كاتب الموضوع :
خوآآطر إنسآآنة
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: لحظات أخيرة
♫♥♫ ♥♫البارت التاسع♫♥♫ ♥♫
تَبْدُو مُخِيفَهْ سُرْعَةُ الأيّـآمْ . .
تَجْرِي بنَـآ دُونَ أنْ نَشْعُرْ . .
تَمْشِي بـ أقْصَـى عَدّآدِ سُرْعَتِهَـآ وَ تَفْلِتُ مِنّـآ كَـ قِطْعَةِ صَـآبُونْ . .
نُمْسِكُـ بهَـآ فَـ تَنْزَلِقُ مِنْ أيْدِينـآ . .
تَسِيرُ الأيـآمْ وَ نَحْنُ لآ نَدْرِي . .
ثُمّ نَتَفَـآجَأ أنّنَـآ وَصَلْنَـآ لِـ نِهَـآيَةِ أيّـآمِنَـآ وَ نَحْنُ نَشْعُرُ أنّنَـآ لَمْ نَبْدأ بَعْدْ . .
وَ لَمْ نَمْنَحْ أنْفُسَنَـآ فُرْصَةَ التّزَوّدْ الكَـآفِيَهْ للحَيَـآةْ الآخِرَهْ . .
رد جاسر في صرامة : أنا داري إنها مو موافقة بس الموضوع لمصلحتها .. وخلاص الملكة يوم الخميس الجاي .. صوت تكسير .. وسقوط جسم علي الأرض .. وشهقة فزع .. هذا كل ما أتذكره قبل أن أغيب في دوامة عميقة .. وظلام دامس ..!!
ظللت علي هذه الحالة لمدة لا أعلمها .. وعندما بدأت أستعيد وعيي أحسست بأصوات من حولي تخفت وكأنهم شعروا بأنني إستيقظت .. فتحت عيني ببطئ لأجد عمي جاسر وزوجته أسماء وعمتي هاجر ينظرون لي في قلق ... قلت وأنا أمسك رأسي الذي يكاد يتفجر من الصداع : عمي وش اللي حصل ؟؟ .. قال وهو مازال ينظر لي في قلق : أغمي عليك فجأة وإنتي ماسكة كاسة الميه بس الحمدلله الكاسة لما وقعت من يدك خدشت يدك خدش بسيط .. نظرت ليدي الملصق عليها لاصق طبي .. ونظرت لعمي الذي عاد يسألني : وش تحسين فيه .. تبين نروح للطبيب .. قلت وأنا أبتسم في إرهاق : لا مافي داعي .. أنا حاسة بصداع ورح اخد حبة باندول وأتحسن إن شاء الله .. نظرت لي عمتي هاجر وقلت وهي تحتضن يدي : قلقتينا عليكِ يا بنتي .. ليه تتعبين نفسك كذا .. قلن وأنا أربت علي يدها : خلاص يا عمتي أنا بنام وبصحي أحسن إن شاء الله .. قالت أسماء وهي تخرج من الغرفة وتحسب عمي وعمتي معها : ببعت لك الباندول وعصير مع الشغالة .. وعندما خرج عمي وعمتي قالت بصوت خافت : أنا عارفة إنك سمعتي كلامي مع عمك بس لا تخافي ما يصير إلا اللي يرضيكِ .. ولما تصحي نتكلم أوكيه .. قلت : بإذن الله ... وعندما خرجت أحسست بأنني أعود إلي عالم الأحلام ورحبت بذلك العالم البعيد كل البعد عن الواقع المعقد ....
آلـﺤُــﻠﻢ ﻫُﻮَ ﻣَﺤَﻄـَـــّﺘـُﻨـَﺂ ﺁﻟﻮَﺣـــِﻴﺪَﺓ
ﻟـِﻠــْﻬﺮُﻭﺏ ﻣــِﻦَ ﺁﻟﻮَﺁﻗـــِﻊ!
ﻓَﺂﻟﻮَﺁﻗـــِﻊ ﻫــُﻮَ ﺁﻟﻘــِﻄَـــﺂﺭ ِﺁﻟﻤــُﺴــْﺮﻉ
ﺍﻟـّﺬِﻱ ﻳـَﺪُﻭﺱُ ﻋـَﻠـَﻰ ﺃﺣـَﻶﻣﻨــَﺂ ﻭَﻳـَﻤـْﻀـــِﻲ..!!
أستيقظت علي ضوء الشمس الذي يخترق زجاج النافذة في رقة كي يلقي بأشعته علي وجهي .. ويضئ الكون معلناً بداية يوم جديد مفعم بالأمل وملئ بالأحلام .. وعلي ذكر الأحلام تذكرت ما حدث ليلة أمس والذي كان كالكابوس المزعج ... وللحظة تخيلت أن ما حدث بالأمس كان حقاً كابوس مزعج ومر علي خير ولكن .. عندما نظرت إلي يدي لأجد اللاصق الطبي الذي يضمد يدي علمت أن ما حدث كان حقاً واقع وليس خيال ..
أخذت حماماً دافئاً كي يطرد أثار الصداع ويطرد أي أثر للأحداث المزعجة التي حدثت بالأمس ... إرتديت ملابسي ونزلت لأسفل كي أطمئن عمتي هاجر وعمي جاسر فأنا أعلم أنهم في شدة القلق الأن ... عندما نزلت وجدت الجميع يجلس في الطابق السفلي منتظرين إياي ,, ألقيت السلام .. وجلست بجانب عمتي هاجر .. قال عمي جاسر : كيفك الحين .. قلت : أحسن الحمدلله .. قال : تدوم الصحة .. ثم أردف في تردد : أمل أسماء قالت لي إنك سمعتي الكلام اللي دار بينا .. نظرت إلي أسماء التي بادلتني النظر في تشجيع .. قلت : يا عمي أنا ما بفكر أتزوج ... علي الأقل في هالأيام .. قال في حنان : بس يا بنتي الوقت بيمر وعمك منصور خايف عليكِ من السفر لوحدك .. قلت : بس أنا راح أسافر مع خالي .. قال بس خالك ما بيضل معاكِ طول الوقت وأنتي أكثر شخص يعرف ظروف عمله هناك .. قلت : بس يا عمي أنا بدي أخدم بلدي ... وأنا قضيت عمري عشان أحقق هالحلم .. وبدأ صوتي في الخفوت ودموعي تهدد بالإنهيار .. قال لي عمي في حنان : يا بنتي إفهميني فارس متفهم جداً وممكن يسمح لك تسافري هناك وإنتي عارفة إنه بيسافر ويتطوع في منظمات إغاثة وأكيد ما بيرفض .. أومأت برأسي في يأس .. وأخذت الأفكار تدور في رأسي بسخرية .. هل ما يتكلمون عنه هو فارس حقاً .. فارس الذي كاد يقتلني بدون أدني تردد لمجرد شكوك تملأ رأسه .. هل فارس حقاً هو الذي سيجعلني أسافر لبلدي .. يالسخرية القدر عندما أوشكت أخيراً علي تحقيق حلمي يأتي ذلك الفارس كي يحطم كل شئ .. لماذا ؟! .. لماذا الكل يقف في صفه ويصفونه بتلك الصفات الخيالية التي لايمكن أن تتواجد في شخص مثله .. لماذا يضغط الكل علي كي أوافق .. لماذا تترجاني عمتي هاجر بتلك النظرة البائسة التي تذيب قلبي .. تلك النظرة التي تبدو كنظرة أم تري إبنتها ترتكب الأخطاء وتأبي أن تفعل الصواب .. ولماذا تلح علي جدتي وتذكرني بوصية أبي الذي كان يقول أنه يود دائماً أن يزوجني من أحد أبناء عمي منصور .. لماذا يضغطون علي الأوتار الحساسة في قلبي .. لماذا يستغلون حبي لهم .. لماذا .. لماذا ... لماذاااااااااا ؟؟!!
في المساء وبعد أن إتصل خالي ووجدته هو الأخر يؤيد زواجي من فارس .. أغلقت الهاتف وجلست .. طويت ركبتي إلي صدري وأسند جبهتي علي ركبتي .. واخذت أفكر بعقلانية تامة .. حقاً يمكنني أن أتزوج من فارس وإذا لم يتفهم الأمر عندها يمكنني أن أطلب الطلاق وسيكون معي عذري .. يمكنني أن أوافق وتلقائياً وجدت نفسي أفكر في أنه يمكنني أن أنجب أطفالاً أعلمهم حب فلسطين .. يمكنني أن أعلمهم أن يحبوا فلسطين كما يحبون المملكة .. يحبونها كبلد شقيق يعاني من النكبة و العدوان .. إن الفكرة تبدو رائعة ولكن ما ينغص الأمر أن فارس هو من سيكون والد هؤلاء الأطفال .. حسناً سأوافق وليكن ما يكون ..
فأحياناً بعْضُ الْمُنْعَطَفَاتِ قَاسِيَة , وَلَكِنَّهَا إجْبَارِيَّة لـِ مُوَاصَلَةِ الطَّريِقِ …. !
صليت صلاة الأستخارة ووجدت نفسي مرتاحة تماماً إلي الأمر .. وأخبرت عمي في خجل أنني موافقة .. ولم أدر كيف يهتمون لهذا الموضوع إلا عندما رأيت البسمة التي غمرت وجوه الجميع عندما أخبرتهم بقراري .. ولدهشتي وجدت كل ترتيبات الزواج تجري بسهولة ويسر ونتائج التحاليل لا تشير إلي إصابتي بأي مرض علي الرغم من مرض أمي الذي قال الأطباء بأنه يمكن أن يورث إلي .. وهذا أحد الأسباب التي كنت من أجلها أرفض الزواج ... وهكذا تم الإتفاق علي أن تكون الملكة يوم الخميس ويكون العرس بعد شهر ...
تمت الملكة بسلام ولا زلت أستغرب ذلك الشعور العارم بالإرتياح الذي راودني عندما وقعت العقد ... وقد رفض فارس أن يراني وإرتحت لذلك القرار فقد كنت متوترة وأحمل بعض الشكوك بالنسبة لشخصية فارس العصبية والتي يقول عنها الجميع أنها تغيرت تماماً .. وبعد الملكة لم أذق طعم الراحة فقد تولي كل من أسيل وسارة ومرام ومشاعل التي عادت إلي المملكة خصيصاً من أجلي .. تولي الجميع ترتيبات الزواج وذابت قدماي في المولات ومحلات التسوق من أجل شراء الملابس ولوازم الزواج .. أما الفتيات فكن عبارة عن شعلة من النشاط .. كل واحدة منهن تريد أن تريني ذوقها الخاص في الملابس مع مناوشات لاتنتهي بين مرام وأسيل كالعادة .. أما مشاعل فقد جاءت إلي حجرتي وسألتني في هدوء عما إذا كنت مجبرة علي الزواج من فارس .. ترددت قليلاً قبل أن أخبرها فــ فارس مهما حدث يظل أخيها .. ولكن عندما أخبرتها بكل مشاعري لم تبدِ أي تذمر وسألتني في حنان عن شعوري الأن .. أخبرتها أنني وافقت دون أدني إجبار.. إحتضنتني في سعادة وهي تخرج من الغرفة وأكدت لي أن فارس تغير منذ أخر موقف حدث بيننا وشيعتها أنا بإبتسامة .....
الزواج يقترب في سرعة والتوتر يتكمن مني أكثر فأكثر ... وفي كل لحظة أتذكر قول الكريم " وعسي أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم " ... ربما كان ذلك الزواج سيغير الكثير في حياتي .. ربما تغير فارس للأفضل كما يقولون .. !
وأخيراً جاء اليوم الموعود ( يوم الزفاف ) ... والتوتر يتملكني من أقصاي إلي أقصاي ... ولم تنجح مزحات مرام وأسيل في التخفيف من توتري .. وحينما رأتني مشاعل علي هذه الحالة .. أخذت تهدأ من روعي بكلماتها المطمئنة ... وشيئاً بدأت أطمئن وأبتسم للمدعوين وأرد علي التهاني بصوت خفيض .. إلي أن حان موعد دخول فارس ورأيت معظم من في القاعة يضعون أغطيتهم .. عاد التوتر إلي بقوة .. وأخذت يداي ترتجفان ولم أعد أسمع أصواتهم إلا همسات بعيدة وإنصب كل تركيزي علي صوت فارس فقط .. أحسست به يقبل رأسي ويقول بضعة كلمات للتهنئة .. وتمتمت بكلام غير مفهوم رداً عليه .. وعند السيارة همست مشاعل في أذني قائلة : رح بتشوفي إنه تغير خصوصاً من نحيتكــ ... وغمزت بعينها قائلة : بأتصل عليكِ الصبح .... ركبت السيارة وقد خف الإرتجاف قليلاً وساد الصمت بيننا إلي أن وصلنا إلي الفندق .. وصعدنا إلي الجناح المخصص لنا وذهبت أنا فوراً لأغير فستان الزفاف فقد كان الجو حاراً والفستان ثقيل ويقيد حركتي ... وعندما خرجت لم أجد فارس أخذت أتلفت كي أبحث عنه ولكني أيضاً لم أجده وعندما إلتفت لأبحث في الغرفة الأخري وجدته واقفاً خلفي ... تراجعت في دهشة ونظرت إلي عينيه في محاولة مني كي أفهم سر هذه النظرة الغريبة .. وحينما مد يده نحوي تيقنت أنه حتماً لم يتغير وأنه مازال نفس الشخص القديم .. عصبي , متهور , و...... قاسي !!
إلي اللقاء يوم الأحد القادم .. إلي أن ألقاكم مرة أخري .. أترككم في رعاية الرحمن ♥
♥♫ خوآطر إنسآآنة ♥♫
|