: يا لها من لعبة!
خيم الصمت عليهما وهما يسيران. كان مارك يشعر برغبة جون بالتمتع بالسلطة، تماما كما كانت حاله عندما كان فى مثل عمره. انه يريد كل شئ الان، من دون صبر. فهو يتميز بالعجرفة نفها التى بدا بيها مارك ح حياته. انه على ثقة بان جون سيحقق حلمه اذا ما تحلى بالصبر وتحمل لفترة كافية. دخلا مجددا الى مبنى الشركة واستقلا المصعد.
لن يستطع تطبيق قاعدته على هذه ااحالة. فحسن سير الاعمال، ومعرفة نوايا كلير يصبان فى الخانة نفسها. الا ان مارك ليس واثقا تماما ان موظفيه يشاركونه هذه الفكرة. لابد انهم يخالونه منافقا، لكنه يعلم تماما ما الذى يحصل حين تتدخل العلاقات الشخصية بالاعمال. فوالده مثال حى على ذلك. لقد اشهر افلاسه مرتين جراء ميله الى السيارات الفخمة والنساء. اما مساعداته فكن اشبه براقصات اكثر منهن بسكرتيرات!
لا تزال ذكرى المرة الاولى التى اقتحم فيها مكتب والده فى طفولته تشتعل فى قلبه. فالشقراء الجميلة التى كانت تجلس على حضن والده لم تكن والدته، واثار احمر الشفاه التى كانت تغطى وجه والده ام تكن تمت الى العمل بصلة. وعلى الفور، تلقى لكمة فى معدته ابعدته الى الوراء. وراح والده يوبخه متهما اياه بالافتقار الى التهذيب، ثم دفعه الى الوراء طاردا اياه من المكتب.
خرج جون فى الطابق العاشر.
- اعلمنى متى تجهز مستندات اتفاقنا مت فرانك بولتون.
فكلما اسرع فى الاستحواذ على الشركة، كلما اسرع فى كشف خطة كلير هاريسون. يدرك مارك تماما انه يستطيع مواجهتها، ولكن اللعبة التى تلعبها تبدو اكثر اثارة من ترانس-انتر حاليا.
- نعم سيدى.
اقفل مارك الباب مجددا، وسوى ربطة عنقه. قال المحقق انها وصلت الى مركزها هذا جراء علاقاتها برجال عدة. ايعنى هذا انها ستستعمل الان الاسلوب نفسه للاستيلاء على الشركة؟
احس بانقباض فى معدته. اتراها وصلت بهذه الطريقة الى هذا المنصب؟ اتراها تسعى لتبقى فى السلطة عبر اغرائه باقامة علاقة معه؟ فذك فكه. هذا مثير للاهتمام. اتراه مستعدا لقبول عرضها؟
لم يستطع منع نفسه من الابتسام عندما عرف ان كلير فى مبنى شركته، وانها تستخدم الاسم الذى اعطاها اياه. ايقن ان الامر مثيرا سيحدث قريبا. فعلى كل حال، لابد انها عرفت انه قابل فرانك وبانه يسعى وراء شركتها.
عليه الاقرار بانها هزمته مجددا. من دون دراما، او نوبات هستيريا، ومن دون ان تلقى نظرة عليه وهو يغرى شريكها بصفقة بملايين الدولارات. الا ان فمها الممتلئ وعيناها الزرقاوان البارقتان كانا يعدانه بالكثير.
احس بشئ من الاسف لانها لم تحضر لقاءه مع فرانك بولتون، لكان الامر فى غاية السهولة لو انها فعلت.
فتحت ابواب المصعد ودخل مارك الى مكتبه. توجه نحو سيكرتيرته:
- سيدة تومسون؟
نظرت المراة الى الاعلى وابعدت نظارتها نزولا نحو انها:
- نعم؟
- اذكرك باهمية الحفاظ على صورة لائقة فى المكتب، اياك . . .
