لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-05-13, 01:59 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
سوسن رضوان
الادارة
حكاية روح


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 192268
المشاركات: 18,361
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 28653

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة سوداء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة سوداء المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 161- سيدة نفسها - ليليان بيك - روايات عبير القديمة

 
دعوه لزيارة موضوعي

شكرا لوجودكم يا حلوين

انا رح انزل الفصول الثلاثة الاخيرة مرة وحدة لاني نطرتكم يلا نبدا

الفصل التاسع


الحلم الجميل الى متى

قضت ألونا معظم يومها تدور في الكوخ بلا هدف متأملة ما فيه : أشياءها القديمة التي ستجبر على تركها.
كانت قد أنتهت لتوها من غسل الصحون حين جاءت السيدة ميسي مسرعة نحو الباب الأمامي , وقفت ألونا قرب النافذة فهمست السيدة ميسي:
" الهاتف".
ركضت ألونا خلفها , هل هو راي؟ أو الكولونيل دينتون ليحدثها بصدد الأحتفال؟ ربما المحامون ليأمروها بالأخلاء , كان الصوت مألوفا فتسارعت دقات قلبها كالعادة:
" ألونا؟ أنني بحاجة لمساعدتك , أخبرتك أن ديانا في المستشفى , والسكرتيرة المؤقتة غارقة حتى أذنيها في عمل يوم الأمس , وبقية الفتيات مشغولات تماما , هل تستطيعين القدوم لمدة يوم واحد ومساعدتي هنا؟".
" أتمنى ذلك يا دريك ولكن....".
" أعرف أنك مشغولة, ولكن هل تستطيعين مساعدتي عدة ساعات فقط؟ أذا أقتضى الأمر أستطيع الأتصال بأصحاب عملك وأخبارهم بسبب التأخير , أنني أعرفهم كلهم".
" حسنا جدا , سآتي حالما أتمكن , ولكن لا أظن وقت الباص مناسبا الآن".
" سأرسل سيارة أجرة الى مكانك , أذ لا أستطيع أن أطيق تأخير المواصلات العامة.... ستكون السيارة عندك خلال عشر دقائق".
لم يدع لها فرصة الأعتراض فأجابته موافقة:
"حسنا , حالما تصلين المكان توجهي الى مكتبي مباشرة وشكرا".
أنتاب ألونا أحساس غريب لدى عودتها الى مكان عملها القديم , لم تلتق بأحد في طريقها الى مكتب دريك و سارت خلال قسم مدراء الأقسام ,ولاحظت باب مكتب مفتوح وخال ... أنه مكتب رون برادويل , وقلقت أذ توقعت خروجه وملاحقته أياها , غير أنها أطمأنت أذ لاحظت عدم وجود أي شيء على المكتب بأستثناء التلفون.
حين دقت باب مكتب دريك أجابها فورا طالبا منها الدخول أبتم مرحبا بها ومتأملا أياها:
" شكرا لمجيئك لأنقاذي يا ألونا , أن لك مظهر أمرأة الأعمال المشغولة ".
" أنني مدينة لك على أي حال".
" كيف؟".
" لمساعدتي في الحصول على عمل".
" آه , تعنين ذلك ".
" لماذا؟ ما الذي فكرت به أذن؟".
" أجهدت نفسي ,وبصراحة لم أتذكر مرة واحدة كنت فيها لطيفا معك ".
سرت ألونا لجلوسها قريبة منه , هل كان يعلم أنها كانت مستعدة لأداء أي شيء يطلبه منها؟ وسألت نفسها عن حدود طاعتها له .
كلا , لم يكن الجواب تقريبا , بل نعم لكل شيء يريده , وهكذا قررت التفر تماما لمساعدة الرجل الذي تحبه , وأستعدت لوضعها الحالي ممسكة بقلمها ودفتر ملاحظاتها , وبدأ أملاء الرسائل عليها , وأذ عرف الآن قدرتها , كانت علاقتهما متكافئة.
فحاول قدر أمكانه التخلص من عمله المتراكم مستغلا حضورها الى جانبه.
توقف عن الأملاء , خطا نحوها ووقف بمواجهتها , تناول منها دفترها وقلمها و وأنحنى ممسكا بذقنها .
حدق في عينيها فأحست بتوتر في باطنها أكثر من أي وقت مضى.
" أنكري أرهاقك".
" نعم أنني أنكره".
حررها ثم قال:
" قفي , أظهري لي قدرتك على السير".
أطاعت أوامره فنهضت واقفة وترنحت في مكانها , أمسك بها فوضع رأسها على كتفيه ,وقفا للحظات ساكنين , الى أن قال :
" لقد أتعبتك ,أليس كذلك؟".
هزت رأسها نفيا , ورغبت بالبقاء الى جانبه الى الأبد".
" أنك رائعة يا حبي , أي دافع مجنون جعلني أطردك؟".
رفعت رأسها فألتقت عيناها بعينيه وقالت:
" أخطائي الطباعية يا سيد واريك".
" يا لك من قطة جميلة".
كم كان لطيفا عدم التشاجر معه! أرادت أستمرار اللحظة حتى الأبد.... ونظرت اليه متضرعة.
" لا تغريني أثناء ساعات الدوام يا آنسة بيل".
كانت مزحة , لكنها كانت كافية لتذكيرها بالمكان والزمان.
" يا للعنة.... لدي موعد أثناء ساعة الغداء وألا لدعوتك لتناول الطعام معي , كما أنني سأتأخر في العودة , أذا ما أتصل أحدهم تلفونيا أخبريه بمعاودة الأتصال غدا".
ذهب الى الباب ثم أستدار :
" سأزور ديانا , مساء اليوم , في المستشفى , هل تريدين مصاحبتي ؟ أنا متأكد أنها ستسر لرؤيتك".
" أي وقت؟".
" نستطيع زيارتها أي وقت نشاء , أبقي هنا بدل العودة الى البيت وسأعود لمصاحبتك , أستخدمي مكتب ديانا أذا شئت....( وأغلق الباب وراءه ثم فتحه ثانية) هل أخبرتك بشكري وأمتناني لمساعدتك لي اليوم؟ بالمناسبة سأدفع لك أجر يوم عملك".
" لا تزعج نفسك رجاء...".
" أذا قمت بالعمل مجانا , لن أستطيع طلب مساعدتك مرة أخرى , أليس كذلك؟".
جاءت الفتيات لزيارتها عصر اليوم ,كانت ماري أحداهن ......
" هل سمعت ما حدث لرون برادويل؟".
أعترفت ألونا:
" كنت على وشك السؤال عنه , أذ لم أره منذ قدمت صباح اليوم , كما لم أره في مكتبه".
" ذات يوم لم يحضر , ومنذ ذلك الحين لم نره , فأفترضنا أنه طرد من عمله".
" ولكن لماذا؟ لم أكن أحبه كرجل ولكنه كان مدير ذاتية جيدا".
قالت ماري:
" لا تسأليني لماذا ... لا أحد يعرف السبب , لم نكن نحبه , سيباشر العمل مدير جديد يوم الأثنين المقبل".
تثاءبت :
" لحسن الحظ.... اليوم هو الجمعة , أليس من الغريب أنك الوحيدة القادرة على مجاراة سرعة السيد واريك في الأملاء- بأستثناء ديانا- ومع ذلك طردك؟ وبمناسبة ذكر ديانا .... أنها مريضة منذ وقت طويل , تحول خلالها السيد واريك الى دب جريح , أنه قلق عليها تماما , وهذا واضح في سلوكه , حسنا يجب أن أعود الآن الى السجن بلا قضبان".
أبتسمت ألونا :
" هل هذا أسم المكتب العام الآن؟".
" حسنا , أنه ليس بهذا السوء , ولكنك تعرفين السيد واريك ومطالبته بالكمال في كل عمل مهما كان صغيرا , لا بد أنك قادرة على مطابقة مواصفاته".
" يا له من ثناء ".
لمست ماري نبرة السخرية في صوتها , غير أنها لم تر أحمرار وجهها فرحا .
لم يعد دريك ألا عند أنتهاء فترة الدوام , توجه الى مكتب ديانا فوجد ألونا تضع بعض البودرة على وجهها :
" لا تزعجي نفسك بذلك , أذ سنذهب الى بيتي أولا".
" لماذا؟".
" لنأكل .... هذا هو السبب |( وسار نحوها ) هل ظننت السبب هو رغبتي في أحد تلك المشاهد العاطفية؟ حيث تسود علاقة القط والفأر بيننا في كل لحظة؟".
تألمت لسخريته وقطبت جبينها .
سمعا طرقا على الباب :
" هل أذهب لرؤية من الطارق؟".
" كلا , سأذهب بنفسي , لا لزوم لحمايتك لي.... حماية سكرتيرة مستعدة للدفاع عني".
" لا تكن سخيفا".
" قد أكون متكبرا ومتعجرفا لكنني لست سخيفا , فتذكري ذلك دائما لصالح علاقتنا في المستقبل يا آنسة بيل".
وقف دريك جانبا ليدعها تدخل الشقة , ثم سألها :
" أين سنذهب .... الغرفة الكبيرة , مكتبي أو المطبخ؟ أي مكان تختارينه".
" لم أر المطبخ من قبل , وبما أنه لا بد أن يكون مزودا بكافة الآلآت العصرية.....".
" لنذهب الى مكتبك أذن , لست جائعة في الحقيقة".
" هل تفضلين تناول ساندويتش وقهوة؟".
" نعم , ذلك أفضل".
وجلسا متقابلين , تفصل بينهما طاولة صغيرة وضعت عليها صحون السندويتشات.
صب دريك القهوة وسألها:
" هل أنت متأكدة أن الطعام كاف لك؟".
" نعم , أن شهيتي خفيفة عادة ".
" للحب أم للطعام؟".
" للطعام طبعا , أما الثاني....".
هزت رأسها خجلا.
" أظن أن صديقك هو الوحيد القادر على الحكم".
" ربما".
نهض واقفا ليقف بمواجهتها :
" ربما يتوجب علي طرح السؤال على نفسي , أذ تصرفت عدة مرات تصرف الحبيب معك ,أليس كذلك؟".
أحتارت لكلماته:
" لم ... لم أقل ذلك , دريك , يجب أن نذهب الى المستشفى".
" بعد ذلك .... بعد ذلك, ( ولمس ذقنها) أخبريني شيئا".
غير أن ما أراد منها توضيحه بقي غامضا.
