كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات غادة
رد: ابنة الحظ - اليس بونغمان - روايات غادة المكتوبة
((... اجل, لقد تأثرت لدرجة غير معقولة بها تلك لدرجة انني ادركت ان اعرف مدى تقاني لها ))
(( فهمت وماذا تعتقدين درجة .. اتقانك لها ؟)) سألها بجفاف.منتديات ليلاس
(( ليس انا من يحكم بهذا الشأن , ماالذي قالته الآنسة بيور ؟))
(( قالت ان اغنيتي - اف مال وتايدا - لابأس بهما )) كان الرد.
(( انا مسرورة لاعتقادها هذا )) قالت ناتاشا.
(( سأسمعك .. ابدئي من بداية الفصل الثاني حين تتكلمين مع اميليا وتذكري ان رعب الموت بداخلك))
ببعض العصبية حاولت ناتاشا نسيان هويتها الحقيقية والغرق في شخصية ديدمونة وهي تغني موتها العاجل بأغنية آف مال.
(( كلا, كلا! انت لا تخبرينها انك سترينها مجدداً في الصباح وانت تتناولين الشاي والبسكويت , انت ايتها الغبية الصغيرة , مدركة بأعماقك انك قد ترينها الآن للمرة الاخيرة , استمعي الى هذه الدقات )) دق النغمات المرعبة على البيانو (( ألا تسمعين هذا , حالما تخرج اميليا , سيدخل الموت ؟ لهذا صرخة وداعك يجب ان تجمد الدماء بالعروق , انت خائفة .. خائفة .. خائفة ...))منتديات ليلاس
شعرت انها كذلك فعلاً , فحين ينطق بالكلمات بهذه الطريقة ويحدق بك بتلك الطريقة والبرودة والعدائية بأعماق عيونه الداكنة , كانت اوصالها ترتجف , ولهذا فقد كررت المقطع وطأطأ هو برأسه موافقاً, وببعض الرضى كما يبدو وتركها تتابع الى النهاية حتى وصلت الى أغنية تايد ))
في النهاية وضع يديه على ركبتيه وسألها (( هل تعرفين بقية الفصل ؟))
(( اجل بالطبع ))
(( ولماذا بالطبع ؟))
منتديات ليلاس
(( لأنه لايهمني ان اتعلم مقطعاً معزولاً ومفرداً , اريد ان اتعلم كل شيء عن الفصل بأكمله حتى افهمه بشكل كامل واتمكن من اداءه بالطريقة والأسلوب الصحيح ))
(( جيد , سنتابع اذن , أود ان اراك تمثليه وتغنيه )) قال وكادت ان تشهق بذهول . ريحانة
(( لكن .. كيف .. بدون وجود عطيل ؟))
كرد على هذا السؤال نادى خوليو روتسو على ستيفان وقال له :(( تعال واعزف لنا المقطع الأخير من أوبرا عطيل , اريد ان امرّن الآنسة برايت عليه , انا سأنطق كلمات دور عطيل )) منتديات ليلاس
((من بداية الفصل؟))سأل ستيفان وهو يجلس خلف البيانو.
((كلا فقط من اغنية آف مال)).استلقي على الكنبة ناتاشا لقد قرات صلواتك وخلدت الى السرير ثم...يدخل عطيل))
قامت بما طلبه منها لكنها حدقت به لكنها حدقت به بعيون متوسعة وخائفة وهو يقف قرب الكنبة ووجهه فوقها.ريحانة
((اغمضي عيناك. اغمضي عيناك, انت نائمة وحين تفتحيهما مجدداً تذكري انك تحبين الرجل الواقف امامك تحبينه وتخافينه بنفس الوقت))
اغمضت عيناها,كانت تحت سحر سيطرته تماماً لدرجة انها لم تجرؤ على النظر اليه عبر رموشها مع ان الصوت الجميل العميق والمعبر كان ينطق بكلمات عطيل بقوة طاغية ومرعبة.
للحظة فكرت انه من المستحيل لها المتابعة,ثم ادركت ان عليها ذلك. وحين سمعت بدء دورها من ستيفان الذي يتابع على البيانو فتحت عيونها, اتكأت على مرفقها وغنّت مقطعها بصوت نبراته ترتفع باستفسار رقيق.
كان يقف وينظر اليها بأسى يقطع القلوب بخبث شيطاني ايضاً وفكّرت فجأة بما قاله لها للتو..((انت تحبين الرجل الواقف امامك ,تحبينه وتخافينه بنفس الوقت))..سيطر عليها هذا الاقتناع ببريق كالصاعقة لانه كان الحقيقة, وبدون علمها كان هناك حنان ورعب بنظرتها وكذلك بصوتها.
ثم حين سألها بنبرات يثقلها القدر اذا ماكانت قد تلت صلواتك لتلك الليلة اصبح كل شيء حقيقياً بدرجة مروعة لدرجة ان كل شعور بالتمثيل هجرها.
بالتدريب والانتظام الفطري ظلت الكلمات تتدفق الى فمها لكنها كانت تغنيها بصراخ مرعوب وبتوٍسل جعل ستيفان ينظر اليها بتعجبٍ اصيل.ثم قفزت عن الكنبة كأنها فعلاً ستفقد الحياة وكانت لتقفز بعيداً عن المشهد بأكمله لولا ان انحنى الموسيقي البارع نحوها ودفعها مجدداً الى الكنبة.
|