تابع شوان تحديقه بها ولأطول فترة ممكنة بقصد تعذيبها , لقد ربح المعركة ويريد ان يجعلها تدفع ثمن كل اخطاء اهلها.
ثم قال فجأة :
- لقد انتهى وقت الألاعيب وهنا ستبدأين بتسديد ديونك.
اقترب منها بسرعة فصرخت لشدة خوفها ودخلت الى الحمام واقفلته وراءها .
فتح شوان الباب بكل قوته فلم تجد مهرباً سوى الزواية , لكنه اقترب منها دون اي انذار وادناها منه من دون شفقة متجاهلاً قبضتاها التي هوت عليه ضرباً.
- تستطيعين مقاومتي قدر ماتشائين, لكن عليك ان تعرفي بأنني استمتع بذلك.منتديات ليلاس
ثم تابع مستهزئاً:
- يمكنك التصرف كالسيدة اللائقة لكنك تريدنني بقدر ما اريدك.. فقد كنت تشتعلين شوقاً منذ لقائنا الاول.
حاولت بيبا الابتعاد عنه قدر المستطاع لكنه اقترب منها اكثر وقبلها وراحت حرارة الشوق تذيب غضب شوان وتحوله الى حنان وعطف.
منتديات ليلاس
سرعان ما عاود طريقته القاسية , فشعرت بيبا بذل عميق , فهي لم تشأ ان ينال منها بحقد وكراهية , ارادت ان تكون زوجته الحبيبة وليس اداة للانتقام, فصرخت وابتعدت عنه.
- اعتقد ان الوقت قد تأخر على الندم , فلقد واقفت مسبقاً على شروطي.
قاومت الدموع التي ترقرقت في عينيها وقالت:
- أعلم .. ولكنني آسفة.
اظلم وجهه حين قال :
- متأسفة ؟ هذا مااعتقدته أنا ايضا, فأنت تعرفين انني لن اجبرك على شيء , ولكن لماذا؟ أما زلت مغرمة بجيريمي , اذا كنت كذلك فإنسي الأمر , لأنني امهلته ثلاثة اسابيع كاملة فلو كان يحبك حقا, لاسرع لنجدتك , لكنه لا يحبك , ولذا فهو لا يستحق دموعك.منتديات ليلاس
عندها تساءلت بيبا , ألهذا السبب تركها وحيدة حتى الدقائق الاخيرة ليوم العرس؟ كي تتأكد من انها لن تحظى بمساعدة احدا ابدا. ثم تابع :
- حسنا الآن , لننهي هذه المهزلة وسنتكلم بالأمر في الصباح , سأنام في غرفة الجلوس.
راقبته وهو يخرج من الغرفة , فجلست على السرير وسمحت للدموع تنهمر من عينيها وهي تمسك بالوسادة بين ذراعيها كأنها تمسك بشوان.
ولكنها شعرت بألم في داخلها فلا شيء يحل مكان شوان , ارادت ان يعود اليها ويضمها ولكن ماذا كان يعني بانتهاء المهزلة ؟ هل كان يقصد هذه الليلة , ام قطع حياتهما معا؟
ارادت ان تخرج الى الغرفة المجاورة , لكنها لم تكن تملك الشجاعة الكافية لذلك, انها تريده ان يعرف بأنه اخطأ فهم دموعها وانه هو من تحب فقط...
ولكن هذا ليس حلا لأن علاقته بها لم تكن تلك العلاقة العاطفية الرقيقة , انها علاقة يطغي عليها طابع الانتقام وهذا ماسيزيد الحالة سوء.

كان الجو بينهما باردا عند تناول طعام الفطور في صباح اليوم التالي, فبينما شربت بيبا فنجان القهوة , بالكاد أكل شوان فطورا كاملا مؤلفا من الحليب والبيض وبعض المعجنات.
سألها ببرودة :
- ألن تأكلين شيئا؟
اجابته وهي تبعد نظرها عنه:
- كلا, فلست جائعة.
- حسنا فعلينا القيام بأمر ما لتمضية الوقت او انك تودين العودة الى الوطن؟
لمعت عيناها من الدهشة لكنها ابعدت نظرها عنه مجددا واجابت متلعثمة:
- كلا , لا نستطيع ذلك, فلن ينتقل والدي الى منزلهما قبل يوم الاربعاء.
- اذا لقد سوي الأمر , فلن اسكن مع والديك في نفس المنزل , الى اين تودين الذهاب؟
- حسنا , هناك المتحف الوطني لكنني اعتقد انه يقفل نهار الاحد.
- المتحف؟
- نعم, وهناك متحف فني وجوقة سيستاين.
- آه ... جوقة سيستاين, يجب ان نرى ذلك.
- نعم ولكنها ستكون مقفلة ايضا لذا علينا زيارة السوق القديم.
بدا غير مهتم حين قال :
- حيث الآثارات؟
- انه مكان رائع جدا, وباستطاعتنا الذهاب الى الكولوسيوم من هناك.
منتديات ليلاس
لحسن الحظ استمتع شوان برؤية الاثارات حتى انه اشترى الكتاب الخاص بالاثارات , وراح يقرأ بصوت عال المعلومات التي جاءت فيها . وقررا ان يذهبا مشيا نحو الباثيون فاتجها متبعين الخارطة التي بين ايديهم. وعندما وقع نظره على اثارت الباثيون هتف قائلا :
- آه , مدهش, مذهل رائع.
ابتسمت بيبا مسرورة من حماسه وقالت:
- حسنا , نحن لانبعد كثيرا عن البيازانافونا.
- ولكن ماذا يوجد هناك؟
- هناك ينابيع المياه المعدنية والمطاعم.
ضحك شوان من ملاحظتها وقال :
-تشعرين بالجوع الآن ؟ حسنا فلنذهب ونرى الينابيع .
أكلوا فطائر الكانيلوني وهما جالسين الى طاولة على الرصيف والشمس تستطع بأشعتها الجميلة على المباني الأثرية, وبعد ما انتهيا من تناول طعامهما , توجها الى نبع ريفي الذي رمم مؤخرا والذي يعتبر اكثر مكان رومانسي في روما .
انتهاء جولتهما دخلا الى احد المطاعم المنتشرة وتناولا الشاي , ثم تابعا سيرهما وشاهدا محلات الزهور الرائعة حتى غابت الشمس واصبحت السماء داكنة.منتديات ليلاس
لازمهما الجو الهادئ حتى ساعة تناولهما طعام العشاء في مطعم الفندق الفاخر , من ثم شربا القهوة وعادا الى جناحهما.
حين دخلا المصعد ودت لو يقترب شوان منها ويضمها بعطف وحنان وينسيا كل ماحصل ليلة امس, ولكن عندما شعرت به يقترب منها انتفضت وابتعدت عنه , لقد كرهت نفسها على فعلتها هذه فقد جعلته يبتعد اكثر من أي وقت آخر.
- اتمنى لك احلام سعيدة.
احست بالغصة تحرقها والألم يعتصر في قلبها , قالت له بصوت حزين :
- عمت مساء .
ثم استدارت ودخلت غرفة النوم .

نهاية الفصل التاسع

رائعة مشكورة على تعبك

صباح الفل ريري تأخرت عليكي حبيبتي بس عن جد ستمتعت بقراءة الفصول بالتتابع وحبيتن كتير بس بعتقد إن شوان كذاب كبير وهو بيحبها بس ما خبرها حتى ما ترفضه وتقبل فيه تحت التهديد كرمال هيك تسلم إيدك يا قمر وناطره الفصول الباقيه موفق يا رب مواااااااااااااااااااااه

تسلم ايدك يا قمر قصه جميله