المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
مُرآهق لإمرأه ّ!
الواحدة صباحاً أحد أيام العمل الأسبوعية الرتيبة والروتينية يوم (الأحد) .
على رصيف أحد المحال التجاريه يجلس (ماجد) متململاً يداعب ازرار هاتفه المحمول محاولاً البحث عن شيء مسلي !
هدوء خانق يكسوا المحيط , وطريق يخلوا من المارة نسبياً , وكل الأشياء حينها تدعوا إلى الضجر !
يحاول (ماجد) ان يعدل بنطاله (الجينز) الذي بدأ يخنقه ويرتب أيضا من تسريحته الغريبه ومن بين كلّ تلك المضايقات التي يعانيها أشعَلت له أحد نوافذ الشقق السكنيه المقابله ضوءاً ما , يبدوا أنها أنثى ..
الحصة الثالثه من أحد المدارس الثانويه :
_ أحمد !
_ هلا عمّار .
_ ياولد ملاحظ على (ماجد) شيء ؟
_ تقريبا .. ليش !
_ ياخي مو عاجبني الولد احس انه يواجه مشكله !
_ والله يمكن ! متغير يارجل بشكل كبير مدري وش صاير له !
_ أموت وأعرف وش صاير له !
_ بلا لقافه ربنا وربه الله خليه بحاله ..
ماجد يتكيء على احد الجدران قابعاً وراء طاولته ولايعير لهذا الحديث الهامس خلفه أي اهتمام !
أشاح (ماجد) بنظره حينها نحو تلك النافذه غير مصدق .
_ بنت !
هكذا تحدث بصوت مسموع وهو فاغرُُ فاه ..
يرمق من خلف النافذة إمرأة يبدوا له من البعيد انها ذات شعر طويل ، متوسطة القوام . بيضاء ! يبدوا ايضا انها جميله .
أومأ بيده نحوها فأجابته الإماءه ! أبتسم .. والتفت لجانبه لايرى أحدا .
وتأكد حينها أنه المقصوده بتلك الإماءه .. انتصب واقفاً من مكانه واذا بحديث منها ترجمته له بيديها يشير إلى شيء ستُسقطه من النافذة خارجاً .. ذهب راكضاً ليعبر الطريق إلى هناك !
ليحضى برقم هاتف تختزله ورقة صغيره خُطّ تحتها (أتصل) ..
فرحاً يسير نحو منزله , الصبي المراهق الشغوف بالإناث لعنفوان سنّه حينها , الشقي الذي يراسل الكثير من المواقع باحثاً عن التعارف ليلياً للحصول على انثى ، أي انثى .
يفوز بأنثى حقيقة الآن ورقم هاتف دون مجهود ! ركض بشده نحو الهاتف معانقاً سماعته , وبغبطة شديده يرى أرقام هاتفها تتراقص أمامه فاتنة جميله !
هاتفها , وكانت ذلك حديثهما الأول !
لتتعبها أحاديث عديدة ومطوله .. انتقلت من بعدها للهاتف المتنقل ..
_ داليا !
_ أنا مو قلتلك مليون مره نادني (دودي)
_ أسف حبيبتي . دودي !
_ ياروح وقلب : دودي .. لبيه مجودي حبيبي !
_ متى اشوفك حرام عليك طفشت من الطاقه ذي اللي بس اشوفك منها .
_ لاتسعجل حبيبي , عندي لك مفاجأه حلوه قريب ان شاء الله .
_ وش هي قولي ؟
_ لا لا ، خليها بعدين ..
(يقهقهان سعادة حينها وتستمر ضحكاتهم تلك حتى الصباح وينهيانها بِ :
_ أحبك !
_ وانا اموت فيك
وقبلة صوتية طويله ..
أزهر قلب ذاك الصبي بالحب .
وبدا للحياة طعم آخر وشكل مختلف بعينيه والفضل يعود لصدفة عابره تسببت في حبّها . أهدته الإهتمام كانت كريمة معه بالحب , حُنوَتها تأخذ طابعا الأم نحوه ،
وكأنها تعلَم انه يتيم من أمّه .
حلّقت به نحو السماء عشقاً . جعلته يلامس النجوم ويقبل القمّر !
أكتشف معها كيف هنّ الإناث ، كل شيء عنهن كانت تخبره به .
تعلّق بها جدا , وأحبها حدّ التشبث بالحياه ..
إبنة الواحد والعشرين ممشوقة القوام الجميلةُ بكل الأشياء , صوتها الهامس غالباً . ضحكتها الفاتنه . ردات أفعالها المجنونه !
كانت متزوجة من رجل يكبرها ب 10 أعوام ! كانت له مجرد زوجه . فقط زوجه!
أو لنقل محطة تفريغ عند الحاجه .
أنجبت له طفليين يحبوان . أحست أنها تكبر اعوام عديده وتشيخ من ظلمه ومعاملته السيئه لها .
كان لها (ماجد) القريب من سنّها أمل الشباب وصخب الحب وشبق الجنس وكل شيء تمنته وجدته به ! أعجبها وأعتادت عليه وهو :
عشقها وبشدّه ..
أحد المساءات حين لقاء :
_ ماجد وش صار معك ؟
_ حبيبتي أنا خايف ، وش بقول لعامل الاستقبال إذا شافني طالع !
_ ماعليك قوله طالع عند اختى مابيقولك شيء .
_ دودي والله خايف !
_ لاتخاف حبيبي كل شيء بيمر بسهوله .
_ الله يستر ..
يتواري عامل الاستقبال خلف احد الممرات فيعبر الصبي خلسة حتى يصل إليها يملأه الخوف والشوق معاً ، ليستقر جسده اليافع بحضنها خلف الباب وشوقُُ عظيم يملأهما ..
جموح شديد تنتدفع به نحوه على استحياء عظيم منه . يتصبب عرقاً وضربات قلبه تزداد مخفياً قلقله بإبتسامه !
تبادره بقبلة أولى حميمه لشفاه الصبي الصغير الجافه . يذوق طعم الحب لأول وهلة في حياته على يدها !
بكارة قلبه وجسده تتحطم الآن على يديها جوعها الشديد نحوه يجعلها تستمر بأقتحام جسده بعنف وإستمرار وهو لايملك حلاً سوى الاستسلام لها !
تلهتمه بقبلات غزيره وبأحضان عنيفه وشبق عظيم يغطيهما ، ينهمران حباً وتتلاصق أجسادهما ويشتعلان معاً .
ينهيان طقوس الحب الصاخبة تلك
بقبلة الانتهاء ..
تسترخي على صدره مداعبة كل مسامات جلده الصغيره بحنوة وحب . وتلامس أصابعها خصلات شعره المتناثرة على وجهه
هائمة حالمه مطوقةً بذراعيه !
يحطم كل هذه السعادة صوت باب المنزل معلناً قدوم زوجها ! وحدوث مالم يكن بالحسبان ..
يختبيء الصغير خلف دولاب الملابس , وغزارة عرقه كفيلة بإغراق الحي بأكمله ! يكاد قلبه ينفر من خلف اضلعه لشدة رعبه . جاحظة عيناه .
يستمع إلى حديث ما يبدوا انها زوجها يشكيها إلى احدهم .. يتضح له فيما بعد انه اخيها ..
ينتهي مسلسل الرعب هذا بخروج زوجها بصحبة هذا الرجل خارج المنزل ، ليأتيه الفرج من ثغر محبوته وهي تجذبه لها من مخبأه نحو صدرها .
تحضنه بأمومه لتزيح عنه اثقال الخوف الذي اجتاحه هو الصغير الذي يكبر الآن بين ذراعيها !
تقبله قبلة الوداع ليرحل الآن .. الطريق آمن !
يقف على عتبة ذلك الرصيف ! ولكنه يقف الآن باكياً شاحب الوجه ذابل العينان .
والأسئلة تثور في عقله .
ويوجه القليل منها لصديقه الذي بجانبه :
_ ليش ماترد علي ؟
_ ليش كل شرايحها مقفله ؟
_ صار لها شيء ؟ أنا ضايقتها بشيء !
_ ياخي بس ابي افهم وش صار !
يهمس له صديقه بجانبه :
_ زوجها دايم طالع وداخل صح ؟
_ اي صح !
_ أجل افهمها وخلاص انسى ..
_ أنسى انت مجنون ! مقدر ياخي تعلقت فيها ورب الكون , مقدر وربي مقدر !
_ بس البنت ماعاد تبيك هذا الواضح خلاص ياخي ليش تعذب نفسك على انسانه ماتبيك !
_ الله يوفقك افهمني ابوس ايدك وربي مقدر وربي اموت لو بعدت عني , انت ليش مو راضي تفهم !
_ والله ياماجد فاهمك بس خلاص وش تسوي , ياما نصحتك وقلت لك : البنت متزوجه ! بتتسلى فيك شويه وبعدين ترميك لكن انت مافهمتني !
النافذة لاتجيب ، ولامحبوبته تظهر من خلفها ولا شيء الآن يهدي له أملاً .. سوى خيبةِِ كبيره وصورتها بشكل قبيح مخيف تأتيه حين نومه وتهمس له بمكر : أرحل , انتهى عملك !
تمضي الأيام ببطيء وبملل شديد .
شحوب يكسي ملامحه اليافعه ، وخيبة كبيره لايحتملها قلبه الصغير . يفتقدها بشده ! ويبكيها كل مساء ولايتقبل رحيلها إطلاقا .
بات جسداً يسير بلا روح . تخور قواه شيئا فشيئا ومستواه الدراسي اصبح فالحظيظ .
أختار الوحده عوضا عن الجلوس مع اصدقاءه ، وزهرة شبابه على وشك الذبول .
رحيلها فاجعة كبيره لايقبل تصديقها والتعايش معها ..
يُدرك الحقيقة مؤخراً : بأنه لم يكن سوى استراحة مسافر , محطة على طريقها توقفت بها لتتزود بالكثير من الحب والجنس لنقصها الشديد من ذلك وحينما تُملأ خزانات قلبها وجسدها ترحل , دون أن تدفع الحساب لذلك !
(ماجد) مجرد ورقة تُنفى من التقويم لم تعد مرغوبه . بدون سابق انذار هكذا
فقط : ترحـــل !
كل شيء يرحل معها .. يبتسم خيبة عندما يمطّ شفتاه ليبللهما فيتذكر قُبلته الأولى .
وتسقط دمعة ما حين يبصر حرفها المنقوش على طاولته . يتذكرّها دائما ولاتنزاح عن تفكيره بسهوله ! أحبها بجدّيه فأحبته مازحه . طوقت قلبه بيداها حتى أختنق ! قدم لها الكثير ..
ولم يجنى سوى : ثُقب عميق ، و خيبة ثقيله لن ينساها طيلة حياته .
فصول الحكاية تنتهي , ونيران الحب تُخمد .
ويؤصد أحد الأبواب إلى الأبد !
انتهت
تحيه / مُتعـرّج
|