كاتب الموضوع :
عِتق السنين !
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: يا ليتهن هموم قلبي معازيم تحل وسطه عدة أيام وتروح
يا ليتهنّ هموم قلبي معازيم تحل (وسطه) عدة أيام وتروح
بقلم/ عِتق السنين !
’.
(12)
قالوا حروفي عمي وعيونك بروق
مافي قصيدي جنح ليلٍ وبارق
قلت الذي له داخل ضلوعي حروق
أقرب من اللي في سما الناس شارق
غيري يشوفك وأجود الشعر مطروق
وأنا أحسـّك وأصدق الحب فارق
ياللي عيونك دم وعيونك عروق
ولهاث قلبٍ فـي نواعسك غارق
أقول أحبك يخرج البحر صندوق
تبرالغزاة وكنز سود البيارق
وأقول أحبك صدرالايام مشقوق
عن وجه غرناطه وعن مهر طارق
وأقول أحبك والله إني من الشوق
ألقا طيوفك في جميع المفارق
كتبت لك قلبٍ من القلب مسروق
ولا طاب لي وصفٍ من الوصف سارق
،
قبل حدوث الليل وسطوع القمر على سمائه السابعة
في الفندق
كان راجح متوتر ومن ثم اتصل على سيرفر الروم لـ يأتي بـ الفطور الصباحي .. ليحاول ان يلقمها بعض الفطور وبعد مدة استيقظت ما ان فتحت عينيها المرهقة قلبه اطمئن ...
كل ارتعاشاتها لو لم تشعر انه يسرق ذلك الحطب القليل الذي يكنه موقد الذكرى .. نبض الايام مع كل ثانية تمضي نحو الامس ، والمشكلة انها لم تعثر بعد على سبب وجيه .. على دافع قوي يمكنها من تقييدها ومن جعلها ثابته كالثريا التي تتوسط قلبها المظلم ...
امسك وجهها لـ يقبل عينيها/ انتِ بخير
نبرة صوته يجعلها تشعر بالذنب لأنها كانت وصمة خذلان لها ، ولآنها رضت ان تلوك البكاء المتصلب على احتراقها على مرأى من عينيه
بخوف اردف/ بثينه حبيبتي وش فيك تتوجعين من شنو بالضبط
بثينه بكت بألم لـ تشهق/ تحلمت فيهم ... سمعت صوتهم والله اشتقت لهم كثير .. امي تعاتبني وابوي بعد
يحق له ان تسلمه مفاتيح العتاب لـ يمارس التجديف اللاإرادي بها ... في كل اقفال الماضي ، لـ تغرق اكثر في التفاصيل المنسية كلما انكسر مفتاح وتقحمها في حجرات يبكيها مجرد النظر الى جدرانها الصامتة ، حيث غلقت صورهم ونحن نعيش
كانت تجلس على طرف السرير ... لـ يعانقها بشدة/ بسم الله عليك .. بثينه خلاص ذبحتي عمرك .. بعدين تعالي يرضيك تشوفين امك وابوك تعبانين في هالدنيا .. ردي علي يرضيك هالشيء
بهمس مخنوق/ لا والله ما يرضيني ..
