كاتب الموضوع :
Noaaar
المنتدى :
القصص المكتملة (بدون ردود)
رد: يا صلاله خبرينا عن قلوباً تهتوينا
(( الجــــزء التــــاســع عــــشــــر ))
شمس الحلا عقدً فريد زيّن سحايب من مطر
لين الثرى منها ارتوى والأرض روضة من زهر
وتبسمت من ثغرهــــا بانت عناقيد الـــدرر
ارض الجمال غرد لها بلبل على غصن الشجر
( صلالــه أرض اللـــبان / وطنيــــة )
صلاله بدأت تخلع ثوب الحداد القاتم في طريقها لاستبداله بثوب الجمال والفتنه الخلابه ...
بدأت الأرض والجبال والأشجار تفتح اكفها بفرح لاستقبال نزف السحاب النقي حتى تصبح
عروس الخريف آيه تحبس الأنفاس لروعتــها......!
الاستمتاع بمنظر تساقط الأمطار الموسمية اصبح من هواياتي المفضلة ، لكسر الملل اللي
اصابني من بعد ما انتهت فترة الدوام الرسمية بالمركز ومن جهه أخرى للانتعاش في ظل الأجواء
البارده من بعد ما انتهت موجة الأجواء الحاره والكاتمه خلال الشهر الماضي ....
ارتشفت من كوب الككاو الساخن اللي بيدي حتى يبدد برودة الجو اللي بدت تسري بجسدي
رجعت استند على المقعد اللي بالبلكونه....حتى ارجع لــفكري اللي ســارح لبعــــيد , ببعد المحيطات اللي تفصل قلبي عن روحي....
بــاسل ...!
لو أن جدتي ما حلفت عليه من أجل محاولة ايجاد علاج لحمل بدريه , لو ان مشاعر الشفقة اللي
بقلبها لباسل وبدريه ، طالتها وطالتني ....كان باسل واصل من امد طويل ....!
ليش كذا يا جدتي..!!!
والأسوء من كذا ليش باسل يرضخ لها , التحجج بعلاج حمل بدريه سبب تافه بنظري ....!!
كان من الممكن انه يتأجل لأنه صحة جدتي اهم ، ولكن تصرفهم يحوي الكثير من الأنانية....!
ارتشفت آخر قطرة من كوب الككاو اللي برودته دليل على مضي الوقت من دون لا احس فيه.....
القيت نظرة وداع على الحديقة المتلألأة بفضل حبات المطر ، العمل في الحديقة والمزرعه
اول ما يطلع العامل ، اصبح جزء لا يتجزء من حياتي اليوميه ، ومن اهم اسباب كسر وحدتي ،
والاستمتاع بوقتي . . .
استنشقت رائحة الأشجار والزهور العذبة والتربة العطره....اللي ظاهره بسبب اثارة قطرات المطر لها....
ومن بعدها دخلت البيت .......وقفلت الأبواب.....واتجهت للمطبخ.........
البيت كان ساكن كالعاده........هادئ بشكل يبعث على الملل, جدتي والعاملات الكل ناايم
على الرغم من ان الساعة ما بعد تعدت التاسعه.....!
حطيت الكوب على طاولة المطبخ...واتجهت للباب الخلفي اللي بالمطبخ عشان اقفله
دفعته بالخفيف....وقبل لا اقفله...حسيت بالباب يندفع باتجاهي......!
ارجعت السبب للأمطار اللي احياناً تكون مصحوبة برياح ، رجعت ادفعه بقوه...
لكني من جديد لاحظت انه يرجع لجهتي .....!!!
بمشاعر من خوف متسلل لقلبي بديت ادفعه بقوه......وفجأة سمعت صوت انسان بالخارج ..
من دون تركيز الخوف دفعني لاستخدام كل قوتي لضغط الباب بقوة ، ومن ثم محاولة قفله...
وصلتني صرخة قويه........ومن بعدها انفتح الباب بأكمله.....!
عقلي بدأ يشتغل بدون تركيز ، لكن اهم ما جاء في بالي هو اني اطلع من المطبخ بأسرع
فرصة ممكنه .....برجلين مرتجفة التفيت حتى اطلع من المطبخ ...واصعد الدرج لغرفتي ...
لكن قبل لا استدير جذبتني ايد قويه ...تلقائيا رفعت ايدي الثانية اغطي بها وجهي
حتى لا اواجه الموقف.......وصرخت بأقوى صوت ( حــرااااااااامي )!
رغم اني فاقده اي امل ان احد يسمع صرختي....لكن تلقائية الموقف اللي ينشأها الخوف
أمر لا يمكن السيطره عليه ....!
( حسبي الله على ابليسك يا عبدالله ....روعتها)..!
هذا الكلام اللي وصلني بصوت أنثوي مألوف عنـــدي... .....
لحظه ......لحظه ......هذا مو صوت خالتي..؟؟!!!
فتحت عيني باستكشاف ونبضات قلبي ما بعد هدت...ما زالت عاليه...!
عمي عبدالله قابض ايدي ونظره متركز على ايده الثانية......
