لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-05-13, 10:45 AM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2013
العضوية: 252917
المشاركات: 283
الجنس أنثى
معدل التقييم: azzamohamed عضو على طريق الابداعazzamohamed عضو على طريق الابداعazzamohamed عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 228

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
azzamohamed غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة سوداء المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 161- سيدة نفسها - ليليان بيك - روايات عبير القديمة

 


مرحبا زهورتى كيفك يلرب تكونى بخير
الروايه غايه فى الرووووووووووووووعه
بس فيه حاجه مديقانى حاسه أن ألونا مهندهاش كرامه وعبيطه
أزاى تطردمن الشغل وتتهزء وبعد كده ترجع تانى
أو حتى تقبل مساعده منه خصوصا بعد اللى عامله فيها
المفروض أن هيا متقبلش مساعده منه خالص
بس قصه الروايه عجبانى بس شخصيع الونا مش عجبانى

 
 

 

عرض البوم صور azzamohamed   رد مع اقتباس
قديم 20-05-13, 03:11 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
سوسن رضوان
الادارة
حكاية روح


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 192268
المشاركات: 18,361
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 28653

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة سوداء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة سوداء المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 161- سيدة نفسها - ليليان بيك - روايات عبير القديمة

 
دعوه لزيارة موضوعي

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لوشة العزاوي مشاهدة المشاركة
   وااااااااااااااااااااو

الف مبروك حبيبتي

اول مرة اعرف انك عم تنزلي رواية هنا

والله مبروك على القسم بيك

منووووووورة حبيبتي

موووووووووووة


هلا وغلا يا لولو انت المنورة المكان يا قلبي

والله نيالي انا بوجود رفقتكم الحلوة

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amany khalil مشاهدة المشاركة
   رووووووووووووعه
تسلم ايديكى يارب
مووواه

امون منورة المكان يتعليقاتك الجميلة ووجودك الرائع

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة azzamohamed مشاهدة المشاركة
   مرحبا زهره
حبيت كتير مقدمه هالروايه
حسه فيها احساس غريب وفى حجات كتير وأسرار ورا دريك

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة azzamohamed مشاهدة المشاركة
   مرحبا زهورتى كيفك يلرب تكونى بخير
الروايه غايه فى الرووووووووووووووعه
بس فيه حاجه مديقانى حاسه أن ألونا مهندهاش كرامه وعبيطه
أزاى تطردمن الشغل وتتهزء وبعد كده ترجع تانى
أو حتى تقبل مساعده منه خصوصا بعد اللى عامله فيها
المفروض أن هيا متقبلش مساعده منه خالص
بس قصه الروايه عجبانى بس شخصيع الونا مش عجبانى


اهلا يا حلوة عادي دايما هيك مراية الحب عمياء وممكن تكون حولة كمان ههههه

ما تكرهيها للبطلة بس الوحدة والحاجة بتخلينا ضعاف

شكرا للتعليق منورة يا قلبي يلا شجعوني لحتى انزل روايات ثانية

 
 

 

عرض البوم صور زهرة سوداء   رد مع اقتباس
قديم 20-05-13, 03:15 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
سوسن رضوان
الادارة
حكاية روح


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 192268
المشاركات: 18,361
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 28653

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة سوداء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة سوداء المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 161- سيدة نفسها - ليليان بيك - روايات عبير القديمة