حيث تتشابك أيديهم وعلقت عينيه على آخر تفاصيلها اهدابها الكثيفة عينيها تحيط بسوار من
السواد الداكن مرارًا بـ انفها الاحمر من اثر البكاء شفتيها .. وقبل ان يهدي له الزمان ساعة جديدة لا تحمل ثوانيها رائحة هذا العمر الذي اراده ان يكون مشتركا بينه وبينها
لـ يبعد خصلة شعرها للوراء/ اسمعي يا بثينه .. لا تتوقعين ولا واحد بالمئة ان احد بـ يعش على هالدنيا .. اعمارنا محدودة وغير هذا.. الله كاتب من يوم انك نطفة في بطن امك انك بـ تعشين في هذا العمر وتموتين في يوم ما ... تصدقين يا بثينه .. واحد اعرفه رجال كبير بعمره فقد اهله مرة وحده ... وكل بعد كم شهر يفقد من اهله عياله خواته بس سبحان الله ربه رزقه بالصبر ما عنده غير بنته الوحيدة الله يخليه له .... وهذا ابتلاء الله إذا حب عبد ابتلاه سواء في موت او أي مصيبة لا سمح الله واحنا علينا بالصبر .. وش فايدة التسخط والجزع وكأنك تعترضين على حكمة ربك
الي ابيه منك تحاولين تنسينهم وتذكرينهم بالدعاء والصدقة .. صدقيني كل هالحزن بـ ينتهي
كانت صامته تستمع لحديثه .. ابتسمت له/ تدري راجح عمري ما توقعت اتجوز بعد وفاة اهلي .. احس اني اخونهم وما يشاركوني بفرحتي
راجح بحنان/ في جنته بإذن الله ... قومي الحين صلي صلوات الي فاتتك .. عشان نتغدا عند اهلي
لتقف بهدوء ... بمساعدته تدخل دورة المياه ... لـ تتوضأ من ثم تخرج بعد ثلاث دقائق
ابتسم/ بثينه القبلة من هنا ...
وهو يساعدها على المكان ومن ثم قبل جبينها/ انا رايح اصلي الظهر ثم ارجع لك .. ماني مطول ...
دخل دورة المياه لـ يأخذ شاور سريع ... لبس ثوبه ويلقي نظره لمرآه ليضع انامله على طرفي شماغه وينسفها بطريقة انيقة واضاف بعض العود .. من ثم لبس جزمته .. متوجها لها لـ ينحني ويقبل رأسها مرة اخرى/ ماني مطول انتبهي على نفسك ... استودعك الله ...
،
بعد ساعتين واكثر
لـ يجدها ترتدي عباءتها .... ومحتضنه حقيبتها السوداء .. ابتسم لها لـ يتقدم ويمسك معصمها/ هو شرط نروح للوالدة
كل الكلام الذي نال من خجلها ، سـ ينال من قلبه حين يقرأه ويكتشف كم هذه الانثى ( والتي هي بثينه ) قد اضاعت عمرها في ترتيب وتنسيق من ذاتها وكأنما ترى حالها ... وعلى حافة لسانها كي لا تربكها سماع صوته ... حاضرها الذي ولى منقوشاً على كفها
بثينه لتهمس بهدوء/ راجح فشله نروح لعمتي واحنا متأخرين
وهو يلقي خبثه/ عادي عريس يبي يتهنا مع عروسته ما اظن الوالدة بـ تزعل
بثينه بخجل/ طيب ما ودك نطلع لأني تعبت وانا انتظرك
راجح بحب/ لا تلوميني ان كان مريت محل الورد واخذت لك هالوردة
يمد لها بـ جورية حمراء اللون ... لتمسكها ومن ثم تشم رائحتها ... وتهمس بعفوية/ مشكور حبيبي
انتظر ابتسامة على ظل يشبه لوحة يلوح عينيه الواهمة من بعيد .. ابتسم لـ يردف/ اقول خلينا نخرج قبل ما خربها
وجنتيها الممتلئ خجل ... ابتسم لشوفتها مما لا يعلمه عن الغد
،
في فلِه ابو راجح
كانت تحمل المبخرة لـ ينتشر رائحة العود، ويغمر المجالس ببخور الفرح ، شدت الخطوات للمجالس ....
بعد ثواني كانت تفتح الباب وتبتسم لـ مريم ...
ياقوت بتأفف/ ياربي وش الحر هذا .. الله لا يسخط علينا ...
ابتسمت مريم بترحيب/ حي الله ياقوته وراك تأخرتٍ ....
