المنتدى :
الشعر والشعراء
حكاية دولتين - أحمد مطر
إلي فلسطين وسوريا أهدي هاتين القصيدتين ... إلي الدولتين المعذبتين .. إلي أبناء سوريا وفلسطين .. أهدي هاتين القصيدتين من إبداع الشاعر أحمد مطر ..
إلي الأرض المقدسة " فلسطين "
صاحب الجهالة
مرة فكرت في نشر مقال
عن مآسي الإحتلال
عن دفاع الحجر الأعزل
عن مدفع أرباب النضال
و عن الطفل الذي يحرق في الثورة
كي يغرق في الثورة أشباه الرجال
قلب المسؤول أوراقي و قال
اجتنب أي عبارات تثير الإتفعال
مثلا
خفف (مآسي)
لم لا تكتب(ماسي)
أو (مُواسي)
أو (أماسي)
شكلها الحاضر إحراج لأصحاب الكراسي
إحذف الأعزل
فالأعزل تحريض على عزل السلاطين
و تعريض بخط الإنعزال
إحذف ( المدفع)
كي تدفع عنك الإعتقال
نحن في مرحلة السلم
و قد حرم في السلم القتال
إحذف ( الأرباب)
لا رب سوى الله العظيم المتعال
إحذف ( الطفل)
فلا يحسن خلط الجد في لعب العيال
احذف ( الثورة)
فالأوطان في أفضل حال
احذف ( الثورة) و ( الأشباه)
ما كل الذي يعرف يا هذا يقال
قلت إني لست إبليس
و أنتم لا يجاريكم سوى ابليس
في هذا المجال
قال لي كان هنا
لكنه لم يتأقلم
فاستقال....!!
إلي الدولة الجريحة .. الغارقة في دماء أطفالها .. إلي سوريا ..
الغريب
كل ما في بلدتي
يملأ قلبي بالكمد
بلدتي غربة روح و جسد
غربة من غير حد
غربة فيها الملايين
و ما فيها أحد
غربة موصولة
تبدأ في المهد
ولا عودة منها للأبد
شئت أن أغتال موتي
فتسلحت بصوتي
أيها الشعر لقد طال الأمد
أهلكتني غربتي أيها الشعر
فكن أنت البلد
نجني من بلدة لا صوت يغشاها
سوى صوت السكوت
أهلها موتى يخافون المنايا
و القبور انتشرت فيها على شكل بيوت
مات حتى الموت
و الحاكم فيها لا يموت
ذر صوتي أيها الشعر بروقا
في مفازات الرمد
صبه رعدا على الصمت
و نارا في شرايين البلد
ألقه أفعى
الى أفئدة الحكام تسعى
و افلق البحر
و أطبقه على نحر الأساطيل
و أعناق المساطيل
و طهر من بقاياهم قذارات الزبد
إن فرعون طغى أيها الشعر
فأيقظ من رقد
قل هو الله أحد
قل هو الله أحد
قل هو الله أحد
قالها الشعر
و مد الصوت و الصوت نفد
و أتى من بعد بعد
واهن الروح محاطا بالرصد
فوق أشداق دراويش
يمدون صدى صوتى على نحري
حبلا من مسد
و يصيحون مدد
|