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل السابع

ماذا يخبا الظلام ؟

أبتعد عنها رون برادويل فورا , أستقام في وقفته وعدل وضع ربطة عنقه مبتسما بأنتصار:
" عزيزتي , ليس هذا الوقت الملائم , يجب أن تكبحي عواطفك الأنثوية وأنتظري حتى نكون وحدنا".
نظرة واحدة على دريك أعلمتها أنه فهم مغزى جملة رون برادويل , بدا الأحتقار والأشمئزاز ظاهرين بوضوح في نظراته المسددة لا نحو الرجل الجائر , بل نحوها.
عدلت ألونا فستانها , كانت خجلة لعثوره عليها في ذلك الوضع و غير أنها لم تحاول الدفاع عن نفسها... وبدا الأحتقار واضحا في سلوك دريك الى حد لم تجرؤ فيه على الحديث.
قال دريك محتدا:
" برادويل , سأكون ممتنا لو تفضلت بالعودة الى الآخرين وأختلطت معهم , أما أنت فسآخذك الى بيتك ,حيث وفيت بوعدي لك بتعريفك بعدد من الزبائن لمكتب الطباعة , ولا لزوم لبقائك فترة أطول ".
تباطأ رون برادوي مبتسما لغضب ألونا :
" ليس من المألوف طرد المضيف لمدعويه".
" حسنا جدا , تريد مني ترك المكان , ولكن أذا أخبرتني السبب قد أحاول بذل بعض الجهد للدفاع عن نفسي".
ضحك رون برادوي أستهجانا:
"حين تحاولين أغوائي في المستقبل , لتجعليني أقنع دريك بأعادتك الى عملك .... لا تختاري هذا المكان , فهناك دائما خطر الأنكشاف".
زاد غضبها الى حد لم تعد تر فيه شيئا , مدت يدها فجذبت مزهرية خزفية ورفعت يدها لترميها نحوه , غير أن دريك أندفع نحوها , أمسك بيدها وتناول المزهرية:
" سأروض النمرة فيك بنفسي ,أذا لم يحاول أحدهم ترويضك لن يعود في الأمكان السيطرة على أهوائك".
وسحبها الى الصالة حيث طلب من الوصيفة المذهولة جلب معطفها .
" لا تستطيع أيصالي الى الى البيت أذ سيأتي راي لأصطحابي".
قال رون برادويل الواقف وراءهما:
" وجدتها في مكتبك تحاول الأتصال بصديقها".
" لا تتدخل فيما لا يعنيك يا سيد برادويل , لم لا تطيع سيدك فتذهب لتسلية الضيوف و.....".
" ما هو رقم تلفون صديقك؟".
وأذ أمتنعت ألونا عن الأجابة قال:
" حسنا دعيه يأتي بلا فائدة".
فأخبرته حينئذ رقم الهاتف:
" سأسال الوصيفة الأتصال به وأخباره بأنني سأوصلك الى البيت".
تناول معطف ألونا ثم أعطاها رقم هاتف راي لتتصل به , ساد الصمت طوال طريق العودة ولم ينطق دريك بشيء حتى أوقف السيارة أمام باب الكوخ.
" حسنا؟".
نظر اليها منتظرا فأتضح ما أراده حين لاحظ نظراتها المتسائلة :
" أخبرتك في وقت مبكر من مساء اليوم أن وقت الشكر سيحين فيما بعد.... وأجد الوقت ملائما الآن".
" شكرا لتوصيلك أياي , شكرا لتعريفك أياي بضيوفك ... تصبح على خير ".
فتحت باب السيارة ووقفت في الخارج باحثة عن مفتاح البيت متمنية وجود القمر ليساعدها.
لحق بها دريك بسرعة ثم قال:
"ليس هذا ما عنيته وأنت أدرى بذلك".
فتحت الباب ودخلت مسرعة , محاولة أغلاق الباب في وجهه غير أنه خمن ما أرادته ففشلت.
فكرت بأن الضوء سيساعدها , سيخلصها من خطورة ما تحمله الظلمة من تجاوز للموانع , أشعلت عود الثقاب وقربته من المصباح غير أن أرتجاف يديها حال دون ذلك , فأخذ دريك الثقاب من يدها وأشعل المصباح.
" هل ترتعشين بسبب أغواء رون برادويل لك؟".
" هل تصدق كل كذبة يقولها برادويل؟".
" كذبة؟ رأيت بعيني ما حدث بينكما".
" صدق ما تريده".
أنحنى وأمسك رسغها , جاذبا أياها من الكرسي.
أحست بضغطه يقل فظنت أنه سيتركها لوحدها غير أنه خيب ظنها , لا بد أنه تأثير فستان لوسيا.
" عذبتني طوال المساء , أردت طول الوقت فعل ما أفعله الآن".
ثم همس بصوت متحشرج:
" عرفت أنني لن أحتاج وقتا طويلا لتليين مقاومتك".
فسرت ما قاله بأعتزازه بمودتهما وليس سخريته فبقيت حيث هي , رمق السلم بنظرة سريعة ثم قال:
" هل أحتاج الى وضع النقاط على الحروف؟".
" هل كان هذا هو السبب الوحيد لمساعدتك أياي؟ لتحصل على المكافأة في النهاية ؟ آسفة لكن( ونظرت الى فستانها) لا تدع هذا الفستان يخدعك , أنه ملك لوسيا وأقترضته منها , تذكر أنني لا أزال في داخلي الفأرة ذاتها وأن تنكرت بملابس أنيقة".
مد يده وأمسك بها ثانية , نظر اليها بحدة قائلا:
"حين أكون مع أمرأة , لن تهمني ملابسها كثيرا , أن ما يهمني بالدرجة الأولى هو أنوثتها".
حرك أصابعه بنعومة على كتفيها ففكرت بأن عليها التخلص من تأثيره قبل أن تقع ضحية حبها له.
أصبحت الكلمات حمايتها الوحيدة لتخلصها من أهوائه وأهوائها هي في نفس الوقت , أبعدت وجهه بأصابع مرتجفة وعلقت بتهكم:
" أنك رجل خبير , ولن تتمتع بخداع فتاة جاهلة مثلي".
" هل تدّعين أنك جاهلة؟ بعدما رأيتك تتصرفين بتلك الطريقة مع برادويل؟ ثم طريقتك معي, رغم وجود صديقك المخلص , لم يكن أستسلامك بعيدا منذ لحظات , ولا تستطيعين أنكار ذلك الآن".
بدا وكأنها نجحت في خلق ثغرة بينهما , حررها من قبضته نهائيا , وغادرها فأحست بالبرودة والوحدة يغزوان المكان.
ذهبت ألونا بعد ثلاثة أيام مع لجنة الأحسان لتوزيع نشرات الدعاية للأحتفال.
أسرعت السيدة براينت , في مقدمتهم , بخطوات أدهشت البقية لأنها بدينة.... وكانت ترتدي فستانا يليق بأحتفال ملكي , تبعها الكولونيل دينتون لاهث الأنفاس وأستدار ليشتكي من سرعتها ألا أنه أنتبه الى أختفائها عن ناظريه قبل أنتهائه من جملته.
عادت ألونا مع راي بشاحنته الى الكوخ , ثم دعته لتناول القهوة معها.... فجلست في كرسيها الهزاز بينما أحتل هو المقعد المجاور للطاولة في غرفة الجلوس.
" ما هي أخبار مكتب الطباعة؟".
" راي , لن تصدق ما جرى .... الأعمال متراكمة".
" عظيم , ما الذي سبب ذلك".
" هل تذكر ليلة أصطحابك الى بيت دريك ؟ كان المدعوون رجال أعمال من معارفه وأخبرني بأنه سياساعدني للحصول على بعض العمل , وأبدى الجميع أهتمامهم ووعدوني بأرسال الأعمال.... ووفوا جميعا بوعودهم , أستطيع الآن دفع قرضك ,والأيجار حالما يأتي جامع الأيجار".
" بدأت أذن صعود سلم النجاح , ويعود الفضل كله الى رب عملك السابق".
" نعم.... الرجل الذي طردني".
" ثم منعك برسائل التوصية من الحصول على عمل آخر ".
" الى حد ما , أذا كان من كتب الرسائل.....".
ودهشت لدفاعها عن دريك , ما فائدة ذلك ما دام لن يقدره ؟".
" رغم ذلك لم يحاول السيد دريك مساعدتك للحصول على عمل آخر".
هزت رأسها كارهة الأعتراف بأن من تحبه منعها من العثور على عمل .
" والآن.... ها هو يقوم بكل ذلك لمساعدتك , ما سبب التغيير ؟".
أحمر وجه ألونا بسرعة:
" هل هو الحب؟".
أطرقت برأسها قائلة:
" من جانبي فقط يا راي , أما بالنسبة اليه فأظن أنه أحس بتأنيب الضمير لسلوكه السيء معي ,خاصة بعد معرفته بأحتمال طردي من الكوخ لتأخري عن دفع الأيجار".
" شكرا لمصارحتي بالحقيقة يا ألونا".
رفعت رأسها بسرعة وأبتسمت شاكرة أياه تفهمه لموقفها , ثم نهض واقفا , منتظرا بصبر أنتهائها من كتابة الصك له بقيمة القرض.
" لا حاجة للعجلة كما تعلمين ولكنك كما قالت السيدة براينت , فتاة لطيفة ذات مبادىء عالية.
صححت ألونا جملته:
" ذات أخلاق عالية".
وضحكا سوية ثم حياها وأبتعد بشاحنته.
كانت ألونا مشغولة بالطباعة حين سمعت طرقا على بابها , ظنت أنها السيدة ميسي جاءت لأخبارها أنها مطلوبة هاتفيا فأسرعت لفتح الباب .