لتبتسم ياقوت ومن ثم تهمس بهدوء/ الله يبقيك .. وشلون العرسان ما وصلوا
مريم وهي تنفث البخار الصاعد من المبخرة/ لا والله ما وصلوا .. تصدقين متحمسة لشوفتهم
ياقوت/ مو اقل مني .. صدعت راس جاسر .... الا امي وينها
مريم/ تعرفين امك حبها للمطبخ ... تعالي نساعدها
ياقوت/ الله يهديها تحب تعب نفسها .. ياسر وينه لا يكون ما رجع من دوامه
مريم بضيق/ لا الله يستر عليه ... بس تعرفين طبيعية شغله ، في أي وقت احد يدق عليه وحتى لو انه ما عنده الرحلة ينوب عنه ...
ياقوت/ يا حبيبي يا اخوي الفال له و نفرح فيه مع هنوده
مريم/ الله كريم ... وبعدين وش هالحلاوة هذه
ترفرف بـ رموشها/ وش رأيك في لوك الجديد
مريم/ بس خسارة قصيتي شعرك
ياقوت/ ايه .. قصيته على طوله وصبغته ...
مريم/ ادري يا الخبلة ....
،
اوقف راجح السيارة أمام منزلهم/ لحظة بثينه ... لا تفتحين الباب
ترجل من سيارته لـ يتقدم لها ويفتح الباب وهي تدرك ان حال بلوغ يديه سألتقط يديها وانه مهما تمتمت ثم بالاعتراف هممت .. لن يفهم طلاسم صوتها ولن يعرف انها رغم استحالته ظللت تحبه وتدسه عنوة في كل الاحلام ...
ابتسامة ترتسم على ثغره/ حي الله بثينه
بثينه/ راجح وش تسوي انت
ابتسم راجح/ ابد سلامتك ... عاد لا تستحين من اهلي واعتبريهم اهلك
بثينه وهي تضغط على كفيه/ من عيوني ... اصلا بدون ما توصي
راجح بثقل رجولي/ تسلم لي هالعيون ...
شد الاثنان خطواتهم لباب الرئيسي ... لـ يدخل راجح ويلقي السلام على والداته ....
ام راجح تعانقه وبترحيب/ حي الله العرسان .. هلا يمه وشلونك عساك طيب
ابتسم لها/ الله يبقيك يالغالية وانا بخير جعلك بخير ....
ام راجح تبكي من طلة حضور الفرحة لـ قلبها منذ رأت حضوره مع عروسته
رجع للخلف ومن ثم مسك معصم بثينه/ بثينه سلمي على امي
تقدمت ام راجح/ يا مرحبا ببنيتي .. يا مرحبا .. بشريني يا امك عسى راجح ولدي ماهو مضايقك
ابتسمت بخجل لـ تقبل كفها/ هلا فيك عمتي .. انا بخير
مريم/ ياقوووووووووته تعالي راجح وصل ....
لتتقدم له ومن ثم قبلت كفه/ مبروك ياخوي ...
ابتسم لها راجح/ الله يبارك فيك .... وش فيك انتِ كأن لاحقك احد
مريم/ ابد من الفرحة قلت استقبلكم بدري ... وخر عني بس خلني ارحب بـ حرمة اخوووي
ضحك راجح/ الله يرجك ...
مريم/ هلا والله بـ بثينه تو ما نور بيتنا
بثينه/ هلا فيك .... مريم صح
مريم/ يممممه منك وشلون عرفتيني
ابتسمت بثينه/ من نبرة صوتك ...
مريم/ ما شاء الله تبارك الله .. تعالي بثينه قولي صدق .. اعرف اخوي من النوع الثقيل عساه بس ما غثك
راجح/ مريومه هجدي شيطانك وابعدي قرقرتك عن زوجتي
مريم/ لا والله ... طير بس ...
ضحكت بثينه بينهم ....
أم راجح/ ابوك في المجلس ينتظرك ...
راجح/ اجل بروح اسلم عليه .. تعالي بثينه
مريم نظرت لأخيها/ لا خلها انا بوصلها عند ابوي
راجح امسك بثينه بـ تملك/ طيري لا اشوتك الحين
ياقوت ضحكت/ راجح احم صاير خفيف دم
نظر اليها بنظرات حادة
مريم بخوف/ يمه من نظرتك ....
ضحك راجح/ يا حليلي تراني ما اخوف .. الا ياسر وينه
لتردف ام راجح/ بدوامه ...
راجح و بثينه دخلا الى المجلس .. دخل راجح المجلس لـ يجد والداه يجلس على الاريكة السكرية بزخارف انيقة ومريحة للعين ..
قبل رأسه/ شلونك يبه
أبو راجح/ يا مرحبا بولدي .. حي الله العريس
ابتسم راجح/ الله يبقيك يابوي ... هذه بثينه ....
ابتسم ابو راجح ويردد بداخله ذكر الله/ يا مرحبا بالزين ... يا مرحبا ببنيتي
امسكت كفيه لـ تقبلها وبخجل/ هلا فيك عمي
أبو راجح/ وشلونك الحين عساك مبسوطة
بثينه/ حمدلله عمي ...
راجح/ افا يبه وانا ما تسألني ...
جلس راجح لتجلس بثينه بجواره ....
شدة ياقوت صينية القوة .. لتكسب فنجان من القهوة/ سم يبه
ابو راجح/ بس يا ابوك تقهويت انا .. قهوي المعاريس
ضحكت مريم ....
بثينه ترمش بتوتر لـ تضغط علي كفي راجح ...
مريم/ اقول راجح متى سفرتكم ...
راجح ينظر لعيني مريم من ثم ابتسم/ بكره في الصباح ...
،
بعد نصف ساعة
جلست بهدوء بقربه ...
ام راجح بحنان/ يا امك اكلي لا تستحين منا
لتردف بخجل/ إن شاء الله عمتي ...
،
ليلة الاثنين في منتصف الليل
قبل الاعتراف كانت مرغمة على احداث فتح المصيبة ... شيء في داخل ابيها يجب ان تعرفه وليتها لم تحقق بين الذل حين عرضت على ابيها التحدث لم تتوقع بـ ان ابيها مختنق وكاتم لـ 20 السنين .. أي قيمة هي ارتكبتها حتى تحصل على هذا الجزاء لـ تردف بوجع/ اللهم لا اعتراض اللهم لا اعتراض
...
سمعت صوت اعمامها الغاضبين ...
محمد/ صالح انهبلت انت .. بـ تزوج لـ بنتك شايب ولا عنده حرمتين وين عقلك
فارس بغضب/ الحين غايب ومختفي كل هالشهور وآخرتها تقول لي بنتي انخطبت ومنو بـ صديقك الي طاعنك بظهرك ..
أبو احمد/ اهجدوا ما عاد به حيا ... احسن لكم تضاربوا قدامي بعد ... اص وانت بذات ما عاد لي حشمه والتقدير هايت لي مدري وين الله غاطك ...
صالح بحزن تقدم له لـ يقبل رأسه لـ يقابله بـ صد
أبو احمد/ ابعد مناك لا تقرب
صالح بضيق/ يبه والله ما غبت من الكيف الا مجبور
تركي بغضب/ وش الي حادك له .....
صالح نكس رأسه وبوجع/ انا مديون له بـ 900،000 وعدته انه يتزوج بنتي بس كان كل السالفة مزوح ما كنت واعي بـ الي اقوله
أبو احمد يكزه/ هذا سواه رجاجيل .. يوم انك محتاج ليه ما طلبته من اخوانك ليه ما ناديتني وانا البيه ... وراك ما تكلم
صالح بحرج/ يبه كلن لاهي بحياته ... واستحيت اطلب هالمبلغ منكم
تركي بسخرية/ تصدق انك تضحك الحين مستحي منا ولا استحيت من خاين طمع في بنتك
ابو احمد يكزه بعكازه/ انت اص ثاني .. لا تطاول على اخوك الكبير .. ما عاد به حشمه واحترام ... وانت متى يبي المبلغ
صالح/ الليلة يبه آخر مهله عندي ..
ابو احمد/ خلاص اعتمد الفلوس بجيبك .. عطني رقمه اتفاهم معه
تركي/ يبه انت من صدقك اكيد دام انه يبي المبلغ بـ يطمع في البنت دام ابوها #####
لـ يكزه ابو احمد ومن ثم يردف بغضب/ اذلف عن وجهي .. حسبي الله عليك من ولد
تركي بغضب/ وانا صادق
محمد ينظر لأخيه/ تركي بطل الفاظك القذرة واطلع يكون احسن لك وللجميع بعد
تركي/ طالع بدون ما تقول .. بس صبا ماحد بـ يأخذها الا الانسان الكفو لها وإلا والله لا اقلبها مصيبة عليكم .. كافي الي صار من سنين وسكت و انطميت بعد ... لكن انها تعيد حكاية خالها هذا الي ما اسمحه لكم
ابو احمد بغضب/ انت ما تفهم ... اطلع برا دوم مسود وجهي بين خلق الله .. لا فعول ولا منطوق ....
محمد ينظر لأخيه بغضب/ وش جاب سيرة اخوك احمد ..... واحد معتبرنا انه حنا اهله وجماعته اخذ الاجنبية وما عاد له حياة بينا ... لا عاد تفتح سيرته تسمع ... وامش قدامي اشوف
فارس نظر لأبيه الذي ارخى العكاز بين يديه لـ تسقط على السجاد لـ يصرخ بخوف/ يبه ... يبه محمد عطني مويا ...
تركي بقلق/ وش فيه ابوي
لـ يمسكه محمد لـ يضربه بقهر/ كله منك .. متى تفهم ان سيرته توجع ابوك .....
صالح بخوف على ابيه نادى على صبا التي اتت ومعها كوب من الماء ... وبخوف/ يبه جدي وش فيه ....
فارس غسل وجه ابيه لـ يردف/ يبه ... انت بخير الحين
فتح عينيه المتعبة من زمن اهلكه دون ان يخفي هذا الالم الموجع/ بخير ..
صالح/ يبه اخذت إبرة الانسولين
فارس/ صبا وانا عمك جيبي لي شيء حلاي ..
صبا/ ابشر عمي
وتقبل يدي جدها/ جدي سلامتك .. ترى وعلى جسدك حق .. لا عاد تهمل صحتك مرة ثانيه ان كان لي خاطر عندك تأخذ ابرتك بوقتها وانا بشرف عليك بعد
تأمل عينيها وملامح وجهها الناعمة .. وقارنها بـ تلك الملامح الشرسة والخبيثة
ابتسم لها بتعب/ من عيوني يا ابوك عطيني إبرتي من كبري نسيته
لتردف وهي تمسح كفه بـ معقم المطهر ومن ثم تعطيه الابرة/ سلامتك جدي ما عليك شر إن شاء الله ...
ابتسم بحنان/ قربي يا ابوك ...
لتقرب من حضن جدها لـ يقبل رأسها/ تسلم يمين امك .. عز الله انها عرفت تربي ...
بخجل/ جدي ... الله لا يخليني من طلتك
تركي بغيرة/ أي الحب لناس ومنعم عليهم .. الله يرزقنا
ابو احمد حدق الى ابنه كان وجهه نسخة مصغرة من اخيه احمد .. لذلك يكره وجوده بقربه
تكهرب الجو .... ابو احمد ينظر لـ صالح/ عطني رقم ابو مفلح
صبا كانت تائهة بين الغازهم .. لـ تتركهم وتخرج دون ان احد يشعر
امسك بالهاتف لـ يتصل على ابو مفلح
ابو احمد/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خليل/ وعليكم السلام ... هلا والله ابو احمد .. عساك طيب
ابو احمد بضيق/ لا والله ماني بـ سالم .. والا هذا فعول تسويها انت و صالح
تنهد خليل/ والله يا عم انا مو طالب الا حقي .. وانت اعلم بولدك
ابو احمد/ فلوسك بتوصل بحول لله وقوته ... لكن البنت اصرف النظر عنها
خليل/ ياعم فلوسي وحقي .. وصبا هي بعد من حقي
بغضب/ ابو مفلح قدك عيالك بكبرك احترام نفسك وقدر شيبتي
خليل/ يا عم انا عندي ورقة موقعة تثبت لي احقيتي بـ صبا
ابو احمد بغضب/ أي ورقة الي تتكلم عنها ....
ثم رمق نظرة لـ صالح جعله يبلع ريقه بصعوبة
لـ يجيب خليل/ دام ان ولدك احتفظ في هالشيء ... من مصلحتي ما اقول لك يا عم ..
لـ يغلق الخط وهو يكزه بعكازه/ انت وراك بلاوي قول يا صالح .. انتم تبون اموت غبن ها تبون اموت غبن وقهر
صالح/ يبه والله انها
صرخ لـ تتضح عروقه/ قل وش وراك .... والله لو انها امك كان ماتت حسره وغبن
صالح/ يبه
ابو احمد/ وحطبه قل وراك ترجف
صالح بضعف/ يبه انا وقعت على ورقة وكان من ضمنها ان صبا تكون لـ ابو مفلح
كانت تحمل بيديها الصينية الماء ... لتقع على الارض وتنكسر من ثم تبكي .. لا تحظى بشرف الوصول سوى الخطوة التي لم يخنقها اللهاث ... كان الباب مفتوح ... حتى التقطت حديثهم لتبكي بغصة وليتها كانت محض الضجيج يموت صداه حيت تصفعه الابواب المغلقة .. كانت تغيب في كل لحظاتها المعزولة ولسبب ما .... انتبه عليها فارس لـ يمسكها من معصمها/ صبا
صبا بحزن/ عمي سمعت الي انا سمعته .. ابوي يبعني بـ مبلغ .. عمي انت مستوعب الي يقول له .. يبيع بنته عشان شوية فلوس وسخ الدنيا .. عمي انا مو مستوعبة والله مو مستوعبة الي يقوله
لـ يعانقها ومن ثم يهمس/ اهدئي يا صبا .. اهدئي انتِ فاهمة الموضوع غلط
بغضب وهي تشير بقلبها/ أي غلط عمي وانا سمعت كلامه بـ اذوني .. زين وش ذنبي انا
عمي ......
فارس/ لا حول ولا قوة الا بالله .. يا صبا والله انك فاهمة الموضوع غلط .... اسمعي
لتمسح دموعها بقسوة/ انت الي اسمعني عمي .. دام ابوي باعني انا موافقة عليه
لـ يصفعها بقسوة/ انتِ تستهبلين ما عاد بك عقل .. وهذا انتِ رزين والعاقل وتتهمين بـ ابوك بـ شيء هو قاصده زين لك والحياة المناسبة ...
صبا بخوف وهي تنظر لـ عينيه وتعرفهما جيدًا وترى كل الثغرات التي تنزوي وراء سوادهما .. ادركت في اللحظة التي يصاب فيها صوته بشرخ غير مسموع ان كلامه نسيج رث لن يشعر روحها بالدفء الذي تشعر به حين تجازف بقول الصدق
فارس/ انسي الموضوع يا صبا .. ما جاك الرجال الي يستاهلك
صبا/ عمي انا اشوفه مناسب لي
فارس بغضب/ انتِ تضحكين على نفسك واحد في أواخر الخمسين وتقولين مناسب لي ومتزوج حرمتين بعد ...
صبا بثقة/ يمكن هذا نصيبي
فارس ببروز عروقه/ احلفي بس .. اقول لا يكثر و زواج من هالشايب اغسلي يدك ولا تفكرين بعد
صبا/ عمي انت فاهمني غلط .. كل الي بـ قدي تزوجوا وكونوا اسرة بعد .. وش الي انا ناقصني عنهم
فارس بغضب من تفكيرها السطحي/ صبا لا بالله ما انتِ صاحية وإلا هذا كلام تقولينه .. عمرك 24 السنة والعمر قدامك ... فكري في هالشيء
صبا بوجع/ عمي قلت لك انا موافقة عليه .. وبـ ستخير و بـ فرح .. حالي من حال البنات
فارس بغضب/ هذا الناقص بعد .... انثبري وانطمي في بيت ابوك ولا جاء الي يستاهلك انا اول من يفرح لك ....
لـ يشد الخطوات ويغلق الباب من خلفه بغضب ....
،
يوم جديد
نزع شماغه من ثم جلس على الاريكة ب أريحية
ليهمس بهدوء/ اخبار العريس
ياقوت بتوتر/ حمدلله طيب ومبسوط ...
نظر لعينيها/ وش فيك .. تخفين شيء علي
لتبلع ريقها/ جاسر انا
وقف من ثم تقدم لها لـ يمسك شعرها/ يعني تهورتٍ وقصيته
ياقوت بنظرات عطف/ جاسر حبيبي انت .. والله طوله متعبني وبعدين انا قصيته مدرج على طوله
نظر لـ شعرها المقصوص كـ شلال جارف وغرتها التي تبرز ملامح عينيها الناعسة/ تدرين انها حلوه عليك بس لا عاد تعدينها
ابتسمت بحب له/ جد عجبك شعري
لـ يطوقها وبنظرات خبيثة/ أي بس الاسود البق عليك من هالملون
لتكزه بصدره ثم تبتعد عنه/ جاسر ... يعني الا تنكد علي تحب تشوفني دوم معصبه منك
امسكها من خصرها/ أي حلاتك وانتٍ معصبه
لتنظر له بزعل/ وخر عني بس .. دوم تضايقني انت
جاسر/ افا زعلتي
ياقوت/ لا تبيني اضحك على كلامك .. جاسر انت وش فيك صاير لي بارد وغير عدم اهتمامك فيني .. انا مقصره بحقك
حين يشاهدون بعضهم بعيون لا تتفطن لحركة الصمت في ارحام اصواتهم
اتدرِ كم بلغ عمر الصمت في صوتها ؟ سنينًا طوال بذرتها وهي تحبك بينها وبين نفسها ... اضعتها وهي تعجن الكلام وتعجنه الى ان فقد صلابته التي تحمي قلبها من الكسر إذا اعترضت طريق صدقة باللامبالاة أو بإشارات توحي لها انك أتيت في وقت متأخر لتعلن عن حبها لكَ ..
الوقت عدوهم انت وهي .. ما الذي سيخسره لو رتبت لها مكانًا في قلبك قبل حلول الزحام ؟
ما الذي كان سيخسره لو جعلنا نحيا معًا ، ونموت معًا بقناعة واحدة هو اننا حتى خلف التراب سنبتسم ؟
جاسر/ اعرف والله انك ما انتِ مقصره .. بس انا هالوقت امر بظروف صعبة في شغلي .. تحمليني شوي ...
لتبكي بقلب ادمائه الشوق/ جاسر تعبت من نفسي من كل شيء .. ابي طفل يملي علينا حياتنا
جاسر والله تعبت من حالتي
مسك كفيها لـ يقبلها برقة/ ربك كريم ولا تستعجلين على رزقك ...
ياقوت بوجع/ جاسر لنا السنة وما حملت الناس بزواج اخوي والله ما رحموني يقطون علي كلام انا والله مالي ذنب فيه
جاسر مسك وجهها وينظر لعينها/ انتٍ بخير وانا بعد .. بس ما تدرين عن حكمة ربك .. وبعدين وش لك بكلام الناس الي لا يودي ولا يجيب ... اهم ما عليك راحتي وناستك والباقي لا تتهمين لكلامهم
ياقوت بألم/ جاسر انا سمعت كلام كثير يوجعني .. الله يخليك خلنا نكشف يمكن العيب مني
بتهكم اردف/ كشفتي مليون مره وانا كشفت معك بعد ... ما فينا شيء
ياقوت/ اجل ليه ما حملت ... حتى حبوب منع الحمل والله ما اخذها .. جاسر خلنا نكشف مرة ثانية الله يخليك
بحزن لحالها/ طيب من عيوني ...
ياقوت/ حبيبي لا تزعل مني ...
ابتسم لها/ وازعل عليك ليه .. لبسي عباتك بوديك الحين نكشف مثل ما طلبتي ...
،
في جناح فارس
بضيق وهو ينزع شماغه ويريمه على الطاولة ....
ربت على كفه/ تعوذ من ابليس يا فارس ....
فارس/ اقول لك راسها عنيد ... عمري ما شفت مثل عنادها ... هذا الناقص تأخذ لي واحد اكبر حتى من ابوها
حنين بضيق لـ ضيقه/ يا فارس يمكن نصيبها بعد ما تدري عن حكمة ربك ...
فارس بغضب/ أي النصيب الي تتكلمين عنه .. هي حتى ما استخارت واقفت مثل الخبلة
حنين/ استغفر ربك وادحر الشيطان ... والله يكتب ما فيه الخير والصلاح
فارس/ حنين انا اتكلم بمنطيقة البنت كبر بنته ... حتى ولده الصايع ما تزوج .. وغير انها زوجة ثالثة تفهمين على الي اقوله
حنين/ فاهمتك والله .. وهي مصره على رأيها يمكن ترتاح معه
فارس اتضحت معالم عروقه/ وانا وش ضمني .. ما اقول غير حسبي الله على من كان السبب ...
حنين وهي تمتص غضبه/ هدئي اعصابك ... ما يفيد الي تسويه الحين .. هي صارت زوجته رسميا يعني ما لك حق تعترض عليه
فارس/ مو هذا الي غابني ..... استغفر الله العظيم
،
ما أسرع تآكل هذه القلوب التي تغطس في معين الهوى حتى تعيش زمنًا طويلاً .. ليتها تدرك قبل فوات الأوان أن الحب يقشر عنها تلك الطبقة القاسية ليجعلها هشة و قابلة للكسر ..
في فِله ابو علي
شد الخطوات ليدلف الباب بهدوء ليتوسط الغرفة ... انصدم من حالتها متوقعة بـ الزاوية الغرفة شعرها المهمل يغطي ملامح وجهها .. يدرك سلفا انها لم تعش كما يجب وان طفولتها سلبت منها قبل ان تركض في جميع ازقة البيت .. كبرنا بقلوب تشتاق لكل شيء لا يعود ... كبرنا رغم ان المهود التي تهتز تحت رؤوسنا لننام لم تتوقف .. ظلت تلاعبها الريح وكأنها لا زالت تتخيلنا اثاثها الصغير .... كبرتِ يا اطلال رغم انه لم يرد هذه الهجرة التي تسلخه عن اوطان حجرك .. رغم ان الفصول جميعها تنتظره ...، لا يرضى لرأسه المنهك سوى فصلك أدريكه يا اطلال فإن الايام حطمت احلامك الصغيرة وشيدت على أنقاضها قبرًا وكفن
تقرب منها ... لينزل لمستوى جلوسها/ اطلال ...
لم ترفع رأسها .... هز كتفيها/ اطلال اصحي عاد من هالكابوس
ولكن لا من مجيب وكأنما جثمة هامدة صامدة وجو الهدوء الذي غرق على المكان فجأة
’.
يتبعْ ..
|