وابتلع ريقه بصعوبة:
- رجاء لا تبردى اظافرك اثناء وجود احد ما فى المكتب.
والقى نظرة سريعة الى المقاعد الخالية من حوله.
- نعم، سيدى.
وسوت بعض الاوراق المبعثرة على مكتبها:
- لن يتكرر هذا الامر. كل ما هنالك اننى كسرت احد اظافرى وانا استعمل الالة الكاتبة واضطررت الى . . . .
- هل فهمت ما اقصده؟
لم ينتظر للحصول على اجابة. بل استدار وتوجه نحو مكتبه.
- سيد كينج . . .
بدا صوت السيدة تومسون مرتجفا:
- ثمة . . .
- ما من شئ اخر يقال.
- ولكن . . .
فتح مارك باب مكتبه. فى الداخل كانت امه واخته جالستان امام مكتبه واستدراتا سوية فور دخوله.
اذا ما طذحت خمسة وعشرين عاما من عمر الوالدة لبدت وابنتها توامتين. كلتاهما شقراوان، عيونهما خضراء وجسماهما رشيقان. ترتدى جيس بنطلون جينز وقميصا قصيرا، فيما ترتدى والدتها بذلة من الكتان بلون الكريما ، وتضع عقدا من اللؤلؤ الثمين.
بادرته والدته وهى تقف:
- عزيزى.
رفع مارك احد حاجبيه واستدار حول مكتبه. هل يهرب الرجل من والدته؟
- لمن ادين بهذه الزيارة؟
رمق جيس بنظرة لكنها لم تقل شيئا. وفهمت امه قصده:
- جئنا ندعوك الى العشاء الليلة.
كان بامكانها دعوته عبر الهاتف . . . هز كتفيه متعجبا. سوف يتملص منها:
- لدى مشاريع اخري لهذه الليلة.
عادت به الذاكرة الى جسم كلير الرشيق، وعينيها اللامعتين.
جلست والدته من جديد:
- لابد انك تستطيع تغيير مشاريعك، من اجل العائلة؟
نظر الى السقف، سبق له ان سمع مثل هذا الكلام مرات عدة.
لطالما لجات امه الى هذه الحجة لنيل مبتغاها، اذ اذ انها تعرف تمام المعرفة ان العائلة هى الشئ الوحيد الذى لا يستطيع تجاهله:
- بم تفكرين؟
انحنت والدته الى الامام، تسوى الاقلام المبعثرة على مكتبه:
- لقاء صغير فى منزلى.
ذبلت جيس عينيها الخضراوين الكبيرتين ونظرت اليه:
- ارجوك تعال، اكراما لى.
- هذا ليس عدلا، جيس.
لايسعه ان يرفض طلبا لاخته، وهى تعلم ذلك، ولكنه لا يستطيع ان يدع كلير تفلت من يده مرة اخري بعد ان كاد يكشف خططها.
- وما الذى يمنعك عزبزى؟
- قلت لك امى، لدى مشاريع اخري.
- تستطع الغاءها.
لم يكن يقتصر الامر على قدرته على الغاء الموعد. كان جسمه بكامله يتوق ليعرف ما الذي تخبئه له كلير هاريسون.
- لا، لا استطيع.
سالت جيس بهدوء:
- اهو موعد مع فتاة؟
قال كاذبا:
- انه موعد عمل.
اضاءت عينا امه:
- حسنا، انا واثقة انك تستطيع تاجيله يا عزيزى، انت بحاجة الى استراحة.
كلير هاريسون، هى نوع الاستراحة التى يطمح البها.
يحتاج الى سبب اكثر اهمية من سهرة عائلية لابعادها عنه. جعلت هذه الفكرة الدم يندفع الى عروقه، لم يستطع منع نفسه من الابتسام فاخر ما ستتوقعه كلير هو اصطحابها الى سهرة عائلية.
*****
|