كاتب الموضوع :
زهرة سوداء
المنتدى :
رمضانيات 2013
رد: حصاد الخير
اجعل من رسول الله قدوتك
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه أجمعين
كيف كان رسول الله يصوم رمضان
" كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون فى رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان يلقاه فى كل ليلة من رمضان فيدارسه القراَن ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان أجود بالخير من الريح المرسلة " .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب فى قيام رمضان من غير أن يأمر فيه بعزيمة فيقول : " من قام رمضان إيمانـاً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " ورووا إلا الترمذى عن عائشة رضى الله عنها قالت : صلى النبى صلى الله عليه وسلم فى المسجد فصلى بصلاته ناس كثير ثم صلى القابلة فكثروا ، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة فلم يخرج إليهم ، فلما أصبح قال :
" قد رأيت صنيعكم فلم يمنعنى من الخروج إليكم إلا أنى خشيت أن تفرض عليكم " و ذلك فى رمضان
وكان هديه فيه عليه الصلاة والسلام أكمل هدي وأعظمه تحصيلاً للمقصود ، وأسهله على النفوس ، وكان من هديه في شهر رمضان : الإكثار من أنواع العبادة ، وكان جبريل يدارسه القرآن وكان يكثر فيه الصدقة والإحسان ، وتلاوة القرآن ، والصلاة والذكر والاعتكاف ، وكان يخصّه من العبادات
بما لا يخصّ به غيره
كان إذا رأي الهلال قال : " اللهم أهلـّه علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله " قال الترمذي : حديث حسن
وكان عليه الصلاة والسلام يحث على السحور ، وصح عنه أنه قال : ( تسحروا فإن في السحور بركة ) متفق عليه ، وكان من هديه تعجيل الفطر وتأخير السحور ، فأما الفطر فقد ثبت عنه من قوله ومن فعله أنه كان يعجل الإفطار بعد غروب الشمس وقبل
أن يصلي المغرب ، وكان يقول ( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ) كما في الصحيح ، وكان يفطر على رطبات ، فإن لم يجد فتمرات ، فإن لم يجد حسا حسوات من ماء , وأما السحور فكان يؤخره حتى ما يكون بين سحوره وبين صلاة الفجر
إلا وقت يسير ، قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية .
يقول ابن القيم ـ رحمه الله تعالى : " كان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان الإكثارُ من أنواع العبادات ، فكان جبريل عليه الصلاة والسلام يدارسه القرآن الكريم في رمضان ، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة ، وكان أجود الناس ، وأجود ما يكون في رمضان ، يكثر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن الكريم، والصلاة والذكر والاعتكاف.
وكان يخصُّ رمضان من العبادة بما لا يخصُّ غيره من الشهور حتى إنه ليواصل فيه أحياناً ؛ يقصر ساعات ليله ونهاره على العبادة ، وكان ينهى أصحابه عن الوصول ، فيقال له :
إنك تواصل ، فيقول :
" لستُ كهيئتكم ، إني أبيت عند ربي يُطعمني ويسقيني ".
والله ـ عز وجل ـ يطعم رسوله عند هذا الوصال بلطائف المعارف ودرر الحكم وفيض أنوار الرسالة ، لا بطعام وشراب حقيقة
إذ لو كان كذلك لما كان ـ عليه الصلاة والسلام ـ صائماً. فلما قرّت عينه ـ عليه الصلاة والسلام ـ بمعبوده ، وانشرح صدره بمقصوده ، وتنعم بالُه بذكر مولاه ، وصلح حاله بالقرب مِن ربّه نسي الطعام والشراب
والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أذكر الذاكرين ، وأعبدُ العابدين جعل شهر رمضان موسماً للعبادة ، وزمناً للذكر والتلاوة
ليله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قيام يناجي مولاه ، ويضرع إلى ربه يسأله العون والسداد والفتح والرشاد ، يقرأ السور الطوال ويطيل الركوع والسجود ، شأن النهم الذي لا يشبع من العبادة جعل من قيامه الليل زاداً وعتاداً ، وقوة وطاقة . قال تعالى:
«يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً» (المزمل:1 ـ 2). وقال تعالى: «وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً» (الإسراء:79).
