كاتب الموضوع :
خوآآطر إنسآآنة
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: لحظات أخيرة
يالغوآآلي
أعتذر عن التأخير والبآآرت بيكون صغير لأني كنت مشغولة بالإمتحآآنآآت
(( بين الحلم والواقع فاصل صغير قد لا ننتبه له فتختلط علينا الأمور ))
أحيانا تعاندنا الحياة ويخالفنا القدر فيأخذ منا ما نشتهي ويعطينا ما لا نريد ولكن ماذا نملك نحن من أمرنا وكيف يمكننا مخالفة الحكمة الإلهية " تؤلمنا الأقدار لكننا نؤمن أنها خيرة " .
سيظل الحزن بدرا يعم نوره مملكتي فلا يترك شخصا حتي يصيبه بعضا من قبسه فاسترح يا قلبي فالأمر مقدر ومكتوب ......!
صمت قاتل وسواد قاتم ,أتلمس الظلام الذي أصبح ملموسا الآن وكأنه جاثوم يكبت علي صدري , أتحرك في
هلع محاولا إدراك أين أنا , وبدأت بقعة من الضوء تظهر أمامي فأركض إليها في سرعة وتبدأ هي في النمو
والإتساع لأري خلفها شبحين لشخصين مبهمين فأزيد من سرعتي كي أدركهما , لتظهر فجأة إبنتي
وزوجتي كما تركتهما منذ فترة , وما زالت أحلام ترتدي ذلك الفستان الوردي الهادئ وتلوح لي في سعادة ,
وما زالت زوجتي تبتسم في حنان وهي ترمقني في إرتياح لتقول في لهفة : أخيرا عدت لقد إنتظرناك كثيرا
يا أحمد !! , تتزايد خطواتي في سرعة وبالرغم من هذا يبدون بعيدين أيضا فأنظر إليهم في رعب لأري الدم
يسيل من رأس زوجتي وهي تصرخ , وأري إبنتي تمسك رقبتها في هلع وهي تنادي إسمي دون أستطيع
الحركة وأحاول مواصلة الركض لأري قدماي ملتصقتان بالأرض , لأنظر إليهما في قلة حيلة وأنادي بإسمهما
بكل قوتي ...............
إنتفضت من علي الفراش في رعب وما زلت أنادي إسمهما لأري نفسي في مكان غريب واللون الأبيض
الموحي بالنظافة والسكينة يغمر المكان لتدخل إحدي الممرضات وهي تنظر إلي في دهشة ثم تقول في
سرعة : يا دكتور لقد إستيقظ المريض الذي في العنبر خمسة !!
إستمعت لها في دهشة وهي تقول المريض !! أحسست فجأة بألم قوي في رأسي فرفعت يدي أتلمسه
في حذر فتحط يدي علي ملمس الضمادات الناعم , أعدت رأسي إلي الوسادة وأنا ما زلت أتذكر ذلك الحلم
الغريب الذي نسيت معظمه بمجرد إستيقاظي والإسم الذي نطقته في حلمي ... أحلام ..احلام .. إبنتي
أحلام !! ليعود كل شئ لذاكرتي بسرعة البرق ..منزل متهدم .. سيارات إسعاف ... صراخ نساء ..ليستقر
ذهني علي المشهد الأخير .. ضربات قنابل وإطلاق نار متبادل .. والرفاق يتساقطون واحدا تلو الأخر .. ثم
إظلام تام .. لقد إعتبرت نفسي ميتا في تلك المهمة لقد كانت مهمة إنتحارية ولم أكن أتوقع نجاتي بأي
حال .. ولكنها قدرة الله ربما أطال في عمري لسبب يعلمه .. قطع حبل أفكاري دخول الدكتور مع الممرضة
التي خرجت قبل قليل لينظر لي الدكتور ويقول بإبتسامة مهنية : حمدا لله علي سلامتك .. نظرت له وقلت
بلهجة حذرة : منذ متي وأنا هنا ؟؟ .. فرد قائلا : منذ يومين فقط .. يمكنك أن تخرج بعد أربع وعشرين ساعة
.. قلت في شرود : حسنا .. فخرج الطبيب وهو مازال يملي بعض التعليمات علي الممرضة ... دون أن
أتمكن من سؤاله عمن أحضرني إلي هذا المكان ..
إستغرقت في نوم عميق لأستقيظ علي صوت بكاء طفولي وصرخ طفلة تنادي أحد ما .. أصغت السمع جيدا
فوجدتها تنادي أمها بصوت باكي حزين يمزق نياط القلوب : أمي أرجوك لا تتركيني , سأكون طفلة مهذبة
وسأطيع كلامك أرجوك أمي .. أرجووووووك ..
سقطت دمعة من عيني وأنا أتذكر إبنتي وزوجتي لقد كانت خسارة فادحة لي .. ومازال صوت الطفلة
الباكي يدوي في الخارج مختطلا بصوت تهدئة الممرضات الذين يحاولون إسكات الطفلة بلا جدوي ..
وضعت قدمي علي الأرض بحذر وأنا أشعر ببعض الدوار وفتحت باب غرفتي : لأندهش من رؤية الممر الفخم
الذي يدل علي أننا في مستشفي خاص .. ومازلت مندهشا من كيفية مجيئي إلي هنا .. ونظرت إلي
الممرضات اللاتي تجمعن حاول الطفلة يحاولن إسكاتها .. إقتربت منهم وأنا أقول : إسمحوا لي من فضلكم
.. إبتعدن في حذر وواحدة منهم تقول يا سيد أحمد لا ينبغي أن تخرج من غرفتك .. فلم أجب ونظرت إلي
الطفلة في تساؤل .. فقلت الممرضة بهمس : لقد توفت والدتها الحين .. قلت في تأثر : وأين والدها أو
أقربائها .. قالت بشفقة : إن والدها متوفي أيضا ولا نعرف طريقا لأقربائها .. نظرت إلي الطفلة في تأثر
وركعت إلي جوارها وقلت في هدوء : لماذا تبكين يا صغيرتي ؟! .. قالت وهي مازالت تصرخ : أريد أمي ..
إجعلهم يأتون بأمي أرجوك .. نظرت لها في حزن وقلت : حسنا تعالي معي وسنذهب إلي أمك .. نظرت
لي في حذر وقد توقفت قليلا عن البكاء وقالت : حقا سنذهب لنري أمي ؟ ... قلت وأنا أشعر بغصة في
حلقي : نعم تعالي هيا ... نظرت لي أحد الممرضات وقالت: شكرا لك يا سيد أحمد فقط إجعلها تهدأ إلي
أن يأتي خالها .. رفعت نظري للممرضة وقلت في دهشة : ولكنكم قلتم أنه ليس لها أقارب .. قالت
الممرضة : لا إن خالها موجود وسيحضر بعد دفن أخته وعلي كل إن السيد ياسر متعلق بهذه الطفلة كثيرا
... قلت لها في تساؤل : السيد ياسر عبدالرحمن .. قالت بإرتياح : نعم هل تعرفه .. قالت وأنا منغمس في
التفكير : نعم إنه صديقي .. قالت بإبتسامة : هذا جيد يمكنك أن تجلس معها إلي أن يأتي ... أومأت
برأسي وأمسكت بيد الطفلة لأقول لها بلهجة مهدئة وأنا أري ملامح القلق مرسومة علي وجهها :
سنذهب لنري ماما الأن ولكن أخبريني ما إسمك ... قالت في سرور : إسمي ( أمل ) والأن أسرع لنري
أمي ... أمسكت بيدها وأنا ما زلت شارد الذهن واستدرت عائدا إلي غرفتي لأصطدم بأحد الأشخاص
وأتراجع بألم وأرفع رأسي إليه وأراه يرفع رأسه ويتمتم بإعتذار خافت و ما أن رأيت ملامحه وتأملته في
دهشة حتي صرخنا معا في نفس اللحظة : أنت ؟؟!!
إلي هنا ينتهي البارت إلي أن تلتقي في أمآآآن الله
الوضع في فلسطين لم تعد تكفي لوصفه الكلمات لأن الكلمات أصبحت الكل/مات!!
|