وقف رون برادويل أمامها ضاحكا فصفقت الباب في وجهه , غير أنه وضع قدمه بينهما فمنعها من أغلاق الباب.
" ليس بهذه السرعة .( وخطا نحو الداخل فلم تستطع منعه) لا تخافي , أنها زيارة ودية فلست هرا جاء لأبتلاعك".
نظر الى الآلة الطابعة والرسائل الموضوعة على الطاولة وكومة الأوراق الموضوعة جانبا.
" تحولت الى أمرأة أعمال ناجحة ,كل هذا والمكان غير مزود بالكهرباء .... الشرط الأساسي لنجاح عمل أي مكتب".
"كل ما أحتاجه هو الآلة الطابعة يا سيد برادويل".
" وما هي خدماتك المتوفرة لمديري السيد دريك واريك؟".
" أن تلميحاتك لا معنى لها يا سيد برادويل".
نظر حوله بسخرية :
" يا لها من كلمات مهذبة , لا وجود لشاهد فلا تستطيعين دحض ما أقوله , ما الذي يفعله لك السيد واريك ؟ هل يواصل تزويدك بالمال؟ ".
" لم لا تغادر كوخي؟ أعرف أنه كان مفتوحا لك.... لكن لوسيا لم تعد تقطنه ولا أحد هنا يرحب بك كضيف , , فأرجو منك الذهاب وألا ...".
" نعم؟".
وسار نحوها ببطء ونظراته القبيحة مركزة عليها.
" ما الذي ستفعلينه ؟ تطلبين النجدة؟ من سيسمعك؟".
جفف الخوف فمها وجمد أصابعها , ثبت يده حول عنقها:
" من سيسمعك أذا صرخت؟ أذا فعلت هذا ؟ وهذا؟".
وزاد من شد يديه حول عنقها فأدركت ألونا خطورة موقفها وذعرها من شؤاسته , وحن بدأ يعانقها جمدت في مكانها كالحجر الأصم , وصرخت:
" أبتعد عني ! عد الى زوجتك ... رغم أحساسي بالشفقة عليها ".
" أذا تلفظت بشيء آخر سترين....".
سمعت ألونا صوت وقوف سيارة أمام المنزل .... أنها شاحنة راي , خلصت نفسها وركضت نحو الباب , فتحته أذ لاحظت نزول راي من السيارة ورمت نفسها بين ذراعيه , بقيت في مكانها مرتجفة , هامسة:
" أنه رون برادويل , أنه يهددني...........".
" حسنا يا حبي.... أهدئي ( وضع يديه حولها) سيغادر المكان الآن , أبقي في مكانك حتى يذهب".
حين سمعت صوت سيارة برادويل تبتعد , تركت راي رغم أرتجافها المتواصل.
" تحتاجين فنجان قهوة ليعيد اليك هدوءك ".
ثم دخلا الكوخ سوية , وسألها راي بعد أن جلسا في المطبخ يرتشفان القهوة .
" ما الذي أراده رون برادويل؟".
" لا أدري , راي , أن ذلك الرجل يخيفني , جاء ذات مرة لحضور أحدى حفلات لوسيا وعاملني بشكل سيء , لا أدري ما كان سيحدث لولا وصولك في الوقت الملائم .
قلق راي لسلوك برادويل الا أنه حاول تشجيعها :
" لا أظن أن برادويل سيلحق بك الضرر , خاصة وهو يعمل لدريك وأذا ما حدث لك شيء من قبل برادويل.....".
قالت ألونا بسرعة:
" أنا لا أعني شيئا لدريك , ساعدني مرة لأحساسه بالذنب لا غير ".
نظر راي حوله كما فعل رون برادويل من قبل :
" لكن دريك ساعدك , أليس كذلك؟ ونتيجة لجهوده أصبحت ميسورة الحال , تستطيعين دفع الأيجار ولن يهددك صاحب الكوخ بالأخلاء".
أسترخت ألونا في كرسيها الهزاز فأحست بتلاشي صورة برادويل ونظراته المخيفة , وصوله غير المتوقع وتهديداته لها.
" نعم , أنها الحقيقة , كان دريك طيبا في معاملته لي , أشعر بأنني مدينة له بالشكر لكل ما فعله لي".
" أوافقك الرأي".
" كما أشعر بأن علي أن أفعل ذلك بسرعة قبل أن يخبره برادويل بأكاذيب أخرى عني ويصب السموم في أذنيه".
" أذهبي للقاء واريك أذن".
" أراه؟ لا أظن أنني.....".
ولم تستطع أخبار راي بما حدث بينها وبين دريك , وكيف تخاصما في كل مرة ألتقيا فيها , تنهدت:
" يجب أن أحاول رؤيته بطريقة ما , لا فائدة من الأتصال بمكتبه , فأما أنه غير موجود أو أنه في أجتماع مهم".
" أنك على معرفة وثيقة به الآن , لم لا تتصلين به في البيت ؟ ثم أن كل ما ترغبين فيه هو شكره على ما فعله لك".
كان الوقت مساء تقريبا حين غادرها راي الا أن االشمس كانت لا تزال مشرقة والجو حارا , لم تلاحظ ألونا الجو الصاحي , بل أحست بحرارة الشمس رغم أرتدائها فستانا صيفيا.
ذهبت الى كوخ السيدة ميسي للأتصال بدريك تلفونيا , وتمنت لو لم يكن موجودا , بدا أن السيدة ميسي غير موجودة فبحثت ألونا عن مفتاحها , دريك كان موجودا وحين أخبرته عن سبب أتصالها تساءل:
" هل أنت متأكدة؟".
ترددت في الأجابة فواصل:
" أذا كنت تودين التباحث بصدد العمل فأريد أخبارك بأنني لا أرتدي الملابس الملائمة , بل في الحقيقة لا أرتدي الآن غير القليل ".
" هل أنت متأكدة ؟".
تردد ت في الأجابة فواصل :
" أذا كنت تريدين التباحث بصدد العمل فأريد أخبارك بأنني لا أرتدي الملابس الملائمة , بل في الحقيقة لا أرتدي الآن غير القليل ".
" هل كنت في الحمام؟ آسفة , سأنتظر حتى.....".
ضحك بصوت عال:
" كلا , أنني أرتدي بدلة السباحة ..... أذ أننا نأخذ حماما شمسيا".
" أنتما؟".
" نعم , ديانا موجودة معي".
كيف لم تحدس وجود فتاة معه ؟ دعاها دريك لمشاركتهما فقالت :
" كلا لن أزعجكما في وقت راحتكما".
" لن تزعجي أحدا , أتوقع رؤيتك خلال نصف ساعة , هناك باص تستطيعين اللحاق به خلال عشر دقائق , أن معرفتي لمواعيد الباصات المحلية يثبت لك بأنني رجل أعمال ناجح , أليس كذلك؟".
غيرت ملابسها فأرتدت قميصا يعقد عند الخصر وبنطالا أزرق اللون , ثم غادرت المنزل للحاق الباص , لم تستغرق الرحلة وقتا طويلا وسرعان ما وجدت نفسها متوجهة الى شقة دريك.
فتح دريك الباب مرتديا قميصا أبيض فوق ثوب السباحة .
" هل جلبت معك بدلة السباحة ؟".
هزت ألونا رأسها نفيا.
" يا له من أمر مؤسف".
أمسك بيدها وقادها نحو غرفة الجلوس:
" لماذا أردت رؤيتي؟".
" لأشكرك على مساعدتك , أذ نجح عمل المكتب وأصبحت قادرة على دفع الأأيجار و....".
غير أنه قاطعها قائلا:
" حسن جدا , أنا مسرور لأستطاعتي مساعدتك".
وواصلا حديثهما في طريقهما الى الشرفة , كان أسلوبه في مقاطعتها وتغيير الموضوع هادئا , ودفعها منظره الى الأضطراب وتمنت لو تستطيع الأرتماء بين يديه , غير أنها نبهت نفسها الى أن مظهره البارد يخفي رجل الأعمال العتيد.
أستدارت ديانا في مقعدها قائلة:
" ألونا!".
بدا عليها السرور لمرآها , فخاطبت ألونا نفسها : ل كنت مكانها فلن أرحب بوصول أمرأة أخرى في تلك اللحظة , كانت ديانا ترتدي بدلة سباحة بيضاء مكونة من قطعتين , وبدت جميلة بشعرها الذهبي الملفوف خلف رأسها , كل شيء فيها كان جذابا , وأيقنت ألونا من فشلها في منافسة ديانا.
قادها دريك نحو كرسي قريب ثم عاد الى مكانه , خلع قميصه وأغمض عينيه مسترخيا في كرسيه , متمتعا بأشعة الشمس.
سألت ألونا:
" هل سبحت يا ديانا؟".
" كلا , لم أرغب بذلك , فأكتفيت بالحمام الشمسي , دريك سبح قليلا".
أحست ألونا بالمودة السائدة بينهما , كما لو كانا يعرفان بعضهما الآخر منذ سنوات.
تساءل دريك مرتديا نظاراته الشمسية السوداء:
" ماذا عنك يا ألونا؟".
" قلت لك لم أجلب معي...".
" لا تقلقي بصدد ذلك , أنني رجل ناضج يا عزيزتي".
كيف أستطاع قول ذلك بحضور صديقته؟
ضحكت ديانا قائلة:
"دريك , توقف عن أحراجها".
" حقا!".
وأستدار نحوها فتمنت ألونا لو تستطيع رؤية عينيه:
" آه , أنظري الى أحمرار وجهها".
صاحت ديانا:
" أنتبه يا دريك , سينطلق صاروخ موجه نحوك , أنتبه ستغضب....".
أزدادت أبتسامة دريك أتساعا , فقالت ديانا مخاطبة ألونا:
" خذي بدلة سباحتي".
" لا تقلقي , سأذهب لتغيير ملابسي الآن , دريك ستتضايق أذا قلت أنني لن أستطيع تناول العشاء معك؟ أعرف أنك حجزت مائدة لنا ولكن.........".