ونهاره ـ عليه الصلاة والسلام ـ دعوة وجهاد ونصح وتربية ووعظ وفتيا . وكان من هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ألا يدخل
في صوم رمضان إلا برؤية محققة أو بشهادة شاهد واحد.
وكان ـ عليه الصلاة والسلام ـ يحث على السحور؛ فقد صح عنه أنه قال: " تسحروا ؛ فإن في السحور بركة " لأن وقت السحور مبارك ؛ إذ هو في الثلث الأخير من الليل ؛ وقت النزول الإلهي ووقت الاستغفار . قال تعالى :
" وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ " (الذاريات:18)، وقال أيضاً : "والْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ" (آل عمران : من الآية17)
ثم إن السحور عون على الصيام والعبادة
ثم هو صرف للنعمة في عبادة المنعم ـ سبحانه وتعالى.
وكان ـ عليه الصلاة والسلام ـ فيما صحّ عنه أمراً وفعلاً ـ يُعجل الإفطار بعد غروب الشمس ، فيفطر على رطب أو تمر أو ماء؛ لأن خالي المعدة أوفق شيء له الحلاوة ، فكان في الرطب والتمر ما يوافق الصائم الجائع.
* وقد صحّ عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال:
"إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد "
. فكان ـ عليه الصلاة والسلام ـ بخيري الدنيا والآخرة.
* وكان يفطر ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل أن يصلي المغرب.
وفي الصحيح عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال :
" إذا أقبل الليل من هاهنا ، وأدبر من هاهنا فقد أفطر الصائم"
* وسافر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فصام وأفطر
وخيّر الصحابة في الأمرين .
* وكان يأمرهم بالفطر في الحرب إذا دنوا من عدوهم
ليتقوّوا على قتاله.
* وخرج ـ صلى الله عليه وسلم ـ لبعض غزواته وسراياه في رمضان ، بل كانت بدر الكبرى في رمضان ، فنصره الله نصراً ما سمع العالم بمثله. وأفطر ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غزوتين من غزواته في رمضان كما أخبر بذلك عمر ـ رضي الله عنه ـ عند الترمذي وأحمد ، ولم يحدد صلى الله عليه وسلم تقدير المسافة التي يفطر فيها الصائم بحدّ ، ولا صحّ عنه في ذلك شيء.
* وكان من هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يدركه الفجر وهو جنب من أهله ، فيغتسل بعد الفجر، ويصوم ، وكان يقبّل بعض أزواجه وهو صائم في رمضان ، وشبّه قبلة الصائم بالمضمضة بالماء.
* وكان من هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ إسقاط القضاء عمّن أكل أو شرب ناسياً ، معللاً بأن الله ـ سبحانه ـ هو الذي أطعمه وسقاه.
والذي صح عنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ أن الذي يفطر الصائم: الأكل والشرب والحجامة والقيء. والقرآن الكريم دلّ على أن الجماع مفطر كالأكل والشرب.
* واعتكف ـ عليه الصلاة والسلام ـ في العشر الأواخر من رمضان، فنذر قلبه لله تعالى، وفرغ باله من هموم الدنيا، وسرح عين قلبه في ملكوت السموات والأرض، وقلّل من التقائه بالناس، فأكثر من التبتّل والابتهال ودعاء ذي الجلال والإكرام. وعكف قلبه على مدارسة الأسماء والصفات، وعلى مطالعة الآيات البيّنات، والتفكر في مخلوقات رب الأرض والسموات، فلا إله إلا الله، كم من معرفة حصلت له! وكم من نور ظهر له! وكم من حقيقة ظفر بها! فهو أعلم الناس بالله، وأخوف الناس من الله، وأتقى الناس لله، وأبلغ الناس توكلاً على الله، وأبذل الناس لنفسه في ذات الله ؛ فعليه الصلاة والسلام ما تضوع مسك وفاح وما ترنم حمام وناح ، وما شدا بلبل وصاح.
****
نفعنا الله وإياكم بهذا العمل
ولنا في رسول الله الأسوة الحسنة
تحياتي
|