" حبيبتي و لست لست في حاجة الى رجل آخر ليخبرني عن حبك وشوقك الي".
" دريك يجب أن نذهب".
" نعم , نعم".
وأبتعد عنها بسرعة , فدفعها ذلك للأحساس بالخوف والحذر.
رغم تصرفهما كحبيبين لفترة طويلة , أفترقا كالغرباء , وكانا في طريقهما بعد دقائق لزيارة المرأة التي أحبها فعلا , لماذا , أذن , أقترب منها الى ذلك الحد وأثار أحاسيسها وعواطفها؟
بدت ديانا شاحبة , مرتدية قميص نومها وعلى كتفيها شال وردي .
وضعت كتابا مفتوحا أمامها غير أنها لم تكن تقرأ شيئا , دخل دريك الردهة أولا وألونا وراءه , فلاحظت أحمرار خديها لمرآه , قالت :
" كم من الجميل رؤيتكما سوية و صديقان بدلا من واحد".
أعتذرت ألونا لأنها لم تجلب لها شيئا وبدأت توضيح السبب , قاطعها دريك:
" لوميني لذلك , جاءت الفتاة المسكينة لأنقاذي اليوم وبدون أنذار مسبق , ولم أترك لها المجال لعمل أي شيء , ولم تستطع شراء الزهور لك".
" لا تقلقي يا ألونا .... ( ألحت ديانا ) أرسل لي دريك من الزهور ما يكفي لفتح محل لبيع الزهور , أضافة الى دفعه حساب العلاج".
فكرت ألونا بأنه مسؤول أذن , عن دفع العلاج أيضا كما أنه لا بد يدفع لها راتبها بكامله.
" أجلسي هنا( قالت ديانا ) وأنت ا دريك , هناك( مشيرة الى الكرسيين الموضوعين الى جانبيها) أستطيع الآن النظر اليكما سوية , أنكما تجلبان معكما نقاوة وحيوية العالم الخارجي , العالم البعيد الى حد ما عن هذا المكان ( وظهر الهم على وجهها) أتساءل أحيانا أذا كنت سأتمكن من رؤية العالم مرة أخرى".
لم يبد على دريك القلق لكلماتها بل أكتفى بالقول:
" سترين العلم , لا شك في ذلك , أنها مسألة وقت وصبر".
مدت يدها نحوه فأمسك بها:
" الى متى ستحافظ على عملي من أجلي؟".
" الى الأبد ... أذا أقتضى الأمر".
فكرت ألونا : ما كان علي القدوم الى هنا.
أستدارت نحوها ديانا فجأة وكأنها أحست بعدم راحتها:
" أخبريني يا ألونا عن نفسك , كيف عمل المكتب؟".
" جيد الآن غير أن مستقبله مشكوك بأمره , أذ وجه لي صاحب السكن الأمر بأخلائه وعلي البحث عن مكان آخر للعمل , ربما أستطيع الأنتقال الى هنا؟".
" ضحكت ديانا ثم قالت بشكل جدي:
" ستكونين بلا مأوى ؟ أنها مشكلة فظيعة , ألا تستطيع مساعدتها يا دريك ؟ يبدو لي وكأنك تملك العصا السحرية فيما يخص مساعدة الناس".
ألتقت عينا ألونا بعيني دريك , فقال:
" أشك بموافقة ألونا , أذ أنها تعتبرني أنسانا سيئا".
نظرت ألونا الى يده الموضوعة على يد ديانا:
" وهل يهمك رأيي؟".
دقت أحدى الممرضات على الباب فنهض دريك واقفا أشارة الى أنتهاء وقت الزيارة :
" كانت مفاجأة جميلة يا دريك".
ووضعت يديها حول عنقه فأنحنى نحوها , قالت ديانا :
" أريد أن أشكرك يا دريك مرات ومرات , لكل ما فعلته من أجلي ".
وبدأت البكاء بصوت خافت:
" عزيزتي , يجب أن تكوني سعيدة , أذ بدأت صحتك بالتحسن الآن".
أومأت برأسها ثم همست ببعض الكلمات في أذنه فلم تستطع ألونا تحمل النظر اليها فأكتفت بمغادرة الغرفة وقالت:
" الى اللقاء ديانا....أتمنى لك الصحة والعافية ".
" زوريني ثانية رجاء".
تبعها دريك بعد دقائق , كانت عيناه قلقتين ومظهره كذلك .
" سأرافقك الى البيت".
لم يتلفظ بالكثير في طريق العودة وبدا مشغولا بينما حدقت ألونا في الظلمة , وتذكرت فجأة ما قالته ماري لها:
" ماذا حدث لرون برادويل يا دريك؟".
بدا وكأنها قطعت مسار أفكاره فقطب جبينه , ربما كان يفكر بحالة ديانا.
" برادويل! لقد طردته بعد أن أفشى سرا لأحد المستخدمين , أما أذا أردت الحقيقة فأنه أخبر صاحب منزلك بأنك لست المستأجرة الحقيقية , وأنك تديرين عملك من داخل البيت , فكان سبب أرسال الأنذار لك ".
" ولكن لم طردته من أجلي؟ ما علاقتك بذلك؟ أنا لا أعني شيئا لك فلم تطرده بسببي؟".
" لو فكرت قليلا بدلا من اللجوء لأستخدام أساليب لا معقولة للدفاع عن الرجل ,لأدركت أ من يفشي سرا بسبب الحقد هو أنسان غير موثوق به , ولا أستطيع قبول شخص كهذا في مركز مدير الذاتية ".
أقرت ألونا بصحة رأيه , رغم ذلك أحتجت قائلة:
"لم أسارع للدفاع عن الرجل , أنني أكرهه وهو يخيفني , ربما ستصدق الآن ما قلته لك في السابق".
" نعم , وحتى القصة التي ذكرها لي عن الصغيرة العاشقة لمديرها كانت كذبا ".
وصمت فتساءلت ألونا في داخلها عما يتوقعه , هل توقع منها القول:
" كلا لم تكن كذبا .... بل الحقيقة ؟".
" هل كذب أيضا حين تحدث عن لجوئك الى صديقك؟".
" كلا , ركضت نحو راي , بالطبع ركضت نحوه .... ما الذي تتوقع مني عمله أذا ما أوشك شخص على خنقي؟
وصلا الكوخ وسادهما الصمت والظلام:
" ألونا؟ شكرا لمساعدتك أياي , ومجيئك لزيارة ديانا".
" عفوا .... حسنا , تصبح على خير".
منعتها يده من ترك السيارة فبقيت في مكانها , مستعدة لتقبل كل ما سيفعله دون خوف.... وتذكرت ما قالته عن محاولة رون لخنقها , مع دريك كل شيء مختلف , حتى لو أراد خنقها لن تحس بالذعر منه , أن حبها له أقوى من أي شيء آخر , قال بصوت خشن:
" دعينا نذهب الى الكوخ".
" لا حاجة لقدومك معي".
همست محاولة أيقاظ نفسها من حلمها الجميل , تجاهل كلماتها وغادر السيارة , سارت ألونا بحذر وبمساعدة مصباح دريك اليدوي , توقفت ,حدقت في الممر ثم في منطقة الحنفية في الحديقة.
" يا له من أمر غريب.... الأرض رطبة كما لو نقل أحدهم الماء , هناك شيء غريب يا دريك , هل تحس بذلك؟".
أحست بالخوف وسرت لةجوده معها.
فتحت الباب ودخلت غرفة الجلوس .
" دريك , أشعل المصباح".
أشعل المصباح فأنير المكان بضوء خافت , دخلت ألونا المطبخ فصرخت: "
" أنهم البنائون , لا بد أنهم حصلوا على المفتاح بطريقة ما ( أستدارت نحو دريك) طردتهم يوم أمس ولا بد أنهم عادوا اليوم وأستغلوا فرصة عدم وجودي لبدء العمل , وأذ وجدت حوض غسل الصحون في مكنه قالت:
" ووضعوا حوض الغسيل ( ثم فتحت الحنفية فلم يجر الماء) لم يزودوا المطبخ بالماء الجاري حتى الآن ( وزاد الأمر سوءا حين وجدت ألونا آثار خطوات العمال تقود الى الحائط الخلفي) كانوا هنا أيضا , ولكن ما الذي فعلوه؟( ونظرت خلال النافذة) تركوا شيئا هناك".
أندفعت خارج الكوخ فرأت في الباحة الخلفية أدوات العمال وموادهم الأنشائية موضوعة في الزاوية البعيدة , كما قاموا ببعض العمل لتمهيد الأرض أستعدادا لبناء ممر يربط دورة المياه بغرفة النوم – وأستخدموا الأعمدة الخشبية لدعم الأساس الأسمنتي.
وتحول غضب ألونا الى هياج مجنون فسحبت مجرفة كبيرة وبدأت حفر الطبقة الأسمنتية , جمعت قواها كلها وغرزت المجرفة في الأسمنت , ثم جذبتها نحوها , أنها محاولة أخيرة للأنتقام ممن يحاول تغيير حياتها , ضربة أخرى وزادت كمية الأسمنت وأصبحت المجرفة ثقيلة غير أنها لم تتوقف , يجب أن تهدم ما فعلوه , يجب أن تحاول بقوة أكبر , وتناثر الأسمنت على ملابسها وشعرها وغطى حذائها .... سمعت صوت خطوات سريعة خلفها وصوت دريك صارخا:
" توقفي , ما الذي تفعلينه؟ هل تسمعينني؟ أتركي المجرفة أيتها الحمقاء!".
ورفعت المجرفة للمرة الأخيرة , لكن يد دريك أمسكت بيدها ورمى المجرفة جانبا , أرتعشت بعنف وأصطكت أسنانها غضبا , ووجدت صعوبة كبيرة في أستعادة هدوئها وتنفسها الطبيعي.
قادها نحو الكوخ ممسكا بيدها , ودخلا غرفة الجلوس.
" أيتها المجنونة البلهاء , لقد خربت عمل ساعات طويلة وبغبائك هدرت المال والوقت والتخطيط والعمل".
" ولم قلقت بسبب ذلك؟ ليس المال مالك , أنه مال صاحب البيت".
عثرت على منديلها وحاولت تنظيف وجهها من الأسمنت.
" سأذهب الى كوخ السيدة ميسي وسأتصل بجامع الأيجار السيد ألسون , سأطالبه بأعطائي رقم صاحب الكوخ السيد مورلي , ثم سأتصل به وأخبره بصراحة برأيي فيه وبأصلاحاته , ثم أعود الى المطبخ لأحطم الحوض كما خربت الأرض , ولن تمنعني حينئذ".
توجهت نحو الباب لفتحه فسد دريك طريقها.
" حاولي المرور وسترين ما سيحدث يا آنسة بيل".
أتسعت عيناها دهشة وتحديا :
" لا تستطيع منعي , لا تستطيع منعي من الأتصال بصاحب الكوخ و...".
" أنك تتحدثين الآن مع صاحب الكوخ يا آنسة بيل , أخبريني ما هي الأشياء الأخرى التي تودين ذكرها له؟".