بدا الأهتمام واضحا على وجهه:
" هل تحسين بالتعب؟".
هزت ديانا رأسها أيجابا .
" آسف لذلك ولكن لا تهتمي , ستكون ألونا بديلا عنك".
شهقت ألونا متعجبة:
" أتناول العشاء معك؟".
" رجا ألونا .... حينئذ لن أشعر بالذنب لخذلي دريك( نهضت واقفة) سأغير ملابسي , أن مقاييسنا متماثلة , أنا متأكدة أن البدلة ستلائمك".
جلسا صامتين بعد مغادرة ديانا , أحست ألونا بالخجل لوجودها مع دريك , بماذا ستجيبه أذا تحدث اليها؟
كان الصمت مزعجا فتمنت لو حطم دريك الحاجز بينهما , ألا أنه حافظ على قناعه الصامت ولم ينطق بحرف واحد .... فأحست ألونا بالراحة عند عودة ديانا , وناولتها هذه بدلة السباحة.
" لا لزوم لمصاحبتك أياي حتى الباب ".
ثم أحتجت بعنف عندما عرض عليها توصيلها بسيارته.
تدخلت ألونا قائلة:
"لا تقلقي من أجلي رجاء , لن أبقى طويلا , كل ما جئت من أجله هو شكرك....".
أمرها دريك:
" أبقي في مكانك , سأعود خلال خمس دقائق , هناك مكان لتغيير الملابس( أشار نحو الغرفة) خلال تلك الغرفة ثم أستديري يمينا , أسبحي الى أن أعود , أعتبري المكان بيتك , تخيلي أن كل شيء ملكك وأنك تخلصت الى الأبد من كوخك البدائي الصغير".
" لا أريد مغادرة كوخي الى الأبد .... شكرا".
أجابته بثقة وتحد ألا أنه أكتفى بالأبتسام ثم أحاط خصر ديانا بذراعه .
أبتسمت ديانا :
" الى اللقاء يا ألونا , أرجو أن نلتقي قريبا , أتمنى لك الحظ السعيد في عملك.... أخبرني دريك عن نجاحك".
راقبت ألونا أنصرافهما سوية , وذهبت الى الصالة باحثة عن غرفة تغيير الملابس , لاحظت وقوف دريك الى جانب ديانا قرب الباب تم توديعه أياها.
" سأراك غدا صباحا".
" شكرا لطلبك سيارة الأجرة من أجلي".
" يجب أن أهتم بسكرتيرتي".
خلعت ألونا ملابسها وأرتدت بدلة السباحة , ولكن أشعة الشمس سرعان ما غابت , هل كانت حقا تأمل أن يفكر بها دريك؟ عليها أن تيأس تماما من الفكرة.
لم تكن هناك مرآة , ولكن بدلة السباحة ناسبتها رغم أنها كانت أكثر أمتلاء من ديانا ولم تماثلها كما توقعت.
كان دريك جالسا في كرسيه حين عادت, حافية , الى خارج الصالة , لا بد أنه سمعها , غير أنه لم يستدر وحتى حين أصبحت في مجال رؤيته لم يظهر عليه أي رد فعل.
وقفت عدة لحظات قرب حوض السباحة , ترددت أذ فكرت بأنها لن تتمتع بالسباحة لوحدها , أجبرت نفسها على سؤاله:
" هل ستسبح معي يا دريك؟".
" أنتهيت لتوي من السباحة ".
بقيت مترددة فسألها:
" ألا تستطيعين السباحة؟".
" نعم , قليلا".
خطت نحو الحوض بتحد , ثم بدأت السباحة واعية بأنه يراقبها من تحت نظارتاته السوداء.
وحين لم تستطع تحمل نظراته أكثر تسلقت االسلم القصير ونظرت حولها باحثة عن منشفة , أشار دريك الى واحدة موضوعة على الكرسي , لفّتها حولها فأحست بالراحة لأحتمائها من نظراته.
منذ لحظة خروجها مرتدية بدلة سباحة ديانا , لم تفارقها نظراته , مع ذلك لم يعلق على ذلك , لم كان يعاملها بتلك البرودة؟ هل أتصل به رون برادويل , رغم قصر الفترة الزمنية الفاصلة بين مغادرته كوخها ومجيئها الى بيت دريك؟
أرتجفت للفكرة فقال دريك:
" لن يبقى النهار حتى الأبد , أنخفضت درجة الحرارة فأذهبي لأرتداء ملابسك".
" ماذا عن بدلة السباحة؟ ديانا...".
" سأعيدها اليها غدا".
نشفت ألونا نفسها في غرفة تغيير الملابس وتذكرت أنها لن تغلق باب الغرفة , أذ لم يكن هناك أحد بأستثناء دريك في الشقة , لم تقلق لأنه لن يتبعها هناك.
لكنها كانت مخطئة , أذ أنفتح الباب فقالت قلقة:
" لم أنته بعد.... أحتاج عدة دقائق........".
" ولم تزعجي نفسك ؟ أنني أريدك يا أمرأة وأنت تعرفين ذلك , تعرفين أنني راقبتك أثناء سباحتك , أخبريني أنني محق يا جميلة".
" كلا , كلا يا دريك".
ودفعته عنها فجأة فأبتعد , أنحنى , تناول المنشفة وناولها أياها بحركات هادئة , تغير وجهه وبدا وكأنه أرتدى قناعا , كما تغيرت نظراته وأصبحت باردة كالجليد.
لفت المنشفة حول نفسها ونظرت اليه مذهولة:
" دريك , ماذا حدث؟".
" هل تريدين مني األأستمرار؟".
أرتعشت لبرودة سؤاله:
" لن أفعل شيئا ما لم تطلبيه ,كان برادوي محقا , أنك ضعيفة الى حد الأستسلام لأي رجل حالما يرفع أصبعه طلبا لذلك".
" هل جئت متأخرة أذن؟ عرفت أنه سيأتي راكضا لأخبارك أكاذيبه , لكنني لم أقدر سرعته الخارقة".
" ولهذا السبب جئت هذا المساء؟ لا لتشكريني بل لتبلغيني أكاذيبك أولا؟".
" لم يجب أن أكون المخطئة دائما ؟ لم تدعو ما أقوله كذبا بينما تصدق برادويل؟ هل أخبرك أنه أهانني في بيتي اليوم؟ هل أخبرك أنه كان على وشك خنقي لولا مجيء راي هيل بشكل غير متوقع؟".
" الآن , سمعت القصة من قبلكما و من بين الأثنين , أفضّل تصديق برادويل ,أذ أن قصته خالية من الكذب والأختلاق والأستعراض المسرحي".
" حسنا , وماذا أذا أخبرتك أنني أصبحت أخاف الرجل , وأخشى أن يهاجمني ذات ليلة و...".
لم تستطع أنهاء الجملة , أذ أرعبتها صورة ما سيحدث أذا نجح في دخول الكوخ ليلا.... ثم أستمرت:
" أنه شرس( وسحبت المنشفة نحو صدرها في محاولة لأيقاف أرتعاشها) وعاملني بشكل سيء ذات مرة و وبحضور عدد كبير من الناس , أنه متزوج من أمرأة طيبة ولديه طفلان وسيمان , وصورتهم موضوعة على مكتبه , ويوحي للجميع بأنه رب عائلة ممتاز , وحتى أنت وقعت ضحية مظهره الخادع , أذ تراه كما يرى الرجل صديقه , ولأنني أمرأة فقد رأيت وجربت الجانب الآخر , السيء فيه".
بقي دريك في مكانه يستند الى الباب , كان من المستحيل الحكم أستنادا الى مظهره عما أذا صدق حكايتها أم لا.
وكمحاولة أخيرة لأقناعه وتوضيح موقفها قالت:
"أفترض أنه أخبرك بأنني ركضت لألقاء نفسي بين ذراعي صديقي؟".
" ألم تفعلي ذلك؟".
" نعم.... ( وأزداد أرتجافها غير أنها حافظت على مظهرها الهادىء أمامه) , ركضت طلبا للحماية , أذا ما حاول أحدهم خنقك ألن تركض للأحتماء بأول شخص تلتقي به؟ خاصة أذا كانت المرأة أضعف من رون برادويل".
لم تساعدها أبتسامته الساخرة كثيرا.
" أنك تتهمني , بينما أنت الآخر متهم , فمنذ لحظات كنت تغازلني رغم عدم مضي وقت طويل على مغادرة ديانا الشقة".
" قلت من قبل أن علاقتي بديانا خاصة بي لوحدي".
أستدار ليغادر الغرفة ,ثم عاد ليقول لها:
" لن تكوني بحاجة للمعاناة ومصاحبتي للعشاء , أذ ألغيت حجزي للمائدة , لكنني سأوصلك الى البيت".
" كلا , شكرا لك , سأعود بطريقة قدومي ذاتها , ولا تزعج نفسك بطلب سيارة أجرة كما فعلت لديانا , أذ أن الباص كاف لفتاة مثلي".
وتحدته بنظرتها , للحظات راقبها وهي ترتعش , هل ندم على ما فعله؟ هل سيحيطها بذراعيه ليوقف أرتعاشها. لم يحدث ذلك بل أكتفى بهز كتفيه أستهانة وقال:
" أفعلي ما يحلو لك".
وتذكرت كلمات برادويل لها في حفلة دريك :
" أنه يثير المرأة ويخترقها كالنار لتسري بسرعة في بيت خشبي , أنه يشعل نيرانها , يحصل على ما يريده ثم يراقبها تحترق كالرماد , ويبتعد بدون تأنيب ضمير".
فكرت ألونا بأن تلك الكلمات كانت أصدق ما نطق به برادويل.
خرجت من غرفة تغيير الملابس بهدوء , آملة مغادرة الشقة دون أن يلاحظها دريك , غير أنه كان في أنتظارها , فتح لها الباب , وأنحنى أمامها بسخرية ثم راقبها وهي تبتعد".

