لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب > روايات أونلاين و مقالات الكتاب
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات أونلاين و مقالات الكتاب روايات أونلاين و مقالات الكتاب


زورانكا ـ د.أحمد خالد توفيق

هلا بيكم أخواتي وإخواني كنت بصدد نقل رواية قصيرة متسلسلة للدكتور أحمد خالد توفيق وسأنقل لكم أول بارت اليوم وإذا حازت علي إعجابكم سأنقل لكم

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-05-13, 12:21 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2013
العضوية: 253473
المشاركات: 788
الجنس أنثى
معدل التقييم: خوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1101

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
خوآآطر إنسآآنة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
Newsuae2 زورانكا ـ د.أحمد خالد توفيق

 





هلا بيكم أخواتي وإخواني




كنت بصدد نقل رواية قصيرة متسلسلة للدكتور أحمد خالد توفيق وسأنقل لكم أول بارت اليوم وإذا حازت علي إعجابكم سأنقل لكم البارتات بإنتظام

 
 

 

عرض البوم صور خوآآطر إنسآآنة   رد مع اقتباس

قديم 22-05-13, 12:29 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2013
العضوية: 253473
المشاركات: 788
الجنس أنثى
معدل التقييم: خوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1101

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
خوآآطر إنسآآنة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : خوآآطر إنسآآنة المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي رد: زورانكا

 



زورانكا



البارت الأول

يقع البيت في شارع جايزكالنس. يمكنك أن ترى نهر جاوجا على بُعد أمتار
ليس شارعا بالضبط، بل هو طريق مرصوف بالحجارة الصغيرة على غرار شوارع كثيرة في لاتفيا
المكان والوجوه والجو العام يذكّرك بالحرب العالمية الثانية، حتى تتوقع أن ترى دبابات البانزر الألمانية تبرز لك عند خط الأفق

الوجوه كالحة والابتسامة نادرة؛ هناك جو عام من الخشونة وافتقار لروح الدعابة، لكن لا ننكر أن النساء فاتنات، يخيّل لي أحيانا أن الصورة المثلى للنساء خلقت هنا، ثم ارتحل بعضهن للشرق فاصفرّ لونهن وارتحل بعضهن إلى إفريقيا حيث أحرقت الشمس بشرتهن فاسودت. بعضهن رحلن إلى أوروبا فازددن شحوبا، المهم أن الأنثى الحقيقية الجديرة بالمعاجم تعيش هنا

عند مدخل الدار، يمكنك ساعة الغروب أن ترى العجوز "هيلموت بولوديس" يجلس على كرسيه الهزّاز، وهو يتسلى بالسكين التي يحفر بها قطعة من الخشب. يمكنك أن تدرك من شحوب وجهه أنه لا يخرج كثيرا، الحاجبان الكثّان والعينان الغائرتان



ـ"هيلموت" ليس ودودا على الإطلاق؛ ليس له أصدقاء ولا يرحّب بالزوار، لكنه يصنع نبيذا جيدا في قبو داره، ويبدو أن هذا هو دخله الوحيد
سوف ترى من بعيد زوجته "فانيا" وهي تحمل طبقا مليئا بالحبوب وتتجه إلى الفناء الخلفي لتطعم الدجاج، عجوز تضع على رأسها إيشاربا مزركشا، يمكنك أن تعرف هذا الوجه على الفور

هناك ذلك الشاب الخشن طويل اللحية، اسمه "ألكسيس"، ابن "هيلموت" الأكبر، إنه يقف مستندا إلى الجدار ويدخّن لفافة تبغ خبيثة الرائحة.. لا بد أن لاتفيا لا تنتج تبغا جيدا
الفتى النحيل الذي يحمل طعاما للخنازير في الفناء الخلفي هو "جاتيس" ابنه الأوسط، شاب وسيم كما ترى، ويروق للفتيات كثيرا

هناك فتى مراهق يمشي في الشارع قاصدا شراء خبز، إنه الابن الأصغر "أرتور"، أما الفتاة رائعة الجمال التي تظهر من حين لآخر فهي "ناتاليا" ابنة الرجل

إن الأسرة متماسكة جدا.. الشباب لهم بعض الأصدقاء، لكنهم أميل إلى الانطواء عموما. هذه الأسرة تزرع وتربي معظم طعامها، وعند المساء ربما يذهب اثنان من الإخوة في جولات غامضة ربما قرب النهر، وربما في البنايات الخربة الواقعة على بُعد
لا أحد يعرف من أين يأتي دخل أسرة "هيلموت بولوديس" العجوز، لكنهم كانوا هنا دوما وسوف يبقون

في الحقيقة لا يحب معظم القرويين هذه الأسرة.. السبب هو التطيّر طبعا، لكن القس قال لهم إنه لا ذنب لهؤلاء الأبرياء.. عندما يموت أخو "بولوديس" العجوز عم الأولاد.. بعد أيام حدث فيضان واضطر الناس إلى فتح المقابر لإخراج التوابيت، ما حدث هو أنهم وجدوا جثة العم وقد فتحت ساقها، هناك قدم تستقر في ركن التابوت.. هم يعرفون يقينا أنهم لم يدفنوها بهذا الشكل

القرويون تذكروا خرافاتهم وتذكروا أن العم كان السابع في سلسلة إخوته الذكور.. وهكذا ازدادوا قلقا فلم يطمئنوا إلا عندما وضعوا قطعتين من الفضة على عيني الميت وحشوا فمه بالثوم

المشكلة في هذه البلدان أن الصراع بين الكاثوليكية والأرثودكسية كان عنيفا، وهنا برزت مشكلة الجثث التي لا تتعفن تحت الثلج.. أتباع أحد المذاهب زعم أن الجثث لم تتعفن لأن أصحابها قديسون.. المذهب الآخر زعم أنهم لم يتعفنوا لأنهم مصاصو دماء

لكننا لسنا في زمن حرق الساحرات، لهذا لم يحدث شيء للأسرة.. لم يصل الخبل بأحد أن يفترض أنهم مصاصو دماء، لكن كان هناك جو من عدم الاستلطاف

لنفس السبب لم يتقدم أي شاب للحسناء "ناتاليا".. لا أحد يريد التورط بدخول هذه الأسرة. بالطبع حاول الكثير من الشبان أن يعبثوا، لكنهم تلقوا علقة ساخنة من أخيها الخشن ألكسيس، إنه يمسك بالشاب فيجندله ويحلق أهدابه وحاجبيه.. يمكنك عند الصباح أن تدرك أن هذا شاب تحرّش بـ"ناتاليا"ـ

هكذا تمضي الحياة بلا تغيّرات
إلى أن ظهرت "زوزانكا"ـ
ـ"زوزانكا" اسم محبب في لاتفيا كما لا بد أنك تعرف، وهو تنويع على اسم "سوزانا".. كان الجميع يعجبون بـ"زوزانكا"ـ

هي فتاة رقيقة لعوب قليلا وشديدة الذكاء. إن أمها فخورة بها لكنها قلقة عليها من دون جوانات البلدة، ولكن "زوزانكا" يقود خطاها غرور الصبا، وتعتقد أنها قادرة على أي خطر وأي شخص

الكل يحب "زوزانكا" ويتودد إليها، خصوصا عندما تمشي في سوق السمك متبخترة، وتسمع موسيقى تنبعث من مذياع ما فتأتي بحركات راقصة خفيفة رشيقة.. عندها يجن الشباب
ـ"زوزانكا" صاحبة العينين العميقتين
ـ"زوزانكا" ذات القدمين الدقيقتين

غرور الصبا والثقة بالنفس يقودانها، لهذا في تلك الليلة السوداء عادت من عند صديقتها "ليلى إزرجاليس" في ساعة متأخرة، ولأنها مغرورة فضّلت أن تمشي عبر الغابة التي تقع خلف البنايات، وهي منطقة لا يجرؤ شاب على المضي فيها ليلا

لا تعرف متى ولا كيف شعرت بأن هناك من يقفو أثرها؛ جدّت في المشي، ثم أدركت أن شابين يتبعانها في إصرار، التفتت للخلف فرأت الشابين "أندريه" و"ميخيلس".. هما معجبان بها جدا وقد أدركت أن وجودهما هنا في الظلام ليس بريئا

أطلقت بعض السُباب، والسُباب صار صراخا، ثم استغاثة صريحة، وقد أدركت ما ينويان.. خارت قواها، لقد تصرفت بحماقة فعلا؛ إنهما ثملان تماما



المشكلة في هذا الظلام أنك لا ترى شيئا تقريبا، وهم بعيدون عن أسماع الناس
لا تعرف متى ولا كيف وجدت الشاب الأول يطير في الهواء، ارتطم ببعض الأشجار ثم سقط. ثم رأت الشاب الثاني يرتفع من عنقه ليسنده حامله إلى جذع شجرة، وكان الشاب مذعورا توشك عيناه على مغادرة المحجرين

سمعت الفتى يقول في الظلام:ـ
ـ أنزلني يا "جاتيس"؛ أنا أختنق
ثم سمعت صوت "جاتيس" الشاب ابن "هيلموت" الأوسط يقول:ـ
ـ بوسعي أن أفتك بك يا وغد ولن أدفع لك دية

ثم تركه يسقط أرضا ووجّه له ركلة أخيرة
لم تصدق ما حدث ولا المعجزة التي أنقذتها. بالنسبة إليها كادت ترى لـ"جاتيس" جناحي ملاك.. ولا تعرف كيف تركت يدها الصغيرة تنام كعصفور صغير في كفه وهو يقودها خارج تلك الغابة، إلى حيث بيتها

كانت هذه هي البذرة الأولى التي زرعت الحب في قلب "زوزانكا"ـ
لم تستطع قط أن تنسى هذه الليلة، وكيف حط كالنسر على الفأرين اللذين تحرّشا بها
لم تسأل نفسها عن سبب وجوده في الغابة في تلك الليلة.. لم تسأل نفسها عن الكيفية التي رأى بها في الظلام الدامس ولا كيف سمع صرختها.. لم تسأل نفسها عن القوة الكاسحة التي قهر بها شابين ضخمين
كان على "زوزانكا" أن تتعلم الكثير

.......

يُتبع

 
 

 

عرض البوم صور خوآآطر إنسآآنة   رد مع اقتباس
قديم 22-05-13, 01:01 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2013
العضوية: 253473
المشاركات: 788
الجنس أنثى
معدل التقييم: خوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1101

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
خوآآطر إنسآآنة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : خوآآطر إنسآآنة المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي رد: زورانكا

 






تم نقل الرواية إلي القسم العام للروايات

 
 

 

عرض البوم صور خوآآطر إنسآآنة   رد مع اقتباس
قديم 22-05-13, 08:16 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2013
العضوية: 253473
المشاركات: 788
الجنس أنثى
معدل التقييم: خوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1101

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
خوآآطر إنسآآنة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : خوآآطر إنسآآنة المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
New Suae رد: زورانكا

 



زورانكا


البـــــــــــــــــارت الثــــــــــــــــــــــــاني

شجرة الصفصاف شهدت على قصة الحب الوليدة.. نقش قلب لا بد حُفر بسكين، ولا بد أنه وجد من قبل الكون. جاتيس والعزف على الهارمونيكا.. الليل الزاحف على الغابة، ولكنها تعرف أنها معه. يكتب الحب كلماته الأولى على العشب

جاتيس يطمئن على بذرة الحب الأولى.. يسقيها بكلمات ليست كأي كلمات.. هل أنت ساحر؟ من أين تأتي بعبارات كهذه؟ عبارات تشعرها بأنها ملكة وملاك في آن. ثم هاتان العينان.. اللعنة على هاتين العينين.. إنهما قادرتان على غزو قارات كاملة.. قادرتان على غزو الصين.. قادرتان على ترويض الذئاب في التايجا.. فكيف لا تقدران على قلب امرأة غض؟

زوزانكا صاحبة العينين العميقتين
زوزانكا ذات القدمين الدقيقتين
زوزانكا قد وقعت في حب جاتيس ابن هيلموتس



وجاء اليوم الذي رأت فيه زوزانكا الفتى وقبعته في يده.. يقف على بابها ويبتسم لأمها في خجل. يقول إنه لا يقدر على العيش من غير زوزانكا.. إنه يريد الزواج

معه كانت أمه فانيا ترتدي ما خيّل لها أنه ثياب أنيقة.. النتيجة أنها بدت كساحرة شريرة في قصة أطفال

كانت زوزانكا تعرف رأي أمها مقدما وتعرف أنها لن توافق؛ لا أحد يرتاح لآل بولوديس في ضاحية لاتجاليا كلها. لكن ما حدث كان شبيها بالمعجزات.. كأنها عصا الساحر

كانت جلسة طويلة في دارها. وتناولوا الكعك والنبيذ، وفي النهاية أدركت بمعجزة أن أمها موافقة على الزواج.. صحيح أنها لا تقدر على الاستغناء عن زوزانكا لكن هذه سُنّة الحياة.. والعريس لا يطلب دوطة.. لا يريد سوى زوزانكا. سوف تقيم الفتاة في بيت الأسرة

كانت زوزانكا تتوقع أن يسبب هذا مشكلات مع خالها وعمها اللذين جاءا ليحضرا المفاوضات، لكن لم يبد أن هذا يسبّب لهما مشكلة.. كأن الغيوم انشقت وجاء الأمر العلوي: زوزانكا لجاتيس.. فليوافق الجميع
النشوة في عين جاتيس.. الرضا في عين أمه

تقول فانيا وهي تلتهم بعض الكعك:ـ
ـ لم أفكر قط في تزويجه، لكن الفتى صار مجنونا.. لا يريد سوى الزواج من زوزانكا
لا تدري إلا وقد أقيم حفل زفاف بسيط في المرج الخلفي للكنيسة، وقد حضر عدد محدود من القوم لأن أحدا لا يحب هذه الأسرة.. من جاء جاء ليأكل

على منضدة جلس هيلموتس بولوديس يقطع فخذا من اللحم بالسكين، وهو مقطب كعادته.. هذا الرجل لا يضحك أبدا كما تعرف.. لم يهنّئ العروس ولم يقل لها شيئا

فقط عندما لم يكن هناك من ينظر إليها، دنا منها القس وقال همسا:ـ
ـ أتمنى لكِ زيجة سعيدة.. لكن أرجو أن تكوني حذرة

لم تفهم ما المقصود بالحذر، فقال:ـ
ـ لا تتدخلي في شيء.. لا تتدخلي فيما لا يعنيك.. الزوجة الفضولية مكروهة في كل الأوساط الاجتماعية. وأنتِ ستقيمين معهم في دارهم.. الحقيقة أن لنا جميعا أسئلتنا حول هذه الأسرة.. لا نعرف من أين يكسبون.. لماذا يعتزلون المجتمعات؟ قصة ذلك العم الذي تحركت قدمه إلى ركن التابوت. بالطبع لن أثير ذعرك لكنهم كذلك لا يذهبون للكنيسة أبدا.. إن غير المتدينين في كل مكان. لكني لا أثق بهم كما تعلمين

هي سمعت كل كلمة لكنها لم تصغ.. أنت تعرف الفارق بين الإصغاء والسماع، كما كانوا يعلموننا في المدرسة
وهكذا دخلت زوزانكا بيت آل بولوديس

*******

الأشخاص الذين يختفون هم من ضواحٍ بعيدة جدا. لم يكن أحد يعرف عنهم الكثير وبدا الكلام عنهم غامضا متحذلقا.. عندما تختفي فتاة شابة حسناء فأنت تفكر أولا في الهروب.. هربت مع حبيب. عندما يختفي سكّير مسنّ فأنت تفكر في النهر.. هناك من يسقطون في النهر ولا يظهرون ثانية أبدا

لم تهتم زوزانكا كثيرا بهذه القصص
كانت غارقة في الحب وفي السعادة مع هذا الفتى الوسيم الظريف الذي صار لها
كان رقيقا وكان ودودا.. لكنها ظلت تشعر بأنها لم تخترق عالمه بعد.. هناك منطقة محرّمة لم تستطع أن تجتازها.. وظلت تتساءل عما يوجد خلف هذه المنطقة

كانت لهما غرفة صغيرة في ركن الدار تطل على الفناء الخلفي حيث يمرح الدجاج والخنازير، وقد حرصت على أن تزيّن النافذة بالأزهار وتضع ورقا ملونا مزركشا قامت بقصّه.. المحاولة غير المكلفة لجعل الحياة أجمل

كانت تخرج لتقف في الفناء الخلفي تداعب الدجاج أو تعابث قطة يتصادف أنها هناك.. بينما يطل جاتيس من النافذة الصغيرة عليها وقد أراح ذقنه على ساعديه القويين

بعد لحظات تلحق بها ناتاليا وهي تحمل المزيد من طعام الدجاج.. ناتاليا جميلة جدا لكنها منغلقة. هل تحمل شيئا من الحسد لأنه لا يوجد عرسان يطلبون يدها على الإطلاق؟! لديها نادٍ من المعجبين لكن لا يوجد خُطّاب

حموها ليس ودودا ولا تراه تقريبا إلا وقت الغذاء.. نفس الكلام ينطبق على ألكسيس الأخ الأكبر.. إنه قريب جدا من أبيه ولهما نفس الطباع الذئبية المتفردة

كانت تعرف يقينا أن أرتور وألكيسيس يخرجان ليلا

كانت تقف في الفناء ذات مرة والظلام دامس فاستطاعت أن ترى الأخوين ينسلان خارج البيت.. ثم أدركت أن هذا يتكرر كل ليلة.. إلى أين؟ لو كانا يلهوان ويعبثان لعرفت، ثم إن المرء لا يعربد بصحبة أخيه.. على قدر علمي أنا، لم يفعل أحد هذا سوى ياسين وكمال بطلي ثلاثية نجيب محفوظ

لم تر أحدا يصلي في البيت، لكن هناك غرفة صغيرة بها ما يشبه المحراب، وفيها صليب.. أغرب صليب رأته في حياتها لأنه أقرب إلى حرف
T
المقلوب.. لا تذكر كذلك أنها رأت من يصلي في هذا المحراب الضيق



كانت تعرف كذلك أن هناك قبوًا.. هناك باب خشبي مغلق على الدوام، وعليه قفل غليظ.. لكنها تعرف أن حماها يهبط في هذا القبو كثيرا

خطر لها أن الأسرة تصنع النبيذ، فلا بد أن الأب العجوز يقطر الخمور هناك.. لا بد أن المشهد عبارة عن براميل عملاقة على الجانبين.. لا بد من فئران كذلك

هناك ملاحظة أخرى غريبة.. هذه الأسرة لا تستعمل الثوم أبدا. هناك وصفات طعام لاتفية كثيرة تعتمد على الثوم بشدة لكنهم لا يستعملونه أبدا، ويقال إنهم مصابون بحساسية بالغة نحوه

في الحقيقة كانت حياتها على ما يرام.. لا علاقة لها سوى بزوجها الحبيب.. ولا أحد يضايقها من الأسرة
ما كان أغناها عن محاولة الفهم! ما كان أغناها عن محاولة التسلل للقبو! لكنك تعرف متلازمة الضحية الغبية التي تميز أفلام الرعب
كان لا بد أن تفعل ذلك بعد حادث الفجر، وما رأته عندما عاد أرتور وألكيسيس

.......

يُتبع

 
 

 

عرض البوم صور خوآآطر إنسآآنة   رد مع اقتباس
قديم 24-05-13, 06:07 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2013
العضوية: 253473
المشاركات: 788
الجنس أنثى
معدل التقييم: خوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييمخوآآطر إنسآآنة عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1101

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
خوآآطر إنسآآنة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : خوآآطر إنسآآنة المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
Jded رد: زورانكا

 




زورانكا


البارت الثالث


“كل هذا كابوس .. ومهما ساءت الأمور فلسوف تفيق منه . كلما ساء الكابوس وإدلهم ، كانت لحظة الاستيقاظ أروع وأجمل.”



ظل سكان لاتفيا يمثّلون حالة وحدهم بالنسبة لأوروبا كلها. كانت أوروبا كلها تنبذ الوثنية وتعتنق المسيحية.. راحت حصون الوثنية تنهار أمام زحف الصليب، وكانت المسيحية تضم إليها معظم الأعياد الوثنية القديمة لتجعلها ذات طابع مسيحي

تذكر أن الهالوين كان ليلة لجميع الشياطين فصار ليلة جميع القديسين. و"بان" إله المراعي الذي يشبه التيس حوّلته المسيحية إلى الشيطان كما نتخيله ونراه في الرسوم. لكن المبشرين الذين وصلوا عبر النهر إلى لاتفيا كانت أمامهم مهمّة شاقة جدا

لم يكن أهل لاتفيا مستعدين لقبول المسيحية بسهولة. احتاج الأمر إلى جيش من الصليبيين الألمان ليرغموا اللاتفيين على اعتناق المسيحية
ترى هل اعتنقها الجميع حقا؟

**********

هناك في حانة البلدة القريبة تمدد الجسد
يقف حشد من الأهالي مطرقين وقد نزعوا قبعاتهم، وكانت هناك أكثر من امرأة عجوز تضرب صدرها بقبضتيها.. لقد كان المصاب فادحا

وقف حشد من الأهالي مطرقين أمام الجسد المُمدد ـ (رسوم: فواز) ـ

هناك على المنضدة تمددت الجثة.. جثة الشابة "إنجونا بروكا".. تبدو مثل حورية ماء ماتت وقذفها المد على الشط. صورة للجمال النائم.. يصعب أن تصدق أنها ميتة، والأسوأ أن ترى كيف تمزّق عنقها بشراسة

هذه المرة لم تختف الفتاة تاركة وراءها عشرات الأسئلة، مع إشاعات عن فرارها مع شاب وسيم. هذه المرة لم تختفِ.. هذه المرة وجدها صبية يلعبون تحت الجسر قرب النهر. لو لم يجدوها لقالوا إنه اختفاء غامض آخر

قال القومسيير وهو يصفق بيديه:ـ
ـ هلم.. لا أحد يقف هنا سوى أقاربها.. هذا ليس سيركا
لكن أحدا لم يبتعد؛ الموقف كان أقوى من هيبة السلطة. ودنا منه "فكتورس ألكسينيس" ووضع يده الغليظة القوية على كتفه كأنه يداعب طفلا، وقال وهو يرسم على وجهه ضحكة صفراء:ـ
ـ عزيزي القومسيير.. ألم تفهم بعد؟ّ هذه الجثة تدل على أن مخاوفنا حقيقية.. لسنا مجموعة من البلهاء المتطيرين

رسم القس علامة الصليب وقال:ـ
ـ هناك تفسير منطقي يا "فكتورس".. ليس الأمر كما تظن. هذه خزعبلات
قال "فكتورس":ـ
ـ هناك مصاص دماء يا أبت.. من اختفوا قتلهم مصاص دماء.. لقد أشرقت شمس الحقيقة فلم يرها الحمقى والعميان.. عنق الفتاة ممزق بوضوح

ثم صاح بلهجة آمرة:ـ
ـ عندما ندفن هذه الفتاة علينا أن نتيقن من أنها لن تنهض ثانية لتفتك بأطفالنا.. سنحشو فمها بالثوم ونضع عملتين فضيتين على عينيها
قال رجل مسن من الواقفين:ـ
ـ كنا في زمني نقطع الرأس ونغرس وتدا في الصدر

هنا انقضّت عليه امرأة شائبة ترتدي السواد فوجّهت له لكمة قوية في صدره، ثم صاحت كأنها نمر مفترس:ـ
ـ فليدنُ أحدكم من ابنتي ولسوف أنتزع قلبه بأظفاري
راح القس يهدئ الواقفين؛ كلمات كهذه لا تقال لأم تقف أمام جثة ابنتها، إن الناس يتصرفون بقسوة عندما يتعلق الأمر بمصاصي الدماء. هل قال "مصاصي دماء"؟ نعم.. فهو في قرارة نفسه كان يدرك أن هذه هي الحقيقة على الأرجح

على كل حال هو لا يرى مانعا من ملء فمها بالثوم وموضوع قطعتي العملة. سيتم هذا سرا ولن تراه الأم، لأنه سيتم قبل نزول التابوت

المشكلة الأخرى هي أنه صار على يقين من وجود مصاص دماء، وهذا المسخ سوف يجلب الوباء للمنطقة. كانت لديه نسخة من كتاب "مصاص الدماء: أصله وفصله" الذي كتبه مونتاج سومرز عام 1928، وهو مترجم للغة يستطيع قراءتها.. كان يؤمن أنه كلام فارغ.. لكنه اليوم يريد أن يطالعه من جديد

**********

كان "جاتيس" نائما يغط، وكان الطقس خانقا
شعرت بأنها عاجزة عن النوم.. نهضت واتجهت إلى خارج البيت واستندت على الشرفة التي تطل على الشارع حيث يجلس "هيلموتس بولوديس" وقت الغروب. الآن تجد أن الظلام دامس وهي لا ترى شيئا تقريبا. بدأ الفجر يقترب وتلوّن الأفق الشرقي بلون أزرق كأنه حبر سكبه أحدهم في إناء ماء. بدأ اللون يتزايد وسمعت أكثر من ديك يصيح من بعيد. شعرت بقشعريرة.. يجب أن تعود الآن

هنا رأت شبحين قادمين من بعيد.. أدركت على الفور أنهما "أرتور" و"ألكسيس". يمشيان ببطء شديد فما السبب؟ أمعنت النظر فأدركت أنهما يحملان شيئا ثقيلا. هرعت إلى داخل البيت وتوارت أسفل السلم لتراقب. من هنا كانت تَرى ولا تُرى.. سمعت أنفاس ولهاث الرجلين وهما يحملان هذا الشيء. دققت النظر أكثر فرأت أنه شيء ضخم أقرب إلى جسد. لا تستطيع التدقيق في الضوء الشاحب
ـ تعال يا "ألكسي".. ساعدني

يتقدمان نحو باب القبو الخشبي.. يفتحانه ثم يدلفان إلى الداخل. بعد قليل رأتهما يغادران المكان. هل هذا دم على وجه "أرتور"؟ نعم هو كذلك.. وهو ليس دمه
إنهما يرحلان.. يقصدان غرفتهما في مؤخرة الدار

كان هناك دم على وجه "أرتور" ليس دمه ـ (رسوم: فواز) ـ

عندما عادت إلى زوجها النائم كان رأسها يعج بالأسئلة. هناك سر يحيط بهذه الأسرة.. والمصيبة أنها صارت جزءا منها.. هل يحق لها أن تعرف؟ قال لها القس يوم زواجها: "لا تتدخلي في شيء.. لا تتدخلي فيما لا يعنيكِ؛ الزوجة الفضولية مكروهة في كل الأوساط الاجتماعية. وأنت ستقيمين معهم في دارهم". لم تدرِ كم أن هذا الكلام دقيق إلا اليوم

وهكذا اتخذت قرارها.. سوف تدخل القبو.. يجب أن تعرف
لا تفعلي يا "زوزانكا".. أرجوك لا تتصرفي كالضحية الغبية في أفلام الرعب.. الضحية التي تتوغل في الغابة وحدها ليلا، أو تفتح تابوت مصاص الدماء بعد الغروب، أو تفتح الباب للمذءوب الذي يدق الباب

لكن القبو كان يطاردها في كل وقت.. يزور منامها.. يملأ أحلامها
ذات مرة سألت جاتيس عما يوجد هناك، فقال متظاهرا باللامبالاة:ـ
ـ قبو.. ماذا يوجد في قبو سوى رطوبة وعفن وفئران
ـ وبراميل خمر؟
ـ نعم.. براميل خمر

حتى الفئران غير موجودة.. يبدو هذا غريبا؛ كانت تعتقد أن القبو يعج بالفئران، وهذا شيء بديهي، ثم فطنت إلى أنه لا توجد فئران في البيت.. الفئران مخيفة لكن عدم وجودها مخيف أكثر
جاتيس غيّر الموضوع وأغلقه بألف مفتاح. لم يعد الكلام واردا

**********

جاءت الفرصة بسرعة غير متوقعة
لقد جاء صبي مذعورا إلى البيت يخبر الأسرة أن ناتاليا قد سقطت قرب النهر وكسرت ساقها

دبّت الفوضى واندفع "أرتور" و"ألكسيس" وراء الصبي نحو بيت الطبيب. هرعت الأم مع زوجها الذي لا يغادر الدار أبدا.. لم يكن "جاتيس" في البيت وقتها. الجميع انطلق ليطمئن على الفتاة

هكذا أدركت "زوزانكا" الحقيقة المروّعة الرائعة. هي في البيت وحدها.. يمكنها أن تتسلل إلى القبو
لكن كيف تفتح الباب الخشبي اللعين؟

.......

يُتبع

 
 

 

عرض البوم صور خوآآطر إنسآآنة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
زورانكا
facebook




جديد مواضيع قسم روايات أونلاين و مقالات الكتاب
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:32 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية