حاولت التراجع بينما اشتعلت غضباً وحاولت القول :
- أيها السا...
- هيا , لماذا لا تقولينها فأنا لست خجلاً من كوني ابن سافلة , فعلاقة والدتي بوالدي كانت سعيدة على عكس زواجه من جدتك.
كان عقل بيبا مشوشاً فلم تجد الرد المناسب خاصة انها كانت توافقه الرأي ضمناً , حاولت الابتعاد عنه ولكنه احكم امساكها وراح يراقصها على انغام الموسيقى.منتديات ليلاس
احاطها بذراعيه ولم تستطع سوى ان تغمض عينيها مستسلمة له, فأحست بأن رائحة عطره تسيطر على حواسها , فقد جعلها تنسى الكون بأجمعه وبأنه الشيء الوحيد الثابت في كل الدنيا.
ناداها جيريمي فجأة , فعادت الى الواقع لتراه بين الاصدقاء في هرج ومرج.
فقال شوان بازدراء:
- لا اعتقد بأنك ستدعين هذا الحقير يوصلك الى المنزل.
قالت بوقاحة :
- ولما لا , هل اقترف شيئاً ما وتريد ابلاغ الشرطة عنه؟
- لو انني في كندا لكنت الشرطي حقاً.
- آه .. انت شرطي!.
ابتسم بشكل ماكر واجاب:
- هذا ما قلته , فليس من الممتع ان يكون المرء بصحبة شاب طائش متهور يقود سيارته بسرعة مخيفة فيعرض حياته وحياتك للخطر , انت لست صغيرة وعليك ان تعي كل هذه الامور جيداً.
منتديات ليلاس
قالت بتلعثم :
- آه, لم أكن أعلم انك شرطي.
صحح كلامها قائلاً:
- انا تحر ولكنني افكر في الاستقالة , لقد ورثت شركة كبيرة وعليّ إدارتها بطريقة صحيحة.
- طبعاً وربما عليك الانتقال الى انكلتر الآن.
ظهرت في عينه نظرة مكر وقال:
- هذا طبيعي , فبالاضافة الى الشركة , ورثت منزلاً جميلاً ايضاً, لا أعلم ربما سيختلف الأمر عن شقتي في الدور العاشر في بارك دايل فقد كانت مطلة على البحيرة حيث المشهد رائعاً , لا اعلم قد اقوم ببعض التعديلات.. هل هناك تدفئة مركزية في المنزل؟
اجابته بإستهزاء :
- نعم في بعض اجزاء المنزل ولكن لا تتردد في تهديم الأرض والجدران لتوصيل التدفئة الى بقية الاجزاء.ريحانة
- شكراً لك, كنت انتظر موافقتك, ولن اتردد في القيام بذلك.
فكرت بيبا بانزعاج بقدرته على الرد بحدة وسخرية في نفس الوقت , وكيف ان بامكانه ان يذكرها دوماً بلقائهما الاول حينما مزقت سترتها .
كانت ذكرى تلك الحادثة تعود دائماً الى ذهنها وربما كانت السبب في شعورها بالضعف كلما التقت به.
وبينما كان يراقصها, نسيت بيبا كل كلامه الساخر وتاهت في عالم الخيال متمنية ان تدوم هذه اللحظات حتى آخر دقيقة من عمرها.

في تلك اللحظات وكانما جيريمي فجأة بأنها برفقته , قفز عن كرسيه بقوة واقترب منها قائلاً:
- آه يا بيبا أين أنت ؟ ومن يكون هذا؟
قالت برجاء:
- أرجوك يا جيريمي ليس من الداعي ان يلاحظ الجميع.
قال جيريمي بغضب :
- أتعتقدين انه ليس من الداعي ؟ ابتعد عن طريقي ايها السافل , من تعتقد نفسك حتى تراقص صديقتي؟
اعتقدت بيبا في بداية الأمر انهما سيتقاتلان , لكنها سمعت شوان يقول بهدوء وبلهجة ساخرة :
- لا داعي للعراك فهي لك واعتقد انكما تناسبان بعضكما البعض كثيراً.
ثم التفت اليها ورماها بنظرة محتقرة , قال جيريمي لها حين استدار شوان وابتعد عنهما:
- من يعتقد نفسه حتى يهيننا بهذه الطريقة , سألقنه درساً لن ينساه .
قالت له بيبا برجاء:
- كلا ياجيريمي , لا تفعل بل دعه وشأنه.
اجاب مرغماً:
- حسناً سأدعه ولكن من هو على كل حال , هل تعرفينه؟
- نعم , انه ابن غرامبس ولكن غير مسجل قانونياً في سجلات الاسرة.
منتديات ليلاس
بدا على جيريمي الذهول التام بينما كان يراجع الأمر في رأسه , ثم قال:
- آه.. إذاً هو عمك.
نفت بحركة من رأسها وقالت بحدة:
- كلا, ليس عمي ولا تصلني به اية قرابة , وغرامبس كان زوج جدتي فقط.ريحانة
- عفواً , لقد نسيت ذلك فمن كان يتصور ان لهذا العجوز امرأة اخرى , مع اني سمعت والدي يتحدث عن الأمر يوماً, ربما عليّ الاعتذار منك , لكنه بدا لي وقحاً , كم وددت لو أضربه .
- كلا. لا تزعج نفسك فبالكاد أعرفه, هذا بالإضافة الى انه ليس لطيفاً بل متكبر ومتعجرف وأنا أكرهه.
انزعج جيريمي من كلامها وقال ملاطفاً:
- هل أزعجك بشيء؟ ماذا حصل خذي المزيد من العصير , ستشعرين بحال أفضل.منتديات ليلاس
اجابته بلهجة حاسمة:
- كلا لا اريد المزيد من العصير , اريد ان ارقص فقط.
في الواقع , بالرغم من ادعاء جيريمي بأن بيبا هي صديقته , لكنه منذ شهر وهو يلاحق لوسي وهي احدى صديقات بيبا , لكنه بقي مع بيبا الليلة كي يكون ضمن المتنافسين للفوز بالرقص معها.
كانت بيبا ولوسي صديقتين متقاربتين ومازالتا حتى الآن , وقد حضرتا مع الاصدقاء الى المطعم لتمضية فترة تسلية ومرح, لكن بيبا بدلاً من ذلك, ابعدت جيريمي عن لوسي وراحت ترقص معه, شعرت بيبا بالذنب لما فعلته فأدارت رأسها تبحث بنظراتها عن لوسي فوجدتها بصحبة شوان يراقصها .منتديات ليلاس
شعرت بشيء من الغيرة وتساءلت من اين للوسي ان تعرف شوان , فربما عن طريق والدها كونه مدير في شركة مورغن ولكن هذا لا يجعلهم حميمين لهذه الدرجة.

انهما يناسبان بعضهما البعض , فلوسي فتاة جميلة ذات شعر بني اللون وعينان بنيتان ايضاً كما انها كانت تحدث شوان بانسجام كبير.
اذاً لوسي هي النوع الذي يعجبه, فهي هادئة وودودة ولطيفة مع الجميع, أي على عكسها تماماً , ربما لهذا السبب دعاها شوان للرقص, فطبع بيبا الحاد والوقح هو الذي ابعده عنها.
ادارت بيبا وجهها بسرعة خوفاً من ان يراها احد تراقب شوان ولوسي , وماكان يؤلمها كثيراً وتوبخ نفسها عليه هو انها قد اعجبت بشاب يحتقرها , شاب اعتقاده الراسخ والوحيد, انها قد تلعب لعبة جدتها في يوم من الايام.
انتبه جيريمي للوسي وشوان فانزعج من ذلك وقال لبيبا :
- ان هذا المكان يشعرني بالاختناق.
وطلب من بيبا ان يتركا المكان , ولكنها هدأته وعادت به الى حيث كانا يجلسان وبالرغم من ان جيريمي اراد الرحيل لأنه كان ينزعج من رؤية أي شاب بصحبة لوسي , ومع انها كانت تشعر بالغيظ الشديد, اظهرت انها تقضي اجمل اوقاتها بين الرقص والضحك المتواصل.منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
اخذت تراقب شوان ولوسي بحسد متسائلة عن سبب انسامجمها الشديد وعن اللطافة التي يظهرها للوسي, والتي لم يظهرها لها ولا مرة.
من المؤسف انه لم يكن باستطاعتها تبرير موقفها فأي محاولة منها قد تبوء بالفشل , لأن شوان كان مقتنعاً بأنها ليست سوى فرد من تلك العائلة المتسلطة والتي تدير كل شؤونها بالاحتيال.
ادركت بيبا انه ليس عليها اتهام لوسي بسرقة شوان منها لقاء مافعلته هي مع جيريمي ولكنها لم تشعر إلا برغبة في الانتقام.
قال جيريمي بينما بدأ الجميع بالتحرك الى الخارج :
- أتعلم يابيتر انا متأكد انه سيقوم بذلك.
صمت جيريمي للحظات ثم قال بعد تفكير :
- حسناً ارجوك يابيبا قودي السيارة عني.
ابتسمت بيبا لجيريمي برضى , فلطالما كان متهوراً وغير مسؤول ولكن السبب في ذلك هو نشأته في عائلة غنية عاملته على انه الطفل المدلل منذ صغره, وفي الواقع جيريمي كان شاباً طيباً في داخله وصديق وفيّ.منتديات ليلاس
اقتنع الجميع بكلام جيريمي واتفق البعض على ان يطلبوا سيارة اجرة لتوصلهم الى بيوتهم , وسأل احدهم :
- لكن ماذا بشأن لوسي؟
اجاب جيريمي:
- يبدو انها ليست مستعدة للرحيل بعد , فهي تستمتع بوقتها.

استدارت بيبا ونظرت الى لوسي ثم تراجعت وخرجت من المطعم مع اصدقائها نحو السيارة , قادت بيبا سيارة جيريمي متمتعة بقوة محركها وخفت سيرها على الطريق, وبعد ان أوصلته الى منزله اتفقا ان تعيد بيبا السيارة لجيريمي في الصباح الباكر.
كادت بيبا تضحك بعد مااصبحت بمفردها , يا للسخرية فهي تشعر بغصة و ألم حاد في قلبها , وليس باستطاعة احد ان يشفيه سوى شخص واحد وهو الآن بين ذراعي لوسي.
فكرت بأن الوضع مضحك, لكنها شعرت في داخلها بأنها تريد ان تبكي , لأن شوان بالتأكيد سيوصلها الى منزلها ويقبلها قبلة الوداع على وجنتها , احست بنار الغيرة تنهش قلبها وهي تعيد صورتهما في خاطرها , وبينما كانت سارحة في افكارها انحرفت عن الطريق وكادت تصطدم بسيارة اخرى , فتوقفت لبرهة لتهدئ من نفسها المضطربة.
فتح باب سيارتها فجأة وسمعت صوتاً يقول:
- امجنونة أنت, كدت ان تقتلينني , كان يجب ان اعرف انك انت من يقود.
أدارت بيبا رأسها فوجدت شوان امامها. ثم تابع قائلاً:
- لم يكن علي ان أتوقع احداً غيرك فأنت لست سوى متعجرفة أنانية لا تهتم سوى بنفسها, حتى انك تحاولين خداع البوليس بوضعك حزام الامان على جنب واحد.منتديات ليلاس
- لقد وضعته ولكنه انزلق.
لم تنتبه بيبا لانزلاق حزام الامان فلابد ذلك قد حصل فيما كانت شاردة الذهن.
- انتظري هنا ولا تتحركي سأركن سيارتك الى جانب الطريق وأوصلك الى المنزل.
قالت بصوت عال:
- لن تجرؤ على لمس هذه السيارة فليس لك الحق بذلك.
- اسمعي يا آنسة , لقد ضقت ذرعاً منك , كلمة اخرى وسأضربك ضرباً مبرحاً, الأمر الذي سيبقيك في السرير لاكثر من اسبوع .
- ايها الأخرق , اكرهك.
ابتسم بسخرية وقال:
- افعلي ما أقوله وإلا جعلتك تشعرين حقاً بماتفوهت به.

نهاية الفصل الثالث

تسلم ايديك يا أميرة الورود ............. ريحانة الرواية مشوقة والبطل كتييييييييييييييير شايف حاله واللي يسلمك لاتتأخري علينا