 
 

 

عرض البوم صور زهرة سوداء   رد مع اقتباس
قديم 20-05-13, 03:17 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
سوسن رضوان
الادارة
حكاية روح


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 192268
المشاركات: 18,361
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 28653

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة سوداء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة سوداء المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 161- سيدة نفسها - ليليان بيك - روايات عبير القديمة

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل الثامن

انذار

حين أستلمت ألونا رسالة من صاحب البيت يطلب منها أخلاءه , كاد أن يغمى عليها عليها فترنحت لتسقط على أقرب كرسي.
وواصلت قراءة الرسالة :
" أضافة الى أنك لست المستأجرة الموقعة على العقد مع السيد مورلي , سمعنا من مصدر مسؤول أستخدامك المنزل كمكتب تجاري مما يخل بشروط العقد الموقع بين السيدة ود والسيد مورلي لذلك نمنحك فرصة شهر واحد كأنذار لأخلاء المسكن , كما ننصحك بأيقاف أستخدامك المسكن كمكتب لممارسة عمل ما هو مدعو بأسم.... مكتب ( بيل للطباعة)".
أمسكت الرسالة بيدين مرتجفتين وركضت نحو كوخ السيدة ميسي , فألتقت بها عند المدخل وأخبرتها السيدة ميسي بأنها ذاهبة للتسوق , ولكنها أنتبهت لشحوب ألونا فقالت:
"تعالي يا عزيزتي , ماذا حدث؟ أجلسي , دعيني أجلب لك....".
هزت ألونا رأسها , ثم أخبرت السيدة ميسي عن رسالة المحامي فأبدت السيدة رغبتها في مساعدتها بأي طريقة ممكنة.
" لدي سبع دقائق للحاق بالباص , أستخدمي الهاتف كيفما تشائين, ولا تنحرجي يا عزيزتي , خاصة أنك تساعديني في دفع قائمة الحساب".
ألتقطت كيس التسوق وقالت أن كل شيء سيتحسن ثم هرولت ملوحة بيدها.
كان راي ثاني شخص فكرت فيه , أما الأول فكانت مقتنعة بأنه لن يساعدها , أتصلت براي وأخبرته القصة كلها , أجابها بأنه مستعد لأقراضها أي مبلغ أذا كان المال هو المشكلة الوحيدة , أما بصدد السكن فأنه لا يستطيع مساعدتها بشيء , أخبرها:
" لدينا غرفة أضافية لكن شقيقتي وزوجها وطفليهما الأثنين على وشك الأنتقال من مسكنهم الى بيت آخر , وحصل جاك على عمل جديد يقع على مبعدة أميال من هنا , باعوا بيتهم غير أنهم لم يشتروا بيتا آخر بعد , لذلك سيبقون معنا لحين عثورهم على منزل آخر".
قالت ألونا أنها تفهم جيدا أنها لم تفكر أطلاقا بطلب ذلك منه .
قالت:
" لا زلت تحت تأثير الصدمة يا راي ,كل ما فكرت فيه هو اللجوء اليك , لم أفكر بالمشكلة بعد , راي , سأكون بلا عمل مرة أخرى , بلا دخل , حتى البيت...".
" لو لا تحاولين الأتصال بدريك واريك مرة ثانية؟".
" فكرت به ولكن.......".
" ساعدك لأنجاح المكتب , بما لديه فكرة بصدد هذه المشكلة".
" آه راي , لا أستطيع طلب مساعدة دريك كل مرة أتورط فيها بمشكلة ".
" هل هناك حل آخر؟".
لم ترغب بأزعاج راي أكثر خاصة أنه بدا مشغولا , فوافقته الرأي ثم شكرته على عرضه.
" آمل أن تأخذي العرض جديا".
أكدت له أنها ستفعل ذلك".
جلست عدة دقائق في كوخ السيدة ميسي , تفكر , حاولت حل المشكلة الجديدة غير أنها كانت مرتبكة فلم تستطع التفكير بوضوح.
ربما تستطيع لوسيا مساعدتها لأنها المستأجرة الشرعية , لو أستطاعت لوسيا أقناع المالك بتأخير البيت لألونا .... ثم تذكرت رغبة صاحب البيت في بيعه.
نظرت الى ساعتها اليدوية , لا بد أن لوسيا في البيت الآن , أتصلت بها هاتفيا وأجابت لوسيا النداء كما لو كانت قد صحت اتوها من نوم عميق.
" ماذا تريدين؟".
" مساعدتك( وأخبرتها عن رسالة المحامي) , أنك المستأجرة الحقيقية , ساعدني جامع الأيجار على حفظ السر ما دمت أدفع الأيجار شهريا , ولكن يبدو أن أحدهم أخبره , أنا متأكدة أنه ليس جامع الأيجار , كل شيء , حتى عن مكتب الطباعة".
" لم أكن أنا المخبرة بالتأكيد , لست مغلفة الى ذلك الحد أذ أعرف أنك ستأتين باكية الي وهو شيء لا أحبه أطلاقا".
" لم أتهمك بأخبار صاحب المنزل".
" ما الذي تريدينه مني أذن؟".
" ظننت أنك تعرفين شيئا خاصا أنك لا تزالين المستأجرة الشرعية , وأخبرني جامع الأيجار السيد ألسون أن العقد يشترط سكنك لوحدك , وبما أنك غادرت المكان لا يحق لي البقاء فيه".
" أنها الحقيقة وكنت أعرف ذلك حين قبلت بكسنك معي , ولم أسمح لك بذلك ألا لأنك كنت بدون سكن , يجب أن تكوني ممتنة لأنني لم أرمك في عرض الشارع يوم مغادرتي المكان.... خاصة أنني لست قريبة لك بل صديقة لأختك , على أي حال ,مكان أقامتي الآن هو مع كولن وسنتزوج حالما يحصل على الطلاق , وأنتهت مشكلتي مع الكوخ , ومهما كانت المشاكل التي ستلاقينها , حليها بنفسك , ماذا عن طلب مساعدة دريك؟".
" لا أستطيع ذلك".
" لماذا؟ سمعت أنه ساعدك بصدد المكتب , جربيه ثانية , سيسدي اليك بنصيحة تساعدك على الخروج من المأزق الذي أورطك فيه".
" لا تلوميه على ذلك , أذ أنه , مثلي , لم يعلم بتلك الفقرة المذكورة في العقد بصدد العمل , على أي حال , لا أستطيع طلب مساعدته لأننا نتخاصم كل مرة نلتقي فيها".
سمعت ألونا لوسيا تتنهد:
" لا تزالين طفلة لم تتعلم معاملة الرجال , أليس كذلك؟ أنه أعزب ومغرم بك , وسمعت أنه لا يرفض أي أمرأة , فأذا ما أظهرت له أستعدادك لقبول شروطه .... أنا متأكدة بأنه سيفعل كل ما تريدينه ".
" لا أعرف كيف أتصرف بهذه الطريقة وأنت تعرفين ذلك".
" حقا , وماذا عن الأحتفال حيث ستعرضين نفسك للبيع؟".
" ذلك مختلف , ولن أتورط بشيء مع أي شخص يفوز".
ضحكت لوسيا بصوت عال:
" مع السلامة يا ألونا , تمتعي بأجترار مشاكلك , ربما سيساعدك ذلك على النضوج".