نزلت عيوني بفضول للمنظر اللي قاعد يشوفه.....!!!!
اصابع يده كانت محمره بقـــوه......هذا سر الصرخه اللي سمعتها لما صكيت الباب بقوه..!
بلا شعور ضحكت بخفه....!رغم الدموع اللي سقطت من عيوني لا شعورياً من خوفي السابق ...!
رجعت ادقق في اشكال عمي وخالتي ملابسهم مبتله و حالتهم حاله.........!!!!!!
كان من الصعب اني اخفي ابتسامتي...اللي لاحظها عمي عبدالله وعلّق عليها :
( تبتسمي ذلحين هااه...عقب ما عورتي اصابعي...)
درست ملامحهم بخفه ..الارهاق والتعب بادي على محياهم , خليط من توتر وشجن يتجاذب
الاثنين ...وصلوا لهنيه وهم مو عارفين الأمور كيف راح تتم , وكيف تبا تنحل....
من الصعب ان تكون ردة فعلي سلبية لرؤيتهم , لأنها مو كذا باطنياً ولا ابيها تصير كذا
ظاهرياً....بالعكس انا سعيده جداً بعودتهم ....وكلي أمل ان الأمور راح تتيسر كثير..
ومن المفترض ان تبدأ من جهتي ....
حتى اكسر الحواجز اللي انبنت خلال الفتره الماضية ...كان من الأفضل
اني اكون بطبيعتي ....
رديت بضحكه على كلامه السابق :
( ويش اسوي...حسبتكم حراميه...متسللين بالليل..ولا بعد من الباب الخلفي..وخالتي ما اتصلت
تبلغني انكم جايين......)
مع انهائي لآخر كلامي وعيت على يدين عمي عبدالله وهي تجذبني بقوة للارتماء بصدره
في عنــاق ابـــوي دافـــئ.....صامـــت....مفاجئ لدرجة انه الجمني الصمت....!
بعد لحظات ابعدني عنه وقبل اعلى جبيني وقال بهدوء :
( هذا اللي كنت ابا اسويه من لما شفتك يا عليا...مشتاق لك يا بنت سلطان ...
وانتي صغيرة ما كنتي تفارقي هالحضن , ما كنت اقدر اطلع من عندكم ..
الا وانتي نايمه ....عشان لا تبكي.....)
عناق مفاجئ, ذكريات مباغته صدمتني....ما كنت متوقعه اسمعها من عمي عبدالله
لأنه ذكرياتي عنه في السابق كانت قليله جداً ، اما تصوراتي الحالية فهي مختلفه عن حديثه وموقفه الحالي....
لذلك انعقد لساني .......ما لقيت الكلام المناسب منشان ارد عليه...!
لمســه متــردده في ذارعي صحتني من سرحاني...التفت لأواجه خالتي اللي
كانت اكيد متأثره من صدودي لها بآخر لقاء لنا.....
لكني كسرت كل مخاوفها....بارتمائي فاحضانها....تماماً مثل ما كنت اسوي زمان....
رغم ان أغلب الأقوال تأكد ان رائحة الأم تظل مميزة بالنسبة لأبناءها..لكن خالتي كذلك
كانت وما زالت مميزة بالنسبة لي حنانها الأمومي...رائحتها ..لمساتها
صدق من قال أن الخاله والده مرتين..!
........
بعدت عن خالتي وانا اجفف عيوني ...قلت لهم على وجه السرعه :
( بروح اصحي العاملات يجهزن لكم العشا..)
قال عمي عبدالله :
( ما نبا عشا ...بس نبا نرتاح وننام ..شوفي لنا جناح او غرفة ...)
ثم اردف باستفسار :
( يدتك راجده ...؟؟)
جاوبته :
( ايوه راجده..تبو تحت ولا فوق......)
قال قبل لا يطلع..:
(المكان المناسب ...انا اول مره اجي هنا ...بطلع اجيب الشنط....
اسماء روحي مع عليا وانا بنزل الشنط......)
كان امر محزن سماع عمي عبدالله يقول انه ما قدر زار البيت ولا يعرف تفاصيله
....اكيد ان البيت من انبنى صارله سنين...وطوال هالسنين هو مو زايره....
في الجناح الواسع .....المقابل لغرفتي بالطابق الثاني..ساعدت خالتي على اخراج أغطية السرير من الأدراج......
بعدها نزلت حتى ادل عمي عبدالله للجناح.....
وتركتهم متمنيه لهم ليله سعيده......
....
في الأجواء الماطره يصبح النوم كالغيبويه .....!
لذلك دائماً ما اصحى متأخره هالأيام...تأكدت من الساعه بكسل وحصلتها قريبة من الثامنه والنصف..
وقتها تذكرت وجود عمي وخالتي...... وجدتي !!!!!
قفزت بسرعه .......جدتي ويش موقفها.....لاااااا لا يكون ضيعت على نفسي فرصة لقائهم ....!
حمام ساخن ضروري للنشاط في هذي الأجواء ....تجهزت بسرعه وصليت صلاة الضحى
اللي ما صرت اتركها بعد ما عرفت في المركز انها سنة مؤكدة.....
نزلت للمطبخ و اخذت كوب القهوه من المطبخ.....واتجهت لصالة جدتي....
وقفت قدام مدخل الصاله بصـــــدمة . . . .!
صحيح اني كنت متوقعه ومتأمله أن الأمور تتم بخير ، لكن ما توقعت بهالسرعه
ولا توقعت اصبح على هالمنظر........
وقفت مستنده على الباب وبإيدي كوب القهوه .. وابتسامه عريضه في وجهي....!
خالتي رفعت عيونها لي......وابتسمت بهدوء....
عمي عبدالله نايم في حجر جدتي...وايد جدتي تمسد شعره......!
قلت وانا بمكاني :( صباح الخير )
ردو جميعهم....
ثم اضفت: ( جدتي هذا مو مكاني .....؟؟؟! انا وين اجلس اليوم ..)!
رفع عمي عبدالله ايده عن وجهه وقال :
( كل هالكنب مو كافنّك ، ولا اقولك روحي لخالتك اللي ما تمر علينا ساعه من دون ما تطريك )
قالت خالتي باستياء! :
( عليا تجلس فهالكنب، لا يكون تشوفني عجزت وتبيني امدد ركبي يا عبدالله)
رد عليها عمي عبدالله :
( ويش قصدك يا اسماء ، يعني الوالده عجوز برأيك )
كتمت ضحكتي وانا اشوف خالتي منحرجه من جدتي / قالت بتوتر :
( لااا مو قصدي كذاك ، لكـــن.....)
قبل لا تكمل قال لها عمي :
( وبعدين اذكر انك منيمتني بحجرك قبل كم يوم, ولا حق ناس وناس لا )
ما قدرت اخفي ضحكتي لما شفت الاحمرار مالي وجه خالتي، ضحكت وعمي عبدالله شاركني
الضحك لما اعتدل وشاف انحراجها ..
اما جدتي ابتسمت بهدوء ثم حركت رأسها بيأس وقالت :
( ما تغيرت يا عبدالله ، انت واحمد ماشي امل تعقلوا ...)
ملامح الراحه والبشاشه تضيئ وجه جدتي اليوم ، وكأنها امتلكت شيء عظيم جراء رؤيتها
لابنها ..... رضاها وفرحها..ينشر السعاده بالأجواء للجميع....
لما توقفت الأمطار اخذت خالتي في جولة للمزرعه ولحديقتي ...في اجواء لطيفة من الرذاذ المستمر....
سألتها لما وقفنا جنب الورود :
( هاااه ويش رأيك فيها ...عجبتك...؟؟؟؟)
قالت بابتسامه :
( روووعه ، خياليه ، افضل من حديقتنا باستراليا ، وبالضبط مثل ما وصفها باسل )
.!!!!!!!!!
ابتسامتي انمحت ...سألتها باستغراب :
( باسل ..ويــن ...قصدي متى قال لك عنها )
ردت :
( باسل لما رجع من امريكا مر البيت معنا ، وجينا مع بعض لصلاله )
باسل رجع ......دقات قلبي صارت في سباق ....
رجعت أسأل خالتي :
( وبدريه وينها....رجعت ..؟)
قالت وهي مشغوله بتفحص الورود :
( ابوخالد وعائلته وصلوا برحله سابقة لصلاله )
حاولت اهدي نفسي...وبصوت حاولت انه يكون طبيعي قلت لها :
( طيب باسل وينه ..هو بارحه ما راجع معاكم ...)
رفعت عيونها لي بتفحص ، لكني وزعت نظراتي للمكان من حولي / ثم قالت :
( بوخالد اتصل فيه حتى يتأكد من ادوية بنتهم وينظم مواعيدها )
ثم اردفت :
( باسل كان موجود هذا الصباح ، لكنه رجع لبيت عمه مدري معاهم عزيمه رجال او شي مثل كذا..)
مو مشتاق لي ...حتى ما قال صحوها عشان اسلم عليها ....يمكن ناسي وجودي..ولا متناسيه...!
ليش انا ما اتعلم من جموده ، وبروده نحوي ...واصير مثله...؟؟
( باسل سأل عنك ، وصعد فوق ، بس حصلك نايمه ، يمكن ما حب يصحيك من نومك )
هذا كلام خالتي....يمكن انها حست فيني ، وتحاول تهديني ......او يمكن انها صادقه...
لانهاء الموضوع اللي ضيق لي صدري ....رفعت السله اللي بيدي..وقلت لخالتي :
( بروح المطبخ بغسل الفواكه وبجهزها وانتي اسبقيني الصاله ..وبنتقهوى مع جدتي وعمي عبدالله)
دخلت المطبخ من الباب الخلفي...غسلت الفواكه وسحبت الصحن من الدرج العلوي
لكن سرعان ما صار الصحن حطام وانا اسمع من احدى العاملات أسوء جمله تسلب مننا فرحة
هاليوم...
.......
|