كاتب الموضوع :
خوآآطر إنسآآنة
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: لحظات أخيرة
البـــارتـــ الخــآمـــس
•·.·´¯`·.·••·.·´¯`·.·•
فلسطين ..
تبكي طعنات السنين ..
وعزة فخر الشهداء والمناضلين ..
وظلم العرب لأنفسهم والمستعمرين ..
فلسطين ..
لغةً مقهورة في شفة طفل حزين ..
موت امرأة تحت أقدام الظالمين ..
واندثار وتمزيق أشلاء أطفال من الرحم قادمين ..
فلسطين ..
تبكي ...
وتبكي كالمساكين ..كالمحتاجين
كالذليل الذي تحتقره أنظار الحاضرين ..
كتوهج حارقٍ ألهب ببيداء الغارقين ..
يا مجدا كانت واليوم أمست أطلال من وحل وطين ..
فلسطين ..
مسرى نبي الله الأمين
وحضارات يشهد لها جل العالمين ..
وأمومة تنهشها أنياب الحاقدين الغادرين ..
وأنوثة تمزقت على أيدي الكافرين ..
اغتراب .. وعذاب .. واضطهاد ..
واندثار في فلسطين ..!!
وهنا مهرجانات ..
واحتفالات تمليء شوارعنا فرحين ..
فلسطين ..
نهر يضج بالدماء ..
وسيدة تلد الشهداء ..
وأرض نبتها الأوفياء ..
وقاعة عرض قتل الأبرياء ..
وسيدة الموت بأجيالها ترهب الأعداء ..
لكِ الله يا فلسطين ...
•·.·´¯`·.·• •·.·´¯`·.·• •·.·´¯`·.·• •·.·´¯`·.·•
طوال الرحلة والهدوء مخيم علي الطائرة وقد نامت أمل منذ فترة .. إستغرقت الرحلة فترة طويلة لأن الطيار حاول تفادي الرادارات.. وعندما حان موعــد الهبوط أيقظتها كي تربط حزام الأمان .. إستقيظت وفركت عينيها وقالت وبصوت ما زال يغلب عليه النعاس : هل وصلنا ؟ , قلت في حنان : نعم هيا إربطي حزامكــ فسنهبط بعد قليل , تألقت عينيها بفرحة وقالت : حسنا , هبطت الطائرة بهدوء فأمسكت يدها ونزلنا والمربية تنزل خلفنا , لم يكن هناك إجراءات تذكر لأن المطار كان خاصا , كانت الساعة حوالي العاشرة صباحا عندما إنتهت إجراءاتنا وفي إستراحة المطار الأنيقة صليت الفرض الذي فاتني وأكلنا وجبة خفيفة .. ثم خرجنا من المطار , وقفنا قليلا ولمحنا شابا يقف بجوار سيارة ويلوح لنا من بعيد , شهقت أمل بفرحة وأخذت تركض وهي تقول بفرحة : عمــــــــــــــــــي جــــــــــااااسر , رأيت الشاب يسرع لمقابلتها ويرفعها عن الأرض وهي ما زالت تطلق صرخات طفولية مملوءة بالفرحة , وقالت وهي تخلع عنه نظاراته السواداء : عمي ليش أنت ما جيت عشان تزورنا مو أنت وعدتني .. أصلا أنا زعلانة منك كتير ورح أخبر جدتي عنكــ وأخليها تضربكــ بعصاتها لين ما تخليك تبكي >>> ملاحظة : الحوارات بين الأشخاص - ما عدا أحمد - ستكون باللهجة السعودية حتي يمكنكم تخيل الأحداث بصورة أوضح :) >>> .. رأيته يشهق بفزع مصطنع ويقول : أفااا أهون عليك يا أمل .. كذا تبين أمي تضربني وتكسرني وأضل في المستشفي مريض وما حد يقدر يوديكــ الملاهي , قالت وهي تضع يديها علي فمه كي تمنعه من الكلام : خلاص بعيد الشر عنكــ ثم أردفت وهي تبتسم : بعدين لازم ألقي حد يوديني الملاهي , نظرت لهم في دهشة فقد كانت الفتاة تتحدث اللهجة السعودية ببراعة وتتحدث اللهجة الفلسطينية بإتقان أيضا يبدو أن والدتها كانت حريصة علي تعليمها لغة بلدها , إلتفت إلي الشاب ومد يده مصافحا وقال : أسف يا أخ أحمد أمل نستني نفسي .. مددت يدي وتأملت في ملامحه كان يبدو في أوائل العشرينيات , مرحا ويحب إبنة أخيه جدا كما هو واضح تنهدت بإرتياح فقد أصبحت الفتاة في أيدي أمينة الأن .. وقلت في هدوء مرحبا بكــ يا سيد جاسر يسعدني لقاءكــ , نظر لي في دهشة وقال : ليش تتحدث بالعربية الفصحي .. كان كل من يلقاني يسألني نفس السؤال حتي إعتدت عليه , قلت : لقد قضيت معظم طفولتي في بلد أجنبي وقد إعتاد معلمي للغة العربية أن يحدثني دائما بالفصحي وقد حافظت عليها عندما قدمت إلي هنا فهي توحد كل اللهجات كما أنها لغة القرآن الكريم .. نظر لي وقال بإبتسامة : ربنا يقوي إيمانكــ ثم إستطرد قائلا : يلا الأهل ينتظرونا في البيت كلهم مشتاقين للحلوة أمل وما يدرون إنها جات بس عشان تروح الملاهي ,, شهقت أمل في فزع وقالت : بس أنا ما قلت كذا أنت تقول كلام من عندك , قال عندما رأي فزعها : خلاص خلاص أمزح معاك لا تسوين في نفسك كذا .. قالت في غضب : والله لأعلم جدتي عليك وأخليك تنام اليوم مع العمال في الملحق .. رد عليها عمها يستعطفها بلهجة مضحكة وهي تصد عنه في غضب .. وإزددات راحتي فأهلها يهتمون بها كثيرا .. وهي يبدو عليها أنها تبادلهم هذا الحب وأخيرا لقد وجدت بيتا مستقرا .. فقد لاقت كثيرا وأن الأوان أن تعيش طفولتها بعيدا عن الحروب والإنفجارات .. قلت لجاسر : لو سمحت أخي أريد أن أنزل عند فندق (.....) لقد حجز لي ياسر جناحا هناك , قال جاسر وهو يحلف : لا والله ما تروح الفندق البيت واسع وإحنا أصلا مجهزين لك جناح عندنا وبعدين أمي تبي تشكرك علي إهتمامكــ بأمل .. قلت في سرعة : لا شكر علي واجب .. و غرقت في مقعدي أتأمل معالم الطريق .. وأفقت من تأملي علي صوت جاسر وهو يقول : أخيرا وصلنا يلا يا برنسيس أمل إنزلي الكل منتظركــ من الصبح .. رفعت نظري إلي المنزل وعقدت الدهشة لساني فــ لم يكن هذا منزلا لقد كان قصرا فخما تحيطه حديقه واسعة تضم العديد من أحواض الزهور وفي الطرف البعيد نافورة زجاجية تتألق تحت أشعة الشمس وتضفي علي المكان طابعا ساحرا , وأرجوحة أطفال يقف عندها حوالي خمسة أطفال وما أن لمحوا السيارة حتي أخذوا يتراكضون في فرح وتتعالي صياحتهم المرحة وهم يتسابقون وقفزت أمل كي تلاقهم وهي تشاركهم فرحتهم .. نظرت إليهم في حنان ممزوج بالحزن فلو كانتــ إبنتي علي قيد الحياة لكانت الأن مثلهم ولكنها الأن عند من هو أرحم بها مني .. دعوت لهم بالرحمة ووقفت خلف جاسر الذي أخذ ينظر إلي الأطفال بسخرية وهو ينظر إلي الأطفال الذين يحتضنون أمل في سعادة ويتحدثون سويا وقالت إحدي الفتيات : أمل وش رأيكــ تنامين اليوم بغرفتي أنا خبرت أمي وهي وافقت , قالت أخري في غيرة : لا وشلون تنام عندكــ في غرفتكــ المليانة دباديب وألعاب وكأنكــ بزر لا هي راح تنام عندي صح يا أمل ؟؟ , قاطعهم جاسر بإستهزاء وقال : وش كل هذا الحب شوي وتجوني تصارخون علي بعض وكل منكم تبي التانية تتحرم من المصروف أو تتحبس بغرفتها .. ثم إلتفت إلي إحدي الفتيات و قال : وأنتي يا أسيل تقولين علي مرام بزر وتحب الدباديب ومدري شو وأنتي ما سويتي أخوك عبدالرحمن أبو الأربع سنين ولا تبين أذكرك ,, وهمس في أذنها ببضع كلمات جعلتها تصارخ عليه في غضب وقالت : لااااااااا والله ما حصل أصلا عبدالرحمن يكذب عليكــ .. لم يعرها جاسر إهتماما وقال لي : يلا الجماعة ينتظرونا في الداخل .. تراكض الأطفال أمامنا وسابقونا إلي الداخل .. دلفنا إلي داخل القصر فأحسست برعشة في جسدي فالجو في الداخل يميل للبرودة بسبب أجهزة التكييف بينما في الخارج حار جدا , كيف يحتملون هذه الحرارة ..!! ,, سلمت علي جميع أفراد الأسرة الذين إستقبلوني في ترحاب كبير .. وقالت إمرأة كبيرة في السن يبدو أنها والدة جاسر : مشكور يا إبني علي إهتمامك بأمل .. قلت في سرعة : لا شكر علي واجب إنها مثل إبنتي تماما .. نظروا لي في إستغراب إندهاشا من لهجتي فشرح لهم جاسر الأمر في سرعة .. ثم قال لي : راح نتغدي وأصلكـ جناحكــ عشان ترتاح .. نظرت له بإمتنان فقد كنت حقا في حاجة إلي الراحة فالأحداث التي جرت في الساعات الأخيرة أرهقتني تماما .. وبعد الغداء أوصلني جاسر إلي جناحي وقال لي : لو إحتجت أي شئ إضغط علي الجرس والخدامة راح تجيكـ .. شكرته بخفوت ودلفت إلي الجناح الفخم الذي يضاهي الفنادق الكبري .. وبدلت ملابسي وأخذت حماما سريعا وإستلقيت علي السرير أفكر في ياسر وما الخطوة التالية التي ينبغي علي إتخاذها وبينما أنا أفكر غرقت في النوم دون أن أشعر ... وعندما إستيقظت كانت الساعة قد تجاوزت الخامسة .. توضأت وصليت العصر وإرتديت ملابسي ووضعت دبوسا صغيرا عليه علم فلسطين علي جيب القميص وهي عادة إعتدتها من زمن بعيد .. وعندما نزلت وجدت جاسر وأخويه الأكبر منه : فهد , ومنصور يتحدثون سويا .. ألقيت عليهم السلام وجلست في حذر وأنا أسمع ترحابهم بي ودعوتهم إياي للمشاركة معهم في الحديث .. أخذت أستمع إلي حديثهم وأشاركهم بكلمات مقتضبة .. ثم أخذت أفكر في الخطوة التالية .. وكيف يمكنني أن أخبرهم عن موت ياسر الذي كان - كما يبدو من كلامهم - عزيزا عليهم جميعا ويعتبرونه فردا من أسرتهم .. وما الذي ينبغي علي فعله الأن .. وإبتلعت غصة في حلقي فلا يمكنني إلي الأن إستيعاب أن ياسر قد مات.. ذلكــ الصديق الوفي الشجاع قد رحل أيضا مع من رحلوا .. وإستجمعت قواي وقاومت عبراتي وأستغرقت في التفكير مرة أخري .. هل أبقي في المملكة بجانب امل التي لا تبدو في حاجة إلي .. أم أعود إلي فلسطين .. وبينما أنا غارق في التفكير سمعت صوت هاتفي ينبأ بوصول رسالة جديدة .. فإلتقطته في لهفة وفتحت الرسالة إلتهمت حروفها في سرعة .. ثم شهقت في دهشة .. فقد كان محتوي الرسالة مدهشا تماما ...!!!
•·.·´¯`·.·• •·.·´¯`·.·• •·.·´¯`·.·• •·.·´¯`·.·•
إلي أن نلتقي مرة أخري .. لا تنسوا إخوانكمــ في فلسطين وسوريا من دعائكمــ .. اللهم إنصرهم علي أعدائهم يا الله
آمـــيــن
•·.·´¯`·.·• •·.·´¯`·.·•
خـــوآآطــــر إنــســــآآنـــة
|