جلست ألونا مكتئبة ونظرت الى ظلها المنعكس على سطح المنضدة الصقيل , كل يوم تعيشه هو تحد لها , نظرت حولها ثانية , فرأت سلة صغيرة مملوءة بالفواكه وعلى الأرض مقعد أستخدمته السيدة ميسي لأراحة قدميها.
حينئذ رأت رسالة المحامي وتذكرت ما سيكون عليه حالها بعد فترة قصيرة.
رن جرس التلفون فذعرت للمفاجأة , هل تجيبه؟ قد يكون النداء للسيدة ميسي , أو ربما يكون زبونا يعرض عليها عليها بعض العمل.
قالت:
" ألونا بيل هنا".
وأرتعشت لسماع صوت الرجل .
" ظننت أننا لم نعد نتحدث".
" من أخبرك بذلك؟".
" هل نتعارك كل مرة نلتقي فيها؟ لذلك قررت عدم طلب مساعدتي".
" هل أخبرتك لوسيا بكل شيء؟".
" نعم , وأنك ستحرمين من كوخك قريبا أضافة الى دخلك".
" أنها الحقيقة , لكنني سأجد حلا بطريقة ما".
" هل أتصلت بأختك؟".
" لورا؟ أنها على وشك الوضع , وأخبرها الطبيب أنها ستنجب توأما ".
" ماذا عن صديقك الشاب ؟ هل أخبرته بتهديد صاحب المنزل؟".
" هل تعني راي هيل؟ بالطبع , كان أول شخص فكرت به".
" هل عرض عليك الأقامة معه ؟ أضافة الى منحك غرفة تمارسين فيها عملك؟".
" لو عرض ذلك ما أتصلت بلوسيا طلبا للمساعدة".
" هل خذلك أذن؟ يا له من صديق!".
" أسمع يا سيد واريك , أنه يعيش مع والديه ولا يستطيع مساعدتي حتى لو أراد ذلك".
" لا بد أنهم كانوا سيرحبون بمساعدة زوجة أبنهم في المستقبل".
" ما الذي تتكلم عنه! لست مخطوبة له ولا لأي شخص آخر , كما لم نتحدث عن الزواج مطلقا".
" يا لها من علاقة غريبة".
" تستطيع الأحتفاظ بأهاناتك لنفسك , لم أتصل بك ولم أكلب مساعدتك بل أتصلت أنت بي , وأتذكر حين كنت في حاجة ماسة للنقود لدفع الأيجار وأتصلت بك طالبة المساعدة لم تكتف بالرفض بل طلبت منحك مفتاح الكوخ لتستطيع القدوم متى أردت".
" دعوتك منذ فترة قصيرة الى بيتي وقدمتك ال عدد من المدعوين مما ساعدك على الحصول على كمية كبيرة من العمل , وجعلك قادرة على دفع الأيجار , هل طلبت منك مفتاح كوخك؟".
أجبرها على التراجع.
" كلا , ولكن لا أريد أن أكون مدينة لك أكثر مما أنا عليه الآن ,. لذلك شكرا لأهتمامك في الماضي والحاضر , لن أؤخرك أكثر عن عملك ".
وأعادت السماعة الى مكانها , فرحة لأنه لم يكن حاضرا ليشهد أرتعاش يديها.
بقيت بعض الوقت في كوخ السيدة ميسي .... ربما سيعاود الأتصال بها ؟ ثم عادت الى بيتها , أحست بالكآبة حالما أغلقت الباب وراءها ....قريبا لن يعود المكان لها , وسيتوجب عليها أغلاق المكتب أيضا.
قريبا , عليها البحث عن مكان آخر ,ولكن حتى لو عثرت على المكان كيف ستدبر مشكلة الأيجار؟ بالطبع ستستلم أعانة مالية لأنها عاطلة عن العمل , لكنها لم تكن ترغب بذلك بل تريد العمل أكثر من أي شيء آخر , هل سيصر دريك على حرمانها من شهادة التوصية؟
كانت محاصرة في فخ لا تستطيع التحرر منه , فخ القانون وظلم رب عملها السابق .
عندما ألتقت لجنة الأحسان ثانية , دار النقاش حول المواضيع المعتادة , أضافة الى حماستهم لقرب موعد الأحتفال , تلقت المساعدة من قبل كل شخص في القرية , وحتى الطعام ولشراب حصلوا عليه بشكل مجاني تقريبا.
قلقت ألونا بشأن ما سترتديه من ملابس يوم الأحتفال , سألت السيدة براينت:
" هل تعتبرين فستان السهرة مناسبا يا آنسة بيل؟".
وافقت ألونا فورا , أذ خشيت أقتراح الكولونيل دينتون المتحمس للأحتفال أرتداءها بدلة سباحة.
قالت السيدة براينت:
" أعرف شخصيا صاحبة مخزن الأزياء عند الطرف الآخر من القرية , أنا متأكدة أنها ستسر لأقتراضها فستانا متواضعا ولكن أنيقا في نفس الوقت ليجذب أهتمام الرجال , أنا واثقة أنها ستعتبر أرتداء الفستان دعاية ممتازة لمحلها.
ترددت ألونا متسائلة عما عنته بفستان يجذب أنتباه الرجال , غير أن راي همس في أذنها:
" ما هو أعتراضك على ذلك؟ عليك أبداء بعض المساعدة".
" أوافق على شرط ألا يكون مثيرا جدا".
سألها القس:
" هل ترغبين بتصفيف شعرك؟ أن زوجتي صديقة لصاحبة الصالون في القرية وأنا الآخر متأكد بأنها ستسر لمساعدتنا".
علق الكولونيل دينتون :
" لم يبق أمامنا غير فترة قصيرة".
رفضت ألونا الأنشغال أكثر بتهديدات صاحب الكوخ ومحاميه وواصلت عملها الذي كانت تستلمه بأنتظام أفرحها , رغم ذلك لم تستطع منع نفسها , أحيانا , من تصور منظرها متنقلة من بيت لآخر محاولة العثور على مكان.
iجلست ذات مساء تحدق في الآلة الطابعة على الطاولة أمامها , حين مر رجل أمام النافذة ,لم يتطرق اليها الشك في هويته , تسارعت دقات قلبها لسماعها دقاته على الباب , أومأ لها بالتحية ودخل المنزل , لاحظ الرسالة نصف المطبوعة على الآلة الكاتبة ثم نظر الى ساعته.
" تعملين؟ في هذا الوقت المتأخر؟".
" ليس الوقت متأخرا , ثم أنني أعمل وفق الساعات التي أختارها".
" جواب أعادني الى المكان الصحيح".
" آخر مرة تقابلنا فيها.... تشاجرنا , لم جئت الآن؟".
" هل يعني الخصام نهاية كل شيء؟".
أبتسم ووضع يديه في جيبي بنطاله فلاحظت أناقة بدلته ووسامته .
" ربما جئت لأنني أحب الشجار معك , غالبا ما يحدث ذلك , أليس كذلك؟ حدث في المرة السابقة , والمرة قبل السابقة , أضافة الى مشاهد الحب والحنان بالطبع".
قالت متحدية أياه ومتألمة لطريقته الساخرة في ذكر عناقهما:
" هل ستحاول التخلص من سخريتك؟ أريد مواصلة العمل".
" لن أؤخرك وقتا أطول".
" هل أنت في مزاج حسن؟".
" لا شك في أن أستفزازك الدائم لا يترك لي مزاجا حسنا".
ضحك بصوت عال ثم سلط عليها نظرته المتفحصة , وبدا وكأنه يعرف قوة نظراته القادرة على تذويب مقاومتها و وأدركت أنه كان يتلاعب بمشاعرها وحبها له. ألم يخبره رون برادويل , منذ وقت طويل , بحبها له؟ ألم تفحضحها أحاسيسها في كل مرة ألتقيل فيها؟
" لا يتطرق الي الشك في مشاعرك نحوي و أخبريني يا عزيزتي ما الذي فعلته لأستحق كراهيتك؟".
أحمر وجهها لأسلوبه الجديد فضحك بصوت عال مراقبا رد فعلها .
" ماذا فعلت ؟ طردتني من عملي بلا سبب , وتسمي كل ما أقوله كذبا , ثم.....".
رفع يده طالبا منها الصمت :
" أنك في مزاج حسن , أتتذكرين؟".
وسار نحوها , ثم وضع يده حول خصرها ساحبا أياها نحوه:
" ألا تعتقدين أننا نعرف أحدنا الآخر معرفة جيدة؟".
" ذلك العلاج ناجح للمتزوجين والعشاق , وكلتا الحالتين لا تنطبق علينا".
أبتسم مقربا أياها منه أكثر:
"ذلك سها التغيير".
" كلا , كلا".
" أستطيع أقناعك بسهولة , أذ كنت لعدة مرات , على وشك التخلي عن العالم كله من أجل الحب".
لم تستطع تحمل عذاب قربه أذ بدأت النار تسري في خلاياها .... يجب أن تتخلص من تأثيره عليها , يجب أن تتركه قبل أن يفعل هو ذلك .
أنحنت بنعومة وسحبت نفسها من بين ذراعيه فأصبحت حرة , أنزعج لحركاتها , تبعها ثم غير رأيه :
" أتظنين أنك ذكية ؟".
صمتت ثم جلست قرب الطاولة ووضعت يديها على الآلة الطابعة أستعدادا للعودة الى العمل.
" هل أستطيع مساعدتك؟".
" نعم أذا كان لديك الوقت الكافي ".
قطبت جبينها بأنتظار أفصاحه عما يريد.
" أنني بدون سكرتيرة ".
" هل ديانا مريضة؟".
" نعم وهي في المستشفى , وأنا في طريقي لزيارتها".
فارقت ألونا حيويتها عند سماعها لكلماته ولم تعد تحس بالفرح لوجوده معها , متى يتوقف عن معاملتها بتلك الطريقة؟ متى يتركها لوحدها دون أن يثيرها؟ خاصة وهو سعيد بعلاقته مع أمرأة أخرى تتوقع وصوله في أي لحظة؟
" آسفة لسماع ذلك , وآسفة جدا لمرضها".
ولم ترغب بسؤاله عن سبب مرضها أذ كانت متأكدة بأنه لن يخبرها بشيء.
" هل أستطيع مساعدتك؟".
" نعم , لدي مجموعة من الرسائل يجب أن أنهيها الليلة , تركتني السكرتيرة المؤقتة حالما دقت الساعة الخامسة والنصف , وغادر الجميع المكتب لذلك قررت اللجوء الى الأنسانة الوحيدة القادرة على مساعدتي ".
أتضح لها سبب زيارته , بحثت عن دفترها وقلمها ثم قالت:
"حسنا , سيد واريك ".
أمسك بخصلة من شعرها وتلاعب بها رغم أعتراضها ثم أبتسم :
" كالأيام الماضية , أنا الرئيس وأنت الكاتبة".
ثم توجه الى الكرسي الهزاز وبدأ يملي عليها الرسائل بسرعة , وأستطاعت مجاراته رغم ذلك , توقف عدة مرات متأملا أياها .... توقفت هي الأخرى عن الكتابة منتظرة معاودته الأملاء.
عندما أنتهى من أملاء الرسائل طلبت منه أوراق الشركة الخاصة , أذ تحتوي عنوانه في بداية الصفحة:
" هل نسيت؟".
" كلا , أنني مدير قدير".
تناول مفاتيح سيارته من جيبه وطلب منها جلب حقيبته اليدوية
" هل تثق بي الى حد أرسالي لجلب حقيبتك الخاصة؟".
" عزيزتي , رجل مثلي يجب أن يتعلم أختيار من يثق بهم , نعم أنا أثق بك , فهمت؟".
أبتسمت قائلة:
" علي أن أكون شاكرة للنعم الصغيرة".
توجهت نحو سيارة دريك , فتحت الباب وبحثت عن الأوراق اللازمة في حقيبته , حين عادت الى الكوخ لاحظت خروج دريك من غرفة لوسيا القديمة , سألت مدهوشة:
" ماذا كنت تفعل هناك؟".
" لا شيء , ألقيت نظرة سريعة , أنت في حاجة لمساعدة رجل قادر على أداء المهام الصغيرة في البيت , هناك الكثير مما يستوجب التصليح".
" أدري ... يجب أن أطلب مساعدة راي".
" صديقك؟ حسنا , , أردت السؤال , هل هو من تستدعينه أذا ما كسر لوح زجاجي أو عطل شيء ما في الكوخ؟ أو تجمد الماء في الحنفية وبقيت بدون ماء , أو حين يتسرب المطر الى غرفة نومك , أو حين تعشعش الطيور في المجرى الموجود فوق السطح فتسبب أنسداده".
بادلها الأبتسام وسادت بينهما لحظة مودة نادرة , تنفست ألونا بصعوبة وبان رعبها في الأقتراب منه على ملامحها , قال:
"يا لهما من عينين سوداوين جميلتين , أنك في حاجة الى زوج , لم لا يقف الرجال معترضين طريقك لعرض الزواج؟".