 
 

 

عرض البوم صور زهرة سوداء   رد مع اقتباس
قديم 22-05-13, 02:02 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
سوسن رضوان
الادارة
حكاية روح


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 192268
المشاركات: 18,361
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 28653

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة سوداء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة سوداء المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 161- سيدة نفسها - ليليان بيك - روايات عبير القديمة

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل العاشر



اذا ارادت الحب

وضعت ألونا يدها على فمها لتكبت صرخة الدهشة:
" أنت صاحب البيت؟ هذا مستحيل".
قال ببرود:
"قد يزعجك هذا غير أنني المالك الحقيقي , أشتريته بسعر بخس خاصة بعد أن ذكّرت السيد مورلي بسوء حالة الطوخ والحاجة الى أجراء الكثير من التحسينات فيه".
تذكرت ألونا تجول دريك في الكوخ من قبل , غير أنها لم تستطع تصديق ما قاله:
" هل أمرت بأجراء التصليحات ؟( فأومأ برأسه موافقا) رغم علمك بمعارضتي لها؟".
" نعم , ليس رأيك هو المهم هنا , هذا أذا كان مهما على الأطلاق".
" أفهم الآن لم أردت أبعادي عن المنزل اليوم , طالبا مساعدتي , أذ أتحت الفرصة للعمال ليفعلوا كيف شاؤوا , كانت حيلة تعيسة , هل ستأمر برميي خارج الكوخ؟".
لم يجبها مباشرة , بل نظر بأتجاه الأسمنت وما فعلته فأحست بخوفها من البقاء بلا سكن فقرر اللجوء ألى أستغلال خوفها.
" يعتمد ذلك...".
" على ماذا؟".
" على قبولك لحضوري هنا ليلا ونهارا".
" هل تريد العيش هنا؟".
" يبدو وكأن الفكرة ترعبك؟".
كيف تستطيع أخباره الحقيقة , فكرة سكنه معها تخيفها أكثر من أي شيء آخر , تخيفها لأنها ستكون على مقربة منه ليلا ونهارا , ليس بينهما غير خطوات قليلة , سيحرمها ذلك النوم ليلا ويحرمها راحة الباب ساعات اليقظة , أرادت تغيير الموضوع:
" ما هي التغييرات التي تنوي أجراءها؟".
" ألم يخبرك السيد ألسون؟".
" كان يعرف التفاصيل أذن؟".
" بالطبع كان يجب أبلاغه عن تغيير الملكية , ألا أنني طلبت منه المحافظة على السر , فكرت بأنك أذا عرفت بشرائي الكوخ ستجمعين متاعك وتذهبين لتتحولي الى أنسانة بلا هدف".
وكان حدسه صحيخا .... أذ كانت ستغادر المكان , لا لأنها تريد السفر ولكن عنادا.
" أخبرني السيد ألسون أن مالك البيت أراد تزويد الكوخ بالكهرباء والماء ودورة مياه مناسبة , كما أخبرني أن مالك البيت أمر بأخلاء السكن ليبيعه ,بما أنك المالك الجديد , هل تريد مني مغادرة الكوخ؟".
" كما أخبرتك من قبل , يعود الخيار لك ,وفي الحقيقة كان ألسون يتحدث عن مالكين مختلفين , طلب منه الأول , السيد مورلي , أخلاء الكوخ لأنه أكتشف , عن طريق برادويل , ما كنت تقومين به , فقرر البيع فأشتريت المكان منه , وهذا ما جعلني المالك الثاني فأردت أجراء التغييرات , وفي نيتي تنفيذ ما أريده يا ألونا".
" بتزويدك المكان بما تريد وبتغييرك ما هو عليه الآن , أنما تقوم بالأعتداء على حريتي الشخصية , والأستيلاء على حريتي في أختيار الأسلوب المفضل لدي ".
" هراء( أجابها بأستهانة عبرت بوضوح عن عدم فهمه لطريقتها في التفكير) بدلا من الشكوى يجب أن تشكريني لما أفعله من أجلك , أني أمنحك حق السكن بدون خوف من الطرد ,. لا حاجة هناك للدوران حول العالم بحثا عن حلم لا يمكن الحصول عليه كما أنني أساعدك على تحرير حياتك من عبودية العمل في المنزل".
" ليست حياتي عبودية , أذ أن آداء شيء ما بيديك أكثر أسعادا من أستخدام آلة , أنك تعرف وجهة نظري فيما يخص الآلات التكنولوجية احديثة , مع ذلك تريد تخريب هذا الكوخ وجوه المميز عن طريق تزويده بها ,كما تريد حرماني من حريتي الشخصية وأنت تعلم مقدار أعتزازي بها".
" أليست الحرية الشخصية شيئا تستطيعين مشاركته؟".
" أحب عزلتي أيضا ولا أريد مشاركتها مع أحد".
" ستندمين على ذلك".
" كلا , أبدا".
بلن عليه الغضب واضحا وتقدم نحوها وأمسك بكتفها:
" ألا ترين أنني على حافة الغضب الشديد؟".
" لم تخبرني حين أشتريت المكان .... أنه عمل غير شريف".
" ألا تفهمين أن عملي لم يكن أنانيا بل أشتريته لمساعدتك ؟ رغم أنني لا أعرف حتى الآن سبب عملي ذلك أذ أنك فتاة لا تعرف معنى العرفان بالجميل".
" ماذا عن ديانا؟ ما أن تستعيد صحتها حتى تبدأ بجلبها الى هنا , هل تتوقع مني مشاركة المكان معكما؟".
" حين يحل الوقت الملائم لمناقشة الموضوع.... سنناقشه , على أي حال لن يكون صديقك مستعدا لأنتظارك الى الأبد , وستتخلين ذات يوم عن كل شيء للأرتماء بين ذراعيه".
" لندع موضوع راي جانبا , أذا رفضت الحديث عن ديانا فأنني أرفض الحديث عن راي( هز دريك كتفيه أستهزاء وأستهانة) لن تستطيع تكييف نفسك لتعيش ببساطة , لا لأنك أعتدت الرفاهية فحسب ولكن للسهولة في الحصول على كل شيء , رأيت ذلك بأم عيني , وكما قلت أنت بنفسك هناك حاجز عال يفصل بيننا".
سار مقتربا من النافذة وتأمل الحقول الممتدة خلف الكوخ.
" هل قلت ذلك؟".
جلست ألونا في كرسيها الهزاز , ولم يعد لحركته تأثيرها المهدىء عليها .
" وماذا عن الأيجار؟ هل ستزيد الأيجار لأنك ستقوم بأجراء التحسينات؟".
" لن أزيد الأيجار , يجب دفع الصك بأسمي شخصيا وأرساله بواسطة البريد".
أزعجها سلوكه الرسمي وبروده فأرادت مجاراته في سلوكه :
" أنني تعبة , عملت اليوم كثيرا , شكرا لأيصالك أياي".
لم يتحرك بل قال:
" أنه أفضل تلميح سمعته في حياتي".
" ما الذي توقعته ؟ ربما ستكون الدعوة عملية خاصة أنك ستنتقل للسكن معي".
" أنك فتاة طائسة ذات لسان سليط".
أستدار نحو الباب وتركها لوحدها.
أثناء الليل , سمعت ألونا ضجة مزعجة , بدا وكأنها أنبعثت من مكان ما أسفل نافذة غرفة نومها , في الجانب الخلفي من الحديقة.
كانت هناك خطوات سريعة وصوت جذب لسلم أو لآلة معدنية , خمنت أنهم العمال , لابد أن دريك تعاقد مع البنائين للعمل أثناء نومها , ربما لأصلاح ما ألحقته من ضرر بأساس البناء , فتحت النافذة , لا بد أن الصوت أخاف من كان هناك فهرب أذ لم تعد تسمع شيئا بعد ذلك .
ألا أن الحادثة أثارت خوفها , ولأول مرة منذ بقائها لوحدها ذعرت , وبقيت هكذا حتى الصباح.
قبل أن تتناول أفطارها , قررت تجنب حدوث الأزعاج ثانية , أسرعت الى كوخ السيدة ميسي وفتحت الباب بنفسها أذ ظنت أنها لم تكن موجودة غير أنها كانت جالسة في الطابق الأول وسمحت لها بأستعمال الهاتف.
أدارت ألونا قرص الهاتف وأنتظرت ,حين رفع دريك السماعة لم تعتذلر لأيقاظها أياه في وقت مبكر , وأجابها بيقظة تامة:
" أرجو أن تمنع جواسيسك من أزعاجي".
" أي جواسيس؟".
" تعرف جيدا ما أعنيه , البنائون الذين بعثتهم لأصلاح الضرر ليلا , أذ تسلل أحدهم ليلا لألقاء نظرة على المكان وسمعتهم أنا , ألتقطوا المجرفة وأثاروا ضجة رغم محاولتهم التسلل بهدوء".
صمت للحظات ثم قال:
" شكرا لأخباري".
دريك أتصل بهم مانعا أياهم من مواصلة العمل لحين الحصول على موافقة المستأجرة ووعدها بعدم ألحاق الضرر بعملهم , بمعنى آخر ,أنه لم يثق بها , ولكن , بعد ما فعلته الليلة السابقة , هل تلومه؟
تأججت النار بعدما أضافت كمية من الفحم , وضعت على الموقد فطيرة جبن , ثم قلت بعض البطاطا , وأذ كانت تقلي البطاطا سمعت صوت الباب , فجمدت في مكانها مذعورة.
لم تتخيل ما حدث , لم تصدق ما رأته , قال أخيرا:
" ستحترق البطاطا كلها أذا لم تسحبيها عن النار الآن".
ثم أستدار تاركا المطبخ , سحبت بسرعة مقلاة البطاطا , ووضعت البطاطا في صحن صغير , كانت فطيرة الجبن جاهزة أيضا.
تركت المطبخ وتوجهت الى غرفة الجلوس متوقعة أن تعثر عليه هناك , كانت الغرفة خالية لذلك أسرعت الى غرفة لوسيا , كان هناك , حقيبة ملابسه مفتوحة , ووجد بعض الأدراج الفارغة فبدأ ترتيب ملابسه فيها .
" ما الذي تفعله هنا ؟ أنك لا تستطيع البقاء... أنه...".
" بيتك؟ هذا صحيح لكنه كوخي مما يعني حقي الكامل في الدخول والخروج , حذرتك مسبقا , أو ربما أنا على وشك أحتلال مكان شخص آخر ".
" ما الذي تعنيه بالضبط؟".
" صديقك ربما يأتي أحيانا لقضاء الليلة هنا؟ هل هذا سبب ممانعتك لحضوري؟".
أعماها الغضب فمدت يدها ساحبة قدحا زجاجيا موضوعا على حافة خزانة الملابس ورفعت يدها لترميه به , فأمسك بيدها وتناول القدح واضعا أياه جانبا ثم لوى يدها خلف ظهرها:
" يا لك من متوحشة! هل دعاك أحدهم بلقب ( الفأرة)؟ لم أر في حياتي كلها أسما يساء أستخدامه بهذه الطريقة".
" أنك تؤلمني".
" قولي أنك آسفة وسأتركك".
" كلا لست آسفة , أنك ترمي أهاناتك علي فمن حقي رميك بما أعثر عليه".
وحررها من قبضته بعد دقائق.
" حسن جدا , قد أرمي أهاناتي عليك لكنها مجرد كلمات أما أنت فتحاولين رمي أشياء عليّ قد تسبب موتي".
فركت ذراعها وكتفها.
" كيف أستطيع الطباعة أذا آلمت ذراعي؟ كيف أواصل عملي أذا لم أستطع أستخدامها؟".
لم يقل شيئا بل وقف يتأملها , فبادلته النظرات بتحد.
دفعت ألونا شعرها الى خلف فكشف عن خديها.
" هل تريد تناول العشاء معي؟".
" كلا , شكرا , سأخرج بعد وهلة".
" لترى ديانا؟".
" نعم الى المستشفى , ولكن هذه المرة لأصطحاب ديانا الى البيت ".
ورغم أحساسها بالغيرة سرّت ألونا للخبر:
" هل تحسنت صحتها؟".
" تحسنت الى حد السماح بخروجها من المستشفى , كما أستطاعت التجول في المستشفى لبعض الوقت , سأتناول عشائي معها".
وأدار لها ظهره لأكمال عمله.
علمت ألونا أنه أتم حديثه معها , غير أنها بقيت لتسأله :
" دريك , لا تستطيع البقاء هنا".
" أخبرتك من قبل أن من حقي البقاء هنا أو المغادرة متى شئت ".
" هل ستعود الليلة ؟ للنوم هنا؟".
أستدار نحوها :
" لماذا؟ هل لديك فكرة أفضل؟".
توجهت نحو الباب :
" أنني جائعة".
" أنا أيضا جائع".
عند الساعة العاشرة , فكرت ألونا بالذهاب الى فراشها , وأدركت أن حياتها لم تعد بسيطة كالسابق , في الأحوال العادية , أعتادت جلب كمية من الماء الى المطبخ وتسخينها ثم الأغتسال هناك بدلا من حمل الماء الى الطابق العلوي , لم يعد في أمكانها القيام بذلك ....
أذ قد يأتي دريك لتسخين بعض الحليب أو تناول شيء هناك.
كل شيء سيتغير طالما بقي معها ,. ستحرم من حريتها وراحة بالها , عاد بعد فترة قصيرة , بقيت ألونا في كرسيها الهزاز تراقبه بعينيها السوداوين , حمل في يده كيسا مليئا بالطعام.
" طعامي , يجب ألا تخلطيه مع ما لديك , أين أضعه؟".
" في المطبخ".
غاب بعض الوقت فتبعته لترى ما كان يفعل , وجدته يحمل قلما ليؤشر على علب الطعام وأذ ضحكت ساخرة ألتفت نحوها حاملا العلبة بطريقة أوحت لها بأنه سيرميها نحوها .... فأبتعدت مسرعة.
" لست الوحيدة القادرة على ذلك كما ترين , "
" أنك حيوان هائج".
" وهل عرفت العديد من النساء؟".
" عرفت عددا قليلا هنا وهناك".
" أخبرني رون برادويل عن علاقتك بالنساء ( توقفت متردد ثم قررت المخاطرة) قال أنم تثير المرأة حتى تحصل منها على ما تريد ثم تتركها تحترق لوحدها".
" أستمري".
" ثم تغادها دون أحساس بالذنب ( تأملها صامتا) لكنني متأكدة من شيء واحد: لن أدعك تثيرني ثم تراقب أحتراقي".
" ما كنت أقبل المراهنة لو كنت مكانك".
ثم أستدار منهيا عمله.
تجولت ألونا في المنزل ,لم تستطع الأستقرار في مكان واحد , قلقة لم تستطع حتى الجلوس .... كيف ستتغلب على قلقها لتنام بسلام تلك الليلة ؟ كيف تستطيع النوم عارفة بوجوده نائما في غرفة لوسيا ؟ ثم أنه سيحس بقلقها لسيرها في غرفتها.
قدم من المطبخ , نظر الى ساعته ثم سألها:
" متى تنامين؟".
" حين أحس بالتعب ".
" أليس هناك كرسي آخر مريح هنا؟".
" آسفة , بأستثناء الكراسي الموضوعة حول الطاولة , لا وجود لشيء آخر , هل تريد الجلوس في مكاني؟".
" كلا , شكرا , يبدو أنك في حاجة لتهدئة أعصابك , لا تخافي يا عزيزتي , لن أحاول لمسك".
هزت ألونا كرسيها بعنف فضحك قائلا:
" يبدو وكأنك تريدين ضربي , ( أقترب منها ووضع يديه على حافتي الكرسي) أضربيني أذا شئت".
رفعت يدها متحدية ولكن لا لتضربه , وأذ لمست يدها خده أبقتها هناك , ثم حركتها لتلمس بقية وجهه ثم توقفت فجأة , مدهوشة لحركتها .
وأذ سحبت يدها همس :
" أستمري رجاء لا تبتعدي".
" أذا أردت الحب .... عد الى ديانا".
" أشعر بالأسف من أجلك يا ألونا , أنك عنيدة وطائشة , أن ديانا آخر شخص أفكر باللجوء اليه , من الآن فصاعدا.... لا أستطيع التوجه الى ديانا طلبا للحب".
" كان رون برادويل محقا , حصلت على ما أردته منها ,تركتها تحترق ثم أبتعدت".
"يا لسخرية القدر , حين أتوقف عن تصديق رون برادويل تبدأين أنت تصديق أكاذيبه , الآن سأوضح لك الأمر , عانت ديانا طوال العام الماضي من مرض خطير".
" هل كان هذا سبب تغيبها؟".
" نعم , غير أنها تحسنت نتيجة التقدم العلمي وأخلاص الأطباء وحرصهم , ثم ساعدها شيء آخر معهم , أذ أحبت أحد الأطباء وبادلها الحب مما شجعها على حب الحياة".
أقتضى الأمر عدة دقائق للتفكير فيه , ثم قالت ألونا:
" لكنك قمت بالكثير من أجلها , أرسلت اليها الهدايا , ساعدتها ماديا , دفعت أجرها....".
" نعم , وصمت فترة طويلة مراقبل غروب الشمس) حين كانت ديانا تحت أشراف براين , حافظا على سرية علاقتهما , لذلك همست لي الخبر يوم ذهابنا سوية لزيارتها , أما الآن فأعلنا خطبتهما رسميا".
" أرى أن المسألة آلمتك ,أذ أنك ولمرة واحدة في حياتك , عانيت من نبذ أمرأة لك , كذلك أفهم الآن سبب مجيئك الي بحثا عن الحب".
ورغم بقائه صامتا طوال الوقت , لم يستطع غير الأستجابة أخيرا .
أجتازها تاركا الغرفة عاضبا:
" لو كنت محلك لذهبت الى فراشي , ما دمت أسمح لك بالذهاب لوحدك".
________________________________________
وذهب الى غرفته صافقا خلفه الباب.
لم تكن عملية الأغتسال صعبة كما تصورتها ألونا , جلبت الماء وسخنته .... بقي دريك في غرفته.
مع ذلك لم تطمئن , فكتبت ملاحظة علقتها على باب المطبخ.
" رجاء لا تدخل , أنني أتحمم " ( ثم وضعت بعض الصناديق خلف الباب كي يلاقي دريك صعوبة في الدخول أذا أراد ذلك".
لم يحاول دريك الدخول , سمعته ألونا يتحرك في غرفة الجلوس , وسمعت صرخة أستنكار فأدركت أنه قرأ ملاحظتها.
كان عليها مغادرة المطبخ لتذهب الى الطابق العلوي , أستعدت لذلك حيث وضعت روب الحمام الى جانبها أضافة الى قميص نومها.
كان هناك واضعا يديه في جيبي سترته , يراقب تسللها خارج المطبخ .
" خيبت ظني , توقعت عرضا مختلفا( ثم أشار الى ملاحظتها) أذا أردت أثارة أهتمام أي رجل , علقي شيئا كهذا".
" آسفة , لم أعن .... أذ لم أعش من قبل مع رجل غريب".
" رجل غريب؟ هل تسمينني رجلا غريبا؟ كم مرة أحطتك بذراعي؟ أعرف عنك ما يعرفه كل رجل عن زوجته".
تخلت عن رغبتها وقالت:
" لم تتظاهر بعدم فهمك لما عنيته ؟ تصبح على خير".
وأحست بنظراته تتبعها أثناء صعودها السلم , لم تستطع ألونا النوم بل أصابها الأرق .... فبقيت متقلبة في سريرها طوال الليل.
لو لم يكن دريك هناك , لذهبت الى المطبخ , لتسخن كوبا من الحليب يساعدها على النوم , وأخيرا قررت تجاهل وجوده والذهاب الى المطبخ , صبت الحليب في قدر صغير وحاولت تدفئته على النار شبه الخامدة , قبل أن تصب الحليب سقط القدر من يدها فأحدث ضجة كبيرة.
لا بد أنها أيقظت دريك , خرج من غرفته , عيناه شبه مغمضتين وشعره غير مرتب... مرتديا بنطاله وقميصه , لم يغير ملابسه أذن, لماذا؟
" هل حدث شيء ما؟".
" كلا , كنت عطشى فجئت لأسخن بعض الحليب".
" ستسخنين الحليب على ماذا؟".
" على ذلك".
وأشارت الى الموقد , فلمسه بيده وقال:
" أنه بارد , النار مطفأة ".
" كلا أنها خامدة قليلا".
وحركت الشوكة بين الفحم فبدأت النار بالأشتعال:
" سيستغرق ذلك الليل كله".
" وماذا في ذلك ؟ لم أطلب منك الأستيقاظ ".
" كنت نصف نائم , ولا تقولي أنك كنت نائمة .... أذ لم تدع لي تلقباتك فرصة للنوم".
" لم أستطع النوم , ليس ذلك ذنبي".
" لم لا؟ ( وخطا مقتربا منها فأنكمشت في مكانها غير مجازفة بالتحرك) لدي طريقة مفيدة وناجحة ستساعدنا سوية للوصول الى أرض الأحلام".
" عاملتني في البداية بشكل سيء ثم عدت لأستخدامي آداة لأرضاء نزواتك".
" كلا , ما أردته هو الحب .... بالكلمات والأفعال "
أرادت تأكيده لعدم وجود أمرأة أخرى....
صحيح أن ديانا لم تعد ملكا له , لكنه سيبقى دائما أحتمال عثوره على أمرأة أخرى.
" يجب أن تصدقني , أنك تسرق كل شيء مني بتدخلك المفاجىء في حياتي".
" أخبريني أكثر".
" كيف أستطيع أفهامك بما قلته من قبل؟ أن قدومك للسكن هنا لم يغير شيئا , كل ما تفعله الآن هو فرض طريقة حياتك وأسلوبك عليّ ,( وتوقفت لأختيار كلماتها بدقة ) بالنسبة اليك العيش هنا مغامرة , حدث طارىء تعود بعده الى حياتك المتحضرة بعيدا عن بدائية الكوخ , تعود لتتباهى أمام أصدقائك ومعارفك عن أحتمالك العيش هنا , هذا هو بيتي , بينما لا يمثل لك غير مكان تقضي فيه أجازتك".
" أنا متأكد بأن لديك الكثير لتقوليه".
" أن سخريتك تثير فيّ المرض , هدفي في الحياة هو العيش بلا أدعاء , أخبرتك ذلك من قبل , كما أخبرتك أن هدفك في الحياة هو تجميع أكبر كمية من النقود , لا يزال رأيي كما هو".
" أنك بالتأكيد تعرفين أفضل الطرق للأطراء".
" أنك تهدد كل شيء عزيز علي".
كلا لم تقل الحقيقة .... أنه هو كل شيء عزيز عليها ,حيثما يوجد , توجد سعادتها وراحة بالها , مع ذلك ناقضت نفسها أذا ما حدث وأقتربا من بعضهكون ذلك على المستوى الحسي وليس العقلي ....ما سيهددهما بالأنفصال بعد عدة أسابيع.
" لا أريد آلات القرن العشرين , لا أريد للآلة أن تقوم بما أتمتع القيام به , لا أريد للتقنية الحديثة ألغاد وجودي وأهميتي , لا أريد منها توفير الوقت ثم أشعر بعد ذلك بالفراغ لعدم وجود شيء أفعله , فأضطر للجلوس ومراقبة التلفزيون الليلة بعد الأخرى , ناسية فائدة وساقيّ وكيفية أستخدام عقلي".
كان صمته مثيرا لأعصابها .
" هل تفهم الآن؟".
وجلست منهكة على الكرسي الهزاز , أغمضت عينيها وصمتت

 
 

 

عرض البوم صور زهرة سوداء   رد مع اقتباس
قديم 22-05-13, 02:37 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
سوسن رضوان
الادارة
حكاية روح


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 192268
المشاركات: 18,361
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 28653

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة سوداء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة سوداء المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 161- سيدة نفسها - ليليان بيك - روايات عبير القديمة

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل الحادي عشر

حياة جديدة

حين أستيقظت ألونا في صباح اليوم التالي, ونزلت الى المطبخ , وجدت دريك يغتسل في المطبخ.
راقبت دريك يغتسل بالماء البارد الموضوع في الحوض الجديد , سحرتها حركاته وخاصة حين تناول المنشفة.
" لا بد أنك قوية لتتحملي هذه الحياة القاسية , سأتحول بعد قليل الى أنسان بدائي يجر أمرأة من شعرها بأتجاه كهفه المظلم , هل تعلمين أن لي حق برميك خارج الكوخ , بأعتباري مالكه , أذا لم تنفذي أوامري؟".
وجذبها نحوه واضعا يديه على كتفيها .
" نعم , أنك جميلة في الساعات المبكرة ,هل مزاجك أحسن اليوم؟".
أبتعدت عنه بحركة سريعة :
" من الأفضل تجنبي في الصباح الباكر ".
" ربما لأنك تستيقظين لوحدك".
" ربما لأنني أفضل هذا".
" هل تمزحين؟".
وتجنبت النظر اليه مباشرة لتبعد عن نفسها تأثيره المغناطيسي
تركها دريك دون أن يذكر وقت عودته , ربما سيقرر العودة بعد أسابيع , تبعا لرغبته , ورغم جلبه بعض الملابس معه, فأن هذا ليس تأكيدا على بقائه في الكوخ بشكل متواصل.
بعد أن عملت طوال الصباح , طبخت ألونا طعامها متمنية , لأول مرة , وجود شخص آخر الى جانبها , كان من العبث تقريع نفسها أذ بقيت صورة دريك مهيمنة على تفكيرها طوال اليوم.
عصرا , أعدت وجبة العشاء .... قطعت اللحم وأضافت اليه خليطا من الخضار وكمية من الماء , ثم وضعت القدر في الجزء السفلي من الفرن ليطبخ الطعام بهدوء.
سمعت طرقا على الباب , فدق قلبها فرحا , ولكن دريك لديه مفتاح... تكرر الطرق وعرفت من وقعه أن الطارق صديق.
قال راي:
" أهلا.... آه , فتاة أحلامي ترحب بي على عتبة دارها , هل سترتدينه يوم غد؟ ستثيرين ضجة و هل أستطيع ادخول؟".
" لم لا؟ هل تعلم بأن دريك يقيم هنا الآن؟".
" نعم , ولم يكن ما سمعته أشاعة كاذبة , لا تقلقي , لا يعرف الكثيرون ذلك ... رغم أن الجميع يعرفون بشرائه الكوخ".
" لست قلقة يا راي , أنه مالك الكوخ وهذه غرفته, غرفة لوسيا سابقا .... بينما أنام كعادتي , في الطابق العلوي".
" أعرفك جيدا يا عزيزتي , الكل يعرفونك من هذه الناحية صحيح أنني ضحكت لوصف السيدة براينت لك بأنك فتاة ذات أخلاق عالية لكنها الحقيقة و بالمناسبة , ألتقيت بالسيدة ميسي أثناء مجيئي وكانت مسرعة للحاق بالقطار المتوجه الى برايتون , أختها ليست على ما يرام وستبقى معها عدة أيام وطلبت مني أخبارك بذلك".
" شكرا , هل أعجبت بالفستان ؟ عسى أن يعجب الفائز أيضا , راي.... أنني خائفة وأتمنى لو لم أوافق".
" لا تقلقي . سيكون كل شيء على ما يرام, أنا متأكد من ذلك ".
" كيف تعرف ذلك؟هل أنت من سيفوز بي؟ أو الكولونيل دينتون ؟ سأكون بأمان".
"شكرا , أن ثقتك تبعث السرور في نفسي".
" هل تريد كوب شاي ؟ عشائي ليس جاهزا بعد".
" لا مانع لدي , ولكن يجب أن أعود بسرعة أذ يريد مني والدي مساعدته في كتابة رسائله".
وضعت ألونا الماء على النار ثم وضعت الكوبين على المنضدة , قالت:
" راي , لا أريد توسيخ هذا الفستان ,هل تمانع أذا ذهبت الى الطابق الأعلى لاغييره؟".
لا مانع لدي وسأتسلى بقراءة الرسائل المطبوعة أثناء ذلك".
صعدت ومضت الى غرفتها و وخلعت الفستان ثم علقته بعناية في خزانة الملابس , حين أستدارت لأرتداء بنطالها سمعت صوت الباب ثم صوت شخص يتكلم مع راي ,مضت الى الفسحة الواقعة أمام غرفتها ومدت رأسها لألقاء نظرة على الطابق الأرضي , ففوجئت بوقوف دريك أسفل السلم متطلعا اليها , ها هي واقفة هناك نصف مكشوفة بينما صديقها ينتظر في غرفة الجلوس , وفهمت بسرعة مغزى نظرات دريك المحتقرة.
" دريك!".
وعادت الى غرفتها فسمعت صوت راي قائلا:
" وداعا يا ألونا , اراك غدا في المهرجان وأتمنى أن يفوز بك الرجل الملائم".
أرتدت ألونا بنطالها قبل أن يدخل دريك الغرفة , وقف عند المدخل متفحصا أياها.
" هل قاطعت شيئا مهما ؟ أو ربما كنت تستعدين وأفسدت أنا عليكما خلوتكما؟".
" لا أعرف ما الذي تتحدث عنه , كل ما كنت أفعله هو خلع الفستان الجديد الذي سأتديه في أحتفال يوم الغد , أردت المحافظة عليه و....".
وسكتت بعد أن أدركت أنه لم يكن مصغيا.
" أذن , راي هو صديقك رغم كل ما قلته سابقا , لا عجب في مناداته لك بلفب( حبي) ما دام هو حبيبك ,ولا عجب في أعتراضك الشديد حين جئت للبقاء هنا , وسألتك حينئذ عن السبب فأنكرت الأمر".
" أنكرت أتهامك وما زلت أنكره".
" أظن هذا معقولا , أذ في أمكان صديقك النوم هنا , أنني لست ساذجا عادة , ولكن لا بد أنني تحت تأثير مظهرك البريء ,( وسار نحوها) مظهرك البريء ! من الواضح الآن أنني أكبر مغفل في العالم لأنخداعي بذلك".
" أنك مخطىء , أنك مخطىء , أنت تستند في أفتراضك على ما حدث صدفة , جاء راي لسؤالي عن يوم غد ثم وضعت أنا الماء على النار وصعدت لتغيير الفستان".
واصل حركته حولها , أحست به بعيدا عنها عاطفيا رغم ملامسته أياها , ما فائدة ذلك؟ ويئست من نجاحها في أجتياز الفاصل بينهما.
سحبت يديها , ما فائدة الحب من جانب واحد؟ وقبل أن يحاول ثانية , أرتدت قميصها بسرعة , هناك حل واحد للمشكلة.... يتوجب على أحدهما مغادرة الكوخ , وبما أنه المالك , يجب عليها هي المستأجرة , مغادرة الكوخ.
سحبت حقيبة ملابسها الموضوعة على الخزانة , نفضت الغبار عنها ثم فتحت أدراج الخزانة وبدأت تسحب ملابسها.
حين بدأت أختيار ما ستأخذه من الأحذية , قال دريك :
" هل ستخبرينني ماذا تفعلين؟".
وأمتلكها الغضب , غضب حاولت جهدها كتمانه حتى تلك اللحظة لحرصها على حب الرجل الذي أرادت الأقتراب منه أكثر من أي شيء آخر في الحياة.
" من الواضح أن هناك شيئا واحدا يسرك وهو أبعاد نفسي عن حياتك , أخبرتك ذات مرة بأنني أذا غادرت الكوخ , سأحزم متاعي وأعيش كمتجولة سعيدة".
سعيدة؟ فكرت بأنها لن تكون سعيدة أبدا , قاومت رغبتها في البكاء .
" قلت أنني أريد رؤية العالم , أن أعيش , وأنا وآكل حسب طريقتي , حسنا , سأفعل ما يفعله كل الشباب في العالم , أريد أن أعيش سعيدة , بلا تدخل وبلا قيود مفروضة علي , بلا رجل يفرض حضوره علي".
" ألونا قبل أن تذهبي , هل أخبرك شيئا ؟( وقف عند المدخل ناظرا اليها بهدوء)أنا أيضا لدي حقيبة سفري الرثة ,حين أسافر لا أتصرف عادة كرجل غني بل أستخدم ساقيّ للمشي الطويل وكتفي لحمل متاعي ويدي لنصب الخيمة و ليس عالمنا مختلفا كما تتصورين".
توقفت ألونا , غير واثقة من خطوتها التالية , هل أختفت الحواجز؟ كلا , ليس كلها , حيث ساهم دريك بدوره في ذلك , تتذكر جيدا كيف قال ذات مرة أنه ذاهب لزيارة ديانا لأنها تتكلم لغته ,ديانا المرأة التي أحبها وأعتز بها , هل يحاول بتوضيحه أقناعها بالبقاء ؟ ربما كمحاولة منه لنسيان ديانا وحبه؟ ألتقت نظراتهما.
" ربما كنت ساذجا مرة أخرى , ربما لست ذاهبة للتجول في العالم , ربما ستذهبين للبقاء مع صديقك راي؟".
شمت رائحة ما طبخته فأحست بالجوع , وتذكرت أن طعامها لا يزال يغلي في الفرن ,موقدها , مطبخها , كوخها وعالمها.... كلا , لا تستطيع التخلي عن ذلك كله , كما لا تستطيع التخلي عن الرجل الواقف في أنتظارها.
بحثت عن شيء مختلف في نظراته , هل قرأ أفكارها ؟ هل عرف أنها لا تستطيع العيش بدونه؟
عادت ببطء الى الكوخ , فتحرك ليسمح لها بالدخول , وضعت حقيبتها على الأرض ووقفا يحدقان ببعضهما البعض.
" كنت محقا في أفتراضي , أليس كذلك؟ كنت متوجهة لمصاحبة صديقك ".
فتحت فمها لتدافع عن نفسها غير أنها غيرت رأيها , ما فائدة توضيح أسبابها الخاصة التي دفعتها للبقاء؟
هزت كتفيها وتنهدت:
" يبدو أن العشلء جاهز , هل تريد مشاركتي؟".
" أذا كان هناك ما يكفي".
خلعت سترتها ورمتها جانبا ثم ذهبت الى المطبخ , فتحت باب الفرن وسحبت القدر ووضعته على الفرن.
" هل أستطيع المساعدة؟".
" هل تستطيع أعداد الطاولة ؟".
أبتسم:
" سيدهشك هذا , لكنني خبير في ذلك".
" المناديل هناك, الشوكات والسكاكين في الدرج العلوي , الملح والفلفل الى جانبها ".
عاد الى المطبخ بعد ثلاث دقائق :
" تمت المهمة ...( رفع يديه مازحا) أستطيع أستخدامها لشيء آخر عدا توقيع الرسائل والعقود".
" آه....".
كان ذلك كل ما قالته ألونا وناولته صحنه.
تناولا العشاء صامتين , أثار ذلك عصبية ألونا ,ولم تعلم سبب سلوك دريك , هل صمت أحتقارا لأنه ظن أنها كذبت عليه؟ أو ربما كان مشغولا بعمله فعزله عما يحيطه؟
لم تكن ألونا قد أعدت الحلوى الملائمة لتناولها بعد الوجبة , فعرضت على دريك تناول الجبنة مع البسكويت أو بعض الفواكه , تناول تفاحة من الصحن وحدق فيها , سألها مداعبا :
" هل غسلت التفاح؟ ( أومأت موافقة) تحت الحنفية؟( أومأت ثانية) وجففتها جيدا؟".
فهمت حينئذ لعبته فأحمر وجهها .
" حسنا .... هل سررت لنكتتك الصغيرة؟ أو ربما لن تسر الى أن تزود المطبخ بالماء الجاري؟".
" لا أدري , هناك طرق عديدة للحصول على السعادة , هل تفهمين ما أعنيه ؟".
" هل تريد القول أنك قد تعتاد على طريقة حياتي ؟ وأنك قد بدأت تحبها؟".
" مزقي القناع , وستجدين رجلا بدائيا تحت مظهري الأنيق , أمنحيه الظروف المناسبة وسيفاجئك كالعاصفة , هل يجيب هذا على تساؤلاتك؟".
أتم أكل تفاحته ثم شربا القهوة.
" هل تتطلعين بشوق الى يوم غد؟".
" أنني أخافه".
" أذا كنت تشعرين بهذه الطريقة , لم وافقت؟".
" أقترح أحد أعضاء اللجنة الفكرة ووافق الجميع ناظرين الي".
" ألم يستطيعوا رؤية ما يخيب ظنهم ؟ ألم يروا أنك لست الفتاة الملائمة لعرض مفاتنها ثم تقف صامتة بأنتظار الرجل الفائز؟".
" قلت رأيك بصراحة ووضوح , حسنا لست جذابة , لكنني سأرتدي ذلك الفستان وأبتسم بشكل مغر , الى أن يفوز أحدهم , أما أذا قرر بعد ذلك أنني غير صالحة للدور , سأعود الى البيت مطمئنة الى أنني قمت بواجبي نحو اللجنة , لكنني متأكدة من شيء واحد , سأقاتل بعنف أذا ما حاول أي رجل أجباري...".
" هل هذا تحذير لي ؟ أذا كان هذا صحيحا فتأكدي أنني أذا فزت لن تستطيعي مقاومتي أطلاقا".
نهضت واقفة :
" يجب أن أجلب بعض الماء لغسل الصحون , أعذرني رجاء".
" أعطيني السطل , سأجلب الماء".
ناولته السطل فخرج الى الحديقة وسمعته يصب الماء فيه , وسألها حين عاد:
" كيف أستطعت حمل هذا الثقل طوال الوقت؟كان من الممكن أن تؤذي نفسك".
" حسنا , لم يحدث ذلك حتى الآن".
" كم سأنتظر حتى يغلي الماء ؟ لدي طرق أسرع , ما رأيك بطباخ غاز؟ أو تزويد موقدك بقنينة غاز؟ أنها ليست طريقة تكنولوجية حديثة".
" أفعل ما يحلو لك , الكوخ ملك لك وأنت تحتل نصفه الآن".
" ربما سأفعل ذلك , ربما".
غسلا الصحون وجففاها , كان دريك ممتازا في عمله فأرادت ألونا مدحه غير أنها لم تتوقع منه غير السخرية فصممت .
ببطء , ببطء شديد , بدأت ألونا تغير رأيها حول طريقته في الحياة , ها هو يساعدها في كل شيء متقبلا بدائية الظروف المحيطة بهما , هل أساءت الظن به وبرفاهيته وفساده؟ ربما كان أكثر أحتمالا منها , وهذا أذا تذكرت أحتماله لأهاناتها.
لكنها تذكرت , أنه هو من أشار الى الحاجز الفاصل بينهما , هل عنى الأختلاف العقلي بدلا من الحسي؟
بعد أن أنهى مساعدته لها , غادرها صامتا الى غرفته وأشعل المصباح , مخيبا بذلك أمل ألونا في البقاء قربه ومحادثته.
وبما أنه لم يغلق الباب وراءه مباشرة تبعته محاولة التودد اليه.
" آسفة لوجود ملابس لوسيا في خزانتك ".
" ظننت أنها ملابسك".
" كلا , لا أرتدي , عادة , ملابس كهذه , سوى فستان واحد أرتديته مرة واحدة .... هل تريد مني أخراجه؟".
هز كتفيه بلا مبالاة , وقفت في مكانها صامتة لعدة لحظات , الى أن فتح حقيبة يده , وجذب بعض الوثائق ثم وضعها على سريره فأنتابها أحساس كاتب صغير أمام مدير الشركة , حسنا , أنها لم تعد مستخدمة لديه ,ولن تنصرف لأنه ألمح اليها بذلك.
" سيارتك غير موجودة في الخارج , أين وضعتها؟"
" لم آت بالسيارة , أوصلني أحد الأصدقاء".
" كيف ستعود غدا؟".
" غدا هو السبت , ولا أعمل عادة يوم السبت , ثم أذا أحتجت سيارة أستطيع الأتصال هاتفيا وأستئجار سيارة أجرة , أين يوجد أقرب تلفون؟".
" في كوخ السيدة ميسي , أنها مسافرة الآن لكن لدي مفتاح الكوخ".
أومأ برأسه ففهمت ما أراده ونفذته , غادرت الغرفة فأغلق الباب وراءها وبقيت هكذا طوال المساء.
تخلت ألونا حوالي الساعة العاشرة عن محاولتها القراءة , كان دريك هادئا الى حد أحست فيه بالعزلة , لم يعد أمامها غير الأستحمام والذهاب الى غرفتها للنوم , وضعت أناء الماء على الموقد ثم ذهبت الى غرفتها لجلب قميص نومها وما تحتاجه للأغتسال , لاحظت عند نزولها خلو غرفة الجلوس.
لم تخبر دريك بنيتها في الأستحمام لأنه كان مشغولا ولأنها خشيت تأنيبه , لذلك لم يعد أمامها غير وضع ملاحظة ( أبتعد رجاء) على باب المطبخ ,وبدأت غسل رقبتها وصدرها حين فتح دريك باب المطبخ فجأة وقد أعماه الغضب , كان يحمل في يده ملاحظتها , ممزقة.
" هل حاولت أثارتي بطريقتك هذه؟ أخبرتك الليلة السابقة بتأثير مثل هذه الملاحظة على أي رجل , ألم تفهمي ما قلته؟".
وقفت ألونا مرعوبة للمفاجأة وجمدت ضحية لنظراته الثاقبة المتفحصة , وأنتبهت أخيرا الى موقفها فسحبت المنشفة بسرعة وغطت صدرها .
لم يضحك لخجلها بل زاد غضبه.
كانت الساعة الواحدة صباحا حين تخلت ألونا عن محاولاتها للنوم , فبدأت تتمشى في الغرفة غير عابئة بالهواء البارد المنبعث من النافذة المفتوحة ولا بأزيز الأرض الخشبية , كل ما أحست به هو وجود من أحبته في الطابق الأرضي , الرجل الذي كانت مستعدة للتخلي عن كل شيء من أجله.
هل في أمكانها التخلي فعلا عن مبادئها؟ أن تربيتها الصالحة دون ذلك , فأكتفت بالسير في الغرفة واضعة يديها في جيبي روبها.
لم تعد تفكر باليوم المقبل , يوم الأحتفال ,ونسيت كونها جائزة اليانصيب , وأحتمال قضائها اليوم بكامله مع رجل لا تعرفه , وتخبطت في حيرتها وقلقها فلم تسمع صوت أقتراب خطوات دريك من غرفتها , ولا أنفتاح الباب ليكشف عن هيئة مالك كوخها.
كان شعره غير مرتب , مع ذلك كان مرتديا ملابسه كلها , كما لو كان قد عقد عزمه على البقاء مستيقظا طوال الليل.
" هل حدث شيء ما؟".
" لا أستطيع النوم".
كان على مبعدة خطوات منها , مع ذلك أحست بالعزلة , أنه الحاجز الفاصل بينهما , المكتب الفاصل بين المدير والمستخدم , رغم لحظات المودة التي سادت بينهما , وكانت ألونا بعيدة عنه بعد كاتبة الآلة الطابعة البسيطة عن مدير المؤسسة الأنيق.
لا بد من وجود طريقة لسد الثغرة , وتداعت كلماتها بسهولة :
"دريك , آسفة لكل شيء فعلته( لم يبد عليه الفهم) الخوف هو الدافع وراء الكثير من أفعالي , مثل تحطيم الأسمنت في الحديقة , أنها رغبة غريزية في الدفاع عن أسلوب حياتي البسيط.........".
لم يبد عليه أي رد فعل.
" آسفة أيضا لكل أهاناتي , لم أعن ذلك في الحقيقة".
وأذ تزايد قلقها وتوترها سمعها تقول:
" عصر اليوم , لم أكن ذاهبة لرؤية راي , هناك فتاة تعيش في المدينة ويحبها هو .... أنه ليس صديقي , ما كنت قادرة على مغادرة الكوخ".
وتمنت لو أنه نطق بشيء .
" دريك.... أنني أحب وجودك هنا".
" لا بد أن حضوري يدفعك للأحساس بالأمان أكثر , أليس كذلك؟".
كانت لهجته ساخرة , أين المغفرة التي أشتاقت لسماعها؟
" أفهم شعورك يا دريك , أعرف أنك تحب ديانا وأنك خسرتها لرجل آخر ".
وبدا عليه التعب ..... ربما لأنه لم ينم جيدا , ها هي تحاول أصلاح ما أفسدته غير أنه لم يظهر ما يشجعها.
" أخبرتني ذات مرة ( لن يمضي وقت طويل) فظننت أنها كانت تعني زواجكما".
" ظنت أنها تحتضر وبذلك ستلحق بزوجها قريبا".
وأثارت كلماته حزنها وعاطفتها , لم تكن ديانا تحب دريك أذن؟
" أنك تبتعد عني أكثر وأكثر بدلا من الأقتراب , لا أريد خسرانك يا دريك".
ومدت يدها لتتشبث بيده و غير أنه لم يستجب.
" رجاء دريك ساعدني.... أنني قلقة , بصدد الغد وما يتوقع مني عمله ".
" أخترت ذلك بنفسك , فتخلصي منه بطريقتك , أنها مشكلتك ".
وأستدار فغادر الغرفة .
لجأت الى فراشها وتشبثت بوسادتها , بكت حتى تخلصت من توترها.
سمعت , بعد ساعة , ضجة في الخارج , خطوات شخص في الحديقة , ورغم أنها لم تنم , كانت في حالة شبه حلم , هل حلمت بسماع الأصوات؟ نهضت ببطء وجلست في سريرها , حين رأت رأس وكتفي رجل خلال النافذة , كتمت ألونا أنفاسها حاولت الصراخ لكنها فقدت صوتها , لم يكن دريك , لم يكن راي , أنه رجل ضخم ...
وقفت جامدة , أرادت الهرب غير أن رعبها شلها مكانها , وأذ أستطاعت الحركة أخيرا جاءت محاولتها متأخرة , أمسك بها الرجل بقوة , لم تستطع رؤيته.
" أهدئي وألا.... قلت ذات يوم بأنني سأنالك وها هو اليوم , لن يكون وجهك جميلا حين أنتهي منك".
" هل جننت يا سيد برادويل ؟ لست........".
كلا لن تخبره أنها ليست وحدها , وتمنت لو كان دريك مستيقظا.
" أيتها الآنسة الجميلة , سأنالك بأي طريقة ممكنة".
" يا سيد برادويل....( وأذ حررت ذراعها من قبضته أستدارت وصرخت بصوت مجنون ) دريك!".
سمعت صوت خطوات سريعة , فهمس برادويل:
"آه , أنها ليست وحدها".
وكمحاولة أخيرة لأيذائها صفعها عدة مرات ثم ركض نحو النافذة .
فتح دريك الباب وقال:
" أركضي بسرعة , أذهبي الى الجارة وأستدعي رجال الشرطة , سأمسك بهذا الرجل حتى لو أقتضى الأمر التضحية بحياتي".
ناضلت ألونا للنهوض والوقوف على قدميها , كانت على وشك الأغماء غير أنها أدركت حرج موقف دريك وحاجته للمساعدة فأسرعت الى الطابق الأرضي , تناولت المفاتيح من مكانها وركضت نحو كوخ السيدة ميسي.
أمسك دريك ببرادويل ولم يتركه ألا غائب الوعي , دريك فعل ذلك... دريك الذي أتهمته دائما بالجهل والعجرفة.
كان وجهها منتفخا بتأثير صفعات برادويل ولسقوطها على الأرض الصلبة بعد ذلك.
أستجوبها رجال الشرطة فأخبرتهم بما حدث ثم أخبروها أنه أستخدم سلم العمال للوصول الى غرفتها , كما أنه لم يكن ميتا بل حيا و ودفعوه الى السيارة ليبقى فيها الى حين الأنتهاء من التحقيق.
سمعت ألونا صوت خطواتهم فرفعت رأسها.
" هل تودين الذهاب الى المستشفى لأجراء بعض الفحوصات؟".
هزت رأسها رافضة , كانت بخير , كل ما في الأمر أنها كانت متعبة وبحاجة للراحة.
طمأنهم دريك الى أنه سيهتم بها , ثم سار معهم نحو الباب فسمعته يوضح لهم:
" جئت لقضاء ليلتين أو ثلاث لحمايتها , أذ توقعت هجومه عليها , خاصة بعد أن طردته من عمله وهدد بأيذائها معتقدا أنها سبب طرده من العمل".
ها هي تسمع الحقيقة , لهذا جاء للبقاء معها , ليس لأنه يحبها , ليس لأنه يعيش الحياة البسيطة , ولكن من أجل ألقاء القبض على رون برادويل........
عاد دريك بعد خمس دقائق ليجدها في مكانها.
" أعرف الآن لم جئت الى هنا , حسنا , لقد أتممت مهمتك وألقيت القبض على برادويل , تستطيع الذهاب الآن- سأكون سالمة لوحدي كما كنت دائما".
أجابها الرجل بهدوء:
" نعم جئت لألقاء القبض عليه قبل أن يلحق الأذى بك, جئت لحمياتك ".
بقيت ألونا جامدة في مكانها.
" أخبرني أنه سيؤذيك وسيشوه وجهك لئلا يفوز بك أي رجل في اليانصيب , لذلك كنت حذرا الليلة".
" ولهذا السبب لم تنم طوال الليل؟".
" صحيح , ولهذا قلقت حين سمعت خطواتك في المرة الأولى , ظننت طوال الوقت أنه سيحاول الدخول من الباب الأمامي وكنت مغفلا فأهملت أحتمال دخوله من النافذة".
" أذن , حين سمعت اضجة في المرة السابقة وظننت أنهم العمال , كان في الحقيقة رون برادويل؟".
" نعم , وحين أتصلت بي هاتفيا , خمنت فورا هوية الشخص , لهذا جئت مستعدا للبقاء أطول فترة ممكنة ".
" حسنا , لقد أنتهت مهمتك كحارس شخصي لي , تستطيع العودة الآن الى بيتك".
لم يتحرك من مكانه....
" لم طلبت من العمال عدم المجيء ثانية؟".
" قررت الأنتظار".
" ماذا؟".
" اللحظة الملائمة لسؤالك , ولمعرفة ما تريدينه فعلا".
" تسألني؟ انك المالك ةتستطيع عمل ما تريده".
تحرك مقتربا منها , وأبتسم:
" أنك من سيعيش هنا , لذلك يجب أن تختاري بنفسك ما تريدنه , هل تريدين هذا الكوخ أن يكون بيتا لك , أو مجرد مكان تسكنين فيه؟".
تخيلت منظر كوخ السيدة ميسي بطاولته الصقيلة و زهوره وكراسيه المريحة , واللمسات الطبيعية المريحة فيه و أي أنسان سيقدّر ذلك البيت... بيت يعني الدفء.
" أريد بيتا...".
" بيتا؟ ستحصلين عليه أذن....".
نظرت نحوه متعجبة , فمد يده ولمس وجهها:
" هل صفعك؟".
" نعم , كما فعل من قبل , ثم طردتني اليوم التالي و لم فعلت ذلك يا دريك ؟".
" الأسباب معقدة ومن الصعب توضيحها الآن , ظننت أنك ذهبت الى الحفلة بأرادتك , وكذبت عليّ – تذكري أن برادويل- حرضني طوال الوقت و وكان شخصا وثقت به , ففكرت بك كأنسانة دعية تتظاهر بالهدوء , لا تنسي أيضا أنني أنسان أحب الكمال في العمل".
" أنك أنسان قاس".
" ربما , لكن يجب أن أكون كذلك لأنجح في حياتي العملية".
" وماذا عن حياتك الشخصية؟".
" أطالب بالعلاقة الكاملة , لكني لست قاسيا , ونجحت في العثور على رفيقة حياتي الكاملة التي آمل أختيارها للعيش الى جانبي".
" أخبرني من هي ؟ رجاء يا دريك......"
أمسك بيدها وجذبها نحوه:
" بالكلمات يا حبيبتي أم بالأفعال؟ يجب أن أريك شيئا ما".
وتوجه نحو غرفته ثم عاد حاملا علبتين صغيرتين وورقة.
" هذه أجازة السماح بالزواج , سنتزوج غدا".
" لكنك لم تطلب مني الزواج؟".
" لم أنس ذلك بالتأكيد , ألونا بيل هل تقبلين الزواج مني؟".
" نعم يا دريك واريك , أقبل الزواج بك".
" لكنني لم أشك أبدا بموافقتك , أذ أخبرني أحدهم ذات مرة بأنك تحبين رئيسك في العمل , وكانت تلك الجملة الصحيحة الوحيدة التي نطق بها رون برادويل ( فتح علبة الخاتم) خاتم الزواج , جربيه ,كلا , كلا ....أرتديه بنفسك , سأقوم بذلك غدا".
كان الخاتم ملائما تماما , فتح دريك علبة أخرى كاشفا عن خاتم من الماس , شهقت ألونا.
" ولكن دريك........".
رفع يدها ودفع الخاتم في مكانه.
" أنه بحاجة للتصغير قليلا".
" سأجري كل ما توافقين عليه , ليس في نيتي أفساد بساطة حياتنا المشتركة , وأعدك بأنني سأتعلم ذلك منك , سأكون طالبا متحمسا , وفي الحقيقة , أعتقد أنني في منتصف الطريق الآن".
رمقته بفرح , ثم تغير تعبير وجهها فجأة :
ط غدا و المهرجان واليانصيب , كيف نستطيع الزواج؟ أشترى التذاكر العديد من الناس ولن يكون من العدل.....".
قال مبتسما:
" سيفوز بك شخص أسمه دريك واريك , (ضحك لدهشتها الشديدة وأوضح) كلا لست مجنونا.... ضعي نفسك مكاني , لم أكن قادرا على مراقبة الفتاة التي أحبها وهي تسلم الى رجل آخر , مهما كان عمره , لذلك أشتريت مسبقا كل البطاقات".
" لكن ذلك أحتيال يا سيد واريك".
" هذه وجهة نظرك ,أما في رأيي فأنني حاولت المحافظة على كرامة زوجتي في المستقبل مصونة".
" ولكن متى حدث هذا كله؟".
" شراء التذاكر؟ آه.... منذ أيام , ذهبت للقاء الكولونيل دينتون ورتبناها بيننا ,ولوحت له بمبلغ من المال تبرعا للمهرجان على شرط واحد , أن أفوز بفتاة اليانصيب".
" ولكن.... سيتم غدا سحب التذاكر من كيس اليانصيب , فكيف؟".
نظر الى عينيها المتعبتين :
" آه , ربما سأزعجك الآن , هناك نوعان من التذاكر...".
" وردية وصفراء , ولكن لا أهمية للون".
" هذا خطأ , أشتريت كل البطاقات الوردية , لا تقلقي , ستوضع البطاقات الصفراء في الكيس ولكن في قعره , بينما توضع الوردية في الجزء الأعلى , بما أن زوجة الكولونيل ستجري السحب فأنه طلب منها سحب التذكرة من الجزء العلوي , هكذا ستسحب , لا محالة , تذكرة وردية ".
" دريك واريك , أنك...".
" قاس... أعرف ذلك , حين سأفوز بك سنتوجه الى مكتب تسجيل الزواج ,وبعد الساعة الرابعة عصرا ستكونين زوجتي , سيحضر حفلة الزواج عدد من الأأصدقاء , في فندق الرويال".
" أصدقاء من؟".
" أصدقاؤك وأصدقائي , الكولونيل دينتون وزوجته مثلا , راي هيل ,والسيدة براينت , وعدد من أصدقائي أيضا , هل يلائمك هذا؟".
أومأت بقناعة:
" ثم نعود الى هنا , الى بيتنا لننعزل عن العالم هل لديك أي أعتراض؟".
" كلا".
" هل لديك أي سؤال؟".
" نعم , هل سيكون لدي وقت كاف لأرتداء فستان ملائم للزواج؟".
" لماذا؟ سمعت أن الفستان الذي سترتدينه للأحتفال سيكون ملائما".
وافقته ألونا بعد تفكير قصير:
"سؤال آخر يا دريك ,. هل... هل عنت ديانا أي شيء لك؟".
" هل تعنين هل أحببتها؟ كلا ,فقدت ديانا زوجها العزيز منذ فترة ثم أكتشفت أصابتها بالمرض الخطير , أحسست بالشفقة عليها فساعدتها وسمحت لها بالعمل متى أستطاعت ذلك , أرسلت لها الهدايا لأرفع معنوياتها , كما خرجت معها أحيانا لأمنحها شيئا يدفعها للرغبة في الحياة , كما دفعت عند الضرورة , نفقات علاجها , حين سمعت بشفائها وبعلاقة حبها فرحت أذ سيساعدها ذلك على نسيان وفاة زوجها".
" أذن, لم تعن لك شيئا على الأطلاق؟".
" عزيزتي , كيف تستطيع ذلك وقلبي ساقط في فخ نصبته أنت له؟ فخ لم أرغب الفرار منه أبدا".
" أنا أيضا كنت محاصرة , كم كرهت الخصام معك , وكرهت الشجار".
" أنك كاذبة مبتذلة".
قالت مبتسمة :
" كنا سندعو اليانصيب( فتاة ليوم واحد)".
هز دريك رأسه , جاذبا روبها ومريحا رأسه على صدرها :
" أنك أمرأتي حتى آخر يوم في حياتي , غدا هو البداية فقط.... أنه يوم أستحواذي عليك".
نظرت الى ساعته مبتسمة :
" غدا هو اليوم يا عزيزي".
ونظرت نحوه بعينين متألقتين.


تمت







شكرا لمروركم وتشجعيكم القاكم في رواية اخرى

 
 

 

عرض البوم صور زهرة سوداء   رد مع اقتباس
قديم 22-05-13, 03:30 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
شهرزاد

أميرة الرومانسية


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 166710
المشاركات: 13,250
الجنس أنثى
معدل التقييم: عبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 38234

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عبير قائد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة سوداء المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 161- سيدة نفسها - ليليان بيك - روايات عبير القديمة

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم

من الروايات المحببة لقلبي جداا

بقدر قسوته

فدريك كاان ارق ابطال الروايات بالنسبة الي .. محظوووظة هي ألونا .. ♥

شكررررا سوسو لاعادة الذكرياات

 
 

 

عرض البوم صور عبير قائد   رد مع اقتباس
قديم 22-05-13, 05:07 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2013
العضوية: 252917
المشاركات: 283
الجنس أنثى
معدل التقييم: azzamohamed عضو على طريق الابداعazzamohamed عضو على طريق الابداعazzamohamed عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 228

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
azzamohamed غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة سوداء المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 161- سيدة نفسها - ليليان بيك - روايات عبير القديمة ( كاملة )

 



حبيت النهايه كتير
حبيت شخصيه دريك جدا يابختك يا ألونا
شكرا زهورتى على الروايه

 
 

 

عرض البوم صور azzamohamed   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليليان بيك, day of possession, دار الكتاب العربي, حتى آخر العمر, lilian peake, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, سيدة نفسها, عبير, عبير القديمة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t186980.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
161- ط³ظٹط¯ط© ظ†ظپط³ظ‡ط§ - ظ„ظٹظ„ظٹط§ظ† ط¨ظٹظƒ - ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ظ‚ط¯ظٹظ…ط© | Bloggy This thread Refback 06-03-15 10:35 AM


الساعة الآن 07:13 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية