لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-05-13, 02:27 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
سوسن رضوان
الادارة
حكاية روح


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 192268
المشاركات: 18,361
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 28653

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة سوداء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة سوداء المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 161- سيدة نفسها - ليليان بيك - روايات عبير القديمة

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل الخامس

وظيفة في الكوخ

صبيحة اليوم التالي , أستلمت ألونا رسالة من شركة تصنيع الأثاث , أخبروها فيها أسفهم لرفضهم تعيينها كسكرتيرة للمدير , وتم أختيار فتاة أخرى لملء الشاغر , وأخيرا شكروها لأهتمامها بتلبية الطلب.
أحست بالأألم يعتصر صدرها , كانت متأكدة أنها أجتازت أختبار الأملاء والطباعة بتفوق , تنهدت وحاولت تعزية نفسها بأن هناك دائما من هو أفضل , مهما بذل الأنسان جهده.
عادت الى مكتب التشغيل , وكانت المسؤولة قد أستلمت رسالة تعلمها بفشل ألونا في الحصول على الوظيفة , قالت الآنسة هوستن:
" أستلمنا طلبا آخر صبيحة اليوم , سكرتيرة لمدير شركة تأمين".
ونظرت اليه مشجعة :
" هل تودين المحاولة؟".
أجابتها ألونا وأخذت عنوان الشركة , قابلها المدير هناك ثم أجرى لها أختبار في الأختزال , كان بطيئا في أملائه ودقيقا فأجتازت ألونا الأختبار بكل سهولة , قال المدير الشاب:
" أجدك مناسبة للعمل , سأنتظر وصول رسائل التوصية ثم أكتب اليك , أعتقد أنك أفضل فتاة تقدمت للعمل حتى الآن".
نهض واقفا , صافحها وتمنى رؤيتها ثانية .
غادرت ألونا البناية فرحة , أشترت لنفسها قهوة وقطعة كعك في مطعم قريب ثم عادرت الى المنزل , قضت عصر اليوم تنظف غرفة لوسيا وترتبها ثم جاء راي لزيارتها.
" سنذهب مساء اليوم لبيع برامج الحفل الخيري , هل تريدين المجيء معنا؟".
وافقت ألونا ووعدها بالمجيء فيما بعد لأصطحابها بشاحنته بعد تصليحها , كانت أمسيتهم ناجحة بفضل الكولونيل دينتون , وبقي يتكلم الى أن أجبر الناس أكثر الناس ترددا على شراء البطاقات منه , وكان المبلغ الذي جمعه أكبر من مبلغ أي شخص آخر.
ورتبوا موعدا آخر للبيع في نهاية الشهر ثم أفترقوا فرحين بجهدهم , في آخر اليوم التاي جاء جامع الأيجار , كانت ألونا تعلم بقدومه عند بداية كل شهر لجمع الأيجار مقدما , لكنها لم تلتق به من قبل لأنها كانت في مكان عملها عادة حين قدومه , وأعتاد هو القدوم قبل مغادرة لوسيا المكان متوجهة الى عملها ,ولأن لوسيا كانت المستأجرة رسميا , فأنها كانت المسؤولة عن دفع الأيجار في وقته المحدد.
دهش الرجل وأسمه السيد ألسون لرؤية ألونا فسأل:
" هل السيدة وود موجودة ؟".
بلعت ريقها بصعوبة حين رأت دفتر الأيجار في يده , حسب معلومات الرجل , كانت لوسيا هي المستأجرة والساكنة الوحيدة في المنزل , حتى أن لوسيا صرحت عدة مرات بأنها تعرف رأي صاحب المنزل في مشاركتها الكوخ مع ألونا , أجابته:
" أن السيدة وود في الخارج".
" آه ,ومتى ستعود؟".
"آسفة , لا أعرف وقت عودتها بالضبط , أنني مجرد زائرة ".
" حسنا , لكنها مدينة بأيجار شهر ".
أخبر ألونا عن المبلغ فشهقت بصمت.... أنه مبلغ مساو لكل ما أدخرته أضافة الى ما دفعه لها واريك لراتب شهر مقدما , أذا ما دفعت ذلك ما الذي سيبقى لها؟ كانت واثقة من عثورها على العمل قبل نهاية الشهر الحالي.
قال السيد ألسون :
" سأعود ثانية".
ثم غادر المكان.
حين أستلمت ألونا رسالة من شركة التأمين أخبروها فيها برفضهم تشغيلها في شركتهم , صدمها الخبر تماما , كانت المقابلة ناجحة ووعدها المدير بالحصول على العمل , بعد تخلصها من صدمة الرفض الأولى أنتابتها الحيرة لسبب الرفض , ثم أحست بالغضب الشديد يغلي في داخلها , لا بد أن أحدهم كتب تقريرا كاذبا عنها , كل شيء تم على ما يرام , في كلتا المقابلتين الى أن أرسلوا في طلب التوصية , مشطت شعرها ولم تكمل أفطارها , لم تغير ملابسها بل بقيت مرتدية بنطالها الجينز وقميصها القديم وركضت لتلحق بالباص الذاهب الى المدينة.
كانت تعلم جيدا طبيعة وجهتها , كما كانت تعلم هدف هجومها , مهما كانت العوائق الموضوعة في طريقها , ستتغلب عليها بعزيمتها.
وكما توقعت و وضعت أمامها كل العراقيل لمنعها من رؤية السيد واريك .... السيد واريك مشغول في أجتماع مهم ولا وقت لديه ... أن السيد واريك مشغول , ثم صرخت عاملة الأستقبال وراءها بيأس:
" السيد واريك مشغول بأملاء رسائله....
هذا ما كان يفعله أذن؟ من وجهة نظري أنه غير مشغول أطلاقا , وصلت أخيرا الى الطابق الذي يعمل فيه ثم جناح المدراء والمسؤولين .
تنفست بعمق وطرقت على الباب ثم أستجمعت شجاعتها ودخلت المكتب.
كان رد فعلها الأول الدهشة لأنه لم يفاجأ برؤيتها , لا بد أن عاملة الأستقبال أخبرته بسؤالها عنه , أما رد فعلها الثاني فكان الأنزعاج لأنه لم ينهض للترحيب بها , مما دفعها للأعتقاد بأن أحتقاره لها ما زال كما هو.
أخطأ في الطباعة , رغم حدوثها لأسباب خارجة عن أرادتها , وبيع نفسها حتى لو كان العمل خيريا..... ما هي الأسباب الأخرى التي دفعته لكتابة شهادات سيئة عنها؟
أكتفى عند دخولها وأحداثها كل الضجة اممكنة برفع رأسه عن أوراقه والنظر اليها ببرود , ثم عاد الى توقيع رسائله بينما وقفت ديانا الى جانبه لأستلام الرسائل الواحدة بعد الأخرى , قال دون أن ينظر اليها:
" أخبرتك عاملة الأستقبال بأنني مشغول ( ثم نظر الى ديانا مبتسما) حين تنتهين من هذه الرسائل عودي ثانية.... لدي عدد آخر من الرسائل لأمليها عليك".
أومأت برأسها مبتسمة ثم أبتسمت تحية لألونا وبانت على ملامحها علائم الشفقة , فكرت ألونا بأنها أحست بدورها بالشفقة عليها منذ أيام أثناء جلوسهما في السيارة.
بعد أن غادرت ديانا المكتب , قال دريك ببرود:
" أخبرتك بأنني مشغول ولا وقت لدي للمقابلات , المناقشات أو الأحاديث الودية.... لا وقت لدي أطلاقا!".
وضرب بقبضته على الطاولة:
" أنك غير مشغول اللحظة يا سيد واريك وما أريد قوله لم يأخذ الكثير من وقتك".
" حقا؟".
وكانت برودته أن تدفعها لمغادرة المكتب فورا دون مفاتحته بالموضوع ,ألا أن ما قاله فيما بعد أشعل النار في داخلها من جديد , مد يده نحو الهاتف وقال :
" أستطيع رميك خارج البناية خلال لحظة واحدة".
وبدأ أدارة قرص الهاتف , ركضت عبر الغرفة وأمسكت بيده , للحظة وقفا في مكانيهما لدهشتهما معا ,ونجحت ألونا بعملها ذلك في أيقافه عن أدارة قرص الهاتف , أبعد يدها عن يده فقالت:
" آسفة".
وأرادت الصراخ ( آسفة ,أنني أحبك... أتعلم أنني لن أجرؤ على أيذائك حتى من أجل العالم كله؟ ألا تتذكر تلك الليلة تحت ضوء القمر؟ كيف شاركتني وجبة الطعام ؟ هل أنت بارد عاطفيا كما يدل عليه مظهرك؟ هل ديانا هي المرأة الوحيدة القادرة على أختراق قناعك ؟ الوحيدة التي تظهر لها الحنان رغم أنها لم تنس بعد زوجها الأول مما يعني أنك الشخص الثاني في حياتها؟),
" أرجو أن تغادري مكتبي فورا".
" لن أغدره قبل أن أقول ما جئت من أجله".
دخلت ديانا المكتب فلاحظت التوتر السائد بين الأثنين فقالت:
" هل تريد مني العودة فيما بعد يا دريك؟".
" ماذا؟ نعم, نعم , سأمنح هذه الفتاة خمس دقائق".
تركت ديانا المكتب فجلس دريك على مكتبه:
" حسنا , ما الذي تريدين قوله؟".
" لنتطرق الى الموضوع مباشرة , أتهمك بتخريب فرصي في الحصول على عمل".
" حقا؟ وأي الأسس تستندين عليها في أدعئك هذا؟".
" خبرتي , أنت تعلم بأنني أحاول العثور على عمل آخر لأنك أوصلتني الى مكتب التشغيل بنفسك , أجريت لي مقابلتا أختبار أجتزتهما بكفاءة ثم أستلمت رسالتي فيهما رفض تشغيلي , والسبب هو أستلامهم لرسائل توصية تشهد بعدم كفاءتي , وكنت قد أعطيت أسمك لأنني عملت في شركتك فترة طويلة , ولم أرفض مرة واحدة بل مرتين.... فهل تستطيع أنكار أتهامي لك؟".
تفحصها واريك بدقة , نظر الى خديها المحمرين , الى قميصها القديم وسترتها المفتوحة , بنطالها الجيمز الضيق وساقيها الطويلتين , جمدت ألونا في مكانها مقاومة جاذبية نظراته ومحافظة على ثبات موقفها.
بعد أن أنهى تفحصه اياها , أبتسم بأعجاب أثار عواطف ألونا , ألا أنه حين تكلم لم يقل شيئا شخصيا:
" حين يكتب أحدهم طلبا لشهادة توصية عن أحد المستخدمين السابقين في المؤسسة أو العاملين حاليا , فأن ما يكتب عن المستخدم المعني خصوصي وسري".
" تعترف أذن بأنك ذكرت أشياء سيءة عني".
" قلت أن شهادات التوصية خصوصية وسرية وهذا هو كل شيء ".