" أنت رجل ويجب أن تعرف السبب , لا بد أنني أفتقد ما يدفىء قلب الرجل , أليس كذلك؟".
" صحيح".
تقدم نحوها فتراجعت بسرعة.
" أنني سعيدة بوحدتي".
هل فضح صوتها عدم قناعتها بما قالته؟
" هل تحبين حقا العيش تحت هذه الظروف ؟ بلا ماء , كهرباء , تدفئة مركزية ولا أي شيء آخر".
" لن أستبدل النار الحقيقية في البيت أثناء تساقط الثلج بالتدفئة المركزية , مهما كلف الأمر , غالبا ما أقضي وقتي أراقب أشتعال النار ولهيبها المتصاعد , تستطيع الأحتفاظ بتدفئتك المركزية".
" ووجه لك المحامي أنذارا بأخلاء المسكن؟".
" نعم.... أخبرني , الى متى أستطيع البقاء هنا؟ أعني ما هي الفترة المطلوبة لأرسالهم الأنذار النهائي؟".
تجول دريك في الكوخ ونظر من خلال النافذة الى الباحة الخلفية:
" سيكون كل شيء على ما يرام لمدة تزيد عن الشهر , أذ يتوجب على المالك الحصول على أمر من المحكمة المحلية لأجبارك على أخلاء الكوخ , وغالبا ما تؤخر المحكمة مثل هذه المعاملات , لأنهم لا يودون رؤية الناس بدون مسكن , لذلك أفضل شيء تستطيعين عمله هو البقاء هنا أطول مدة يسمح بها القانون".
" وماذا عن المكتب؟".
" أستمري بذلك أيضا, لحين أصدار أمر يمنعك رسميا , متذكرة وجوب كتابتك للزبائن , رسائل أعتذار مستعجلة تبلغيهم فيها بأغلاق المكتب".
" شكرا دريك , شكرا لنصيحتك , كنت قلقة جدا".
لم يقل شيئا فبدأت طباعة الرسائل , دخل الى المطبخ وبقي هناك فترة طويلة , عاد ونظر الى السلم :
" هل تسمحين لي بألقاء نظرة على الطابق العلوي؟ لأحصاء عدد الطيور في العش الذي ذكرته".
" أن ضجيجها يوقظني أسرع من أي ساعة أنذار".
حين عاد وجد الرسائل جاهزة في أنتظار توقيعه.
" أنه مكان نظيف ومرتب ,ألا تتمنين وجود سجادة تخطين عليها .... أو أرض خشبية مصقولة هنا؟".
تأملت قبل أن تجيب متذكرة رد فعلها لمرأى كوخ السيدة ميسي:
" ربما.... أحيانا , ولكن أذا ما جهز المكان بتلك الأشياء , فما الذي سيلي ذلك؟ ما يخيفني هو حصار القرن العشرين ببدعه وآلاته الحديثة ,وما يتبع ذلك من كسل وألغاء للشخصية الخاصة , ثم كما أخبرتك من قبل حين أدخل هذا الكوخ أنعزل عن العالم الخارجي".
" مع ذلك , ما الذي سيحدث لك؟ ما الذي ستفعلينه أذا ما أراد صاحب الكوخ تحويله الى مسكن عصري؟".
" أظن .... سأضع ممتلكاتي القليلة في حقيبة صغيرة , أحملها على ظهري وأتجوا في البلدان , سأعيش وفق الطريقة التي أختارها وفي البلد الذي أختار, سآكل , أنا وأعمل متى أردت , هذا ما يفعله الشباب هذه الأيام , أنهم ينظرون الى العالم بأعتباره قريتم , أنهم تعبون من تسلق سلم الوظائف ,كل ما يريدون هو العيش ببساطة وسعادة .... يذهبون ويأتون أي وقت يختارونه , أنهم لا يعملون في مؤسسات تحولهم الى آلات مطيعة لا طموح لها غير الوصول الى القمة , يريدون أن يفعلوا ما يرغبون فيه فعلا ... هل تفهم ما أعنيه؟".
تأملها فترة طويلة فتمنت لو تستطيع قراءة أفكاره:
" أنني أكبر منك بعشر سنوات ( قال أخيرا , منحنيا لتوقيع الرسائل ) عشر سنوات فقط , مع ذلك هناك ثغرة عميقة تفصل بين تفكيرينا ".
طوت ألونا الرسائل ووضعتها في أغلفتها ثم ناولتها له , قالت متألمة لما قاله:
" أنه فرق طبيعي.... أذ لا ترى الأشياء بطريقتي , أنك في مركز مختلف ".
" يا لها من طريقة لذكر الفوارق , غير أنني لم أتسلق السلم , بل بدأت بشركتي الخاصة , كان عملا شاقا ألا أنني لم أشتك أطلاقا".
صممت ألونا متفحصة الآلة الطابعة , ثم نهضت قائلة:
" ستفهم , ذات يوم , وجهة نظري ووجهة نظر كل الشباب , سيفهمها كل أنسان , يجب ذلك , لأن ما يفكر به الشباب هو المستقبل والمستقبل معنا الآن".
مد يده وجذبها نحوه :
" أنك , يا حبيبتي المجنونة , أمرأة غير عادية".
" لست غير عادية , كل ما في الأمر أنني أمثل عددا متزايدا من شباب جيلي , ذات يوم سيفهم الناس الأكبر سنا ما نريده وسيوافقوننا".
" هل أنا واحد من ( الأكبر سنا)؟".
قال متوجها نحو الباب .
" لم أقل ذلك".
" مع ذلك , نحن على جانبي حاجز عال يفصل بيننا ".
وأستدار نحوها غاضبا :
" أظن أنني سأذهب لزيارة ديانا ... أذ أفهم على الأقل , لغتها".
" فهمت , فهمت المغزى , أنتهى كل شيء الى الأبد".
جاء جامع الأيجار صبيحة اليوم التالي و فسلمته ألونا الأيجار وسألته:
" سيد ألسون , كم سيسمح لي بالبقاء هنا؟".
قلق لسؤالها وحك جبهته متأملا :
" من الصعب القول يا آنسة ( وتجنب النظر الى عينيها مباشرة)أذ قد تطول المسألة .... هناك شيء يجب أن أحذرك بصدده , أخبرني صاحب الكوخ أن أبلغك أياه , تعلمين أنه يريد بيع الكوخ بعد أخلائه , كي يحصل على سعر جيد , يريد القيام بأجراء بعض التصليحات".
" أي نوع من التصليحات؟".
" دعيني أنظر".
نظر حوله فوجد الحنفية في الحديقة:
" أول ما يريد عمله هو تزويد المطبخ بالماء الجاري وحوض لغسل الصحون أضافة الى حنفيتين للماء البارد والساخن , كما يرغب بتزويد الكوخ بدورة للمياه , وباب خلفي يؤدي اليها عبر الحديقة".
" أي شيء آخر؟".
" نعم , يريد تزويد الكوخ بالكهرباء".
شهقت :
" كهرباء , في هذا الكوخ!".
" لا أدري ما هو سبب ممانعتك , ظننت أنك ستكونين سعيدة ".
" لست سعيدة أطلاقا , لا أريد الكهرباء ولا الماء الجاري في المطبخ , كما لا أريد أي شيء يختاره بقية الناس لجعل حياتهم أسهل , وأخبر صاحب بيتي بذلك".
" يا آنسة بيل ... لا أظن أن لك حق الأعتراض بعد توجيه الأنذار بمغادرة المسكن , ثم أن التحسينات ستتم سواء وافقت أم لا".
" أعرف أن من حقي البقاء هنا مدة قد تصل الشهرين أو الثلاثة , وأود البقاء هنا بسلام وهدوء ووفق الطريقة التي أرغب فيها , ألا يستطيع الأنتظار لحين مغادرتي الكوخ؟ هل يجب......؟".
" ليس من حقي التدخل يا آنسة بيل ( وأراد تركها بسرعة) أديت واجبي وأخبرتك عما سيحدث , وهنا تنتهي مسؤوليتي ".
توسلت اليه مغيرة لهجتها:
" يا سيد ألسون .... رجاء أعطني عنوان صاحب المنزل , سأذهب لرؤيته وسأتوسل اليه , سأقنعه بوجهة نظري".
هز السيد ألسون رأسه رافضا:
" لا يريد المالك لقاء أي من نزلائه , وذلك نهائي , ولا يريد منهم التدخل في شؤونه , أنها أوامر خاصة من الرجل نفسه ".
" ولكنه لا يستطيع طردك يا سيد ألسون , أنك تعمل لصالح شركة جامعي الأيجارات , فما الذي ستخسره أذا أعطيتني عنوانه ؟ أهمس بذلك في أذني ولن أخبر أحدا أبدا".
" كلا آسف يا آنسة , لن أخون ثقة صاحب السكن , قد لا يطردني هو لكن رب عملي سيفعل , كلا يا آنسة( وأبتعد عنها) لن أخبرك العنوان..... آسف يا آنسة".
وسار نحو دراجته وأبتعد عنها بأسرع ما يمكن.
وقفت شاحنة البنائين أمام الكوخ فحدقت ألونا فيهم مذهولة , أذ لم يضيع صاحب الكوخ وقته وأسرع بتنفيذ ما أخبرت به.
تركت أفطارها على الطاولة وركضت لتواجه سائق الشاحنة , قال مبتسما:
" صباح الخير يا آنسة , نأمل أننا لسنا مبكرين".
" مبكرين لعمل ماذا؟".
" لبدء العمل يا آنسة".
" أي عمل؟".
دهش الرجا لوقفتها وتساءل:
" ألا تعرفين السبب ؟ جئنا لتثبيت حوض المطبخ , هذا يعني أزاحة كل شيء في المطبخ .... لدينا المقاييس".
" من أعطاكم المقاييس؟".
" لماذا؟ ( وزاد غضب الرجل) أنه صاحب البيت يا آنسة".
" كيف عرف ذلك ؟ أنه لم يزر المكان من قبل".
" حسنا , ما أعرفه هو أن صاحب البيت يعرفه مثل معرفته لراحة يده , وحين أشترى المكان.........".
قبلت ألوناتوضيحه بحدة , ربما كان السيد مورلي على معرفة بالكوخ ,ربما قضى فيه بعض الوقت قبل تأجيره.
" لكنك لن تبدأ العمل يا سيد".
نظرت اليه ثم الى جانب السيارة حيث كتب أسمه: هانتلي وكرانثام , فقالت:
" يا سيد هانتلي....".
فحح الرجل قائلا:
" كرانثام".
" الحكاية يا سيد كرانثام أن هناك خلافا بيني وبين صاحب البيت , وسأطلب منه تأجيل العمل حاليا لحين أخلائي المكان , وكما ترى أستخدم الكوخ في الوقت نفسه , للقيام بعملي ووجود البنائين سيعيق قيامي بعملي وسيمنعني من الحصول على ما يكفي من المال للقيام بألتزاماتي , لذلك أنا آسفة جدا , ولكنني لن أسمح لكم ببدء التصليحات اليوم".
" أنا آسف أيضا يا آنسة ولكن لدي أوامري, قالوا أبدأ العمل اليوم ورتبنا وضعنا بحيث نبدأ العمل اليوم ".
قالت ألونا متحتدة لا بسبب الرجل ولكن بسبب ما يحيطها من ظروف صعبة.
" هل تستطيع التفضل بأعطائي عنوان صاحب الكوخ؟ أعني السيد مورلي الذي أصدر اليك أوامره؟".
وأنتظرت .... ها هي ستحصل أخيرا على العنوان المطلوب , لكن السيد كرانثام قال:
"لم يكن ذلك أسم الشخص المسؤول , تلقيت أوامري من مكتب للمحامين ولا أستطيع تذكر أسمه.
تنهدت ألونا بصوت مسموع :
" حاول أن تتذكر الأسم رجاء , هل سيساعدك الأمر أذا أعطيتك دليل التلفون؟ أن السيدة ميسي القاطنة في الكوخ المقابل تملك واحدا وسأجلبه لك بسرعة , يجب أن أرى صاحب الكوخ , يجب أن نحل المشكلة ونتفاهم ....كلا لا أستطيع قبول الوضع الحالي".
" سنكون حريصين على نظافة المكان وسنبذل جهدنا لئلا نؤخرك عن عملك".
توسلت اليه:
" ألا تستطيع الذهاب الآن؟ لن أسمح لكم بدخول الكوخ , أنني لا أحمل كرها ضدك ولكنني أطلب منك نقل ما قلته الى المحامين لينقلوه بدورهم الى زبونهم".
عادت الى الكوخ , صفقت الباب وراءها , ووقفت مدافعة عن كوخها , على أي حال ,لم يحاول أحد دفع الباب للدخول قسرا , بعد عدة دقائق غادرت الشاحنة مكانها .
جلست ألونا في كرسيها الهزاز منهكة كما لو أنها خاضت معركة طويلة مثل محارب قديم.
حان الوقت أخيرا لتغيير ظروفها , فها هو القرن العشرون قادم لغزو مكانها.


انتهى الفصل

 
 

 

عرض البوم صور زهرة سوداء   رد مع اقتباس
قديم 20-05-13, 03:49 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2013
العضوية: 252917
المشاركات: 283
الجنس أنثى
معدل التقييم: azzamohamed عضو على طريق الابداعazzamohamed عضو على طريق الابداعazzamohamed عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 228

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
azzamohamed غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة سوداء المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 161- سيدة نفسها - ليليان بيك - روايات عبير القديمة

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة سوداء مشاهدة المشاركة
   هلا وغلا يا لولو انت المنورة المكان يا قلبي

والله نيالي انا بوجود رفقتكم الحلوة


امون منورة المكان يتعليقاتك الجميلة ووجودك الرائع






اهلا يا حلوة عادي دايما هيك مراية الحب عمياء وممكن تكون حولة كمان ههههه

ما تكرهيها للبطلة بس الوحدة والحاجة بتخلينا ضعاف

شكرا للتعليق منورة يا قلبي يلا شجعوني لحتى انزل روايات ثانية



أنا مش بكرهها بس تصدقى فعلا مرايه الحب عميه هههههههههههههههههههههههه
وشدى حيلك كده عايزه رويات كتييييييييير زهورتى
لأنى حبيت طريقه كتبتك كتييييييييييييير بتحسسنى أن أنا شيفه القصه قدامى
منتظرين المزيد زهورتى حبيبتى أوك

 
 

 

عرض البوم صور azzamohamed   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليليان بيك, day of possession, دار الكتاب العربي, حتى آخر العمر, lilian peake, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, سيدة نفسها, عبير, عبير القديمة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t186980.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
161- ط³ظٹط¯ط© ظ†ظپط³ظ‡ط§ - ظ„ظٹظ„ظٹط§ظ† ط¨ظٹظƒ - ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ظ‚ط¯ظٹظ…ط© | Bloggy This thread Refback 06-03-15 10:35 AM


الساعة الآن 07:29 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية