كاتب الموضوع :
مختار أحمد سعيدي
المنتدى :
رومانسيات عربية - القصص المكتملة
رد: رواية .. صرخة الرفض بقلم .. مختار سعيدي .. الجزء الأول
السلام عليكم و رحمة الله
مرحبا بك أستاذ مختار ، ألف مبرووك انطلاق الرواية
أتمني لك قضاء اسعد الأوقات و النجاح الساحق للرواية
من البداية اختيار العنوان كان مثير للفضول ، لمن الصرخة و لماذا الرفض ؟
دعنا نتوغل مع شخصياتك لعلنا نصل لإجابة السؤال
المقدمة عامره بالأوصاف الو التراكيب اللغوية البديعة ، كأنك تغزل الأحرف نسيجا محبوكا و في النهاية يخرج رداء من العبارات متقن الصنع
في البداية ظللت أفكر في ماهية تلك الروح لمن تكون ؟ خاصة إنها هي من ملكت زمام الأحداث و تقمصت دور الراوي منذ أول وهلة ، و باتت هي دليلنا لكل شخصية
تملك كل المفاتيح و قادرة على أن تجوب الأماكن ناقلة لنا أدق الأحاسيس المخفية حتى عن أصحابها
من هي تلك المتوارية بعيدا و من تنتظر ؟
ثم جاء ذلك الذي برعت في وصفه كما لو كان كائنا أسطوريا ، إبداع في الوصف و رسم الشخصية بطريقة خلابة
شعرت فعلا بسيطرته الكاملة عليها
ثم ننتقل لوصفها هي بالمقابل ، و تبدع في تصوير الأنثى كما يجب ان تكون بكلمات سحريه ، تجيد العزف بالأحرف و تخرج أنغام شجيه
لكنها ليست سهله ، داخلها أشياء و أشياء تجبن عن إخراجها خوفا من فقدانه ربما ، فذلك الرجل لا يقبل التكبيل
هناك أمر معلق بينهم ، هي متوترة و تحاول إخفاء التوتر ، ظهر ذلك واضحا في طريقة ارتشاف شرابها
علاقتهم بدأت تتضح معالمها ، لم تستطع الذهاب كما وعدته لكنه لم يبالي أبدا
و الآن تحديدا ظهرت الفكرة و فهمت ، كان جديد و مبهر ان من يأخذ دور الراوي لم يخرج للنور بعد ، من يحدثنا كان لا يزال جنينا لم تدب فيه الروح حتى بل لا زالت هائمة في الفراغ يصف ما يستشعره في العالم الخارجي قبل أن يطأه ، يا لها من فكره
فكرة غياب الأسماء أعطت للأحداث بعدا مختلف ، جعلتهم أشخاص تتحرك ، قد يتواجدون بأي زمان و مكان
تلك الأنثى البائسة تعاني وحدها ، تفسح لنفسها المجال لتنعي ما حدث لها بين ظلمة الليل ، لا يراها إلا ذاك المشارك الخفي
بدأت تفكر في حلول للتخلص من مشكلتها ، حياتها الأسرية تعاني عدم الاتزان ، هناك تناقض فيما هو ظاهر للآخرين عن الحقيقة ، كل فرد منهم يعيش عالمه الخاص منعزلا عن الآخرين ، لا توجد ألفة و لا دفء ، ربما الجدة هي الأقرب لها رغم غرابة أطوارها
حين استجمعت شجاعتها أخيرا و أخبرته ، كانت ردة فعله قاتله ، كم من البرود و لا مبالاة لم أره من قبل
و هناك في عملها عالم آخر مختلف ، مخيف في جبروته و تحكمه و ذاك القاضي ، هو احد أطراف المعادلة
ندخل إلى عالمها الأسري على استحياء لنتعرف على مجموعه متباينة من البشر تربط بينهم المصالح لا المشاعر ، الأب يحمل تناقض الزمن، ظهر ذلك واضح من خلال سرد موقف المشفى
الأم لاهية بمظهرها و حصد الإعجاب ، مترفعة عنهم كأنهم اقل منهم مستوى
منزل غريب يعيش فيه البشر أغراب مقسمين طبقات
وصفت دواخل شخصياتهم ببراعة جعلتنا نعرفهم جيدا كأننا نراهم
الجدة كيان مستقل بذاته ، شخصيه غنية جدا و مليئة بالفضول
ردة فعلها على حمل حفيدتها كانت مفاجأه
ثم الفيلسوف بشخصيته العجيبة كأنه يحاول الوصول لمكان ما يعجز عن بلوغه
تحملنا الأحداث و الشخصيات لتطورات و أبعاد مختلفة باستمرار ، هناك دائما جديد في محيطهم ، تلك الأخت الصغيرة تعيش هي الأخرى انقسام من نوع مختلف ، قلمك يرسم لنا أنماط بشرية ثرية بكل ما هو متنافر مع الآخرين ، أتعجب كونهم عائلة يجمعهم والدين و دم مشترك
كلما توغلنا أكثر تتضح العديد من الحقائق المغيبة ، يرصدها ذاك مراقب الخفي و تشكل وجدانه رغما عنه
عودة لبطلتنا التي قررت إنهاء حياتها لتصحيح الخطأ ، لكن لم تكمل للنهاية ، انتصر تشبثها بالحياة و كادت تطلب الإنقاذ الذي وصل إليها سريعا
العم مع زوجته و أولاده ، يظهر لنا انه يعيش بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة و كل شيء مباح في سبيل الوصول لغايته ، و بالطبع لا ينشأ عن ذلك سوى الخيانة و المزيد من الانحراف ، الزوجة لا تلام فهي تشبعت بهذه التصرفات و لا تستطيع المضي قدما دون تخطيط و تحايل
كل هذا يحدث و تلك الروح الطاهرة ترصد و يصيبها الهلع عندما تشعر أنها مجبرة على ان تكون ضمن هؤلاء و لا سبيل للخيار ، و قد تم إظهار ذلك ببراعة شديدة جعلتني أرى نظرات الرجفة تسكنها و توسل تركها آمنة في فضاءها الرحب يسيطر
لحظة إبداع الخالق و تجلى قدرته حين نفخت الروح في جسد صاحبها و تحرك معلنا عن وجوده الصامت كانت رهيبة ، أحسنت رسم صورة كونيه مبهره اهتز لها قلبي و طرب وجداني
عادت الأمور لنصابها و ها هي في عملها تنتظر الفرج ، القاضي هرب و تنكر لها و ذاك اللا مبالي لم يعد ، أي مصير ينتظر ذلك الصغير الذي صار إنسان و لم يعد مجرد روح هائمة
كانت لفتة بيضاء وسط العتمة حين ظهر من جديد حاملا الأمل بحياة سوية تنجيها من مصير مشئوم و كما العادة كانت الجدة عندها لكل شيء حل
دائما كانت العلاقة بينهم مختلفة عن البقية
وفاة الجد كانت حدثا مرحليا ، نقل أحداث الرواية إلى وجهة مختلفة ، الأنفس ستخرج ما فيها إلى العلن ، بريق المال لا يقاوم
الأب و الآم بينهم تناقض بكل شيء ، كلما تقدما بالعمر زاد و توغل أكثر بينهم ، بهذه المرحلة يتوسع الصدع و تسير علاقتهم نحو مصيرها المحتوم
الجزء حمل العديد و من الأفكار تمت صياغتها بلغة فخمه ، كثيرة المحسنات و التراكيب اللغوية المتقنة ، لقد تعلمت مفردات جديدة و قرأت تشبيهات غير مألوفة صيغت بجماليه و احتراف
سلمت يداك
الله يزيدك من فضله و ييسر كل أمورك
|