" ولكن لم لم أحصل على العمل رغم أن من قابلوني كانوا مسرورين ومشجعين لكفاءاتي ومقدرتي؟".
نظر اليها للحظة ببرود رجل الأعمال الناضج:
" كل طلب لشهادة توصية يرسل الي , تقرأه السكرتيرة ثم تحوله تلقائيا الى مدير الذاتية".
شهقت دهشة:
" رون برادويل؟".
هذا يوضح كل شيء ... هذا يعني أن حصولها على أي عمل في المستقبل متوقف على مزاجه البشع , أومأ دريك برأسه , جالسا على حافة المكتب , مادا ساقيه الطويلتين الى الأمام وخطا عدة خطوات في الغرفة ثم أستدار نحوها قائلا:
"تلقيت يوم أمس مكالمة هاتفية من شركة التأمين .... أليس كذلك ؟ وأجبت أسئلتهم بصددك".
وتقدم منها واقفا بمواجهتها:
" ما الذي قلته( همست , صمت للحظات فأنفجرت صائحة) أخبرتهم أذن عن أخطائي رغم معرفتك بحدوثها رغما عن أرادتي في حينه و....".
" أخبرتهم يا آنسة بيل, أذا أردت الحقيقة وتستطيعين تقبلها , أن معرفتي بك أستنادا الى علاقة رب العمل بمستخدميه , قليلة وأنك كنت , ظاهريا , هادئة وعقلانية , غير أنك سمحت لحياتك الخاصة بالتأثير على عملك ومقدرتك , وكان علي أن أكون صريحا مع من سألني السؤال ".
" قمت أذن بالتقليل من كفائتي وألقيت الشكوك على شخصيتي , رغم قولك بأنك كنت تعرف القليل عني .... ثم أطلقت الأكاذيب عني".
واصل دريك النظر اليها بثبات , قالت:
" مهما كانت الأخطاء التي أرتكبتها أثناء عملي في مؤسستك , كانت نتيجة وضع خاص ,( وتحشرج صوتها) ولم أستطيع التأثير على لوسيا , كنت متعبة دائما , ومع ذلك لم أتخلف يوما واحدا عن العمل مثل بعض الناس , ربما كان يجب أن أقوم بذلك ,لو لم أكن حريصة بغباء على عملي لبقيت في فراشي متحججة بالمرض , ولما أرتكبت تلك الأخطاء , وشكرا لك , لا تزال الأخطاء تطاردني رغم أنك لست مديري الآن".
بقي متصلبا في مكانه دون أن يتفوه بحرف واحد , فصرخت:
" ألا تفهم؟".
واصل تحديقه في عينيها السوداوين , وكانت على وشك البكاء:
" كيف أستطيع دفع الأيجار أذا لم أحصل على عمل؟".
لم يحركه تضرعها أطلاقا:
" أطلبي مساعدة جكومية يا آنسة بيل , تقدمي بطلب المساعدة لدفع أيجارك , أنك تعيشين في بلد متحضر , قد تكون المعاملات الرسمية مزعجة, لكنهم يبذلون جهدهم لمساعدة الناس".
" كيف تستطيع أحتقاري بهذه الطريقة؟( همست) أن لي ثقتي بنفسي حتى لو لم تثق أنت بي , أنك تنكر علي , أستنادا الى أسس كاذبة , حق أي أنسان في العمل".
" توقفي عن وضع أسمي مصدر لك".
" لا أستطيع , أن مؤسستك هي الوحيدة التي عملت فيها منذ تركي المدرسة , في سن الثامنة عشرة".
" وهل كنت معنا طوال الوقت ؟ لا بد أنك كبرت هنا , وحتى بدون أن أعرف ذلك".
مد يده وضغط على زر الهاتف الداخلي وقال:
" ديانا , تعالي الآن رجاء".
كانت حركته أشارة لها بالأنصراف , ودفعتها سخريته الى فقدان السيطرة على نفسها أستفزها موقفه البارد رغم أستعطافها له.
" يجب أن تمنحني فرصة أخرى , يجب أن تساعدني بدلا من أحباط جهودي بأكاذيبك عن شخصيتي".
أنهارت أعصابها وبدأت البكاء بصوت متحشرج.
لم يتحرك لبكائها وبقي جامدا في مكانه كالصخرة , وف اللحظة التي طلب فيها دريك من ديانا مصاحبة ألونا الى الباب , دخل رون برادويل فجأة :
" آه يا له من أمر مؤثر".
وأذ لاحظ وجه دريك الجامد قال:
" هل تحاول السيدة الجوء الى أقدم حيلة ؟ ما الذي تريده؟ هل تريد العودة الى الشركة؟".
" أبتعد عني يا سيد رون برادويل.... ولا تخاطبني أطلاقا".
أبتعد الرل عنها رافعا يديه عاليا في حركة مفتعلة أراد بها الأستسلام .
" حسنا , حسنا ..... لماذا غضبت السيدة؟".
" سأخبرك السبب.... لأنك كتبت عني شهادات توصية سيئة".
أقتربت منها ديانا ووضعت ذراعيها حولها:
" أهدئي , أهدئي يا ألونا ( ثم قادتها الى الممر) أن الحياة قصيرة ويجب ألا نقضيها منشغلين بالعراك , أما عالم التجارة والأعمال فأنه غابة ,متاهة قاسية".
وقفتا خارج مكتب دريك وبقي الباب مفتوحا .
" وأنت تائهة , هذا هو كل ما في الأمر .... تحملي قليلا وسينقضي كل شيء".
حاولت ديانا تهدئتها ,ديانا التي يجب أن تكرهها غير أنها تحس نحوها بالمودة.
" شكرا يا ديانا , لن يحل هذا مشكلتي , ألا أنها حكمة فلسفية وسأحاول تذكرها".
تركتها ديانا ودخلت المكتب بينما خرج رون برادويل ووقف الى جانبها , سارت ألونا بسرعة لتغادر القسم وجففت دموعها متمنية ألا يلاحظها أحد , تبعها رون برادويل ثم تذكرت أن مكتبه موجود في نفس الممر , وما أن أقتربا من مكتبه حتى دفعها برادويل داخله وأغلق الباب وراءه قائلا:
" أتريدين مني أعطاءك شهادة حسن عمل أذن؟( وخطا نحوها ) ما الذي تطينه أياي بالمقابل يا عزيزتي؟".
أجابته مشمئزة:
" سأعطيك...........".
" فكري قبل أن تجيبي يا حبيبتي , أعطيني ما كنت ستمنحينه لدريك".
" لم أمنح دريك شيئا".
" كلا! بدا لي وكأنك عرضت عليه شيئا مقابل العمل".
" شخص قذر التفكير مثلك , لن يفكر بشيء آخر".
أمسك بذراعها وجذبها نحوه رغم مقاومتها :
" فكري جيدا , فكري بما ستحصلين عليه أذا ما ساعدتك".
" أعرف ما الذي سأحصل عليه..".
وأنفتح الباب فجأة :
" رون هل ذهبت ألونا؟".
جذبت ألونا نفسها مبتعدة وحدقت في دريك الناظر اليها بدهشة أولا ثم بأحتقار:
" هل مارست خدعتها هنا أيضا؟ بعد أن فشلت معي , لا بد أنها تحاول أيقاعك في حبائلها ؟".
" أنك محق فيما تقوله يا دريك".
غطت ألونا أذنيها بيديها:
"أصمتا .... توقفا عن أستخدامي ككرة تتبادلان ركلها فيما بينكما ".
ثم أستدارت نحو برادوي:
" يا لك من كاذب تعس( وخاطبت دريك) وأنت أيها القاسي المتقبل الأكاذيب البائسة!".
" أنها لا تحبنا يا دريك".
ضحك رون برادويل بصوت عال فشقت طريقها بينهما وسارت نحو الباب , بينما واصل رون:
" أحذري يا آنسة فقد يفوز أحدنا باليانصيب.... ترى ما الذي سنفعله بك حينئذ؟".
" راي ما الذي يجب أن أفعله؟".
سألت ألونا راي عند مجيئه مساء اليوم التالي لزيارتها , فأخبرته كل شيء .... مقابلاتها ثم رفضها من قبل أرباب العمل , خصامها مع دريك واريك ثم ملاحقة مدير الذاتية لها.
قالت ألونا :
" جاء جامع الأيجارات منذ أيام .... يجب أن أفعل شيئا بصدد العثور على عمل وبعض المال , أنني كاتبة على الآلة الطابعة وأعرف أنني ماهرة.....".
" أسمعي , لدي الصحيفة المحلية , لنلق نظرة على الأعلانات فيها , قد نجد فيها شيئا ".
عاد بعد لحظات ووضع الصحيفة على الطاولة , بحثا سوية عن الشواغر غير أنهما لم يجدا عملا ملائما .
قال راي:
" أنظري , لا بد أن السيدة براينت عادت من سفرتها ونشرت هذا المقطع من الأحتفال : واحدة من عضوات لجنتنا الآنسة ألونا بيل ستكون جائزة الفائز في اليانصيب الذي سيتم في أحتفالنا السنوي والمخصص ريعه للأعمال الخيرية , فساهموا مساهمة فعالة في أنجاخ الحفل".
ضحك راي وعلق:
" يا لها من طريقة عملية لبيع أمرأة".
جفلت ألونا لجملته وتذكرت ما قاله دريك واريك عن العملية , غير أنها هزت رأسها وعادت لتفحص الأعلانات.
" راي , أنني قلقة... هل هناك طريقة للتخلص من المشكلة؟".
" ليس في هذه المرحلة , حيث وزعنا البرامج وبعنا التذاكر وأعلمنا الصحافة وحتى المقطع المنشور هنا سيجلب الأنتباه الينا".
تألمت ألونا للفكرة ثم قالت:
" يجب أن أعود الى وكالة تشغيل وسأتقدم لطلب أي عمل ككاتبة ".
أمسك راي بذراعها فجأة قائلا:
" أنتظري لحظة , هل قلت مكتب تشغيل؟ لم لا تؤسسين مكتبك الخاص بنفسك ؟ مؤسسة طباعة , أكتبي أعلانا في الصحيفة المحلية وسيرسل لك العمل الى البيت ثم أعيديه الى أصحابه بواسطة البريد ".
ألتمعت عينا ألونا فرحا:
" راي يا لها من فكرة رائعة!".
ثم نظرت حولها .... أن بيتها خال من كل مستلزمات الحياة العصرية , فكيف تستطيع القيام بملها فيه؟
" كلا , لا فائدة يا راي .... كيف أستطيع العمل؟ بدون آلة طابعة , بلا مكتب ( ثم نظرت حولها ثانية) بلا كهرباء....".
" أنك تخلقين المشاكل , كل ما تحتاجينه هو الآلة الطابعة ولن تحتاجي الى الكهرباء لتشغيلها".
" ماذا عن الأشياء الأخرى .... كجاز الأستنساخ ؟ ماذا أذا أرسل أحدهم شريطا وطلب مني طباعة ما فيه؟".
" أشتري آلة أستنساخ يدوية , وأذا أرسل أحدهم شريطا للباعة أعتذري عن آداء العمل ".
" هناك شيء آخر , مشكلة المال , كيف أستطيع شراء المعدات ؟ لدي بعض المال المدخر ولكنني سأستخدمه لدفع الأيجار وشراء الطعام , أعطاني واريك راتب شهر مقدما بدلا من الأنذار لكنني أحتاج ذلك المبلغ لدفع الأيجار".
" أسمعي , ليس الأيجار مسؤوليتك , يجب أن تدفع لوسيا الأيجار , صحيح أنها تركت المنزل ولكن دفتر الأيجار لا يزال بأسمها ,أليس كذلك؟".
"بالنسبة لصاحب البيت , لوسيا هي المستأجرة ,ولا أعرف أذا كان من المسموح لي البقاء هنا , حين غادرت لوسيا للعيش مع كولن , قالت أنني يجب أن أدفع الأيجار".
رفع راي يده أحتجاجا غير أن ألونا أكملت حديثها :
"يبدو لي وكأنني محاطة بجدران نعيق حركاتي ".
فكر راي لحظة ثم قال:
"أسمعي , لا تأخذي الأمور بشكل خاطىء ,ولكن هل تريدين أقتراض بعض النقود ؟ أنا مستعد لأعطاءك بعض النقود لتشتري الآلة الطابعة على الأقل".
دمعت عينا ألونا تأثرا:
" أنك صديق مخلص يا راي ولكنني لا أستطيع .....".
ووضعت يدها على يده للحظة .
" ليست المشكلة هي مشكلة النقود فحسب ولكن أي مكتب للعمل في حاجة الى تلفون.... أنه أساسي لنجاح العمل".
" أن الكوخ الواقع عبر الشارع مزود بجهاز التلفون و والسيدة المقيمة فيه موجودة دائما في البيت وقد تساعدك".
" السيدة ميسي , نعم.... أنها لطيفة جدا".
" أذهبي غدا لشراء أعلانا في الجريدة عدة مرات قبل أن يستجيب أحد ,وهذا وحده سيكلف مبلغا معقولا من المال".
" أنا مستعد للمراهنة بأنك ستتلقين العمل بسرعة , أذ أن السكرتيرات الجيدات لسن متوفرات دائما , هل لديك قطعة ورق؟".
أعطته ألونا ورقة فقال راي:
" دعينا نكتب مسودة الأعلان وسأتصل بالجريدة غدا صباحا , سأسألهم عن الكلفة فتستطيعين كتابة صك لهم بقيمة المبلغ....ما رأيك؟".
وافقته ألونا الرأي وكتبا صيغة الأعلان مرات ومرات حتى توصلا الى الصيغة الأخيرة , فقال راي بأن الأعلان سيثير أهتمام الجميع ولن تفشل طريقتهما حتما.
أبتسمت لحماسته وتمنت مشاركته أياها.
دهشت ألونا لغلاء أسعار ألالات الطابعة حين ذهبت الى المدينة لشراء واحدة صبيحة اليوم التالي , حتى كادت تلغي الفكرة , وأذ لاحظ البائع أنه على وشك خسارة الزبونة عرض عليها شراء آلة مستعملة وصفها بأنها تعمل بشكل ممتاز , وفكرت ألونا بأنها ما دامت في حاجة للأكل لتعيش وأن تعمل لتأكل , لم يكن أمامها خيار غير شراء الالة ورغم ثقل الماكنة , صممت ألونا على حملها والعودة بواسطة الباص , وأشترت أوراقا وحبرا ,وضعت كل شيء على الطاولة ثم بدأت التمرين .
جاء راي لزيارتها في المساء ,حاول هو أيضا أستعمال الآلة وطبع بعض الجمل بأصبع واحدة مثيرا دهشة ألونا لأخطائه العديدة.
" كل ما بقي الآن هو أنتظار ظهور الأعلان في الصحيفة ".
بدا عليه الحرج ثم قال:
" أرجو ألا تعترضي , لكنني سلمت الأعلان الى مكتب الجريدة هذا الصباح ودفعت الكلفة فورا لأنهم وعدوا بطبعة مساء اليوم ".
أحست ألونا بالأمتنان الشديد وشكرته على مساعدته , وحين سألته عن الكلفة حاول المراوغة ألا أنها ألحت عليه الى أن ذكر لها القيمة المطلوبة فدفعتها له حالا.
" يا لك من فتاة صغيرة مستقلة".
قالها راي بنبرة لم تسمعها من قبل , كان راي بالنسبة اليها , أخا تعتز به , أما في تلك اللحظة فأنه نظر اليها بطريقة مختلفة لم تتوقعها منه , وفكرت بأنه أذا أستمر يتحدث اليها بتلك الطريقة فيجب عليها الأمتناع عن رؤيته .... حينئذ ستكون هي الخاسرة بلا شك .
حاولت التغلب على الأزمة بالمزاح :
" نعم مستقلة الآن والى الأبد , التحرر من عبودية الرجل , ذلك هو أسلوبي في الحياة".
ضحك وفهم مغزى حديثها فقال:
" حسنا ,أنك الفائزة".
ثم أمسك بيدها , وكان لطيفا جدا , فتساءلت في قرارة نفسها عما يمنعها عن حبه , كانت تعرف الجواب , بالطبع ,ألا أنها لن تكون قادرة على أخباره أبدا , هو أو أي شخص آخر , عن شعورها نحو دريك.
" نحن أصدقاء ..... أليس كذلك؟".
أبتسمت مرتاحة:
" نعم , أصدقاء يا راي ".
ذهبت في اليوم التالي تتسوق , مختارة أرخص الأشياء.
وعندما عادت الى القرية , فكرت بأحتمال وصول بعض الرسائل لها .وربما أتاها بعض العمل , أجوبة على أعلانها , أو طلبات لطباعة مجموعة من الرسائل ... قصص قصيرة أو مقالات ,ألاأنها لم تجد شيئا حين فتحت باب الكوخ.
جلست في غرفة الجلوس لتشرب فنجان قهوتها , فرأت جارتها السيدة ميسي في طريق عودتها الى كوخها , ركضت ألونا لتحيتها , ثم ذهبت معها الى كوخها ووضحت لها فكرة مكتب الطباعة وحاجتها الى أستخدام الهاتف عند الضرورة.
دعت السيدة ميسي ألونا للدخول , وعرضت عليها شرب القهوة معها , غير أنها رفضت شاكرة ,وبقيت منتظرة بقلق جواب السيدة ميسي .
لم تخذلها جارتها , وقالت:
" أنا مستعدة لمساعدتك يا عزيزتي, وسأعطيك نسخة من مفتاح المنزل في حالة عدم وجودي وحاجتك لأستخدام الهاتف بصورة مستعجلة ".
فقالت ألونا :
" وسأعطيك مفتاح بيتي , في حالة وصول طرد بريدي كبير لا يمكن دفعه خلال فتحة البريد".
قالت السيدة ميسي حين أوشكت ألونا على مغادرة بيتها:
" لا بد أنك أدركت بأن المخلوق الوحيد الباقي في المنزل عند مغادرتي أياه للتسوق هو قطتي الصغيرة , ولن تكون قادرة على أجابة الهاتف ".
ضحكتا سوية وشكرت ألونا السيدة ميسي لمساعدتها.
جاء جامع الأيجار عصر ذلك اليوم , كان متوسط القامة , نحيفا وذا شكل صارم.
" جئت لرؤية السيدة وود .... هل هي موجودة؟".
" آه.....( أي عذر تستخدم هذه المرة؟) أنها لا تزال في عملها ".
قطب الرجل جبينه :
" ذلك غريب , كنت أجدها في المنزل دائما كلما أتيت في مثل هذا الوقت , أخبرتني ذات مرة بأنها تصل البيت و عادة , عند الساعة الرابعة ".
حك رقبته بقلمه وقال:
"أن ساعات عملها غريبة ولكن....ما يحدث أغرب , هل ما زالت مقيمة هنا؟ بقيت فترة طويلة.... أليس كذلك؟".
" هذا صحيح ".
لا فائدة , يجب أن تعترف بالحقيقة:
" أنني لست زائرة بل , بل ...".
" هل أنت مستأجرة من اسيدة وود ؟ ليس هذا مسموحا حسب العقد الموقع بين المستأجرة وصاحب الكوخ , أنه مكان مؤثث ولا يسمح لغير المستأجرة بالسكن فيه".
لم تستطع ألونا التهرب من نظراته المرتابة:
" ألبست موجودة ؟ هل هربت مع شخص آخر؟".
" نعم , غادرت السيدة وود المكان".
" مع رجل؟ هذه هي القصة دائما , حسنا يا آنسة , أنها المستأجرة وأذا كانت قد ذهبت فليس هناك الكثير مما أستطيع عمله من أجلك , قال السيد مورلي صاحب البيت , أنه يريد بيعه حالما تغادر المستأجرة , وقد جاءت مغادرة السيدة وود لصالح المالك , هل تفهمين ما أعنيه؟".
" ولكن يا سيد ألسون , أذا غادرت الكوخ.... ليس لدي مكان آخر أسكن فيه , رجاء .... رجاء حاول أقناع المالك السماح لي بالبقاء , سأدبر الأيجار بطريقة ما وسأعطيه لك كل شهر , وسنتظاهر بأن السيدة وود لا تزال موجودة , هذا أذا لم تخبر المالك , ثم أنها تركت الكثير من أشيائها .... أعني ملابسها وأغراضها وهذا يعني أحتمال تركها لصديقها وعودتها للسكن هنا".
كان ما قالته كذبة مختلفة , أذ كانت تعرف جيدا أن لوسيا تعبت من حياتها البدائية فعثرت على كولن وتشبثت به لأنه وفر لها حياة أفضل .
فكر السيد ألسون بما قالته.
" أنك تشبهين أليس في بلاد العجائب.... أليس كذلك يا آنسة؟ أن لدي أبنة في عمرك ولن أحب رؤيتها مرمية في عرض الطريق بلا بيت يؤويها".
كان السيد ألسون عطوفا فشكرته على حسن صنيعه .
هز كتفيه ربما تواضعا لمساعدته أياها.
" ولكننا لن نستطيع أخفاء السر عنه طويلا , ومن الأفضل لو بدأت البحث عن مكان آخر , أنه مسافر الآن غير أنه سيعود بعد فترة قصيرة وأرجو أن تسلميني الأيجار قريبا, وألا.... تعلمين أنه يستطيع أخراجك من المنزل أي وقت يشاء أذ أنك لست المستأجرة ولا حقوق لك".
أومأت برأسها موافقة.
ومر يومان دون أن تستلم شيئا ردا على أعلانها , ثم جاءت السيدة ميسي ذات مساء ,راكضة.
" مكالمة هاتفية لك يا آنسة بيل , هناك شخص يود تكليفك بعمل ".
كان صحفيا محليا أراد منها طباعة مقالتين له , هل تستطيع طبعها؟ وكبحت ألونا رغبتها في الصراخ فرحا , وبعد أن أتفقا على السعر , قال أنه سيرسل المقالتين بالبريد على أن تعيدهما اليه حالما تنتهي.
وعدته بأنها ستعيد المقالتين في نفس اليوم.
وفت ألونا بوعدها ثم جلست منتظرة أستلام المبلغ.
أستلمت بعد ذلك مجموعة رسائل من سيدة عجوز مع رسالة قصيرة أعتذرت فيها عن سوء خط يدها , مرى أخرى أتمت ألونا الطباعة في نفس اليوم وبقيت في أنتظار دفع الأجرة.
وعندما أستلمت صكا من الكاتب أخيرا , أدركت أن عملية الحصول على المال بتلك الطريقة لم تكن سهلة ولا كافية لدفع الأيجار وتوفير ما تحتاجه للطعام .
ورغم أستلامها عدة مقالات من الكاتب ثم مجموعة من الرسائل من شركات صغيرة , ألا أنها بقيت يائسة لضآلة ما حصلت عليه من مال ,وكانت قد نسيت وجود عشرات مكاتب الطباعة المماثلة لمكتبها.
حين جاء جامع الأيجار للمرة الثاثة , ركضت الى الطابق العلوي وأختبأت في سريرها واصغت مذعورة الى طرقاته على الباب.... وأخيرا سمعت صوت خطواته المبتعدة ثم ركوبه دراجته الهوائية , فغادرت فراشها مرتعشة خوفا.
كان من المستحيل الأستمرار , أذا ما أخرت دفع الأيجار أكثر لن تخسر عطف السيد ألسون فحسب بل ستخسر منزلها أيضا , كان هناك حل واحد: عليها الذهاب نادمة الى رب عملها السابق لتطلب أعادتها الى عملها القديم.

 
 

 

عرض البوم صور زهرة سوداء   رد مع اقتباس
قديم 19-05-13, 02:30 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
سوسن رضوان
الادارة
حكاية روح


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 192268
المشاركات: 18,361
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميعزهرة سوداء عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 28653

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة سوداء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة سوداء المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 161- سيدة نفسها - ليليان بيك - روايات عبير القديمة

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل السادس

الحب لا يفيد

كان التفكير بالذهاب لرؤية من أهانها وطردها من عملها ثم منعها من العثور على عمل هي في أمس الحاجة اليه , مسألة صعبة ولكن تنفيذ الفكرة كان أصعب.
ربما لن يكون لأعتذارها ذلك الطعم المر لو أتصلت به هاتفيا , لم يكن من السهل العثور عليه ألا أنها تحدثت أخيرا مع ديانا حيث قالت:
" في أمكانه التحدث معك بضع لحظات .... هل هذا يكفي يا ألونا؟".
طمأنتها ألونا بأن ذلك كاف فسمعت بعد قليل صوت دريك:
" ماذا تريدين؟".
لم يشجعها على قول شيء فأرادت الأعتذار عن أزعاجه:
" سيد واريك.... أنا....".
" أعرف من أنت, قلت ماذا تريدين؟".
لو كانت أمرأة ذات تجربة , واثقة من نفسها لقالت:
" عزيزي دريك... لدي مشكلة فظيعة , وأنت الوحيد القادر على حلها....".
أما لو كانت لوسيا في مكانها لقالت:
" حبيبي ,أنك رجل رائع وأنا أحبك , أنني بحاجة الى بعض النقود بسرعة , ليس لدي عمل لكنني أعرف أنك ستوظفني بسرعة".
أما ألونا بيل فقالت هامسة:
" عرضت علي منذ فترة قصيرة العودة الى عملي لكنني رفضت , أما الآن فأنا مستعدة( بلعت ريقها وتوسلت اليه), سيد واريك , هل أستطيع العودة؟ هل آتي للعمل في مؤسستك مرة أخرى؟".
أجابها بصوت ساخر:
" لا بد أنك عانيت الكثير لتتخلي عن كبريائك وتتضرعي طالبة مني مساعدتك , الجواب هو كلا".
فأرتفع صوت ألونا:
" آه! ولكن .... سيد واريك... رجاء يجب أن أعمل وبسرعة , وبما أنك لم تدع لي فرصة الحصول على عمل خلال وكالة التشغيل , فساعدني على الأقل للعودة الى عملي".
" ليس هناك مجال لعودتك أذ تم تعيين فتاة أخرى".
" ولكن .... كيف سأدفع الأيجار؟ ( تنهدت ثم واصلت حديثها) أيجار شهر كامل يستحق الدفع فورا ,( وتهدج صوتها ثم بكت) لا أستطيع مماطلة جامع الأيجار فترة أطول , وحين جاء اليوم لم أفتح له الباب , لأنه قال أذا لم أدفع الأيجار يتوجب علي مغادرة البيت , وأذا غادرت المنزل لن أجد مكانا آخر أعيش فيه , سأنام في الحقول وسأ.....".
" آنسة بيل أنك تمزقين قلبي ألما بحديثك هذا , ماذا تريدين مني ؟ أتريدين مني دفع أيجار منزلك؟ أدفع أيجار فتاة تسمح لي بمعانقتها وحين أتوقف تطلب المزيد؟ ثم حين لا تحصل عليه تركض لتلقي بنفسها بين ذراعي رجل آخر".
" أي رجل آخر؟".
|" رون برادويل , أنبهك يا عزيزتي , لو أردت مني دفع الأيجار يجب أن تسمحي لي بالحصول على ما هو أكثر , يجب أن تعطيني مفتاح كوخك لأستطيع المجيء والذهاب متى أردت ذلك".
ثم وضع سماعة الهاتف دون أن يسمع جوابها.
مسحت ألونا دموعها ثم سارت فترة طويلة حتى قررت أخيرا العودة الى منزلها , ألا أنها كانت الساعة التاسعة مساء حين وصلت ألونا الى بيت كولن هارد كاسل , كان بيتا حديثا لا شيء يميزه عن بقية البيوت غير حديقته الأمامية , أذ كانت أرضها مرصوفة بأستثناء دائرتين تركتا لوضع النباتات فيهما , غير أن أحدا لم يهتم حتى بذلك , كان من الواضح أن كولن هارد كاسل لم يكن مهتما بالزراعة , وهذا منحه صفة ثانية مشتركة مع لوسيا أضافة الى الصفة الأولى الجامعة بينهما.
لو أنها وصلت مبكرة لوجدتهم يتناولون وجبة عشائهم ولأبدت لوسيا بوضوح أنزعاجها لذلك , أما وصولها متأخرة فأنه قادها الى الأمر المحتوم ... ودل على ذلك وقوف عدد من السيارات أمام باب المنزل , أنها أحدى حفلات لوسيا , ورغم أنها خمنت وجود ذلك لم تحاول أرتداء الملابس الملائمة ,أذ أنها لم تكن مدعوة وكل ما أرادته هو الحديث مع لوسيا في الصالة أو حتى قرب الباب .... فما فائدة تغيير بنطالها الجينز وقميصها القديم , أذا لم تكن راغبة في البقاء؟فتح الباب رجل غريب... شاب ملتحي , لدهشة ألونا , قميصا وربطة عنق أيضا! لا بد أن لوسيا تعيش في جو آخر منذ أنتقالها للسكن مع مديرها.
قال الشاب :
" أهلا.... أدخلي بأسم لوسيا وكولن , لا أعرف من أنت ولكن لا يهم الأمر , البيت مفتوح للجميع".
دخلت فأغلق الباب وراءها , سمعت ألونا صوت الموسيقى منبعثا من غرفة بعيدة .
" أنا ألونا , ألونا بيل ".
قطب الشاب جبينه وقال:
" بيل؟".
ثم أبتسم مرحبا , فأبتسمت متسائلة :
" رجاء , هل تستطيع أبلاغ لوسيا بأنني أريد رؤيتها ؟ قل لها أنه أمر ملح".
وأذ قادها الشاب نحو مصدر الموسيقى قالت:
" كلا.... أفضل البقاء هنا,شكرا".
هز الشاب كتفيه ثم أختفى في الغرفة الخلفي , عاد بعد لحظات :
" تقول أنها مشغولة مع شخص تعرفينه ( فكرت ألونا بأنها تعرف كولن بالتأكيد) وتقول أحضري الحفلة معنا ".
" أسمع , يجب أن أتحدث معها ....".
" ألونا ... عزيزتي".
وتقدمت لوسيا الى الصالة مرتدية فستانا ذا لون قهوائي غامق يبرز مفاتنها , لم تكن وحدها ولم يكن مرافقها الممسك بذراعها كولن بل دريك واريك , كانت ملابسه أنيقة ودلت بدلته الغامقة على حسن أختياره وغلاء ما يشتريه.
حدقت في دريك وقالت:
" أنت؟".
" نعم يا فأرة ( أجابتها لوسيا) رئيسك السابق بنفسه , راهنت رون بأنه لن يأتي غير أنه جاء".
علقت ألونا ساخرة:
" لا بد أنه بحاجة للتسلية".
وتحدت عينيه الزرقاوين رغم خوفها منهما أذ كانت تعلم مقدار تأثيرهما عليها.
" سأتظاهر بأن ملاحظتك ذات المعنى المزدوج شيء قلته في لحظة غضب ولا يستوجب الأنتباه".
أجابتها ببرود:
" أين كولن؟".
" لا يزال يعمل و...( وواصلت حديثها بلهجة أحتقار ) لا تتخيلي حدوث شيء بيني وبين رئيسك لأنني ما زلت مخلصة لكولن , حتى الآن , على الأقل".
ورمقت دريك بطريقة مثيرة فتجاهلها.
" أين ديانا؟".
سألت ألونا دريك محاولة في نفس الوقت تجاهل جملة لوسيا الأخيرة:
" في البيت منذ أن تركت العمل مرة أخرى".
" مرة أخرى؟".
دهشت ألونا أذ كانت ديانا بصحة جيدة حين رأتها آخر مرة , ثم فكرت : أذا كانت سكرتيرته مريضة فلا بد أنه.... غير أنه قرأ أفكارها وقال:
" لا عمل لك يا آنسة بيل , أذ زودني مكتب التشغيل بسكرتيرة مؤقتة ".
أستدارت ألونا نحو لوسيا قائلة:
" لوسيا يجب أن أتحدث اليك".
" قولي ما تريدينه".
" كلا , ليس في حضوره".
ولم تحرك ملاحظتها دريك من مكانه , قالت لوسيا:
" عزيزي دريك , عدني بألا تصغي".
رمشت عيناه غير أنه بقي جامدا بأستثناء تحرره من ذراع لوسيا , وأذ أدركت ألونا عدم أستطاعتها التخلص منه تظاهرت بعدم وجوده.
" لوسيا , يجب أن تساعديني ( لاحظت تحرك دريك قليلا ووضعه يديه في جيبي بنطاله) جاء جامع الأيجار....".
علقت لوسيا:
" آه.... هذا ما ظننته".
" جاء عدة مرات ويعرف أنك لا تقطنين هناك الآن , ألا أنه وعد بعدم أخبار صاحب البيت أذ أستطتع دفع الأيجار مقدما".
ألتقت عينا لوسيا بعيني ألونا المتوسلتين فقالت:
" أن لديك بعض المال المدخر... أليس كذلك؟".
" لم يعد لدي شيء الآن , أذ أنفقت كل ما أملكه".
" لا بد أن شهيتك زادت عن السابق , حين كنت أعيش معك لم تكوني تأكلين ألا ما يكفي عصفورا".
"كلا , كلا لم أصرف نقودي على الطعام( ولم ترغب بمصارحة لوسيا) بل على أشياء أخرى ".
" أي أشياء؟".
بدا أن لوسيا مصممة على سماع الحقيقة , نظرت ألونا الى دريك المنعزل في وقفته ثم واصلت:
" حسنا , بما أن أحدهم مصمم على منعي من العثور على عمل آخر , قررت أن أخلق العمل بنفسي . قررت تأسيس شركة للطباعة فوضع راي بعض الأعلانات في الصحيفة المحلية وأشتريت آلة طابعة وأوراقا وحبرا وكل ما أحتاجه , حتى صرفت كل نقودي".
" ألهذا تريدين مني دفع أيجارك؟".
وتألمت ألونا للهجة لوسيا الباردة أذ صورت الأمر وكأنها تطلب منها أحسانا.....

" أنك لا تزالين المستأجرة الرسمية ودفتر الأيجار بأسمك....".
" بينما تعيشين بشكل غير قانوني , في أمكان صاحب المنزل رميك في الشارع في أي لحظة يرغب فيها".
" أنا أعرف ذلك وأنت أيضا , أضافة الى جامع الأيجار , وما لم أدفع الأيجار....".
" ولن تحصلي عليه مني".
شحبت ألونا.
" لن تساعديني أذن! أتفضلين ألقائي في الشارع؟".
" توقفي عن الأنين والتشكي أذ لن تحصلي على شيء مني بهذه الطريقة , سمحت لك بالسكن معي عطفا عليك وظننت أن أقامتك معي مؤقتة , ماذا أفعل أذا أخترت أنت البقاء بعد مغادرتي المنزل؟".
" أنك تعرفين حقيقتك يا لوسيا وود , أنت تافهة , أنانية وذات أخلاق سيئة ".
بعد ذلك أندفعت ألونا الى الباب الأمامي , فتحته وخرجت مسرعة الى الشارع , عبرت الشارع دون أن تنظر , فوصلت الى الرصيف الآخر وسط أصوات أبواق السيارات وصراخ السواق.
شقت طريقها بين الناس ولم تعرف ألى أين تتوجه , سمعت صوت خطوات مسرعة خلفها ألا أنها لم تتوقف لمعرفة هوية من يلاحقها , أمسكت يده ذراعها ثم أدارها نحوه , حدق دريك واريك في وجهها وبان الغضب واضحا على وجهه:
" ما الذي كنت تنوين عمله بنفسك ؟ التضحية بحياتك من أجل أيجار شهر؟ ثم سنشعر بالأسف لما سيحدث ونقضي حياتنا شاعرين بالذنب لأننا لم نساعدك وقت حاجتك؟".
" أتركني وشأني(قالت محاولة التخلص من يده) وخذ سخريتك وتهكمك معك".
" لن تتخلصي مني بهذه السهولة ( قال واضعا يده بأحكام على يدها).
وقادها رغم ممانعتها نحو سيارته حيث وقف باحثا في جيبه عن مفاتيح السيارة .
" لن أذهب الى أي مكان معك".
" حتى ولو الى بيتك؟".
فتح باب السيارة وكاد أن يدفعها دفعا الى الداخل ثم أحكم وضع حزام السلامة حولها.
قاد السيارة صامتا ولم يشر الى ما حدث بينها وبين لوسيا بل قال :
" سأقيم حفلة في عطلة نهاية الأسبوع".
" حتى أنت؟".
" حسنا , سأصيغ الخبر بصيغة أخرى ,دعوت الى بيتي عددا من الأصدقاء وتأكدي أنهم لا يشبهون مدعوي لوسيا أطلاقا , أغلبهم رجال أعمال , مثلي , وستصحبهم زوجاتهم مما يعني أن كل شيء سيكون محترما .... أريد منك الحضور".
"كلا , شكرا".
تجاهل رفضها وواصل حديثه:
" قد أكون قادرا على تعريفك بعدد من رجال الأعمال ممن يديرون شركات صغيرة وبحاجة ماسة لمن يطبع لهم الرسائل والوثائق , أو شركات كبيرة حيث لا تستطيع سكرتيراتهم القيام بكل الأعمال المطلوبة في وقتها المحدد , أذا أخبرتهم عن مكتبك للطباعة , أنا متأكد بأنهم سيسرون للتعاون معك".
أصغت بأنتباه لما قاله دريك الى حد أنها لم تنتبه فيه الى وصولها الكوخ . أوقف السيارة وأطفأ الأنوار فأحاط بهما صمت الريف من كل جانب
سألته أخيرا:
" لماذا؟ هل تشعر بالذنب لأنك أهنتني عصر اليوم؟".
" أذا كانت هذه دعوة , سأقبلها بكل سرور".
وأدارها نحوه واضعا يديه على كتفيها .
تحركت مبتعدة :
" كلا , كلا , عنيت الدعوة الى ....".
ولم يحررها من تأثيره الى أن لاحظا أقتراب شخص يحمل مصباحا يدويا , شخص كان يتمشى مع كلبه بأتجاه القرية.
جلسا كتمثالين الى أن أبتعد الرجل , , تمنت لو أن دريك نطق بشيء , أثار فيها حب الحياة فتمنت لو تقول له( خذ المفتاح وكما قلت عصر اليوم,تعال متى شئت وأبق معي رجاء).
وأستندت في أفكارها على اللحظات السعيدة التي مرت بينهما , على شدة قصرها.
ولكن أين هي السعادة والمودة؟ في خصامها ومشاجراتها ؟ أنهما لم يكونا صديقين حتى , فكيف يتحقق حلمها بالحب ؟ نعم أنها تحبه.... وتنهدت , أحبه ولكن ما الفائدة؟
قال دريك :
" بما أن لوسيا تركتك محتاجة فجأة , أنا مستعد لأقراضك ما تحتاجين من نقود".
" كلا , شكرا , لن آخذ شيئا منك , خاصة أذا توجب علي أعطاؤك مفتاح الكوخ كأعتراف بجميلك , هذه هي اللغة الوحيدة المفهومة لديك.... أليس كذلك؟ والشكل الوحيد للشكر الذي سيرضي مبادرتك العظيمة".
" هل تفضلين أذن البقاء بدون منزل على قبول مساعدتي؟".
" نعم , لكنن لن أكون بلا منزل , عرض علي شخص آخر أن يقرضني المال , شخص أوده وأحترمه".
" مما يعني أنك لا تودينني ولا تحترمينني".
بقيت صامتة.
" أفترض أنه صديقك راي؟".
" أفتراضك صحيح , ولمعلوماتك الخاصة , لم يطلب مني راي مفتاح كوخي مقابل القرض , كما أننا لا نعيش سوية مثلما يفعل بقية من في عمرنا هذه الأيام , أننا صديقان حقيقيان , وحين يكون لشخص ما عدو مثلك يا سيد واريك , يعرف الشخص معنى الصداقة , تصبح على خير يا سيد واريك ... شكرا لأيصالك أياي ولعرضك رغم الشروط المقيدة".
راقبته يبتعد بسيارته , وأنهمرت دموعها فلم تعد ترى بوضوح.
كانت تتناول أفطارها حين جاءت السيدة ميسي لتخبرها بأنها مطلوبة هاتفيا:
" أنه رجل , ربما لديه عمل لك , يا عزيزتي , كيف تجري الأمور الآن؟".
" على ما يرام يا سيدة ميسي".
أجابتها ألونا ثم شعرت بالخجل لكذبها على السيدة الطيبة.
رفعت سماعة الهاتف قائلة:
" ألونا بيل تتحدث , هنا مكتب بيل للطباعة .... هل أستطيع مساعدتك؟".
" كلا , أحتجت وقتا طويلا للوصول الى هنا , كم يبعد بيتك عن هذا المكان؟".
خاب أملها أذ لم يكن الأتصال بصدد عمل , ثم فرحت لسماع صوته مرة أخرى:
" قصيرة... أنك تعرف المسافة".
" كيف تظنين أنك تستطيعين أدارة مكتب للطباعة بواسطة تلفون غيرك؟".
لم تجبه فواصل:
" تلك الحفلة , أعتذاري الشديد.... حفل الأستقبال... هل يرضيك هذا ؟ في نهاية الأسبوع .... هل ستأتين؟".
" لم أقرر بعد".
" قلت أنني قد أساعدك للحصول على بعض العمل , أعتبريه موعد عمل أذن".
فكرت بأن تأثير الأعلان شارف على الأنتهاء ,ولا تستطيع نشر الأعلان الى ما لا نهاية , يجب أن تجد عملا لتعيش , ربما , كما قال , سيساعدها حضورها الحفلة...
" سأحضر....شكرا".
" الساعة الثامنة مساء وأرجو أن ترتدي شيئا ملائما , وتستطيعين تفسير ذلك بأي طريقة ترغبين فيها".
ثم أعاد سماعة الهاتف الى مكانها.
ذهبت الى مزرعة والد راي , كانت تعلم بترحيبهم بها في أي وقت تذهب فيه للزيارة , رحبت بها والدته ذات الوجه المدور بأبتسامة كبيرة.
" أن راي في غرفة الجلوس يا عزيزتي , يسجل بعض الحسابات , أنت تعرفين طريقك ...أليس كذلك؟".
شكرتها ألونا وأومأت برأسها , علمت ,أيضا ,أن والدة راي تتمنى رؤيتها زوجة لأبنها , رغم محاولاتها تجاهل تلميحاتها , ثم أن راي أخبرها بأنه لا يرغب بالزواج الآن , وجاء ذكر المسألة حين تحدثا , ذات مرة , عن مستقبلهما ,وضح لها رغبته في جمع مبلغ من المال ثم السفر الى عدد من البلدان قبل العودة للأستقرار والزواج , قال أن العالم واسع ويوفر للأنسان فرصا عديدة وسيحاول جهده الأستمتاع بها.
رفع رأسه عن أوراقه , كانت الغرفة دافئة وكان راي جالسا خلف منضدة دائرية , وقف ورحب بها ثم أخبرها أن والده يعمل في الحقل بينما كانت والدته في المطبخ.
" أعرف أنك جئت طلبا للمساعدة , أنه واضح في نظراتك ".
ضحكت:
" آه , هل أنا شفافة الى هذا الحد؟".
" في حالات الطوارىء فقط ( ودعاها للجلوس ) وهذه واحدة منها....".
" أومأت برأسها أيجابا:
" ما كنت سآتي يا راي ولكنني حاولت كل شيء آخر".
لم تستطع أخباره عن عرض دريك لأقراضها المال ورفضها أياه .
" ما هو المبلغ؟ ( وتناول دفتر صكوكه من على االطاولة ) أيجار شهر؟".
" نعم".
كان راي يعرف قيمة الأيجار أذ أخبرته من قبل .
جاءت والدته فيما بعد , حاملة صينية الشاي , ثم تناولوا الشاي سوية وتحدثوا عن المهرجان واليانصيب , أخبرت ألونا السيدة هيل عن مخاوفها بصدد ذلك الحدث ألا أن السيدة هيل ضحكت وأخبرتها بألا تقلق.
" ربما سيفوز راي! حينئذ ستكونين بأمان معه".
ثم جمعت الأكواب وذهبت الى المطبخ.
لم يسر راي لتلك الملاحظة .... نهضت ألونا لتغادر المكان ثم أخبرته عندما سار مودعا أياها.
" لا أدري كيف أشكرك على جميلك , وسأعيد لك المال حالما أستطيع ذلك".
" لا تتعجلي , قد لا أكون غنيا غير أنني لست فقيرا , ثم أن لدي مبلغا مناسبا فأذا أحتجت أكثر أخبريني وسأساعدك".
" أنك رائع جدا".
وبشكل تلقائي أقتربت منه وقبلت خده , أحمر وجهه وقال:
" لو كنت أعرف رد فعلك لأعطيتك مبلغا أكبر".
سلمت ألونا الأيجار الى السيد ألسون حين جاء عصر اليوم التالي , ذهبت الى البنك ثم أخذت المبلغ اللازم نقدا , كان ذلك أسلم أذ أنها لم ترغب بدفع صك له ما دامت لوسيا هي المستأجرة الرسمية , كان من الواضح أن السيد ألسون لم يهتم لطريقة الدفع ما دام سيحصل على المال.
" لحسن الحظ أنك أستطعت تدبير الايجار , أذ عاد صاحب الكوخ من الخارج , ولو لم تدفعي لسألني عن السبب ولأضطررت لأخباره الحقيقة , ولكنني سأحاول كتمان الأمر عنه قدر الأمكان".
وقبل أن يتركهها نبهها الى أنه لن يمضي وقت طويل على أستحقاق دفع أيجار الشهر المقبل , ففكرت ألونا بأن ملاحظته كانت أنذارا كافيا لها .
بدأ العمل المرسل بواسطة البريد يقل بمرور الوقت , كان من الواضح أن أعتمادها على هاتف جيرانها غير كاف لأنجاح عمل مكتب للطباعة , وأعتاد أصحاب العمل كتابة ملاحظات لها مثل (حاولت الأتصال هاتفيا ولكن لم يجبني أحد ) أو ( أردت أرشادك عن طريقة طباعة أطروحتي شفويا غير أنني لم أنجح في الأتصال بك هاتفيا , ففضلت أرسال الأطروحة الى شركة طباعة أخرى... على أي حال , أرجو طباعة الرسالتين المرفقتين طيا بأسرع وقت ممكن).
رسالتان , بينما فشلت في الحصول على الأطروحة ,خسارة أخرى ,وعلمت أنها حتى لو طلبت نصب تلفون لها فأنها لن تستطيع دفع قائمة الحساب , كانت محاصرة في دائرة تمنت لو تجد منفذا منها.
وبدأت التفكير بحفلة دريك بأعتبارها منقذا لها , كان موعد الحفلة هو يوم السبت , ولم تستطع ألونا أختيار ما ستلبسه حتى قبل حلول موعد الحفلة بساعتين , بحثت عبثا بين فساتينها عن فستان ملائم , ألا أنها لم تكن تملك شيئا يناسب الحدث ,ونظرت خلال النافذة متسائلة عما سيكون عليه جو الحفلة وبيت دريك.
أنتابتها العصبية , فكرت بنوع الحاضرين , لا بد أنهم أصدقاء دريك , حلقة معينة , لا بد أن لوسيا ستعرف كيف تتصرف معهم ,وتمنت لو أنها لم تكن بحاجة ماسة الى العمل لما أضطرت للذهاب.
كان من الضروري أرتداء شيء مناسب , وأذ لم يكن لديها ما ترتديه ذهبت الى غرفة لوسيا آملة أن تجد فستانا ملائما , أختارت ألونا فستانين أو ثلاثة ثم جربتها قبل أن تختار واحدا أعتبرته الأكثر أناقة.
كان من المستحيل تخمين ما سيظنه دريك , أنه يريد منها أرتداء شيء مناسب... فأذا ما وصلت الى بيته مرتدية فستانا يلائم ذوق لوسيا الراقي وليس ما تحبه هي , وأعترض على ذلك ... لن يكون الذنب ذنبها .
ورغم أحساسها بأن الحق الى جانبها بقيت مترددة وخائفة , كان الفستان من المخمل الأسود , ضيقا أظهر بوضوح ظل خفيف على جفونها وقليل من أحمر الشفاه على شفتيها.
لم يخيب شعرها ظنها , كان جميلا لامعا ومطواعا لحركة فرشاتها , بدت وكأنها.... وأبتعدت عن المرآة أذ لم تجد الكلمات المناسبة لوصف مظهرها ,كلا لم تكن ألونا , بل فتاة أخرى.
تعرّف عليها دريك حالما دخلت الصالة المؤدية الى شقته الحديثة , عرض راي عليها أيصالها بعد أن أخبرته أن سبب ذهابها هو العمل , بدت شاحنته المغطاة بالوحل غريبة عند وقوفها أمام صف السيارات الأنيقة , وأحست عند أبتعاده بأبتعاد جزء قريب من ذاتها... جزء تحبه وتعتز به , أكتفى دريك بالترحيب بها ولم يحاول حتى الأبتسام عند رؤيتها , قادها الى الداخل فتناولت وصيفة , ربما أجرت لتلك الليلة فقط , معطفها ودلتها على غرفة السيدات أذا ما رغبت بتمشيط شعرها , ألا أن ألونا رفضت الدعوة.
كان لوجود دريك على مبعدة عشر خطوات منها بتأثير لم تستطع ألونا التحكم به , كانت كمن يحاول وضع يده على زيت متفجر من الأرض ليحاول منع أندفاعه , بدا شعره أكثر أسودادا وعيناه أكثر نفاذا , أرتدى بدلة من الحرير الرمادي , وأرتسم على وجهه تعبير جدي حين وقف يراقبها عن بعد.
بدا وسيما بكتفيه العريضتين الى حد أرادت فيه الأندفاع نحوه والأرتماء بين ذراعيه لتشعر بالأمان , ورأرادت الصراخ : ألا ترى؟ ألا تحس بقلقي في هذا الجو الغريب؟
بأصابع حذرة أمسكت بجانب فستان لوسيا , وبخطوات متعثرة سارت مرتدية حذاء لوسيا , وبدا وكأنها فقدت ذاتها لتتحول الى لوسيا أخرى , ولم ير دريك الفتاة الحقيقية بل مظهرها... ولكن يا له من مظهر مختلف هذه المرة , هل أعجب به أكثر مما كانت ترتديه المرة الأولى حين جاء لزيارتها؟
قال:
" شكرا لقدومك".
وسبقها الى غرفة الضيوف , بدت الغرفة كبيرة ولكن ألونا أدركت خطاها بعد زوال لحظات التوتر الأولى , كان لون الجدران أبيض وكذلك السجاد , ووسط الغرفة خال من الأثاث بأستثناء طاولات صغيرة وضعت عليها كؤوس , وقد سحبت الستائر لتكشف عن باب زجاجي يؤدي الى شرفة صغيرة ثم الى حمام السباحة... وعلى جانبه وضعت الكراسي الصيفية.
وضع دريك يده على ظهرها المكشوف وحرك أصابعه بطريقة أثارتها فنظرت اليه فأبتسم كما لو كان يقول:" لا حاجة لأخفاء مشاعرك حين ألمسك , أذ أعرف جيدا ما تشعرين به".
أنتقلت نظراته الى نعومة كتفيها ثم الى صدرها , مد يده الى شعرها وهمس قريبا من أذنها:
" قلت لك أن ترتدي شيئا ملائما يا ساحرة ولم أقل تعالي نصف مكشوفة".
" أنه ليس فستاني بل فستان لوسيا".
" ألا أنك ترتدينه وهذا يجعله مختلفا".
نظر حوله بطريقة أثارت حيرتها فقال:
"تعالي , سأعرفك بعدد من رجال الأعمال , سأحاول جهدي وعليك يقع عبء البقية "
وألتقت عيناها بعيني رجل تعرفه , عينان خبيثتان لرجل بدين.... نعم كان يجب أن تعرف أن رون برادويل سيكون مدعوا هنا.
" أين ديانا؟".
" لم تكن صحتها جيدة فأعتذرت".
" آه , هل هي مريضة مرة أخرى؟ ماذا؟".
قاطعها متعمدا:
"ألونا , أعرفك بفيليب وماري سمارت , فيليب مدير مخزن للهوايات ( ثم وضع يده على كتف فيليب قائلا) فيليب أعرفك بألونا بيل .... أنها تدير مكتبا للطباعة , أعرف أنك بدون سكرتيرة , فأذا أحتجت طباعة أي رسالة أو عمل كتابي فأنها الفتاة المطلوبة".
مد فيليب يده مصافحا وقال:
" أنك السيدة التي أحتاجها , أعطيني عنوانك وسأرسل لك كومة من الرسائل , ستساعدينني كثيرا أذا ما لخصت الرسائل لك و....".
" وأطبع الأجابة أستنادا عليها , هذا بسيط يا سيدسمارت ".
" دريك.... لم لم تخبرني عن أخفائك لهذه الموهوبة من قبل؟".
أحمر وجه ألونا لأطرائه غير أن دريك أجاب:
" أحب أن أحتفظ بالأشياء الجيدة في الحياة لنفسي".
ضحك فيليب سمارت بصوت عال وقال:
" كيت , تعالي لأعرفك بصديقة دريك اللطيفة , أنه يقوم بالدعاية لمكتب الطباعة المدار من قبلها , وسأرسل لها بعض العمل _ آنسة بيل , أعرفك بزوجتي كيت".
" شكرا لذلك( أبتسمت كيت وصافحت ألونا) لن يزعجني من الآن فصاعدا بالأجابة على رسائله , أنني سعيدة للقائك يا آنسة بيل".
ضغط دريك على كتفها بخفة فتبعته ليعرفها على عدد آخر من المدعوين , بعد نصف ساعة من اللقاءات كانت ألونا مسرورة بوعود العمل .
" كان يجب أن تطبعي بعض بطاقات التعريف بمكتبك وعنوانه بدلا من كتابتك العناوين على الورق".
" لم أحصل على ما يكفي من العمل لطباعة البطاقات ( أعترفت مترددة ثم أضافت) أما الآن , شكرا لك....".
نظر اليها متفحصا وقال:
" أشكريني فيما بعد يا آنسة بيل".
سمعت ألونا صوتا خافتا تخافه وتكرهه يقول:
" أتساءل عن الشكل الذي ستقدمه فيه".
أستدعى أحدهم دريك فنظر الى مدير الذاتية وقال:
" أهتم بألونا عدة دقائق يا رون".
" بكل سرور ( أجاب مديره) أن سلوكك صحيح.... خاصة بعد تأثيرك على مديرك السابق".
" لا صحة لما تقوله يا سيد برادويل , كل ما في الأمر أحتمال أحساسه بالذنب لطردي بدون سبب ,ولا حاجة لذكر جهودك الخاصة في حرماني من فرصة العثور على عمل آخر".
" دريك يعاني من الأحساس بالذنب بسبب أمرأة ؟ اليوم الذي يحس فيه دريك بالذنب من أجل أمرأة , سأكون أنا وريثا للعرش البريطاني , مما يعني المستحيل و أنه يعامل المرأة مثل نار عنيفة تلتهم منزلا خشبيا , يحصل منها على ما يريد ثم يتراجع تاركا أياها محترقة حتى الرماد , وأخيرا يبتعد بدون وخزة ضمير".
رطبت ألونا شفتيها , ربما كان يحاول رون برادويل أيلامها لمعرفة نوع أستجابتها لكلامه , أو قد يكون كلامه صحيحا ... من يدري؟ وافقته في قرارة نفسها على وسامة دريك وجاذبيته للنساء مما يدفع المرأة الى أن تمنحه ما يريد.
" جعلتك تفكرين.... أليس كذلك؟ لا تزالين تحبينه ولم تتخلصي من تأثيره رغم طرده أياك , أستطيع أخبارك شيئا واحدا يا آنسة بيل : تخلصي من تأثير ذلك الرجل عليك , قد يكون ملاحقا لسكرتيرته الآن ,ألا أن ذلك لن يطول , وحالما سينتهي منها , سيبحث عن أمرأة أخرى , بالتأكيد لن تكوني أختياره التالي".
" أسمع يا سيد برادويل ,لدي صديقي المقرب , أنه مزارع , خريج كلية الزراعة وهو أنسان طيب فتوقف عن أخباري بالتفاهات".
بدا السيد برادوي مسرورا:
" أذا أعتبرت ما قلته لك تفاهات فلا بد أنك تحبين دريك سواء كان لديك صديق أم لا".
نظرت حولها باحثة عن دريك فلاحظت أنخراطه في مناقشة مع مجموعة من الرجال.
" سأذهب الى البيت , أرجو أن تبلغ شكري لدريك".
" هل السيارة في أنتظارك؟".
لم تجبه بل شقت طريقها وسط الناس حتى وصلت الصالة , لا بد من وجود هاتف هناك , رأت الوصيفة فسألتها:
"أين الهاتف , رجاء؟".
" أتبعيني , هناك هاتف في غرفة السيد واريك الخاصة".
مثلت الغرفة الخصوصية جانبا آخر من شخصية دريك , غير أن ألونا لم تكن في مزاج يسمح لها بتقدير تلك الحقيقة , أدارت قرص الهاتف وبينما رن في بيت راي لمحت الكرسي المريحة والأثاث المصنوع من خشب الحور....".
" راي... هل تذكر أنك عرضت على المجيء لأعادتي الى البيت؟ هل تستطيع ذلك الآن ,رجاء؟ أعرف أن الوقت مبكر .... ولكن( وفتح الباب) ماذا , عليك أتمام ما نقوم به... ثم تأتي بعد ذلك ؟ حسن جدا , سأكون في أنتظارك".
أعادت سماعة الهاتف الى مكانها , وأستدارت فوجدت رون برادويل واقفا يتأملها بنظراته الوقحة :
" هل أتصلت بصديقك بدلا من قبولك عرضي بأيصالك؟".
" لم تعرض علي أيصالي".
" كنت على وشك ذلك , لن يستطيع الحضور فورا ... أليس كذلك؟( وتفحها من قمة رأسها حتى أخمص قدميها ) أجدك جميلة في هذا الفستان ,أنه فستان لوسيا... أليس كذلك؟ رأيت لوسيا مرتدية أياه ذات مرة غير أنه يناسبك أكثر منها , أنها صريحة أكثر منك ألا أنك أكثر أغراء منها لأنك لا تزالين تملكين ذلك المظهر البريء".
أحست بالخوف فتراجعت الى الخلف ,هاجمته محاولة أخفاء ذعرها:
" ما الذي فعلته زوجتك لتستحق زوجا مثلك يا سيد برادويل؟".
" قولي شيئا مؤذيا آخر وأحطم مستقبلك الى الأبد".
لم تفهم ما عناه خاصة أنه لن يجرؤ على مهاجمتها في منزل دريك , أو ربما حتى الأعتداء عليها ؟ مهما كان الأمر , أدركت ألونا وجوب مغادرة الغرفة بأقصى سرعة ... غير أنه حال بينها وبين الباب.
أمسك بها من كتفيها بقوة حتى كادتتتوقف عن التنفس , حاول عناقها فدفعته عنها غير أنه لم يكف عن ملاحقتها , وحين حاولت الصراخ , أنفتح الباب ووقف دريك يراقبهما.



انتهى الفصل

 
 

 

عرض البوم صور زهرة سوداء   رد مع اقتباس
قديم 19-05-13, 02:41 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة
الناقد المميز
عضو في فريق الترجمة


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 218307
المشاركات: 20,936
الجنس أنثى
معدل التقييم: لوشة العزاوي عضو مشهور للجميعلوشة العزاوي عضو مشهور للجميعلوشة العزاوي عضو مشهور للجميعلوشة العزاوي عضو مشهور للجميعلوشة العزاوي عضو مشهور للجميعلوشة العزاوي عضو مشهور للجميعلوشة العزاوي عضو مشهور للجميعلوشة العزاوي عضو مشهور للجميعلوشة العزاوي عضو مشهور للجميعلوشة العزاوي عضو مشهور للجميعلوشة العزاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 87655

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لوشة العزاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة سوداء المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 161- سيدة نفسها - ليليان بيك - روايات عبير القديمة

 
دعوه لزيارة موضوعي

وااااااااااااااااااااو

الف مبروك حبيبتي

اول مرة اعرف انك عم تنزلي رواية هنا

والله مبروك على القسم بيك

منووووووورة حبيبتي

موووووووووووة

 
 

 

عرض البوم صور لوشة العزاوي   رد مع اقتباس
قديم 19-05-13, 04:59 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2012
العضوية: 247408
المشاركات: 2,545
الجنس أنثى
معدل التقييم: amany khalil عضو ماسيamany khalil عضو ماسيamany khalil عضو ماسيamany khalil عضو ماسيamany khalil عضو ماسيamany khalil عضو ماسيamany khalil عضو ماسيamany khalil عضو ماسيamany khalil عضو ماسيamany khalil عضو ماسيamany khalil عضو ماسي
نقاط التقييم: 4291

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
amany khalil غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة سوداء المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 161- سيدة نفسها - ليليان بيك - روايات عبير القديمة

 

رووووووووووووعه
تسلم ايديكى يارب
مووواه

 
 

 

عرض البوم صور amany khalil   رد مع اقتباس
قديم 19-05-13, 08:55 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2013
العضوية: 252917
المشاركات: 283
الجنس أنثى
معدل التقييم: azzamohamed عضو على طريق الابداعazzamohamed عضو على طريق الابداعazzamohamed عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 228

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
azzamohamed غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة سوداء المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 161- سيدة نفسها - ليليان بيك - روايات عبير القديمة

 

مرحبا زهره
حبيت كتير مقدمه هالروايه
حسه فيها احساس غريب وفى حجات كتير وأسرار ورا دريك

 
 

 

عرض البوم صور azzamohamed   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليليان بيك, day of possession, دار الكتاب العربي, حتى آخر العمر, lilian peake, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, سيدة نفسها, عبير, عبير القديمة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t186980.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
161- ط³ظٹط¯ط© ظ†ظپط³ظ‡ط§ - ظ„ظٹظ„ظٹط§ظ† ط¨ظٹظƒ - ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ظ‚ط¯ظٹظ…ط© | Bloggy This thread Refback 06-03-15 10:35 AM


الساعة الآن 03:04 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية